نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية الإنسان الكامل (01)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    بقي عندنا بحث أخير من البحوث التي كان ينبغي ان نشير إليها, وبعد ذلك إنشاء الله تعالى ندخل في متن هذا الكتاب.

    وهو هذه الرواية التي قرأناها للإخوة بالأمس وهي واردة في أصول الكافي الجزء الأول ص175 كتاب الحجة, باب طبقات الأنبياء والرسل والائمة الحديث الثاني, الرواية قال: (سمعت أبا عبد الله الصادق يقول إن الله تبارك وتعالى إتخذ إبراهيم عبداً) طبعا من الواضح ان هذه العبدية هي العبدية الخاصة لا العبدية العامة, لأن العبدية العامة كل مخلوق فهو عبد الله (سبحانه وتعالى) وهذه غير العبودية التي توجد هنا والتي نجعلها ملاك للكمال وملاك للقرب الإلهي, واشهد أن محمدا عبده ورسوله, طيب هذه العبدية غير العبدية العامة الموجودة في كل مخلوق, او {وعباد الرحمن الذين يمشون} إلى آخره, الآيات التي تذكر بأنه {إن عبادي ليس عليك عليهم سلطان} ونحو ذلك من الآيات التي تتكلم عن خصائص العبد.

    المراد من العبدية هنا هذه العبدية الخاصة والعبودية الخاصة لا العبودية العامة الموجودة في كل عبد, وبها تتمايز طبقات الأولياء والأنبياء والمرسلين ونحو ذلك.

    قال: إتخذه عبداً قبل ان يتخذه نبياً, وان الله إتخذه نبياً قبل أن يتخذه رسولاً, طيب من الرواية واضحة من ذلك التسلسل القيصري في هذا الفصل الأخير, فواضح, فإنه قال: اساساً بعد الولاية توجد النبوة وبعد النبوة توجد الرسالة, فجعل النبوة متوسطة بين الولاية وبين الرسالة, على أي الأحوال.

    وأن الله اتخذه نبيا قبل أن يتخذه رسولا وإن الله إتخذه رسولاً قبل ان يتخذه خليلاً وان الله إتخذه خليلاً قبل ان يجعله إماماً فلما جمع له الأشياء يعني العبودية الخاصة والنبوة والرسالة والخلة قال: {إني جاعلك للناس إماماً}.

    السؤال المطروح هنا, طبعا هذا التسلسل الموجود في هذه الرواية صحيح يوجد تسلسل بين عبودية نبوة, رسالة, إمامة, التفتوا جيدا, هذه أربعة درجات أو خُلّة وإمام, هذه خمسة, إلا انه إذا تتذكرون في البحث الذي ذكره القيصري جعل مقام الولاية فوق مقام النبوة ومقام النبوة فوق مقام الرسالة.

    هنا ظاهر هذه الرواية المباركة هي انه اساساً ان هذه درجات وجودية يعني أنه يرتقي إبراهيم الخليل من درجة إلى درجة, وآخر الدرجات التي انتهى إليها هي الإمامة, فالإمامة في شخص إبراهيم الخليل هي أعلى درجاته الوجودية, ولكنه عندما نقول أعلى درجاته الوجودية في الكمالات الوجودية كلها هذه موجودة على نحو اللف لا على نحو النشر, يعني من وصل إلى مقام الإمامة التفتوا جيدا, بنص الرواية أتكلم, من وصل إلى مقام الإمامة فهو واجد لكل كمالات المراتب السابقة, لا بالضرورة يسمى نبي أو لا يسمي نبي, كمال النبوة موجود أو غير موجود, هذا من قبيل المثال الذي ذكرناه في البحث الفلسفي, من يوجد عنده درجة الإنسانية توجد عنده كل الكمالات السابقة, يعني ماذا توجد عنده كل الكمالات السابقة؟ يعني كمال النمو موجود, يعني يسمى نبات؟ لا, ليس بالضرورة يسمى نبات, بل لا يسمى نبات, يسمى حيوان, يسمى بقر؟ لا, ولكن يوجد فيه كمال الحيوانية, هذه الرواية فهمي الأولي لها, هو أنها: تريد ان تقول ان من انتهى إلى مقام الإمامة فهو واجد لكل كمالات العبودية, والنبوة, والرسالة, والخُلّة فلما جمعها جميعا قال {إني جاعلك للناس إماماً}, طيب الآن النتيجة التي ننتهي إليها ما هي؟

    النتيجة التي ننتهي إليها: ان مقام إمامة إبراهيم أعلى من نبوته, ورسالته, وخُلته, وعبوديته وكل مقاماته هذه أعلى المقامات التي وصل إليها.

