نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية الإنسان الكامل (20)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    وقوله: فقلت السمع والطاعة لله بالنصب, أي سمعت السمع وأطعت الطاعة لله لأنه رب الأرباب, ولرسوله لأنه خليفته وقطب الأقطاب.

    قبل أن ادخل في هذا المقطع الثاني, هناك تعليقة للسيد الإمام + على عبارة الشارح الواردة في ص49 قال: قوله بتعبيرك إياه, اقول ليس ما ذكر تعبيرا, طيب هذا نظر السيد الامام, ليس نظرنا ولكن نظر السيد الامام, يقول: بأنه الشارح فسر وأخرج به الى الناس, يعني هذا الذي أخذته مني عبره او عبر عنه بتعبيرك الخاص, يقول: ما ينبغي أن يقول تعبير لابد أن يقول تنزيل, لأنه ذاك مقام, من قبيل القرآن فيه أمثال, القرآن فيه باطن, فيه حقيقة في الخزائن وفيه تنزيل, فهذا الذي بأيدينا تنزيل ذلك التأويل او تنزيل تلك الحقائق والبواطن, يقول: ينبغي أن لا يعبر تعبير وإنما لابد أن يعبر تنزيل, لأنه هذا في قوس النزول.

    أقول: ليس ما ذكر تعبيرا بل تنزيل فإنما تلقاه يعني ما تلقاه الشيخ سر أهل المعرفة من الكمل في الحضرة الغيبية الروحانية, لا يكون له صورة مثالية او ملكية ذاك الذي أخذه في غيبه وفي باطنه له صورة ملكوتية برزخية او ليس له ذلك؟ لا, في تلك الحضرة التي أخذ فيها من الرسول الاعظم ’له صورة برزخية او صورة ملكية او ليس له؟ ليس له, إذن هو بعد أن أخذه في باطنه وغيبه وقلبه الآن أما أن ينزله في صورة برزخية او صورة ملكية.

    يقول: سر أهل المعرفة من الكمل في الحضرة الغيبية الروحانية, وانتم تعلمون الروح هنا يعني مقام البساطة لا مقام التفصيل في مقابل القلب, لا يكون لما تلقاه, لا يكون له صورة مثالية في عالم المثال المتصل, او ملكية, فإذا تصور في الحضرة الخيالية بصورة مناسبة مثالية يتنزل ذلك الغيب من مقامه الاصلي وموطنه الروحاني, طيب بعد تلك الصورة المثالية التي هي في المثال المتصل ماذا, يتصور وإذا تصور بصورة ملكية يتنزل مرتبة أخرى, التي هي مرتبة الشهادة ومرتبة هذا الكتاب الذي بأيدينا او مرتبة الالفاظ او مرتبة الكتابة ونحو ذلك.

    طبعا هذا ليس مختصا بالشيخ هذا في كل حقيقة من الحقائق التي تتنزل أنت من عقلك الى عالم خيالك ومن عالم خيالك الى عالم حسك المشترك ومنه أما أن يكون لفظاً وأما أن يكون قلما أما أن يكون كتابة ونحو ذلك, واضح, وهذا التعبير تعبير التنزل يعني انه تنزل على نحو التجلي كما ذكرنا مرارا من غير أن يفقد مقامه الاصلي الذي كان له.

    فالتنزل, الآن بيان بعض المطالب الجديدة, فالتنزل من مقام الغيب الى الشهادة تنزيل يسمى تنزيل {إنا أنزلناه} {ونزلناه تنزيلا} يعني أنه نزل من مقام الغيب الى مقام الشهادة, الآن بكم مرحلة مر, بمرحلة او مرحلتين ثلاث أربع سبع الى آخره, أما, والرجوع من الشهادة الى الغيب تعبير في الرؤيا وتأويل في المكاشفة, يقول بحسب الاصطلاح الانسان اذا رأى شيئا وعبره هذا ماذا يكون رجوع من الشهادة الى الغيب وهذا هو الذي يسمى التأويل, التأويل مرتبط بعالم قوس الصعود لا بعالم قوس النزول.

    اذن القرآن له تأويل ليس المراد ما يرتبط بقوس نزوله ما يرتبط بقوس, وهذه نكتة مهمة التفتوا إليها, وهي: إن التنزيل من الغيب الى الشهادة او الظهور من الغيب الى الشهادة تنزيل والرجوع من الشهادة الى بطون القرآن والى بواطن القرآن فهو تأويل, هذا اصطلاح يقول السيد الامام+ يقول: وتأويل في المكاشفة.

