نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية الإنسان الكامل (05)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: وإنما قال الحكم ولم يقل المعارف والعلوم لأنهم    ^ مظاهر الاسم الحكيم, إذ الحكمة هي العلم بحقائق الاشياء على ما هي عليه والعمل بمقتضاه ولذلك انقسمت الحكمة الى العلمية والعملية.

    انتهينا بحمد الله تعالى الى المفردة الخامسة في هذا المقطع من كلام الشيخ, وهو انه: عبر منزّل الحكم على قلوب الكلم, انتهينا بحمد الله تعالى من بيان ما هو المراد من الحمد, وما هو المراد من الله, وما هو المراد من منزّل وما هو المراد من القلوب, وبقيت عندنا مفردتان: المفردة الاولى: هي الحِكم, والمفرد الثانية: هي الكلم.

    في ما يتعلق بهذه المفردة وهي الحكم, كما اشرنا بالأمس توجد عدة بحوث:

    البحث الاول: اساساً ما هو المراد من الحكمة؟

    نحن نعلم جميعا أن الحكيم والحكمة وصف وإسم من اسماء الله (سبحانه وتعالى) يعني من اسمائه (سبحانه وتعالى) أنه الحكيم, من أوصافه (سبحانه وتعالى) انه له الحكمة.

    في ما يتعلق بهذا الإسم والوصف, ذكر الغزالي في المقصد الاسنى في شرح معاني أسماء الله الحسني في ص130 بأنه يشرح هذا الحديث وهو انه مائة إسم, يقول: الحكيم ذو الحكمة, والحكمة عبارة عن معرفة أفضل الاشياء بأفضل العلوم, التفتوا جيدا.

    أي ان يكون المعلوم أفضل المعلومات وان يكون العلم بهذا المعلوم أفضل العلوم, لأنه كما تعلمون بان المعلومات تتفاوت مراتبها شدة وضعفا كمالا ونقصا, غنا وفقرا, شهادة وباطنا, وشرفا وخسة, هذه المعلومات, فإذن أفضل المعلوم, طيب العلم به, ايضاً العلم على طرق متعددة فإنه العلم تارة يكون علم كسبيا, وأخرى يكون بديهيا, تارة يكون حصوليا وأخرى يكون شهودياً, والشهودي تارة يكون مع الواسطة وأخرى يكون بلا واسطة, ثم تارة يكون بالذات وأخرى يكون بإفاضة, هذه كلها اقسام تحصيل المعرفة بالمعلوم.

    اذن لا فقط يوجد عندنا هناك أن المعلوم له شرف وخسة, طريق معرفة المعلوم ايضاً له شرف وخسة, فان العلم الشهودي اشرف من العلم الحصولي, والعلم الحضوري الوهبي اشرف من العلم الحضوري الكسبي, أنت قد تحصل علما حضوريا ولكنه كسبي لك وقد يفاض عليك وهذا الذي يعبر عنه بالقران الكريم {من لدنا} العلم اللدني, سمي لدني لأنه وهبي لا لأنه شهودي وإلا الشهودي موجود عند غير هؤلاء أهل اللدني.

    هذا اللدني تارة يكون مع الواسطة {نزل به الروح الأمين على قلبك} وأخرى يكون بلا واسطة, يعني انه يأخذها منه (سبحانه وتعالى) مباشرة, أكثر من ذلك, تارة يكون بالغير وتارة يكون بالذات, يعني هو يعلم الشيء علما شهودياً بلا واسطة هذا من ذاته, كما في مبحث اذا يتذكر الأخوة في مبحث العلم بالغيب, في ذلك المبحث بمعنى من المعاني لا يوجد علم بالغيب لغير الله (سبحانه وتعالى) اصلاً محال, ان يوجد علم بالغير, لا يعلم الغيب إلا الله, هذا مبرهن عقليا, لماذا؟ لأنه اذا فسرنا العلم بالغيب يعني العلم الغير المستفاد, هذا يختص بمن؟ بالله (سبحانه وتعالى) من هو علمه غير المستفاد؟ كل, حتى الصادر الاول, علمه مستفاد أم لا؟ مستفاد إما بوحي وإما بإلهام وإما بأي طريق كان.

