نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية الإنسان الكامل (23)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: وإنما قدم الوجود في الكتابة على غيره لقوله في ما يرقمه بناني ثم الموجود في العبارة على الموجود الذهني لقوله وينطق به لساني.

    قلنا بأنه في البحث السابق حتى يرتبط هذا البحث بالبحث السابق لهذه التعطية التي وقعت: أن العلامة القيصري فهم من قول الماتن والشيخ من قوله: سالت الله أن يجعلني فيه وفي أحوالي وان يخصني في جميع ما يرقمه بناني, فهم من الدعاء الاول المراد من الدعاء في ما يتعلق بالأعمال فهم أن المراد من الاحوال يعني أعمالي, وان الدعاء الثاني ما يرتبط بالوجود اللفظي والوجود الكتبي والوجود الذهني.

    في كلام الشيخ يوجد دعاءان:

    الدعاء الاول قال: أن يجعلني فيه وفي جميع أحوالي.

    الدعاء الثاني: وان يخصني في جميع ما يرقمه بناني.

    هذان الدعاءان قال: الدعاء الاول متعلق بالوجود بالأعيان, والدعاء الثاني: متعلق بالوجود بالأذهان والوجود في الكتابة والوجود في العبارة, لذا قال في أول ص 195 ولما سأل الله أن يحفظه من الشيطان في أحواله التي توجد في الاعيان سأل أن يخصه, إذن هنا يوجد دعاءان: الاول: مرتبط بالأحوال التي في الاعيان, والثاني: مرتبط بهذه الوجوه او بهذه المراتب الثلاثة الأخرى.

    هذا من فهمه القيصري من دعاء الشيخ, لنقرأ العبارة لنرى ما ذكره تام او لا؟ الآن لماذا؟ أنا ما أتصور بأنه هذا كان ينبغي, الكتاب كثيرا ما مستواه أعلى من هذا, الآن يقول: قدم ما يرقمه بناني على ما ينطبق به لساني وقدمهما على ما ينطوي عليه جناني, يعني يريد أن يقول أن هذا التقديم لنكتة, الآن لعله ليس لنكتة, هذا القران العظيم بعظمته بعض الاحيان يوجد تقديم ذكري ولا توجد نكتة, وبعض الاحيان توجد نكتة, ليس بالضرورة اذا هذا تقدم الا على مبنى, التفتوا جيدا.

    الا على مبنى, وهذا سنناقشه بشكل تفصيلي بعد ذلك, الا على مبنى أن كل ما يكتبه هنا فهو صادر من معصوم, على هذا التصور لابد واقعا لماذا قدم الوجود اللفظي على الوجود الكتبي او بالعكس او.. الى غير ذلك, وطبعا هذا باللازم يدعيه الشيخ, صريحا لم يدعي ولكن باللازم يدعي.

    تعالوا معنا الى ص198 وإنشاء الله هناك عندي بحث بما ينسجم مع هذا المستوى, في آخر سطر عندما يبين هذا المعنى يقول: فما القي الا ما يلقى إليّ ولا انزل او انزّل في هذا المسطور الا ما ينزل عليّ او به عليّ, في آخر السطر هذه عبارته: فليس لاحد من المحجوبين أن يعترض على ما تضمنه الكتاب, هذه الدعوى.

    فليس, وهذه بشرط المحمول, هذه دائما بشرط المحمول, طيب اين يحق لي الاعتراض وأين لا يحق لي الاعتراض؟ يقول: كل ما اعترض فهو محجوب, لا يكون هكذا, يعني انت بأي دليل انت لست بمحجوب؟ اذا وافقتني, بأي دليل انت محجوب؟ اذا خالفتني, بأي دليل انت وطني؟ اذا وافقت الحكومة, بأي دليل انت ليس بوطني؟ اذا خالفت, لا يمكن هذا, هذا ليس ميزان, له ميزان واقعا, قد يقول احد هذا هو الميزان؟ ذاك بحث آخر.

    أنظروا هنا ماذا يفعل؟

    يقول: فليس لاحد من المحجوبين على أن يعترض على ما تضمنه الكتاب فيحكم عليه بأحكام يقتضيها الحجاب يعني إذا حكم بحكم يخالف ما تضمنه الكتاب فهو كلام المحجوبين, هذا الكلام ما ادري كيف.

