نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية الإنسان الكامل (02)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: وأما القولي فحمد اللسان وثنائه عليه بما أثنا به الحق على نفسه على لسان الانبياء.

    بالأمس إنتهينا الى هذا البحث وهو انه قلنا بأنه: ان الله (سبحانه وتعالى) يحمد نفسه بلسان المظاهر, فبحسب الظاهر أن الحامد هي المظاهر, وان المحمود هي الحقيقة, وان المحمود هو الظاهر, اذا أرادنا ان نتكلم بلغتهم.

    هنا يقسم الحمد الى ثلاثة اقسام, يعني ان المظاهر وان الشؤون وان الآيات عبر عنها ما تشاء, ان هذه المظاهر نحمده (سبحانه وتعالى) إما بحمد قولي, وإما بحمد فعلي, وإما بحمد حالي, أما الحمد القولي وهو واضح أن يقول المظهر او على سبيل المثال: أن يقول الانسان الذي هو مظهر من المظاهر يقول الحمد لله رب العالمين او انت كما أثنيت على نفسك.

    لذا قال: أما القولي فحمد اللسان, طبعاً عندما يقول حمد اللسان لسان كل شيء بحسبه اذا كان هناك قول فيكون حمده باللسان اذا كان انسان, أما افترضوا إذا كان حيوان مثلاً كان بقر كان غنم, فهذا ايضاً له حمد قولي, ولكن لا يتبادر انه بالضرورة ان يكون لساني.

    فحمد اللسان وثنائه عليه كيف يثني عليه؟ بما اثنا به الحق على نفسه, طيب هذا الحق (سبحانه وتعالى) كيف اثنا على نفسه, كيف بين لنا ذلك؟

    قال الانبياء المبين لنا على لسان الانبياء, هذا في ما يتعلق بحمد القولي المرتبط بالحامد الذي هو المظهر.

    وأما الحمد الفعلي وما هو الحمد الفعلي؟ يقول: وهو ان يأتي بالأعمال البدنية من العبادات والخيرات إبتغاءً لوجه الله تعالى وتوجهاً الى جنابه الكريم.

    اذن هنا ذكر قيدين لكي يكون الحمد فعلياً:

    القيد الاول: ان يكون الفعل فيه حسن فاعلي.

    والقيد الثاني: ان يكون الفعل او الحمد الفعلي فيه حسن فاعلي, لا ان يكون فقط الفعل فعلا حسنا فعلا خيرا, فعلا فيه طاعة, وإنما يكون لوجهه (سبحانه وتعالى) وإلا لو كان فعلا

    حسناً ولكن لم يكن لوجهه الكريم لم يكن {إنما نطعمكم} الإطعام شيء جيد في محله ولكن لم يكن {لوجه الله} فإذن هل يسمى حمد فعلي او لا يسمى حمدا فعلياً؟ يقول: متى يكون الحمد فعلياً؟ اذا كان فيه حسن فعلي وكان فيه حسن فاعلي, يعني ان يكون الفعل حسنا في نفسه وان يكون لوجه الله الكريم.

    لذا قال: وأما الفعلي فهو الإتيان بالأعمال البدنية من العبادات والخيرات ابتغاء لوجه الله تعالى وتوجهاً الى جنابه الكريم.

    هنا توجد حاشية للسيد الامام +وعنده اشكال على كلام العلامة الشارح, العلامة القيصري, يقول: في ص42 قوله فحمد اللسان, اعلم ان الحمد هو اظهار كمال المحمود, الآن هذا الإظهار أما أن يكون بالقول كما بالحمد القولي, وإما ان يكون بالفعل كما اشرنا إليه في الحمد الفعلي, اظهار كمال المحمود وإعلان محامده فالقولي منه ظاهر, هذا الذي أشار إليه الشارح, وأما الفعلي والحالي فليسا كما ذكره الشارح الفاضل, القيصري الذي شرح هذا المعنى غير تام.

    التفتوا الى ما يريد ان يقول, لنرى ان كلامه تام + او لا.

    يقول: فإن إتيان الأعمال ابتغاء لوجه الله ليس حمداً, هذا الذي شرحه, هذا كلام القيصري, إتيان الأعمال من العبادات لوجه الله, هذا بيان من؟ هذا بيان القيصري, يقول هذا ليس الحمد الفعلي, ما هو الحمد الفعلي؟ قال: بل الحمد الفعلي عبارة عن إظهار كمال المحمود بالعمل, طيب ماذا صار؟ (كلام احد الحضور) أحسنت واقعاً.

