نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية الإنسان الكامل (15)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: قوله بالقيل الأقوم متعلق الممد أي ممد الهمم بالقول الأصدق الأعدل. في هذا المقطع من كلام الشيخ يوجد احتمالان: ان هذا المقطع متعلق بماذا؟

    المشهور يقولون بان هذا المقطع متعلق بقوله ممد, يمد الهمم من خزائن الجود والكرم بماذا يمدهم؟ يمدهم بأي شيء؟ بالقيل الأقوم, لأنه في النتيجة هذا الموجود واسطة الفيض ممد الهمم يريد ان يمدهم بشي ويمدهم من خزائن الجود والكرم من خزائن جوده وكرمه, ما هو متعلق الإمداد بماذا يمدهم؟

    قال: يمدهم بالقيل الأقوم, والمراد ولذا صريحا يقول الشارح متعلق بالممد يعني بالقيل الأقوم متعلق بماذا؟ بالمُمُد أي ممد الهمم بالقول والقران عبر عن نفسه انه سمى نفسه قولا قال {سنلقي عليك قولاً ثقيلاً}, إذن سمى نفسه قول وقيل ووصف هنا الماتن هذا القول والقيل بالأقوم, يعني المعتدل يعني الصراط المستقيم يعني الذي يوجد فيه انحراف أو لا يوجد؟

    قال: الأصدق الأعدل الذي لا انحراف ولا اعوجاج ولا أي نقص يوجد في هذا القول وفي هذا القيل, طبعا القرآن الكريم في آية أخرى لعله في آية سورة الزمر آية 28 أيضا عبر عن نفسه تعبيرا آخر قال {قرآن عربياً غير ذي عوج} يعني يوجد فيه انحراف أو لا يوجد؟ يوجد فيه ميلان أو لا يوجد؟ لا يوجد فيه أي ميلان أي انحراف أي نقص ولكن توجد نكتة في تلك الآية التي يمكن الاستفادة منها أيضا وهو أيضا عبر عن نفسه بأنه لم يعبر عن نفسه قرانا غير معوج قال {قرآناً غير ذي عوج} يوجد فرق بينهما أو لا يوجد فرق؟

    تارة نعبر عن الشيء غير ذي عوج وأخرى نعبر عنه انه معوج  ويوجد فرق بين ذي عوج وغير معوج ما يراد من عوج يعني لا يوجد فيه اعوجاج ولكن يمكن ان يعوج أو لا ؟ لا يوجد فيه انحراف ولكن يمكن ان ينحرف أو لا يمكن؟ يمكن, الآن هو مستقيم ولكن يمكن ان يوجد فيه انحراف, أما غير ذي عوج أساساً فيه شأنية الاعوجاج أو لا يوجد فيه

    شأنية الاعوجاج ليس فقط ليس معوجا بل فيه قابلية ان يعوج ان يجعل معوجا أو لا توجد فيه القابلية؟ يعني لا يستطيع الغير ان يجعله معوجا أيضا وعندنا شاهد لغوي وقرأني على ذلك, القرآن الكريم عندما يأتي إلى هذه الآية يقول {غير ذي زرع} في اللغة غير ذي زرع, غير قولنا غير مزروعة غير مزروعة يعني ماذا؟ يعني يمكن ان تزرع ولكن الآن غير مزروعة, أما عندما غير ذي زرع يعني توجد فيه قابلية الزراعة أو أصلاً لا توجد قابلية يعني شأنية غير موجودة قابلية غير موجدة أصلاً هذه الارض سبخة ومالحة ولا تصلح للزراعة ولذا بتعبير القرآن {غير ذي زرع} عندما يتكلم عن ارض مكة إسماعيل عندما وضعه ابراهيم قال {غير ذي زرع} يعني هذه الأراضي غير قابلة للزراعة يعني مكة غير قابلة للزراعة, هنا القرآن الكريم لم يقول غير معوج وإنما قال {غير ذي عوج} يعني فيه قابلية الاعوجاج أو لا توجد فيه قابلية الاعوجاج؟ وهذا هو الفرق بين القرآن وبين غير القرآن, أساساً كل كلام قائم على أساس الحق والحجة وبالحجة قامت السماوات والارض توجد قابلية الاعوجاج أو لا توجد؟ لا توجد, الآن لنقرأ هذه العبارة وبعد ذلك نرجع.