    الآن لأن هذه المشكلة أنه كيف يمكن لوصي غير نبي وغير رسول ان يكون أفضل من نبي ورسول من أنبياء أولي العزم, هذه ثقيلة واقعاً لا يمكن ببساطة حلها.

    طيب نحن اجبنا عنها في جواب لحلها قلنا الرسالة والنبوة من المراتب الإجرائية والتنفيذية فإذا لم يكن لها موضوع فلا حاجة لها, هذا جواب آخر عن تلك القضية كيف يمكن ان نصور ان يكون شخص إمام وهو ليس بنبي يعني لا يسمى نبياً ولكنه واجداً كمال النبوة, لا يسمى رسولاً ولكن واجد كمال الرسالة, إذن يمكن ان يكون أفضل أو لا يمكن ان يكون أفضل؟ متى يكون أفضل؟ أما ان تكون إمامته أفضل من تلك الإمامة كما في الخاتم ’فإن الرسول إمام أو ليس بإمام؟ وإمامته بحسب هذا التسلسل ايضاًَ أعلى درجاته الوجودية, يعني أعلى المراتب أعلى الكمالات التي انتهى إليها انه إمام, وإمامته أعلى من إمامة الأنبياء السابقين, فهو أفضل من جميع الأنبياء السابقين.

    وإما ان يكون حتى يكون أفضل من الأنبياء السابقين ماذا يكون؟ (كلام احد الحضور) ولي, لا, أتكلم بمنطق الرواية, الرواية هذا الولي اصطلاح العارف الآن نريد ان نتكلم باصطلاح الروايات, أن يكون وارثا للإمامة الأفضل, يعني الأوصياء وهم علي وأهل بيته ^ماذا ورثوا من رسول الله؟ إمامته وإمامته ما هي؟ أفضل جميع مراتبه  ’وهي أفضل من جميع السابقين فيكونون أفضل ايضاً, هذا بيان ثاني لإثبات.

    وهذا البيان أنا لم أجده في كلمات احد من أعلامنا, نعم يذهبون إلى الآية نفس رسول الله والى آخره وهناك مستثنى انه لا نبي بعدي وقد يقال بأنه لا نبي بعدي فهذا يكفي بأنه ينزله درجة وإذا انزله درجة فإثبات أفضلية علي على الآخرين, أو يذهبون إلى الروايات الخاصة التي هي روايات خاصة كثيرة يكون في علمكم, الروايات الخاصة كثيرة, طبعا الروايات الخاصة الأفضلية أنا لم أجد فيها, الأعلمية أنا واجد فإذا أحد ربط بين الأفضلية والأعلمية فالقضية ايضاً تكون واضحة.

    في رواياتنا واقعاً يوجد اطمئنان إن لم اقل تواتر, يوجد اطمئنان بصدورها عن أهل البيت ^أنهم قالوا أنهم أعلم من جميع الأنبياء السابقين, على أي الأحوال.

    إذن هذه الرواية التي تقول فلما جمعها, التفتوا إلى العبارة, قال: فلما جمع له الأشياء يعني هذه المراتب, مرتبة العبودية والنبوة والرسالة والخُلّة, قال: {إني جاعلك للناس إماماً} فمن عظمها في عين إبراهيم قال {ومن ذريتي, قال لا ينال عهدي الظالمين}.

    طيب هذه الإمامة ايضاً موجودة عند من؟ موجودة عند رسول الله  ’بأفضل مما هي موجودة عن إبراهيم الخليل, وأهل البيت ^ورثوا هذه الإمامة من رسول الله  ’ولا يلزم التفتوا جيدا, ولا يلزم من ان أهل البيت ورثوا إمامة رسول الله يكونون أفضل من نبوته ورسالته, التفتوا جيدا, لأنه ورثوا الأفضل فقد يكونون أفضل والجواب لماذا؟ لأنهم تابعون وليسوا اصلاء, لو كان لهم أصالة في الإمامة لكان نعم, ولكنه هذا البحث تقدم وهو انه لا يمكن ان يكون التابع أفضل من المتبوع بل حتى ولا مساويا له, لأنه إذا كان مساويا له لما كان تابعا هذا خلف.