    ومن هذا القبيل الآن يقول مثاله هذا, ومن هذا القبيل تنزيل الكتاب من عند الله في قوس النزول, تنزيل الكتاب من عند الله بحسب المراتب السبع او السبعين او السبعمائة هذا على الاختلاف, بحسب المراتب السبع التي للعوالم أو بحسب المراتب السبع التي للانسان الكامل فمراتب التنزيل سبعة كما أن مراتب التأويل سبعة, هذه مراتب التأويل في قوس, يعني الإنسان في قوس الصعود قد يصل الى ظاهر الانسان وقد ينتقل الى البطن الأول من بطون القرآن, وقد يتوفق للوصول الى البطن الثاني وقد يتوفق للوصول الى البطن الثالث البطن الرابع, البطن السابع السبعين, السبعمائة وهكذا.

    بحسب ما للقران من بطون, {أقرأ وإرقى} وهذا يقف عند حد او لا يقف؟ لا يقف, هذا ليس له درجة يقف عليها لأنه مراتب الكمال لا متناهية.

    قال: كما أن مراتب التأويل سبعة وهي بعينها بطون القرآن الى سبعة أبطن إجمالاً, إجمال البساطة هنا, لذا نحن ذكرنا في كتاب اصول التفسير قلنا بأنه: التأويل هو الباطن, لا يتبادر الى الذهن أن التأويل شيء والباطن شيء آخر, بطون القرآن يعني مراتب تأويل القرآن.

    قال: الى سبعة أبطن إجمالا وسبعين تفصيلا بل سبعين ألف وباعتبار لاحد له يقف عنده في قوس الصعود, والعالم بالتأويل من له حظ من المراتب, الآن مرتبة مرتبتين ثلاث أربعة خمسة مائة, والذي, ولا يوجد جامع لكل مراتب التأويل الا من؟ إلا الخاتم وأوصيائه^والا غيرهم جميعا ليسوا كذلك, يعني حتى أنبياء أولي العزم ليسوا بالضرورة أنهم يكونون عارفين بمراتب التأويل, نعم قد يكونون يعرفون بعض مراتب التأويل.

    قال: والعالم بالتأويل من له حظ في المراتب فبمقدار تحققه في المراتب له حظ من التأويل الى أن ينتهي الى غاية كمال الانساني ومنتهى مراتب الكمالي فيصير عالما بجميع مراتب التأويل فهو كما يتلو الكتاب من الصحيفة الكتاب الحسية الذي هو تنزيل الكتاب يعني آخر مراتب قوس النزول التي بين أيدينا يقرأ من صحيفة عالم المثال في قوس الصعود, وعالم الارواح والأرواح الى العلم الأعلى الى الحضرة الاولى الى الحضرة العلم الى الاسم الاعظم وهو الراسخ في العلم وإنما يعرف القرآن من خوطب به.

    اذن هذا التعبير يقول تعبير كان ينبغي أن يقول: تنزيل, وبه يتضح الفرق بين التنزيل والتأويل أيضاً.

    فقلت: السمع والطاعة لله, طيب عندما يقول رسول الله  ’ ناولي كتاب وقال اخرج به الى الناس, طيب مقتضى القاعدة ماذا ينبغي أن يقول الشيخ {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم} فلذا يقول: قلت السمع والطاعة لله ولرسوله ولأولي الامر منا, الآن لماذا يقول منا؟ باعتبار انه الآية قالت {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم} وهو يقول وأولي الأمر منا.

    قال: وقوله فقلت: السمع والطاعة لله بالنص أي سمعت السمع وأطعت الطاعة لله لان الله هو رب الأرباب, ولرسوله لأنه خليفته وقطب الأقطاب وأولي الامر, طيب من هم أولي الامر؟ الآن انظر ماذا يفسر أولي الامر.

    يقول: المراد من أولي الأمر في الآية المباركة إما خلفاء الباطن او خلفاء الظاهر, أي الخلفاء والأقطاب الذين لهم الحكم في الباطن طيب ببيانات هؤلاء هذا لا شك عندهم بأنه هذا أولي الامر من هو؟ لا أريد أن اقول منحصر ولكن من أوضح مصاديق أولي الامر بناء على هذا التفسير هو علي وأهل بيته^, هذا ما عندهم شك في هذا, هذا اذا فسر أولي الامر بحسب الباطن, يعني بحسب الخلافة القرآنية {إني جاعل في الارض خليفة} الأقطاب الذين له الحكم في الباطن.