    فلذا السيد الاشتياني يقول: أشبه بالإشكال اللفظي, طيب مولانا هو يقول بأنه اظهار كمال المحمود إما باللسان واما بالفعل, أي فعل؟ أي فعل, او فعل بهذين القيدين, طيب انت لم تقل أي فعل, لو كنت تقول أي فعل بلي, ولكن انت تقول ماذا؟ فعل على نحو مخصوص, وهو فعل حسن خير في نفسه لوجه الله.

    اذن عبارة عن اظهار كمال المحمود بالعمل, طيب يعني ماذا؟ يعني إظهاره من خلال إتيان الأعمال ماذا؟ طيب كيف يظهره بالعمل, سؤال, واقعا نسأل هذا السؤال للسيد الإمام, نقول: كيف يظهر الحمد الفعلي بالعمل؟ طيب ان يأتي بالعبادات, ان يأتي بالأعمال, طيب هذه الأعمال يأتي بها مطلقا او بقيدين, فواقعا هذا ليس اشكال على السيد العلامة القيصري وإنما هو واقعاً تغير الا انه واقعاً في ذهنه الشريف + كان يوجد مطلب آخر وهذه العبارة لم توصل الى ذلك.

    (كلام احد الحضور) لا, شيخنا لا, فلذا قلت ان السيد الامام إذا كان مقصوده مطلق العمل فبلي, ولكن يقول فالعبادات والخيرات, لا, هو السيد الأمام ايضاً معتقد انه ليس مطلق العمل يكون حمدا فعليا, العبادات والخيرات يكون حمداً فعلياً.

    نعم توجد في كلامه في حاشيته نكتة أخرى مفيدة وهي يقول: ولكن هذه الأعمال التي يظهر فيها الحمد هذه الأعمال درجاتها متفاوتة وهذه نكتة قيمة, يقول: لا يتبادر الى ذهنكم ان جميع العبادات وجميع الأعمال التي يقوم بها الانسان وإن كانت لوجه الله, هذه حمد بنحو متواطي بل بعضها حمد ينسجم بالاسم الاعظم, وبعضها حمد بما ينسجم مع اسم جزئي, فمن هنا تأخذ العبادات مراتبها فتكون عبادة من العبادات ركن, ولا تكون عبادة من العبادات الصلاة كما تعلمون فرع لا أصل ولكنه عبادة إذا قبلت قبل ما سواها وإن ردت رد ما سواها, يعني عندما نأتي ونقيس بين الصلاة وبين باقي العبادات نجد أن الصلاة تأخذ المحورية, الحج يأخذ المحورية, طيب عبادات أخرى كثيرة موجودة, يقول نعم عبادات كثيرة موجودة ولكن كل بحسبه.

    فلذا العبارة يقول: فالعبادات والخيرات باعتبار انها إظهار كماله والثناء عليه, لا مطلق العمل, عبادات وخيرات إذا كانت لوجه الكريم, على ذاته باعتبار اظهار كماله والثناء على ذاته وأسمائه وصفاته حمدا له تعالى الا أنها مختلفة في باب الحمد والثناء, كل واحدة من هذه العبادات تبرز درجة من الحمد ودرجة من الثناء والكمال, فرب عبادة هي ثناء للاسماء الجمالية والجلالية واللطفية والقهرية فتكون فناء الله, لا ثناء الله, فتكون ثناء الله يعني ثناء لهذا الاسم الاعظم, بحسب مقامه الجامع وإسمه الاعظم كالصلاة التي لها مقام الجماعية وفيها الفناءات الثلاثة فلهذا اختصت بأنها عبادة ليلة المعراج الذي هو مقام القرب الأحمدي الأحدي المحمدي ’, ولذا انتم تجدون إنما هذه جاءت أسرار العبادات, أسرار العبادات واحدة من أهم النكات التي يراد ان يبين لنا ان هذه الدرجة من العبادة هي درجة لأي مقام من المقامات, أسرار العبادات ولعله كثير ممن كتب, الآن لا أريد اقول, بعض من كتب في أسرار العبادات ليس متوجها الى هذه النكتة, وهي انه عندما نريد ان نبين أسرار العبادات لماذا نريد ان نبين أسرار العبادات؟ حتى نقول انها هذه قيمتها عشرة وهذه قيمتها عشرين وهذه خمسين وهذه مائة, يعني انت تقيم البضاعة التي تذهب بها الى الله, ولذا قيل الصلاة معراج المؤمن, ما قيل لنا انه مثلا الخمس معراج المؤمن, وإن كان الخمس ايضاً معراج المؤمن, ولكن المعراجية التي توجد في الصلاة هذه المعراجية لا توجد في غير الصلاة ولكن بشرط المحمول, بشرطها وشروطها والا كثير يصلي ويحصل له معراج او لا؟ اصلاً يحصل له تسامي او لا يحصل له تسامي؟ إذا لم يحصل له تساهل لا يحصل له تسامي, على أي الاحوال.

