بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و اله الطيبين الطاهرين
قبل إتمام البحوث التي بدأناها هناك مسألة لابد أن يعلم الأخوة خصوصاً الفضلاء وأهل العلم والطلبة أن هذه المسألة إذا كان الإنسان هو مجتهد فيختار إما أن يكون أخبارياً وإما أن يكون أصولياً, وإذا صار أصولياً إما يعتقد بالولاية العامة أو لا يعتقد بأصل الولاية إلا مقام الإفتاء, هذا تابع لاجتهاده, أما عموم الناس أو عموم الطلبة فهذه المسألة ما هو تكليفهم فيها هل المسألة بالنسبة إليهم اجتهادية أو تقليدية؟ ماذا يفعلون؟ هذه قضية مهمة يعني أنت الآن جنابك إذا لست مجتهد وليس بناءك أنه تعمل بالاحتياط تريد أن تقلد, تقلد مجتهد أو تقلد شخص أخباري أو تقلد أصولي وإذا قلدت أصولي تقلد واحد يؤمن بالولاية العامة أو لا يؤمن بالولاية العامة وإنما يؤمن بالإفتاء تكليفك ما هو؟ مع اختلاف المباني والمناهج والمدارس تكليفك المكلف ما هو بنحو عام؟ عندما أقول المكلف مقصودي من لم يكن مجتهداً بالمعنى المصطلح ولا يريد أن يعمل بالاحتياط ما هو تكليفه؟ خصوصاً بالنسبة لكم الذي المباني واضحة لكم أن المنهج الأخباري شيء المنهج الأصولي شيء, والمناهج الأصولية أيضاً تختلف فيما بينها أن المنهج الأصولي على هذه المدرسة على تلك المدرسة, لمن تقلد أنت؟ تقلد هذا الذي لا يؤمن بالولاية, تقلد من يؤمن بالولاية ما هو تكليفك في هذه؟
هذه المسألة واقعاً من المسائل الابتلائية الآن في زماننا, لعلنا إن شاء الله تعالى بعد أن انتهينا من هذا البحث ولو إجمالاً نشير أيضاً إلى تلك المسألة إجمالاً لأنها من المسائل المرتبطة بمسائل الاجتهاد والتقليد, ولكنها لابتلائيتها أشير إليها إجمالاً. جيد.
يتذكر الأعزة نحن بالأمس قلنا: بأن الأمور الحسبية لا علاقة لها بالولاية الشرعية, وهذه من المفاصل التي تميز القائل بالولاية والقائل بالأمور الحسبية, القائل بالولاية يعني هناك نصب من الشارع له, يعني هناك حكم وضعي لأن الولاية ليست من الأحكام التكليفية من الأحكام الوضعية, أما في الأمور الحسبية لا يوجد عندنا ذلك الأمر الوضعي وهو الجعل النصب التعيين من قبل الشارع الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) وهذه قضية أساسية في التمييز بين مبدأ الولاية من يقول بالولاية وبين من لا يؤمن بالولاية وإنما يؤمن بالأمور الحسبية. فإن الأمور الحسبية لا يوجد فيها جعل من الشارع, لا يوجد فيها حكمٌ وضعي, وإنما الولاية فيها حكم وضعي, جعلٌ من قبل الشارع.
ولذا أنا بودي أن الأعزة ولو بنحو الإجمال يراجعون هذا البحث, يوجد كتاب اسمه (الحاكمية في الإسلام) من الكتب الجيدة بودي أن الأعزة, وهو من تلامذة السيد الخوئي وهو السيد محمد مهدي الخلخالي وهو حيٌ الآن لعله في مشهد, يقول: [دراسة المراحل العشر حول ولاية الفقيه في عصر غيبة إمام العصر] من الكتب المفيدة الحق والإنصاف واستقصاء لكل الكلمات في هذا المجال والكتاب يقع في 900 صفحة تقريباً, يعني مجلدين الكتاب, هناك في (ص709) بشكل واضح يعرّف الأمور الحسبية, حتى الأعزة يتضح لهم ما هي الأمور الحسبية, التي يبدأ البحث من (ص706, ولاية الفقيه في الأمور الحسبية أو الأعمال الضرورية الاجتماعية) يقول ما هي الأمور الحسبية؟ يأتي في (ص709) هكذا يعرّف الأمور الحسبية, يقول: [من مجموع الأحاديث والآيات المذكورة وأمثالها يستفاد أن كل ما يصدق عليه عنوان البر الإحسان المعروف راجحٌ عقلاً] وهذا الذي نحن بالأمس عبرنا عنها بالأمور المدنية, واقعاً, ولذا عبرنا عنها بأنها أمور لم يأمر بها الشارع ولكن لو تحققت يرضى بها الشارع, وفرق كبير, يأمر بها الشارع ويرضى بها الشارع, وإذا أمر بها الشارع لم يعين لها شخصاً معيناً أبداً, الآن قد يقول سيدنا الشارع أمر بالمعروف بالإحسان بالبر, نعم, كلها أمر, ولكن هذه لم يأمر بها بعنوان تأسيس بل بعنوان إمضاء إرشاد, كما أنه في القضايا العقلائية. هذا أولاً.
