نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية الإنسان الكامل (24)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قوله: وأرجو أن يكون الحق تعالى لما سمع دعائي قد أجاب ندائي.

    اتضح بالأمس بأنه ما هو المراد من دعائه حيث انه قد دعائين:

    الاول قوله: سألت الله أن يجعلني فيه وفي جميع أحوالي من عباده الذين ليس للشيطان عليهم سبيل.

    والثاني: وان يخصني في جميع ما يرقمه بناني وينطق به لساني وينطوي عليه جناني أن يخصني بالإلقاء السبوحي.. الى آخره.

    جيد يقول: وأرجو أن يكون الحق, طيب ظاهر قوله أرجو, انه قد يتحقق وقد لا يتحقق, لأنه الرجاء من الانسان متعلق الرجاء قد يتحقق وقد لا يتحقق, بخلاف الرجاء من الله (سبحانه وتعالى) فانه محقق, ولكن هنا الشارح العلامة القيصري يقول بأنه:

    لا, هو يعلم بتحقق هذا الدعاء ولكنه أدبه مع الله (سبحانه وتعالى) أن يتكلم كما كان الرسول الاعظم ’يطلب من أمته أن يدعون له ولكنه كان يعلم انه متحقق بتلك المقامات.

    قال: وأرجو أن يكون الحق تعالى لما سمع دعائي قد أجاب ندائي, التفتوا جيدا.

    السماع سماع الدعاء بمعنيين: تارة نقول الله سميع الدعاء, او الله سميع, يعني يسمع كل من يقول شيئا, لان من اسمائه السميع, وتارة نقول الله سميع الدعاء, معنى سميع الدعاء ليس انه يسمع يعني يرتب أثراً على ما سمعه, تارة انت تقول ابني يسمع كلامي, ماذا يسمع كلامي؟ يعني صوتي يصل الى أذنه هذا مقصودك؟ يسمع يعني يرتب الأثر يعني يمتثل يعني يطيع. هنا عندما يقول: لما سمع دعائي يعني سميع الدعاء يعني رتب عليه الأثر وان كان الشارح السميع هنا بالمعنى العام السميع, والامر سهل.

    لسان أدب مع الله تعالى فإن الكمل, الآن لماذا لسان أدب, لأنه هو يعلم أن الله (سبحانه وتعالى) سمع دعائه وأجاب ندائه اذن لماذا يقول هذا الكلام؟ يقول: فان الكمل المطلعين بأعيانهم الثابتة واستعداداتها, الانسان يعلم أنه ما هي عينه الثابتة وما هي قدر هذه العين وما هو وعائه الوجودي وما هي درجته الوجودية, طيب من يعلم هذا يطلب من الله بقدر وعائه الوجود لا أكثر من ذلك.

    فان الكمل المطلعين على أعيانهم او بأعيانهم الثابتة واستعداداتها, الذين وصلوا الى هذا المقام, هؤلاء من حيث الكبرى تام, مستجابوا الدعوة, واقعا اذا وصل الكامل الانسان الى مقام انه يستطيع أن يطلع على مقامه في العلم الربوبي لا في اللوح المحفوظ لا في لوح المحو والاثبات, بل في مقام الواحدية والأعيان الثابتة, بطبيعة الحال مثل هذا الانسان مستجاب الدعوة او ليس مستجاب الدعوة؟ نعم هو مستجاب الدعوة.

    لأنهم هم لا يطلبون من الله تعالى هؤلاء الكمل, الا ما تقتضيه استعداداتهم وأعيانهم الثابتة, يقول: وليس هذا بغريب, كما أن رسول الله ’كان يطلب أن يدعا له وهو متحقق, بعبارة أخرى: يريد أن يشير الى هذه الحقيقة وهو أن هذا الدعاء تحقق به الشيخ اذن لا يقول لنا قائل انه يرجو, لا يعلم أنه تحقق او لم يتحقق, (كلام احد الحضور) بلي وهو انه هذا للبقاء للاستمرار, {أفلا أكون عبدا شكورا} لأنه واحدة من أسباب هذا المقام انه يوجد ولو بنحو الشرط المتأخر, وان يستمر انه هذا الدعاء يكون موجودا, اذا لم يكن هذا الدعاء موجودا الله إنما أعطى عبده ما أعطى لما يعلمه منه انه يدعوا, ولو علم منه انه لا يدعو, فيعطيه من الابتداء او لا يعطيه؟ لا يعطيه, اذن لماذا يدعو؟ باعتبار أن الله علم منه انه يدعوا انه يستغفر انه يشكر, انه {طه, ما أنزلنا عليك القران لتشقى} هذا عرفه منه ولذلك جعله أول المسلمين, والا إذا لم يكن هذا مقامه, فالله (سبحانه وتعالى) لا يوجد عنده صداقة وقرابة مع هذا الموجود او مع ذاك الموجود, يعني علم منهم الله (سبحانه وتعالى) لما علم منهم, لأنه هذا السؤال مطروح وطرحناه مرارا وتكرارا, لماذا هؤلاء الله طهرهم من آدم الى أن أخرجني الله في هذا العالم؟ لأن الله علم منهم أنهم لا يريدون إلا ذلك وأنهم لو أعطوا هذا المقام لالتزموا بلوازم هذه المقام لان كل مقام له لوازم له استحقاقات له شريعية له واجبات له.. الى غير ذلك. فلهذا عندما قيل له الله (سبحانه وتعالى) {غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر} طيب على ماذا الاستغفار, قال: {أفلا أكون عبدا شكورا} وهذا العبد الشكور هو الذي أوصله الى هذا المقام.