    قال: متعلق بالمُمد هذا القول الأول أشير إليه والقول الثاني بعد ذلك سيأتي, متعلق بالممُد أي ممد المهم, يمدها بماذا؟ متعلق الإمداد, يمدها بالقول الأصدق الاعدل, فسر الأقوم الأصدق الأعدل الذي لا انحراف فيه بوجه من الوجوه لماذا ان قوله صار أقوم؟ هذا يكشف عن ان أقول الآخرين قومية مستقيمة حقة ثابتة ولكن أقومها قول الرسول الاعظم قول ممد الهمم لماذا؟ يقول لنكتتين: للفاعل وللقابل, وفي الواقع هي للفاعل وليس للقابل.

    قال: لأنه, أي هذا الذي يد الهمم, لأنه مظهر الاسم الجامع الإلهي, إذا صار مظهر الاسم الجامع الإلهي باقي الأقوال من اين تأتي؟ أقوال الأنبياء الأوصياء من اين تظهر ما هو مبدأها؟ مبدأها الاسماء ولكن الاسماء التي هي الاسم الاعظم أو دون الاسم الاعظم؟ ولذا كلها حق وكلها قويمة ولكنه أقوم فيها {فيها كتب قيمة} كلها قيمة ولكن أقوم هذه الكتب وأقوم هذه الأقوال هو الذي يكون مبدأه الاسم الأعظم.

    قال: لأنه, هذا الممد مظهر الاسم الجامع الإلهي, وهو بلسان هذا القول الذي نزل عليه هو بلسان استعداد مرتبة هذا الموجود وهو النبي أو الممد, وضمير هو يعود على القول هذا القول إنما نزل على حسب استعداد ممد الهمم وهو هذا القول, وهو القول الأقوم أو القيل الأقوم, بلسان استعداد مرتبته هذه المرتبة حقيقتها ما هي؟ الواقعة على غاية الكمال  والاعتدال, إذ به, أي بهذا اللسان لسان الاستعداد, إذ به يستفيض من الحق فيفيض على الهمم بحسب استعداداتهم, إذ به, أي بهذا اللسان لسان الاستعداد يستفيض من الحق, كل استعداد يأخذ بقدر استعداده فإذا كان استعداده أتم الاستعدادات فالذي يستحقه من المفيض ما هو؟ أتم الأقوال بتعبيره القيل الأقوم.

    إذ به يستفيض من الحق فيفيض, هذا الموجود على الهمم ولكنه أُمرنا ان نكلم على قدر عقولهم, > ما كلم رسول الله أحداً بكنه عقله قط < لماذا؟ باعتبار انه ومن يوجد يتحمل مثل هذا الاستعداد؟

     وهو اصدق الألسنة وأفصحها, لسان الاستعداد هذا وهو بيان الاستعداد لسان الاستعداد, لان عبارته قال: لسان استعداد مرتبته, وهو ضمير يعود على لسان, وهو هذا اللسان لسان الاستعداد اصدق الألسنة وأفصحها, كم لسان عندنا؟ عندنا لسان

     القائل, عندنا لسان الحال, وعندنا لسان الاستعداد, أفصح واصدق الألسنة لسان الاستعداد وذاك اللسان يخطأ أو لا يخطأ؟ لا يخطأ, لسان الاستعداد لا يخطأ ولا يشتكي ولا يشتبه, ولا يسهو, واقعاً لسان الاستعداد يحتاج بقدره ويعطى {أتاكم من كل ما سألتموه} وهو اصدق الألسنة وأفصحها كما قيل, ماذا قيل؟ قيل لسان الحال أفصح من لسان القال ولسان الحال والقال يتبعان لسان الاستعداد, هذه الفارزة أو القيل سدوه هنا, كما قيل أغلقوه, فإذا كان الاستعداد في غاية الكمال يكون القال الذي قيل أقوم, يكون القال والحال في غاية الصدق, فقوله ×أقوم الأقوال وحاله ×اصدق الأحوال, هذا في فيما يتعلق بالاحتمال الأول الوارد في المقام, (كلام لأحد الحضور) باعتبار انه لسان حال قلنا لا يخطأ ولا يشتبه أما لسان القال قد يخطأ أو لا يخطأ؟ لسان الحال قد يخطأ أو لا يخطأ؟ نعم, أنت واقعا تتصور كذا وكذا فحالك كذا, أما لسان الاستعداد الذي هو أمر فطري ذاتي, فاصدق الألسنة هو لسان الاستعداد وهو اصدق من لسان الحال, ولسان الحال اصدق من لسان القال, لان لسان القال فيه ما فيه.

