بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و اله الطيبين الطاهرين
قلنا أن مجموعة من هذه الروايات الواردة في بيان مسؤوليات العالم والفقيه وراوي الحديث في عصر الغيبة الكبرى إنما وردت في كتاب الكافي لثقة الإسلام الكليني.
من هنا قلنا أنه لا بأس أن نقف قليلاً عند هذا الكتاب, أعزائي توجد خصوصيتان مهمتان في كتاب الكافي, وأنا بودي أن الأعزة وهم في هذا الطريق طريق العلم الديني والمعارف الديني أن يقف على أهمية هذا الكتاب بالخصوص هذا الكتاب, يعني (الكافي). طبعاً الكتب الأخرى أيضاً لها أهميتها الخاصة ولكنه هذا الكتاب له أهمية استثنائية من بين كتب الإمامية.
الخصوصية الأولى: أن هذه الموسوعة اشتملت على حدود ما يتجاوز عن خمسة عشر ألف رواية, وهذه قضية مهمة جداً, بحسب هذا التحقيق الأخير الذي طبع في مركز بحوث دار الحديث, مجموع الروايات التي ذكرت في كتاب الأصول والفروع والروضة تصل إلى خمسة عشر ألف وأربعمائة وثلاثة عشر رواية, وهذا عدد كبير جداً, إذا ما قيس إلى كتب الحديث الأصلية الموجودة عند أهل السنة, يعني أنت عندما تأتي إلى البخاري إلى مسلم إلى بعد حذف المكررات لعله مجموعها لا تساوي ما ورد في كتاب الكافي. وهذه نقطة مهمة يمتاز بهذا الكتاب عن باقي الكتب, موسوعةٌ واسعة في المعارف الدينية.
النقطة الثانية: التي تُعد من أهم امتيازات هذا الكتاب بل تُعد من الامتيازات الاستثنائية أنها دورة كاملة في جميع المعارف الدينية, ليس كـ(الاستبصار) و(التهذيب) و(من لا يحضره الفقيه) وغيرها من الكتب, هذا الكتاب يشتمل على الأصول أي أصول العقيدة في مجلدين الأول والثاني ويشتمل على الفروع ويشتمل على المواعظ والقضايا الاجتماعية والتوصيات كما في كتاب الروضة, وهذه قضية مهمة, وهو أن هذه الموسوعة موسوعة شاملة لأكثر ما أريد أن أقول لأكثر المعارف الدينية. هذه ما يتعلق بأصل الكتاب.
وأما ما يتعلق بمؤلف هذا الكتاب, أنا ما أريد أن أطيل على الأعزة وإن كان مع الأسف الشديد الحوزات العلمية أو لا أقل في هذه الآونة الأخيرة أن الاهتمام الذي يوجد عند الطلبة بمباحث الفقه والأصول أدّت إلى أن يغفلوا كثير من المباحث الموجودة لعله الآن الطلبة إلا إذا كان هو بشكل شخصي يذهب وإلا في الحوزة العلمية لا يثقف أن هذا الكتاب الكافي أين أهميته من هو مؤلفه لماذا أعطيت له هذه القيمة في كلمات علماء الإمامية على مر القرون.
ثقة الإسلام الكليني كما تعرفون جيداً, معاصرٌ للغيبة الصغرى وهذا امتياز لا يوجد في كثير بل في أغلب علماء الإمامية في الصدر الأول, هذه خصوصية أنه كان معاصراً, وإذا كان معاصراً فبعبارة أخرى أنه كان معاصراً لظهور الإمام نعم كان غائب غيبة صغرى, بعبارة أخرى: أن الإمام بعد لم ينقطع عن شيعته وخصوصاً أمثال ثقة الإسلام الكليني, الآن بشكل مباشر بشكل غير مباشر هذا لا يهم كثيرا واقعاً, يقيناً أن مثل هذا الكتاب كان تحت عناية الحجة, العناية بالمعنى العام يعني أنه يقيناً أن الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) كان على إطلاع كامل ماذا يفعل, وكما يقول (عليه أفضل الصلاة والسلام) يعلم كل شيء عن شيعته فما بالك ماذا يعلم عن علماء شيعته, لا يعلم ماذا يفعلون ماذا يهيئون وماذا يخططون.
