نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية الإنسان الكامل (25)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: واعلم أن كل وارث يأخذ من موروثه او مورثه ما يكون له من الأموال بحسب نصيبه المقدر له.

    الكلام في هذا المقطع من كلام الشيخ, ولكني وارث ولآخرتي حارث, أما المقطع الاول, وهو ولكني وارث أي وارث رسول الله  ’.

    الاعلام في هذا المجال يقسمون العلم الى قسمين أساسيين:

    القسم الاول: يعبرون عنه العلم الرسمي والمراد من العلم الرسمي يعني أن الانسان يبحث في الالفاظ والاصطلاحات والمقدمات والاستدلالات, بعبارة أخرى: علم المنطق وعلم الفلسفة وعلم العرفاني النظري وعلم الكلام وعلم الفقه وعلم الاصول وعلم التفسير وعلم البديع وعلم المعاني وعلم النحو وعلم الصرف, هذه العلوم, هذه تسمى العلوم الرسمية يعني المرسومة المتعارفة الرسمية وهي الاعم الاغلب في الناس وهو انه لما يريد أن يحصل علما يبدؤون بهذا الطريق وهو تحصيل العلوم بهذا الطريق وأدواته واضحة, وهو انه اذا تحتاج علم النحو تذهب الى أستاذ النحو, اذا تحتاج صرف تذهب الى أستاذ الصرف, و.. الى غير ذلك.

    هذا نحو من تحصيل العلم {والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا} فالطريق الاول لتحصيل العلم ماذا نفعل؟ أن نذهب الى هذا الطريق.

    الطريق الثاني لتحصيل العلم: هو الذي يصطلح عليه هؤلاء بالعلم الإرثي لا بالعلم الرسمي, ومرادهم من العلم الإرثي انك كما اشرنا بالأمس, انك لا تذهب لتحصيل العلم بل كل جهدك ينصب لتطهير العالِم, لا لتطهير العالِم بل لمن يريد أن يكون عالما بل هو الآن لا يعلم شيئا, بدل أن يبحث عن الالفاظ ويجمعها في ذاكرته في ذهنه في وجوده, بدل أن يصير مصدر الأفكار ومصدر المعلومات ماذا يفعل؟ يرجع الى النفس ليطهرها, بل يرجع الى النفس ليجعلها كالمرآت إذا وقف بشكل صحيح أمام تلك العلوم التي تبث كلها تنعكس في وجوده, لأنه لا يكفي انه انت تجعل النفس مرآتا لابد أن هذه المرآة اتجاهها اتجاه صحيح والا اذا لم يكن الاتجاه صحيح هذه المرآة تعكس او لا تعكس؟

    أنظروا الآن هذه الشمس طالعة أنا اذا أردت أن اعكس نور الشمس الى اتجاه آخر هذه المرآة لابد أن أضعها اين؟ أضعها في زاوية خاصة والا اذا لم اجعلها في تلك الزاوية فتعكس نور الشمس او لا؟ وان كان هي مرآة ولكن تعكس او لا تعكس؟ أنا اذهب أقف خلف المرآة أرى صورتي او لا أرى صورتي؟ متى أرى صورة نفسي؟ اذا وقف أمام المرآة, أما اذا وقف في زاوية معينة من المرآة لا تنعكس صورتي في المرآة.

    كذلك النفس لابد أن تكون مرآتاً اولا, وأن تكون هذه المرآة بزاوية صحيحة لانعكاس العلوم والمعارف ثانيا.

    مثالها المادي الذي أنا اضربه عادة: أنظروا هذا الماء النازل من السماء الله {انزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها} الآن انت إلزم هذا الإناء وبمجرد أن تضعه تحت هذا المطر النازل من السماء ماذا يصير الإناء؟ يمتلأ ماءا, فلو عكست الإناء وجعلته مقلوبا, والله اذا نزل سيل من السماء تحصل قطرة أم لا.