    في النتيجة نعم, نحن مع المعصوم ومع الكتاب المعصوم, نعم هذا حديث, فلذا نحن نعترض على القران او لا؟ ننقد او لا؟ ونسعى بكل ما أوتينا من علم وجهد اذا وجدنا ما يوهم التعارض او التناقض او .. الى غير ذلك ماذا نفعل؟ أن نوجد وجها للجمع, وهذا منشأ وجود باب التعارض في روايات أهل البيت, لماذا؟ لأنه نعتقد أن المتكلم معصوم, المتكلم واحد ومعصوم, لا, حتى لو كان متعدد, المتكلم معصوم, انتهى, اذا صار معصوم يقع التعارض او لا يقع؟ أما غير ذلك إذا ثبتت العصمة, فنحن نتعامل مع الثابت بهذا الشكل, أما اذا لم تثبت عند ذلك لا يكون كتابا يعرض على الكتاب والسنة والقواعد العقلية والقطعية و.. الى غير ذلك فما وافق فبها ونعمت وما عارض واقعا نضرب به عرض الجدار الحايط لا فقط واحد بل خمسين حائط, ما عندنا مشكلة, لا يقول لنا قائل: هذا الذي أشار إليه بعض الاخوة واجبنا عنه في ما سبق, لا يقول لنا قائل اذن لماذا نقرأ هذا الكتاب؟

    الجواب: هذا اشكال كما قلنا يرد على أي كتاب آخر, فلماذا نكتب الفقه, فلماذا نكتب الاصول, فلماذا نكتب علم الكلام, لماذا لماذا.. فكله موجود في الكتاب والسنة, بحثه إنشاء الله سيأتي, الآن العبارة اقرأها.

    وقال: وإنما قدم الوجود في الكتابة لأنه قال: جميع ما يرقمه بناني, قدم الوجود في الكتابة على غيره على غير الوجود بالكتابة بقوله: في ما يرقمه بناني, ثم قدم الوجود في الكتابة ثم الموجود في العبارة قدمه على ما ينطوي عليه جناني يعني على الوجود الذهني, بقوله وينطق به لسان, الآن لماذا؟ هذا الوجه الذي يذكره وهو وجه كم علامة استفهام فيه, لقرب الاول المراد من الاول يعني الوجود في الكتابة, لقرب الاول من الوجود العيني هذا الوجود الكتبي قريب من الوجود العيني في الثبوت فلهذا تقدم على الوجود اللفظي وقرب الثاني من الاول, طيب لماذا تقدم الثاني على الثالث؟ يعني يقول: لقربه من الاول في الظهور, طيب لماذا أخر الوجود الذهني؟ هذه ما كان ينبغي أن تكون في أول السطر في غير محله, الذي نظم هذا الكتاب ما ادري من هو, اذا كان شيخنا الاستاذ فشيخنا الاستاذ حسن زاده لا يرد عليه, لأنه هذه تتمة البحث لا في أول البحث.

    وتأخير الوجود الذهني ذاك تقديم وهذا تأخير, وتأخير الوجود الذهني إشارة الى انه آخر مراتب الوجود, ولكن آخر مراتب الوجود باعتبار, أي اعتبار؟ اعتبار قوس الصعود, يعني يكتب ثم يكون لفظا ثم يكون وجودا ذهنيا, وباعتبار قوس النزول يكون أول, لأنه يكون وجود ذهني ثم وجود لفظي ثم وجود كتبي, وان كان أول يعني الوجود الذهني, وان كان أول مراتبه باعتبار آخر ليكون الأول بعينه الآخر باعتبارين, فالوجود الذهني هو الاول باعتبار قوس النزول, وهو الآخر باعتبار قوس الصعود. طيب هذا ما أشار إليه, فلذا قلت لا توجد, لماذا قال هذا الكلام, على أي الاحوال.

    والرقم قال: في ما يرقمه بناني الرقم الكتابة, والجنان بفتح الجيم, القلب وينطوي عليه جناني, الآن أنا ما ادري كيف فهم من كلام الشيخ ما ينطوي عليه قلبي يعني الوجود الذهني, الوجود الذهني اين كاصطلاح والوجود في القلب مرتبة من مراتب التفصيل كاصطلاح آخر, على أي الاحوال أنا لا ادخل في هذا البحث التفصيلي. هذا الفهم من القيصري في هذين الدعائيين تام او ليس بتام؟

    الجواب: غير تام, ما فهمه من الدعاء الاول أنه مرتكز في الوجود العيني وان الدعاء الثاني مرتبط بهذه المراتب الثلاث الأخرى, هذا غير تام, وإنما الدعاء الاول شامل لجميع المراتب والدعاء الثاني شامل لجميع المراتب, التفتوا انتم الى الدعاء الاول, يقول: أن يجعلني في هذا الكتاب وفي جميع أحوالي, تكليف هذه الاحوال بالوجود العيني ما هي القرينة عليه, يعني الوجود اللفظي أليس من أحواله, الوجود الكتبي أليس من أحواله؟ من أحواله, فتقيد الاحوال بالأعيان هذا لا قرينة عليه.

