نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية الإنسان الكامل (12)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: وصلى الله على ممد الهمم إتيان بما يجب بعد حمد الحق تعالى من الصلاة على من هو فصل الخطاب والواسطة بين أهل هذا العالم ورب الأرباب علما وعينا كما مر بيانه في الفصل الثامن.

    بقيت نقطة مرتبطة بالبحث السابق قلنا بأنه هذه الجملة وهي وان اختلفت الملل والنحل لاختلاف الامُم انه تارة نتكلم على مستوى الاسم الظاهر عند ذلك يتضح أو واضح ما هو المراد من الملل وما هو المراد من النحل وما هو المراد من الأمم, وأخرى نتكلم على مستوى الاسم الباطن فمن الواضح انه على هذا لا يمكن المراد من الأمم يعني أمم الانبياء وإنما لابد ان يكون المراد الأمم طبقة خاصة من الأمم وهم الانبياء والأولياء والأوصياء الذين يأخذون ممن؟ يأخذون من الباطن وإلا الجميع لا يأخذ من الباطن وإنما البعض يأخذ من الباطن دون البعض, ولعله هذه القضية سوف تتضح أكثر عندما نقف على قوله ممد الهمم, هنا سيتضح الأمر أكثر, أما حديثنا لهذا اليوم فيما يتعلق في بحث هذا المقطع من كلام الشيخ واقعاً توجد عدة أبحاث:

    البحث الأول: ما هو المراد من الصلاة حيث قال وصلى؟

    البحث الثاني: انه لماذا قال الله ولم يقل الرحمن مثلا وصلى الرحمن مثلا وصلى الجبار مثلا لماذا قال وصلى الله؟

    البحث الثالث: انه ما هو المراد من الإمداد وهل المراد به الإمداد العام أو المراد به الإمداد الخاص؟

    البحث الرابع: طبعاً بعض هذه الأبحاث سيتضح انها متداخلة ولكنها من باب التقسيم الفني للبحث, البحث الرابع هو انه ما هو المراد من الهمم عندما قال وصلى الله على ممد الهمم؟

    البحث الخامس: الذي سيأتي بعد ذلك وهو انه هذا الإمداد هل هو ذاته أو من غيره, يعني هذا الممد يخرج من كيسه شيء ويعطي أو يأخذ من كيس الآخرين ويعطي, يأخذ من خزانته أو يأخذ من خزانته سبحانه وتعالى أي منهما؟ وهذا بحث سيأتي في وسط صفحة 185 قال: من خزائن الجود والكرم, لأنه قال: وصلى الله على ممد الهمم, يمد من اين؟ يُمد من خزائن الجود والكرم, الآن لابد ان نعرف من خزائن جوده يعني نفسه عنده ويعطي أو انه من جوده سبحانه ومن كرمه سبحانه وتعالى هذا بحثه إنشاء الله تعالى بعد ذلك سيأتي وهو البحث الخامس.

    البحث السادس: انه من هو, بيان المصداق, من هو  ممد الهمم الذي يعطي من خزائن الجود والكرم الإلهي الذي قال قوله محمد واله وسلم, إذن يتبين انه أولا: انظروا إلى البحث كم منظم مع انه مجموع الكلمات لا تتجاوز سبعة أو ثمان كلمات في هذه السبع أو الثمان كلمات توجد عدة أبحاث, بيان معنى الصلاة, لماذا من الله, ما معنى الهمة, ما معنى الممد, من اين, ومن هم هؤلاء الذين يُمدون الهمم.

    أما البحث الأول: وهو ما المراد من الصلاة؟

    من الواضح انتم تعلمون ان القرآن الكريم أشار بأنه الصلاة من الله وتصدر من الملائكة وتصدر من المؤمنين, قال تعالى {ان الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} هذه الآية 56 من سورة الأحزاب عندما نأتي إلى سورة الأحزاب نجد بأنه هذا المعنى بشكل واضح موجود في سورة الأحزاب.

