نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية ولاية الفقيه (15)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    و به نستعين

    و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و اله الطيبين الطاهرين

    قلنا بأن الأحكام تنقسم إلى أحكام ثابتة وإلى أحكام متغيرة, بينّا بعض الأحكام الثابتة بحسب رؤيتنا الفقهية التي تختلف جذرياً عن الرؤية الفقهية الموجودة عند علماء وفقهاء الإمامية.

    أما فيما يتعلق بالأحكام المتغيّرة, التي يصطلح عليها أيضاً بالأحكام الولائية, هذه الأحكام وهي الأحكام الولائية, الأعزة يتذكرون نحن فيما سبق وقفنا عندها تفصيلاً وخصوصاً في مباحث تعارض الأدلة, وأشرنا إلى ما تشترك هذه الأحكام ما تشترك فيها مع الأحكام الثابتة وما تمتاز بها عن الأحكام الثابتة.

    الفرق الأول واضح بينهما وهو: أنه تلك ثابتة >حلاله حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة<. ولكن هذه ليست ثابتة وإنما متغيرة من زمان إلى آخر, الحكم متغير لا الموضوع, لا يصير عندكم خلط بين هذا وبين ما ذكرناه من تغير الموضوعات, هناك أيضاً إذا تغير الموضوع يتغير الحكم ولكن ذاك تغير بلحاظ الموضوع وهذا تغير بلحاظ نفس الحكم وصف لنفس الحكم, ثابتٌ ومتغير وصف بحال نفس الموصوف لا أنه وصف بحال متعلق الموصوف بالمعنى الأعم.

    إذن, الفرق الأول: هو أن الأحكام الولائية أحكام متغيرة في قبال القسم الأول التي هي أحكام ثابتة, ما معنى متغيرة؟ قد تكون في هذا الزمان شيء وقد تكون في زمان آخر شيء آخر لا فرق كما الآن أنتم تجدون لتقريب القضية إلى الأذهان, طبعاً يكون في علمكم ما من نظام في العالم إلا ويقوم على أساس الأحكام الولائية اليوم يصدر قانون بكرة عندما يأتي الجهة المقننة تصدر قانوناً آخر وعلى الناس أن يعملوا بتلك القوانين, اليوم أنت هنا في منطقة الشرق الأوسط, تسير بنظام مروري معين إذا ذهبت إلى بعض البلدان الأخرى تسير بنظام مروري آخر, هذا حكم ولائي وذاك حكم ولائي, الآن لا يسموه حكم ولائي يسموه قانون, الآن ليس مهم, أشبه أعزائي بالقوانين المدنية, القوانين لتنظيم الحياة هي كلها أحكام متغيرة, وهذه هي الأحكام الولائية, طبيعة الأحكام الولائية هي أنها بصدد تنظيم الحياة الاجتماعية للناس, في مختلف أبعادها وشؤونها, وهذه بطبيعتها شؤون الناس ثابتة أم متغيرة؟ متغيرة من زمان إلى آخر ومن بقعة إلى أخرى فبطبيعتها هذه الأحكام ماذا تكون ثابتة أو متغيرة؟ متغيرة, إذن هذا هو الفرق الأول.

    الفرق الثاني: هو أن الأحكام الثابتة جزء لا ينفك عن الدين, يعني أنت عندما تعدد الأحكام الفقهية الدينية تقول الصلاة الصوم الحج حرمة الربا حرمة الزنا حرمة الكذب حرمة إلى آخره, واجب واجب.. ولكنه لا تُعد منها الأحكام الولائية, إذن الفرق الثاني: الأحكام الولائية ما هي جزء من الدين أو ليست جزءاً من الدين؟ ليست جزءاً من الدين لا علاقة لها بالدين أصلاً وإنما هي لتنظيم الحياة الاجتماعية.

    نعم, جهة الاشتراك, التفتوا جيداً, هذه جهتا الافتراق بين الأحكام الثابتة والأحكام الولائية, جهة الاشتراك, أحفظوا أعزائي هذه القواعد وإلا سوف يقع عندكم خلط كبير كما وقع في كثير من الكلمات, أمام جهة الاشتراك:

    أن الأحكام الثابتة والأحكام الولائية, إذا صدرت الأحكام الولائية من من أعطي الولاية من الشارع تجب طاعتها على حد طاعة الأحكام الثابتة, أما إذا لم تصدر ممن له الأهلية؟ يعني كما الدول الوضعية هذه تصدر قوانين أنت عندما تخالفها قد تغرم قد تسجن قد تعاقب ولكن فيها عقاب أخروي أو لا يوجد عقاب أخروي؟ لا يوجد فيها عقاب أخروي, أما إذا كان المصدر لهذه الأحكام الولائية, منصوب من قبل الإمام الحجة وأعطي هذه الصلاحية وخالفته فقد خالفت من أمر بطاعته يعني خالفت الإمام×, ولذا ورد >والراد عليهم كالراد< هذه من هذه الجهة.