    كما تأدب رسول الله ’في قوله لأمته (سلو لي الوسيلة, فأنها لا تكون إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا ذلك العبد) أرجو مع انه هو يعلم انه هو ذلك العبد ولكنه مع ذلك يقول (ادعوا الله) لأنه بدعاء أمته هذا المقام, كما انه بدعائه وبدعاء أمته وصل الى هذا المقام, فإذا لم يوجد دعائه ولا دعاء أمته طيب لا يوجد هذا المقام أيضاً, يعني لم يكن ابتداء ولا, لا حدوثاً ولا بقاءً.

    مع تحقق رسول الله  ’أنها الوسيلة له, لكن بدعاء الأمة فاقتدى يعني الشيخ عندما قال وأرجو أن يكون, فاقتدى بالنبي ’فيه أي في الدعاء, وقوله لما سمع دعائي, إشارة الى قوله تعالى {إن ربي لسميع الدعاء} فإن الدعاء يتعلق بحضرة السميع فسر سميع الدعاء بالسميع يعني المعنى العالم للسميع مع أن السميع الدعاء ليس الذي يسمع الذي يرتب الأثر على ذلك, والا الله (سبحانه وتعالى) يسمع من الجميع ولكن يعطي للبعض ولا يعطي للبعض, عندما يعطي للبعض نقول الله سمع دعائي يعني رتب اثر على ذلك الآخر الذي لا يرتب أثر, يعني الله لم يسمع دعائه؟ لا, الله سمع دعائه ولكن لم يرتب عليه الأثر.

    إشارة الى قوله تعالى {إن ربي لسميع الدعاء} فان الدعاء يتعلق بحضرة السميع ثم يجيب المجيب لذلك, واليه الإشارة بقوله قد أجاب ندائي أي سؤالي, ثم, هنا محل المعركة في الآراء هذه الجملة الواردة في هذا المتن.

    وهو انه يقول: فما القي يعني إليكم أيها الناس في الكتاب في .. الى آخره, فما القي إلا ما يلقى اليّ, ولا انزّل ولا انزل في هذا المسطور وهو الكتاب كتاب فصوص الحكم, إلا ما ينزل هذه به ما هو موردها هنا, ولا أنزل في هذا المسطور إلا ما ينزل عليّ به عليّ, هذه به ما هي علاقتها هنا؟ موقعها من الاعراب؟ زائدة, المهم زائدة, يعني لو لم تكن موجودة الجملة تكون تامة, الحمد لله نحن لم نكن أمام نص قراني لكي نوجه, لا أبدا, لا بشكل رسمي زائدة انتهت القضية.