    ولذا واقعا تجمع بين الروايات التي أثبتت والتي نفت, التي نفت تريد ان تقول بأنه لا يوجد علم غير مستفاد إلا لله والتي أثبتت تريد أن تقول ان هناك امور غائبة عني وعنك هو يعلمها, ولكنه, إذن ما هو المثبت شيء وما هو المنفي شيء آخر, على أي الأحوال.

    كذلك هنا عندما يقول بأنه معرفة أفضل الاشياء بأفضل العلوم, الآن يأتي يطبق, يقول: واجل الاشياء هو الله (سبحانه وتعالى) هذا المعلوم, وهو العلم الأزلي المطابق, الى آخره, ويقال لمن الى آخره, فمن وهو الحكيم الحق (سبحانه وتعالى) بحث مفصل الاخوة يرجعون إليه.

    هذا بالنسبة الى الحكمة أو الحكيم التي تطلق على الله (سبحانه وتعالى) طيب سؤال: ما هو المراد من الحكمة في كلمات هؤلاء؟

    هؤلاء يعرفون الحكمة بهذا البيان, هذا هو تعريف الحكمة بحسب اصطلاح أهل العرفان, الحكمة: هي العلم بحقائق الاشياء على ما هي عليه, ذُكر الضمير بلحاظ ماذا؟ لأنه الضمير يعود على الاشياء, ذُكر الضمير بلحاظ ما, ما الموصولة لانها يمكن ان تذكر وتؤنث, بحقائق الاشياء على ما هذه الاشياء هي عليه أي هذه الاشياء, والعمل بمقتضى هذا العلم, إذن التفتوا جيدا, الحكمة ما هي؟

    الحكمة: لا ان تكون عالماً بالأشياء, ان تكون عالماً بالأشياء وتلك العلوم التي لها اقتضاء الفعل تكون عامل بتلك الاشياء, مجموعة من العلوم والمعارف فيها اقتضاء العمل او لا يوجد فيها اقتضاء العمل؟ لا يوجد, اما مجموعة, ولذا انتم قسمتم في محله قلتم عندنا علوم ينبغي ان تفعل وان تترك, وعلوم لا يوجد فيها انبغاء من باب السالبة بانتفاء الموضوع, أليس كذلك, يقول: تلك العلوم والمعارف التي فيها ينبغي هذا يفعل هذا يلتزم بالانبغاء وعدم الانبغاء, عند ذلك يسمى حكيما.

    اذن الحكيم ما هو؟ (كلام احد الحضور) احسنتم جزاك الله خيرا, وبهذا يقول وبهذا البحث الثاني إنشاء الله البحوث اللاحقة, وبهذا يتضح الفرق بين الحكيم وبين العالم, بين الحكيم وبين العارف بمعنى من المعاني, فانه في العلم والمعرفة لم يؤخذ العمل بمقتضى العلم, أما في الحكمة اخذ ذلك, ما ادري واضح هذا المعنى, ارجع الى التعريف.

    قال: العلم بحقائق الاشياء على ما هي عليه والعمل بمقتضى ذلك, هذا التعريف بنحو آخر جاء في ص7 من شرح فصوص الحكيم لعبد الرزاق القاساني, هناك ايضاً عرفها بهذا, قال: والحكم جمع الحكمة وهي العلم بحقائق الاشياء وأوصافها وأحكامها على ما هي عليه بالأقوال والأفعال الإرادة المقتضية لسدادها وصوابها فإن من العلوم ما لا يتعلق بالأفعال كمعرفة الله, هذه لا علاقة لنا به, أما من العلوم ما يتعلق بالأفعال فلابد ان يكون لا فقط عالما مدركا, بل عالما عاملا, هذا هو الحكيم.

    هذا هو البحث الاول في المقام.

    البحث الثاني: ما هو الدليل على ان الحكمة هي هذه؟ هو يذكر شبه دليل ولكنه فيه كلام كثير, يقول: ولذلك انقسمت الحكمة الى العلمية والعملية.