    لذا في رواية ثانية واردة ايضاً عن الإمام الرضا ×في أصول الكافي بنفس هذا المضمون, قال: إن الإمامة خص الله عز وجل إبراهيم الخليل ×بعد النبوة والخُلة مرتبة ثالثة, إذن المرتبة الأولى, المرتبة الثانية, المرتبة الثالثة, إذن هذا معناه ان الإمامة هي فوق النبوة وفوق الخُلة وفضيلة شرفه بها وأشاد بها ذكره فقال {إني جاعلك للناس إماماً} فقال الخليل سرورا بها {ومن ذريتي} قال الله تبارك وتعالى {لا ينال عهدي الظالمين}, يعني موجودة في ذريتك ولكن بهذا الشرط وهو ان لا يكون من الظالمين, ثم قال فلم تزل في ذريته, هذه الإمامة مستمرة, انقطعت أم لا؟ هذه لم تنقطع.

    فلم تزل في ذريته يرثها بعض عن بعض قرنا فقرن حتى ورثها الله (سبحانه وتعالى) النبي ’فقال جل وتعالى {إن أولى الناس بإبراهيم لا الذين اتبعوه وهذا النبي والذين امنوا والله ولي المؤمنين}.

    طبعا هنا يوجد بحث وهو أنه إذا صار الخاتم وارثا لإبراهيم فكيف يكون أفضل منه؟ هذا البحث إنشاء الله تعالى من خلال الأبحاث في الفصل الآدمي لعله كثير منها تتضح ان هذه الوراثة التابعية كالوراثة الموجود لائمة أهل البيت ^ للرسول الأعظم, أو ليست تلك.

    قال: فكانت له خاصة فقلدها عليا ×بأمر الله على رسم ما فرض الله فصارت في ذريته الأصفياء الذين أتاهم العلم والإيمان إلى ان قال: {وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبذتم في كتاب الله} فهي في ولد علي خاصة إلى يوم القيامة, إذ لا نبي بعد محمد ’ فمن أين يختاروا هؤلاء الجهال.

    هذا تمام الكلام بحمد الله تعالى في هذه المقدمات التي أشار إليها المحقق العلامة القيصري.

    (كلام احد الحضور) لا, هذا إنشاء الله يأتي بحثه في فصل مستقل, بلي هذا يأتي بحثه, وبحث انه خاتم الولاية المطلقة وخاتم الولاية المقيدة منهما, والذي بعض الأعلام بحثها هنا, مثل شيخنا الأستاذ شيخ جوادي, بحثها هنا, ونحن ليس في محلها, لماذا؟ لأنه يأتي لها عنوانا مستقل في الفصوص التي ستأتي بعد ذلك فلماذا نستبق الأبحاث, نحن تارة لا نريد ان نقرأ الفصوص, طيب نستقي منه الأبحاث الأصلية ونأتي بها, وتارة نريد هذه الأبحاث فصاً فصاً وكلمة كلمة نريد ان نقرأها في الأبحاث, فلماذا نحاول ان نكرر أو نستقي وإلا ذاك البحث سيأتي إنشاء الله تعالى في ما يتعلق بموسى والخضر.

    بسم الله الرحمن الرحيم

    شرح مقدمة الماتن.

    تعالوا معنا إلى ص173, وسبحان الله درسنا لهذا اليوم ايضاً 173.

    ربي اعن واتمم أو وتمم بخير, الحمد الله رب العالمين والصلاة على نبيه وآله أجمعين, طبعاً هذه موجودة في المتن, وليست إضافات شيخ حسن زاده, لا يتبادر إلى ذهنك, والصلاة على نبيه محمد وآله أجمعين.

    قول الشيخ رضي الله عنه, الحمد لله منزل الحكم على قلوب الكلم, طيب هذه الجملة كم مفردة فيها, المفردة الأولى الحمد, المفردة الثانية, لله, المفردة الثالثة منزّل أو منزل, المفردة الرابعة الحكم, المفردة الخامسة قلوب, المفردة السادسة كلم, وهو يحاول ان يقف عند كل مفردة من هذه المفردات.

    أبين حقيقة وقاعدة هو أشار إليها: وهي انه يقول: لا يتبادر إلى ذهن أحد شرحي لقاعدته, أن هذا كتابنا أدبي ولفظي ولغوي ونحوي وشرح عبارة, ولماذا صار.. ابداً, نحن همنا في شرح فصوص الحكم, ان نبرز أسرار هذا الكتاب, فلعل عبارة واضحة من حيث القواعد النحوية والصرفية والأدبية ولكن نحن نقف عندها طويلا لان هذه الجملة فيها أسرار طويلة, ولعل العكس ايضاً, جملة من الناحية اللغوية والنحوية والصرفية جدا معقدة ولكن نحن نمر عليها بسرعة لأنه ذاك المقطع توجد فيه أسرار أو لا توجد فيه أسرار؟ لا توجد.

