أعوذ بالله السميع العليم من شر الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
والصلاة والسلام على آله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
كان الكلام في بيان المراد من كلمة الاسوة فهل المراد من الاسوة القدوة ام المراد من الاسوة كما اشرنا سابقاً ما يتأسى به الحزين ويتعزى به؟
قلنا فيما سبق أن هذا النزاع لا معنى له لان كلمة الاسوة لا معناها هو القدوة ولا معناها ما يتعزى به الحزين ويتأسى به، وانما الاسوة يعني التساوي والتماثل ومن مصاديقه القدوة ومن مصاديقه ما يتأسى به الحزين ويتعزى به، من هنا صار البحث هو أن هذه الاية المباركة في سورة الاحزاب (لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة) هل المراد بها هذا المصداق أو المراد بها ذاك المصداق؟
تتذكرون البعض حاول أن يقول أن المراد بالاسوة في الاية يعني المصداق الثاني يعني ما يتأسى به الحزين ويتعزى به، بأي دليل؟ قالوا بقرينة السياق انه لابد أن تتعزوا بما تعزى به رسول الله، في المقابل قلنا بأنه توجد قرينتين اخريين تشيران أو شاهدان يقولان أن المراد من الاسوة في الاية المباركة هو القدوة، وتتذكرون في البحث السابق وقفنا عند الشاهد الأول وهو ما هو المستفاد من كلمات اللغويين والمفسرين وبعض الاصوليين الذي يأتي الكلام عنهم لاحقاً وهم يقولون أن الغالبة في مفردة الاسوة أن يراد منها القدوة، فاذن نقول أن الاية المباركة أيضاً عندما قالت اسوة يراد من الاسوة مصداقها القدوة هذا هو الشاهد الأول.
الشاهد الثاني: اذا تتذكرون الراغب الاصفهاني في المفردات قال أن الاسوة تنقسم الى حسنة والى سيئة وقبيحة، هذا اولاً، وثانياً انه الاية المباركة قيّدت الاسوة بكونها حسنة يعني لم تقل لقد كان لكم في رسول الله اسوة لمن كان يرجوا الله واليوم الاخر، قالت (اسوة حسنة) يعني أن في البعد السيء اسوة أو ليس بأسوة؟ ليس باسوة؛ لانها ذكرت القيد يعني قيداً احترازياً وليس قيداً توضيحياً.
الان السؤال المطروح فكما أن القدوة تنقسم الى حسنة والى سيئة يتضرر بها الانسان، فهل أن المعنى الثاني ما يتأسى به الحزين ويتعزى به أيضاً ينقسم الى قسمين وهو اعم؟ أي منهما؟
الجواب: أن الاسوة بمعنى القدوة تنقسم الى حسنة والى سيئة، اما ما يتأسى به الحزين لا معنى لانقسامها الى حسنة والى سيئة؛ لانك عندما تريد أن تتأسى بغيرك وتتعزى به اعم مما اصابه كان حسناً أو كان سيئاً يعني اصابه المرض، المرض حسن أو سيء؟ يقول اصبر كما صبر من؟ انظر الى ايوب كيف صبر على مرضه هذا ليس اقتدي به يعني ماذا؟ يعني تعزى عزاءه الان لو اقول أيوب اسوة يعني اذهب واعمل شيء حتى تتمرض؟ لان الاسوة بمعنى القدوة يعني اقتدي به اتبعه، هو تمرّض انا لابد ماذا افعل؟ امرض نفسي، هذا معناه؟ لا، معناه ان ايوب اسوة يعني كيف انه صبر فيما اصيب به من الافات والامراض، انت أيضاً تعزى بعزاءه واصبر كما صبر.
سؤال: اذن الاسوة بمعنى ما يتئسى به الحزين ويتعزى به هل ينقسم الى حسن وسيء أم الاعم؟ اعم، اما بمعنى القدوة خاص والاية عممت الاسوة أو قيدته بالحسنة، اذن مراد من الاسوة يعني ماذا؟ القدوة بقرينة التقييد بقيد الحسنة اذن هذا شاهدٌ يرجح لنا ترجيحاً لا بأس به أن المراد من الاسوة أو الإسوة بالكسر في الاية المباركة مصداق القدوة هذا الاستعمال لا الاستعمال الثاني بأي قرينة؟ بقرينة انه قيدت الاسوة بكونها حسنة والا لو اريد بها الاستعمال الثاني فلا معنى للتقييد بكونها حسنة لان التأسي يعني ما اصيب به الامام الحسين ما اصيبت به عائلته في كربلاء، ما اصيبت به زينب وغيرها من المصائب، هذه واقعاً يتعزى بها أو يقتدى بها؟ لا يتعزى بها ويتأسى بها يعني اذا أصابك ما اصابهم فتعزى بعزائهم، ليس انه افعل ما فعلوه، هم القدوة معناه أن الذي فعله انت اذهب وتابعه، يعني اذا كان يلبس (ثيابك فقصر) يعني انت أيضاً البس ثياب ماذا؟ هذا معنى القدوة والاتباع، اذا كان يقوم ويفعل كذا انت أيضاً افعل مثل فعله.