    قالت: واختصت بثناء الله تعالى نفسه بها كما ورد عن جبرائيل انه قال لرسول الله ان ربك يصلي, الله (سبحانه وتعالى) ايضاً نحن لا يوجد عندنا في رواية او اثنين أن الله (سبحانه وتعالى) يصوم, ان الله (سبحانه وتعالى) يُخمس, ان الله (سبحانه وتعالى) يحج, ولكن عندنا {إن الله وملائكته يصلون على النبي} فنسب الصلاة الى نفسه, يقوم بهذا العمل وحقيقة كل بحسبه, كما سيتضح لان الله (سبحانه وتعالى) بعد ذلك سيتضح انه كما انه (سبحانه وتعالى) يحمد نفسه بلسان مظاهره ايضاً يحمد نفسه بالنحو الثاني الذي هو الظاهر كما سيأتي بحثه بعد ذلك.

    قال: وعلى هذا يكون كل العبادات والخيرات باعتبار اظهار المحامد حمدا باعتبار ان كل الملكات الى آخره.

    إذن ما ذكره في مقدمة التعليقة ليس إشكالاً على القيصري, أما ما ذكره واقعا في وسط التعليقة وهو ان درجات العبادة مختلفة كلام في غاية التحقيق.

    قال: لأن الحمد, اما الفعلي فهو الإتيان بالأعمال البدنية من العبادات والخيرات ابتغاء وجه الله تعالى وتوجه الى جنابه الكريم, قال: لأن الحمد كما يجب على الانسان باللسان, كذلك هذا الموجود اخواني الأعزاء هذا ليس بالضرورة قد يكون وجوباً فقهية قد مرتبة من مراتبه يكون فقهياً ولكن ليس كل مراتبه تكون فقهية بعضها مرتبطة بعلم الكلام, بعضها مرتبطة بعلم الأخلاق بعضها مرتبطة بعلم السلوك, كل بحسب نشأته ودرجته.

    كما يجب على الإنسان باللسان كذلك يجب عليه أي على الانسان حمده تعالى لأن الحمد كما يجب على الانسان باللسان كذلك هذه الفارزة ارفعوها, كذلك يجب على الانسان بحسب كل عضو بل على كل عضو.

    أنظروا تارة أن الانسان يجب عليه الحمد اللساني, يقول الحمد لله رب العالمين كما ورد على لسان أنبيائه وكما ورد في الآيات القرآنية, وأخرى يجب عليه الحمد القولي وهو ان يأتي بالعمل الحسن لوجه الله, ومرتبة من مراتب الحمد الفعلي هو انه يحمد الله (سبحانه وتعالى) بحسب كل عضو عضو, يعني ماذا؟ يعني ان يعطي كل عضو ما هو حقه وأن لا يخرجه عن حقه, إذا أدى حق كل عضو من الأعضاء, هذا البحث المعروف وهو انه: الذي قرأتموه في محله في باب رسالة الحقوق للإمام السجاد ×, بأنه بحسب كل عضو لابد ان يحمد, كيف يحمد؟ تارة يحمد بحسب كل عضو لسانا, وعندنا روايات أن رسول الله ’ كان في اليوم والليلة يقول الحمد لله رب العالمين أو الحمد لله 360 مرة, فقيل له يا رسول الله, او قيل الامام الصادق ×لماذا ثلاثمائة؟ قال: باعتبار انه توجد في البدن 360 عرقا مثلا, او عرقا ينبض ونحو ذلك.