وثانياً: حتى لو أمر بها تأسيساً فعين لها شخص أو لم يعين؟ فإن قلنا عيّن لها شخصاً معيناً فهذه هي الولاية, إن لم يعين لها شخصاً معيناً فهذه هي الامور الحسبية.
ونحن محل النزاع عندنا ماذا؟ أن الإمام عندما غاب عيّن أو لم يعين؟ الجواب: المنكرون للولاية يقولون لم يعين أبداً, نعم كل الذي عينه قال عليك أن تفتي الناس في عصر الغيبة, أكثر من هذا لم يعين.
يقول: [راجحٌ عقلاً والولاية عليها مع فرض تشخيص الموضوع فيها ثابتةٌ للفقيه] بتعيين من الشارع أو من باب أنه أفضل الأفراد للقيام بها أي منهما؟ القائل بالولاية يقول بتعيين من الشارع, المنكر للولاية يقول لا, لم يعين, ولذا عبارته دقيقة, قال: [ثابتةٌ للفقيه بل لعامة الناس] هذه ليست مرتبطة بالفقيه هذه لا تحتاج إلى تعيين, لأن الشارع كل برٍ يريده أن يتحقق في الخارج أن يوجد في الخارج.
ثم يأتي في (ص710) يقول: [إذا كان الأمر كذلك] وهو أن هذه عناوين يريد الشارع تحققها في الخارج, ولم يعين لماذا أنتم تقولون الفقيه أفضل, لماذا إذا دار الأمر بين الفقيه وغير الفقيه تقولون المقدم من؟ الفقيه, هذا ما هو منشأه؟ سؤال وجيه, إذا قلتم أنها أمور يريدها الشارع لماذا تفترضون أنه إذا وجد فقيه وغير فقيه فالمقدم في التطبيق والتنفيذ والإجراء من؟ الفقيه, التفت إلى الجواب, يقول: [إن الحكم العقلي المذكور لا يضع بين أيدينا أي طريق معلوم واضح لحفظ النظم] هذه الأمور كلها لحفظ ماذا؟ لحفظ الحياة الاجتماعية للناس وكونها على أفضل ما يكون [بل يوجب] ذلك الحكم العقلي لا الحكم الشرعي [بل يوجب حفظ النظم على نحوٍ كلي ولكن على المتشرّعة أن يطبقوا ذلك الحكم العقلي بطريق مشروع لا أن يتوسلوا لتطبيقه بأي وسيلة كانت ولو كانت وسيلة محرمة, يعني أن الغاية غاية نبيلة ولكن الوسيلة إليها ما هي؟ نؤمن بنظرية (المكياولي الإيطالي) نقول بأن الغاية تبرر الوسيلة, فنقوم بتطبيق الغاية بأي وسيلة؟ يقول: لا, هنا يأتي دور الفقيه حتى يقول هذه الوسيلة مشروعة هذه الوسيلة ليست مشروعة, ليس لأن تطبيقها يتوقف على الفقيه, بل لأن الوسائل لتطبيق الهدف قد يكون مشروعاً وقد لا يكون مشروعاً, فنرجح الفقيه لا لأن تحقق البر والإحسان متوقف على الفقيه, التفتوا جيداً بل لأن هذا الهدف قد يتحقق بطريق مشروع.
يعني أضرب لك مثال: أن المجتمع لابد أن يكون من الناحية الاقتصادية والمالية البلد لابد أن يكون قوياً أو ضعيفاً, لابد أن يكون المجتمع.