    الآية 56 من سورة الأحزاب وكذلك الآية 43 قال تعالى {هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيماً} إذن الصلاة من الأمور التي نسبت إلى الله ونسبت إلى الملائكة ونسبت إلى المؤمنين من هنا واقعا لابد ان يقع البحث الأول ما هو المراد من الصلاة لغة؟ ما هو المراد من الصلاة استعمالاً؟ وما هو المراد من الصلاة بحسب  هذه المصاديق, يعني انه ما معنى الله يصلي ليس ما معنى يعني اشتراك لفظي بل مرادنا المصداق, ما معنى صلاة الملائكة؟ ما معنى صلاة المؤمن؟ ولعله من اعقد المسائل هذه المسألة ما معنى صلاة المؤمن على النبي ’ما الذي يريد المؤمن ان يحصل للنبي الأكرم أو لمن يصلي عليه.

    أما من حيث اللغة في كلمات اللغويين مفردات وغير مفردات تعبيرهم ان الصلاة لغة هو الدعاء والذكر, صلى يعني دعا, في كلماتهم مثل مؤيد الدين الجندي وغيره في المفردات إشارة إلى هذا المعنى في تفسير الفصوص أو في شرح الفصوص قال: العبد, أي مؤيد الدين الجندي, قال: العبد الصلاة لغة هي الدعاء, هذا فيما يتعلق بالبحث اللغوي وطبعا تذكر له معان أخرى ولكن هذا ليس بحثنا.

    أما من حيث الاصطلاح السيد الطباطبائي &في تفسيره المجلد 16 صفحه 329 هذه عبارته في ذيل الآية 43 من سورة الأحزاب يقول: المعنى للصلاة على ما يستفاد من موارد استعمالها هو الانعطاف, يعني موجو د ينعطف على موجود آخر ويميل إلى موجود آخر هو الانعطاف, فإذا كان المعنى الجامع للصلاة هو الانعطاف فعند ذلك يقول: سيختلف موارد بحسب ان المنعطف من هو, إذا كان الله والمنعطف فالمعنى واضح ماذا يعطي؟ إذا كان العبد هو المنعطف فواضح ماذا يطلب وليس ماذا يعطي؟ إذا كانت الملائة هي المنعطفة فمن الواضح انها ماذا تسأل؟

    إذن: صحيح ان المعنى الجامع للصلاة هو الانعطاف ولكن في فيختلف باختلاف ما نسب الله الانعطاف ولذلك قيل: ان الصلاة من الله الرحمة ومن الملائكة الاستغفار ومن الناس الدعاء, تعالوا إلى نص العبارة هنا قيل: الصلاة من الله الرحمة ومن الملائكة الاستغفار ومن الناس الدعاء, هذا مطلب وهذا المطلب له نص روائي؟ الجواب: نعم في كتب الفريقين لعله هذا المعنى موجود ومنه هذه الرواية التي ينقلها السيد هاشم البحراني في تفسيره الجزء 6 صفحه 306 في ذيل الآية 56 من سورة الأحزاب هناك.

     الرواية عن ابن ابي حمزة قال: سألت أبا عبد الله الصادق عن قول الله ان الله وملائكته, فقال: عز وجل الصلاة من الله عز وجل رحمة ومن الملائكة تزكية ومن الناس دعاء. يزكون المؤمن انه هذا يصلح للغفران يصلح لان تغفر له الذنوب {ويستغفرون للذين امنوا} صريح الآيات القرآنية تبين ان الملائكة الحافين حول العرش ماذا يفعلون؟ يستغفرون للذين امنوا, لذا عبارة مؤيد الدين الجندي لطيفة في هذا المجال.

    يقول: وفي عرف التحقيق, يعني اصطلاح, هناك لغة اتضح, وفي عرف التحقيق إضافة ورابطة بين الداعي والمدعو وليس له مصداق إلا العبد والرب ويجوز إضافتها إلى العبد باعتبار ويجوز إضافتها إلى الله باعتبار, إذا كانت إضافة بين الطرفين فإذا نسب الصلاة إلى الله تأخذ معنى  أو تأخذ مصداق وعندما تنسب إلى العبد تأخذ مصداقا آخر.

    قال: فهي, إذا نسبت إلى الحق, فهي من قبل الحق رحمة وحنان وتجلي ولطف وامتنان وعطف ورأفة وإحسان ورضوان ومن قبل الخلق دعاء وخضوع واستكانة وخشوع وإتباع لمحابه ومراضية والى قربه ومناجاته رغبة والى آخره.