    إذن, هذا الفرق أحفظوه وهو أنه: الأحكام الولائية إن صدرت من مَن يحق له ذلك شرعاً لا حسبةً الذي الكثير يخلطون بين الأمور الحسبية وبين الأمور الدينية, الأمور الحسبية لا علاقة لها بالدين, الأمور الحسبية الآن في الشارع أنت أيضاً عندما تذهب في أي شارع في العالم تجد بأنه إذا ميت واقع الناس ماذا يفعلون؟ البلدية ماذا تفعل؟ تأتي وترفعه, هذه الأمور الحسبية هذه لا علاقة لها بالشريعة هذه.

    البعض عندما أقول أن السيد الخوئي لا يقبل بالولاية يقول كيف لا يقبل بالولاية يقبل بالأمور الحسبية, الأمور الحسبية عقلائية لا علاقة لها بالدين سأبين هذا الخلط العجيب الواقع في كلمات واقعاً من لا يستحق أن يذكر.

    التفتوا جيداً, نحن نتكلم الآن في صلاحيات الإمام التي أعطاها للرواة, إذا أعطي لأحدٍ إصدار الأحكام الولائية وأصدر حكماً ولائياً وخالفته ما هو الفرق بينه وبين ما لو خالفت الصلاة؟ لا فرق بينهما أبداً, كما هناك تعاقب إلهياً هنا أيضاً تعاقب ماذا؟ بغض النظر عن الآثار الدنيوية لا لا.

    يعني على سبيل المثال: إذا قبلنا أنه في دولة توجد ولاية شرعية وولي الأمر حكم وأصدر حكماً ولائياً بأن المرور يكون كذا, فإذا أنت خالفت المرور لا يترتب عليك فقط حكم وضعي وهو أنه تدفع الغرامة, وإنما يوجد ماذا؟ حكمٌ تكليفي تعاقب يوم القيامة. ما أدري استطعت أن أوصل الفكرة إلى الأعزة.

    لأنه البعض يتصور دفعت الغرامة لا لا أبداً, ليس فقط هذا, إذا أصدر ولي الأمر الشرعي المنصوب من الإمام أصدر حكماً ولائياً قال لكم الحق أنتم أكثر من خمسين برميل ماء ما تصرفون لأن الماء قليل, فأنت صرفت كم؟ ستين سوف يغرموك كما الآن موجود قانون في بعض البلدان, يغرمون لا يتبادر إلى ذهنك بالغرامة ترفع العقوبة التكليفية لا, تبقى العقوبة التكليفية يوم القيامة.

    الفكرة واضحة إن شاء الله.

    إذن, الأحكام الثابتة واضحة تجب طاعتها؟ نعم, تجب طاعتها {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول}.

    الأحكام الولائية ما هي تجب طاعتها؟ نعم, إذا صدرت ممن له أهلية إصدارها وتشترك مع الأحكام الثابتة في وجوب الطاعة لها, وإن كانت مختلفة معها في الجهة الأولى والجهة الثانية. واضح هذا المعنى.