سؤال: كيف نحقق ذلك؟ نحققه عن طريق الربا أو عن طريق المعاملات المشروعة؟ هل من يستطيع أن يميز الربا عن غير الربا من؟ الإنسان العادي؟ لا, الفقيه يستطيع أن يميز.
ومن هنا دعني أقرأ لك العبارة حتى تعرف بأنه حتى الأمور الحسبية هؤلاء ما هيئوا مقدماته, يقول: [أن يطبق الحكم العقلي المذكور بطريقٍ مشروع لا بأي وسيلة ممكنة مهما كانت يعني أن إدارة البلاد وكيفية حفظ النظام في البلاد الإسلامية يجب أن تكون مستلهمة من الشرع لا من القوانين الموضوعة, ولو كانت مخالفة, حتى لو قلنا أن الحكم حكم أمور حسبية لا ولاية شرعية. ولكنه تطبيق الحكم على الناس وإقامة الحكم في الناس بطريق مشروع أو بطريق غير مشروع من يستطيع أن يميز؟ الفقيه, قال: [وعلى هذا الأساس يجب أن تختلف كيفية تطبيق الأمور الحسبية في البلاد الإسلامية عن البلاد غير الإسلامية لأن البلاد غير الإسلامية تقول أيضاً بلزوم حفظ النظام, وهذا الذي قلنا أن الأمور الحسبية مختصة بالدين أو لا علاقة لها بالدين؟ لا علاقة لها بالدين, لأنها مرتبطة بنظم الحياة سواء كان دينياً أو ليس بدينياً, نعم لو كان المجتمع ديني يقول نظمه على أساس الموازين الشرعية فإذا دار الأمر بين الفقيه وغير الفقيه من يقدم؟ وعلى هذا الأساس إذن تبين أن الفقيه القائل بالأمور الحسبية لابد أن يكون عارفاً بزمانه وإلا كيف يستطيع أن يعرف الوسائل للتطبيق, أما أن يجلس في بيته ويكتب كتاب الطهارة إلى النجاسة إلى الصوم طيب هذا لا يعرف الأمور الحسبية, نعم يعرف الأهداف والفقيه مطلوب منه الأهداف أو الوسائل؟ الوسائل وهو لا يعرفها.
إذن حتى الأمور الحسبية التي قالوها, هيئوا مقدماتها أو لم يهيئوا مقدماتها؟ لم يهيئوا, ولهذا الآن أنت فقيه لا يؤمن بنظرية الولاية الشرعية المجعولة الوضعية تقول له الآن نعطيك على أساس الأمور الحسبية التفت, هذا البلد الناس جاءوا به يا سيد فلان ويا شيخ فلان وقالوا لك أدر البلد, هو يعرف يدير أو لا يعرف؟ يقول والله ليس عملي هذا ما هي علاقتي أنا, لا عندي علاقة ولا أعرف أن أدير البلد, لابد أن أأتي الخبراء التفت, لابد أن أأتي بالمختصيص والخبراء, جيد, إذا الخبراء اختلفوا واحد قال له الاقتصاد هكذا يقوى والآخر قال لك الاقتصاد هكذا يقوى إذا ما عندك خبرة كيف ترجح؟ يعني الآن تقول أنا ليس عملي هذا, فأأتي حولي مجموعة من الخبراء السياسيين ومجموعة من الخبراء الإداريين والماليين والاقتصاديين والاجتماعيين و.. كل العناوين أجمعها حولي, جيد, هؤلاء كلهم متخصصين أصحاب خبرات وأستاذة اختلفوا فيما بينهم إذا أنت لا توجد عندك القواعد وفهم الحياة العامة والعلاقات العامة والعلاقات الدولية تستطيع أن تقول لا, الآن نسوي علاقات مع الصهاينة أو لا؟ تستطيع أو لا تستطيع؟ أين هذا من كتاب الطهارة والنجاسة ما هي علاقتها؟ لا, هذا ثلاثين سنة مجتهد بالطهارة والنجاسة والله ثلاثمائة سنة, ثم ماذا؟ تقول له الآن ماذا نفعل نجعل علاقات طيبة مع الغرب أو نحارب الغرب؟ الآن أمامك, الآن الجمهورية الإسلامية ثلاثة وثلاثين سنة علاقات طيبة عندنا مع الغرب أو لا توجد علاقات طيبة؟ المصلحة أيها أو نسوي علاقات طيبة, هذا من لابد أن يشخصها؟ بينك وبين الله أنت عندما تصير محقق في أحكام الخلل في الصلاة وتكتب رسالة في لا تعاد لا خمسمائة صفحة خمسة آلاف وسبعمائة صفحة, هذا يعطيك قدرة أن تميز العلاقات الدولية نسويها أو لا نسويها, ما هي علاقة هذه بتلك.