    فلذا السيد الامام +في تعليقته على شرح الفصوص هكذا يقول: قوله بالقيل الأقوم يحتمل ان يكون متعلقا بمدد الهمم, أي كل همة من اصحاب القلوب والكمل, إذن تبين انه يأخذ الهمم هنا بمعنى عام أو خاص, يقول: أي كل من اصحاب القلوب والكمل, إذن مراده الخاص وليس العام يعني الهمم الخاصة للقلوب والكمل.

    قال: أي كل همة من اصحاب القلوب والكمل بإمداد همته ’بل همة موجودة في هؤلاء اصحاب الهمم والكمل ظل همته ومظهر قدرته, ظل همته ومظهر قدرته على القول الأقوم, على القول الأقوم ليس شرح العبارة بل هذه عبارته, على القول الأقوم الموافق لذوق أهل المعرفة فان كل النبوات والولايات ظل نبوته الذاتية وولايته المطلقة, هذا تقدم وبحث أيضا سيأتي, إذا تتذكرون قلنا بان النبي أزلاً وأبداً هو الخاتم ’وهذا النبوات والولايات جميعا مظهر تلك النبوة الأزلية والأبدية وليس النبوة التشريعية النبوة التي مرجعها إلى الولاية الأبدية والأزلية.

    قال: ولا يكون دعوة إلا إليه و دعاء إلا له ولا إحسان إلا به, قال تعالى, استشهاد لطيف من الآية, قال تعالى {وقضى ربك ان لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً} فهو ’ احد الأبوين الروحانيين, هذا احد الأبوين والأب الآخر من؟ >يا علي أنا وأنت أبوا هذه الأمة< وخليفته المتحد معه في الروحانية احد الأبوين كما قال ’>أنا وعلي أبوا هذه الأمة < وهذا احد معاني قضاء الرب واحد معاني الوالدين, هذا هو الاحتمال الأول.

    الاحتمال الثاني: وهذا الاحتمال فقط احتمله السيد الامام +ويعتقد انه أفضل من الاحتمال الذي احتمله الشارح ولكن فيه نكتة أو دقة لا يلتفت إليها عادة, انظروا إلى الجملة السابقة قال: مُمُد الهمم من خزائن الجود والكرم بالقيل الأقوم, يقول هذه بالقيل الأقوم متعلق بخزائن الجود والكرم وليس بالممد, في أول وهلة ترى لا توجد مناسبة يعني ماذا من خزائن الجود والكرم بالقيل الأقوم, بالقيل الأقوم كيف تتعلق بخزائن الجود والكرم؟ التفت توجد نكتة لطيفة & يشير إليها.

    يقول: يوجد سؤال, قلنا ممد الهمم أليس بهذا الشكل, سؤال: يمد الهمم من جيبه قلنا أو من الخزائن, يقول هذا القول انه من الخزائن هو القيل الأقوم وليس انه من جيبه, لأنه كان يوجد قولان قلنا انه من اين يمد الهمم يمدها من جيبه أو يمدها ماذا؟ ليس متعلق الإمداد ما هو بل من اين يمد؟ يمد من جيبه أو من خزائن الله من اين يمد؟

    يقول: قد يتوهم قائل انه يمد من جيبه, يقول القيل الأقوم انه يملك شيء أو لا يملك شيء؟ هو لا يملك إنما يمد اين؟ من خزائن الجود والكرم وهذا هو القيل الأقوم والأصح والأصدق.