    لذا إذا تتذكرون عبارته كان في ص171 تعالوا معنا, السطرين الأخيرين من ص171 قال: وبعد فالنشرع في بيان أسرار ما تضمنه الكتاب, لا فالنشرح الكتاب, يوجد فرق بين ان نأتي نشرح الكتاب كل صغيرة أدبية لغوية نحوية صرفية تقدم تأخير إلى آخره نبين, هذا بحث, وبحث آخر لا نريد ان نرى ماذا يقول في هذه الجملة في هذه الكلمة, ولذا تجدون هذه هي خمس ست كلمات ولكنه مولانا كل كلمة يقع عندها ويبين أبحاثها.

    لذا هذه المفردات نبحثها كما بحثها لا نقدم ولا نؤخر, هو بعض الأحيان يقدم ويؤخر, ونحن بالتبع لأنه نريد ان نشرح هذا المتن, فايضاً بتبعه.

    لذا اولاً: يبحث في الحمد هذه المفردة الأولى, لذا يقول: شروع في ما يجب, هذا الحمد.

    ثانياً: في ص175 يقول: وذكر الشيخ الاسم الله, الحمد لله, لا الحمد لله رب العالمين, لا الحمد لله, هذه اثنين.

    ثالثاً: منزّل منزل الحكم بعده خمسة اسطر.

    ورابعاً: على قلوب الكلم.

    وخامسا: بعد ذلك وإنما قال الحكم, وبعد ذلك يقول وقد مر تحقيق القلب وهكذا.

    إذن مفردة مفردة يحاول ان يقف عند هذه الكلمات.

    وبعض هذه المفردات يوجد فيها بحث واحد بعضها يوجد فيها بحثان, بعضها توجد فيها ثلاثة أبحاث, وهكذا.

    إذن نحن ايضاً لكي يتنظم البحث نقول المفردة الأولى, المفردة الثانية, المفردة الثالثة, المفردة الرابعة, وهكذا ندخل في الأبحاث.

    أما المفردة الأولى: وهي قوله الحمد.

    في هذه المفردة توجد عدة أبحاث, اولاً: يتذكر الأخوة نحن في ما يتعلق بمعنى الحمد وقفنا عند هذا البحث إذا يتذكر الإخوة أين؟ في مقدمة تمهيد القواعد, وايضاً وقفنا عند هذا البحث في مقدمة هذه المقدمات الفصوص, وكذلك أتذكر قبل أسبوعين ثلاثة, ايضاً بلي (كلام احد الحضور) وقفنا مقدار, بلي ماذا الجزء السادس؟ (كلام احد الحضور) لا, ذاك بلي, لا, أنا أتكلم هنا, لا أتكلم في العرفان وإلا كثيراً أنا شرحتها ولكن أتكلم الإخوة الذين حضروا عندنا تمهيد وفصوص, في بعض الأحيان أتذكر قبل أسبوعين ثلاثة قبل ان تأتي مسالة {وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها} ايضاً هناك كانت عندنا إشارة إلى انه أتينا اسم الأعظم ذكرنا اسم محمد الغروي وبعض الإخوة ايضاً ذكروا لنا بعض المعلومات.

    فلهذا الإخوة بالمقدار الذي يمكنهم إنشاء الله يراجعون كتبهم لكي لا يحصل تكرار بمقدار.

    البحوث التي أريد ان أشير إليها هنا واقعا كم بحث:

    البحث الأول: ما هو معنى الحمد, الذي هنا هو لا يشير إليه, لأنه تقدم منه, وأنا ايضاً بنحو الإجمال أشير إليه, لأنه نحن تقدم عندنا معنى الحمد في الأبحاث السابقة, ما هو معنى الحمد؟ هذا هو البحث الأول.

    البحث الثاني: لمن يكون الحمد, هل المحمود واحد أم متعددة, هذا البحث الثاني.