إذن الكتاب من مؤلف هذا المؤلف عاصر عصر الأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) بطبيعة الحال شخص عاصر بطبيعة الحال وهو بصدد تأليف كتاب كما سأقر في المقدمة ماذا قال, وهو بصدد تأليف كتاب استمر تأليفه لعشرين عام, يعني أنه كان كل رأس ماله العلمي قد وضعه في هذا الكتاب, ليس كتاب لثلاثة أشهر رأى في الرؤية وصباحاً كتب الكتاب, لا, عشرون عام يحقق ويبحث لتأليف هذه الموسوعة.
إذن من هنا التفتوا الآن نتكلم بنحو القضية الشرطية وبعد ذلك تصير قضية تنجيزية الآن تعليقية بعد ذلك تكون تنجيزية. المنهج الذي انتخبه السيد الخوئي ومن تبعه من بعض تلامذته قالوا هذا الكتاب كأي كتاب آخر نأتي إليه ننظر إلى السند قبل قبل ما قبل نرمي به عرض الجدار, هذا منهج, هذا معناه أن كل هذه الخصوصيات ضربت عرض الجدار, يعني خصوصية المؤلف وخصوصية الجامعية وخصوصية الموسوعية وخصوصية عصر صدور هذا الكتاب والجهد المبذول هذه كلها ضربت عرض الجدار, لأنه لا يفرق أنه صدر من فلان أو من فلان, نحن والسند, فإذا كان السند صحيحاً نقبل وإن لم يكن فلا نقبل, تقول الذي يقول قال الرواية وجاء بها الكليني هذا وضعه, يقول فليكن الكليني نحن لم نتبع الكليني, وهذا ما يصرح به بعد ذلك, وبتعابير قد يتصور البعض أن فيها إهانة, لا أعزائي هذا هو المنهج العلمي الذي بنى عليه هؤلاء الأعلام عندما يأتي إلى المنهج المتعارف الذي ذكر في كلماتهم أن هذه الروايات معتبرة صحيحة لوجود القرائن هذه العبارات السيد الخوئي إزاء الكليني والطوسي والصدوق وجملة كبيرة من الأعلام بإمكان الأعزة يراجعونهم في الفائدة السادسة من خاتمة المستدرك لأنه هناك جمع كلمات الأعلام من علماء الإمامية الذين قالوا بصحة صدور هذه الروايات, يعبر عنهم يقول وهذا القول باطل من أصله وهذا القول لا يرجع شيء منه إلى محصل, وهذه الدعوى فارغة, طيب يهين علمائنا, لا, لم يهين, هذه العبارات المتعارفة في حوزاتنا العلمية أنها فارغة ولا أصل لها وباطلة ولا محصلة ولا يقوله أقل طلبة العلم ولا يقوله متفقه فضلاً عن فقيه وهكذا تعابير, ولو تقول له يقول بيني وبين الله أن الشيخ الطوسي والكليني على رأسي ولكن أنا أخالفه في المنهج في طريقة فهم الرواية وهذا من حقه رجل عالم فقيه يريد أن يوافق أو يخالف في المسألة, على أي الأحوال.
هذا الكتاب في المقدمة الموجودة في هذا الكتاب وهو (ج1) الذي قلت مراراً أن هذه المقدمة وصلت إلينا كأصل الكتاب بالتواتر, يعني جزماً هذه العبارات صادرة من الشيخ الكليني.