    لذا يقول: ويحتمل ان يكون متعلقا بقوله من خزائن الجود والكرم, أي القول الأقوم الموافق لكشف أهل المعرفة ان تصرفه وإمداده على الهمم لا يكون إلا من خزائن الجود الإلهي ولا يكون له الاستقلال, لا يتبادر إلى ذهنكم هذا المعنى, وفي الأخير يقول بأنه أساساً ما ذكرناه أولى مما احتمله الشارح الفاضل كما لا يخفى, يقول الاحتمال الذي احتملناه أفضل من الاحتمال الذي احتمله الشارح وهو ان يجعل بالقيل الأقوم متعلق بالممد, طبعا بحسب الوهلة الأولية ما ذكره الشارح هو الاولى ولكن بحسب الدقة هذه الدقة فيها تأمل, لأنه واقعا هل يوجد من يحتمل بأنه أساساً ان النبي ’يوجد عنده شيء بالاستقلال مثلا حتى نقول مثلا انه يريد ان يقول بالقول الأقوم هذا لأنه هذه نتيجته لازمها ان القول الآخر غير أقوم وليس غير صحيح, لأنه قال هذا القيل الأقوم إذن مقابله ليس غير قويم, بل يكون غير أقوم وغير الأقوم يمكن ان يكون قولا صحيحا ولكن الأصح ما هو؟

    لذا بعيد عن الذهن هذا الاحتمال الثاني وأساساً لا يوجد مثل هذا التوهم ان النبي ’ يكون مستقلا بالإعطاء حتى نقول الصحيح انه ليس مستقل وإنما يأخذ من خزائن الجود والكرم, (كلام لاحد الحضور) الخزائن بالأمس فسرناها قلنا انها مرتبطة بمفاتح الغيب وبالأمس قلنا ان هذا الاحتمال غير وارد,قوله محمد وآله سلم.

     قال: وصلى الله على ممد الهمم, من هو ممد الهمم؟ يقول من الواضح من عطف البيان ان الممد هو محمد ’ولهذا قال: عطف ببيان لممد الهمم.

    يعني بعبارة أخرى: الآن يريد ان يبين من هو ممد الهمم؟ الجواب: ان ممد الهمم وواسطة الفيض هو محمد وآل محمد ^, طبعا هنا يوجد احتمال آخر وهو انه يوجد نص آخر ولكن ذاك النص عادة اصحاب النسخ يقولون النسخة الأصلية لابد ان تكون هكذا, بعضهم يقرأ وصلى الله ممد الهمم محمد وعلى آله وسلم وليس محمد وآله وسلم, فعلى هذا الاساس يكون ممد الأمم هو خصوص النبي ’والجملة تكون هكذا: وصلى الله على ممد الهمم محمد وصلى الله على آله فممد الهمم غير مرتبطة بهم هذه في بعض النسخ الموجودة ولكن النسخة المحققة والمشهورة هي محمد وآله حتى يكون ممد الهمم فقط محمد  ’أو محمد واله؟ محمد وآله ولكن مع هذا الفارق وهو ان محمد ممد بالأصالة وآله ممدون بالوراثة.

    هذا المطلب أولا يوجد بحث قيم واقعا والإخوة هم يراجعون حتى لا نأخذ من الوقت, وهو انه هذا الممد لماذا سمي محمدا, لان اسمائه إما محمد إما محمود وإما أحمد؟ واضح ان هذا الاسم المبارك مأخوذ من الحمد وانه هو المحمود المطلق, هذا المعنى يشير إليه الجندي في تفسيره أو في شرحه هنا في صفحة 101: أما محمد ’اسمه مبالغة في التحميد لكونه الحقيقة إلى آخره, هذه نكتة.