    البحث الثالث: وهو من هو الحامد, الحامد من هو؟ الحامد الله أو الحامد أنا أو أنت أو الحامد معاً يعني الله (سبحانه وتعالى) يقول {هو الولي الحميد} هذه الحميد بمعنى المحمود أم بمعنى الحامد أي منهما؟

    إذن نحن كم بحث يوجد عندنا؟ ثلاثة, وفي ضمن هذه الأبحاث ايضاً توجد أبحاث وهو انه: إذا كان الحامد هو الله أو ان الحامد هي المظاهر, لأنه بناء على الوحدة الشخصية نحن لا يوجد عندنا وجودات متعددة عندنا وجود واحد حق ومظاهر وشؤون ذلك الوجود الحق, إذا كان الحامد هو الله أو كان الحامد هو المظهر هو الشأن فما هي أقسام الحمد؟ هنا يأتي البحث, ان الحمد قد يكون قولياً وقد يكون فعليا وقد يكون حاليا ونحو ذلك, واضح.

    إذن عندنا عدة أبحاث في هذه المسألة.

    أما البحث الأول: وهو انه ما هو الحمد؟

    الجواب في كلمة واحدة: الحمد هو إظهار كمال المحمود, إذا صار موجود بصدد إظهار كمال موجود آخر فهذا عمله يسمى حمد الذي نقول ثناء, فلذا ليس بالضرورة أنه توجد نعمة أو لا توجد نعمة تصل إليه أو لا تصل إليه, كلها لا علاقة له بها, ولذا يتميز الحمد عن الشكر, لان الشكر هو حمد على نعمة واصلة أما إذا لم تصل فلا معنى للشكر, وبهذا يتميز الحمد عن الشكر, ويتميز الحمد عن المدح, بماذا يتميز؟ ان الحمد فيه بعد اختياري أما المدح لا يوجد فيه بعد اختياري قد يكون غير اختياري, كما انه أنت تمدح شخصا على علمه فهذا على أمر اختياري فيه, وأخرى تمدحه على جمال وجهه, فاختياري أو لا؟ لا, على طول قامته, ما هي علاقته بذلك.

    ولذا يتميز عندنا الحمد عن الشكر عن المدح, وهذه الاصطلاحات الثلاثة التي قد يقع فيها في بعض الأحيان التشابه, إشارة إلى هذه الأمور الثلاثة.

    لذا هذا المعنى بشكل لغوي أو المعنى اللغوي له أشار إليه في المفردات ص131 في مادة حمد, قال: حمد الحمد لله تعالى الثناء عليه بالفضيلة يعني إظهار كمال من كمالات المحمود, وهو أخص من المدح وأعم من الشكر, لماذا صار اخص من المدح؟ لأن الحمد لا يكون إلا على أمر اختياري والمدح لا يكون للاختياري وغير الاختياري.

    وأعم من الشكر لان الشكر لا يكون إلا على نعمة واصلة, والحمد يكون أعم, واضح.

    قال: فإن المدح يقال في ما يكون من الإنسان باختياره ومما يقال منه وفيه بالتخيير, يعني اختياري وغير اختياري.

    فقد يمدح الإنسان بطول قامته وصباحة وجهه, كما يمدح ببذل ماله وسخائه وعلمه, والحمد يكون في الثاني يعني في الاختياري دون الأول, أما والشكر لا يقال إلا في مقابلة نعمة, فعليه فكل شكر حمد وليس كل حمد شكرا, وكل حمد مدح وليس كل مدح حمدا.

    جيد, هذا على مستوى المعنى اللغوي.

    على الاصطلاحي كما اشرنا إليه وأتذكر هذا المعنى ايضاً نقلناه للإخوة وهو ما ذكره ميرزا مهدي الاشتياني +في تعليقته على منطق المنظومة, هناك في الصفحة الأولى, قال: والحمد عبارة عن إظهار كمال المحمود وإبانة اتصافه بنعوت الجمال والجلال, هذا ايضاً مراد هؤلاء عندما يقولون حمد, مرادهم إظهار كمال المحمود الذي يحمد, طيب إظهار كماله, فهنا واضح يصير عندنا إما إظهار كماله باللسان وأما إظهار كماله بالفعل وأما إظهار كماله بالحال, الذي يصير عندنا حمد قولي, وحمد فعلي, وحمد حالي, الذي بيانه سيأتي إنشاء الله, هذا هو البحث الأول وهو المراد من الحمد.