إذن فتحصل ما أريد أكثر من هذا أتكلم لأنه أخشى أن يصير جرح للبعض, حتى الأمور الحسبية لا يعرفها القوم, لا فقط أن الولاية لا يعرفونها, الأمور الحسبية أيضاً لا يعرفون كيف تطبق؟ لماذا؟ لأنهم هم من اليوم الأول فرضوا أن الدين قراءة الطهارة والنجاسة والفقه والأصول هذا هو فرضه والعالم هو ماذا هو هذا, مع أنه الروايات الصحيحة السند قالت: >العارف بزمانه لا تهجم عليه اللوابس< هذه أين تلك أين؟!
إذن لا يقول لي قائل: سيدنا أن هؤلاء لا يقولون بالولاية ولكن في نهاية المطاف يؤمنون بالأمور الحسبية, وحقك أيضا الأمور الحسبية بمعنى الأهداف طيب هذه يعرفها كل إنسان حقوق الإنسان في الأمم المتحدة أيضاً يعرفوها كل علاقة, المشكلة ليست في الأهداف المشكلة ليست في العناوين المشكلة في وسائل تطبيق هذه العناوين. وإلا بينك وبين الله الآن أنت اذهب إلى منشور الأمم المتحدة القواعد التي ذكرتها الأمم المتحدة انظروا كلها متفق إنسانية, حق الإنسان تقرير المصير حرية الإنسان حرية العقيدة كرامة.. هذه يوجد فيها خلاف هذه؟ ولكنه الآن الغرب يقول لابد أن نطبقها كيف نطبقها؟ يقول لابد أن نهجم على الدول الإسلامية ونسقط حكوماتها ونعين حكومات ديمقراطيات تأتي من الخارج لا من شعوبها. طيب هذه الوسيلة مقبولة أو غير مقبولة؟ ماذا تقول أنت؟ تقول هنا شعبك بأنه قاوم الاحتلال أو قل له استقبله بالورود أي منها؟ طيب صار عندنا بالعراق أو لم يصر عندنا بالعراق, نحن كان عندنا نظام ديكتاتوري استبدادي جاثم على صدر العراق أربعين عام, ولم يتحرك أي ساكن من المؤسسة الدينية في النجف إلا شذرات هنا وهناك عرفت كيف.
سؤال: جاؤوا الغرب وقالوا نحن نريد نزيح هذا ماذا؟ هنا المؤسسة الدينية تقول المصلحة أن دعوهم يأتون أو المصلحة الدينية يقولون لا لا يأتون أي منها؟ ماذا تقولون؟ يقول والله أعلم بالطهارة, والله أنا أيضاً ما عندي شك أعلم بالطهارة ولكن البحث الآن أنا لست محتاج إليه فقط في الطهارة محتاجه يعين لي موقف الآن يأتون أو ما يأتون ماذا نفعل؟
إذن حتى القائل بالأمور الحسبية لو تنزلنا وأدلة الولاية أيضاً لم تثبت لو تنزلنا وإن كانت ثابتة بعد ذلك سأبين, ولكن لو تنزلنا وقلنا صار مبنانا مبنى من؟ السيد الخوئي, قال لم يتم أي دليل على الولاية الشرعية لو سلمنا, هي تطبيق الأمور الحسبية هو ليس صغير وأزوجه أو لم أزوجه حتى أنتم خابصين أنفسهم أنه يحق له تزويج الصغير أو ما يحق؟ هي مشكلة الأمة الإسلامية تزويج الصغير؟!
مشكلة الأمة الإسلامية التخلف الحضاري الذي نعيشه الآن نحن, أنه نعيش القرون الوسطى والآخرين يتقدمون, من لابد أن يقوم بأمورنا من؟ بطلنا ما نريد ولاية شرعية ما نريد حكم ديني ولكن من حقنا أن نعيش كرماء في بلادنا أو ليس من حقنا؟ من يحقق لنا هذه؟ إذا تقول هذه أيضاً ليست من مسؤوليتي إذن حتى الأمور الحسبية أنت مؤمن بها أو لست بمؤمن؟ لست بمؤمن, إذا تقول ما عندي وظيفة حتى هذه, إذن الأمور الحسبية تعتقد أو لا تعتقد؟ طيب هذه من الأمور الحسبية نظم الحياة, تقدم الحياة, كرامة الإنسان حرية الإنسان رفاه الإنسان, اذهبوا وأرجع وأقول الصين, هذه الصين لا علاقة لها لا بالله ولا بالإسلام المحمدي الأصيل ولا علوي ما أدري كذا, ولكنه يسعون لكرامة الفرد عندهم أو لا يسعون؟ طيب هذا يسعى, طيب أنت أيضاً على مستوى هذا السعي اسعى على مستوى الأمور الحسبية.
