نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية الإنسان الكامل (06)

  • بسم الله الرحمن الرحيم
    وبه نستعين
    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: والمراد من الكلم هنا أعيان الانبياء   ^ لذلك أضاف إليها القلوب وقد يراد بها الارواح, كما قال تعالى {إليه يصعد الكلم الطيب} أي الارواح الكاملة.

    طيب انتهى بنا الحديث بحمد الله تعالى الى هذه المفردة الأخيرة من المقدمات او من الجملة التي أشار إليها الشيخ, وهو الكلم.

    الكلم كما تعلمون جمع كلمة او جمع لكلمة, كما أن الحكم جمع للحكمة, من هنا لابد من الإشارة الى بحثين كما اشر هو:

    البحث الاول: إطلاقات الكلمة أو الكلم في القران الكريم, لأنه من الناحية اللغوية الكلمة هي اللفظ الدال على معنا, أعم من ان يكون تاما او غير تام, هذه من الناحية اللغوية واضحة, إنما الكلام كل الكلام في المراد من الكلمة والكلم والكلمات في القران الكريم يعني استعمال هذه اللفظة في القران الكريم, واستعمالاتها واسعة جدا, يعني واقعا الانسان عندما يريد أن يكتب رسالة من خيرة الرسائل هذه, وهي استعمالات الكلمة في القران الكريم, ما هو المراد من الكلمة, وجعلها كلمة باقية في عقبه, ما هو المراد من الكلمة, وألزمهم كلمة التقوى, ما هو المراد من الكلمة {ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة} وهكذا {وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً} وعجيب استعمالات القران الكريم في ما يتعلق حق القول مني {لأملأن جهنم} الآن هذا قولي لا قول, لأنه قول كلمة ايضاً قريبة واستعمالاتها بعض الاحيان قريبة الى هذا المعنى, على أي الاحوال.

    من هنا البحث الأول الذي ينبغي ان نقف عنده هو بنحو الاجمال ما هو استعمالات الكلم والكلمة والكلمات في القران الكريم؟

    البحث الثاني: ما هو وجه التسمية, يعني عندما نقول انه مثلا سميت أعيان الموجودات كلمات, طيب ما هو وجه التسمية, يعني ماذا يسمى الموجود الخارجي كلمة من الكلمات؟ ما هو وجه التسمية ما هو وجه التعبير؟

    إذن البحث الاول استعمالات الكلمة في القران الكريم.

    السيد الطباطبائي (رحمة الله تعالى عليه) في الميزان في مواضع متعددة بحث هذا البحث في المجلد السابع ص328 هذه عبارته يقول: ربما استعملت في القران الكلمة, ربما استعملت في القرآن بالقول الحق, إذا صدر هناك قول وكان هذا القول مطابقا للحق وللواقع تسمى ماذا بالاصطلاح القرآني, تسمى كلمة, قال الله عز من قائل, يعني في القول الحق الذي قاله الله عز من قائل من القضاء او الوعد قوله كما في قوله {ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم} كلمة يعني الله (سبحانه وتعالى) أعطى وعداً بان هؤلاء اذا كانوا كذا, وإلا لقضى عليهم ولكن لأنه أعطى القول فيقضي او لا يقضي؟ إذن أعطى أريد من الكلمة هنا ماذا؟ الوعد الحق, او القول الحق.

    أو قوله تعالى يقول: يشير الى قوله لآدم عند الهبوط {ولم في الارض مستقر ومتاع الى حين} وقوله {حقت عليهم كلمة ربك} كلمة ربك يعني الوعد الإلهي والقول الإلهي, وفسرها في موضع آخر وتمت كلمته… الى آخره.

    البحث الآخر الذي هو محل الشاهد, هذا فيه تفصيل الاخوة يراجعونه يقول: وربما استعملت الكلمة في العين الخارجي, يعني أطلقت الكلمة وأريد بها العين الخارجية والوجود الخارجي.