    البحث الثاني: وهو انه لمن يكون الحمد, بعبارة أخرى: ان المحمود واحد أو ان المحمود متعدد كثير أي منهما؟ أتصور بان القضية لا تحتاج إلى كثير بيان ودقة, بناء على الوحدة الشخصية للوجود المحمود من هو؟ من له الكمال ومن منه الكمال, ومن له الكمال ومنه الكمال واحد أم متعدد؟ واحد.

    إذن, هذا استدلال القيصري, الحمد لا يكون إلا لكمال ولا كمال إلا لله فلا يكون الحمد إلا لله (سبحانه وتعالى), واضح هذا المعنى, نقرأ العبارة لكي نأتي إلى دليل آخر إلى هذه الحقيقة.

    قول الشيخ: الحمد لله منّزل الحكم على قلوب الكلم, قال: شروع في ما يجب على جميع العباد من الحمد لله والثناء عليه, يتذكر الإخوة والحمد لله كانوا حاضرين الجزء السادس من الأسفار, يتذكرون ان الأمام السجاد ×ماذا قال في أول دعاء في الصحيفة السجادية؟ قال: ان الحمد هو الذي يخرج الإنسان من حد البهيمية إلى حد الإنسانية, يعني إذا أراد الإنسان ان يتميز من البهيمة لا انه يتميز من البهيمة بأي تميز كان تميزه بحمد الله (سبحانه وتعالى) فإذا لم يحمد الله (سبحانه وتعالى) فهو في حد أولئك كالأنعام بل هم أضل, على أي الأحوال.

    بلي (كلام احد الحضور) لا لا, حده حد البهيمة, هذا الحد الإنساني وإلا كما تقول {وان من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون} ولكن إن أراد ان يصل إلى حد الإنسانية, من قبيل العقل, فإن الإنسانية ليست بالأكل والشرب والوهم, و.. وإنما إنسانيته بالعقل وإدراكه للكليات فلو أراد ان يصل إلى هذا الحد له درجة من الحمد المختصة بهذه المرتبة, أحسنتم, بلي, وإلا الحمد عام كما سيأتي.

    شروع في ما يجب على جميع العباد من الحمد لله والثناء عليه, هذا المعنى اللغوي الحمد يعني الثناء, يعني بعبارة اصطلاح هؤلاء: إظهار كمال من كمالات المحمود.

    وإذا يتذكر الإخوة ايضاً في أول الجزء السادس من الأسفار قلنا بأنه الله (سبحانه وتعالى) جعل الحمد مفتتح كتابه, كما ورد في كلمات الإمام أمير المؤمنين × ورد في بعض كلماته جعل الحمد مفتتح كتابه وجعله آخر كلام أهل الجنة حيث قال: وآخر دعواهم ان الحمد لله رب العالمين.

    قال: شروع في ما يجب على جميع العباد الحمد لله والثناء عليه ولذلك صدّر الحق تعالى كتابه العزيز بقوله {الحمد لله رب العالمين}.

    الآن يوجد بحث هنا وأنا أتصور لا نحتاج كثيرا ان ندخل إليه, وهو انه قد يقول قائل: ان الله (سبحانه وتعالى) لم يصدر كلامه من {الحمد لله رب العالمين} صدّر كلامه ب{بسم الله الرحمن الرحيم} يوجد بحث هنا هؤلاء انظروا هؤلاء ليسوا من أتباع مدرسة أهل البيت ^اصلاً لم يذكروا {بسم الله الرحمن الرحيم} من هذا الكلام, وأنا أتصور بأنه هذا خلط بين عدة أبحاث, يعني خلط بين البحث التفسيري مع البحث الفقهي مع البحث العرفاني الذي هو محل الكلام.

    اولاً: يكون في علم الإخوة هذه جملة معترضة.

    اولاً: يكون في علم الإخوة لا يوجد خلاف في ان البسملة من القران الكريم, اصلاً هذا البحث لا يوجد, البعض يتصور اساساً, لا يوجد خلاف في هذه المسألة, نعم يوجد خلاف في انه كل سورة مبدوءة بالبسمة أو لا, وهذا جدا يفترق عن قولنا ان البسملة من القران أو ليست من القران؟

    الذي فيه الخلاف ما هو؟ ان البسملة هل هي جزء مستقل في كل سورة أو ليس الأمر كذلك بسملة واحدة لكل السور أي منهما؟

    إذن لا يوجد خلاف في أصل البسملة في أنها من القران, الخلاف في هذه المسألة, هذه قضية.