واما المحقق النراقي قال ما هي الأمور الحسبية؟ انظر كيف يعرفها في عوائد الأيام هو نفسه في (ص188) يوجد عنده بحث مفصل بودي أن الأعزة هذا الفصل في ولاية الفقيه لا أقل في عوائد الأيام يقرؤوه, [إن كل فعل متعلق بأمور العباد في دينهم أو دنياهم ولابد من الإتيان به ولا مفر منه إما عقلاً أو عادةً من جهة توقف أمور المعادي أو المعاش لواحدٍ أو جماعةٍ عليه وإناطة انتظام أمور الدين أو الدنيا به أو شرعاً] يعني عقلاً عادةً شرعاً [من جهة ورود أمر به أو إجماع أو نفي ضرر أو إضرارٍ أو عسرٍ أو حرجٍ أو فسادٍ على مسلمٍ أو دليلٍ آخر ولم يجعل هذا وظيفة لمعينٍ هذه أمور حسبية] يعني يستثنى منه شيء أو لا؟ عقلاً عادةً شرعاً, ولم يعين له أحد, سلمنا الشارع لم يعين الإمام الحجة بيني وبين الله ترك الحبل على الغارب وذهب, ماذا نفعل؟ قال اذهبوا وافعلوا ما شئتم إلا أن يأذن الله لي, سلمنا مع بيني وبين الله سفاهة هذا القول ما عندي كلام آخر أقوله, معتقد أن هذا القول فيه سفاهة, لا تقول لي سيدنا القائلين به.., لا هذا البحث علمي الآغايون اقرؤوا الشيخ الأنصاري عندما يأتي إلى مطلب يخالف الآخرين يقول: [لا يقول به أقل طلبة العلم] يعني القائل به صاحب المقابيس مثلاً هو أقل ماذا؟ هذا أسلوب متعارف لا تحاولون.
بالأمس واحد اتصل بي ونصف ساعة عنده إشكال سيدنا لماذا أنت قلت ليس له ذوق فقهي أو لم يذق من الفقه شيئاً طبقته على السيد الخوئي؟ قلت له: يا عزيزي بيني وبين الله هذا أسلوب علمي كل العلماء استعملوه وليس بشيء جديد, السيد الخوئي أيضاً عن الشيخ الكليني والطوسي والصدوق وكل الذين قالوا بصحة روايات الكتب الأربعة يقول هؤلاء ليس لكلامهم معنىً محصل, أصلاً هؤلاء ليسوا محصلين, عجيب الشيخ الكليني ليس محصل, يقول لا, هذه ليست شتيمة وإنما أريد أن أقول أن هذا القول لا قيمة علمي له. أنا ما أريد سامح الله أتكلم في الأشخاص حتى مباشرة أنتم أين تأخذونها؟ تشخصنوها القضايا, هذا القول قولٌ سفيه عندي. عندي قول سفيه {إلا من سفه قوله} صريح القرآن إذا هذه شتيمة فالقرآن أيضاً يشتم, طيب كان يحترمهم فلماذا لم يحترم الآخر, لا, هو يحترم الآخر فرق بين أنه أنت تتكلم عن الشخص وتتكلم عن القول أنه صحيح أو باطل. وإلا لو هذه شتائم والله القرآن الكريم ما بقي كلام ما أريد أن أقول شتيمة, كلام ما قاله, شبههم بالأنعام {أولئك كالأنعام} بينك وبين الله هذا منطق حوار هذا, أنت الطرف الآخر لك تقول له أنعام, بينك وبين الله هذا المنطق {كمثل الحمار يحمل أسفارا} بينك وبين الله هذا منطق علمي أنه أنت إذا واحد اختلف معك تقول له ماذا؟ الآن بينك وبين الله لو شخصاً قلنا له أنت حمار ماذا يصير مولانا؟ طيب القرآن قال, بينك وبين الله القرآن قال {مثله كمثل} والأمر إليك. قال كلاب هؤلاء, بتعبيرنا العراقي قال هؤلاء كلاب, وهذا منطق أتكلم, طيب هذا أليس القرآن ألم تقرؤوا, مكان آخر قال {حمرٌ مستنفرة} ماذا قول لي مكان تقول لي توجد مكان ما استعملها القرآن, طيب نحن لم نستعمل هذا.