    إذن للكلمة استعمالات متعددة في القران, طبعا ما هو الدليل؟ بحثه سيأتي في مسالة ارتباطات الكلمة في العين الخارجية والأعيان الخارجية, يقول: في ما يتعلق, او أقول في ما يتعلق باستعمال القران الكلمة في الاعيان الخارجية هنا يقول: التفتوا جيدا الى العبارة, يقول: والمراد بالكلم هنا أعيان الانبياء, المراد من أعيان الانبياء يعني عين, يعني وجوده الخارجي, وعند ذلك هذه الجملة تصح الحمد لله منزّل الحكم على قلوب الكلم, يعني على قلوب الانبياء, المراد من منزّل الحكم على من؟ على قلوب الكلم, ما هو المراد من الكلم؟ الانبياء, اذن على قلوب الانبياء, {نزل به روح الأمين على قلبك} اذن هذا الاصطلاح الاول او الاصطلاح الآخر لإستعمال الكلمة في القران الكريم.

    السؤال: طبعاً يوجد ايضاً استعمال آخر للكلم في الارواح, الآن دليله ما هو؟ الآن إنشاء الله سنقف عليه لأنه عبارته بعد ذلك قال: وقد يراد بها أي بالكلم الارواح, لا انه يراد بالكلم يعني الاعيان الخارجية, هذا بيانه سيأتي.

    أما استعمال الكلم في الموجودات والأعيان الخارجية.

    طيب دليله؟ واقعا في ما يتعلق بدليل ذلك, توجد آيات قرآنية بعضها عامة وبعضها خاصة, أما الآيات العامة فهو ما ورد في سورة الكهف وما ورد في سورة لقمان, في سورة الكهف الآية 109 واضحة في هذا المعنى إن قبلنا هذا المعنى, {قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحث قبل ان تنفذ كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا} هذه الآية الأولى.

    الآية الثانية التي هي واردة في سورة لقمان الآية 27 قال تعالى {ولو أنما في الارض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم} هذه على مستوى الآيات العامة يعني سمت كل الموجودات وجميع الموجودات سمتها كلمة وسمتها كلمات, فأريد من الكلمات هنا يعني أعيان الموجودات.

    لذا السيد الطباطبائي (رحمة الله تعالى عليه) في المجلد الثالث عشر ص404 يشير الى هذه النكتة, قال: ومن هنا يظهر انه ما من عين يوجد او واقعة تقع الا وهي من حيث كونها آية دالة عليه كلمة منه, ما من حاجة وواقعة تقع آية دالة عليه هي كلمة منه, الا انها خطت هذا بحث آخر.

    هذا في ما يتعلق بالآيات العامة.

    في ما يتعلق بالآيات العامة وهما هاتان الآيتان يوجد فيها فهمان او اتجاهان:

    الفهم الاول: هذا الفهم الذي اشرنا إليه وهو الفهم الذي يستند إليه القيصري, يقول: {قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفذ البحر قبل ان تنفذ كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا} هذا الفهم الأول.

    الفهم الثاني: يقول لا, المراد من الكلمات, نحن لا نضايق او لا نمانع ان الوجودات كلمات ولكن هذه الآيات لا دلالة فيها على المطلوب, التفتوا, لا انه لا تسمى الموجودات كلمات لا تسمى, ولكن هاتان الآيتان بصدد تسمية الموجودات الخارجية كلمات او ليست بصدد؟ طيب المناقشة في الدليل وليس في المدعى, ما ادري واضح المعنى.

    هذا هو الذي يختاره السيد الطباطبائي (رحمة الله تعالى عليه) ونظره إلى أن هاتين الآيتين ليستا بصدد الحديث عن الكلمات الوجودية وإنما الحديث عن الكلمات اللفظية.

    هذا المعنى بشكل واضح يشير إليه في المجلد السادس عشر ص232 هذه عبارته وهي واضحة: يقول: والمعنى في ذيل آية سورة لقمان, يقول: والمعنى ولو جعل جميع أشجار الارض اقلاماً واخذ البحر وأضيف إليه سبعة أمثاله وجعل المجموع مدادا, فكتب كلمات الله بتبديلها الفاظاً دالة عليها, بتلك الأقلام من ذلك المداد, {قبل ان تنفذ كلمات ربي} إذن هو مراده ما نفذت كلمات الله, المراد من الكلمات يعني هذه الالفاظ لأنه كل لفظ يشير الى وجود من الوجودات وحيث ان تلك الوجودات غير متناهية إذن هذه الالفاظ سوف تكون غير متناهية وحيث ان المداد والأقلام متناهي إذن لا يمكن ان يحيط او يستطيع المتناهي ان يكتب غير المتناهي.

