نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية الإنسان الكامل (04)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: وقوله منزّل الحكم في فتح النون من التنزيل او بإسكانه من الإنزال, والاول أولى.

    إذا يتذكر الاخوة قلنا بأن هذه العبارة وهي قول الشيخ الحمد لله منزل الحكم على قلوب الكلم, توجد عدة مفردات:

    المفردة الاولى: هي الحمد وقد تقدم الكلام عنها.

    المفردة الثانية: وهي الله وهي الاسم الاعظم وقد تقدم الكلام عنه ايضاً في ما سبق.

    المفردة الثالثة: وهي التي حديثنا لهذا اليوم وهو قوله منزّل.

    هذه المفردة كما بينا توجد فيها عدة أبحاث:

    البحث الاول: وهو انه ما هو الفرق بين الإنزال والتنزيل؟ لان الشارح العلامة القيصري, قال بأنه: لهذه العبارة يحتمل ان تكون العبارة الحمد لله منزل الحكم فتكون من الإنزال او منزّل الحكم, فتكون من التنزيل, طيب أيهما أولى؟ قبل أن نعرف أيهما أولى لابد ان نعرف ما هو الفرق بين الإنزال وبين التنزيل.

    مقدمة لابد ان نعلم ان هناك جهة اشتراك بين الإنزال وبين التنزيل يعني مادة النزول فيها جهة اشتراك ما هي جهة الاشتراك؟ وهي انه يوجد هناك علو وسفل وان الشيء نزل من العلو الى السفل, كما ان الصعود ايضاً كذلك فان الصعود يقتضي وجود سفل وعلو وان الشيء يصعد من السافل الى العالي.

    نعم يبقى الكلام وهو ان هذا النزول من العلو الى السفل, تارة يكون مكانيا, وأخرى يكون معنويا, وهذا الذي عبر عنه في ما سبق بأنه تنزل على نحو التجافي وتنزل على نحو التجلي, وان المكاني هو على نحو التجافي, وان المعنوي منه على نحو التجلي, ومن الواضح انه هنا سواء كان تنزيلا او إنزالاً لا يراد منه المكاني الذي هو على نحو التجافي وإنما يراد منه على نحو التجلي, الذي هو المعنوي وهذا ما سيشير إليه الشارح ونشير إليه بعد ذلك, هذه جهة الاتفاق بين الإنزال وبين التنزيل.

    أما في ما يتعلق ببيان الفرق بين الإنزال وبين التنزيل؟ المستفاد من عبارات السيد الطباطبائي   + في الميزان في مواضع متعددة يقول: بان التنزيل اخذ فيه معنى التدريج واخذ فيه معنى التقطيع واخذ فيه معنى التفصيل ونحو ذلك, والشواهد القرآنية على ذلك متعددة, كما سنشير إليها.

    أما الإنزال فأخذ فيه معنى الدفعة والبساطة ونحو ذلك, لذا هذا المعنى من المواضع التي يشير إليها في الجزء الثاني من الميزان ص16و17, هناك يقول: والذي يعطيه التدبر في الكتاب انه قال إنما عبر عن ذلك بلفظ الإنزال الدال على الدفعة دون التنزيل الذي يدل على التدريج ونحو ذلك, هذا ما يذكره هنا في الجزء الثاني ص16.

    إلا أنه الراغب الأصفهاني في المفردات يقول: صحيح ان التنزيل يفيد التدريج الا ان الإنزال اعم منه, التفتوا جيدا, لا ان التنزيل يفيد التدريج والإنزال يفيد الدفعة لا, لا ان احدهما يقابل الآخر, لا, يقول: الإنزال أعم والتنزيل أخص والتنزيل للتدريج أما الإنزال فقد يستعمل للتدريج وقد يستعمل للدفعة, كيف نشخص؟ نشخص من القرائن الموجودة في الكلام ان الإنزال هنا استعمل لإفادة الدفعة او لإفادة التدريج, وهذا لعله هو الذي ينسجم مع موارد استعمال القران الكريم للإنزال في القران.