    اذا كان مقصوده التفتوا جيدا, اذا كان مقصوده أن الدليل على أن العمل مأخوذ في تعريف الحكمة لأن الحكمة تنقسم هذا لا يمكن ان يكون دليلا, مثل ما الآن لو قسمنا شيئا الى شيئين هذا بالضرورة ذاك الشيء مأخوذ فيه؟ ابداً, أخذه او انقسامه هذا من يعرف الحكمة العلمية والعملية يسمى ماذا؟ نحن عندما نقسم الحكمة نقول تنقسم الى علمية والى عملية, فمن الحكيم؟ من يعرف الحكمة العلمية ويعرف الحكمة العملية, لا انه يكون عاملا بها.

    كما الآن من تسمي انت الفقيه؟ من الفقيه؟ من يعرف الفقه, يعمل بالفقه؟ لا ابداً, لا علاقة له بذلك, من تسمي طبيب؟ العالم بالطب, بالضرورة يطبق على نفسه, لا, يقول لك لا تشرب السكائر وهو بيده يشرب ولكن طبيب او لا؟ طبيب هذا.

    اذن انقسام علم الى علمين ليس معناه انه مأخوذ فيه العمل, هذا اولاً, وثانياً, اساساً الحكمة العملية ليس معناها العمل الحكمة العملية العلم بما فيه اقتضاء العمل.

    فرق كبير بين أن نقول ان الحكمة العملية هي عمل, وبين ان نقول أن الحكمة العملية هي إدراك متعلق بالعمل.

    والحكمة النظرية هي إدراك متعلق, لا يوجد فيه ما ينبغي, هذا الذي قرأتموه في آخر الجزء الاول من الحلقة الثالثة, وهو ان: العقل النظري يعني إدراك فيه ينبغي ولا ينبغي او لا يوجد؟ لا يوجد, أما العقل العملي إدراك ولكن فيه ينبغي, هذا الذي ذكره هناك السيد الشهيد تبعا لجملة من الاعلام, الذي نحن لم نوافق عليه والاخوة يتذكرون مرارا ذكرنا.

    إذن قوله: ولذلك انقسمت الحكمة الى نظرية والى عملية لا يمكن ان يكون دليلا على أخذ العمل في تعريف الحكيم, ابداً لا يمكن, نعم, متى إذا قبلنا الحكمة تنقسم الى نظرية والى عملية لا يكون الانسان حكيما الا اذا علم كلتا نوعي الحكمة, كلا نوعي الحكمة اذا علمها يسمى حكيما, لا اذا عمل بمقتضى هذه يسمى حكيما.

    طيب سؤال: إذن ما هو الدليل على ذلك؟

    واقعاً القرآن الكريم له شواهد قرآنية توجد على هذا المعنى, ان الشواهد القرآنية تشير الى ان الحكمة مأخوذ فيها العمل, ومن قبيل هذه الآية المباركة التي يتذكرها الاخوة التي قرأناها في اول سورة لقمان قال تعالى {ولقد آتينا لقمان الحكمة} لقمان ماذا كان؟ كان حكيما, التفتوا جيدا, {ان اشكر لله} عمل هذا, {وإذ قال لقمان لابنه وهو يعضه} ماذا قال؟ {يا بني لا تشرك} هذه أمور علمية او عملية؟ هذه ليست انه أعلم لا يجوز الشرك وإن كنت مشركا, لا لا, يعني عملا ينبغي الشكر, عملا ينبغي عدم الشرك, بلي (كلام احد الحضور) باعتبار انه وصفناه بهذا أعطيناه الحكمة, الحكمة ما هي؟ التي فيها عمل, احسنتم, هذا, يعني إنما صار لقمان حكيماً لأنه كان يعرف انه لا يجب ان يشكر الله او شكر الله؟ لا لأنه يعرف, كثيراً ما يعرفون انه ينبغي ان يشكر, ينبغي ان لا يشرك به, قليل يعرفون لا, كالمشركين وكثير منا لا يعرف؟ يعرف, ولكنه في واقعه مشرك او لا؟ مشرك.

    وإنما استحق لقمان الحكمة لأنه كان شاكرا لله, كان غير مشرك بالله وهكذا, هذا اولا.