    وعند ذلك تفهم, أفتح قوس (المنكوسة قلوبهم, الروايات التي تقول بأنه هؤلاء قلوبهم زاويتهم بالنسبة إليها صحيحة أم منكوسة؟ طيب يدخل فيها شيء او لا يدخل؟ لا انه لا يوجد عندهم قلوب عندهم قلوب ولكن (المنكوسة قلوبهم) الآيات القرآنية الأخرى التي تكلمت {بل ران على قلوبهم} يعني هذه مرآة القلب تعكس او عليها صدء عليها رين؟ عليها رين, صدء, تعكس او لا, حتى لو كانت الزاوية صحيحة حتى لو كان مواليا لأهل البيت ^, موالي هو يعني الزاوية صحيحة ولكن ينعكس او لا ينعكس؟ لا ينعكس.

    اذن اخواني الاعزاء, يوجد طريقان لتحصيل المعارف, طبعا وخير دليل على الإمكان وقوعه, نحن نجد أن النبي  ’ أن الانبياء قالوا لنا كل هذه المعارف منذ آدم والى خاتم الانبياء, كل هذه المعارف, في يوم ما ذهبوا الى أستاذ تعلموا من كتاب قرؤوا في قرطاس, يوجد مثل هذا, ولكنهم قالوا من العلوم والمعارف ما لا تحصى, طبعا في المقابل أيضاً علماء التأريخ من آدم الى يومك هذا كتبوا ملايين بل عشرات الملايين الكتب الى يومك هذا, هذا طريق آخر, اذن هذا ينتج وذاك ينتج, هذا له طريق وهذا له طريق, هذا له أدوات وهذا له أدوات.

    السيد الحيدري الآملي   + هذا البحث عرض له بشكل تفصيلي وأنا فقط أشير الى الموضع والاخوة يراجعونه.

    في جامع الأسرار ص526 تحت عنوان (في بيان كيفية تحصيل العلوم الرسمية والعلوم الحقيقية) يقول: أما في كيفية تحصيل العلوم الرسمية, الكسبية فهو أن يطلب الشخص اولا: أستاذاً عالما بتعليم الخط وتعليم التهجي و.. ثم بعد ذلك عندما تعلم الكتابة والقراءة يذهب الى عالم النحو والى عالم الصرف الى أن يأتي الى ص 533 وبالجملة في العلوم الرسمية, تحصيل هذين القسمين اعني قسم الشرعيات والنقليات وقسم الحكميات والعقليات, يحتاج الى مجاهدة ثمانين سنة متتالية.

    طيب الآن نحن بحمد الله كثيرا ما تطورنا الآن فقط تصير فقيه يحتاج لك ثمانين سنة, لا شرعيات وعقليات, الآن فقط تريد أن تكون فقيها كم تحتاج؟ تحتاج أربعين سنة, خمسين سنة, بلي (كلام احد الحضور) واقعا فقيه بالحمل الشائع, احسنتم, كان عندنا أستاذ الله يذكره بالخير كان يقول: عندنا فقيه حقيقي وعندنا فقيه كارتوني, الفقيه الكارتوني نحن لا نتكلم, أنا اعبر عنه الفقيه بالحمل الاولي والفقيه بالحمل الشائع, هذا الفقيه بالحمل الشائع واقعا انتم ترون انه دورات الاصول عشرين سنة, خارج الاصول والا السطح لا اقل يحتاج له عشرة سنوات ثلاثين سنة, عمره اذا كان داخل الى الحوزة عمره خمسة عشرة سنة فلابد أن يكون عمره خمسين سنة ليصبح فقيها, هذا اذا توفرت شرائط أخرى هذا ليس علما محضا, كما سأبين بعد ذلك, هذه ثمانين سنة يحتاج.

     أما يأتي الى العلوم الإرثية طبعا على خلاف ما يقول, يقول: وأما كيفية تحصيل العلوم الحقيقية فهو في غاية السهولة, لا يا سيدنا اين هو في غاية السهولة, واقعا الانسان عندما يصير مرتاض وعندما يطهر بدنه وعندما يعرف خفايا النفس ويستطيع أن يطهر نفسه ويستطيع التخلص من الرياء وجاه الدنيا والماقات الأخرى وما يخرج من الصديقين حب الدنيا وحب الجاه اين بسيط هذا من قال بسيط هذا, نعم اذا توفر هذا فينعكس فيه علوم مائة سنة في آن في ساعة واحدة, ولكنه المقدمات تحصيل مثل هذه ليس بالأمر السهل, وهنا تأتي تلك القصة المعروفة الذي ينقلها الغزالي وهو ينقلها هنا.