    لذا السيد العلامة    + السيد الطباطبائي واقعا عندما جعل الإنزال للدفعة وقع في كلفة وتكلفة ومؤنة انه كيف يوجه تلك الآيات التي أريد التدريج ولكن استعمل الإنزال, لذا واحدة من هذه الموارد هذا المورد يقول: وأما قوله تعالى {كماء أنزلناه من السماء} طيب الماء ينزل دفعه أم تدريجاً؟ تدريجا ولكن استعمل فيه إنزال, {أنزلناه} لذا السيد الطباطبائي (رحمة الله تعالى عليه) صار هنا في تكلفة واقعا انه كيف نوجه, ثم يقول: اخذ مجموعا وكذا, لأنه هو فسر الإنزال بنحو الدفعة, فلذا هنا استعمل الإنزال وأريد التدريج فيحتاج الى توجيه, أما بيان صاحب المفردات الراغب الأصفهاني في المفردات لا القضية واضحة, فإن الإنزال تارة يستعمل ويراد منه الدفعة وأخرى يستعمل ويراد منه التدريج ويشخص من خلال القرائن المحفوفة بالاستعمال وموارد الاستعمال.

    طيب هذا في ما يتعلق بالبحث الاول.

    البحث الثاني الذي لابد ان يشار إليه في هذا المقام:

    وهو انه اساساً ما هو المراد من منّزل هنا او المنزل هنا, هل المراد الإنزال او المراد التنزيل, يعني بعبارة أخرى: هنا يريد التدريج او يريد الدفعة؟

    طيب لا اشكال ولا شبهة, التفتوا هذه قاعدة عامة ليس لها ارتباط بمحل الكلام, لا اشكال ولا شبهة بأن المعارف لها نحوان من النزول لا اقل على قلب الخاتم      ’ المعارف تارة تنزل على قلب الخاتم بنحو النزول الدفعي يعني نزلت دفعة واحدة, وصريح الآيات الثلاثة في القران الكريم تشير الى هذه الحقيقة القران الكريم يقول: {شهر رمضان الذي انزل فيه القران} وظاهر الآية انه انزل بعض القران أم تمام القران؟ تمام القران كل القران نزل في شهر رمضان, وآية سورة الدخان ايضاً قالت {إنا أنزلناه في ليلة مباركة} إذن الآية من سورة البقر تقول في تمام الشهر, آية سورة الدخان تقول في ليلة من هذا الشهر, آية سورة القدر عينت هذه الليلة أي ليلة؟ ليلة القدر قالت {إنا أنزلناه في ليلة القدر} طيب هذا النزول أي نزول تمام القران في ليلة واحد أي نزول هذا؟ هذا هو النزول الدفعي, لا اشكال ولا شبهة انه ليس هو النزول التدريجي.

    والعجيب أنه في هذه الآيات الثلاث لا إشارة الى الواسطة, ولكنه عندما جاءت الآية المباركة {نزل به الروح الأمين} الذي هو التنزيل هناك جعلت واسطة {نزل به الروح الأمين على قلبك} الذي هو التنزيل وهو التدريج.

    إذن هناك نحوان للنزول على قلب الخاتم: نزول دفعي ونزول تدريجي, {ونزلناه تنزيلا} في آيات أخرى.

    السؤال المطروح: هو أنه هذه المعارف تنزل على قلوب اولياء الله هل تنزل دفعيا او تنزل تدريجيا, فاذا قلنا بانه هنا منزّل يعني تنزل دفعيا, نزل, تدريجيا, واذا قلنا منزل فتنزل دفعي, طيب ايهما اقرب ما هي الشواهد على ذلك؟ يقول: يوجد شاهدان على انه المراد النزول التدريجي لا النزول الدفعي:

    الشاهد الاول الذي يذكره في المقام يقول بأنه: قال على قلوب الكلم, ونحن نعلم ان نزول المعارف على القلب, القلب هو موضع ومحل التفصيل أم محل الاجمال والبساطة؟ القلب وليس الروح القلب والروح على الاصطلاح.

    هل القلب بحسب اصطلاح العرفاء هو قوة فيها التفصيل او فيها الاجمال والبساطة؟ مراراً ذكرنا في الابحاث السابقة ان القلب يعني المراد منه التفصيل, وأن المراد من الروح يعني الاجمال.