    إذن عبارته الاولى عامة, وعبارته الثانية أيضاً عامة ماذا يريد أن يقول الشيخ, التفتوا جيدا, يريد أن يقول والله العالم, يريد أن يقول: سألت الله تعالى في جميع أحوالي أن لا يداخله الشيطان, يعني مقام التخلية, في مقام التخلية يعني هذا الإناء سواء كان وجود خارجي وجود لفظي, وجود عيني أي وجود كان, أرجو الله أن يكون هذا الوعاء ماذا؟ خاليا من مداخلة الشيطان, هذه التخلية, ثم ليس بالضرورة صار الإناء نظيف يعني عنده علم وكلما يقوله فهو حق, اذن هنا ماذا طلب؟ انتقل الى مقام التخلية يعني كل ما اكتبه كل ما أتكلم به هذه العلوم التي أريد أن أفيضها كلها أريدها أن تكون باللقاء السبوحي, بعبارة أخرى: ليس بالضرورة اذا كان الإناء خاليا فهو مملوء بالعلم, اذا كان خاليا من وساوس الشيطان فهو مملوء بمعارف الرحمن, لا ملازمة بينهما, قد يكون خاليا ولكنه مملوء او لا؟ يكون خاليا لا الشيطانية ولا غير الشيطانية ولا الملكية والرحمانية, (كلام احد الحضور) أي منه؟ لا, بلي كما نعتقده في السذج او الهبل كما في بعض الروايات, (كلام احد الحضور) لا لا يوجد عنده على الفطرة هذه, هذا ليس مملوء بشيء يعني لا توجد إفاضات عليه, هذا المقدار الذي {فطر الناس عليها} على سذاجته وبساطته داخله الشيطان او لا؟ لم يداخله الشيطان, بهذا القدر والا الخلء الفلسفي, المراد انه ليس مملوء بالمعارف التي يدعيها لان الشيخ يريد أن يدعي أن رسول الله ملء قلبي معارف, طيب ملء قلبي من المعارف هنا يطلب من الله انه هذا الوعاء ماذا يكون؟ يكون خاليا من مداخلة الشيطان والا إذا كان الشيطان له مدخلية في هذا الوعاء حتى لو أفيض إليه كله رحماني سوف يتلوث وهذا الذي نقوله بعد ذلك, أنه اذا كان معصوما لا يتلوث أما اذا لم يكن معصوما؟ (كلام احد الحضور) جيد هنا يأتي البحث إنشاء الله بعد ذلك.

    إذن قوله: سألت الله أن يجعلني للتخلية, وان يخصني للتحلية, يعني بعد أن دعوت الله أن يجعل قلبي صافيا, الآن طلبت منه, وان يخصني, بعد التخلية أي شيء يخصني؟ هذه بين شارحتين في كلام الشيخ, أن يخصني اين؟ لأنه هذا محل الشاهد في هذا الكتاب فيه, يعني في ما يرقمه بناني وينطق به لساني وينطوي عليه جناني, يخصني بماذا؟ بالإلقاء السبوحي, الآن بعد ذلك يتضح انه ما هو المراد من الإلقاء السبوحي, والنفث الروحي, هذه اثنين, في الروع النفسي, واضح.

    اذن بعدما طلب من الله وسأل الله التخلية, طلب من الله التحلية أن يمليه, طيب من أين يفيض عليه؟ إفاضة يريد له, لأنه في النتيجة هذه المعارف ممكنة أم واجبة؟ ممكنة تحتاج الى مبدأ مبدأها ماذا؟ يطلب من الله أن يكون المبدأ له أولا بالإلقاء السبوحي, يعني منه (سبحانه وتعالى) وثانيا بالنفث الروحي, طيب القابل ما هو؟ الروع النفسي, إذن في ما يتعلق بالإلقاء السبوحي والنفث الروحي هو المبدأ الفاعلي, المفيض, في الروع النفسي هو المبدأ القابلي المستفيض.