    او المراد من أولي الامر منا يعني السلاطين والملوك هذا على مبنى العامة الذين يعتقدون أن هذه الآية المباركة أوجبت طاعة ولي الامر الآن هذا ولي الامر بأي طريق جاء وصار ولي أمر يقول هذا ليس مسؤولين عنه, المهم نستطيع انه نحن نقف أمام احد وان يكون ولي أمر, أن نحارب أن نهدي أن نرشد أن نبين, نعم هذه كله نفعله, أما إذا بالمؤامرة بالثورة بالانقلاب العسكري, بقتل الناس بذبح الناس في النتيجة استولى على امور الناس صار مصداقا لقوله {وأولى الامر منكم} وهذه النظرية الجديدة التي أتصور هي التي معمولة في العالم الاسلامي من أقصاه الى أقصاه يعني بمختلف توجهاتهم, العقدية ولكنه في المسالة السياسية ماذا؟ متفقون, التفتوا, يعني الآن انتم لو تأتون الى المسالة العقدية تجدون واقعا بين المذاهب الاسلامية والاتجاهات الاسلامية اختلاف واسع واقعا بين السفلية والوهابية وغيرهم, تجد اختلافات ولكنه في مسألة السياسية كأنه يوجد اتفاق من صدر الإسلام الى يومك هذا, انه من تسلط على الامور السياسية وإدارة البلد بأي طريق كان, بالانقلاب ببيعة نفر واحد شخصين ثلاثة بالسقيفة بغير السقيفة هو ماذا, وهذه من مفاصل الخلاف بين مدرسة أهل البيت والمدارس الاسلامية الأخرى, هذه المفصلية واقعا يعني تنفصل بها مدرسة أهل البيت إن صح التعبير فصل مميز هذا, فصل هذا.

    لذا يقول: او السلاطين والملوك الذين هم الخلفاء هذه ما أدري من اين جاءت, الذين هم الخلفاء للخليفة الحقيقية في الظاهر, (كلام احد الحضور) لا لا يقبله لكان يناقش, يقول: هذا ليس صحيح وهذا صحيح, أنا أشير للعبارة والآن واقعا رأي القيصري ما هو, ليس واضح, ولكن يشير الى رأيين يقول: بأنه أما المراد من أولي الأمر خلفاء الباطن, يعني خلفاء الباطن يعني الأولياء {وأولي الامر منكم} يعني باعتقاده يعني من؟ الشيخ أيضاً مشمول, هذا من أولي الامر, لان الشيخ طيب ما عنده شك بان الشيخ من الأولياء, وكذلك ما يرتبط بعلي وأهل بيته^ وإذا كان هناك ولي آخر فتجب الطاعة لهم, أما هذا, أما في الظاهر ما هو المراد؟ يقول: المراد الملوك والسلاطين الذين هم أيضاً تجب الطاعة لهم.

    لذا قال: وقوله منا أي من جنسنا وأهل ديننا إشارة الى قول الشيخ, وقوله كما أمرنا هذه كما أمرنا يقول إشارة الى آية سورة النساء وهي قوله تعالى {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر} والى قوله, يعني قوله كما أمرنا يعني إشارة الى الآية القرآنية وإشارة الى قوله ’ (اذا وليتم أميرا فأطيعوه ولو كان عبدا حبشيا) وهذه لا مشكلة فيها, إذا وليتموه انتم على أنفسكم باختياركم, طيب هذه الطاعة ليست طاعة شريعة هذه الطاعة طاعة الاختيار انتم تختارون رئيسا فبطبيعة الحال عندما يختارونه لماذا تختارون لكي تخالفونه أم تطيعونه؟ حتى تطيعونه, على أي الاحوال.

    هذه الرواية جدا لا توجد فيها دلالة, الدلالة موجودة في الآية المباركة.

    هذه الآية المباركة من الآيات المهمة في مباحث الإمامة, هذه الآية أنا إجمال أشير الى هذه الآية وإنشاء الله تعالى اذا صارت مناسبة مفصلة, طبعا عرضت لها في أبحاث الإمامة ولكنه بمقدار ما يرتبط بهذا البحث.