    النكتة الثانية: ما هو المراد بمن هم الآل؟ هذا المطلب أشار إليه محمد وآله, ما هو المراد من الآل؟

    اخواني الاعزاء في جملة واحدة اتفقت كلمة علماء المسلمين من قريب وبعيد من موالي ومحب وغير ذلك ان الآل من مصاديقه علي, وفاطمة, والحسن, والحسين, هذا لم يختلف فيه احد من المسلمين, نعم وقع الخلاف بعد ذلك ان عنوان الآل وعنوان الآهل ولا فرق بينهما كثير, عنوان الآل وأهل النبي وآل النبي وأهل بيت النبي هل يشمل غير علي, وفاطمة والحسن, والحسين, أو لا يشمل؟ لا ادري اتضحت هذه النقطة؟ لا يوجد خلاف في هذه الاربعة أنهم آل النبي, وإنما الاختلاف في ان هذا العنوان يشمل غير هؤلاء الاربعة أو لا يشمل؟

    واقعاً أنا إذا أريد ان أتكلم بلغة {وجادلهم بالتي هي أحسن} عندنا دليل مقطوع ودليل جدلي طبعا,عندنا دليل جدلي لا يمكنهم ان يخلصوا منه, إذن هؤلاء الاربعة مما اجتمعت عليه الأمة هذا صغرى القياس وكبراها عندهم ما هي؟ ولا تجتمع أمتي على ضلالة وهذا الأصل هم لا يقبلوه ونحن لا نقبله وان كان بمعنى من المعاني هذا الأصل أيضا نحن نقبله, واقعاً نحن نقول لا تجتمع امة محمد على ضلالة لأنه مرادنا من امة محمد بما فيهم الائمة المعصومون إذا وجدنا في شيء حصل اجتماع كما في قضية ان  المراد من الآل هؤلاء الاربعة فجزما هو المطابق للواقع وهو الحقيقة والواقعية, وفي الموارد الأخرى التي وجدت لا يوجد اجتماع, تعالوا إلى مسألة الخلافة بعد رسول الله ’كان يوجد اجتماع أو لايوجد اجتماع؟ لا يوجد اجتماع, نعم كانت أكثرية وهذه لا تنفع شيئا حتى لو فرضنا هذا الصحيح فهو يقول لا تجتمع أمتي ولم تجتمع الأمة على خلافة فلان وفلان وفلان, أما فيما يتعلق بهؤلاء الاربعة أنهم الآل اجتمعت الأمة أو لم تجتمع؟ لا يوجد احد إلا لا ادري ماذا اعبر, لأنه حتى الخوارج لأنه عكرمة وغير ابن عكرمة الذين كانوا ينادونه والله هي أيضا نازلة في نساء النبي كانوا يقولون أيضا نزلت في هؤلاء ونزلت في نساء النبي, وإلا لا يوجد احد يقول ان هذه مختصة بغير هؤلاء الاربعة, لذا الفخر الرازي عند جملة في ذيل قوله {قل لا اسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى} هنا في جزء 27 أو 26 من تفسيره صفحه 143 في ذيل هذه الآية من سورة الشورى قال تعالى, هذه عبارته: وأنا قول آل محمد ’هم الذين يؤول أمرهم إليه, لماذا فسروا آل يؤول أمرهم قرابة؟ لأنه اتفقت الكلمة كما يقول الجندي يقول: وأما الآل فعبارة عن الأقارب الذين يؤول إليهم أمورهم, معنى الآل يعني الأقارب, الآن جيد ضعوا هذا في ذهنكم.

    قال: هم  الذين يؤول أمرهم إليه فكل من كان أمرهم إليه اشد كانوا هم الآل, هذه كبرى البيان والاستدلال, الآن صغرى الاستدلال, ولا شك ان فاطمة وعليا والحسن والحسين كانت التعلق وبين رسول الله اشد التعلقات وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر, هذه صغرى القياس, النتيجة: فوجب ان يكونوا هم الآل وهذا هو الحصر, ليس أنهم من الآل, فوجب ان يكون هم, تعلمون ان المبتدأ والخبر إذا جاء ضمير الوصل يدل على الحصر وإذا أضيف الالف واللام على الخبر يفيد الحصر.

    لذا قال: فوجب ان يكونوا, يعني هؤلاء الاربعة, هم الآل, الآن التفت جيدا: وأيضاً اختلف الناس في الآل فقيل هم الأقارب وقيل أمته, يقول لا يهمنا هذا الاختلاف, فان حملنا الآل على القرابة فهم الآل وان حملنا الآل على الأمة أيضا ثبت أنهم آل فعلى جميع التقادير هم الآل, وأما غيرهم تحت لفظ الآل فمختلف فيه.