    طبعا هذا الإلقاء أريده أن يكون بالتأييد الاعتصامي يعني حدوثاً وبقاءً, يكون مؤيدا من قبل من؟ من قبله (سبحانه وتعالى).

    قوله: بالإلقاء السبوحي والنفث الروحي في الروع النفسي بالتأييد الاعتصامي, يقول قوله, بالإلقاء متعلق بأن يخصني, لذا قلت أنا في جميعه, هذه واقعة بين شارحتين, وأن يخصني بالإلقاء السبوحي.

    اعلم أن الإلقاء أي إلقاء الخاطر والخواطر أما رحماني وأما شيطاني, وكل منهما من الشيطاني والرحماني إما بلا واسطة او بواسطة, هذه الى هنا الجملة منظمة فنيا, الإلقاء أما رحماني او شيطاني, وكل منهما يعني الرحماني ينقسم الى بلا واسطة مباشرة او مع الواسطة, والشيطان أيضاً ينقسم الى بلا واسطة ومع الواسطة, ثم كان ينبغي أن يقول: أما الرحماني فهو كذا وأما الشيطاني فهو كذا, ولكن مع الاسف الشديد قال: والاول, الاول من هو؟ الرحماني والثاني الشيطاني مع انه جعل الاول بلا واسطة والثاني مع الواسطة, هذا ليس فني, كان ينبغي أن يقول وأما الرحماني بلا واسطة فهو كذا ومع الواسطة فهو كذا والثاني فكذا بلا واسطة فهو كذا ومع الواسطة فهو كذا, واضح.

    اذن والاول المراد الاول من الرحماني والثاني من الرحماني لا الاول يعني الرحماني والثاني الشيطاني, الأول من الرحماني يعني بلا واسطة والثاني من الرحماني يعني مع الواسطة, ويقول: الإلقاء السبوحي بلا واسطة, لأنه يأتي من مقام السبوح, أما والنفث الروحي فهو الإلقاء السبوحي مع الواسطة.

    قال: والاول هو الذي يحصل من الوجه الخاص الرحماني الذي يكون لكل موجود الى ربه, تتذكرون قلنا من المفاصل التي تميز العرفان عن الفلسفة هو هذا, قلنا أن الفلسفة تقوم على أساساً نظرية الوسائط, إذن الصادر الثاني والثالث والعاشر يرتبط بالله تعالى مباشرة او لا؟ لا يرتبط, نظام الوسائط لا يرتبط, أما العرفاء قالوا لا.

    ومن هنا وقفنا في بحث مفصل في موضعين لا اقل من هذا الكتاب, الموضع الاول في ص136, قال: أن الإلهام قد يحصل من الحق تعالى بغير واسطة الملك بالوجه الخاص الذي له مع كل موجود والوحي يحصل بواسطته بواسطة الملك الى آخره.

    وكذلك تقدم في ص 180 هناك قال: وثانيهما طريق الوجه الخاص الذي هو لكل قلب به يتوجه الى ربه من حيث عينه الثابتة ويسمى طريق السر ومن هذا الطريق اخبر العارف الرباني بقوله حدثني قلبي عن ربي, قال السيد, طبعا هذا النص, العارف الرباني في جملة من الشروح يقول أن هذه المقولة فقط صادرة من علي أمير المؤمنين×, ولكن مع الاسف الشديد جاءت وصارت عامة مع انها ليست عامة, حدثني قلبي عن ربي بمن يختص؟ بأمير المؤمنين× يعني هذا النص منه صادر لا من الآخرين, ولكنه اذا عممت تخلق لنا مشاكل كثيرة, لأنه كثير منه تسأله تقول له ما هو دليلك؟ يقول لك: حدثني قلبي عن ربي, جيد على أي الاحوال.

    يقول: وهو المراد بالإلقاء السبوحي أي بالإلقاء الرحماني المنزه عما يقتضي الاسم المضل من الإلقاءات الشيطانية باعتبار أن الشيطان هو مظهر الاسم المضل, والثاني, يعني الثاني من الاول الثاني من الطريق الرحماني الخاطر الرحماني.

    هو الذي, والاول هو, والثاني هو, وليس وهو, هذه الواو ما هي ضرورتها, الأول هو الذي يحصل والثاني هو الذي يفيض على العقل الاول ثم من العقل الاول على الارواح المقدسة ثم من الارواح المقدسة على النفوس الحيوانية المنطبعة, باعتبار أنكم تعلمون أن المشائين كانوا يعتقدون بأن الحيوانات باعتبار لها مرتبة الخيال وليس لها مرتبة العقل فهي جسمانية مادية فتكون منطبعة في الجسم والمادة وهذا مشي على مباني المشائين.