    اذن السيد الطباطبائي (رحمة الله تعالى عليه) يصرح, طبعا جملة من العرفاء وغير العرفاء يقولون لا, أن هاتين الآيتين مرتبطة بالكلمات الوجودية في الاعيان الخارجية لا انها مرتبطة بالكلمات اللفظية بخلاف السيد الطباطبائي الذي يعتقد لا, ان هذه المراد من الكلمات اللفظية.

    هذا على مستوى الآيات العامة.

    أما على مستوى الآيات الخاصة, فانا أتصور أن القضي واضحة جدا, في ما يتعلق بالآيات الخاصة وهما آيتين ايضاً بالنسبة الى عيسى    ×, الآية الاولى في سورة النساء الآية 171, قال تعالى {يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها الى مريم وروح منه} إذن هذه ألقاها لا معنى لأن نقول ألقى اللفظ, ألقى القول, لا معنى له, إذن الذي القي أمر وجودي لا أمر لفظي, هذه آية.

    واضح من هذه الآية 45 من سورة آل عمران, الآية 45 من سورة آل عمران, اوضح من ذلك, قال تعالى {إذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح} واضح الكلمة منها المسمى وليس المراد منها الاسم وليس المراد اللفظ وليس المراد القول, {بكلمة منه إسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخر ومن المقربين}.

    اذن على مستوى الآيات الخاصة واضحة الدلالة على ان القران الكريم, استعمل الكلمة وأراد بالكلمة العين الخارجية والوجود الخارجي, الى هنا اتضح المطلب.

    الآن استعمال ثان يوجد للكلمة وهو انه تطلق الكلمة ويراد بالكلمة الروح روح الانسان, لا يراد بها هذا الوجود الخارجي.

    الآن يستدلون بهذه الآية المباركة تام او غير تام هذا بحث آخر, وهو الآية 10 من سورة فاطر, (كلام احد الحضور) جيد جدا, (كلام احد الحضور) نعم, الآية 10 من سورة فاطر, قال تعالى {من كان يريد العزة فلله العزة جميعاً إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} يقولون استعمل هنا الكلم وأريد به الروح, لماذا الروح وليس هذا الإنسان الذي هو من الروح والبدن؟ لماذا أريد الروح لا هذا الإنسان لأنه العين الخارجية اعم من النفس والبدن؟ يقولون باعتبار ان الصاعد الى الله ليس البدن ليس الامر مادي الجسماني الصاعد إليه الامر المعنوي الامر المجرد وهي الارواح.

    اذن {إليه يصعد الكلم الطيب} يعني إليه تصعد الارواح الطيبة, (كلام احد الحضور) عينه ولكن عينها ليس على العين الخارجية من جسم ونفس, هذا الذي أريد أقوله, اقول له أطلاقان: الاول يطلق على العين الخارجية يعني أنا الآن جسما وروحاً أسمى كلمة من كلمات الله, الإطلاق الثاني انه يطل الكلمة ويراد منه ليس المجموع يراد منه خصوص الروح, لماذا خصوص الروح؟ يقول: لأنه الصاعد الى الله ليس البدن, الله (سبحانه وتعالى) ليس مكاني حتى البدن يصعد إليه, وإنما الصاعد إليه الروح فقط, هذا اذا حملنا الكلمة على الروح.

    طبعاً هذا المعنى احتملناه ذكرناه ايضاً مصدره ايضاً ذكرناه في محله, ولكن وارد مصدره في النفحات, لصدر الدين القونوي هناك في ص16 بشكل, لأنه أنا الكتاب ليس معي هناك في النفحات للقونوي هناك بشكل رسمي يشير الى هذا المعنى وهو ان المراد.

    طبعا السيد الطباطبائي (رحمة الله تعالى عليه) يعتقد لا, المراد من الكلم يعني الاعتقاد الحق, {إليه يصعد الكلم الطيب} يقول: يعني الاعتقاد الحق, بقرينة قوله {ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة} يعني اعتقاد التوحيد يصعد نعم, والروح تصعد من باب الاتحاد, ايضاً هناك يصرح يقول الروح, باعتبار انه يوجد اتحاد بين الاعتقاد والمعتقد فإذا صعد الاعتقاد المعتقد ايضاً يصعد ولكن بالملازمة, هنا لا, بشكل رسمي قد يصير, القونوي يقول في النفحات يقول: لا, الذي يصعد إليه هو الروح.