في (ص16) يقول: [وقلت] أن السائل يسأل من؟ يسأل الشيخ الكليني يقول: [وقلت أنك تحب أن يكون عندك كتاب كافٍ يجمع فيه من جميع فنون علم الدين] وهذا الذي قلنا أنه هذا الكتاب كتاب موسوعي شمولي شامل لكل المعارف [ما يكتفي به المتعلم ويرجع إليه المسترشد ويأخذ منه من يريد علم الدين والعمل] يعني العقائد والفقه, علم الدين والعمل يعني العلوم التي يراد منها لأجل الاعتقاد والعلوم التي تراد من أجل العمل, [ولكنه من يريد علم الدين والعمل بالآثار الصحيحة عن الصادقين (عليهم السلام)] لا يريد أي كتاب وإنما يريد كتاب شامل لمعارف الدين والعمل ولكنه مستقاة من آثار الصادقين التفتوا جيداً إلى هذه الجملة, [والسنن القائمة التي عليها العمل] هذه الجملة ما هو معناها؟ معناه أنه لا فقط أريد الآثار التفتوا إلى العبارة, لا أريد فقط الروايات والآثار الواردة من النبي والأئمة بل أريد ما عمل بها شيعة أهل البيت, [عليها العمل] لأنه قد تكون الآثار صحيحة ولكن أعرض عنها علماء الشيعة, أعرض عنها الأئمة بعد ذلك, لسببٍ من الأسباب إما تقية أو غير ذلك, إذن التفتوا جيداً, الطالب السائل ماذا يسأل؟ يسأل أولاً: كتاب يكون شامل لمعارف الدين والعمل, ثانياً: أن تكون هذه المعارف من الآثار الصحيحة الصادرة من الصادقين (عليهم أفضل الصلاة والسلام) {كونوا مع الصادقين} لعله إشارة إلى هذه {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} وروايات واردة أنه هم الصادقون, وثالثاً: لا فقط آثار وإنما عليها العمل يعني عملت بها الطائفة, قال: [والسنن القائمة التي عليها العمل] هذا طلب السائل التفتوا جيداً, ماذا يقول له الشيخ ثقة الإسلام؟ يقول في (ص17): [وقد يسّر الله تأليف ما سألت] ماذا سأل؟ سأل أول كتاب شامل لعلم الدين والعمل, أن يكون على أساس آثار الصحيحة للصادقين وأن يكون عليها العمل, إذن يعني هذا الكتاب ما هو؟ يشتمل على هذه الخصوصيات الثلاث:
الأولى: معارف الدين والعمل. علم الدين والعمل.
الثانية: الآثار الصحيحة من الصادقين.
الثالثة: أنها عليها العمل عند الطائفة.
وهو معاصرٌ للغيبة الصغرى, [وأرجو أن يكون بحيث توخيت] يعني ذاك الذي أردت منه [فمهما كان فيه من تقصير فلم تُقصِر نيتنا في إهداء النصيحة إذ كانت واجبة لأخواننا وأهل ملتنا مع ما رجونا أن نكون مشاركين لكل من اقتبس منه وعمل بما فيه في دهرنا هذا وفي غابره إلى انقضاء الدنيا] إذن بنور الله كان يرى أن الكليني أن هذا الكتاب سيبقى إلى انقضاء الدنيا, وهذا الآن أمامنا بعد حدود ألف ومائة سنة بعده هذا الكتاب هو محور معارف الإمامية, إن لم نتلاعب إن لم نخرب بيوتنا بأيدينا, محور معارف الإمامية الآن (أصول الكافي) وأنا اعتقد بأنه جدُ خطيرة, وأرجع وأقول وقد تقول لماذا تقول سيدنا هذا الكتاب, أقول: باعتبار للشمولية الموجودة وللمؤلف الموجود في الخصوصية الموجودة عند المؤلف, يقول: [وفي غابره إلى انقضاء الدنيا إذ الرب عزّ وجلّ واحد والرسول محمد ..] إلى آخره يقول: [ووسعنا قليلاً كتاب الحجة] وهذه أيضاً من الخصوصيات الأخرى الإضافية في كتاب الكافي وهو أنه وقف تفصيلاً عند كتاب الحجة. [ووسعنا قليلاً كتاب الحجة وإن لم نكمله على استحقاقه] يقول بعدُ يستحق ولكن [لأنا كرهنا أن نبخس حقوقه كلها وأرجو أن يسهل الله عزّ وجلّ إمضاء ما قدمنا من النية إن تأخر الأجل صنّفنا كتاباً أوسع وأكمل منه] ولكن مع الأسف الشديد لم يوفق لأن يكتب ما هو أوسع من الكافي.
ولذا أقول بنحو القضية الشرطية وبعد ذلك والأمر إليك, كونوا على ثقة يعني لو وضعتم من أعماركم برهة ما أعلم سنة سنتين ثلاث أقل أكثر أن تقرؤوا دورة كاملة الكافي بأصوله وفروعه وروضته مع بعض الشروح الأساسية وأنا أتصور لا يأخذ أكثر من سنتين أو ثلاث من أعماركم كونوا على ثقة سبعين إلى ثمانين بالمائة من معارف الإمامية تكون بأيديكم, ولكن بشرطها وشروطها التي سنشير إليها بعد ذلك, التفتوا جيداً, (الكافي) موسوعة ما بعدها موسوعة, في كل المعارف, أنت تحتاج في أصول العقيدة مجلدين, تحتاج في الفروع خمس مجلدات, تحتاج في الروضة التي قلت الوصايا الاجتماعية والتوصيات والاخلاقيات والمواعظ و.. والرسائل التي وجهها الأئمة إلى شيعتهم في زمانهم خصوصاً رسائل الإمام الصادق× أنظروا إليها أصلاً دستور حياة كامل في مختلف مجالات الحياة, على أي الأحوال.