    إذن: هذا الانعطاف من هناك كيف يأخذ ومن هنا كيف يأخذ, هذا فيما يتعلق بهذه ا لمسألة, الآن نقرأ عبارة حتى نأتي إلى المطالب الأخرى.

    قال: إتيان بما يجب, هذا إتيان بما يجب انه بعد ذلك سيتبين انه إذا ثبت ان هناك واسطة فيض بين الله وبين العبد يعني مرة ان العبد يأخذ بلا واسطة من الله ومرة يأخذ مع الواسطة فإذا كان يأخذ مع الواسطة إذن لابد ان يشكر المنعم أو لا يشكر؟ لابد ان يدعوا أو لا يدعوا؟ لأنه هو هذا واسطة نعمه سواء كانت كان التامة أو كان الناقصة إذا هذا كان إذن يجب عليه ان يدعوا أو لا يجب عليه ان يدعوا؟ لذا قال: إتيان بما يجب, لماذا يجب؟ باعتبار انه بعد ذلك سيتضح ان هذا ممد الهمم هو واسطة الفيض بين الله وبين خلقه لأنه هذه عبارته بعد ذلك تعالوا معنا في صفحة 184, أربعة اسطر باقية من الآخر, في هذه الصفحة قال: وكما كان ×واسطة لوجوداتهم في العلم و العين ماهية ووجودا كذلك كان واسطة لكمالاتهم, يعني كان التام وكان الناقصة, فإذا كان واسطة الفيض يجب علينا الدعاء أو لا يجب علينا؟ يجب علينا الشكر أو لا يجب علينا؟ لان الدعاء أيضا له مصاديق متعددة وهنا لا يأتي الحمد, لا يأتي المدح نعم وان كان يوجد ولكن يأتي الشكر لأنه صدر فعل جميل من واسطة الفيض فيشكر على ذلك.

    قال: إتيان بما يجب بعد حمد ا لحق تعالى, ماذا يجب؟ من الصلاة على من؟ الآن لا أتلكم في المصداق لأنه بحث المصداق سيأتي بعد ذلك.

    إتيان بما يجب بعد الحمد تعالى على من هو فصل الخطاب, وصريح القرآن الكريم هو فصل الخطاب, القرآن هو فصل الخطاب التدويني ورسول الله هو فصل الخطاب التكويني, والواسطة وساطة الفيض والإخوة يتذكرون مرارا ميزنا بين الواسطة وبين الآلة قلنا ان الواسطة يعني انه له اختيار أما الآلة ليس لها اختيار هذا القلم آلة وليس واسطة أما قوى النفس وسائط.

    قال: والواسطة بين أهل هذا العالم ورب الأرباب, رب العالمين, واسطة فيما ماذا وماذا؟ في الفيض الاقدس واسطة وفي الفيض المقدس أيضا واسطة, يعني واسطة في العلم وواسطة في العين كما مربيان في الفصل الثامن وهناك مفصلا وقفنا عليه ولا نحتاج إلى التكرار.

    ما هو الصلاة؟ هذه النقطة الاولى بين ضرورة الصلاة يعني لماذا ثنى بعد الحمد بالصلاة بعد ان قال والحمد لله منزل الحكم الآن قال: وصلى الله, لماذا ثنى بالصلاة بعد الحمد؟ بيّن نكتة التثنية, الآن ما هي الصلاة؟

    قيل: والصلاة من الله الرحمة ومن الملائكة الاستغفار ومن الناس الدعاء, سؤال: هذه أي رحمة هذه الرحمة العامة أو الرحمة الخاصة؟ هذه الرحمة الذي يقول هنا بأنه وصلى الله, الله يصلي يعني معنى يصلي ماذا؟ يرحم, هذه أي رحمة؟ هل هو مراد {ورحمتي وسعت كل شيء} أو المراد الرحمة الخاصة التي قالت الآية {هو الذي يصلي عليك وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور} أي منهما؟ من الواضح بأنه هذه ليس الرحمة العامة لأنه إذا الرحمة العامة لا فرق {كل نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا} إذا كانت تلك فلا معنى لان نقول ليخرجكم من الظلمات إلى النور, فلذا السيد الطباطبائي عبارته هذه.