    نقرأ الآن عبارة.

    قال: والمراد بالكلم هنا أعيان الانبياء, إذن هنا يعني في عبارة الشيخ, والمراد بالكلم هنا اعيان الانبياء    ^ لذلك أضاف إليها القلوب الى الكلم, قال: قلوب الكلم, عند ذلك العبارة تكون صحيحة, والا لو كان المراد من الكلم الكلمات اللفظية طيب ما معنى منزّل الحكم على قلوب الكلم يعني الكلمات اللفظية, ماذا الكلمات اللفظية لها قلوب حتى ينزل الحكمة عليها.

    اذن هنا عندما عبر هنا يقول حتى نصحح العبارة باعتبار ان القلوب لا تكون الا للكلمات الوجودية لا للكلمات اللفظية, والا لو لم نقل كذلك لما صحة العبارة.

    وقد يراد بها أي بالكلم, بعد ليس هنا التفتوا جيدا, ليس هنا قد تطلق الكلمة ويراد بها الروح, وقد يراد بها الارواح كما قال تعالى {إليه يصعد الكلم الطيب} يعني الارواح الكاملة.

    الآن توجد نكتة لطيفة في هذه الآية وهي آية سورة الفاطر, عجيبة هذه الآية, الآية تقول بأنه {إليه يصعد الكلم الطيب} مقدمة الآية جدا لطيف, يقول: {من كان يريد العزة} اين العزة موجودة؟ إذا احد يريد مال اين المال موجود؟ افترضوا في فلان مكان, فلابد ان نشد الرحال الى فلان مكان, لأنه تسأل لأنه {من كان يريد} إذا شخص يريد المال إذا كان احد يريد علما فأين العلم؟ طيب بالحوزة العلمية, اذن لابد ماذا ان نفعل؟ نشد الرحال الى الحوزة العلمية, أنا احذف المتعلق لأنه قد أقول فلان مكان ويقولون واويلا كيف هنا, طيب الحوزة العلمية عام, طيب هنا الآية ماذا تقول؟ تقول {من كان يريد العزة} فالعزة اين موجودة؟ هناك غير مكان لا توجد, لأن {العزة لله جميعاً} طيب ماذا نفعل الآن؟ الآن اذا نريد ان نحصل على العزة اين لابد ان نذهب؟ {إليه يصعد الكلم الطيب} اصعد هناك احصل على ماذا؟ التفتوا إلي جيدا, {من كان يريد العزة فالله العزة جميعا} العزة اين موجودة؟

    طبعا يكون في علمك القران الكريم ليس فقط هذه, هذه من باب المثال, من كان يريد القوة {فإن القوة لله جميعا} من كان يريد الرزق, {فإن الله هو الرزاق المتين} من كان يريد الحياة {لا إله إلا هو الحي القيوم} من من.. هذا كل القران من أوله الى آخره, من كان يريد كمالا وجودي اين موجود؟ هناك.

    اذن انت لا يمكن ان تحصل عليه إلا بالصعود, تقول لي بأنه نحن نرى بأنه هناك لم يصعدوا الى هناك والآن في الدنيا ماذا عندهم؟ عندهم مال وعزة, يقول: نعم هذا اشتباهكم, يوم القيامة سيتضح لكم بان هذا كان واقعي أم وهمي وكاذب, الآن انت باعتبار تعيش الظاهر تتصور انه له العزة ولكن هو عزيز ام ذليل؟ هو ذليل, تتصور أنه قوي هو قوي ام ضعيف؟ هو ضعيف, {اوهن البيوت لبيت العنكبوت} هو هذا, ولكن انت تتصوره ماذا؟ هذه توهماتك وتصوراتك والا واقعا الحال هذا ضعيف ذليل فقير, مسكين الى آخره, على أي الاحوال, هذه النكتة المربوطة بهذه.