    إذن هذه النقطة مهمة جداً في جملة من الاحيان نحن من حيث طريقة الاستدلال نخطأ نتصور هم يقولون نساء ونحن نقول علي وأهل بيته؟ لا ليس بهذا الشكل فإذا كان بهذا الشكل يكونان قولان متعارضان فيسقطان, يقولون انتم هذا حجة عليك ونحن هذا حجة علينا, لا ليس بهذا الشكل, في ذيل آية التطهير اتفاق الكلمة ان هؤلاء الاربعة موجودين أو غير موجودين؟ موجودون فلا يوجد خلاف في هذه المسألة, إنما الكلام في ان نساء النبي مشمولون بهذه الآية أو غير مشمولين, ولهذا يذكر مجموعة من الشواهد على هذه القضية الاساسية, إذن من حيث وإذا صح التعبير نتكلم بلغة أصولية, إذن بحسب القدر المتيقن ان الآل هؤلاء الاربعة, طبعا غير أيضا ولكن هذا هو القدر المتيقن, أي القدر المتيقن علي, وفاطمة, والحسن, والحسين, هؤلاء هم الآل.

    الآن يوجد بحث آخر وهو انه أساساً هؤلاء الآل الذين وجبت الصلاة عليهم هؤلاء هم الآل الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا هذه المجموعة من الاحكام المراد فيها من الآل من؟ هذا المعنى من الآل وليس أكثر من هذا, يعني أنت جنابك عندما تقول تجب الصلاة على محمد وآله وآل بيته في الصلاة فانه من لم يصلي عليكم لا صلاة له مقصودك أي آل؟ ليس مقصودك يعني حتى أولاده النسبيين السادة فهذا غير مقصود ولم يقل به احد.

    إذن مرة نحن نطلق الآل ونريد هذه الاحكام الخاصة, أي أحكام؟ وجوب الصلاة, التطهير الذي في الآية, وغير ذلك من الاحكام, ومرة نتكلم بشكل عام ومطلق والذي لعله جملة من أحكام الخمس والضرائب الواجبة وغيرها تشمل عنوان الآل, الذرية يعني الآل, تشمل عنوان الآل أيضا.

    إذن: إذا كنا نتكلم على المستوى الأول اخواني من الواضح انه ذاك مختص بهؤلاء الاربعة أو بهؤلاء الأحد عشر أو بهؤلاء الاثني عشر ونحو ذلك, مرة نتكلم عن العنوان العام للآل هذا العنوان العام فيه اقسام فيما بعد ذلك سوف نشير إليه, الآن لنقرأ العبارة.

    قال: محمد وآله وسلم, هذا البحث فيما يتعلق بالآل أما في وسلم بحثه سيأتي في صفحه 188  هناك قال: والتسليم من الله عبارة في أواسط صفحة 188 بحثه بعد ذلك سيأتي.

    قال: محمد وآله عطف بيان لممد الهمم, ماذا تشير؟ تشير إلى هذه الحقيقة: وهذا إشارة إلى النبي صلى الله وآله يمد ارواح جميع الأنبياء السابقين عليه, هذا البحث إنشاء الله تأتيه مناسبة ولكن أنا بنحو الاجمال أشير إليه.