    ولا انزل في هذا المسطور, طبعا بالتكلف يمكن تصحيحه, كما حاول شيخنا الاستاذ شيخ حسن زاده وآخرين في شروحهم أن يقولوا: ولا انزل في هذا المسطور الا ما ينزِلُ به عليّ, تكلفات حتى يصححون العبارة, لا نحن لا نحتاج الى كل هذا, ولا أنزل في هذا المسطور إلا ما ينزل عليّ, انتهت القضية, أي لست ملقيا عليكم في هذا الكتاب يتكلم في فصوص الحكم, لا في كل كتبه, لا يتبادر الى ذهنكم في كل كتبه, فلست ملقيا عليكم إلا ما يلقى علي من الحضرة المحمدية من أسرار الانبياء والحكم الخصيصة بهم, هذه الفارزة في غير محلها, من أسرار الانبياء والحكم الخصيصة بهم ولا اخبر في هذا الكتاب إلا ما أُخبَر به, هذه عليّ زائدة, ولا اخبر في هذا الكتاب الا ما أُخبر به, ولكنه هذا الذي أخبرت به في صورة من كانت؟ والا الله (سبحانه وتعالى) ألهمني ولكن في صورة بواسطة من؟ بواسطة رسول الله ’, في صورة رسول الله  ’من حضرة الذات الأحدية التفتوا جيدا, مدعى ان هذه المعارف من أين نزلت عليه؟ (كلام احد الحضور) لا, من مقام الاحدية, لا ادري من الله, كله من الله ولكن من اين من الله؟ من مقام الواحدية, ثم مقام الواحدية اسم كلي اسم جزئي أم من مقام الاحدية أدعائه انه من حضرة الذات الاحدية, وهذا المعنى اذا تتذكرون في ما سبق أشار إليه, قال: وهو مقام أحدية جمع الجمع, بالأمس اشرنا إليه.

    النتيجة التي يرتبها, اذا كان هو واسطة في أنه لا يلقي الا ما يلقى إليه, وما ينزل الا ما ينزل عليه, اذن هل يوجد لأحد أن يعترض او لا؟ لذا قال: فليس لأحد من المحجوبين, هذا تعليق الحكم على الوصف مشعر بالعلية, يعني كل من اعترض فهو محجوب, مثل ما نحن نقوله بالنسبة الى أهل البيت, بالنسبة الى أهل البيت, نقول كل من لم يصل الى طريق الحق الذي عليه أهل البيت فهو أعمى, لا ندعوا عليه أن يصير أعمى, نقول اذا لم يرى هذا الطريق فهو أعمى.

    الآن تارة يكون معذوراً وأخرى لا يكون معذورا, اذا كان مقصرا فهو غير معذور, اذا كان قاصر أصلاً لم يصلوا إليه أهل البيت ^, في النتيجة هذا الذي لم يصلوا إليه أهل البيت^ومعارف أهل البيت ومشى على غير طريقة أهل البيت ضال أم لا؟ ضال ولكن معذور او لا؟ معذور, المسكين, طيب انتم قلتم لنا في الاصول وغيره, لابد أن يتم البيان, قبح العقاب بلا بيان, طيب لم يأتيه البيان {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا} طيب لم يصل إليه البيان والرسول, اذا وصل إليه واتضح عنده ولم يلتزم عند ذلك يكون معاندا والا قبل ذلك يكون ضالاً, والا نحن في محله قلنا بأنه هذه ثلاثة لا اثنين, لا انه أما موافق لأهل البيت وأما معاند لا, موافق ومعاند وفي الوسط يوجد ضال, هذا الضال ما هو حكمه؟ هذا بحث كلامي لا أريد أن ادخل فيه بحث آخر.

    هنا أيضاً عندما يقول فليس لاحد من المحجوبين, هذا تعليق الحكم على الوصف يشعر بالعلية, يعني من اعترض فهو محجوب فهو أعمى ومن وافق ومن قال هذا حق فهو بصير فهو عالم, الآن (كلام احد الحضور) بلي بالنسبة, لا قد يكون له حد أوسط يقول أنه قد يكون محجوب ولكنه محجوب معذور, طيب ما يعرف هذه, ولكن من لم يصل الى معارفي فهو بصير او أعمى؟ أعمى, الآن هذا الأعمى قد يكون معذورا وقد لا يكون معذورا. فليس لأحد من المحجوبين أن يعترض على ما تضمنه الكتاب فيحكم عليه على ما تضمنه عليه يعود عليه على الكتاب, فيحكم عليه بأحكام يقتضيه حكم الحجاب, طبعا مرادهم من الحجاب عموما في هذه الابحاث يعني العلوم الفكرية الرسمية الفلسفية العلوم الحصولية كما أوضحنا في محله.

    الآن هذه الدعوى ولهذا صارت هذه الدعوى منشأ لهذه الدعوى التي يقولها في شرح فصوص الحكم للجندي, هناك الجندي هذه عبارته, في ص114 من شرحه هذه عبارته, يقول: ولكنه, يعني الشيخ, محفوظ معصوم في أعلى درجات الحفظ والعصمة, لا فقط معصوم, بل في أعلى ماذا, في أعلى درجات الحفظ والعصمة من مبدأ أمره وفتحه, فقد بقي سبعة أشهر بلا خاطر كوني فلم يخطر له في هذه المدة المديدة ولم يروي عن غيره من المتقدمين والمتأخرين مثل ذلك على ما سيتلى عليك في موضعه, ولكن هذا سر للخواص وهو انه.. الى آخره, هذا هو منشأ هذه الدعوى.