    هذه الآية المباركة من الآيات التي استدل بها جملة من أعلام المفسرين من الطرفين يعني من علماء الشيعة وغير علماء الشيعة استدلوا بهذه الآية على إن أولي الامر في الآية المباركة لابد أن يكونوا معصومين, فهي من أدلة العصمة عصمة من؟ عصمة أولي الامر, نعم يبقى عندنا بحث آخر انه ما هو المراد من أولي الأمر يعني ما هو المصداق؟ من قبيل آية التطهير, آية التطهير البحث الاول فيها انها تدل هذه الآية على عصمة أهل البيت^ أو لا تدل, قد يقول قائل انه لا دلالة للآية على عصمة أهل البيت^ فإذا تمت دلالتها على عصمة أهل البيت, البحث الثاني ما هو المراد من أهل البيت يعني ما هو المصداق او المصاديق؟

    كذلك البحث هنا البحث الأول في الآية اخواني الاعزاء أن هذه الآية هل تدل على عصمة أولي الامر او لا تدل؟ فإن دلت على عصمة أولي الامر عند ذلك لا يمكن الاستناد إليها لا من الشيعة ولا من السنة لأنه تعلمون أن هذه الآية كما أن السنة استندوا إليها في إثبات طاعة أولي الامر كذلك استدل إليها جملة من الشيعة من أتباع مدرسة أهل البيت لإثبات وجوب طاعة ولي الامر, نعم مع اختلاف الشرائط, نحن اشترطنا في ولي الامر أن يكون مجتهدا أن يكون عادلاً أن يكون عادلاً أن يكون… اشترط ما يشاء, ولكنه كما أن السنة استندوا الى هذه الآية لإثبات وجوب طاعة ولي الامر بالشرائط التي ذكروها أيضاً جملة من أعلامنا وخصوصا المعاصرين منهم والآن لست بصدد الاسماء, استندوا الى هذه الآية لإثبات ماذا؟ نعم الآن ولي الامر كيف يوجد في الأمة هل بالانتخاب يوجد, هل بنصب أهل الحل والعقد يوجد بأي طريق, المهم ذاك المقام الآخر من البحث.

    المقام الاول من البحث: انه اذا صار الشخص وليا للأمر في الأمة فيكون مشمولا لهذه الآية, اذا دلت الآية على ضرورة عصمة أولي الامر فهذه الاستدلالات من كلا الطرفين تامة او لا؟ غير تامة.

    طبعاً لا يتبادر الى ذهن احد انه أنا أريد أن اقول ولي الامر اذن لا تجب طاعته لا لا, ليس الامر هكذا, اقول استنادا الى هذه الآية ليس دليل على وجوب الطاعة, لعله هناك أدلة أخرى يستدل بها لوجوب الطاعة لولي الامر واضح.

    من هنا وقع بحث واقعا بين الاعلام وهو انه الآية هل دالة على عصمة أولي الامر في الآية او ليست دالة؟

    ذكر جملة أيضاً من الفريقين بأن الآية لا دلالة لها, لماذا؟ لأنه أمرت بالطاعة ووجوب الطاعة اعم من العصمة هذا واضح, أمير المؤمنين×, رسول الله’ عندما كان ينصب الولاة في مدنهم كانت تجب لهم الطاعة او لا؟ تجب, وجوب الطاعة يكشف عن انه معصوم؟ من كان من الفقهاء من كان حافظا لدينه, كذا, فماذا؟ على العوام أن يقلدوه المهم تجب طاعة الفقيه او لا تجب طاعة الفقيه؟ هذه تدل على عصمة الفقيه, ما عندنا دليل, تجب طاعة الوالدين, فهل وجوب طاعة الوالدين ولو بالجملة دالة على عصمة الوالدين؟

    اذن قولكم أن الآية دالة على وجوب العصمة هذا لا يستفاد منه العصمة لأولي الامر وإنما هو لازم اعم قد يكونوا معصومين وقد يكونوا غير ذلك.

    هذه أهم إشكالية أوردت على مضمون الآية لا مصاديق الآية, لأنه هذا له اثر كبير, لأنه اذا وسعنا الدائرة يمكن الاستناد إليها, أما اذا ضاقت الدائرة فلا يمكن الاستناد إليها.