    ومن النص الروائي قوله     ’ (رأس الحكمة مخافة الله) طيب لا انه أن يعرف لابد ان يخاف الله, ليست المعرفة, وإنما المعرفة متضمنة بالعمل, يعني بعبارة أخرى: الحكمة مرجعها الى هذا القول الذي ورد او هذه الآية التي وردت في سورة الزمر قال تعالى {الذين يستمعون القول فيتبعون} لا فقط يعلمون, يستمعون يعني يعلمون, سماع احد طرق العلم احد وسائل العلم, أما هذا لا يصدق عليه الحكيم بمجرد العلم, بالإضافة الى ذلك يحتاج الى الإتباع, يحتاج الى العمل يحتاج الى الشكر, يحتاج الى عدم الشرك ونحو ذلك.

    إذن لعله من النص القرآني تام, أما ما ذكره ولذلك انقسمت, اذا أراد ان يجعله هذا دليلا, فلا هذا ليس دليلا لهذا المعنى, وإذا قال لا إنما أخذنا العمل ومن هنا يتضح ان الحكمة تنقسم الى, ابداً, لان الحكمة سواء كانت نظرية او كانت عملية فكلتاهما مرتبطة بالإدراك.

    لذا اذا يتذكر الاخوة نحن في أول شرح حكمة المتعالية, شرح البداية التي بقلمنا لا بقلم شيخ خليل, هناك بينا, قلنا بأنه العقل ينقسم الى نظري وإلى عملي والعقل النظري توجد تحته حكمة نظرية وحكمة عملية, فالحكمة النظرية والحكمة العملية مقسمها العقل النظري في قبال العقل العملي ما هو العقل العملي؟ يعني القوة العمالة يعني التي تعمل, يعني ماذا؟ اذا أردنا ان نتكلم بلغة كلامية, يعني الارادة هذا العقل العملي يعني إرادة, يعني عزم يعني نية, طيب النية والعزم والإرادة فيها إدراك او فيها عمل؟ عمل فيها, هذا هو العقل العملي الذي ذكره بهمن يار في التحصيل ونقلناه ايضاً من هناك, ما ادري واضح المعنى.

    البحث الثالث: ما هو الفرق بين الحكمة وبين العمل والمعرفة؟

    أتضح فإن العلم والمعرفة إدراك اخذ فيهما العمل او لم يؤخذ؟ لم يؤخذ, بخلاف الحكمة فإنه اخذ بالإضافة الى العلم العمل, هذا البحث الثالث.

    البحث الرابع: ما هو الفرق بين العلم والمعرفة؟

    هذا البحث من الابحاث الطويلة الذيل في كلماتهم وذكرت وجوه عديدة في التمييز, لبيان الفرق بين العالم والعارف, يعني متى يصل ان نقول عالم ومتى يصح أن نقول عارف, ومن أوضح المصاديق أنه يصدق على الله (سبحانه وتعالى) انه عالم, ولكن لا يوجد عندنا في نص ديني واحد ان الله عارفا, ابداً, أن يصدق بنحو التوصيف بنحو التسمية, أبدا لا يوجد, نعم العلم والعامل والأعلم وليعلم هذه كله موجود, بأي اشتقاق موجود, أما عرف يعرف إعرفوا معرفة, هذه موجودة في الحق (سبحانه وتعالى) او غير موجودة؟

    مع أنهما مشتركان في الإدراك يعني العلم هو نحو من الإدراك والمعرفة نحو من الإدراك, لماذا يصح في الله العالم ولا يصح فيه العارف؟

    واقعاً الفروق التي ذكرت بعضها لا دليل عليها وبعضها توجد عليها نصوص دينية:

    من الفروق التي توجد عليها نصوص دينية هي ان المعرفة مسبوقة بنسيان حاصل بعد العلم, بخلاف العلم.

    يعني الانسان اذا علم شيئا ثم نسي ثم علم مرة نقول عرف او عرِف, اما العلم مسبوق بهذا او لا؟ بناء على هذا البيان واضح أنه لماذا لا يصدق على الله العارف ويصدق عليه عالم, لماذا لا يصدق عليه عارف ويصدق عليه عالم.