إذن نرجع إلى البحث.
الأمور الحسبية حتى لو لم نقل بالولاية فالأمور الحسبية أيضاً لها شروط ولا يكفي فيها أن يكون عالماً في ثلاثين مجلداً في كتاب الطهارة أبداً, لابد أن يكون عارفاً بزمانه, عارف العلاقات الدولية كيف يستطيع هذا الشعب وهذه المجموعة يقويها أو يضعفها. ولا ملازمة بين أن يكون أعلم العلماء في كتاب الطهارة والله وأجهل الجاهلين في العلاقات الدولية لا ملازمة بينهما.
رواية عن الإمام الصادق×: >قال يا ابن رسول الله أيكون العالم جاهلاً؟ قال: نعم, عالم بما يعلم وجاهل بما يجهل< لم يقل أحد كل العلماء هو العقل الكل, طيب يعلم بما يعلم ويجهل بما يجهل, طيب عالم وجاهل, ولذا نحن مراراً ذكرنا وهذا في حدود ثلاثين سنة قلناها في اللمعة قلناها قبل اللمعة قلناها قلنا بيني وبين الله أنت تعبر عن نفسك علماء وتعبر عن الناس عوام, هذه بيني وبين الله مغالطة ليست معلومة, أنت عندما تذهب إلى الطبيب انت ماذا؟ أنت عالم أو عوام, طيب أنت أيضاً عوام, القضية نسبية, بالنسبة إلى العلم الذي أنت تعلم والعلم الذي لا تعلم أنت ماذا؟ أنت عوام, طيب لماذا بمجرد أن تعلمت كتاب الطهارة صرت عالماً مطلقاً والذي لم يتعلم كتاب الطهارة صار ماذا؟ عوام مطلق هذه الإطلاقات من أين جئتم بها؟ هذا عالم بما يعلم وجاهل بما جاهل وبما يجهل هو عوام, ولذا جنابك عندما تذهب إلى الطبيب وإذا تسأله لماذا أبلع ثلاث حبابي لا أربع حبابي يقول لك أنت الذي أقوله لك اعمله سؤال لا تسأل, كما أنت تقولها للعوام أنت أيضاً يسألك بالطهارة يقول لك هذا طاهر أو ليس بطاهر تقول هنا توضأ هنا ولا تتوضأ هنا, يقول لك لماذا؟ تقول لماذا تعال بالحوزة أما هنا لابد أن تقلد لابد أن تقبل قولي حجة, نرجع إلى البحث, مقدمة طالت أكثر من ذي المقدمة.
أما الأدلة في الولاية العامة, ما هي الولاية العامة؟ ذكرناها قلنا: لا أقل لا أقل لا تختص بالإفتاء, لا أقل حتى لا نجعلها واسعة النطاق لا أقل في قبال ما ذكره السيد الخوئي السيد الخوئي لا يستطيع أحد أن يقول أن السيد الخوئي قائل بالولاية العامة لا أبداً, قائل في المسألة الولاية والجعل الإفتاء فقط وما زاد عن ذلك كلها أمور حسبية, يصرح بها واتضح أن الامور الحسبية ليست من الولاية الشرعية في شيء. وهذا صرح به وبينّا الآن واتضح لكم, من لا يقول بكلام السيد الخوئي وكما قلت والآن أؤكد لم أجد أحداً موافقاً للسيد الخوئي في هذا الرأي إلا بعض تلامذته, لم أجد.