    يقول: ولذلك ان الصلاة من الله الرحمة ومن الملائكة فلان, قال: لكن الذي نسب من الصلاة  إلى الله سبحانه في القرآن هو الصلاة بمعنى الرحمة الخاصة, ليس مطلق الرحمة مطلق الرحمة ليس البحث فيها باعتبار تلك غير خاصة بالمؤمنين؟ لا, إخراج؟ لا, الذي يريد الظلمات أيضا الرحمة العامة شاملة لحاله, {وسنيسره لليسرى وسنيسره للعسرى} تلك الرحمة العامة, {انزل السماء ماء فسالت أودية بقدرها} سواء يريد ان يكون مؤمن أو كافر, يريد ان يكون في الظلمات أو يريد ان يكون في النور ولكن هنا عندما يقول {ان الله وملائكته يصلون} الله هنا معنى يرحمون يعني يعطي الرحمة هذه أي رحمة هذه الرحمة العامة؟ هذه الرحمة العامة لها خصوصية للنبي الأكرم او ليست خصوصية؟ ليس خصوصية بل موجودة للجميع, هنا الآية تريد ان تقول أنا أعطي للرسول ما لا أعطيه لغيره, لذا نجد الآية المباركة خصصت {ان الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين امنوا} هذه الرحمة الخاصة بالخاتم  ’هذه ليست مطلق الرحمة العامة.

    قال: نسب الصلاة إلى المؤمنين في القران هو الصلاة بمعنى الرحمة الخاصة بالمؤمنين وهي التي ترتب عليها سعادة العقبى والفلاح المؤبد ولذلك عُلل تصليته {ليخرجكم من الظلمات إلى النور كان بالمؤمنين رحيماً}.

    الآن تعالوا معنا إلى هذه الرحمة الخاصة يقول مصاديقها كثرة, بالنسبة للكافر والمذنب الله عنده رحمة خاصة بهما, بالنسبة إلى المؤمن عنده رحمة خاصة به, بالنسبة إلى الأولياء والانبياء عنده رحمة خاصة, بالنسبة إلى خاتم الأنبياء عنده رحمة كل بحسبه {انزل من السماء ماء} يعني هذه الرحمة الخاصة وليست العامة {انزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها} فالمؤمن بقدره يأخذ من هذه الرحمة الخاصة والعارف بقدره يأخذ من هذه الرحمة والانبياء من غير أول العزم بقدرهم يأخذون, وأنبياء أولي العزم بقدرهم يأخذون, والنبي وورثته بقدرهم يأخذون.

    لذا قال: واعلم ان الرحمة من الله تتعلق بكل شيء بحسب استعداد ذلك الشيء, هذه الرحمة العامة مقبولة ولكن هنا ماذا يراد؟

    قال: وطلبه, يعني طلب كل شيء بحسب ذلك الاستعداد, وطلبه إياها من حضرة الله تعالى, الآن يبين هذه مواردها ومصاديقها, فالرحمة على العاصين المذنبين هي ان يعود عليهم ماذا؟ {تاب الله عليهم ليتوبوا} يرجع إليه حتى يرجع إليهم, فالرحمة على العاصين المذنبين الغفران و العفو عنهم ثم ما يبتني على المغفرة من الجنة وغيرها, هذا بالنسبة إلى العاصين والمذنبين, على المطيعين الصالحين الرحمة ما هي؟

    قال: الجنة والرضا ولقاء الحق تعالى وغير ذلك مما لا عين رأت ولا إذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وهذا واضح, على العرفاء والموحدين ما هي؟

    قال: وعلى العارفين الموحدين مع ذلك, التفتوا جيدا ليس ان هذه مانعة الجمع هذه مانعة الخلو بالنسبة إلى العارف ما سبق وإضافة وليس ان ما سبق لا يوجد فقط توجد هذه الإضافة, وعلى العارفين الموحدين مع ذلك افاضة العلوم اليقينية والمعارف الحقيقية, هذه الطبقة الثالثة من الناس.