    ثم منها, أي من الارواح القدسية على النفوس الحيوانية المنطبعة على ما سبق, واللطيف يقول على ما سبق, في ص210 الذي نحن في ص195, بلي, المنطبعة, فلهذا قلت انه يقينا الشيخ شيخنا الاستاذ شيخ حسن زاده هذا لم يراه, وإلا هذا لو رآها أنا استبعد انه هكذا أخطاء تصير.

    على ما سبق تقريره في بيان الطرق, طبعا ما سبق تقريره في ص180 كما بينا, وهو المراد بالنفث الروحي, قال: بالإلقاء السبوحي والنفث الروحي يعني أريد الخاطر الرحماني اعم من أن يكون بلا واسطة او أن يكون مع الواسطة.

    والنفث الروحي أي الحاصل من روح القدس مأخوذة من قوله  ’ (إن روح القدس نفث في روحي أن نفساً لن تموت حتى تستكمل رزقها) والنفث هو إرسال النفَس لا إرسال النفس, إرسال النَفَس, هذا إرسال النفَس يسمى نفث, والنفث هو إرسال النفَس استعارة لما يفيض من الروح يسمى نفث في روحي, قوله في الروع النفسي, يقول الله (سبحانه وتعالى) دعا الله أن يخصني, بأن يعطي هذه اين يضعها؟ في الروع النفسي, إشارة الى ما يحصل للنفس المنطبعة من الإلقاء الملكي بواسطة النفس الناطقة, جيد, النفس الناطقة مجردة هذه النفس المنطبعة مادية بحسب هذا المبنى إذن هو يطلب بأنه هذه وساطة الفيض تمشي الى أن تصل الى النفس الناطقة ومن النفس الناطقة الى النفس المنطبعة, يقول: وهذا قد يكون يعني هذا الإلقاء, وهذا قد يكون من الارواح المجردة غير الروح الانساني, وقد يكون من الروح الانساني, يعني هذا الروع النفسي قد يلقى إليه من روحه المجردة وقد لا يلقى إليه من روحه المجرد وإنما من الخارج منه, واضح.

    يقول: الروع النفسي, فسر الروع النفسي بماذا؟ بالنفس المنطبعة هذه النفس المنطبعة من اين تأخذ؟ تارة تأخذ من النفس المجردة والناطقة, يعني المرتبة العالية منها تفيض على المرتبة الدانية وأخرى لا تأخذ من خارجها يعني من الارواح المجردة.

    وهذا, يعني في الروع النفسي, قد يكون من الارواح المجردة غير الروح الانساني وقد يكون من الروح الانساني, إذ كل ما يفيض من غير الوجه الخاص على الأدنى إنما هو بواسطة الأشرف يعني نظام الأشرف محفوظ, بواسطة الأشرف والأشرف محفوظ ثم القلب وبينا مراراً أن المراد من الروح يعني العقل والمراد من القلب يعني مقام التفصيل, العقل مقام الاجمال والقلب هو مقام التفصيل.

    ما هو الروع؟ الآن ضبط هذه الكلمة؟ قال: والروع بضم الراء وسكون الواو هو النفس الذي عبر عنها المنطبعة, هو النفس, والمراد به هنا الوجه الذي يلي القلب, باعتبار أن القلب هي مرتبة التفصيل صحيح التي هي المجردة هي التي تفيض على النفس المنطبعة, (كلام احد الحضور) الآن على المباني القديمة قال: المسمى بالصدر هذا القلب قد يسمى {لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور} او {الا من أتى الله بقلب سليم} إذن القلب السليم والصدر قد يسمى احدهما بالآخر, أن يسمى بالصدر في الاصطلاح القوم, ولذلك وصفه ونسبه الى النفس والمحترز منه, الذي احترز منه ما هو؟ يقول: والذي احترز منه هو الخاطر الشيطاني, وان يخصني بالإلقاء السبوحي والنفث الروحي في الروع النفسي يريد أن يحترز بهذه الدعاء من الإلقاءات الشيطانية, اعم من أن تكون تلك الالقاءات الشيطانية بلا واسطة او مع الواسطة, طيب بلا واسطة أن الشيطان مباشرة يدخل على الخط, هو يقوم بالعمل, وأخرى لا, يوسط النفس توسوس للنفس والنفس توسوس للانسان, (كلام احد الحضور) احسنتم وهو كذلك, يعني الاسم المضل لا, الاسم المضل يعني الله (سبحانه وتعالى)؟ (كلام احد الحضور) لا انظروا عبارته واضحة, يقول: وهو بلا واسطة كالإلقاء من الاسم المضل, بلي, لأنه نحن كنا في ما سبق اذا تتذكرون كان عندنا اصطلاح يطلق الاسم ويراد منه الذات المتحيثة بحيثية وقد يطلق الاسم ويراد منه مظهر ذلك الاسم أيضاً, كان عندنا في الاصطلاحات في ما سبق, كلاهما ممكن بلي, هذا ممكن.