    هذه الدعوى اخواني الاعزاء تامة او لا؟ في الواقع توجد حاشية, هذا الكتاب مطبوع بكوشش سيد جلال الدين آشتياني, همكاري دكتر محسن إبراهيمي كيلاني, عند ذلك توجد في ص117 حاشية, ولكن ليست معلومه لمن, للآشتياني او للكيلاني, إلا أن يقال بأنه أساساً هذا التحقيق لمن للآشتياني فمثلا مراجعة, المهم, بأنه الحاشية ليست مبينة لمن, في الحاشية يقول: أما مسألة العصمة والطهارة عن الارجاس تختص بالأولياء المحمديين والعترة ^وليس, محل شاهدي هذه الجملة التفتوا جيدا, وليس في وسع أحد الاطلاع عليها إلا بأعلام من الله وإظهار من رسوله.

    إذن مسألة العصمة اخواني الاعزاء ليست مسألة ثبوتية مسالة العصمة مسألة اثباتية, ولذا نحن ذكرنا مرارا وتكرارا انه قد يكون بعض الناس له عصمة بعض الأولياء بعض الأوتاد بعض الاعلام واقعا الانسان في نفسه قد يقسم أن هؤلاء ماذا؟ ولكنه العصمة ليست مسألة ظاهرية حتى يمكن الوقوف عليها, العصمة مسألة باطنية, طيب امامي بحسب الظاهر بيني وبين الله اجتمعوا ثلاثين شخص ظاهرا لم أرى منه شيء, أما انه بالليل نائم ولم أرى منه شيئا هذا لا استطيع أن اعرفه, أما انه نواياه ماذا, أما انه صلاته لله خالصا او رياءً هذه استطيع أن اعرفها او لا استطيع؟

    ولذا مسالة العصمة مسالة ما هي؟ مسالة اثباتية تحتاج الى إثبات وليست مسالة انه والله عنده معارف عالية, طيب قد تكون عنده معارف عالية, مسألة المعارف شيء ومسألة العصمة شيء آخر, طبعا هذه العصمة التي يدعيها هنا ياليت أنها العصمة العملية, العصمة التي يدعيها العصمة العملية والنظرية يعني المعارف التي يبينها أيضاً كلها مطابقة للحق, فلهذا من اعترض عليها يكون من المحجوبين.

    ولذا العبارة عبارة دقيقة جدا, قال: وليس في وسع أحد الاطلاع عليها الا بإعلام من الله وإظهار من رسوله كما نص عليه ×وأوحى الله عليه في كتابه كما صرح به الشيخ الاكبر في فتوحاته, هو صرح بان العصمة حقيقتها هذه, وأما الشيخ الاكبر .. الى آخره, هذا في محل آخر, هذا اولا.

    اذن واقعا, قبل أن ندخل هذا البحث لابد أن نعرف انه ثبتت إثباتاً العصمة للشيخ او لم تثبت؟ وبضرس قاطع انه لم تثبت لا في نفسها اولا, بل هناك شواهد كثيرة نجزم بعدم ثبوتها. في المقام الاول نقول عدم العلم, في المقام الثاني نقول العلم بالعدم, نعلم انه جزما غير معصوم, الآن بأي دليل؟ أما المقام الاول وهو: عدم العصمة.

    في ما يتعلق بعدم العصمة, انتم انظروا الى كلمات هؤلاء الاعلام ماذا يقولون, في كتاب نفحات الإلهية لصدر الدين القونوي هناك في النفحة رقم ظاهرا 20 ص113, نفحة ربانية تتضمن تذكرة بأسرار.. الى آخره, يقول: اعلم قاعدة يريد أن يؤسس قاعدة وهي من القواعد الاساسية احفظوها جيدا.

    اعلم أن لأهل الكشف في مكاشفاتهم ومشاهداتهم ووارداتهم اغلوطات شتى, هذه قاعدة عامة, لا يستطيع مكاشف وعارف يدعي انه في مكاشفاته لا توجد اخطأ لا توجد اغلوطات لا لا… الى غير ذلك, لا يعرف كنهها ويسلم من غوائلها الا الكمل والأفراد أهل العناية, منها التفتوا الآن يشير الى بعض هذه الأخطاء التفتوا إليها.