    وبهذا المعنى ايضاً على الائمة ايضاً لا يصدق عليهم عارف, (كلام احد الحضور) اقول لابد ان ترى انت ما هو مقصودهم, لأنه تارة هذا على الاصطلاح, نحن قلنا وجنابك لم تكن, قلنا نحن تارة نتكلم على المنبر طيب, ماذا نريد ان نقول, وتارة لا البحث كلاسيكي علمي اذا كان معنى المعرفة هي المعرفة او العلم الحاصل بعد النسيان هذا النوع من العلم يصدق على الله (سبحانه وتعالى) او لا يصدق؟ لا يصدق, يصدق على أهل البيت او لا يصدق؟ لا يصدق, إما يصدق عليها او لا؟ نعم يصدق, لأنه الله (سبحانه وتعالى) أخذ علينا الميثاق في عالم الميثاق ولكن نسينا والآن نحتاج الى {فذكر ان الذكرى تنفع المؤمنين} ذكر يعني انه كان يوجد عندهم علما والآن نسوا والآن يجب عليهم التذكير, معرفة.

    ولذا ورد (من عرف نفسه) يعني ان الانسان كان يعرف نفسه في ما سبق لأنه عندما قيل له {الست بربكم} قالوا ماذا, {وأشهدهم على أنفسهم قال الست بربكم} عجيب {قالوا بلى} لماذا؟ لأنه كانوا يعرفون أنفسهم بمجرد نظروا الى أنفسهم وجدوا شيء او لم يجدوا شيئا؟ وجدوا عين الارتباط والتعلق بالله (سبحانه وتعالى) عين الفصل الى الله, {قالوا بلى انت ربنا} فإذن كانوا يعرفون او لا؟ الآن هنا كيف؟ نسوا فلهذا جاءت (من عرف).

    فلهذا انتم في الروايات لا توجد من علم, في رواية معرفة النفس كلها واردة (أعرفكم بأنفسكم) ( أعرفكم بربكم) وهذه من الشواهد واقعا القيمة والجيدة لبيان الفرق بين العلم وبين المعرفة.

    هذا الذي أنا أتصور ان هذا الشاهد او هذا الفرق من الفروق التي توجد عليها نصوص قرآنية ونصوص روائية, (كلام احد الحضور) لا ابداً (كلام احد الحضور) لا يوجد, الائمة مقصودك (كلام احد الحضور) أعوذ بالله, لا مولانا, لا يوجد ذاك لا يوجد الآن ذاك ليس بحثنا ولكن ذاك لا يوجد, الحد الأدنى الأنبياء والائمة    ^ منزهين عن كل شيء, نعم درجات ما فوقها هم فيه كلام, والا مسالة النسيان والسهو و… لا مولانا, (كلام احد الحضور) أنا ايضاً اقول لا يوجد لا يوجد عندي دليل على ذلك, أنا اقول بحث آخر, الآن المهم في القدر الذي ثبت عندنا, الآن افترضوا حتى أتكلم بلغة شرطية:

    وهو انه اذا ثبت نبي من الانبياء درجة من درجات الانبياء فيها مقدار من النسيان فبذلك المقدار تصح المعرفة, لا مشكلة لدينا في ذلك, هذا فرق.

    الفرق الآخر الذي ذكر في كلمات اللغويين, وأنا هذا البحث أشرت إليه تقريبا بشكل الآن لا أريد ان اقول تفصيلي, ولكن, في كتاب معرفة الله, هناك في الجزء الاول, والكتاب بحمد الله موجود عند الاخوة يرجعون إليه, معاني المعرفة, في ص171 يقول: المعرفة لغة هو إدراك الشيء بتفكر وتدبر لأثره, هذه كلمات اللغويين, او هي التصور البسيط.

    لذا إنشاء الله تعالى سيأتي في كلماته هنا العلامة القيصري, لذا يقول: اذا كان تصديق فهو علم, اذا كان تصور فهو معرفة, هذه في كلمات اللغويين موجودة وهي ان المعرفة هي التصور, الآن أما مطلق التصور او في الظهور البسيط  الآن على الاختلاف الموجود.