    من الاسم المضل او بواسطة كالإلقاء النفساني, وقوله بالتأييد متعلق بأن يخصني والباء بأن يخصني بمعنى مع, أي وان يخصني بالإلقاء السبوحي مع التأييد الاعتصامي هنا من قال بعصمته استند الى ماذا؟ من قال بعصمته استند الى هذه الكلمة, لأنهم هم يعتقدون بعد ذلك سيتضح, يعتقدون الشيخ بأنه كان مطلعا على عينه الثابتة فلا يقول لنفسه إلا ما هو متحقق له, ما ادري ملتفتين, كما أن الرسول الاعظم كذلك  ’ الرسول الاعظم الدعاء الذي طلبه منا أن ندعوه له هو متحقق فيه او لا؟ متحقق كل الذي ندعوا له هو متحقق وهو لا يطلب منا أن ندعو له ما لا يتحقق له بحسب عينه الثابتة, لأنه يتحقق او لا ؟ لا يتحقق, هم يعتقدون انه عندما دعاء, بعد ذلك سيأتي في ص198 يقول: لسان أدب فإن الكمل المطلعين بأعينهم الثابتة وباستعداداتها مستجابوا الدعوة.

    انظروا الكبريات كلها تامة نحن لا يوجد عندنا شك في الكبريات نعم الكمل والمطلعون على أعيانهم الثابتة مستجاب الدعوة او لا؟ نعم, البحث أن المصداق من هم هؤلاء الكمل؟ نحن نعتقد أن هؤلاء بحسب النص إثباتا ينحصر في هؤلاء الاربعة عشر معصوم, إثباتا اقول مرة أخرى, إثباتا وإلا ثبوتا العباس ×, قد يكون منهم, زينب÷ قد تكون منهم, على الاكبر قد يكون منهم, معصومة قم ÷ قد تكون منهم, وهكذا, ولكنه البحث إثباتي لا البحث ثبوتي, ولعله والله العالم الشيخ له مرتبة من هذه المراتب ثبوتا ولكنه هذا ثبت لنا او لا؟ هذا لم يثبت, اذن نتعامل معه إثباتاً كتعاملنا مع أي كلام بشري آخر.

    قال: وان يخصني بالإلقاء السبوحي مع التأييد الاعتصامي الآن هذه باء أما بمعنى مع او للملابسة بمعنى أي متلبسا بالتأييد وذكرناه مرارا, الاعتصام ما هو المراد بالاعتصام؟ قال: الاعتصام من العصمة وهي الحفظ باسمه العاصم وباسمه الحفيظ قال تعالى {واعتصموا بحل الله جميعا} وقال {ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم}.

    قوله: حتى أكون مترجما, الآن هنا بحث يوجد هذا بحث لغوي, واقعا الذي تصل إليه حقيقة ويبينها من خلال لفظ هذا يسمى مترجم بحسب الاصطلاح؟ نحن الذي نفهمه بحسب الاصطلاح من الترجمة هو أن تنقل من لغة الى لغة أخرى, اللهم الا أن يقال أن الترجمة هو هذا معناها, لان المترجم من خلال اللغة الاولى تتحول عنده الالفاظ الى معاني ثم هذه المعاني يسوغها في ألفاظ أخرى, وهذا هو الذي فعله الشيخ, وهو أن هذه المعاني جاءت الى قلبه وهو ماذا فعل لها؟ يعني أعطى لها لفظ والا هو يصرح أن هذه الالفاظ ليست متلقات وإنما المتلقى هو المعنى والمضمون هو المتلقى لا الالفاظ, (كلام احد الحضور) طبعا هذا نحن لا نقبله الآن على مستوى الإثبات لا نقبله, على ظاهرا, ليس الامر كذلك, انه معتقدين بأنه هذا نصا معنا ولفظا مما انزل على قلب الخاتم ’ ولكنه القائلين بأنه نصا ولفظا ومعنا نزل على قلب الخاتم لابد أن يصوروا لنا الالفاظ في عالم المجردات, لأنه هذه فيها مشكلة وهي انه الالفاظ كيف تتصور في عالم المجردات, المعاني والحقائق تتصور في عالم المجردات أما الالفاظ لها تصور في عالم المجردات او ليس لها تصور؟ هذا بحث موكول الى محله. حتى أكون مترجما, هنا يقول: فلأن قيل أن المترجم إنما يقول على من يأخذ المعاني من لغة غريبة ويرويها بلغته لأهله, وهو خلاف ما علم من كلامي أن الكتاب بجملته إنما أعطاه رسول الله ’ لا يمكن تطيبق هذا أيضاً.