    منها: ما يوجب انقطاع السالك عن الوصول الى الذروة العليا, أساسا يقول ببعض الأعمال يقف به وسط الطريق لا يستطيع أن يصعد.

    ومنها: ما يوجب سوء أدب مع الحق, من بعض التصريحات وألفاظ وكلمات التي يقولونها هذه تؤدي الى أن تكون مانع.

    ومنها: ما يوجب تبلدا وتحيرا.

    ومنها: وما يوجب التباسا وتخليطا بين المراتب وأحكامها, وهذه نقطة أساسية, وهو انه واصل الى مرتبة وسطية فيتصور الى انه واصل الى المرتبة الاعلائية فيخطأ من هو أعلى منه, والعكس بالعكس, فيفضي الحال بالانسان الى أن يحكم على الامور التي هي من لوازم مرتبته دون الكمال انها من صفات دون الكمال.

    ومنها: وقد شاهدت, التفت, وقد شاهدت كل هذا من غير واحد من المنتسبين الى الطريق من أهل الذوق وعرفت أسبابه, طيب الآن نفس الادعاء مع الاسف هذا الادعاء تجدوه ساري, يقول: وقد عرفني الله مواقع الخلط وموجباته واطلعت على أصولها وأسبابها.. الى آخره, طيب انت من الذي يقول أساسا انت, شبهة مصداقية هنا, من قبيل التمسك بالعام في الشبهة المصداقية, من قال لك انه كل ما أطلعته عليه فهو الحق الذي لا ريب فيه, هذا خير شاهد كما قلت انه لم تثبت العصمة.

    اذن افترضوا أن هذه المكاشفات تمت واصل المكاشفة موجودة وان كل هذا الذي قاله الشيخ صحيح ولكنه تبقى هذه المغالطات في كل المكاشفات بلا استثناء, هذا كلام.

    وكذلك أنا بودي هذا في المقام الثاني أريد أن أقوله. وكذلك بودي أن يرجع الاخوة الى جامع الأسرار للسيد حيدر الآملي, ص395 يقول: تنبيه وتحقيق: اعلم أن هذا التنبيه الذي إنشاء الله بحثه سيأتي مفصلا ولكنه أنا من باب الاشارة أريد أن أشير, مشتمل على تعين خاتم الأولياء مطلقا وخاتم الأولياء مقيدا, التي هي معركة الآراء انه من هو خاتم الأولياء مطلق وخاتم الأولياء مقيدا, والغرض منه أن بعض المشايخ ومنهم الشيخ الكامل محي الدين ابن عربي, ومِن تابعيه شرف الدين القيصري, ذهبوا الى أن خاتم الأولياء مطلقا هو عيسى ابن مريم ×, طبعاً في بعض كلماته, وليس مطلقا لأنه في بعض كلماته, إنشاء الله سيأتي ونبين, وخاتم الأولياء مقيدا هو محي الدين ابن عربي, وقيل: انه بنفسه أيضاً صرح بهذا المعنى في بعض كتبه, هذه نظرية.

    والبعض الآخر يقول لا يعتقد: أن خاتم الولاية المطلقة هو علي أمير المؤمنين× وخاتم الولاية المقيدة هو المهدي المنتظر×, يقول: وهذا هو الذي ذهب إليه الشيخ الكامل سعد الدين الحموي ومِن تابعيه كمال الدين عبد الرزاق القاساني او الكاشاني, وهذا الفقير منهم, يعتقد بهذه النظرية الثانية, ثم يبدأ بحثا من ص 395 الى ص447, تقريبا حدود خمسين صفحة عنده بحث تفصيلي في هذا المجال لإبطال النظرية الأولى, نظرية الشيخ ومن تابع الشيخ, كشفا نقلا عقلا, لأنه الطرف الآخر أيضا يدعي, وهذا خير شاهد على أن الكشف أيضاً يقع فيه تنافي, ومن هنا يحتاج الى ميزان, وهو الكشف المعصوم.

    لذا في ص447 هذه عبارته, يقول: نحن باليقظة لم نصدق الآن نصدق بالنوم, الشيخ رأى هذه الكلمات في النوم, ونحن في يقظته لم نصدقه, نصدق نومه, جدا لطيف, انظروا هذا الذي نعبر عنه, السيد حيدر الآملي حزب الله, الحزب الله هكذا, وهو انه: عندما تصل القضية الى ولاية أهل البيت فهذا خط أحمر, ولا يوجد فيه انه محي الدين قال او غير محي الدين قال, هذا لا يفرق فيه الحق, ومعلوم أن المنامات والرؤى في معرض الشكوك والشبهات من حيث الرؤية والتعبير والاشخاص والأزمان وشرائطها المعتبرة لها, ومع ذلك فحيث لم يقبل الخصم, المراد من الخصم, يعني القائل بان الولاية المطلقة لعيسى والمقيدة لمحي الدين.