    تارة ان الحمد بعدد, الحمد للنفس, الحامد هو النفس الانسان زيد هو الحامد, ولكن تارة حامد باللسان فتارة يحمد مرة وتارة يحمد كذا بحسب الأعضاء الموجودة, وأخرى حمده فعلي حمده فعلي ماذا؟ ان يأتي بالأعمال الخيرة ولكنه ان يحمد فعلا بحسب كل عضوا, يحمد الله فعلا بحسب كل عضوا يعني ماذا؟ يعني أن يعطي كل عضو من الأعضاء ما هو حقه, وان لا يخرجه عن حده, عند ذلك يكون حامدا, فعليا بحسب كل عضو, والروايات في ذلك والذي هذا المعنى يبينه بعد ذلك.

    تعالوا بعد سطر, هذه بل اتركوها, بعد ذلك أبينها, وذلك هذا يجب عليه حسب كل عضو كيف؟ قال: وذلك لا يمكن هذا بيان انه يجب عليه الحمد الفعلي بحسب كل عضو, وذلك لا يمكن إلا باستعمال كل عضو في ما خلق لأجله على الوجه المشروع عبادة للحق تعالى وانقيادا لأمره, وهذا هو مضمون الروايات التي قرأناها جميعا ويعرفها الاخوة وتفصيلها وارد في كتاب الجهاد من وسائل الشيعة هذه الطبعة التي هي لمؤسسة آل البيت, هناك في كتاب الجهاد الباب الثاني باب الفروض على الجوارح ووجه القيام بها, هناك رواية طويلة قيمة عن الامام الصادق ×الرواية لا أريد ان أقف عندها, رواية ثانية عن الإمام الصادق ×قال: {إن السمع والبصر والفؤاد كل ذلك كان عنه مسؤولاً} قال: يسأل السمع عما سمع, والبصر عما نظر إليه, والفؤاد عما عقد عليه, الى أن قال: هذه الرواية عن الامام أمير المؤمنين ×فمن لقي الله عز وجل حافظا لجوارحه موفيا كل جارحة من جوارحه ما فرض الله عليها عز وجل لقي الله مستكملا لإيمانه وهو من أهل الجنة.

    التفتوا الى التعبير: لقي الله مستكملا لإيمانه, يعني من لم يعطي جوارحه حقه يوجد عنده أصل الايمان ولكن يوجد عنده كمال الايمان او لا؟ لا يوجد, فهذه الأعمال الخلافية ومخالفة الشرع التي صدرت من الأعضاء, التي صدرت من الانسان ولكن بواسطة هذه الأعضاء, إما أن يغفر إما ان يشفع له إما ان يعذب, اما من حفظ جميع هذه الجوارح لقي الله مستكملا لإيمانه وهو من أهل الجنة, فهذا يحتاج الى غيره او لا يحتاج؟ لا يحتاج.

    ومن خان في شيء منها او تعدى مما أمر الله عز وجل فيها لقي الله ناقص الايمان الى أن قال: وبتمام الإيمان دخل المؤمنون الجنة وبالنقصان دخل المفرطون النار, واضح هذا المعنى.

    ثم أنا بودي ان هذه الرواية الاخوة يطالعونها لأنه رواية قيمة وفيها جملة من النكات التي أشار إليها الامام × هذه الرواية موجودة هنا, ورواية أخرى, الرواية الثانية ايضاً هي رواية لعله الرواية السابعة في وصية الامام أمير المؤمنين × لولده محمد ابن الحنفية: يا بني لا تقل ما لا تعلم ولا تقل كل ما تعلم فإن الله قد فرض على كل جوارحك فرائض يحتج عليك بها يوم القيامة ويسألنك عنها وذكرها ووضعها وحذرها وأدبها ولم يتركها سدى فقال الله عز وجل {ولا تقف ما ليس لك به علم}.

    يوجد هناك مطلب في وسط ص170 أنا بودي انتم تشتغلون عليه وأنا أشرت إليه, قال: وفرض على القلب بين شارحتين, الامام × يشرح القلب بحسب الاصطلاح, يقول: وهو أمير الجوارح الذي به يعقل ويفهم.

    إذا تتذكرون هذه النظرية اشرنا إليها في ما سبق, قلنا أن المشهور عند الحكماء أن الآلة التي تعقل وتدرك وتفهم ماذا؟ العقل, ولكنه جملة من الآيات والروايات تقول ان الذي يدرك ويفهم وتصدر منه الأوامر هو القلب والعقل هي الأداة لا ان العقل هو الذي يدرك ويعقل و.. الى غير ذلك.