    قال: وقد يقال يراد به الارواح كما قال تعالى{إليه يصعد الكلم الطيب} أي الارواح الكاملة, ويسمى, طيب الدليل, طيب سؤال: هل استعمل القران الكريم الكلم وأراد به العين الخارجية؟ قال: نعم خاصا وعاما, ويسمى عيسى كلمة في مواضع من القران كما اشرنا في سورة النساء وآية سورة آل عمران, ثم ترقى قال لا فقط عيسى هذا بنحو خاص ذكر والا كل الموجودات هي كلمات الله, مع ان جميع الموجودات كلمات الله, واليه الإشارة بقوله تعالى هذه الآية التي هي في سورة الكهف والآية التي اشرنا إليها من سورة لقمان {قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفذ البحر قبل ان تنفذ كلمات ربي ولو جئنا بمثله} جملة من المفسرين الآلوسي وغيرهم يقول مثله يعني ليس ثاني, مثله يعني جنس مثله, مثله يعني ليس الثاني {ولو جئنا بمثله} يعني اذا جئنا ببحر ثاني يعني القضية تنحل ينكتب كل شيء, بدليل انه في آية سورة لقمان قال {سبع أبحر} وايضاً لما نفذت, اذن ليس المراد من المثل هنا الثاني, المراد من مثله يعني جنس البحر يعني جنس المتناهي لو أضفت إليه مليون متناهي فإنه يفي او لا يفي؟ لا يفي, {ولو جئنا بمثله مددا} نقطة. الى هنا انتهى البحث الاول.

    الآن يوجد هنا بحث لطيف وهو: التفتوا جيدا قبل ان ننتقل الى البحث الثاني, ولكون صدور الاشياء.

    يمكننا ان نأخذ نتيجتين مهمتين:

    النتيجة الاولى: إذا قبلنا ان الموجودات الخارجية تسمى كلمات وقبلنا ان الموجودات الخارجية تنقسم الى تامة وغير تامة؟ فالكلمات ماذا تصير؟ والقران الكريم أشار الى نوعي الكلمات, أشار الى ان عيسى كلمة ولكن عبر عنها كلمة تامة او لم يعبر؟ لم يعبر, ولكن في مكان آخر عبر {وتمت كلمة ربك} الآن تعالوا نعرف وهذه {وتمت كلمة ربك} من هو؟

    (كلام احد الحضور) قال: إن عيسى كلمة لا مشكلة, أما تمام الكلمة هذا لم يعبر عنه, كلمة من كلمات الله ولا اشكال من انها من أوضح الكلمات الإلهية عيسى ابن مريم, لان القران خصه بأنه كلمة ولم يخص أي نبي آخر, ولعله النكتة فيه تأتي بعد ذلك, لماذا لم يقل نوح كلمة, لماذا لم يقل ابراهيم كلمة, لماذا لم يقل محمد      ’ كلمة, ولكن قال عيسى كلمة, هذه النكتة فيه ستأتي, ولكنه ما قال: أن عيسى هو الكلمة التامة, ولكن القران الكريم بين قال: {وتمت كلمة ربك صدقا} نظريا, {عدلا} عمليا, على مستوى النظري والعملي.

    الروايات اخواني أعزائي الواردة في انه الكلمة التامة من هو, فوق حد الإحصاء في كلماتنا أنهم ائمة أهل البيت    ^.

    انا اقرأ رواية او روايتين في هذا المجال والا عشرات الروايات واردة, كما ينقلها لا اقل هنا ينقل ثلاثين رواية, ولو ترجعون الى بصائر الدرجات الكبرى لعله مائة رواية موجودة هناك.