    الجواب: توجد هنا في هذه الآية المباركة قرينتان يمكن الاستناد إليهما على أن الآية تثبت الطاعة ولكن لا الطاعة التي تنسجم حتى مع عدم عصمة من تجب طاعته وإنما الطاعة ممن هو معصوم يعني تدل على عصمة من تجب طاعته ما هي القرائن؟

    القرينة الأولى: وهي قرينة قرآنية عامة وهي: أنه إذا قلنا أن وجوب الطاعة هنا بالمعنى الاعم يعني لا تكشف عن عصمة من تجب طاعته لابد أن تقيد, ما هي القيد فيها؟ إلا اذا عصى إلا اذا اشتبه, إلا اذا اخطأ, الا اذا فسق, الا اذا يعني بعبارة أخرى: هذه الرواية المعروفة (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق).

    اذن على هذا الاساس هذا الاطلاق في الآية المباركة يبقى على إطلاقه في الآية المباركة أم لابد أن يقيد؟ لابد أن يقيد, وهنا لابد أن نقول بأنه لا يوجد تقييد في الآية ولا يكفي الأدلة الخاصة (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) للتقييد لماذا؟ لان القرآن الكريم في موارد اقل من هذا المورد أهمية لا يقيد كان ينبغي أن يقيد او لا؟ واقعاً القرآن الكريم في موارد أخرى التي اقل خطرا من هذا المورد ماذا فعل؟ قيد, كما انتم تجدون في سورة العنكبوت الآية رقم8 هناك القرآن الكريم هكذا يقول قال تعالى {ووصينا الانسان بوالديه حسنا وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما} هناك يذكر ما يتعلق بالإحسان الى الوالدين بالرأفة الى الوالدين بالطاعة الى الوالدين ولكن مباشرة ماذا يفعل؟ قد يتوهم منه الاطلاق يقول لا لا مقيد بهذا, فما بالك بما هو ركن من أركان الدين لا اقل إن لم يكن أصلاً من اصول الاعتقاد لا اقل انه أهم من مسألة طاعة الوالدين, فكان ينبغي أن يقيد او لا؟ فحيث لم يقيد إذن نستكشف أن الطاعة هنا مطلق أم مقيد؟ هذه, والذي يؤيد والتي هي قرينة ثانية والتي هي قرينة داخلية, هذه قرينة خارجية.

    والذي يؤيد مباشرة هو أن الآية عجيب أنا في جملة من الاحيان أفكر, لماذا أن الآية المباركة في ما يتعلق بإطاعة الرسول وإطاعة الله فصلت بينهما, قالت {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول} طيب لماذا وصلت الى أولي الامر لم تقل وأطيعوا أولي الامر يعني لم تكرر, ما هو الوجه؟ كونوا على ثقة أنا عندي أجوبة, ولكن لم تكن تقنعني الى أن انتهيت الى هذا الوجه وهو انه يريد أن يقول: أن أولي الامر طاعتهم على حد طاعة رسول الله ’, فهي طاعة واحدة أم إطاعتان؟ إطاعة واحدة, فبينكم وبين الله إطاعة الرسول أيضاً مقيدة أم مطلقة؟ هذا متفق عليه بأنها إطاعة مطلقة لم يقل احد بأنه يجب عليك أن تطيع رسول الله في ما لا يخالف, يعني ماذا؟ هذا من قبيل انه تجب عليك إطاعة الله في ما لا يخالف الله نفسه, لا يمكن هذا, هو صاحب الشريعة كيف نقيده نقول (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق), فهذه خير قرينة داخلية على أن وجوب الطاعة هنا مطلقة بقرينة تشريك أولي الامر مع الرسول  ’.

    والذي يشهد بل يدل على هذا الفهم من الآية المباركة, تارة نحن مباشرة نذهب الى الرواية الروايات تقول أن المراد من أهل البيت من؟ علي وفاطمة وأنهم معصومون فهذا استدلال بالرواية, فلو سألنا سائل كيف دلت الآية؟ قد نستطيع أن نبين وقد لا نستطيع, ولكن تعبدا نقول أن أهل البيت استفادوا من هذه الآية المباركة عصمة أهل البيت, تارة نستطيع أن نقرب ذلك وأخرى لا نستطيع.