    فحيث لم يقبل الخصم العقل والنقل والكشف كيف نقبل نحن منه المنام, هو من عندنا لم يقبل لا العقل ولا الكشف ولا النقل وينتظر أن نقبل منه مناما من مناماته, ولا سيما اليوم ليس الناس يعبرون أحوال اليقظة, لم يعتنوا بأحوال اليقظة فيكف بأحوال النوم, والحق, التفت جيدا محل الشاهد.

    والحق أن في هذين الموضعين أي في تعين ختم الولاية المطلقة والمقيدة قد اخطأ الشيخ, أبداً لا مجاملة عندنا ولا مزاح عندنا, صح أم خطأ؟ الآن هذه قراءته هذا فهمه هذه لا توجد لها مجال هنا, هنا قد أخطأ الشيخ, ولكن التفتوا جيدا.

    اذن خط أحمر على الشيخ, لا هذا ليس علمي, لما اخطأ في هذه اذن لماذا تضيعون أعماركم في كتابه, لا كثيرا من المباني الأصولية نقول الشيخ الطوسي اخطأ الشيخ المفيد اخطأ لم نقبله, هذا معناه انه نغلق باب الشيخ المفيد او نغلق باب الشيخ العلامة المجلسي؟ ابدأ, مع عظم قدره وجلالة شأنه {وفوق كل ذي علم عليم} ويكفي قصة خضر وموسى في هذا الباب, ما ادري واضح الى هنا.

    إذن من هنا, أنا أريد أن أصل الى هذه النتيجة وهو انه: صحيح هذه اخطأ فيها, هذه اخطأ فيها.. ولكنه عنده صح أم لا في الكتاب؟ نعم كثير مما ذكره وإنشاء الله تعالى عندما ندخل في الفصوص يعني عندما ندخل في فصوص الحكم وكل حكمة حكمة نقف عندها ثم نعرضها على ماذا؟ هذا هو بيان رسول الله ’ رسول الله ماذا قال لنا؟ هذا الحديث من مَن جاء لنا؟ من رسول الله ’ أصلاً محي الدين صادق في ما يقوله, هذا الحديث من اين أخذه؟ من رسول الله ’ لا نشكك لا في رؤياه ولا في نومه ولا في كتابه, ولكن رسول الله ماذا أعطانا الضابط؟ اعرضوه قال (فإن وجدتم عليه شاهد او شاهدان من كتاب الله فأنا قلته, وان لم تجدوا عليه ذلك فالذي جاءكم أولى به) انتهت القضية هو اعرف بها.

    وهذه الروايات في هذا المجال كثيرة الاخوة اذا أرادوا أن يراجعونها في وسائل الشيعة, والروايات لطيفة انه في وسائل الشيعة أن الروايات تقول أن رسول الله كان يقول كثر الكذابة علي, اذن هذا يظهر أن ظاهرة الكذب لم تبدأ في العصور المتأخرة بل موجودة في عهد رسول الله ’.

    في وسائل الشيعة هذه الطبعة التي هي لمؤسسة آل البيت, في الجزء 27ص110 هناك الحديث الحادي عشر الرواية: سألت ابي عبد الله الصادق× الى أن قال: إذا ورد عليكم حديث فوجدتم له شاهدا من كتاب الله أو من قول رسول الله والا فالذي جاءكم أولى به, هذه رواية.

    ورواية ثانية وهي رقم 15, الرواية عن الامام الصادق × خطب النبي بمنى فقال: أيها الناس ما جاءكم عني يوافق كتاب الله فانا قلته وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم اقله.