    سؤال: نحن نعلم أي درجة من درجات الولاية فهي ثابتة لمن أولاً وبالذات؟ لله سبحانه وتعالى, هل أعطيت لغير الله سبحانه وتعالى أم لم تعطَ؟ الجواب: كما ذكر (الشيخ الأنصاري في كتاب المكاسب, ج3, طبعة لجنة تراث الشيخ, ص546) يقول: [إذا عرفت هذا فنقول مقتضى الأصل عدم ثبوت الولاية لأحدٍ بشيء من الوجوه] أبداً, فقط لمن الولاية؟ {فالله هو الولي} انتهت, من قبيل هو الغني, ماذا يدل هو الغني؟ هو أيضاً في الخبر وألف ولام في الخبر ماذا قرأتم في النحو؟ يدل على الحصر, هنا أيضاً {فالله هو الولي} هذه الولاية بالذات ثابتة له وهذه لا تحتاج إلى جعل جاعل هذه الولاية ذاتية لا أنه جعلها لنفسها لا, هذه ثابتة له بالذات, من قبيل غناه من قبيل وجوده هو جعل نفسه موجوداً؟ لا, موجود بالذات, هو جعل نفسه غنياً؟ لا, غنيٌ بالذات, بنحو لو أراد أن يسلب الغنى عن ذاته يمكن أو لا يمكن؟ لأنه ممتنع بالذات, والقدرة لا تتعلق بالممتنعات. لو أراد أن يجعل من نفسه جاهلاً يمكن أو لا يمكن؟ يمكنه؟ لا, محال لأنه الجهل على الله ممتنع بالذات والقدرة إنما تتعلق {إن الله على كل شيء} والممتنع ليس بشيء حتى يتعلق به القدرة, على أي الأحوال.

    إذن خرجنا عن هذا الأصل أي أصل؟ أنه لا ولاية لأحدٍ على أحد إلا بالدليل, خرجنا عن هذا الأصل في خصوص النبي والأئمة بالأدلة الأربعة, الكتاب والسنة والإجماع والعقل, الآن ما أريد أن أدخل في التفاصيل أنه واقعاً هل للعقل مجال أو لا؟ له بحث. ليس كلامي هذا.

    طبعاً نحن وقفنا مفصلاً عند الأبحاث هذه فيما سبق فقط أستذكر الأبحاث.

    إذن, الأئمة ثبت لهم الولاية أي ولاية؟ من أهم مصاديقها إصدار الأحكام الولائية, يعني ماذا؟ يعني أحكام متغيرة من زمان إلى آخر, جزء من الشريعة؟ لا ليست جزءاً من الشريعة, نعم وقع الاختلاف أن هذه الأحكام الولائية لها عدد مخصوص بعضها متفق عليها وبعض مختلف فيها, إلى هنا أنا لا أتصور أنه يوجد بحث أساسي. إنما المشكلة كل المشكلة ما هي؟ من أين تبدأ؟ تبدأ من هذه الجهة, وهي: أنه.

    طبعاً الأخوة الذين يريدون أن يراجعوا حتى فقط أعطيهم المصادر, لا وقت لدي أن أقرأها, السيد الإمام في كتابه (الرسائل, ص50) أشار إلى هذا البحث, قال: [إن لرسول الله في الأمة شؤوناً, الأول: النبوة, الثاني: مقام السلطنة والسياسة] وبمقام السلطنة ماذا يفعل يصدر ماذا؟ أحكام ولائية, افعل ولا تفعل, حارب ولا تحارب, انتهت القضية, هذا حارب حكم ولائي صالح حكم ولائي وليس جزءاً من الشريعة, أما إذا أمر رسول الله ونهى بما أنه سائس وسلطان يجب إطاعته فلو أمر سرية أن يذهبوا إلى قطر من الأقطار هذا ليس بما انه جزء من الشريعة بل بما هو قائد يدير البلد, تجب طاعته أو لا؟ نعم لأن الله أمرنا بإطاعته {وأطيعوا الرسول} فلو خالفته لا فقط تسجن في الدنيا وإنما تعاقب في الآخرة.

    هذا البحث, عند ذلك الآن بحث يوجد, هذا البحث الذي هنا الذي مراراً ذكرناه للأخوة, لا ضرر ولا ضرار حكمٌ من القسم الأول أو حكم من القسم الثاني يعني ثابت أم متغير؟ هذا قد أنت جنابك تقول هذا من الثابتات يعني النوع الأول, والسيد الإمام يعتقد من المتغيرات النوع الثاني وانتهت القضية.

    وهذا يكشف لك عن خطورة ما أشرنا إليه أنه لابد من التمييز أولاً, أن هذا الحكم ثابت أو متغير, وإلا تقع في مطبات كثيرة. أنت كفقيه بعد أن ثبت أن هذا حكم من الشارع صدر من رسول الله صدر من الأئمة لابد تسأل هذا ثابت أو ماذا؟ ولكن مع الأسف الشديد والفقه ببابك لا يطرحون هذه المسألة إلا نادراً, مع أنه كل مسألة لابد أن يطرح فيها الأسئلة الثلاثة التي أشرنا إليها, السؤال الأول: أنه ثابت أو متغير, فإذا كان ثابتاً فله أحكامه, وإذا كان متغيراً فله أحكامه. الآن لا ضرر ولا ضرار أساساً نصف الفقه الذي عندنا مبنيٌ على ماذا؟ أينما تذهب من العبادات إلى المعاملات إلى .., وأين ما صرنا في حرج استندنا إلى قاعدة ماذا؟ لا ضرر.