اما قلنا في التعزي والتأسي ليس معناه افعل مثل فعله اذا أصابك ما اصابه فاجعله عزاءاً لك لا تخرج من طورك كثيراً فرق بين المعنيين فبقيد للحسنة نعرف أن المراد من الاسوة القدوة وليس التأسي والتعزي. هذا تمام الكلام في الامر الأول.
اذا تتذكرون قلنا امور ثلاثة ماذا يراد من الاسوة أو الإسوة في الاية المباركة؟ هل يراد بها القدوة أو يراد بها ما يتأسى به الحزين ويتعزى به؟
الجواب: بهذين الشاهدين نستطيع أن نقول أن المراد من الاسوة في الاية يعني القدوة يعني الاتباع، اتبعه في اقواله اتبعه في افعاله اتبعه في حركاته في سكناته في طريقة عيشه في …. الى آخره هذا هو الامر الأول.
الامر الثاني: في الامر الثاني اذا تتذكرون في آية سورة آل عمران (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني) يوجد امر بالاتباع، تلك الاية اوضح بكثير من ماذا؟ لماذا اوضح؟ لان هذه الاية قالت (لقد كان لكم) لم تقل لقد كان عليكم، لا يوجد فيها الزام وانما يوجد ماذا؟ يعني يستحب لك ويفضل لك أن تجعل رسول الله اسوة حسنة.
اذن في الامر الثاني اتم الكلام أو بعد أن الاسوة بمعنى القدوة فهل يدل ذلك على اللزوم والوجوب أو لا يدل؟ هذا بخلاف آية سورة آل عمران (فاتبعوني يحببكم الله) ذلك فيه امر بالاتباع هنا لا يوجد امر بجعله واتخاذه اسوة، لان الاية قالت لكم ولهذا تجد أن جملة من اعلام المدرستين من الشيعة والسنة منهم الشيخ الطوسي في التبيان في ذيل هذه الاية المباركة من سورة الاحزاب قال: هذا خطابٌ من الله يعني المجلد الثامن صفحة 328 في ذيل هذه الاية المباركة من سورة الاحزاب قال هذا خطابٌ من الله تعالى للمكلفين يقول لهم أن لكم معاشر المكلفين في رسول الله اسوة حسنة أي اقتداء حسن .
اذن فسر الاسوة بمعنى الاقتداء هذا المعنى الأول أو الاطلاق الأول الذي اشرنا اليه، في جميع ما يقوله ويفعله متى فعلتم مثله كان ذلك حسناً، ليس يجب عليكم أن تفعلوا مثل ما فعله، اذا فعلتم امر حسن وامر جيد والمراد بذلك الحثّ على الجهاد والصبر على الجهاد في حروبه، اذن هذا مطلق أو مقيد الاقتداء؟ بقرينة سياق الايات التي قبلها لانه اقول مجموعة الايات التي وردت في الحروب.