    رواية أخرى: وهي الرواية الثامنة عشرة, وهي أيضا عن الامام الباقر× اذا جاءكم عنا حديث فوجدتم عليه شاهدا او شاهدين من كتاب الله فخذوا به والا فقفوا عنده ثم ردوه إلينا حتى يستبين لكم الامر), جيد جدا. نحن الآن عندما واقعا نتدبر في هذه الفصوص وهذا منهجنا وانتم وجدتم في المقدمة, انه نحاول انه في كل حقيقة تذكر في كلمات هؤلاء الاعلام أن نبحث لها شواهد في كتاب الله وشواهد في كلام النبي وأهل البيت ^, فإن وجدنا عليها شاهدا او شاهدان او أكثر فبها ونعمت والا بتعبير الامام× فردوا علمها الى أهلها الى صاحبها, وهذا ما نحاول إنشاء الله تعالى في هذه الابحاث أن نقف عندها بشكل مهم, ولكنه بنحو الاجمال اقول لكم واقعا, أنا لا أريد أن أعطي نسبة معينة ولكنه الاعم الاغلب مما ذكر في هذه الحقائق ومما ذكر في هذه الفصوص مطابق للشواهد القرآنية والشواهد الروائية, ولا توجد أي مخالفة بينها وبين القواعد النقلية والقواعد العقلية.

    طبعا الآن يوجد كلام كثير ولكنه نحن اختصرنا ذلك لنصل الى هذه النتيجة وإلا مشاهدات كثيرة من الاعلام أنهم يدعون أن هذا الذي شاهد داود, وهذا الذي شاهد ابراهيم, وذاك الذي شاهد كذا, وسألوه بأنه الشيخ في فلان حكمة هذا الذي يقوله عنك صحيح؟ فكلهم أيدوا هذه المشاهدات وأيدوا هذه الحكم, والامر إنشاء الله سهل بعد هذا.

    كم بقي من الوقت, (كلام احد الحضور) تعالوا ننتقل الى البحث اللاحق.

    البحث اللاحق هو انه: وكونه مخصوصا بهذا الامر, طيب لقائل أن يقول: انه ما هو وجه المناسبة أن رسول الله ’ يعطي هذه المعارف لمن؟ للشيخ, الآن يريد أن يبين يقول: لعله لوجود المناسبة الذاتية بين العينة الثابتة للرسول الاعظم ’ والعين الثابتة للشيخ, وكونه أي الشيخ, مخصوصا بهذا الامر, يعني أعطي هذا الكتاب, إنما هو للمناسبة التامة الواقعة بين عينيهما يعني الثابتة للشيخ والعين الثابتة لخاتم الانبياء ’ إذ الاحكام الوجودية العينية تابعة للأحكام المعنوية الغيبية, جيد.

    طيب هذه العبارة فما القي الا ما يلقى اليّ ولا أُنزل الا ما ينزل عليّ قد يوهم ادعاء النبوة فلذا يقول القيصري بأنه استدرك الشيخ مباشرة وقال: ولست بنبي ولا رسول, ولما عرف هذه  ’ في غير محلها ارفعوها, عرف الشيخ هنا, ولما عرف أن المحجوبين عن الحق لابد أن ينسبوه في ما قال الى أدعاء النبوة ليس عرف رسول الله عرف الشيخ, في ما قال الى ادعاء النبوة ويتوهم ذلك منه قال ماذا؟ قال: ولست بنبي ولا رسول, ومرادهم من هذه النبوة والرسالة أي نبوة ورسالة؟ النبوة والرسالة التشريعية.

    أنا بحسب ذهني انه في ما سبق هذا المعنى قرأته للاخوة بأنه أساساً في الفتوحات المكية الطبعة الحجرية أربع مجلدات, الجزء الثالث ص456 وفي هذه الطبعة التي هي بطبعة وضبط وتصحيح احمد شمس الدين ومنشورات محمد علي بيضون, التي هي تسع مجلدات الفتوحات المكية, تصير في الجزء السادس ص233 العبارة هذه هناك, يقول: فالعلم الإلهي هو الذي كان الله (سبحانه) معلمه بالإلهام والإلقاء وبإنزال الروح الأمين على قلبه, هذا هو العلم الإرثي هذا هو العلم الإلهي الذي يدعي الشيخ أن كتاب فصوص الحكم من هذا السنخ من العلم, وهذا الكتاب من ذلك النمط عندنا, أي كتاب؟ كتاب الفتوحات, يدعيه انه هذا ليس كتاب استنباط واستدلال وكذا, وان كان خلاف الواقع, لأنه كثير من الاستدلالات العقلية موجودة فيه, فو الله ما كتبت منه حرفا إلا عن إملاء الهي وإلقاء رباني او نفث روحاني في رَوع او في رُوع كياني هذا جملة الامر, أما محل الشاهد, مع كوننا لسنا برسل ولا أنبياء مكلفين, ليس مكلفين, مكلفين, أبداً, نحن لا ندعي النبوة ولا الرسالة, فان رسالة التشريع ونبوة التكليف قد انقطعت عند رسول الله محمد  ’ فلا رسول بعده ولا نبي يشرع ولا يكلف وإنما هو علم وحكمة وفهم عن الله في ما شرعه على السنة رسله وأنبيائه ^ وما خلطه وكتبه في لوح الوجود من حروف العالم وكلمات الحق فالتنزيل لا ينتهي بل هو دائم ولكنه مراده من التنزيل يعني تنزيل المعارف لا تنزيل التشريع الذي عبرنا عنه في ما سبق بنبوة الانباء, الى أن يقول: وإنما قلنا ذلك لان لا يتوهم متوهم أني وأمثالي ادعي نبوة, لا والله ما بقي إلا ميراث وسلوك على مدرجة محمد  ’ خاصة وان كان للناس عامة ولنا ولأمثالنا خاصة من النبوة ما أبقى الله علينا منها, ما هي هذه النبوة؟ مثل المبشرات ومكارم الاخلاق, لأنكم تعلمون أن المبشرات جزء من سبعين جزء من النبوة, جزء من أربعين جزء من النبوة وهذه واردة في كتب الاعلام من المسلمين في كلا الفريقين.