    يوجد خلاف آخر: وهو انه لو سلمنا ان البسملة جزء من القرآن وان البسملة جزء من كل سورة يوجد, هذا البحث الأول كان بحث تفسيري, يوجد بحث فقهي وهو انه: هل في الصلاة لمن يريد ان يقرأ الحمد أو السورة البسملة جزئها أو ليست جزئها؟ هذا بحث فقهي يعني قد يقول في البحث التفسيري: ان كل سورة هي فيها بسملة ولكن تجب قراءتها في الصلاة أو لا تجب؟ هذا بحث ثاني.

    بحث ثالث ايضاً فقهي وهو انه قد يجب ولكن يجب إظهارها أو لا يجب إظهارها؟ وكثير من الذين لا يبدأون لا انه لا يبدأون بالبسملة هم يبسمل ولكن يبسمل إخفاتاً, هذا خلط البحث بهذه الطريقة هؤلاء انظروا هؤلاء لم يقولوا {بسم الله الرحمن الرحيم} هذا معناه انه ليس أهل خبر وإلا أهل الخبرة يدرون بأنه لا يوجد خلاف في أن البسملة جزء من القران, ولا أقل ضمن سورة (كلام احد الحضور) سورة النمل, {وإنه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم} هذا لا يوجد شك في هذا, الشك في انه هل توجد لكل سورة بسملة مستقلة أو لا يوجد؟ على أي الأحوال.

    قال: صدّر تعالى كتابه العزيز بقوله {الحمد لله رب العالمين} هذا اولاً, تعليما للعباد وثانياً وتفهيماً للعباد طريق الرشاد وطريق الكمال وطريق الوصول إلى الكمال, جيد.

    الآن هذا البحث الثاني من أبحاثنا, لمن يكون الحمد؟ هذا بحثنا الثاني, قلنا البحث الأول ما هو الحمد, وبيناه, البحث الثاني لمن يكون الحمد؟ قال: ولما كان الحمد والثناء مترتبا على الكمال يعني لا حمد إلا على كمال, هذه مقدمة في القياس والمقدمة الأخرى, ولا كمال إلا لله ومن الله, إذن النتيجة ماذا؟ كان الحمد لله خاصة.

    قال: ولا كمال إلا لله ومن الله, هذه مقدمة ثانية, كان الحمد لله ماذا؟ خاصة, الآن وهو, أنا كان في تصوري من الناحية الفنية, كان اولاً ينبغي ان يقسم ماذا يقول؟ يقول: انه بعد ان اتضح انه ما هو الحمد, لمن الحمد الآن من هو الحامد البحث الثالث, من هو الحامد, اتضح الحمد لمن الحمد, طيب الحامد من؟ هنا الحامد حقيقة هو الله, لأنه نحن يوجد عندنا بناء على الوحدة الشخصية غير الله أو لا توجد؟

    الحامد هو الله حقيقة ولكن تارة يحمد نفسه مباشرة, فهو الحامد, وأخرى يحمد نفسه بلسان مظاهره وشؤونه, اقرب المطلب إلى ذهن الإخوة لكي لا يستغربوا هذا المعنى, لأنه نحن في النتيجة أين نريد ان نصل؟ نريد ان نصل إلى الجملة, وهي انه انظروا هؤلاء يقولون ان الحمد والحامد والمحمود, وهذه يعتبروها ليست من المحاذير هذه يعتبروها من الإشكالات, انه كيف يصير وهو الذكر والذاكر والمذكور, هذه الآن نريد ان تتضح, كيف يصير؟ الجواب: واضح.

    تارة أنت الإنسان ولك شؤون وشؤونك ما هي؟ عقلك, وهمك, خيالك, حسك, أعضائك, قلبك, هذه شؤونك, هذه شؤون زيد, تارة أنت الحامد الذي هو زيد أنت حقيقة, وتارة الحامد هذه الشؤون ولكن هذه الشؤون واقعا منفصلة عنك او لا؟ لا, قائمة بك وجودها وجود حرفي وجود ربطي, لذا ارتبطوا إلى العبارة, قلت لكم انه من الناحية الفنية لابد ان يقسم هكذا, أن الحامد تارة هو الحق تعالى, وأخرى ان الحامد هي المظاهر والشؤون, هذا المعنى يقوله ولكن بالأخير يقوله.

    تعال معي إلى آخر ص174 وبالحقيقة هذا حمد الحق, نفسه في مقامه التفصيلي المسمى بالمظاهر من حيث عدم مغايرة المظاهر للحق (سبحانه) ثم يقول: وأما حمده ذاته في مقامه الجمعي, في مقابل في مقامه التفصيلي.