هذا الكتاب كان مورد الاعتماد والقبول والاحتجاج إلى هذه الآونة الأخيرة لعله الأربعين أو الخمسين سنة أو سبعين سنة الأخيرة, إلى أن واقعاً حاول سيدنا الأستاذ السيد الخوئي أن ينبري لإسقاط كل هذه الاعتبارات في هذا الكتاب, على منهجٍ يعتقده وهو حرٌ في اختيار المنهج الذي يريد ولكن نتيجة هذا المنهج أدى إلى ما أدى إليه.
أولاً: جاء السيد الخوئي+ قال: أن هذه العبارة لا تدل على المقصود من أن كل الروايات الواردة هي الآثار الصحيحة, يعني ناقش في أصل هذه الشهادة هذا الذي عبرنا عنه بالأمس بأنه لا يوجد مقتضي هل المقتضي موجود أو غير موجود, السيد الخوئي قائل أن المقتضي غير موجود, في (معجم رجال الحديث, ج1, ص89) يقول: [وأما ما ذكر من شهادة محمد بن يعقوب بصحة جميع روايات كتابه وأنها من الآثار الصحيحة] طبعاً حتى تحفظ الأمانة العلمية أكثر هذه الإشكالات إن شاء الله أنا أخشى واقعاً أن الطلبة يقولون سيدنا بدأ البحث يطول, لا أنا أحاول أن أختصر, أكثر هذه الإشكالات موجودة في (الجزء الأول في تنقيح المقال للمامقاني) بإمكان الأعزة وإذا أرادوا أرجعهم وإلا ليست أول من ذكرها الإشكالات كاملة موجودة هناك مع جملة من أجوبتها, على أي الأحوال [وأما ما ذكر من شهادة محمد بن يعقوب بصحة جميع روايات كتابه وأنها من الآثار الصحيحة عن الصادقين فيرده] أن هذه لا دلالة في العبارة على ذلك, هذه الشهادة تامة أو غير تامة, أصلاً هذه الشهادة أنها آثار صحيحة أو غير صحيحة؟ يقول غير صحيحة, لماذا؟ يقول: [ويشهد على ما ذكرنا أنه روى في الكافي عن غير المعصومين] يعني كيف تكون آثار صحيحة عن الصادقين, إذن ينقض, التفتوا إلى شاهده, ينقض على الكليني يقول أنت قلت الآثار الصحيحة عن الصادقين, ونحن وجدنا في كتابك آثار ليست عن الصادقين, وهذا يكشف عن أنه لم يكن بصدد أن يذكر الروايات, هذا الإشكال الأول الذي عبرت عنها أنا على نحو المقتضي.
الإشكال الثاني: وهو ما أشار إليه في (ص92) يقول: وعلى فرض أننا قبلنا أنها شهادة ولكن هذه شهادة اجتهادية حدسية وليست شهادة حسية يقول: [وإنما هو اجتهاد استنبطه مما اعتقد أنه قرينة على الصدق] ونحن مقلدون أو لسنا من المقلدين؟ لسنا من المقلدين, إذن هو يعتقد أنها صحيحة فليعتقد, ما عندنا مشكلة, ولكن هذه ليست حجة علينا, لماذا؟ لأن الشهادة إنما تكون حجة من المتقدمين إذا كانت حسية كالشهادة التي قالوها في الرجال, لماذا قبلوا شهادة المتقدمين في الرجال لماذا قبلوها؟ صرحوا هنا أيضاً قالوا: لأنهم كانوا قريبين من عهد هؤلاء الرجال والرواة, فإذن الشهادة هناك حسية وهنا حدسية, هذا هو خلاصة ما أشار إليه من (ص87- 92, من معجم رجال الحديث, الطبعة التي الآن بيدي وهي, مطبوعة: مدينة العلم الطبعة الثالثة سنة 1403, الطبعة الأولى التي هي للنجف وهذه الطبعة الثالثة في بيروت التي هذه بأيدينا, من ص87 -92). جيد جداً.
هذه هي دعوى.