    وأشار إليه ايضاً القيصري هنا في المقام, والمعرفة أخص من العلم, لانها علم بعين الشيء مفصلا عما سواه متميزا عن غيره, هذه ايضاً ذكرها معجم الفروق اللغوية ذكر هذا المعنى, وهو انه اذا عرفت الشيء اجمالاً كما عرفت من زيد انه انسان, طيب هذا الانسان مشترك فيه, أما اذا عرفته زيد وطوله وعرضه و.. هذا لا يسمى علم يسمى معرفة, هذا فرق آخر ذكر في كلمات اللغويين, لذا هو أشار إليه, قال: لانها علم بعين الشيء مفصلاً ومعنى معرفته مفصلاً أي مميزاً عما سواه او متميزاً عن غيره فتكون النسبة على هذا البيان بينهما العموم والخصوص المطلق, فكل معرفة هي علم وليس كل علم معرفة وإنما بعض العلم معرفة الى آخره.

    هذه ثلاثة أربعة فروق موجودة في المقام, يوجد فرق خامس أشير إليه, فلنقرأ قليلا العبارة.

    قال: وإنما قال الحكم حكم الحكمة ولم يقل المعارف والعلوم لأنهم    ^ مظهر أي اسم من الاسماء الله, الانبياء والأوصياء مظهر أي اسم؟ قال: لأنهم مظاهر الاسم الحكيم, والحكمة كما قرأنا هي ماذا؟ الحكمة في الواجب مأخوذ فيها العلم او لا؟ نعم, العلم أفضل علم بأفضل معلوم, اذن عندما صار مظهر الاسم الحكيم يعني صار منشأ لإفاضة العلوم والمعارف, طيب لماذا لم يقل العلوم والمعارف, هذه نكتته هو كما الآن يبينها.

    يقول: إذ الحكمة, لماذا لم يقل العلوم والمعارف؟ يقول: باعتبار ان العلوم والمعارف ليست فيها لم تستبطن العمل, وهنا يريد ان يقول ان هذا المظاهر لا فقط عالمة وإنما عالمة وعاملة.

    إذ الحكمة هي العلم بحقائق الاشياء على ما هي عليه والعمل بمقتضى ذلك العلم ولذلك انقسمت الحكمة الى العلمية والعملية, بينا بان هذا لا يمكن لا أن يكون دليلا ولا أي شيء آخر, وإنما شيء آخر.

    (كلام احد الحضور) لا العملية, لا قال العلم بحقائق العمل (كلام احد الحضور) لا, لا, الحكمة ما هي؟ ان يكون عالما ويعمل, إذن عالم موجود فيها, لا عملية, (كلام احد الحضور) كلاهما اقول علم ويعمل بمقتضى العلم, انتهى, (كلام احد الحضور) جيد ولكنه اساساً بنحو الموجبة الجزئية فذاك سالبة بانتفاء الموضوع لأنه لا يوجد فيه عمل, ولكنه من نسميه حكيم بحسب الاصطلاح؟ يعني لو كان عاملا فقط من دون علم فنسميه حكيم؟ (كلام احد الحضور) احسنتم اذن عالم وعامل بمقتضى ذلك العلم, تقول لي طيب بعضه لا يوجد؟ اقول سالبة بانتفاء الموضوع لا يوجد فيه حتى يعمل والا لو كان فيه عمل لعمل هذا الانسان.

    ولذلك انقسمت الحكمة الى العلمية والعملية, أما والمعرفة ما هي؟ قال: لم يعرف معارف العلوم قال: والمعرفة هي, التفتوا جيدا هذا الفرق الاول.

    والمعرفة هي إدراك الحقائق على ما هي عليه فقط إدراك الحقائق, أما والعلم فهو إدراك الحقائق ولوازم الحقائق, هذا الفرق الاول.

    الفرق الاول بين العلم والمعرفة ماذا؟ أن المعرفة لا فقط إدراك الحقائق إدراك الحقائق ولوازم تلك الحقائق, أما العلم ما هو؟ قال: عفوا, المعرفة هي إدراك الحقائق من غير لوازم, أما العلم فهو إدراك الحقائق, الآن هذا الفرق ما ادري لغوي اصطلاحي في كلمات اللغويين وغيرهم هذا لم أجده ولكن هذا موجود.