    الطبقة الرابعة: وعلى المحققين الكاملين المُكلمين في السفر الرابع الكاملين في السفر الثاني والثالث والمُكملين في السفر الرابع من الأنبياء والأولياء التجليات الذاتية الاسمائية والصفاتية, إذا تتذكرون نحن كان عندنا تقسيم للاسماء إلى أسماء الذات والى اسماء الصفات والى اسماء أفعال, قلنا توجد عندنا تقسيم للذات اسماء الذات, اسماء الصفات, واسماء الافعال, وهذا بحث وقفنا عنده مفصلا في صفحة 69 من الكتاب تعالوا معنا إلى هذه الصفحة أول الصفحة.

    قال: وتنقسم بنوع, الاسماء, القسمة إلى اسماء الذات واسماء الصفات واسماء الافعال, فإذا كان الفيض والتجلي من اسم من الاسماء الذاتية سميناه تجلي ذاتي, إذا كان من اسم من الاسماء الصفاتية نسميه تجلي صفاتي, إذا كان تجلي من اسم من الاسماء الفعلية سميناه تجلي فعلي, ثم أوضحنا ما هو المراد من هذه قلنا انه من أفضل البينات ما ذكره شيخنا الأستاذ في 71 من الكتاب في الحاشية رقم 11 آخر الحاشية قال: اعلم ان التعينات الاسمائية وان كانت كلها اسماء للذات ولكن باعتبار دلالتها على الذات تنقسم إلى ثلاثة اقسام لانها ان دلت على الذات فقط فهي اسماء الذات وان دلت على الذات باعتبار اتصافها بصفة فهي اسماء الصفات وان دلت على الذات باعتبار فاعليته لفعل سميت اسماء أفعال والتجليات أيضا كذلك عندنا تجليات اسمائية وعندنا صفاتية وعندنا تجليات أفعالية وعلى هذا الاساس تصير عندنا جنة الذات وجنة الصفات وجنة الافعال لا ادري صار واضح هذا التقسيم للجنان انها جنة الافعال فواضح {جنات تجري من تحتها الأنهار} أو جنة الصفات أيضا واضح, أو جنة اللقاء أو جنة الذات فذاك واضح أيضا لذا {فادخلي في عبادي وادخلي في جنتي} التي واردة هناك اللطيف انه هناك أيضا وارد {يا أيتها النفس المطمئنة} لا يتصور احد ان في اللقاء الإلهي يذهب ببدنه لا هو كثيرا مشتبه بل يذهب بنفسه {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى بك راضية مرضية} هذه النفس تصل إلى المقامات وليس لا يتبادر الى انه البدن أيضا موجود في لقاء الله سبحانه وتعالى على أي الأحوال بحث موكول إلى محله.

    قال: وعلى المحققين الكاملين المكملين من الأنبياء والأولياء, ماذا يرحمهم ماذا يعطيهم؟ قال: التجليات الذاتية الاسمائية والصفاتية وأعلى مراتب الجنان, هؤلاء يعطون ليس فقط الجنة جنة الأعمال وليس فقط يعطون جنة الصفات بل يعطون بالإضافة إلى ذلك جنة الذات, وأعلى مراتب الجنان, ما هي الجنان هذه من بيان الجنان وليس المراتب بيان الجنان, الجنان ما هي؟ جنات الأعمال والصفات والذات لا ادري واضح صار هذا التقسيم.

    ما هو المراد بجنة الذات؟ الآن فقط يشرح يقول: واعني بجنة الذات والصفات ما به ابتهاج المبدأ الأول من ذاته وكمالاته الذاتية, هذا ليس بحثنا وإنشاء بحثه سوف يأتي ولكن أنا من باب الاجمال أوضح العبارة انتم تعلمون اساساً الشيخ الرئيس وغير الشيخ الرئيس يقولون إذا تتذكرون في بحث الارادة الذاتية أرجعوها إلى ابتدأ ابتهاج الذات بالذات وليس العلم بالنظام الأصلح, العرفاء يرجعون الارادة إلى ابتهاج الذات بالذات, ابتهاج الذات بذاتها, لذا قال الشيخ في الإشارات والتنبيهات قال: اجل مبتهج  بأعظم مُبتهج, اجل مبتهج ماذا؟ بذاته, ولذا أيضا في بعض كلماته هذه التعابير جاءت قال: أعظم لاذ بأعظم ملتذ, إلى آخره هذه كلها مبنية على هذا, ليس مراده اللذة النفسية أو الشهوية أو العقلية هذه اللذة الإلهية لأنه كل بحسبه, إذا كان الأمر كذلك التفتوا جيدا في جنة الذات السرور ما هو منشأه, يعني سرور العبد في جنة اللقاء وفي جنة الذات ما هو؟