    سؤال: هذا مبني على فرض أن لا ضرر ولا ضرار حكم ثابت, فلو أن شخصاً قال أنه حكم متغير أصلاً كل هذه الاستدلالات في غير محله, أصلاً ينقلب وجه الفقه يتبدل, أعزائي هذا خطورة الأبحاث الذي أنا أطرحها في هذه, واقعاً مفاتيح عملية الاستنباط هذه, وإلا تبقى مائة وخمسة وخمسين سنة كتاب الطهارة والخمس ما تنحل المشكلة الفقهية التي لنا, الرؤية لابد أن تتبدل عندنا, طريقة تعاملنا مع الفقه حتى يمكن قادراً للاستجابة لمتطلبات الحياة. واضح.

    والأخوة الذين يريدون أن يراجعون هذا البحث أيضاً بشكل جيد, في (اقتصادنا للسيد الشهيد&, طبعة مركز الأبحاث والدراسات التخصصية, ص804, تحت عنوان: قاعدة الفراغ) هناك السيد الشهيد يقول: [والدليل على إعطاء ولي الأمر صلاحيات كهذه] نعم يعين موقعها يقول: [في منطقة الفراغ فقط] يعني في المباحات بالمعنى الأعم, أما لا أنه يستطيع أن يصدر أحكام ولائية في الواجبات أو المحرمات لا, طبعاً هذا نظر السيد الصدر ولكنه نظر السيد الإمام ليس كذلك يقول لا, قد يصدر أحكام ولائية حتى في تلك الدوائر ذاك بحث آخر الآن ما أريد أن أدخل فيه, المهم الآن ولي الأمر من هو؟ {وأولي الأمر منكم} قد يقال أن هذه الروايات صريحة مختصة بمن؟ بأئمة أهل البيت.

    الآن تعالوا معنا إلى البحث الأساس, وافتحوا أعينكم جيداً لهذا البحث لأنه أريد أن أتكلم بكلام قد لا ينسجم مع كثير من متبنيات أذهان الأعزة, التفتوا جيداً.

    لا إشكال ولا شبهة أن الإمام الحجة عنده صلاحية إصدار الأحكام الولائية أو لا توجد عنده؟ الآن بينّا, الشيخ الأنصاري قال: [وقد خرجنا من هذا للنبي والأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام)] فإذن الإمام الحجة (عليه أفضل الصلاة والسلام) من الأئمة أو ليس من الأئمة؟ من الأئمة, إذن له حق إصدار الأحكام الولائية.

    الآن صار الإمام بصدد الحكمة الإلهية اقتضت أن يكون ظاهراً للناس إلى أن يقيم دولته أو يغيب عنهم وتنقطع أيدي شيعته عنه أي منهما؟ لا إشكال أنه الحكمة الإلهية اقتضت أنه ينقطع عن شيعته ولا يبقى أي ارتباطٍ مباشر ومحسوس بينه وبين ماذا؟ لا خواص شيعته ولا عوام شيعته.

    تقول سيدنا هكذا رأوه, أقول: ذاك في محل آخر ثبت العرش ثم انقش هذا بحث صغروي لابد أن نتثبت هل رآه أحد أو لا؟ بحسب عقيدتي لم يره أحد في الغيبة الكبرى. تقول هذه الدعوى, أقول: كلها فيها شبهة مصداقية لا يوجد أي دليل أن الذي رآه هو الحجة. نعم, كل الذي ادعوا يقول والله هذا الذي فعله لا يقوم به إلا من؟ إلا الحجة, هذا فهم من؟ فهم الرائي لا هو, لا هو, اذهبوا وابحثوا, أنظروا أين في سند صحيح ورواية مقبولة ومتفق عليها, الإمام عندما جاء إلى شخص ممن يُدعى لهم الرؤية, قال يا فلان: اعلم إني إمامك الثاني عشر< فلان ابن فلان ابن فلان ابحثوا وأتونا به. نعم, هو وجد عملاً من ذاك الشخص قال من يستطيع أن يقرأ النوايا غير الإمام, فتصور أن الذي قرأ النوايا من هو؟ هو الإمام, أو نادوا باسمه طيب لعله واحد من خدامه (عليه أفضل الصلاة والسلام) وألهمه وقال له افعل هكذا, أبداً لا يوجد أي دليل على ذلك, على أي الأحوال. حتى أيضاً الأخوة كثيراً لا يستغربون اجعلوها تسعة وتسعين بالمائة لا مائة بالمائة, الآن تسعة وتسعين بالمائة نقول لم يروه الآن واحد بالمائة حتى نفوسكم قليلاً تهدأ تقول رأيناه ما عندنا مشكلة.