الآن اذا هذه القرينة تمت بيني وبين الله يكون فيها اطلاق أو لا يوجد فيها اطلاق؟ هذا البحث الثالث لانه قلنا ثلاثة بحوث عندنا البحث الأول الاسوة بمعنى القدوة، البحث الثاني اللزوم وعدم اللزوم، البحث الثالث يوجد اطلاق أو لا يوجد اطلاق؟ انتظروا قليلاً الان هذا مرتبط بالبحث الثالث وهو مطلق افعاله واقواله وسكناته وحركاته أو بمقتضى سياق الايات؟
يقول والمراد بذلك الحث على الجهاد والصبر عليه في حروبه (هذا الذي قلت أن الاعلام لا يميزون بين المعنى الأول والمعنى الثاني) بين الاستعمال الأول والاستعمال الثاني وتسلية لهم فيما ينالهم من المصائب هذه التسلية يعني التعزي والتأسي، في المقدمة يقول اقتداء هنا يقول أن يتسلى أن يتأسى أن يتعزى هذا الذي قلت انه يوجد خلطٌ في كلماتهم فإن النبي شج رأسه وكسرت رباعيته في يوم احد وقتل عمه حمزة نحن ماذا نفعل؟ نجد عماً أو نحن نكسر رباعيتنا ونكسر راسنا حتى نقتدي برسول الله؟ هكذا وهذا المقصود؟ أو نجد عماً نقول قتلوه حتى نقتدي برسول الله قتل عمنا هكذا المقصود؟! أن نقتدي بالحسين يعني أأتي بطفلك الصغير وافعل به هكذا، يوجد الان بعض المجانين يفعلون هكذا لانه هؤلاء لا يميزون بين الاقتداء وبين التأسي، يعني اذا اصبت كما اصيب الامام الحسين في علي الاصغر انت ينبغي ماذا تقول؟ أن تتأسى بعزاء الحسين لا انه تقتدي وتأتي بطفلك وتفعل به كذا، لابد الى الان سمعتم بأنه بعض الخرافيين الذين بدؤوا يريد أن يقطع يده اقتداءاً بالعباس هو هذا اقتداء لابد أن نقتدي حتى نقطع اليدين؟
وهذا نفس الفهم الخاطئ الموجود في قضية التطبير ضربت رأسها ماذا؟ نفس القضية ولكنه المشكلة انه جهلة ماذا نفعل، ذاك الطبيب كان يقول الجاهل اعيان علاجه يمكن علاجه أو لا يمكن خصوصاً اذا جهله مركب على أي الاحوال.
قال: فتأسي به (اصلا تأسي في البداية كان اقتداء حسن ثم صار تأسي) في الصبر على جميع ذلك من اسوة حسنة وذلك يدل (هنا يصرح الشيخ الطوسي) على أن الاقتداء بجميع افعال النبي حسنٌ جائز وليس واجبٌ لكم وليس عليكم حسنٌ جائز الا ما قام الدليل على خلافه، عند ذلك نقول يجب الاقتداء به والا الاصل الاية دالة على اللزوم أو غير دالة على اللزوم؟ غير دالة على اللزوم.
اذن على هذا الاساس ولا يدل على وجوب الاقتداء به في افعاله هذه الاية ليست دالة على الوجوب الاقتداء به ابداً وانما دالة على جواز الاقتداء به وان الاقتداء به حسنٌ وانما يعلم ذلك بدليل آخر اذا تريد أن تقول يجب هنا الاقتداء به من نفس الاية أو من قرينة أخرى؟ من دليل اخر وليس من نفس الاية المباركة، وانما يعلم ذلك بدليل آخر فالاسوة حالٌ لصاحبها يقتدي بها غيره فيما يقول، به فالاسوة تكون في انسان وهي اسوة لغيره، فمن تأسى بالحسن ففعله حسن وليس يجب الاقتداء لمن كان يرجوا الله فالرجاء توقع الخير وليس يجب.
حتى الامدي يدل على انه ليس بمؤمن هذا كلامه في التبيان في هذا المجال نفس هذا الكلام ذكره في كتاب العدة، العدة في اصول الفقه للشيخ الطوسي بحسب هذه الطبعة الموجودة عندي التي هي بتحقيق الشيخ الطوسي بحسب هذه الطبعة التي هي بتحقيق محمد رضا الانصاري القمي في صفحة 595 تحت عنوان فصلٌ في ذكر معنى التأسي بالنبي وهل يجب اتباعه عقلاً أو سمعاً والقول فيه نفس هذا البيان الذي تقدم في التبيان يشير اليه هنا، فلهذا يقول وقد كان يصح من جهة العقل أن يلزمنا جميع افعاله التي يفعلها رسول الله عقلاً ممكن أن يقول لكم كلما فعله رسول الله أيضاً انت يجب عليك أن تفعله، كما في قوله فاتبعوني ذاك فيه امر باتباع ولكن هذه قالت الاية كذلك أو لا؟ لا الاية لم تقل ذلك ابداً وان لم نراعي وجوه ما يفعله والا نعلم بأنه الذي نفعله كان واجباً وكان مستحباً كان مباحاً لا علاقة لنا به ممكن العقل أو الدليل النقلي يقول كل ما فعله رسول الله انتم يجب عليكم أن تفعلوه، نحن أيضاً يجب علينا أن نفعله! كما قال صلوا كما رأيتموني اصلي فكل ما فعله في الصلاة نحن أيضاً يجب علينا وان كانت هذه الجملة لا تدل لانه صلوا كما رأيتموني اصلي يا رسول الله انت عملت القنوت في الصلاة بنحو الوجوب أو بنحو الاستحباب؟ يقول لا، بنحو الاستحباب انتم أيضاً لابد أن تصلون .