    يقول: بأنه تارة ان العبد يلتذ بفعل من أفعاله سبحانه وتعالى هذه جنة ماذا؟ الافعال, وأخرى يلتذ بوصف من أوصافه سبحانه وتعالى؟ رأفة, رحمة, علم إلى آخره, وأخرى ينكشف له ذلك الالتذاذ أو ذلك الابتهاج المرتبط بابتهاج الذات بالذات ولكن بحسب قدرة العبد والتي هي أهم وأعظم تلك الابتهاجات, يقول المراد من جنة الذات يعني ما به ابتهاج المبدأ الأول من ذاته وكمالاته الذاتية واضح هذا المعنى.

    الآن إلى هنا كم طبقة صار عندنا؟ المذنبون, المؤمنون, العرفاء, الكاملون المكملون في ضمن هؤلاء الكاملين المكملين يوجد أكملهم وأعظمهم الذي هو خاتم الأنبياء ’.

    قال: فالرحمة المتعلقة بقلب النبي ’طبعاً هذه ليست وانظروا إلى التعبيرات تعالوا مرة أخرى قال: ان الرحمة في العاصيين وعلى, عطف, وعلى المحققين, عطف, أما هنا لم يكن عطف والرحمة قال: فالرحمة, باعتبار ان هذه داخلة في الطائفة الرابعة وليس انها في طائفة خامسة مرتبطة في الكاملين المكملين من الأنبياء ومن ضمنهم خاتم الأنبياء.

    فالرحمة المتعلقة بقلب النبي ’وروحه, من الواضح قلبه إشارة إلى مقام فرقه وتفصيله وروحه إشارة إلى مقام إجماله وهذا بحث تقدم في مرارا في بيان الفرق بين القلب والروح, فالرحمة المتعلقة بقلب النبي ’وروحه هي أعلى مراتب التجليات الذاتية الاسمائية, واضح صار هذا.

    فإذن الذاتية الاسمائية كلها موجودة هنا, طبعا إذا وجد الأعلى فالأدنى أيضا موجود فالتجليات الصفاتية أيضا موجودة.

    الآن لماذا هناك أعلى المراتب هناك؟

    قال: لتمام تمامية القابل ولتمامية, القابل تام القابلية والفاعل تام الفاعلية, لكمال استعداده وقوة طلبه إياها, أي لتلك الكمالات واضح هذا المعنى.

    قال: وفيضها, هذا من جهة القابل ومن جهة الفاعل, وفيضها, أي هذه الرحمة من الاسم الجامع, اذا يتذكر الاخوة من الاسم الجامع هذا البحث اشرنا إليه في صفحه 68 قلنا الاسم الجامع ما هو؟ تعالوا معنا إلى صفحه 68.

    قال: والاسماء أيضا تنقسم إلى أربعة اقسام هي الأمهات وهي الأول والآخر والظاهر والباطن, السطر السادس, ويجمعها الاسم الجامع وهو الله, وكان عندنا بحث هناك ان الرحمن أيضا في عرض الله أو ليس كذلك وبحثناه, فإذن الاسم الجامع هو الله من هنا يدخل البحث الثاني لأنه نحن عدة أبحاث, وصلى, اتضح إلى هنا أليس بهذا الشكل, ولكن قبل ان ينتهي من البحث الأول أتى بالبحث الثاني انه لماذا قال الله لماذا يقل الرحمن لماذا لم يقل الرحيم؟ يقول باعتبار ان هذا مظهر الاسم الاعظم.