    هنا أيضاً في المقام أيضاً كذلك, وتارة لا, نحن نأتي الى آية التطهير واقعا نستكشف منها من خلال مضمون الآية لا من الرواية أن هذا الآية دالة على عصمة أهل البيت, الآن نحن فعلنا الثاني, يعني استفدنا من الآية بقرينة قرآنية خارجية وقرينة داخلية أن الآية دالة على عصمة أولي الامر, هذا الفهم من الآية المباركة, وهذا ما استعمله أنا دائما ومرارا ومنهجي في الفهم, وهو انه أنا فهمت شيئا من الآية ولكن هذا فهمي أقصى ما هو عليه يفيد اليقين والقطع او الظهور من الآية المباركة؟ ظهور من الآية المباركة, قد يقول لنا قائل هذا فهمك من الآية؟

    الجواب: إن الروايات المتضافرة تأتي لتثبت صحة هذا الفهم هذا الاقتناص هذا الظهور من الآية المباركة فلا يكون استدلال بالرواية لإثبات العصمة لأولي الامر, ما ادري واضح.

    هذه منهجان لا يصير بينهما خلط, طبعا في الاعم الاغلب إذا انتم تنظرون الى كتاب الغدير افترضوا من أوله الى آخره يقوم على أي منهج؟ ينقل الروايات, جيد هذا, في محله يعني الروايات أيضاً اذا أفادت اليقين وأفادت القطع حجة او ليست بحجة؟ نعم حجة ولكن هذا استناد الى الأثر استناد الى الرواية استناد الى النص, أما بخلاف المنهج للسيد الطباطبائي في الميزان, منهج السيد الطباطبائي في الميزان الاستناد الى البحث الروائي أم استناد الى الظهور القرآني؟ منهجه هو الاستناد الى الظهور القرآني, الآن هذا الظهور القرآني من أعانه عليه؟ نعم هو استفاد هذا المعنى من الرواية, ولكنه لا انه استند الى الرواية قال أن الآية دالة كذا, وإنما قرر, وهذا هو معنى تفسير القرآن بالقران, وهذا هو معنى حاجتنا في فهم القرآن الى أهل البيت, ماذا نحتاج؟ منهج طريقة انت اذا تريد أن تستفيد هكذا هكذا هكذا, عندما تأتون الى الروايات الواردة عشرات الروايات الواردة في ذيل هذه الآية المباركة تعبيرها هذا, تعبيرها (إيانا عنا) فرق بين انه نزلت فيهم ولعله من باب بيان أوضح المصاديق هذه لا مشكلة هذه لا تدل, وأخرى تعبيرها (إيانا عنا) يعني مختصة بنا هذه الآية المباركة, واضح.

    وهذا يؤيد بل يدل ويشهد على صحة ذلك الاستظهار الذي إستفدناه من الآية المباركة.

    الروايات لعله عشرات الروايات خمسين رواية نور الثقلين ينقل في هذا المجال, أنا أشير الى بعض هذه الروايات الاخوة إنشاء الله يرجعون إليها بالمقدار الذي يمكنهم.

    الرواية الاولى: في اصول الكافي الرواية لعله صحيحة عن ابن اذينه عن برير العجَلّي او العجَلي        قال سألت الباقر× الى أن قال ثم قال: للناس يا أيها الذين آمنوا أطيعوا إيانا عنا خاصة, أمر جميع المؤمنين الى يوم القيامة بطاعتنا.

    الرواية الثانية: واردة في كتاب تمام الدين وكمال النعمة الرواية عن ابي بصير عن الامام الباقر× في ذيل هذه الآية قال: الائمة من ولد علي وفاطمة الى أن تقوم الساعة.

    الرواية الثالثة: واردة عن سليم, قال: سمعت أمير المؤمنين يقول: احذروا على دينكم الى قوله ولا طاعة لمن عصى الله إنما الطاعة لله, ولا طاعة لمن عصى الله هذه أي طاعة؟ ولا طاعة لمن عصى الله؟ هذه الطاعة لا طاعة مثل الطاعة المطلقة لا طاعة المقيدة وإلا الأبوين ماذا تجب لهم الطاعة أم لا؟ الامام× عندما يقول ولا طاعة لمن عصى الله يعني الطاعة المطلقة لا توجد لمن عصى الله, نعم لمن توجد يقول الا لهؤلاء, إنما الطاعة أي طاعة هذه؟ المطلقة, لله ولرسوله ولولاة أمره, هذه أي طاعة التي هي لله ولرسوله المقيدة أم المطلقة؟ هذه المطلقة ولا يمكن أن تكون المقيدة, بقرينة ما للرسول وبقرينة ما لله (سبحانه وتعالى) وإنما أمر الله تعالى بطاعة الرسول لأنه معصوم مطهر لا يأمر بمعصية وإنما أمر بطاعة أولي الامر لأنهم معصومون مطهرون لا يأمرون بمعصية, والا يلزم التناقض, لأن الله ينهى عن الفحشاء والمنكر.