    اخواني الاعزاء نحن عندما نأتي في أفق الزمان يصير عندما سابق ولاحق ويصير عندنا قوس النزول ينزل إلى هنا ويصير عندنا قوس الصعود يصعد إلى هنا أليس بهذا الشكل, أما في عالم التجرد هذا السابق واللاحق الزمان متصور هناك أو غير متصور؟ غير متصور, لماذا؟ لان المتفرقات في وعاء الزمان مجتمعات في وعاء الواقع, عفوا, في وعاء الدهر وفي وعاء الملكوت ونحو ذلك, إذن هنا عندما ننظر إذا كان الرسول الاعظم ’هو الصادر الأول فليس هناك فرض بان شخص آخر يتقدم أو يتأخر عليه, بعد يمكن ان يفرض هناك من يتقدم عليه أو لا يمكن؟ ذاك ليس له فرض, نعم في هذا الزمان الذي عندنا تقدم وتأخر زماني عندنا متقدم وتأخر فنسأل من المتقدم زمانا ومن المتأخر, أما إذا ثبت ان النبي الأكرم في ذلك العالم حقيقته هو الصادر الأول فهل يمكن ان يوجد فرض انه يوجد من يتقدم عليه أو هذا الفرض غير معقول؟ (كلام لاحد الحضور) عليه على الرسول أنا أقول يتقدم عليه, إذن على هذا الاساس فهو الممد مطلقاً.

    نعم نحن عندما نأتي إلى عالمنا بحسب مرتبة وجوده العنصري ×قد نجد ان هناك بعض  الأنبياء سابقين عليه, بأي لحاظ؟ بلحاظ وجوده العنصري بلحاظ وجوده الزماني, وهو الذي يمد بلحاظ وجوده المادي العنصري أو بلحاظ وجوده الملكوتي المعنوي أي منهما؟ وذاك لا يتقدم عليه احد.

    إذن: ما هو متقدم على الجميع فيه وهو في ذلك العالم لا يتقدم عليه احد, وما يتقدم عليه احد هو ليس ملاك الإعطاء والإمداد, ما هو ملاك الإعطاء والإمداد يتقدم عليه احد أو لا يتقدم؟ لا يتقدم, وما يتقدم عليه احد ملاك الإمداد أو ليس ملاك الإمداد؟ ليس ملاك الإمداد, ولذا انتم تجدون انه هناك التقدم والتأخر يشير إلى مرتبة وجودية أما في الزمان يشير إلى مرتبة وجودية أو لا يشير؟ لا جنابك الصبح ذاهب إلى زيارة الحسين وآخر ذاهب الظهر إلى زيارة الحسين يعني أنت أفضل مولانا؟ مع انه يوجد تقدم زماني عندك؟ أنت مولود قبل خمسين سنة وهذا مولود بعد مئة سنة هذا التقدم الزماني له قيمة أو ليس له قيمة؟ ليس له قيمة, أما بخلاف التقدم في عالم الملكوت في عالم المعنى في عالم الرتب الوجودية إذا صار الصادر الأول هو الذي يكون واسطة الفيض, إذا صار الصادر الثاني فلا يمكن ان يكون هو واسطة الفيض لكل العالم, لا ادري اتضحت هذه النكتة.

    لذا قال: وهذا إشارة إلى ان النبي يمد ارواح جميع الأنبياء السابقين عليه, السابقين عليه بحسب ماذا؟ بحسب الظهور والزمان وليس السابقين عليه بحسب الرتب الوجودية وإلا بحسب الرتب الوجودية لا يسبقه احد وهذا معنى ما اشرنا إليه مرارا انه >كنت نبيا وادم بين الماء والطين< هذه أي نبوة قلناِ؟ هذه ليس النبوة التشريعية المرتبطة بعالم الملك بل هذه النبوة الملكوتية, هذه النبوة المرتبطة بعالم المعنى بعالم الغيب, نعم كنت أولهم وجودا وآخرهم ظهورا وبعثا إلى آخره.

    قال: يمد ارواح جميع الأنبياء, أي أنبياء؟ الأنبياء السابقين عليه بحسب الظهور والزمان حال كون النبي ’في عالم الغيب, لكون النبي الأكرم ’, يعني هذه الحقيقة وليس هذه النبوة التشريعية, لكون هذه الحقيقة قطب الأقطاب أزلاً وأبداً, الآن تعالوا معنا إلى صفحة 165 إذا يتذكر الإخوة هذا البحث وقفنا عنده مفصلا هناك في آخر صفحه 165 في الفصل 12.