    أنا شخصاً هذا اعتقادي, اعتقادي الشخصي أنه لم يره أحد, انتهى والسلام في الغيبة الكبرى طبعاً. وهذا بحث إن شاء الله في الأطروحة المهدوية لعلنا أيضاً إن صح التعبير سنفجرها في يوم ما في الكوثر ونرى أين نصل, هذا إذا استمر بحث الكوثر… على أي الأحوال.

    إذن أعزائي, الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) اقتضت الحكمة الإلهية أنه سيغيب, ولكنه الله يعلم باني هذه الأبحاث أقولها يعني باني مع نفسي والله حتى لو يبقى هنا نفرين أتكلم, انتهى, الآن ينسجم مع مزاج الأخوة مع مذاقهم ما ينسجم هم أحرار.

    التفتوا جيداً, واحدة من أهم الأدلة التي أقمناها لضرورة الإمامة بعد رسول الله ما هي؟ سموها الأدلة العقلية, قلنا بينكم وبين الله تجربة لم تتجاوز عمرها ربع قرن ورسول الله يريد أن يذهب أيعقل أن يتركها سُدى ويترك حبلها على غاربها ويقول اختاروا ما شئتم, ويمنع كل شيء وأنتم أذهبوا الشورى كما النظرية أو ماذا نقول نحن؟ نقول لا يعقل أن يترك الأمة بلا أن ينصب لهم أحد على ذلك, لا يعقل, ومن هنا نقول بضرورة النصب, تمام, مع أن النبي عندما ذهب يوجد أربع معصومين خلفه موجودين, يعني الإمام علي موجود, الإمام الحسن, الإمام الحسين, الزهراء سلام الله عليها, أربع معصومين موجودين أو ليسوا موجودين؟ كان بإمكانه يقول يا أوصيائي الدينيين لا السياسيين, بأنه أنا تركت الأمة بلا قائد إذا الأمة لم تعين شيء جيد أنتم اعترضوا لا أنه عينتكم, نقول لا لا, لابد أنه يعين, الآن بينكم وبين الله التفتوا جيداً, أنصفوا أنفسكم وعقولكم, أن الإمام الحجة يغيب وهذه الغيبة كما في النصوص الصحيحة المستفيضة أنه ستطول ثم تطول ثم تطول إلى أن يرتد شيعته عنه, أليس كذلك هذه أليست روايتنا, يا ابن رسول الله كم الآن في ذاك الزمان لو نسأله كم؟ بعض الناس يقول مائة سنة لعله لم يخرج, كما كان فقهاء الإمامية متصورين خمسين سنة ولهذا ادخروا له الأموال حتى عندما يخرج عنده ماذا؟ قالوا ادفنوا الخمس أو أوصوا بها لأنه هو صاحبها ولابد أن يأتي ويتصرف بها, إلى أن مرت مائة ومئتين وثلاثمائة والإمام ظهر أو لم يظهر؟ وجدوا جارة أخرى للأخماس وإلى يومك هذا كم صار الإمام لم يخرج 1170- 1180 سنة, صحيح, يوجد دليل بعد ألفين سنة يخرج؟ بعد خمسة آلاف سنة يخرج, بعد عشرة آلاف سنة يخرج, تريد أن أصعد أو كافي؟ كافي بعيني, ابكيفيك, لأنه أصلاً ليس من حق أحد أن يوقت ليس بيدنا هم قالوا لنا, >كذب الوقاتون< كأن الوقات يعني مقصود السنة الكذائية والساعة الكذائية, طيب أي شيء إذا أنت قلت هذا العاصر إذا قلت هذه السنة إذا قلت هذا القرن, طيب هذا توقيت ولكن توقيع بالمعنى الأعم, ما قال الإمام أنه كذب الوقاتون في سنة ألفين وأربعة عشر, لم يقل هكذا.