اذن حتى ما فيه امر هذا يدل على الوجوب أو لا يدل؟ لا يدل، والا انت على سبيل المثال انه تترك القنوت في الصلاة مع ان النبي فعله مع أنه الامام المعصوم فعله تقول نعم فعله بنحو الندب والاستحباب والفضيلة لم يفعله على نحو الوجوب، نعم اذا انا اتيت به على نحو الوجوب خالفته؛ لانه قال صلوا كما رأيتموني اصلي، وهو قنت في صلاته على نحو الاستحباب فلو اتيت به على نحو الوجوب وافقته أو خالفته؟ خالفته.
قال وان لم نراعي وجوه ما يفعله سواءً فعله على جهة الوجوب والندب ويكون واجباً علينا ذلك على كل حالٍ لكن ذلك يحتاج الى دليل شرعي أن كلما فعله يجب علينا فعله وكلمة الاسوة تدل على ذلك أو لا تدل؟ يقول لا تدل على ذلك، ولم يقم دليل على ذلك اصلاً ولو دل الدليل عليه لما كان ذلك اتباعاً له وتأسياً به بل يكون واجباً علينا بدليل آخر والا من باب التأسي لا يدل على الوجوب فاذا ثبت أن معنى التأسي ما قلنا يعني لا يدل على الوجوب وجب أن يرعا فيه حصول العلم بصورة الفعل أن النبي عندما قام بالفعل قام به على نحو الوجوب قام به على نحو الاستحباب قام به على نحو الاباحة العامة لا امر مباح قام به عندما كان يجلس للصلاة كان يثني احدى ركبتيه والثاني يجعلها ممدودة على فرض افرضها نحن عندما نصلي نفعل هكذا؟! تقول له يا رسول الله لماذا فعلت هكذا؟ يقول والله صباح اليوم جلست فنظرت بأنه ركبتي تؤلمني فأسطيع أن اثنيها أو لا استطيع؟ لا استطيع هذا بيني وبين الله قضية شخصية ماذا علاقته بتأسي!؟
هذا إن شاء الله بعد ذلك سيأتي في الامر الثالث وهو الاطلاق وهو لابد من احراز أن هذا العمل عمل طبيعة عامة والا اذا كانت لخصوصية للنبي انا كيف اعلم هذا مستحب؟! في صفحة 604 يقول واستدلوا لان لقائل أن يقول أن الظاهر يقتضي وجوب اتباعه في كلما يصح أن يتبع فيه واستدلوا عليه بقوله لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة وانه اذا جعله اسوة لزمنا التأسي به سيما وقد قال في سياق الاية لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وهذا تهديد لمن ترك التأسي به هذا كلام الآمدي في الإحكام يقول وهذا أيضاً يسقط بما قدمناه من معنى من التأسي يقول اساساً لا يوجد مفردة التأسي لا يوجد معنى اللزوم والوجوب الاتباع لا يوجد فيه هذا.
نفس هذا الكلام ورد في اصول الفقه للشيخ المظفر الجزء الثالث صفحة 63 و64 يقول دلالة فعل المعصوم وقد يظن ظانٌ أن قوله تعالى في سورة الاحزاب لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة يدل على وجوب التأسي والاقتداء برسول الله في افعاله ووجوب الاقتداء بفعله يلزم منه وجوب كل فعل يفعله في حقنا وان كان بالنسبة اليه لم يكن واجبا الا ما دل الدليل الخاص على عدم وجوبه في حقنا وقيل انه أن لم تدل الاية على وجوب الاقتداء فلا اقل على حسن الاقتداء به واستحبابه وقد اجاب العلامة عن هذا الوهم فاحسن هذا وهمٌ لا هو دالٌ على وجوب التأسي فيما كل فعل ولا هو دال على حسن التأسي فيما فعله الا أن يعلم وجه الفعل يقول وقد الاجاب العلامة عن هذا الوهم يقول هذا توهم أن الاية دالة على وجوب التأسي ما دال على ذلك والاخوة يراجعون هذا البحث حتى لا نطيل.