    اذن بقرينة قوله على قلوب الكلم, لا على ارواح الكلم, اذن النزول ما هو؟ نزول تدريجي وليس نزول دفعي, هذا اولا.

    ويؤيد ذلك, الذي هو الشاهد الثاني: ويؤيد ذلك شاهد إثباتي وهو ان هذه الانبياء هذه المعارف يبينوها تدريجا او يبينوها دفعة؟ يبينونها تدريجا, وبهذا يتضح الفرق بين الشاهد الاول وبين الشاهد الثاني.

    فان الشاهد الاول مرتبط بالثبوت وبحقيقة الولي او النبي او الامام, والشاهد الثاني مرتبط بمقام الإثبات وبالإظهار للناس, (كلام احد الحضور) الآن هكذا يقول, احسنتم هذا اشكال, ولكن أنا قدمت قلت بأنه الشاهد الاصلي القلوب وهذا ويؤيده وهذا عندما قلت ويؤيده مقصودي هذا وهو انه اساساً لا علاقة له كما ان القران نزل دفعه على قلب الخاتم طيب نزوله الدفعي لا يستلزم ان يكون بيانه دفعيا فقد يكون النزول دفعيا والبيان دفعي وقد يكون النزول دفعي والبيان تدريجي فليكن المقام كذلك.

    إذن يوجد شاهد أساسي على أن النزول هنا على نحو التدريج ما هو؟ وهو قول الشيخ في المقدمة, على قلوب الكلم, لا على ارواح الكلم.

    نقرأ العبارة لكي لا يذهب علينا المطلب.

    قال: وقوله منزّل الحكم بفتح النون من التنزيل الذي يفيد التدريج او بإسكان النون منزل من الإنزال الذي يفيد الدفع في المقام لا انه الإنزال يفيد الدفع, لا, الإنزال اعم ولكنه في المقام ماذا يريد هذا أم ذاك؟

    والأول أولى أي ان مراده ما هو؟ التنزيل يعني التدريج لأنه إنما يكون على سبيل التدريج والتفصيل بخلاف الإنزال, الآن هذه العبارة ظاهرها ان الإنزال يقابل التنزيل, وهذا هو الذي ذكره السيد الطباطبائي ولكن الراغب الأصفهاني ماذا قال؟ قال لا, إن الإنزال أعم ويبين من خلال القرائن انه يريد الدفع او التدريج.

    بخلاف الإنزال, والانبياء هذا الذي ذكرناه كمؤيد ولكن هو يجعله كدليل, والانبياء وإن كان نزول الحكم على كتاب استعداداتهم دفعه واحدة, كما بينا في ما يتعلق بالخاتم     ’ {إنا أنزلناه في ليلة القدر} لكن ظهورها ظهور تلك المعارف هي ماذا؟ لكن ظهورها بالفعل للناس لا يمكن ان يكون الا على سبيل التدريج, والإنزال, الآن البحث ليس منظم ولكن نحن نظمناه قلنا, اصلاً يبين جهة الاشتراك أولاً ثم يبين جهة الامتياز ثانياً.

    والإنزال, هذه إشارة الى جهة الإشتراك بين الإنزال والتنزيل, والإنزال والتنزيل كلاهما يستعديان العلو والسفل, هذا أصل والأصل الثاني, هذا العلو والسفل, تارة يكون على نحو التجافي {تتجافي جنوبهم عن المضاجع} وأخرى يكون على نحو التجلي {وإن من شيء الا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر معلوم} ولا يتصور لنفي التنزل بنحو او التنزيل بنحو المكاني او بنحو التجافي, ولا يتصور هنا العلو المكاني لماذا؟ لأنه (سبحانه وتعالى) منزه عن المكان, فتعين المراد من العلو أي علو؟ العلو المعنوي, فتعين علو المكانة والرتبة بحسب مراتب الوجود يعني من قبيل قوله تعالى في إدريس {ورفعناه مكاناً علياً} يعني ماذا {مكانا عليا}؟ يعني من حيث المكان من حيث الامور المادية او مكانة, رتبة, درجة شرفا ونحو ذلك.