    لذا البعض يقترح انه يقول لا, المراد هنا من الترجمة المترجم يعني الترجمان, الترجمان يطلق على هذا الذي يريده الشيخ, ولكن لا يطلق عليه المترجم, والامر سهل.

    حتى أكون مترجماً, يعني ماذا؟ يعني أزيد من عندي شيء او لا؟ أبدا أبدا, لا أزيد ولا انقص منه حرفا واحدا, حتى أكون مترجما لا متحكما ليتحقق يعني ليعلم أهل الله, ليتحقق يعني ليعلم أهل الله تحقيقا, ليتحقق يعني ليعلم أهل الله هذه الحقائق تحقيقا يقينا لأنه أنا فقط نقلت أنا واسطة في الإيصال والا تصرفت او لا؟ لا, لا بزيادة ولا بالنقصان.

    ليتحقق من يقف عليه أي على هذا الكتاب من أهل الله من هم أهل الله؟ هذا بيان لأهل الله, هم اصحاب القلوب, ليتحققوا من ماذا؟ انه هذا الكتاب ومضامين هذه الكتاب, أنه من مقام التقديس بالإلقاء السبوحي من مقام التقديس المنزه من الاغراض النفسية التي يدخلها التلبيس, إشارة هذه قوله إشارة, يعني حتى أكون مترجما يريد أن يشير الى هذه, الى أن هذه العبارة ليست ملقاة عليه في عالم الروحاني, هذا الذي يريد أن يبين أن هذه عباراتي هذه الفاظي.

    اذا تتذكرون في ما سبق كان عندنا عبارة من هذا القبيل تتذكرون, هناك قال: بعباراتك, تتذكرون اين العبارة كانت؟ واخرج به بعبارتي قال, اين؟ نعم, خذه واخرج به الى الناس أي خذه في ص191 أي خذه مني في سرك وغيبك واخرج به الى عالم الحس والشهادة بتعبيرك إياه, في ص191.

    قال: إشارة الى أن هذه العبارة ليست ملقاة عليه في العالم الروحاني, بل شاهد الشيخ رضي الله عنه, رسول الله ’ في صورة مثالية هذا الامر الاول, فأعطاه الكتاب هذا الامر الثاني, هذه كلها امور معنوية يعني ليس انه هكذا أعطاه الكتاب, فأعطاه الكتاب, طيب هذا الكتاب ماذا كان؟ يقول: وألهمه الحق المعاني, ولكن بتوسط من؟ بتوسط رسول الله ’, وألهمه الحق المعاني والحكم التي تضمنه الكتاب فتجلت له وانكشفت عليه هذه الحقائق, ثم هذه ثم ارفعوها فوق هذه ليست في أول الجملة, المنظم منظم الكتاب شيخنا الاستاذ تصور أن هذا المنظم لا علاقة, ثم هذه تتمة السابقة, ثم عبر عنها بألفاظه, هذه ليس ثم عبر عنها بألفاظه بقوله, لا لا, هذه بقوله مرتبطة بالجملة اللاحقة. ثم عبر عنها أي عن تلك المضامين الشيخ ماذا؟ بألفاظه, بألفاظه هو. نقطة, انتهى البحث.

    قوله: هذه الباء زائدة, قوله, صححوها, ثم عبر عنها بألفاظه, انتهت الجملة السابقة.