    قال: به يعقل ويدرك ويفهم ويصدر عن أمره ورأيه فقال الله عز وجل {إلا من اكره وقلبه مطمئن بالإيمان} الى أن يقول × فاخبر الله عنها انها تشهد على صاحبها يوم القيامة فهذا ما فرض الله على جوارحك فإتقي الله يا بني واستعمله في طاعته ورضوانه, الى آخره.

    وهنا موجود هذا النص موجود, واعلم أن درجات الجنة على قدر آيات القرآن فإذا كان يوم القيامة يقول لقارئ القران {اقرأ وأرقه} فلا يكون في الجنة بعد النبيين كذا, ثم بعد ذلك باب جملة ما ينبغي القيام به من الحقوق الواجبة والمندوبة التي هي رسالة الحقوق لزين العابدين × يقول: حق نفسك, حق اللسان, حق البصر, حق السمع, حق اليدين, حق الرجلين, حق البطن, حق الفرج, حق .. الى غير ذلك, التي هي إشارة الى هذا المعنى الذي يشير إليه ها هنا.

    قال: لان الحمد كما يجب على الانسان باللسان كذلك يجب على الانسان ولكن بحسب كل عضو, الآن يجب على كل انسان بحسب كل عضو لسانا, بحسب الأعضاء, يقول الحمد لله رب العالمين, فعلا, انه يعطي كل عضو حقه الذي يستحقه ولا يتجاوز به الحق, طيب ما هذا الترقي الذي أشار إليه؟ قال: بل على كل عضو, يعني يجب على كل عضو, لا يجب على الانسان بحسب كل عضو, طيب ما الفرق بينهما؟ المقطع الاول واضح.

    قال: يجب على الانسان بحسب كل عضو, اما هنا ماذا يقول؟ (كلام احد الحضور) هل يعقل؟ الجواب: نعم, لأن الأعضاء فيها لحاظان واعتباران:

    لحاظ, اذا أردنا ان نستعمل الاصطلاح ليتضح, لحاظ العضو بمعنى المعنى الحرفي, يعني ماذا يعني له إرادة او لا؟ هذه اليد ليست لها إرادة وإنما هي مرتبطة بإرادتك, العين لها إرادة او ليست لها إرادة؟ ليست لها إرادة مؤتمرة بأمري وهكذا, اما هذه الأعضاء هي في واقعها كل واحدة منها لها إرادتها الخاصة وعلمها الخاص وتسبيحها الخاص وحياتها الخاصة, بأي دليل؟ بدليل ان الانسان يوم القيامة يلتفت الى تلك الحقيقة يقول: {قالوا لجلودهم لما شهدتم علينا} التفت جيداً, هذه {شهدتم علينا} بلحاظ المعنى الحرفي أم بلحاظ المعنى الاسمي؟ (كلام احد الحضور) نعم بلحاظ المعنى الحرفي هو مستهلك النفس في وحدتها كل القوى, هذه النفس ليس لها لا علم ولا إرادة ولا شهادة ولا.. اما لها وجود مستقل بها لها حياة مستقلة بها, لها خاصة علم خاص, لذا تتحمل الشهادة {وقالوا لجلودهم لما شهدتم علينا قالوا انطقنا الله الذي انطق كل شيء} طيب ذاك بأي لحاظ {شهدتم علينا} ويحصل الحوار والسؤال والجواب؟ لا بلحاظ المعنى الحرفي بل بلحاظ المعنى الاسمي, وهو يشير الى هذه النكتة.

    يقول: بأنه يجب على الإنسان الحمد الفعلي بحسب كل عضو بل يجب الحمد الفعلي على كل عضو, واضحة العبارة.

    قال: بل على كل عضو, وحال ذلك حال الشكر كيف ان الانسان الأعضاء يجب ان الانسان يشكر وهنا لابد ان تقول ان هنا من الموارد التي يتداخل لأنه قلنا بين الحمد والشكر ماذا يوجد؟ عموم وخصوص مطلق, طيب فهذه مورد من الموارد نعم يعني يكون حمدا ويكون شكرا, لأنه نعمة من النعم.

    كالشكر عند ذلك قال بل وعند كل حال من الاحوال, لا أنه يحمد الله (سبحانه وتعالى) بحسب كل عضو, بل بحسب كل حال, كما قال, هذا كما قال تعليل وبيان لكل حال, كما قال النبي ’ الحمد لله على كل حال.