    إذن أساساً هذه القضية بابها مغلق ولعله, هذه أنا ذكرتها إلى خمسة آلاف هذه في نص عبارات السيد الخمني+ جاءت, قال له أنت تعلم بأنه بعد خمسة الآف سنة يخرج؟ طبعاً الناس كانت في الشارع تقول ماذا؟ خلص أصلاً لا فقط الإمام سوف يخرج حتى الإمام الخميني سوف يعيش بجواره ونائبه, هذه الذهنية كانت في أوائل الثورة, ولكنه ذهب الإمام وانتقلت القيادة وذهبت تلك الأفكار عصر الظهور وأيام الظهور وإلى .. وهكذا تخلص يوماً بعد يوم ألفين وستة سمعناه وألفين وتسعة سمعناه كم محمد نفس الزكية سمعنا بهذه العشرين سنة الأخيرة؟ .. إلى أن والله أقسم لكم بالله إلى أن قبل خمسة أيام خابرني شخص وقال لي أنا معتقد أنت النفس الزكية سيدنا.. قلت له الله يغفرك الآن أنت لم تجد إلا واحد يقتلوه أنا أصير … على أي الأحوال.

    الإمام يريد أن يغيب, ويعلم أن شيعته سيكون الملايين وعشرات الملايين ومئات الملايين أو لا يعلم أي منهما؟ ماذا يقول؟ يعلم أو لا يعلم ماذا تقولون؟ يعلم, ماذا يقول لهم؟ يقول سوف أذهب, ماذا نفعل؟ يقول أنتم أحرار كل ما تريدون أن تفعلوه فافعلوا, تقبلون هذا المنطق؟ يوجد عاقل يقبل هذا المنطق أنه يا ابن رسول الله الحكمة الإلهية اقتضت بعد رسول الله أربع معصومين أيضاً يوجدون قلتم بلغ ما أنزل إليك يا ابن رسول الله أنت ذاهب ومعصوم بعدك لا يوجد كل ما يوجد فقهاء يصيبون ويخطئون ويشتبهون كذا وكذا آخر ماذا نفعل؟ يقول أنتم أحرار اذهبوا حبلكم على غاربكم أنا ماذا أفعل لكم؟ أيقبل منطق سليم لا أقول عاقل ودين, هذا هو المنطق الذي قاله بعض الفقهاء وسأقرئه لكم أنه قال فقط أوكل إليه الفتوى فقط, قال له افتي الناس وأي مسوؤلية أخرى لا توجد عندك. أي ولاية لا توجد عندك لم يثبت للرواة والفقهاء أي ولاية, لم يقم أي دليل شرعي على أي درجة من درجات الولاية إلا الإفتاء يعني بتعبيرنا الرسمي في الحوزات العلمية إلا الرسالة العملية.

    أنا ما أريد أن أحاكم الأدلة, الأدلة ستأتي أو سأشير إليها إجمالاً, ولكن بينكم وبين الله قائدٌ إلهيٌ مسؤولٌ عن إدارة البشرية ومن مسوؤلياته تهيأت البشرية لا الشيعة, تهيأت البشرية ليوم ظهوره يتركهم وحبلهم على غاربهم منطقي هذا أو ليس بمنطقي؟