    في البحار المجلد الخامس والعشرين ص38 حتى اذكر الباب ص38, باب أحوال ولادتهم    ^ وانعقاد نطفهم وأحوالهم في الرحم وعند الولادة وبركات ولادتهم وفيه بعض غرائب علومهم وشؤونهم, الروايات كثيرة جدا, قال: عجيبة هذه الروايات, قال: هذه الرواية رقم 6, الرواية قال ابو جعفر    × اذا دخل أحدكم على الإمام فالينظر ما يتكلم به, يعني كثيرا يكون مؤدب, ويتكلم ويتصور ان الامام ما يدري ماذا يقول, فإن الامام يسمع الكلام في بطن أمه, فإذا هي وضعته سطع لها نور ساطع الى السماء وسقط وفي عضده الأيمن مكتوب {وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا} يعني هذا الكلمة التامة, هذا مكتوب, الآن أنا واقعا هذا البحث لابد ان ننظر في الروايات انه مكتوب بنحو انه لو رفعه نراه او انه هذه الكتابة كتابة ملكوتية, كما انه كثير من خصوصياتهم خصوصيات ما هي؟ ليست خصوصيات مرتبطة بعالم الشهادة وإنما هي خصوصيات مرتبطة بعالم الملكوت, الآن ذاك بحث آخر واقعا هل انه يراه كل احد بمجرد ان يرفع عضده الأيمن او انه لا, لمن شاء ان يرى, ذاك بحث آخر, ولكنه الروايات إن لم اقل متواترة فانه مقطوعة السند من أهل البيت  ^.

    قال: {وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم} فإذا تكلم, عجيب تبين الخصوصيات, في بطن أمه يسمع من يقع على الأرض يقع, طبعا روايات أخرى يقع ساجدا ويقرأ الآيات الكذائية, اساساً يسأله السائل انه هذه الآية لماذا قرأها؟ يقول له قرأها للإشارة الى كذا وهذه الآية قرأها, موجودة في بصائر الدرجات, اذا صار وقت نأتي بالروايات لأنه البحث يخرج, ولكنه اساساً لماذا قرأ هذه الآية, يقول: قرأ هذه الآية ليقول كذا وقرأ هذه الآية ليقول كذا… كل تفاصيل حياة أهل البيت    ^ موجودة عندنا ولكن مع الاسف الشديد محذوفة في حوزاتنا العلمية وإلا هذه التفاصيل اساساً متى يرفع له عمود من نور يرى أعمال كل الخلائق وحدة, متى يرفع له عمود من نور في كل قرية يرى اعمالاً, لأنه نحن نرى بأنه الشهادة على الأعمال فقط الشهادة على شيعته, مع ان الروايات ماذا تقول؟ أعمال الخلائق, من قال أعمال شيعته هذه, على أي الاحوال, قال: فإذا تكلم رفع الله له عمودا يشرف به على أهل الأرض يعلم به أعمالهم.

    اذن لا تذهبون الى روايات {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم والرسول والمؤمنون} هناك مرتبطة بمن؟ مرتبطة بالمؤمنين, مرتبطة بشيعتهم ولكن هذه أعمال الخلائق.

    هذه النتيجة الاولى التي نأخذها, كم بقي من الوقت؟ (كلام احد الحضور).

    النتيجة الثانية: اذا كانت هذه كلمات وهذا بحث كلامي قيم, اذا كانت هذه كلمات فالله ماذا؟ يثبت أنه متكلم ولكنه تكلمه كل بحسبه, لا يتبادر الى ذهنك إذا قلنا الله متكلم يعني يفتح فمه فيخرج منه صوته, لا, إنما قوله ما هو؟ كما يقول أمير المؤمنين    × فعله, كما انه هذه أفعال خارجية وأقواله أفعال خارجية.

    هذه نتيجتان أساسيتان تؤخذان إذا ثبتت هذه المقدمة, طبعا يقول جزئيا او كليا لا فرق, اذا ثبت ان كل الموجودات كلمات فواضح, هذه النتيجة الاولى نأخذها تنقسم الموجودات, أما إذا لم يثبت ذلك, القران عبر عن عيسى بأنه كلمة, اذن الله ما هو؟ إذن متكلم.

    هذا هو البحث الاول.

    البحث الثاني: في ما يتعلق بالبحث الثاني هو بيان وجه تسمية الموجود الخارجي والعين الخارجية بالكلمة, ما هو الوجه؟ هنا يشير القيصري الى وجوه ثلاثة, هذه الوجوه الثلاثة نحن اشرنا إليها في الابحاث السابقة, في التمهيد وهنا, فقط نطبق العبارة لا يوجد مطلب أساسي.