    قال: فتعين علو المكانة والمرتبة, الآن من باب الشيء بالشيء يذكر, يقول: هناك مراتب متعددة تبدأ من أعلى المراتب الى ان تنتهي الى أدنى المراتب, كما في قوله تعالى {ثم رددناه أسفل سافلين} طيب من الواضح أن هذه الآية تكشف عن ان درجات السفل واحدة أم متعددة؟ متعددة {أسفل سافلين} هذه درجات تكون, طيب اذا تعددت درجات السفل فتتعدد درجات العلو.

    قال: وأول مراتب العلو مرتبة الذات, المراد من الذات مرارا ذكرنا انه ليس اللابشرط المقسمي, الذي لا حديث عنها ولا بحث عنها ولا .. لأنه لا نعرف عنها شيئاً.

    وأول مراتب العلو مرتبة الذات ثم, إذن المراد من مرتبة الذات يعني ماذا؟ (كلام احد الحضور) أحدية احسنتم, بقرينة انه قال: ثم مرتبة الاسماء والصفات التي هي مقام الواحدية, هذا في ما يرتبط بالصعق الربوبي, ثم مرتبة الموجود الاول الصادر الاول, الآن نأتي الى العالم الى ما سوى الله, ثم مرتبة الموجود الاول فالأول, قلنا في قوس النزول هذا الأول فالأول فماذا يكون؟ هذا الثاني أقل من الاول, من قبيل الأعلم فالأعلم, هذا الأعلم الثاني اقل من الأعلم الاول, هذا قوس النزول هكذا أما بخلاف قوس الصعود فالقضية تنعكس, عندما نقول الأشرف فالأشرف, هذا الأشرف الثاني اشرف من الأشرف الاول, هذا في قوس الصعود, اما في قوس الصعود عندما نقول الأشرف فالاشرف يصير من قبيل الأعلم فالأعلم.

    ثم مرتبة الموجود الاول فالأول بحسب مراتب الوجود التي اشرنا إليها, الكلية والجزئية لأنكم تعملون بأنه عندنا مراتب الوجود الكلية التي هي لم تتجاوز أربعة او ثلاثة, وعندنا مراتب الوجود الجزئية لأنه في كل كلية توجد مراتب فيها, ثم بحسب الصفوف الى آخر مراتب عالم الأرواح ثم مراتب السفل, إذا يتعدد العلو يتعدد ماذا بحسب تعدد العلو يتعدد السفل, ثم مراتب السفل من هيولى عالم الاجسام الى آخر مراتب الوجود, ايضاً مراتب السفل تتعدد.

    اذن, هذه لا ينبغي ان تكون أول السطر لأنه تتمة البحث.

    ولكن من مراتب العلو سفل باعتبار ما فوقه, بعبارة واضحة جلية: يوجد عندنا علو مطلق لا يوجد فوقه عال, ويوجد عندنا سفل مطلق لا يوجد دونه سفل وما بينهم العلو والسفل يكونان أمرين نسبيين, إشارة الى هذه القاعدة.

    يقول: ولكل من مراتب العلو سفل باعتبار ما فوقه, ظاهرا هنا توجد نقص في العبارة بمقدار سطر, سوف اقرأها, ولكل من مراتب العلو سفل باعتبار ما فوقه, أي هذه ناقصة, أي كل ما هو عال فهو سافل بالنظر الى ما فوقه إلا العلو المطلق, فليس سافلا بالنسبة الى ما فوقه, ولمراتب نرجع الى الأصل, ولمراتب السفلي علو باعتبار ما بعدها إلا السفل المطلق, جيد, وقوله على قلوب الكلم, هنا هذا الشاهد الأصل الذي يبين ان المراد من المنزّل هنا يعني التنزيل التدريج, هذا الشاهد الأصل الدليل الاصلي.

    قال: وتخصيصه بالقلب قال: منزّل الحكم على قلوب وتخصيصه بالقلب يؤيد ما ذهبنا إليه فإن العلوم والمعارف الفائضة على الروح, الآن التفت.