    طيب هذه بيناها العبارة اللاحقة قال: وذلك لا يمكن الا باستعمال كل عضو في ما خلق لأجله على الوجه المشروع, عبادة لله, ايضاً إشارة الى الحسن الفاعلي والحسن الفعلي, عبادة للحق تعالى وانقياداً لأمره لا طلبا لحظوظ النفس ومرضاتها, هذه الجملة يمكن ان تبين ببيانين واقعا:

    تارة انه يريد يعني لا يكون الامر لأجل نفسه, يعني لا يكون لأجل القربة الى الله (سبحانه وتعالى) فتارة هذا, يعني ولو كان لأجل الوصول الى الجنة وطمعا الى الجنة وخوفا من النار, وتارة لا, لأجل حظوظ النفس لأجل الله يكون حبا يكون شكرا لا انه لأجل ان يحصل جنة او يتخلق من نار, كلا الاحتمالين محتمل في هذه الجملة.

    (كلام احد الحضور) بلي (كلام احد الحضور) لا شكر, ما هو علاقته بالجملة التي هي محل كلامنا التي قبل ثلاثة اسطر هذا الحديث, يقول لا طلبا, هذا ليس مرتبط بالشكر, (كلام احد الحضور) اقول أنا ايضاً أقول لا طلبا لحظوظ النفس, لا هذا في قبال على الوجه المشروع عبادة, هذه لا, في قبال عبادة لا ايضاً ذلك.

    لا طلباً لحظوظ النفس ومرضات النفس, هذا في ما يتعلق بالحمد القولي والحمد الفعلي.

    وأما الحمد الحالي:

    ما هو المراد من الحال؟ الحال كم تعلمون له اصطلاحات:

    تارة يطلق الحال ويراد منه في قبال الملكة وهذا ليس المراد هنا.

    وتارة يطلق الحال ويراد منه لا حالات الانسان يراد منه تلك الحقائق والصفات الواقعية للانسان, يعني في قبال القول والفعل, إنظروا الآن الإنسان ماذا يوجد عنده؟ يوجد عنده ذات, وأوصاف حقيقة للذات ويوجد عنده فعل وفعله على قسمين: إما فعل خارجي وإما فعل قولي لفظي, المراد من الحال هنا ما يقابل القول والفعل لا ما يقابل الملكة, يعني الصفات النفسانية يعني الحالات الداخلية يعني الاخلاقات المرتبطة بالنفس بعبارة أخرى: نفس الفرق الذي ذكرناه بين {عملوا الصالحات} والصالحين, هنا لابد ان يكون حامدا على مستوى الذات لا أن يكون حامدا على مستوى الفعل على مستوى القول, لأنه قد يكون الانسان على مستوى القول ماذا؟ حامد يقول الحمد لله رب العالمين, وقد يكون على مستوى الفعل حامد يعني يأتي بالخيرات ويأتي بها قربة الى الله لأنه {إنما نطعمكم لوجه الله} ولكنه في ذاته ما هو؟ توجد عنده صفات حميدة او لا توجد عنده صفات حميدة؟ قد تكون توجد وقد لا توجد, بحسب ملكاته الأخلاقية شجاع أم لا؟ لا توجد عنده شجاعة, جواد أم لا؟ لا ليس جوادا لأنه لا توجد عنده ملكة الجود, ما عنده ملكة العدة, نعم قد لا يرتكب الحرام ولكن عدد ارتكاب الحرام.

    لذا انتم في محله في باب العدالة يوجد نظريتان:

    نظرية تقول: ان العدالة هو انه حسن الظاهر وهو ان لا يرتكب الحرام, انتهت القضية, سواء كان ناشئا عن ملكة او لم يكن ناشئا عن ملكة, ونظرية أخرى ماذا تقول؟ تقول لا, العدالة هي حقيقة ما هي؟ لابد ان يكوم ملكة والذي لم يصل الى درجة ان العدالة ملكة, هذا عادل او ليس بعادل؟ ليس بعادل.

    هنا المراد من الحمد الحالي يعني تلك الملكات تلك الحقائق الذاتية, لذا تعبيره في الآخر التفتوا جيدا, قال: لتصير الكمالات ملكة نفوسهم وذواتهم, لا انه قوله يكون الحمد لله رب العالمين فعله يكون حمدا لله, بل ذاته ايضاً تكون حمدا لله.