    وأيضا رواية أخرى في هذا المجال وهي الرواية الواردة, قال: ذكرت لأبي عبد الله× قولنا في الأوصياء أن طاعتهم مفترضة فقال: نعم هم الذين قال الله عز وجل {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول} وهم الذين قال الله عز وجل {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا}.

    كذلك رواية أخرى في هذا الباب وهي الواردة قال: في تفسير العياشي عن برير بن معاوية عن الامام الباقر× في حديث طويل, قال: فجميع المؤمنين الى يوم القيامة فجمع المؤمنين قال: إيانا عنا خاصة, هذه الرواية.

    وآخر الروايات هذه الرواية القيمة الواردة في رقم 359 من هذا الباب وفي ذيل هذه الرواية الرواية عجيبة هذه, قال: {أطيعوا الله وأطعيوا الرسول وأولي الامر منكم} وقال فيهم ولو ردوه الى الرسول وأولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه قال السائل, عجيب هذا السؤال الذي نادرا ما أنا في الروايات هكذا اسئلة نادرة في الروايات, قال: ماذا كالأمر الذين انتم ولاته؟ لأنه قالت الآية ماذا {وأولي الامر} اذن انت ولي الامر, هذا أي أمر الذي انت وليه؟ ماذا كالأمر؟ قال علي× الذي به تنزل الملائكة في الليلة التي {يفرق فيها كل أمر حكيم} عجيب هذا البيان, نحن الى الآن كنا نفهم من الامر الأمر السياسي الإداري الاجتماعي القيادي ونحو ذلك, ولكن الامام يقول لا, هذا هو الامر {يفرق فيه كل أمر حكيم} ولاة ذاك الامر من هم؟ هم أهل البيت, اذا تمت هذه الرواية فبالقطع واليقين أن أولي الامر لا يمكن أن يكون عامة لا يمكن لان ذاك الامر مرتبط بعالم الملكوت بعالم الباطن بعالم التكوين بعالم تقسيم الأرزاق بعالم الحياة والموت والصحة والمرض الى غير ذلك, قال الذي {يفرق فيها كل أمر حكيم} من خلق او رزق وأجل وعمل وحياة وموت وعلم غيب السماوات والارض ذاك هو الامر الذي نحن ولاته.

    (كلام احد الحضور) وهو كذلك, الى قيام الساعة, أساساً لا يتصور غير هذا, وهذا معنى وساطة الفيض, نعم, في ليلة القدر, وهذا إنشاء الله أنا بحثته بشكل تفصيل في بحث علم الائمة, في ليلة القدر, اذن ماذا يحصل؟ هؤلاء ^ عندما هم يعلمون ما كان وما يكون ما هو كائن الى يوم القيامة, هم يعلمون علم الأوليين والآخرين (والله اني لأعلم طرق السماوات أكثر مما اعلم بطرق الارض) ومضامين هذه الروايات, اذن في ليلة القدر ماذا يحدث؟ التفتوا جيدا, علومهم الروايات بينت (غابر مزبور وحادث) هذا الذي يحدث في ليلة القدر أي شيء؟ لا في الغابر ولا في المزبور وإنما بالحادث, هذا له تقسيم خاص في الروايات.