    قوله: حتى أكون مترجما أي سألت العصمة والتأييد حتى أكون مترجما لما أراد الله إظهاره بلساني من المعاني والحكم التي اعلمنياها الله إياها أي تلك المعاني والحكم, من الكتاب الذي اعطانيه رسول الله  ’ لا متحكما بالتصرف النفساني فيها بالزيادة او النقصان فإنهما الإفراط والتفريط كلاهما من الشيطان فأنهما من فعل الشيطان.

    طيب ما هو المراد من أهل الله؟ ذكر هنا عرف أهل الله, قال والمراد بأهل الله الكاملون من أرباب الكشف والشهود, هؤلاء الكاملون من هم؟ قال: الذين انتهوا من السفر الاول ووصلوا الى السفر الثاني الذي هو أول مراتب الولاية والا ذكرنا أن السفر الاول بما له من المقامات هذا بعد هو ولي او ليس بولي؟ ليس ولي بحسب الاصطلاح, الى أن يصل الى السفر الثاني فأول السفر الثاني هو أول مبادي او مراتب الولاية.

    الواصلون الى حضرة الذات والوجود يعني الى السفر الثاني, الراجعون لابد ان يكون له سفر ثالث والا لو غرق هناك وانتهى فلا يكون لنا معه كلام, والا إذا لم يرجع لا يوجد كلام, إنما الكلام اذا رجع, كما انه مثلا الشيخ رجع بهذه المعارف.

    الراجعون من حضرة الجمع الاجمال البساطة الى مقام القلب التفصيل, لذلك بين بقوله اصحاب القلوب بين ماذا؟ بين أهل الله, لذلك بين الشيخ بقوله هذا, بين ماذا؟ بين اصحاب القلوب قال من هم أهل الله؟

    قال: اصحاب القلوب, لماذا قيدهم بأصحاب القلوب؟ لأنهم ما لم يصلوا الى السفر الثالث لم يكونوا من اصحاب القلوب.

    قال: وان الإنسان إنما يكون صاحب القلب بحسب الاصطلاح اذا تجلى له الغيب وانكشف له السر وظهرت عنده حقيقة الامر, وتحقق بالأنوار الإلهية وتقلب في الأطوار الربوبية لان المرتبة القلبية هي الولادة الثانية, لماذا ولادة ثانية؟ باعتبار أنه لابد في السفر الاول يصل الى أن يموت عن ذاته وعن أنانيته, ثم يتولد ولكن يكون ربانيا, فتلك الولادة الاولى له, وهذه الولادة الثانية.

    قال: لأن المرتبة القلبية هي الولادة الثانية المشار إليها بقول عيسى ×, طبعا هذه على بعض البيانات, البعض الآخر يقول لا, الولادة الاولى أيضاً معنوية, لأنه بناء على هذا التفسير الاولى مادية والولادة الثانية معنوية قلبية, أما بناء على تصور آخر يقول: لا, الولادة الاولى معنوية والولادة الثانية أيضاً معنوية.

    بقول عيسى × (لن يلج ملكوت السماوات والارض من لم يولد مرتين, فقوله انه من مقام التقديس أي ليتحقق أهل الله بالحقيقة واليقين ليتحققوا بان هذا الكتاب ممن؟ أن هذا الكتاب معانيه وأسراره لا ألفاظه منزل من مقام التقديس وهو مقام أحدية جمع الجمع, هو تقديسه تقديس المقام بأي معنى؟ وتقديسه يعني تقديس المقام.

    وتقديسه وتنزيهه لأنه قال من مقام جمع الجمع, وتقديسه وتنزيهه إنما يكون من الثنوية والأغيار باعتبار أحدية ذلك المقام ومن الشوائب النفسانية, عبارته قال: انه من مقام التنزيه المنزه عن الاغراض النفسية. هنا لو كان عبر وكان قوله المنزه أي بمعنى لكان أوضح, ولكن العبارة واضحة, ومن الشوائب النفسانية يعني مراده من المنزه هو من الشوائب النفسانية والاغراض الشيطانية الموجبة للنقصان باعتبار مقام تفصيله وكثرته لأنه الشيطان يستطيع أن يتدخل في مقام التفصيل هذه المراتب الدانية.

    والتلبس ما هو؟ والتلبيس: ستر الحقيقة وإظهار الحقيقة بخلاف ما هي عليه, يقال لبس فلان على فلان إذا ستر عنه الشيء وأراه بخلاف ما هو عليه.

    قوله: وأرجو يأتي.

    والحمد لله رب العالمين

    • تاريخ النشر : 2016/01/12
    • مرات التنزيل : 1442

  • جديد المرئيات