    طيب كيف تكون الذات حمدا لله (سبحانه وتعالى) كيف؟ أن تكون الذات متخلقة بأخلاق الله, تخلقوا بأخلاق الله, الله (سبحانه وتعالى) كونه جواد على مستوى القول والفعل فقط أم على مستوى الذات؟ كونه رؤوفاً رحيما عليما قديرا سميعا بصيرا عالما الى غير ذلك, هذه كلها فقط على مستوى القول والفعل أم على مستوى الذات؟ كذلك ينبغي على الانسان على مستوى الذات ايضاً ان يكون حامدا كيف يكون حامدا؟ قد يكون متخلقا, بعبارة أخرى: ان يكون حكيما بصلاح هؤلاء, لأنه بعد ذلك سيأتي يعرف الحكمة يقول: الحكمة ليست هي القول فقط من غير عمل, والحكمة ليست هل العمل من غير علم, بل الحكمة هي العلم والعمل بمقتضى ذلك العلم.

    ولذا يقول القران الكريم ولذا ورد, ونجد ان القران الكريم يقول {يعلمهم الكتاب والحكمة} لو كانت الحكمة مجرد علم فهذا مستبطن في قوله {يعلمهم الكتاب} اذن توجد حكمة خصوصية وراء العلم.

    قال: وأما الحالي يعني الحمد الحالي فهو الذي يكون بحسب الروح والقلب, ذات الانسان ولكن ذاته إما الاجمالية البسيطة في مقام الاجمال اذا تتذكرون في ما سبق ميزنا بين الروح والقلب قلنا ان الروح إشارة الى المقام الإجمالي والبسيط والقلب إشارة الى المقام التفصيلي.

    قال: وهو الذي يكون بحسب الروح والقلب طيب ما معنى أن يكون حمدا حاليا؟ قال: كالاتصاف بالكمالات العلمية والعملية إتصاف لا علم, لا انه عنده معلومات مرتبطة بعلم الأخلاق ومعلومات مرتبطة بالتوحيد, لا لا ليس هكذا, مراده اتصاف, ان يكون واجدا للعلم وان يكون واجدا لما يقتضيه العلم, ان يكون واجدا للعلم وان يكون واجدا للجود.

    والتخلق بالأخلاق الإلهية, لذا هنا ينقل عبارة شيخنا الاستاذ شيخ حسن زاده في الحاشية عن القبسات ولكن لم يذكر مصدرها, يقول: أفضل مقامك في الحمد أن تجعل قسطك من حمد لبارئك قصياً مرتبتك الممكنة ما هي القصيا, أقصى المراتب؟ من الإتصاف بكمالات الوجود, كالعلم, والحكمة, والجود, والعدل, فيكون جوهر ذاتك حينئذ أجمل الحمد لبارئك الوهاب سبحانه, واقعاً أعلى درجات الحمد أن الذات تكون حمدا.

    لذا كما قلنا بالأمس ان مثل هذا الانسان اذا صار قوله حمدا لله, وكان فعله حمدا لله, وكانت ذاته حمدا لله, فيكون حامدا او يكون مظهر الحمد؟

    فرق كبير بين ان يكون حامدا على مستوى القول حامدا على مستوى الفعل, اما ان يكون مظهر الحمد كما يكون الانسان مظهر العدل, تجسم العدل, لا انه يكون متصفا بالعدل.

    اذا تتذكرون في الابحاث السابقة وفي الاسفار وغيرها, قلنا: تارة ان الانسان يتصف بالفقر فان الفقر يكون وصف لموصوف لازم لملزوم, وتارة الفقر يكون عينه {أنتم الفقراء} {انتم الحمد} بتعبير بعضهم دار الحمد, يكون حمدا وقولا وفعلا وحالا.

    قال: والتخلق بالأخلاق الإلهية, هذا المعنى هو معنى الحكمة الذي سيأتي إنشاء الله تعالى في ص176 قال: إذ الحكمة هي العلم بحقائق الاشياء على ما هي عليه والعمل بمقتضى ذلك العلم, أربعة اسطر باقية من انتهاء الصفحة, إذ الحكمة هي العلم بحقائق الاشياء على ما هي عليه والعمل بمقتضاه.

    قال: لأن الناس مأمورون بالتخلق, تخلقوا بأخلاق الله, لأنه اذا كان الانسان مخلوقا على صورة الرحمن, اذا كان الانسان مخلوقا بصورة الله, إذن لابد ان يكون متخلقا بأخلاق الله (سبحانه وتعالى).