    ولذلك يسمى التصديق علما الآن الا ان يقول والآن تعبير الا ان لعله إشارة الى ذلك, مراده من اللوازم يعني الأدلة والبراهين حتى يلزم ان يكون تصديقا, على أي الاحوال, والتصور معرفة كما قاله الشيخ ابن حاجب في أصوله.

    كما قلت الفرق الاساسي الموجود في الكلمات ليس فرقاً لغوياً وإنما فرق مضموني, هذا الذي أشير إليه ثالثاً.

    قال: وايضاً المعرفة مسبوقة بنسيان حاصل بعد العلم بخلاف العلم, لذلك يسمى الحق بالعالم دون العارف, واضح هذا.

    وهناك فرق آخر ذكره السيد العلامة    + في رسالة الولاية التي له, إنشاء الله الاخوة يراجعونها هناك قال: هذا تعريفه, قال: العلم بالشهود هو المعرفة, وليس أصل الشهود, يعني نفس العلم الحضوري بالشيء من غير علم به يعني العلم المركب يسمى معرفة او لا؟ لا يسمى, اذن ما هي المعرفة وهي العلم بالعلم, بالشهود, بخلاف أصل العلم أصل الشهود, فهو علم, إذن المعرفة هي العلم بالشهود والعلم هو نفس أصل العلم بالشهود, هذه عبارته.

    قال: العلم بالشهود وهو المعرفة لا أصل الشهود الضروري وهو العلم الحضوري, وهذا ايضاً بيان, على هذا الاساس عندما تقول الروايات (من عرف نفسه) او (اعرفوا الله) ليس المراد اعلموا المراد ذاك العلم الشهودي الحضوري الفطري حولوه الى علم مؤكد.

    هذا المعنى قال: فلما. نقطة انتهى هذا البحث.

    قال: فلما كان العلم والعمل به أتم من كل منهما يعني العلم والعمل بمقتضى العلم أتم من العلم والمعرفة, أتم منهما يعني أتم من العلم والمعرفة, أي من العلم والمعرفة, جعلهم الحق (سبحانه وتعالى) مظاهر علمه او مظاهر حكمته؟

    لأنه ان يكون الانسان او النبي مظهر الحكيم أتم وأكمل وأشرف ممن يكون مظهر العالم لان العالم يعني من يعرف, أما الحكيم من يعلم ويعمل.

    قال: فلما كان العلم والعمل به يعني بالعلم, أتم من كل منهما أي من العلم والمعرفة جعلهم الحق مظاهر للاسم الحكيم عناية عليهم التفتوا, عناية عليهم ولإقتضاء مرتبتهم ذلك.

    هذا البحث إذا تتذكرون تقدم, اذا يتذكر الاخوة في ص169 هناك قال: إن كل شيء وهبي, هناك قلنا صحيح ان كل شيء وهبي ولكن هذا ليس معناه ان القابل ليس له أي مدخلية, تتذكرون هذا البحث هناك.

    قلنا: عندما ينفي يريد ان ينفي كأنه التفويض لا يتبادر الى ذهن احد انه أنا هكذا صرت أنا هكذا صرت.. لا لا, نعم استعداد القابل محتاج, لذا قال: عناية عليهم, طيب عناية عليهم سواء كان القابل مستعدا او لا, قال: لا, ولاقتضاء مرتبتهم, {الله اعلم حيث يجعل رسالته} ليس وهبي محضاً وإنما وهبي مع الاستعداد.

    طيب عندنا بحث أخير وهو أنه اساساً لماذا جمع؟ لماذا لم يقل الحمد لله منزّل الحكمة على قلوب الكلم, قال منزّل الحكم على قلوب الكلم؟

    باعتبار انه كل واحد من هؤلاء مظهر مستقل لحكمته فهم واحد أم متعدد؟ صحيح ان الظاهر واحد ولكن المظهر مظاهر متعددة, لأنه هذا درجة من درجات الحكمة هذه درجة, ولذلك جمع, قال: ولكون كل نبي مختصا بحكمة خاصة يعني ماذا بحكمة خاصة, يعني ماذا الظاهر متعدد؟ لا الظاهر ما هو؟ الظاهر واحد, وبهذا يتضح انه اساساً يقول: فص فعندما يأتي الى هناك لم يقل فص حكم او فصوص حكم يقول فص حكمة إلهية في كلمة آدمية, الآن بعد ذلك يتضح أنه لماذا قال: في قلوب الكلم, لأنه هذه كلها سيأتي إنشاء الله واحدة واحدة, فص حكمة قدوسية, هناك حكمة إلهية فالنكات تتضح.