    قال: وفيضها, أي فيض هذه الرحمة,من الاسم الجامع الإلهي, هذا الاسم الجامع الإلهي الذي هو الاسم الاعظم الذي هو منبع الأنوار كلها لأنه, هذا الاسم الجامع يعني الاسم الاعظم, لأنه ربه, رب من؟ رب النبي الأكرم لأنكم تتذكرون نحن قلنا بأنه كل مظهر فالظاهر ربه وحيث ان النبي الأكرم مظهر الاسم الجامع فالاسم الجامع يكون ربه وهذا المعنى بشكل واضح إذا يتذكر الإخوة في صفحة 145 اشرنا إليه والإخوة إلى يريدون ان يرجعون إلى صفحه 145 هناك بينا هذه النقطة قال: وعلمت ان الحقيقة السطر 6 أو 7 : وعلمت ان الحقيقة المحمدية صورة الاسم الجامع الإلهي وهو هذا الاسم الجامع الإلهي هو ربها, يعني رب الحقيقة, ومنه الفيض والاستمداد على جميع الاسماء, هذه الأبحاث تقدم البحث عنها فلا نطيل الكلام هنا.

    قال: لأنه ربها, لذلك قال الله تعالى ان الله ولم يقل ان الرحمن ولم  يقل ان الرحيم, بل قال ان الله, ان الله وملائكته يصلون على النبي ولم يقل ان الرحمن الرحيم أو غيرها, غير الرحمن وغير الرحيم, ولما كانت.

    الآن رجع إلى البحث الأول ما هو البحث الأول؟ إلى فهمنا ما معنى صلاة الله على الأنبياء على النبي على المؤمنين على العاصين ولكن لم نفهم صلاة الملائكة وهذه تتمة البحث الأول, قلت لكم ان البحث الثاني كمداخلة دخلت والآن رجعنا إلى البحث الأول.

    قال: ولما كانت الملائكة, هذه الأبحاث اخواني تقريبا كلها اتضحت في الأبحاث السابقة وفقط هنا تطبيقات, الملائكة من هم؟ اذا يتذكر الإخوة قلنا الملائكة مظاهر الاسماء الحسنى ولكن الاسم الاعظم؟ لا ليس مظهر الاسم الاعظم الاسم الاعظم له مظهر واحد وهو خاتم الأنبياء والمرسلين.

    إذن الملائكة مظاهر الاسماء الحسنى والاسماء الحسنى نسبتها إلى الاسم الاعظم نسبة الخدمة والسدنة للاسم الاعظم, يعني الاسماء الحسنى إذا نسبت إلى الاسم الاعظم كأنه سدنة الاسم الاعظم, إذا كان سيدهم يصلي هؤلاء السدن والخدم لا يصلون هؤلاء لا يصلون يمكن هذا؟ لذا من خلال هذا البيان التقريبي أراد ان يبين إذا كان الله الذي هو الاسم الاعظم الجامع لجميع الاسماء الحسنى يصلي فما بالك بمن دون الاسم الاعظم من الاسماء الحسنى فإنها كلها أيضا تصلي, فعندما قال ملائكته يريد ان يشير إلى مظاهر الاسماء الحسنى كما اقتداء بسيدهم وهو الاسم الاعظم يصلون.

    قال: ولما كانت الملائكة مظاهر الاسماء, يعني الاسماء الحسنى, هذه الاسماء الحسنى ما هي؟قال: التي هي سدنة الاسم الاعظم والسادن ما هو وظيفته؟ تابع لسيده, والسادن لابد له من متابعة سيده, سيده من هو في المقام؟ الاسم الاعظم الاسم الجامع.

    إذن: حصل لهذا النبي ’حصل له الفيض من جميع الاسماء, بلسان ماذا؟ بلسان مظاهر الاسماء, يعني أيضا كما ان الاسم الاعظم يصلي الاسماء الجزئية أيضا تصلي ولكن القرآن بين الصلاة الاسماء الحسنى بلسان مظاهر الاسماء الحسنى, مظاهرا لاسماء الحسنى ما هي؟ هي الملائكة.

    لذا قال: حصل له, أي للنبي لأنه صلوا على النبي, >  من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه ألف صلاة في ألف صف من الملائكة < وهذه الروايات صحيحة في الكافي وغير الكافي واردة وإنشاء الله يأتي الوقت التي نقرأها فيه.