    الآن بمقتضى القاعدة, كان بعد ان بين الحمد لله والمنزّل أن ينتقل الى المفردة الرابعة وهي الحكم, على قلوب تأتي كمفردة خامسة ولكن هو قدم البحث على القلوب فجعلها المفردة الرابعة, فلهذا نحن ايضاً سوف نبحث المفردة الرابعة والمفردة الخامسة سوف يأتي الحديث عنها بعد ذلك.

    قال: القلوب ما هي؟ يقول: نحن في ما يتعلق بهذه المفردة الرابعة, وهي القلب, واقعا ايضاً توجد فيها عدة أبحاث:

    اولاً: ما هو المراد من القلب والروح, اخواني الاعزاء التفتوا, نحن هنا نبحث عن اصطلاحات العرفاء في الروح في القلب في النفس, وليس بالضرورة ان الاصطلاح القرآني ينسجم معه, نحن نبحث في الكتاب في الفقه, ليس بالضرورة ان الفقه كالقرآني او كالاصطلاح الفقه القرآني هو الفقه ماذا في حوزاتنا العلمية, ليس بالضرورة هذا, عندما نأتي في فلان مكان ونقول شبهة ليس بالضرورة الشبهة في علم الفلاني, هذه التفتوا إليها.

    وأنا في عقيدتي انه في جملة من الاحيان واقعا يوجد تطابق بين اصطلاحات العرفاء في هذه, وبين اصطلاحات العرفاني والقرآني, وفي جملة من الموارد لا يوجد هذا التطابق, ولعله إنشاء الله تعالى, المناسبة مرت وإنشاء الله الإشارة تأتي, ونبيها, أن الاصطلاح الروائي والقرآني يعني النص الديني القرآني والروائي في الرسول والنبي غير الاصطلاح الموجود عند العرفاء وهذا الذي لم نبينه في ما سبق, في ما سبق حاولنا أن نطبق على الآيات والروايات وواقع الأمر ليس كذلك, لأنه بالاصطلاح, بحسب اعتقادي وفهمي, في الاصطلاح العرفاني مقام النبوة فوق مقام الرسالة, تتذكرون هذا المعنى أم لا, هذا اين اشرنا إليه؟ اشرنا إليه في آخر ص170, مقام النبوة في برزخ دوين الولي وفوق الرسول, تتذكرون هذا المعنى, ولكن في اعتقادي ان النص الديني لا يشير الى هذا يشير الى العكس, وهو ان النبوة دون مقام الرسالة وان الرسالة فوق مقام النبوة وان الإمامة فوق مقام النبوة والرسالة, الذي هو لم يعرض له, وهذا هو المستفاد من كلمات متعددة نصوص متعددة, منها هذا النص (إتخذه نبياً قبل ان يتخذه رسولاً, واتخذه رسولا قبل ان يتخذه خليلاً, وإتخذه خليلاً قبل ان يتخذه إماماً) هذا بحثه إنشاء الله هو بعد ذلك سوف يتعرض الماتن إليها كل الابحاث لم نذكرها في المقدمة, إنشاء الله تعالى في كلمات المتن عندما يأتي من محي الدين, ايضاً هناك سنبينها بشكل تفصيلي.

    كذلك في المقام ليس بالضرورة هذا المعنى للقلب والروح هو المعنى المراد في الآيات والروايات, والا يتذكر الاخوة في القلب والروح نحن اشرنا بان الاصطلاح القرآني لعله لا يفرق كثيرا بين النفس والقلب والروح مع بعض الفواق التي اشرنا إليها.

    طيب بناء على ما يقوله هؤلاء ما هو الفرق بين الروح والقلب؟ تعالوا معنا الى آخر ص53 و54, قال: وما يسمى باصطلاح الحكماء بالعقل المجرد يسمى باصطلاح أهل الله بالروح ولذا يقال للروح الاول روح القدس وما يسمى بالنفس المجردة الناطقة يسمى عندهم بالقلب, إلتفت جيدا, اذا كانت الكليات فيها مفصلة, يعني هناك الكليات مفصلة أم مجملة؟ (كلام احد الحضور) في القلب مفصلة في الروح ماذا تكون؟ تصير مجملة, بقرينة المقابلة.