    ولذا تجدون واقعاً أن فقهياً كصاحب الجواهر عندما يصل إلى هذه القضية ويقول أولئك الذين قالوا هذا الكلام لم يذوقوا من طعم الفقه شيئاً, عجيب هذه العبارة تعلمون ما هي معناها؟ يعني هؤلاء يعلمون ما هو الفقه أو لا ما يدرون؟ تقول سيدنا: يعني السيد الخوئي ما يدري الفقه, أقول: لم أقل أنا من يقول؟ صاحب الجواهر يقول. دعني أقرأ العبارة حتى ترتاح مباشرةً, طبعاً بنفس هذا البيان الذي أنا شرحته لا ببيان آخر, يقول: [بل لولا عموم الولاية] لمن؟ لفقهاء عصر الغيبة, الآن تقول سيدنا ما مقصودكم من الفقهاء أقول هذا البحث الآخر من هو الفقيه, الآن أنا أتكلم الكبرى الصغرى بعد ذلك ستأتي [بل لولا عموم الولاية لبقي كثير من الأمور المتعلقة بشيعتهم معطلة] لماذا؟ لأنهم أين يرجعون أين يذهبون؟ إمامهم اقتضت الحكمة الإلهية مقطوعة, النيابة الخاصة اقتضت الحكمة الإلهية أن يغلق بابها, طيب أين يذهبون؟ قال: [فمن الغريب وسوسة بعض الناس] هذا الناس أيضاً مقصوده الناس لا الناس الذين في الشارع, [في ذلك] يعني في عموم الولاية [بل كأنه ما ذاق من طعم الفقه شيئا] أصلاً ما يفتهمون الفقه ما هو هؤلاء, جزاك الله خيراً وإلا أنا أين كنت أقول هذه أنا, لو أقولها لكان خمسين فتوى تخرج من هنا وهناك, هذه أنا لم أقرأها في الكوثر هذه لم أقرأها وهذه الهوسة التي صارت من شهر رمضان إلى الآن, هذه العبارات لم أقرأها, حرموا يكون في علمكم بعض هؤلاء أنصاف المعممين في البلدان الخارجية ما أريد أن أأتي بالأسماء حرموا النظر إلى برنامج من الشيعة, يكون في علمكم, وأوصوا بل أوجبوا شرعاً أنه اكتبوا إلى الكوثر لأن يحرم لا يعطى برنامج لأنه هذا يهتك المرجعية والتشيع وإلى آخرها, لأنه نحن قرأنا عبارات من؟ عبارات صاحب الجواهر, وادخلوا عل المواقع وستجدونها, شخوص معروفة ولكنها ارتباطاتها أيضاً معروفة.

    [فمن الغريب وسوسة بعض الناس في ذلك بل كأنه ما ذاق من طعم الفقه شيئا ولا فهم من لحن قولهم ورموزهم أمرا] أصلاً هؤلاء بتعبير جداً بعيدين عن الفقه, [ولا تأمل المراد من قولهم >إني جعلته عليكم حاكماً وقاضياً وحجةً وخليفةً<] ماذا يقول الإمام بعد هذه؟ ماذا يعبر حتى تفهمون أن له الولاية, نفس التعبيرات التي أعطاها الله لأئمته أئمتنا أعطوها لمن؟ {إني جاعل في الأرض خليفة} طيب عبر عن خلفائه قال اللهم ارحمهم خلفائي, أمناء قال أمناء الرسل حجة قال: >فإنهم حجتي عليكم< طيب قولوا أي تعبير الذي القرآن والسنة أعطتهم للأئمة والأئمة ما أعطوها لفقهاء عصر الغيبة أعطونا مورداً واحداً, ومع ذلك يأتي بعض الأعلام مثل سيدنا الأستاذ السيد الخوئي+ يقول: [لم يدل إلا دليل له إلا مقام الإفتاء] يعني مقام المنبر, يصعد المنبر يقول أيها الناس صلاتكم واجبة, يقولون لا نصلي, يقول أنتم أحرار لا تصلون, موفقين, أيها الناس الربا حرام, يقولون لا نريد أن نرابي, يقول أنتم أحرار, أيها الناس السلطة تظلم وتنتهك الأعراض ولابد أن أنتم تقفون أمامها, أنت ماذا أفعل؟ يقول كل شيء ما أفعل أصعد المنبر وأقول لكم واذهب إلى البيت, ولا توجد عندي وظيفة أخرى, لا لأنه لا أريد أن أعمل بوظيفتي, إمامي أعطاني وظيفة أو لم يعطني؟ ما أعطاني تقول الأمور الحسبية, أقول هذه الأمور الحسبية لم تتعلق بالإمام هذه مربوطة بالأمور العقلائية, في أوروبا أيضاً توجد أمور حسبية, الآن أنت حتى الدول الفقيرة لو مات شخص في الشارع ترى الناس يجتمعون وماذا يفعلون؟ يعطون أموال حتى يرفعونه هذه الأمور الحسبية ماذا يعني عدول المسلمين ولذا قالوا أنه يقومون بها الفقهاء أو عدول المؤمنين؟ هذا يكشف عن أن هذا منصب نصبه أو هو منتصب تعيني أي منها؟ وهذا هو الفرق وهذا هو محل النزاع نحن نتكلم في التعيين وهم خلطوا بين التعيين وبين التعين.

    تتمة الكلام تأتي.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2015/12/22
    • مرات التنزيل : 1385

  • جديد المرئيات