    إذن البحث الثالث ماذا ينبغي نرتب البحث ننظم البحث:

    نقول من هو الحامد؟ الجواب: الحامد في مرتبة مقامه الجمعي هو, والحامد في مقامه التفصيلي مظاهره وشؤونه.

    طبعاً قبل ان نصل إلى هذا التقسيم الثلاثي: قولي وفعلي وحالي, وقبل ان نصل إلى بيان ايضاً ان الحامد إما وإما, هناك مطلب أشار إليه السيد الطباطبائي في انه لمن يكون الحمد وان الحمد منحصر لله (سبحانه وتعالى) هذا المعنى إذاً الإخوة يريدون ان يرجعوا إليه يرجعون إليه في الجزء الأول من الميزان, ص19 هناك يقول هذا مطلبه: بآن أنه تعالى محمود على جميل أسمائه ومحمود على جميع أفعاله وانه ما من محمود يحمده حامد لأمر محمود إلا كان لله (سبحانه وتعالى).

    إذن من المحمود اولاً وبالذات؟ بل لا حمد إلا له من هو؟ الله (سبحانه وتعالى) لأنه هو الجميل بالذات وكل جميل منه, هذه نص عبارات القيصري, هنا يقول الكمال لله, منه الكمال وله الكمال, هناك يعبر الجميل هو الجميل له الجمال ومنه الجمال, إذن الحمد لا يكون إلا لله (سبحانه وتعالى), فلله (سبحانه وتعالى) جنس الحمد, وله (سبحانه وتعالى) كل حمد.

    الآن بعد ذلك ننتقل إلى أقسام الحمد, الآن كما قلنا في البحث الثالث نحن يوجد عندنا من هو الحامد؟ الآن على تقسيمه هو, تارة نجعل الحامد من هو؟ المظاهر وأخرى نجعل الحامد من هو؟ الحق (سبحانه وتعالى) فإذا كانت المظاهر هي التي تحمد وكل المظاهر حامدة بصريح القران الكريم {وان من شيء} فهنا شيء بحسب اصطلاح هؤلاء يطلق على ماذا؟ المراد من الشيء ماذا في الآية؟ يعني مظهر يعني شأن يعني آية, {وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم}.

    الآن نتكلم في المظاهر التي هي الحامدة طيب هذه المظاهر كيف تحمد؟ يقول: تحمد الله (سبحانه وتعالى) على ثلاثة أنحاء, ليست مانعة الجمع بل مانعة الخلو, يعني قد يحمد قولياً فقط, وقد لا يحمد لا ولا ولا, هذا ممكن, لا يحمد لا قولياً ولا فعلياً ولا حالياً, كله بالبعد الاختياري لا بالبعد التكويني الذي حقيقته تسجد ولكن هو يعلم أو لا؟ لأنه توجد عندنا بعض الروايات قال: ان الملحد أو الكافر لا يسجد لله, الآية قالت: {ولله يسجد من في السماوات} لا يسجد لله, قال: بلي بدنه لا يسجد ولكن روحه ساجدة يعني ماذا؟ يعني انه ذلك الأمر التكويني الفطري ما هو؟ ساجد لله لأنه ذاك أمر تكويني فطري أراده أم لم يرده, اختاره أم لم يختره, نعم الذي لديه يسجد ذلك البعد الاختياري له, والآن نحن أين نتكلم في البعد الاختياري لا في البعد التكويني.

    فقد لا يكون حامدا لا قولياً ولا فعلياً ولا حالياً, وقد يكون حامداً قولياً ولكنه فعلياً وحالياً غير حامد, وقد يكون حامداً قولياً وفعلياً لا حالياً, وقد يكون حامداً قولياً وفعلياً وحالياً, فهذا الذي يصير قوله فعله حاله حمد, فهذا يصير حامد أو حمد هو؟ (كلام احد الحضور) نعم هذا يصير دار الحمد هو أصلاً, واقعا دار الحمد, حقيقة الحمد هو هذا, حاله فعله قوله كله حمد.

    هذا المعنى الذي يتذكره الإخوة ميزنا بين {الذين عملوا الصالحات} والصالحين.

    قال: أما القولي فحمد اللسان.. فهذا يأتي إنشاء الله تعالى.

    والحمد لله رب العالمين.


    • تاريخ النشر : 2015/11/14
    • مرات التنزيل : 5248

  • جديد المرئيات