وكذلك الإحكام في اصول الاحكام للعلامة الامدي المجلد الأول صفحة 238 يقول واما النقلية (يعني على وجوب التأسي والاتباع) فقوله لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة جعل التأسي به حسنة وادنى درجات الحسنة المندوب فكان محمولاً عليه وما زاد فهو مشكوكٌ، هذا مناقشٌ طبعاً هو لا يقبل بعد ذلك يقول دالٌ على الوجوب الى آخر لقرينة ماذا؟ ليس لقوله لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة ولكن بدليل قوله لمن كان يرجوا الله واليوم الاخر والا نفس هذه الجملة لا تدل على الوجوب بل ولا تدل على الاستحباب وكونه مندوباً وحسناً هذا أيضاً موردٌ آخر.
وكذلك ما أشار اليه في ابن حزم الاندلسي الظاهري الإحكام في اصول الأحكام للحافظ ابن حزم الاندلسي تحقيق احمد محمد شاكر المجلد الثاني صفحة 7 يقول قال عليٌ (الآن تنسب الرواية الى الامام امير المؤمنين سلام الله عليه) واما من قال أن افعاله صلى الله عليه وآله على الوجوب فقوله ساقطٌ لان الله تعالى لم يوجب علينا قط في شيء من القرآن والسنن أن نفعل مثل فعله عليه السلام.
اذن ماذا تقول في قوله تعالى لقد كان لكم بل قال تعالى لقد كان لكم ما قال لقد كان عليكم هذا أيضاً ينسبه الى الامام امير المؤمنين الآن لابد ننظر يوجد هكذا رواية أو لا المهم هم ينسبونها بل قال تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة يقول حتى لو كانت الاية بصدد الالزام فهي في موقع توهم الحضر فيدل على الالزام أو لا يدل؟ يعني انت كنت تتصور انه لا يجوز الاقتداء به فقال لا، اقتدي به هذا اقتدي يدل على اللزوم أو لا يدل؟ قرأتم في علم الاصول في مورد توهم الحضر اذا جاء الامر يدل على اللزوم أو لا يدل؟ لا يدل، الآن هذا ينقل على الامام امير المؤمنين هذا المعنى يقول وانما انكر عليه السلام على من تنزّه أن يفعل مثل فعله فقال له لا، لا محذور أن تفعل مثل فعله يعني لو كانت دالة على اللزوم والالزام وهو في مقام توهم الحضر وهذا هو غاية المنكر كمن تنزه عن التقبيل في رمضان نهاراً وهو صائمٌ أو تنزه أن يمشي حافياً حاسراً زارياً على من فعل ذلك يقول له لا، لكم في رسول الله اسوة حسنة يعني كان يقبل في نهار شهر رمضان ليس من المفطرات هذا ليس يجب عليك أن تقبل يعني لا محذور في أن تقبل، هذا أيضاً ينقله عن الامام امير المؤمنين.
اذن الامر الأول لابد من إثبات أن الاسوة بمعنى القدوة وبلطائف الحيل ثبت أن الاسوة بمعنى القدوة ولكنه في الامر الثاني هل يدل على اللزوم أو لا يدل على اللزوم؟ لا، بتصريح علماء الاصول والتفسير أن هذه الاية دالة على اللزوم أو غير دالة؟ غير دالة اذن تفيدنا في حجية السنة أو لا تفيدنا في حجية السنة؟ حجية السنة معناه انه يجب لزوم ليس انه انت جائز لك أن تتبع السنة أو لا تتبع لا، يجب عليك أن تتبع السنة اذن على فرض تمامية الامر الأول فالامر الثاني تامٌ أو غير تام؟ غير تام وبهذا مفروض أن نقفل البحث اذن الاية دالة على حجية القول النبي وفعل النبي أو غير دالة؟ غير دالة اصلاً لا علاقة لها ولكن مع ذلك نتنزل نقول ولو تنزلنا وقلنا بقرينة ذيل الاية المباركة لمن كان يرجوا الله وان كان لا دلالة تنزلٌ سلمنا معكم أن الاية دالة على اللزوم ننتقل الى الامر الثالث وهو انه هل يمكن أن نستفيد من عنوان الاسوة في الاية المباركة لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة الاطلاق والشمول لكل اقواله وافعاله وتقريراته وحركاته وسكناته ومأكله ومشربه ومسكنه ومشييه وحديثه والى 55 صفحة أخرى حركاته وكذا هل يمكن استفادة ذلك من الاية المباركة أو لا يمكن هذا أن شاء الله يأتي غداً.
والحمد لله رب العالمين.
28 جمادى الآخرة 1436