    يعني ان الله الذي لا فقط عالم, هو الحكيم الواجب لجميع هذه المعارف يفيض على قلوب هذه الكلمات, الكلمات هي الانبياء, يفيض هنا يفيض شيء وهنا … ولهذا تعددت الحكم وتعددت الكلم.

    قال: ولكون كل نبي مختصا بحكمة خاصة تلك الحكمة مودعة في قلبه {نزل به الروح الأمين على قلبك} هذه الحكمة أودعت هناك, الآن بغض النظر ان مراده القلب يعني التفصيل او الاجمال, ذاك بحث آخر, ولكن محل نزول الحكمة اين؟ من اخلص لله أربعين صباحا ماذا صار؟ (كلام احد الحضور) بعد (كلام احد الحضور) جرت ينابيع الحكمة اولا حكمة لا علم ولا معارف, جرت ينابيع, جدا عجيب هذا النص.

    اساساً التفتوا اولا ينابيع ثانياً قلب ثالثاً حكمة, الآن بعد ذلك يصير ينبوع معدن يصير ينبوع, يعني هذا معدن وينبع منه, فلهذا العلم في قلوبكم لا تبحثوا عنه في السماوات والارض, ولكن يحتاج الى استخراج (ليثيروا لهم دفائن العقول) (جرت ينابيع الحكمة على لسانك) كل بحسبه.

    ولكون كل نبي مختصا بحكمة خاصة مودعة تلك الحكمة في قلبه وهو ذاك النبي مظهر تلك الحكمة وهو مظهر لها أي تلك الحكمة ماذا صار؟ جمع, ولكون هذا خبر ولكون او مبتدأ مؤخر ما هو؟ جمع, فقال, صححوا العبارة كما اقول, فقال: منزّل الحكم أغلقوا القوس, منزّل الحكم على قلوب الكلم لا, ليس هكذا, وهو لأنه نحن حديثنا في الحكم جمع ماذا؟ هنا جملة من الاعلام أستاذتنا هنا باعتبار وجدوه على قلوب الكلم تصور انه جمع يعني جمع القلوب فلهذا صار في تكلف, لا جمع يعني جمع الحكم, أغلقوا القوس.

    ثم الآن ندخل في بحث جديد, ما هو البحث الجديد؟ انه قال على قلوب الكلم, هذا افتحوا قوس في أول السطر.

    طريقة أداء العبارة والتي في يوم ما إنشاء الله تشرحون العبارة لطلبتكم, هذه طريقتها, هذه على قلوب الكلم اجعلوها في أول السطر, ثم قال: وقد مر تحقيق القلب في المبادئ, إذن هذه القلب نحن لم نتكلم عنها, لماذا؟ لان بحث القلب تقدم في ما سبق ولكن شيخنا الأستاذ شيخ حسن زاده ماذا فعل؟ جعلها على قلوبها وجعل مستقرة وقد مر تحقيقها, طيب ما هي علاقتها بالمطلب ما هي؟

    المفروض في أول السطر يصير منزّل الحكم, انتهى المطلب السابق, ثم نبدأ رأس السطر, على قلوب الكلم, اذن على قلوب الكلم عندنا كم مفردة فيها, مفردتان: قلوب وكلم, اما القلوب فقد تقدم وأما الكلم يحتاج الى توضيح, (كلام احد الحضور) وهو المراد احسنتم واضحة الجملة.

    قال: وقد مر تحقيق القلب في المبادئ يعني هناك الذي بينا ما هو المراد من الروح وما هو المراد في ص53 و54 من الكتاب.

    والمراد بالكلم, جيد هذه هي المفردة السادسة, كم بقي من الوقت؟ (كلام احد الحضور) ثلاث دقائق, طيب اتركوه المطلب.

     والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2015/11/16
    • مرات التنزيل : 2478

  • جديد المرئيات