    الحادث ما هو؟ يعني الذي سيأتي, يعني الذي سيأتي الى قيام الساعة, ما معنى أنهم, نعم والروايات التي قالت يزدادون يزدادون في أي علم؟ في الحادث لا في الغابر والمزبور, ما معنى أنهم يزدادون؟ يعني لم يكن عندهم ثم كان يعني كانوا لا يعلمون ثم علموا؟ الجواب: كلا, يعلمون كل شيء ولكن في ليلة القدر يصل إليهم الحتمية في ذلك الذي علموه, وما علموه يحتاج الى إمضاء والروايات صرحت وروايات صحيحة السند, هنا السائل يسأل ويظهر أن السائل جدا عالم, يقول له: على هذا يلزم أن يكون آخركم أعلم من أولكم لماذا؟ لأنه انتم في العلم الحادث تزدادون شيئا ورسول الله لا يعلمه او الوصي الذي قبلكم لا يعلم, هنا جاءت الروايات قال: أي علم نزل إلينا يبدأ برسول الله ثم بالوصي الذي قبلنا ثم ثم حتى لا يكون آخرنا أعلم من أولنا, عجيبة الروايات والله تتكلم كالرياضيات, يعني أي خلف, ولكن هذه الروايات نحن لم نجعلها واحدة جنب الأخرى, فلذا قلنا يوجد تضاد يوجد تنافي يوجد انسجام بين الروايات, لأنه هذه لم تجمع لم نتعامل معها كما تعاملنا مع روايات طهارة أهل الكتاب في الابحاث الفقهية, التعامل الموضوعي لم يحصل, يعني هذا العمل الذي نحن فعلناه في روايات الفقه قمنا في روايات العقائد او لم نقم؟ بقيت هذه, والا واضح الدلالة على هذا.

    قال: إشارة الى قوله وإشارة الى وإذا وليتم, طبعا الاخوة اذا أرادوا أن يراجعون هذا البحث بشكل تفصيلي السيد الطباطبائي في الجزء الرابع ص390 وما بعد يشير الى هذا المعنى, حتى أنه لا تخلو من, صاحب الحق لابد حقه يكون محفوظا في مثل هذه المجالات وإلا بركة هذه العلوم تذهب.

    يقول: على أن الآية جمع فيها بين الرسول وبين أولي الامر وذكر لهما معا طاعة واحدة فقال {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم} ولا يجوز على الرسول أن يأمر بمعصية أو يغلط في حكم, ولو جاز شيء من ذلك على أولي الامر لم يسع الا أن يذكر القيد الوارد عليهم فلا مناط من اخذ الآية مطلقة من غير تقييد ولازمه اعتبار العصمة في جانب أولي الامر كما اعتبر في جانب رسول الله’ من غير فرق.

    (كلام احد الحضور) نعم, (كلام احد الحضور) الجواب: هذا قلت في محله نحن اشرنا إليه, الآن لم اشر باعتبار, الجواب: لأنه أساسا قد يقع النزاع في ماذا؟ في نفس أولي الامر فلا معنى أن يقع النزاع فيهم وان يكونوا هم المرجع, هذا اولا, وثانيا: انه نحن في مكانات أخرى عندنا اولا: ارجع الى أولي الامر {لعلمه الذين يستنبطونه} الآية المباركة {وأولي الامر منكم} هذه واحدة, وثانيا: في موارد أخرى عندما وقع النزاع القرآن الكريم ارجع فقط الى الله يعني رسول الله ليس بمرجع؟ اذن من هذا الطرف عندنا ومن ذاك الطرف أيضاً عندنا. هذا أنا بحثته مفصلا في محله.

    قال: وعلى قوله وإذا وليتم أميرا فأطيعوه ولو كان عبدا حبشيا وفي التحقيق كل الطاعة لمن؟ وفي التحقيق كل الطاعة لله تعالى, وهذه قاعدة عامة قرآنية قلنا ما من وجود او كمال وجودي الا وبالذات لمن؟ لله (سبحانه وتعالى) من وجوب الطاعة, من الولاية, {فالله هو الولي} حصر الولاية, وهذا لا ينافي {إنما وليكم الله} {الله هو الغني} ولكن {أغناهما الله ورسوله} {الله هو الهادي} ولكنه {النبي يهدي} {الله هو المحيي والمميت} ولكنه {توفاه ملك الموت} وهكذا, إشارة الى هذه القاعدة العامة القرآنية التي وقفنا عليها مرارا وتكرارا.

    وفي التحقيق: كل الطاعة لله تعالى تارة في مقام جمعه, وتارة في مقام تفصيله, يعني بالذات وبالغير او بالظاهر والمظهر, وتارة في مقام تفصيله وأكمل مظاهره وأكمل المظاهر من هم؟ هم الرسول وأولي الامر.

    فحققت الأمنية, يأتي.

     والحمد لله رب العالمين

    • تاريخ النشر : 2016/01/09
    • مرات التنزيل : 1507

  • جديد المرئيات