    قال: لان الناس مأمورون بالتخلق, مأمورون من خلال ماذا؟ من خلال لسان الانبياء ^ من خلال اللسان متعلق بالأنبياء, لان الناس مأمورون بالتخلق, بلسان هذا الامر من اين جاءهم او من اين بين لهم؟ من خلال الانبياء ^ قال: (إنما بعثت) الآن أما لأتمم مكارم الأخلاق او في بعض الروايات الواردة من طرقنا (إنما بعثت بمكارم الأخلاق) لا لأتمم مكارم الأخلاق.

    لتصير الكمالات ملكة نفوسهم وهذا يكشف على انه ليس المراد من الحال هنا او الحالي هنا يعني في قبال الملكة, لأنه لو كان في قبال الملكة فلا معنى لأن نفسرها بالملكة.

    لتصير الكمالات ملكة, طبعا مراده من الملكة يكون في علمكم ليس المراد من الملكة هنا في قبال التخلق والتحقق, لا اصطلاح الملكة, لا, المراد هذه أول درجات الملكة, وقد يحصل تحقق وقد يكون عينه.

    لتصير الكمالات ملكة نفوسهم وذواتهم, وبالحقيقة هذا النوع من الحمد الذي صدر من الحامد هذا حمد الحق ايضاً, عجيب, نحن الى الآن كنا نتصور من يحمد؟ نحن كنا نتصور انه نحن الحامد وهو المحمود, تبين لا, هو الحامد بلسان المظاهر.

    بتعبيره هو:

    لقد كنت دهرا قبل أن يكشف الغطا    أخالك اني ذاكر لك شاكر

    ولما أضاء الليل أصبحت شاهداً           بأنك مذكور وذكر وذاكر

    حمد ومحمود وحامد

     وبالحقيقة هذا حمد, طبعا لا يتبادر الى الذهن ان هذا الكلام وهم, لا, أبداً ليس وهما الشأن شأن والشأن غير ذي الشأن حقيقة الشأن كما أنه انت شيء وقواك شيء آخر, انت شيء وأفعالك شيء آخر, انت شيء وقولك شيء آخر, ولكنه هذه كلها ما هي؟ زيد مع حقيقته وقوله وأحواله وشؤونه وقواه, كلها حقيقة واحدة أم متعددة؟ حقيقة واحدة فإذا صار حقيقة واحدة يمكن ان ينسب بنحو الى الشأن ويمكن ان ينسب بنحو آخر الى صاحب الشأن.

    فلا يتبادر الى ذهنك انه نحن نتوهم نتصور انه نحمد الله, لا, ليس هكذا, حقيقة ماذا, ولكن بالتوهم الذي لك, التفت جيدا, توهمك اين؟ العارف يقول للمشائي, إن توهمك انك تتصور أنك وجود منعزل مستقل عنه (سبحانه وتعالى) هذا توهم, انت لست وجودا منعزلا, ليست البينونة بينونة ليس بينك وبينه بينونة عزلة, بل البينونة بينونة صفة, اذن لا يتبادر الى ذهنك بأنه كل ما في الكون وهم او خيال تذهب الى الوهم يعني حملت الوهم على السراب لا معنى الوهم يعني انه أصلك غير موجود, لا, هذا توهمك انك شيء في قباله هو الوهم, والا واقعا انت لك شأنك كما ان قولك ولسانك شيء وانت شيء لذا انت لا تستطيع ان تقول لساني أنا, خطأ هذا, لو قلت لساني أنا, يقول: لا, يقول: هذا لسانك لا انت, انت شيء ولسانك شيء آخر.

    قال: وبالحقيقة هذا حمد الحق ايضاً نفسه ولكن اين؟ في مقامه التفصيلي المسمى بالمظاهر الآن لماذا نسبت ذلك إليه مع ان المظاهر تحمد؟ يقول: من باب إتحاد الظاهر والمظهر وعدم وجود المغايرة بتمام انحاء المغايرة لو كانت المغايرة بتمام انحاء المغايرة لما أمكن اذا نسب شيء الى احد ان ينسب الى الآخر, أما اذا كان هناك نحو من الاتحاد, قال: لعدم مغايرتها أي المظاهر له للحق (سبحانه وتعالى) هذا كله إذا كان الحق حامدا لنفسه بلسان مظاهره, الآن بحث ثاني: ما هو؟

    وأما حمده ذاته اين؟ في مقام جمعه لا بلسان المظاهر بل بلسان الظاهر, طيب عند ذلك ايضاً ينقسم الى قولي وفعلي وحالي, بحثه يأتي.

     والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2015/11/14
    • مرات التنزيل : 2828

  • جديد المرئيات