طبعاً عنده أيضاً كلام أعزائي يذكر في (معجم رجال الحديث, ج1, ص36) هناك يقول بأنه أساساً هناك بعض الروايات يقطع الإنسان بكذبها, [ثم إن في الكافي روايات لا يسعنا التصديق بصدورها عن المعصوم ولابد من رد علمها إليهم عليهم السلام, والتعرض لها يوجب الخروج لكننا نتعرض لواحدة منها] ثم ينقل الرواية يقول: [لو كان المراد كذا لكان كذا.., إذن مثل هذا الكلام من المعصوم لا يمكن الالتزام بصدوره فضلاً عن دعوى القطع بصدوره, بل دعوى القطع بعدم صدور بعض روايات الكافي قريبة جداً] إذن واضح المسلك الذي يسلكه في هذا.
الآن نحن نحاول في درس أو درسين لا أكثر أو ثلاثة دروس وإن كان الأخوة أعتذر لهم ولكنه أتصور القضية ضرورية جداً, وأرجع وأقول الكافي فقط وليس حديثي في الكتب الأخرى.
أعزائي, عندما جاء إلى الشواهد التي قال, عبارة الكليني ما هي؟ عبارة الكليني في (ص16) ما هي؟ قال: [بالآثار الصحيحة عن الصادقين] يقول نحن استقرأنا هذا الكتاب فوجدنا لا أقل توجد اثنا عشر رواية هذه ليست عن الصادقين, من كم؟ من خمسة عشرة ألف وأربعمائة وثلاثة عشر رواية, نقّص منها اثنا عشر رواية كم تبقى؟ خمسة عشرة ألف وأربعمائة ورواية واحدة فإذن لأجل أنه اثنا عشرة رواية التي ليست من روايات الصادقين إذن كل هذا الكتاب نضع عليه علامة ماذا؟ والأمر إليك, طبعاً إذا واجد موارد أخرى أيضاً لذكرها ولكنه لا توجد مثل هذه الموارد, من مجموع خمسة عشر ألف وأربعمائة وثلاثة عشر رواية يقول: [ويشهد على ما ذكرنا أن محمد بن يعقوب روى كثيراً] كم هي؟ اثنا عشر, ولكن تعبيره ماذا؟ يعني اثنا عشر إلى خمسة عشرة ألف وأربعمائة وثلاثة عشرة يصير كثيراً؟! أصلاً قابلة, يعني: أنت إذا كتبت كتاباً فيه ألف وخمسمائة صفحة ثم جاء شخص وطبّاع أخذ اثنا عشر خطأ على الكتاب, تستطيع أن تقول: وقد راجعت الكتاب فرأيت كثيراً من الأغلاط, هي كم؟ اثنا عشر خطأ, ولهذا الأعزة يذهبون ويبحثون بيني وبين الله يجدون موارد غيرها أو لا, ولهذا يبدأ في (ص89- 91) واحد اثنين ثلاثة أربعة خمسة ستة سبعة ثمانية تسعة عشرة أحد عشر اثنا عشر مورد, الآن أعزائي هذه الموارد الاثنا عشر فلنسلم مع سيدنا الأستاذ السيد الخوئي أنها كثيرة فلنسلم, فلنرى أنها واقعاً هذه ليست روايات أو هذه روايات.
تعالوا معنا لنستقرأ هذه الموارد, أنا سوف لا أستقرأ الاثنا عشر مورد, بل سأقف عند موردين ثلاثة من هذه الموارد الذي قال عنها أنها ليست رواية لنرى أنها رواية أو ليست رواية.
الرواية الأولى: يقول: [ما رواه عن علي بن إبراهيم عن بعض أصحابه عن هشام بن الحكم قال: الأشياء لا تُدرك إلا بأمرين] هذه الرواية منقولة في الكافي, هذه أنقلها من طبعة دار الحديث, (ج1, ص245) الطبعات القديمة ثمان مجلدات (ج1, ص96) هذه الطبعة الحديثة خمسة عشر مجلد الطبعة القديمة ثمان مجلدات, فالطبعة الحديثة (ج1, ص245, والطبعة القديمة, ج1, ص99, رقم الرواية 272) الرواية: >عن هشام بن الحكم قال: الأشياء لا تدرك إلا بأمرين: بالحواس والقلب والحواس إدراكها على ثلاثة معانٍ ..< طيب هشام بن الحكم من آثار الصادقين؟! هل يمكن أن يقال بأن رواية هشام بن الحكم هي من الآثار الصحيحة عن الصادقين هل يعقل هذا, إذن هذا هو النقض الأول إذن أن الكليني صحيح قال ذلك ولكن لم يلتزم بذلك نقل غير آثار الصادقين, هذه الدعوى.