    قال: ويوصل كل منها إلى كماله ظاهر وباطنا وهو النبي الحقيقي والقطب الأزلي الأبدي أولاً وأخراً ظاهراً وباطناً, وهو الحقيقة المحمدية ’, وقلنا بأنه لماذا عبر حقيقة ولم يعبر محمد؟ باعتبار ان محمد قد يشمل الوجود العنصري وهو يريد ان يقول ان هذا مرتبط بتلك الحقيقة كما أشار إليه بقوله >كنت نبيا وادم بين الماء والطين < وبحثه تقدم مفصلا هناك فلا نعيد.

    قال: لكونه قطب الأقطاب أزلاً وأبداً كما يمد ارواح الأولياء اللاحقين به ×, إذن تبين انه قبل ذلك يمد وعندما كان في هذا العالم يمد وعندما يذهب في قوس الصعود أيضا هو يمد, التفتوا جيدا في قوس النزول فهمنا يمد ولكن في قوس الصعود كيف؟ اخواني الاعزاء هذا يصير في قوس النزول وقوس الصعود لنا نحن الذين نعيش في عالم المادة, أما هنا يوجد تقدم وتأخر أو لا يوجد تقدم وتأخر؟ هنا لا يوجد تقدم وتأخر هناك حقيقة واحد, ولذا تجدون بان الروايات صرحت بأنه ما من شيء ينزل إليها والروايات بالعشرات, إلا بدأ برسول الله ’ثم علي, ثم الحسن, ثم الحسين, إلى آخر وصي الذي بين ظهرانيكم لأنه هو واسطة الفيض بالنسبة إلى كل عداه من السابقين زماننا واللاحقين زمانا, وإلا من حيث المرتبة لا يوجد سابق عليه كل لاحقون له مرتبة.

    لكونه قطب الأقطاب أزلاً وأبداً كما يمد ارواح الأولياء اللاحقين به بإيصالهم إلى مرتبة كمالهم في حال كونه موجودا في الشهادة وفي حال كونه منتقلا إلى عالم الغيب وهو دار الآخرة, عالم الغيب بعني عالم الآخرة.

    فأنواره ووساطته للفيض, ماذا؟ فأنواره غير منقطعة عن العالم قبل تعلق روحه بالبدن وبعد تعلق روحه بالبدن, الآن بعد تعلق الروح بالبدن حيا كان ظاهر عندنا أو غائبا عنا؟ هذه سواء بيان بعده.

    قال: فأنواره ×غير منقطعة عن العالم, أي كل عالم الإمكان لأنه هو واسطة الفيض, >يا جابر أول ما خلق نور نبيكم ثم خلق منه كل خير < ما من خير ينزل إلى هذا العالم إلا ببركة النبي وآل البيت × باعتبار أنهم أوصيائه وورثته.

    قال: فأنواره غير منقطعة  عن العالم قبل تعلق روحه بالبدن وبعد تعلق روحه بالبدن, سوءا كان بعد التعلق بعد سواء كان حيا كما لو كان في عالمنا, {مادمت فيهم} الآية المباركة التي تشير بأنه الله سبحانه وتعالى لا ينزل العذاب على هذه الأمة مادمت فيهم, {وأنت فيهم وهم يستغفرون} يعني مرتبة استغفار المؤمنين والأولياء تساوي المرتبة العنصرية لوجود النبي الاعظم ’يعني المرتبة المعنوية التي لنا تساوي المرتبة المادية للرسول الاعظم لأنه {وأنت فيهم} أنت المعنوي أو أنت المادي؟ أنت المادي وإلا أنت المعنوي موجود محيط بكل عالم الإمكان {وأنت فيهم} ولذا يوجد اشارات إلى هذا المعنى بان ارواح المؤمنين خلقت من فاضل طينة أبدانهم, أهل البيت ^طينتهم التي هي مرتبطة بأبدانهم ارواح المؤمنين مخلوقة, يعني ليس من أبدانهم بل من فاضل طينة أبدانهم وعند ذلك تكون النسبة واضحة.

    قال: قبل تعلق الروح بالبدن وبعد تعلق الروح بالبدن سواء كان حيا أو كان ميتا, وآله اهله وأقاربه, هذا الآل بالمعنى العام الذي سيأتي إنشاء الله بحث بعد ذلك.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2015/12/22
    • مرات التنزيل : 1638

  • جديد المرئيات