    وأنا بودي ان الاخوة هنا يلتفتوا جيدا هذا تعبير الاجمال أنا في الروايات وجدت نصوص تبين على ان العلم البسيط يعبر عنه ليس بالعلم الإجمالي, يعبر عنه علم مجمل, في كم نص موجودة في اصول الكافي إنشاء الله تعالى إذا صار وقت اجلبها لكم, أن الامام    × يجعل العلم الإجمالي او المجمل في قبال التفسير لا التفصيل, ومن الواضح ان التفسير يقابل الاجمال والتفسير نوع من التفصيل, على أي الاحوال, بحثه سيأتي, هذا اولا.

    قال: وتخصيصه بالقلب يؤيد ما ذهبنا إليه فإن العلوم والمعارف الفائضة على الروح لا تكون إلا على سبيل الاجمال, المراد من الاجمال يعني البساطة, وفي المقام القلبي تتفصل تلك العلوم والمعارف وتتعين كالعلوم الفائضة على العقل الاول اجمالاً, ثم على النفس الكلية تفصيلا, هذا تعبير كليا تفصيلا النفس الكلية, ايضاً أنا أتصور الاخوة يتذكرون هذا البحث تقدم هناك في ص52 اذا, وسط الصفحة قال: وإذا أخذت بشرط أن تكون الكليات فيها جزئيات مفصلة ثابتة من غير احتجابها عن كلياتها فهي مرتبة الإسم الرحيم رب النفس الكلية, في مقام النفس الجزئية التي تنقسم الى نفوس بشرية ونفوس فلكية ونحو ذلك, ما ادري واضح هذا المعنى, جيد.

    سؤال: هذه الروح والقلب شأنان من شؤون العالم الصغير وهو الانسان, هذان مظهران لأننا قلنا:

    أتزعم انك جرم صغير    وفيك انطوى العالم الاكبر

    يعني كلما يوجد هنا يوجد ما يضاهيه في العالم الكبير وفي الانسان الكبير سؤال: ما يضاهي الروح والقلب في الانسان في العالم الكبير ما هو؟ الجواب: ما يضاهيهما هو العرش والكرسي.

    يعني مرتبة العلم الإجمالي البسيط, موجود اين؟ في العرش, ومرتبة العلم التفصيلي لنظام التكوين اين موجود؟ في الكرسي, إذن ما هو الفرق بين العرش والكرسي؟ هو الفرق بين الاجمال والتفصيل, مرتبتان من مراتب علم الله (سبحانه وتعالى) وهذا ما أوضحناه مفصلاً في الجزء الثاني من كتاب التوحيد, قلنا: ان العرش والكرسي مرتبتان من مراتب علم الله الفعلي, سؤال: العلم الفعلي له مراتب كما نعلم, الكتاب المبين, لوح المحو والإثبات, وهكذا, من مراتب علم الله الفعلي ما هو؟ العرش والكرسي, سؤال: ما الفرق بين هاتين المرتبتين؟ الفرق بينهما هو انه: في العرش هو علم الله الفعلي لنظام عالم الامكان بنحو الاجمال, في الكرسي ما هو؟ علم الله الفعلي لعالم الامكان بنحو التفصيل.

    ما هو فرق هاتين المرتبتين عن المراتب الأخرى؟ الجواب: أنهما مطعمتان ببعد التدبير في عالم الامكان, الكتاب المبين ايضاً مرتبة من مراتب علم الله الفعلي, ولكن فيه بعد تدبير او لا يوجد؟ لا يوجد, أما مرتبة العرش والكرسي من مراتب علم الله الفعلي في مقام تدبير العالم, يعني مرتبطان بربوبية هذا العالم, واضح الفرق بينهما.