أنتم قرأتم في محله في علم الرجال أن الراوي إذا قال قال ولم ينسبه تسمى الرواية موقوفة, يعني لا نعلم أنه هذا رأيه يقوله أم يقول رأي الإمام الصادق ولكن لم ينسبه, هذا المعنى تعالوا معنا إلى (البحار, ج4, ص54, طبعة 110 مجلدات, كتاب التوحيد, باب نفي الرؤية وتأويل الآيات, رقم الحديث 34) الرواية على مباني السيد الخوئي صحيحة السند, ليس على مبنى الكافي, على مبنى من؟ السيد الخوئي, صحيحة السند, والرواية أيضاً عن من؟ عن هشام بن الحكم الذي ينقل لنا هنا ماذا >الأشياء لا تدرك إلا بأمرين< واضح, إذن الناقل من هو؟ هشام بن الحكم في رواية صحيحة السند على مبنى السيد الخوئي, الرواية: >عن ابن أبي عمير عن هشام قال كنت عند الصادق جعفر بن محمد (عليه أفضل الصلاة والسلام) إذ دخل عليه معاوية بن وهب وعبد الملك بن أعين فقال له معاوية بن وهب يا ابن رسول الله ما تقول في الخبر الذي روي أن رسول الله رأى ربه على أي صورة رآه وعن الحديث الذي رووه أن المؤمنين يرون ربهم في الجنة على أي صورة يرونه, فتبسم ثم قال: يا معاوية< والله هذا النص يعني جميعاً لابد أن نمتلأ خجلاً وعرقاً, أنظروا الإمام كيف كان يوبخ بل كيف يعاتب بل يوبخ من المتكلم؟ معاوية بن وهب, يعني أناس عاديين أو لا؟ لا, هؤلاء خواصه, >ثم قال يا معاوية ما أقبح بالرجل يأتي عليه سبعون سنة أو ثمانون سنة يعيش في ملك الله ويأكل من نعمه ثم لا يعرف الله حق معرفته< ما أقبح علينا نحن في الحوزات نعيش أربعين وخمسين وستين ونقضي أعمارنا في أن الماء طاهر ومطهر وأنه أنواع الطهارة وأنواع النجاسة وكذا ولكنه والله لا نستطيع أن نتكلم في التوحيد لعشرة دقائق, هذا كلام الإمام الصادق في رواية صحيحة السند, إلى أن يقول: >ثم قال يا معاوية إن محمداً’ لم ير الرب تبارك وتعالى بمشاهدة العيان وإن الرؤية على وجهين رؤية القلب ورؤية البصر< وهشام ينقلها >على وجهين رؤية بالحواس ورؤية بالقلب< هنا ينقلها. الشيخ الكليني هذه الروايات كلها كانت الأصول بيد الشيخ طيب واجد بأن هشام هذا الكلام يقوله من عنده أم يقوله من الإمام الصادق؟ طيب نسبه إلى هشام, إذن هذه آثار الصادقين أو ليست آثار الصادقين, هذا كلامه هنا, قال: >الأشياء لا تدرك إلا بأمرين< هذا كلام هشام أم كلام الصادق؟ الآن بينكم وبين الله إذا جنابك صعدت المنبر أو دخلت في فضائيات ونقلت أصلاً ولكن لم تنسبه إلى الإمام الصادق ولكن هو كلام من؟ هذا يقول عجيب كيف هذا الكلام من أين جاء بهذا الكلام؟ يقول بيني وبين الله أنا نقلت المطلب باعتبار أن المسألة مسلمة من من؟ من الأئمة, أصلاً ما أردت أن أأتي لأن الوضع كان سني ما أردت أن أأتي باسم الصادق ولكن المطلب عقلي صحيح, عند ذلك لابد أن ينقض على الكليني أنه نقلت آثار غير الصادقين؟ مع أن الرواية صحيحة السند أين موجودة؟ موجودة في البحار, هذه كافية للنقض على علم كالكليني أنه أنت لماذا تنقل عن هشام بن الحكم. هذا هو المورد الأول.
موردين ثلاثة إلى غد.
والحمد لله رب العالمين.