    قال: ولكون هذا إشارة الى البحث الثاني, ولكون صدور الاشياء من المرتبة العمائية, اذا تتذكرون ان المرتبة العمائية في الابحاث السابقة, أطلقناها وأردنا من المرتبة العمائية يعني مقام مرتبة الاحدية, اذا تتذكرون هذا المعنى بشكل واضح وصريح جاء في ص47 آخر الصفحة, قال: حقيقة الوجود إذا أخذت بشرط ان لا يكون معها شيء, الاخوة الذين حضروا عندنا الاسفار الجزء السادس يعلمون بأنه حقيقة الوجود هذه نفس العبارة, صدر المتألهين ماذا يقول؟ حقيقة الوجود, مرادهم هذه حقيقة واحدة, هي الوحدة الشخصية يقولها ولكن باعتبارات أخرى.

    حقيقة الوجود إذا أخذت بشرط أن لا يكون معها شيء فهي المسماة عند القوم بالمرتبة الاحدية المستهلكة جميع الاسماء والصفات فيها قلنا جمع الجمع, وتسمى جمع الجمع وحقيقة الحقائق وتسمى العماء.

    اذا تتذكرون هنا قلنا أن العماء قد يطلق ويراد منه الصادر الأول ايضاً, ولكن هنا عندما يقول المرتبة العمائية مراده من المرتبة العمائية مقام الاحدية لا الصادر الاول.

    يقول: وكون صدر الاشياء من المرتبة العمائية, سؤال: عرف لنا المرتبة العمائية شيخنا القيصري, افتح شارحة لتعريف المرتبة العمائية, قال: (التي أشار إليها النبي    ’ عند سؤال الإعرابي عنه اين كان ربنا قبل ان يخلق الخلق, وهناك اشرنا بأنه انظروا هذه الروايات العامة, أين كان ربنا, يجيبون عن اين ولكن أمير المؤمنين عندما يُسأل عن اين كان ربنا, كيف يجيب, يقول: ويلك أين الأين فلا أين له, جدا الفرق كبير, بين سلم بالأين ولكن ذكر معنا, وبين ان السؤال سؤال خطأ لا أين له, قال: أين كان ربنا قبل ان يخلق الخلق, أجاب الرسول: كان في عماء ما فوقه هواء ولا تحته هواء, هذا كله شرحناه هناك, أي في مرتبة, إذن عندما قال مرتبة, فهذا اللابشرط المقسمي او ليس هو؟ ليس هو, لأنه مرتبة وإذا صار مرتبة فلا يمكن ان نقول بأن هذا لا بشرط المقسمي.

    أي في مرتبة لا تعين لها ولا اسم ولا نعت, لأنه الاسماء كلها تعينات وفي الاحدية يوجد تعين؟ قلنا تعينه ان لا تعين له, هذا اشرنا اليه, في مرتبة لا تعين لها ولا اسم ولا نعت فتعمى عنها أي مرتبة العماء او المرتبة الاحدية فتعمى عنها الأبصار والفهوم), الآن أغلق الشارحة, اذا احد سأل القيصري ماذا عرف العماء, هذه الثلاثة اسطر, هذا العماء, الآن ارجع الى الجملة من الاول.

    قال: ولكون صدور الاشياء من المرتبة العمائية بماذا؟ بواسطة النفس الرحماني, هذه بواسطة متعلقة بالصدور, بصدور الاشياء, واضح.

    إذن سؤال: هذا النفس الرحماني يشمل من اين؟ يشمل داخل الصعق الربوبي أم خارج الصعق الربوبي؟ (كلام احد الحضور) احسنتم جزاك الله خيرا.

    فلهذا اذا تتذكرون قلنا يوجد توجهان في النفس الرحماني: تارة يطلق النفس الرحماني ويراد منه كل ما سوى الله, الذي يشمل من الصادر الاول الى الهيولى الاولى, هذه كله {وما أمرنا الا واحدة} وتارة يطلق النفس الرحماني ليشمل حتى مقام الواحدية, هذه إشارة.

    يقول: ولكون صدور الاشياء بواسطة النفس الرحماني, طيب النفس الرحماني هو ماذا؟ وهو انبساط الوجود وامتداد الوجود والأعيان الموجودة عبارة, هذه النفس الرحماني هذا هو انبساط الوجود وامتداده, هذه شارحة لبيان ذلك قال: والأعيان الموجودة عبارة عن التعينات الواقعة في ذلك النفس الوجودي.