    والروايات التي تشير الى هذا المعنى وتفصيله موكول الى محل آخر, كما أنا بشكل مفصل أنا هذا بحثته لعله في رسالة مستقلة في مائة صفحة إنشاء الله في العرش والكرسي الذي أنا طرحتها في مفاتيح القران, ولكن بنحو الاجمال الاخوة اذا يريدون ان يراجعون يراجعون الميزان الجزء الثاني ص339 هناك ينقل رواية وهو من الروايات القيمة في هذا المجال, يقول: الرواية عن حفص ابن الغياث عن الإمام الصادق    × قال: السماوات والارض وما بينهما في الكرسي, ومن الواضح ان السماوات والارض وما بينهما إذن إجمال او تفصيل؟ تفصيل هذا, سماوات سماء وارض وما بينهما, فإذن هي مقدرة أم لا؟ مقدرة لها تقديرها الخاص, أما, والعرش هو العلم الذي لا يقدر أحد قدره, له قدر او ليس له قدر؟ فيه قدر او لا يوجد فيه قدر؟ لا يوجد فيه قدر, إجمال, هذا من قبيل قوله تعالى {وان من شيء الا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر} فبقدر يصير عالم الكرسي, خزائنه يصير عالم العرش, واضح.

    اذن {وإن من شيء الا عندنا خزائنه} المراد من الخزائن العرش, ولكنه بقدر يصير الكرسي, هذا موضع أشار إليه السيد الطباطبائي وهو بحث تفصيلي الاخوة إنشاء الله يراجعونه هناك, طبعا شرح مفصل يوجد عنده هناك وبحث قيم.

    والموضع الثاني: موجود في المجلد الثامن من الميزان ص165 الى 167, طبعا هناك ينقل رواية عن الامام الصادق    × الرواية: ثم العرش في الوصل مفرد عن الكرسي, اذا قيل العرش والكرسي اذا اجتمعا افترقا, فان العرش التفتوا الى التعبير هذه القاعدة اذا اجتمعا افترقا واحدة من أدلتها هذا النص, ثم العرش في الوصل مفرد عن الكرسي, اذا اتصلا تفردا تفرقا, لأنهما بابان من اكبر أبواب الغيوب, اذن مرتبطان بعالم الغيب بعالم الملكوت لا بعالم الملك والشهادة, وهما جميعا غيبان, يعني توجد اشتراك أنهما غيبان, وهما في الغيب مقرونان, ولكن لأن الكرسي هو الباب الظاهر من الغيب والعرش هو الباب الباطن من الغيب, يعني كلاهما غيب بالنسبة الى عالم الشهادة ولكن اذا قست احدهما الى الآخر, فيصير احدهما الظاهر والآخر الباطن, العلم الإجمالي باطن والعلم التفصيلي ظاهر.

    اذن الروح والقلب في الإنسان مظهران لأي شيء؟ للعرش والكرسي, سؤال: هذان العرش والكرسي, طيب مرتبطان بعالم الغيوب لهما مظهران في العالم الصغير الذي هو الانسان, لهما مظهران في العالم الكبير او لا؟

    هنا تدخل الطبيعيات القديمة, تقول الفلك التاسع مظهر العرش, الفلك الثامن مظهر الكرسي, أصل المطلب تام لأنه {وان من شيء الا عندنا خزائنه وما ننزله} له مظهر, أما مظاهره الآن الفلك التاسع او الثامن او السادس عشر او الثلاثين, هذا بحث قراني, لا, لعله الروايات أشارت ونحن ايضاً تابعين, آيات تشير تابعين, علوم تجريبية تثبت ايضاً اصول موضوعية نأخذها.

    تعال معي الى الكتاب, قال: ولذلك جعل مظهر العرش الروحاني, الآن اتضح ان الروح والقلب هما مظهران للعرش والكرسي اللذان هما بابان من أبواب الغيوب, طيب مظهرهما في عالم الكبير ما هو؟ في العالم الصغير وهو الانسان اتضح, في العالم الكبير ما هو؟ قال: ولذلك جعل مظهر العرش الروحاني يعني الغيبي يعني الملكوتي, طيب هذا العرش الروحاني ما هو؟ الذي هو العقل الاول جعل مظهره في عالم الملك التفتوا جيدا, ولذلك جعل مظهر العرش الروحاني في عالم الملك, هذه (الذي هو العقل الاول) اجعلوها بين شارحتين, بيان المراد من العرش الروحاني, جعل فلكا غير مكوكباً او غير مكوكبِ أي منهما؟ والامر إليكم, فلكا غير مكوكب وهو الفلك الأطلس, لأنه يعتقدون ان الفلك التاسع فيه كواكب او لا توجد فيه كواكب؟ لا توجد فيه كواكب, ويقال للقماش الذي لا توجد فيه علامة ولا توجد فيه صورة يسمونه أطلس يعني لا توجد فيه أي علامة, فلهذا سمي هذا الفلك باعتبار انه لا توجد فيه كواكب سمي الفلك الأطلس.