    حصل له الفيض من جميع الاسماء, هذا الفيض الذي يحصل له ما هو؟ واستغفر له, أي للنبي, مظاهر الاسماء بأسرها, ما معنى الاستغفار هنا في جملة واحدة لأنه بحث سيأتي مفصلا عندما ندخل فيه؟

    الجواب: الاستغفار على نحوين: هذه قاعدة عامة أحفظوها, إما الاستغفار للرفع وإما الاستغفار للدفع وهذا كثيرا ما يقع الخلط, البعض يتصور انه دائما عندما يقول الإنسان استغفر الله إذن للرفع يعني يوجد ذنب أريد ان ارفعه, وأخرى الاستغفار لا يكون للرفع دائما بل قد يكون الاستغفار لأي شيء؟ للدفع يعني ان يبقى الإناء طاهرا يقترب منه الذنب أو لا يقترب, يعني ادعوا ان لا يقترب منه الذنب وليس الذنب الموجود يرفع, أنا أتصور هذه القضية إذا حلت فعندما تدخل إلى القرآن الكريم الكثير من القضايا محلولة وكم له من نظير في القرآن الكريم هذا الاستعمال قوله تعالى {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} هذا الإذهاب للرفع أو للدفع؟ بأي قرينة؟ أريد من داخلها وليس من خارجها, طبعاً الآلوسي يقول هذه الآية على عدم عصمة أهل البيت أدل منها على عصمة أهل البيت, لان الآية قالت {ليذهب} إذن يوجد حتى يذهب وإلا إذا لا يوجد له معنى يُذهب, ابتلى بهذه القضية يعني لم يميز بين الدفع والرفع واحدة من إشكالاته على الآية هذا الإشكال.

    الجواب: توجد قرينة في الآية, ما هي القرينة؟ طبعاً أنا لم اذكرها في كتاب العصمة هذه القرينة؟ ما هي القرينة هل يأتي بذهنكم شي؟ (كلام لاحد الحضور) لا ذاك معنى آخر أبينه.

    الجواب: قبل البلوغ يوجد ذنب أو لا يوجد ذنب؟ لا يوجد, مع ان الحسن والحسين كانا قبل البلوغ أو بعد البلوغ لأنه لم يكن عندهم ذنب حتى يرفع, إذن المراد هنا رفع أو دفع؟ لان الرفع له معنى بالنسبة إلى غير البالغ أو لا معنى له؟ لا معنى, بهذه القرينة إذا ثبت انه يُدفع عن هؤلاء الذنب وهم قبل البلوغ عدة ثمرات تحصل:

    أولاً: النبي جزماً كان معصوماً قبل البلوغ وإلا يلزم ان الحسن والحسين كانوا أفضل من رسول الله, لأنه إذا ثبت العصمة لها قبل البلوغ فالرسول متى ثبتت له العصمة؟ بعد البلوغ بعد النبوة؟ يلزم ان يكونا أفضل من الرسول الاعظم أفضل من أمير المؤمنين وهذا بخلاف المقطوع به من الروايات وثمرات كثيرة تترتب هنا وهذه من القواعد التي إذا تريدون توجد عليها استدلالات بهذه الطريقة,  وهو انه نحن واحدة من الأدلة التي استدللنا بها لإثبات ان النبي كان نبيا قبل ان يبعث نبيا هو انه الله سبحانه وتعالى أعطى النبوة لعيسى وهو في المهد {أتاني الكتاب وجعلني نبياً} اين يتكلم؟ وهو في المهد أولا التعبير الكتاب ليس سيعطيني الكتاب بل أتاني يعني أعطاه إلي من قبل ولا ادري متى, {أتاني الكتاب وجعلني نبيا} تعالوا إلى روايات صحيحة صريحة ومعتبرة وكثيرة يقول ما من كمال عند الأنبياء السابقين إلا وهو موجود عند من؟ (يوجد قطع) إذا لم يكن نبيا قبل نبوته وبعثته عيسى يكون أفضل منه أو لا يكون؟

    إذن: هذه القضية تحل بشكل واضح ولا تحتاج إلى التوقف كما توقف جملة من الأعلام السيد المرتضى وهو انه قبل نبوته كان متشرعاً بأي شريعة؟ كان متشرعاً بشريعته لان كان نبيا قبل ان يبعث, نعم بعثته العامة لم تحصل إلا كذا وكذا وإلا كان نبياً ولم يكن محتاجاً إلى أي شريعة آخر وهذا بحث إنشاء الله ابحثه في الإنسان الكامل وغيره وسيأتي إنشاء الله.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2015/12/15
    • مرات التنزيل : 2249

  • جديد المرئيات