    انت جنابك الآن عندما تريد ان تتكلم خمس كلمات في بعض الاحيان بنفس واحد تتكلم عشر كلمات, هو نفس واحد أم متعدد؟ هو نفس واحد, ولكن هذا النفس الواحد يمر على مخارج حروف وكلمات متعددة, تخرج كلمة واحدة أم عشر كلمات؟ (كلام احد الحضور) مع أنه واحد, ولكن لأنه هذا النفس يمر على مخارج حروف متعددة, فتخرج حروف متعددة, كلمات متعددة, فتشبيها, طبعا تشبيها ليس تمثيلاً لا, واقع الأمر كذلك يعني {وما أمرنا الا واحدة} واقعاً أمرنا واحدة حقيقة واحدة {وما أمرنا الا واحدة} طيب لماذا هذه الواحدة تصير عالم العقول وعالم المثال وعالم الشهادة وبرزخ وجنة؟ يقول: بلي هذه بحسب الاستعدادات كل يأخذ موقعه الخاص به.

    الآن لماذا سميت كلمات؟ يقول: تشبيها لهذا النفس الانساني الذي تخرج منه الكلمات اللفظية والقولية كذلك النفس الوجودي, اذا صار على هذه المقاطع تخرج منه الكلمات الوجودية.

    قال: عبارة عن التعينات الواقعة في ذلك النفس الوجودي, سميت الاعيان كلمات الاعيان الخارجية, تشبيها بالكلمات اللفظية الواقعة على النفس الانساني بحسب المخارج, هذا هو الوجه الاول, التفتوا جيدا.

    الوجه الثاني: وايضاً, الكلمة ما هي وظيفتها؟ يعني الآن أنا عندما أتكلم بكلمات ماذا افعل؟ يبرز ما في الغيب, لو لا تكلمي هذا الذي في علمي في ذهني يبرز إليكم يظهر لكم او لا يظهر؟

    إذن الكلمة إنما سميت كلمة لأنها تبرز المستور, لانها تظهر الغيب, وحيث ان هذه الموجودات جميعا تظهر كمال الله (سبحانه وتعالى) لو لم تكن هذه الوجودات لظهر كماله وجماله او لم يظهر؟ لم يظهر, فسميت كلمات آية على جماله وجلاله.

    وايضاً كما تدل الكلمات على المعاني العقلية التي هي مستورة وغائبة, كذلك تدل أعيان الموجودات على موجدها وأسمائه وصفاته وجميع كمالاته الثابتة له بحسب ذاته وبحسب مراتبه (سبحانه وتعالى).

    هذا البحث بشكل تفصيلي أشار إليه السيد الطباطبائي (رحمة الله تعالى عليه) في المجلد الثاني من الميزان ص325 تحت عنوان, بحث فلسفي, قال: فالكلام اللفظي الموضوع الدال على ما في الضمير وكذا الإشارة يقول: كلها, وكذا الوجودات الخارجية لما كانت معلولة لعللها ووجود المعلول لمسانخته وجود علته يدل بذاته على خصوصية ذات علته, بحث فلسفي قيم في هذا المجال مأخوذ من هذا الأصل الذي ذكره هؤلاء الاعلام.

    هذا الوجه الثاني.

    الوجه الثالث الذي أشار إليه قال:

     وايضاً كل منها موجودة, لماذا سميت الموجودات كلمات؟ يقول: لانها موجودة بكلمة كن وكن لفظ من الالفاظ, فالكون ويكون يكون ماذا؟ كلمة من الكلمات.

    قال: وايضاً كل منها هذه الموجودات الخارجية موجودة بكلمة كن, فأطلق الكلمة عليها على هذه الموجودات إطلاق اسم السبب الذي هو كن على المسبب الذي هو يكون او الكلمة.

    هناك عند ذلك يوجد عندنا بحثان:

    البحث الاول: واقعاً ان النسبة نسبة السبب والمسبب, او لا, الذي أشار إليها.

    وثانيا: طيب اذا كانت كلنا نحن موجودين بكن لماذا خصص القضية بعيسى    ×, طيب نحن كلنا بناء على هذا لماذا؟ فقط عيسى كن, طيب نحن ايضاً كن.

    هذا بحثه سيأتي إنشاء الله تعالى.

     والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2015/11/17
    • مرات التنزيل : 2200

  • جديد المرئيات