الشيخ الأنصاري سيأتي لا تستعجلون الشيخ الأنصاري الذي يحاول البعض أن يسوق نظرية السيد الخوئي أنها هي نظرية ماذا؟ ويستدل دون إثباته خرط القتاد وشيء سامع ولا يعلم خرط القتاد لا يعلم معناه, ذاك الوقت سيأتي أنه الشيخ الأنصاري أين يقول دون إثباته خرط القتاد مطلق يقول أو في مورد معين يقول هذا, والله أنا بعض الأحيان أرى كلمات هؤلاء الذين يتكبون ويعترضون ويتكلمون لماذا لم ينقل كلام الشيخ الأنصاري, أنا لا أقل كنت سابقاً معتقد لا أقل هؤلاء فقه جيد قد قرؤوا تبين سطح مكاسب لم يفهموه جيداً, سطح المكاسب لم يفتهموه لا خارج المكاسب, وترى كل واحد عشرة سنوات باقي يقرأ مكاسب. وهذا سأقف عنده لماذا؟ لأنه الآن محاولات حثيثة أن نظرية السيد الخوئي هي نظرية الشيخ الأعظم. وسيتضح لكم بطلان هذه النظرية بتصاريح الشيخ الأعظم بتصريح منه. سيأتي.
أما أدلة الولاية العامة بالمعنى الذي قاله من؟ صاحب الجواهر, هذه نظرية صاحب الجواهر هذه نظرية صاحب العوائد, هذه ليست نظرية السيد الخميني, السيد الخميني كل الذي استطاع ومراراً ذكرت وذكرته في الكوثر, قلت كل الذي فعله أنه أخرجه من عالم النظرية إلى عالم التطبيق الخارجي وإلا ليس أنه صاحب النظرية من الناحية النظرية والفكرية, وهذه كان ثمنها أنها يقطع برنامج الكوثر, انتهى برنامج الكوثر بسبب هذا البحث, ما هي أدلتنا:
الدليل الأول: قلنا بالأمس من أهم الأدلة لا أقل بمذاق القوم أنا لست من القائلين بمثل هذه الأدلة ولكن أتكلم على مذاق القوم, وهو: أنه ادعي أنه مجمع عليه بل من مسلمات كلمات الأصحاب, قرأنا كلمات صاحب العوائد, والسيد السبزواري أيضاً عبر قال: [عقيدة الإمامية] أما ماذا يقول صاحب الجواهر, في (الجواهر, ج15, ص422, في كتاب الزكاة) يقول: [ودعوى اختصاص ولايته بالأحكام الشرعية] يعني السيد الخوئي الذي يقول ولايته منحصرة ببيان الأحكام الشرعية, تقول لماذا تطبق سيدنا لا يوجد إلا السيد الخوئي, أقول بيني وبين الله لم أجد ما وجدت غير السيد الخوئي يقول إلا بعض تلامذته, هذا أيضاً بعض تلامذته ما أدري بالحمل الشائع بالحمل الأولي ما أدري, [ودعوى اختصاص ولايته بالأحكام الشرعية يدفعها] هذه الدعوى [معلومية توليه كثيراً من الأمور التي لا ترجع للأحكام..] إلى أن يقول: [ويمكن تحصيل الإجماع عليه من الفقهاء] إذن يدعي إجماع منقول أو يدعي إجماع محصل؟ يقول تابع الكلمات لماذا لا تذهبون إلى كلمات فقهاء الإمامية من عصر الغيبة الصغرى إلى يومنا هذا, تابعونها وسترون بأم أعينكم أن نظرية الولاية في الإفتاء باطلة جزماً بإجماع علماء الإمامية, بغض النظر أن هذا الإجماع حجة أو ليس بحجة, ليس بمهم, أنا المهم عندي أن الرأي الفقهي السائد بين علماء الإمامية كان قائماً على عدم اختصاص ولايته ببيان الرسالة العملية. هذه الدعوى التي الآن تصير ثقافة عند كثير من الطلبة مع الأسف الشديد, وهذه الدعوى التي تؤثر على سلب أي مسؤولية لطالب العلم لا يقومون بأي دور؟
يقول: [ويمكن تحصيل الإجماع عليه من الفقهاء فإنهم لا يزالون يذكرون ولايته في مقامات عديدة لا دليل عليها سوى الإطلاق الذي ذكرناه] إطلاق الأدلة الدالة على الولاية [المؤيد بمسيس الحاجة إلى ذلك أشد من مسيسها في الأحكام الشرعية] إذا أنتم قلتم ضرورة الإفتاء في عصر الغبية, وحقكم هناك موارد من الضرورة أهم من الإفتاء بمئات المرات, إذا كانت الضرورة هي دليل الإفتاء فمن باب الأولوية القطعية أن هذه الولاية مقدمة على تلك الولاية. كلمات أخرين تأتي.
والحمد لله رب العالمين.