    إذن اذا وجدنا في كلماته يوجد ما يوهم أنه نبوة فمراده أي نبوة؟ المبشرات, مكارم الاخلاق, إنزال الحقائق ونحو ذلك, ومثل حفظ القران.. الى آخره, إنشاء الله الاخوة يراجعون هذا البحث هناك. هذه العبارة أيضاً اقرأها.

    قال: ولست بنبي ولا رسول لأن النبوة التشريعية والرسالة كما مر بيانهما هما اختصاص الهي إذ هو الذي {يختص برحمته من يشاء} وقد انقطعتا وليس انقطعنا, وقد انقطعتا بحسب الظاهر, يعني بحسب التشريع وان كان بحسب الباطن يعني تنزيل المعارف موجودة, إذ لا مشرع بعد رسول الله  ’ بالأصالة لأنه ’ أتى بكمال الدين, التفتوا جيدا, لا مشرع بالأصالة وإن كان هناك مشرع بالوراثة, مشرع بالوراثة وهذا ما اعتقده في أئمة أهل البيت^ أنهم يشرعون ولكن يشرعون بالوراثة.

    إذ لا مشرع, طبعا كثير من الناس لا يعتقدون أن رسول الله مشرع, يعتقدون أن رسول الله مبلغ, لا لا, نحن نعتقد أنه مبلغ ومشرع يعني هناك جملة من الاحكام الشرعية وليست قليلة أيضاً شرعها من؟ شرعها رسول الله ’ بتفويض منه (سبحانه وتعالى) وفي روايات صحيحة السند, (فما فوض إليه فقد فوض إلينا).

    قال: لأنه  ’ أتى بكمال الدين كما قال تعالى, ولا ينافي انه {أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي} لان الإكمال جزء من الإكمال جزء وجوده أهل البيت^ يعني لو لم يكن أهل البيت^ موجودين لما وجد ولم يكن الدين كاملا.

    أتى بكمال الدين كما قال تعالى {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي} لأنه هم جزء وكيان وركن من أركان هذا الدين, أي نعمت الإسلام, هنا فقط من باب الإشارة والاخوة يراجعون ويطبقونها.

    السيد الطباطبائي يعتقد انه كلما ذكرت النعمة بشكل مطلق في القران فيراد بها نعمت الولاية, كلما ذكرت بشكل مطلق لا مقيد, فيراد بها نعمت الولاية ومن مصاديقها هذا, {وأتممت عليكم نعمتي} يعني نعمت ماذا؟ نعمت الولاية, أي نعمة الإسلام والإيمان على اعتقاد الشارح, والا كما قلت: نعمت الولاية هنا.

    وقال: ’ {إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق} ومن الواضح الزيادة على الكمال نقص, اذا شيء كان كامل فما يزيد, الله (سبحانه وتعالى) هل يمكن أن يزيد عليه شيء؟ نعم يمكن أن يزيد ولكن ما زاد عليه فهو ليس كمال وإنما هو نقص, طيب اذا لم تكن نبيا ولا رسول من أنت؟ قال: ولكني وارث ولآخرتي حارث أي ولكني وارث رسول الله ’.

    من هنا إنشاء الله في الغد ندخل في التمييز بين العلوم الرسمية والعلوم الإرثية, ويأتي.

     والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2016/01/16
    • مرات التنزيل : 1540

  • جديد المرئيات