    وهو الفلك الأطلس, أما ومظهر الكرسي الروحي يعني نفسه الروحاني, طيب هذا الكرسي الروحي ما هو؟ ايضاً بين شارحتين (الذي هو النفس الكلية) جعل مظهره في عالم الشهادة وفي عالم المادة وفي عالم الظاهر جعل فلكاً مكوكباً يعني فيه كواكب, متفاوتاً في الصغر والكبر, هذه متفاوتا في الصغر والكبر لابد وصف الفلك أليس كذلك, أم وصف المكوكب؟ لابد بمقتضى القاعدة, لأنه قال: فلكاً, فيصير حال من فلك ما هو, متفاوتاً, مع انه ليس هذا الفلك هو متفاوت الكواكب الموجودة في الفلك متفاوتة فلابد انه يوجد هنا نحو من التقدير, يعني فيه كواكب هذه الكواكب متفاوتة في الصغر والكبر.

    والظهور والخفاء وهذا الفلك الثامن ماذا يسمونه؟ وهو فلك الثوابل, ليستدل بالمظاهر أي مظاهر؟ الاعم من المظاهر الموجودة بالانسان في العالم الصغير, او المظاهر الموجودة في عالم الكبير, ليستدل على الظاهر. الظاهر ما هو؟ العرش والكرسي الغيبي والملكي, ليستدل بالمظاهر على الظواهر كما قال تعالى {إن في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب}.

    وإنما قال الحكم, طيب الى الآن انتهينا من أي مفردة؟ المفردة الرابعة.

    المفردة الخامسة: المفردة الخامسة توجد فيها عدة أبحاث وهي الحكم, فقط نستعرضها وإنشاء الله تعالى غدا ندخل فيها تفصيلا:

    البحث الاول: ما هو المراد من الحكمة؟ بحسب اصطلاح هؤلاء, يعني عندما يطلقون الحكمة ما هو المراد من الحكمة.

    البحث الثاني: وهو انه ما الدليل الذي يقدمه على أن المراد من الحكمة هذا المعنى, يعني هل هو, البحث الاول: ما هو, البحث الثاني: هل هو.

    البحث الثالث: وهو أنه ما الفرق بين الحكمة من جهة وبين العلم والمعرفة من جهة أخرى؟ لان القران الكريم صريح يقول: {ويعلمهم الكتاب والحكمة} تعليم الكتاب ما هو, وتعلم الحكمة ما هو؟ الحكمة ما هي؟

    اذن ما الفرق بين الحكمة من جهة وبين العلم والمعرفة من جهة أخرى؟ وفي ضمن هذا البحث الثالث يوجد بحث ضمني وهو انه اساساً ما هو الفرق بين العلم والمعرفة؟ لأنه نقول الفرق بين الحكمة وبين العلم والمعرفة, ولذا تجدون أن الله (سبحانه وتعالى) يقال عليه عالم ويقال له عارف او لا يقال؟ (كلام احد الحضور) ما الفرق لماذا؟

    ولذا نحن لا يوجد عندنا بأنه أهل البيت ايضاً يطلق عليهم عارف وان كان بعض الناس يطلقون عليهم عرفاء ولكن بحسب النص يطلق عليهم عرفاء او لا يطلق؟ الآن قد التوصيف موجود, المعرفة موجودة ولكن التسمية, لأنه نحن مرارا ميزنا بين التسمية وبين التوصيف, فهذا البحث الثالث او الرابع.

    البحث الخامس: لماذا جمع الحكم, لماذا لم يقل: منزّل الحكمة على قلوب الكلم, قال: منزّل الحكم.

    فهنا توجد أربعة او خمسة أبحاث إنشاء الله تعالى موكولة الى البحث القادم.

     والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2015/11/15
    • مرات التنزيل : 2738

  • جديد المرئيات