    وهي قصة لطيفة وبودي الاخوة يلتفتوا لأن مضمونها مضمون عالي جدا.

    عالم من او ملك من ملكوك الهند, يظهر عندما يشير إليه هنا, صار بنائه أن يبني قصرا, فطلب أهل الرسوم والنقوش من الروم والصين في ذلك الزمان, واقعاً أهل الصين كانوا وأهل الروم, فقال لهم انتم أعطوني نموذجا من أعمالكم هذا قصري أريده أن تزينوه بنقوش فانت أعطيني نموذج وانت أعطيني نموذج, فدعى من الروم ودعى من الصين, واحد من الطرفين جاء وقال آتوا لنا بالصبغ والإصباغ وأدوات وعمال و… يريدون أن يصبغون, صبغ, بعبارتنا العراقية: بنتلايت, يصبغون, جيد.

    أما الطرف الآخر: طلبوا شيئا آخر طلبوا من ذلك الملك أن يجعلوا بينهما ستارا, هؤلاء انشغلوا ثلاثة أشهر سنة سنتين, يرسمون على هذا الجدار ليعطون نقش بنائي مناقصة هذه, حتى أنهم هم يربحون, هؤلاء ماذا فعلوا هؤلاء بدأوا بنصب مرآة هنا ويصقلوها أعلى ما يمكن من الصقل بلا أي رسم, الى أن جاء يوم الحكمية بينهما قال ارفعوا, فنظر انه هذا رسما جميلا, ونظر الى هنا ورأى أن هذا نفس الرسم ولكن جداً ألطف, فيه لمعان فيه برقان فيه تموجات لأنه هذه المرآة فيها تموجات, فرجح ماذا, هؤلاء اشتغلوا أم لا؟ نعم اشتغلوا ولكن اشتغلوا شغلا آخر, يوجد فرق بين أن اقول هؤلاء اشتغلوا وهؤلاء جلسوا مثل ما يقول السيد حيدر الآملي, هؤلاء لم يجلسوا ولكن عملوا عملا.

    القسم الاول: هو العلم الرسمي, القسم الثاني: هو العلم الإرثي, الآن لماذا سمي عندهم بالعلم الإرثي؟ بتعبيرنا وجه التسمية, لا عندهم, بل في الآيات {وورث سليمان داود} ورث, {أورثنا الكتاب الذين أصفينا من عبادنا} والقران الكريم يقول الكتاب فيه علمناهم آتيناهم ولكن بعض الاحيان ماذا يوجد؟ أورثنا, طيب الإرث هنا معناه ما هو؟

    الجواب: اخواني الاعزاء, الإرث له مصداقان يعني التوارث له مصداقان: مصداق فقهي, الذي انت تبحث عنه في باب الفقه, طيب لكي يرث شخصا شخصاً مطلقا أم فيه شرائط؟ الجواب: لابد من وجود علاقة سببية نسبية, هذا اولا.

    ثانيا: لابد من توفر شرائط وارتفاع موانع, والا اذا كان كافرا مرتدا اذا كان كذا يرث أم لا؟ ثم درجات الإرث واحدة أم متعددة؟ لا, طبقات, قد يأتي شخص ويرث جميع المال ويأتي شخص آخر ولا يرث إلا واحد من الثمانين, هذه درجات مختلفة, (كلام احد الحضور) بلي المورث لابد هناك أن يموت احسنتم, بلي هناك هكذا, هذا اين موجود؟ هذا موجود في الإرث الفقهي في الإرث الاصطلاحي.

    نفس هذا المعنى ذكروه في الإرث المعنوي في الإرث العرفاني في الإرث القرآني وهو انه: لابد من وجود مناسبة, بعبارتنا: لابد من موجود سنخية بين الوارث وبين المورث لابد أن توجد سنخية وعندما نقول سنخية يعني هناك ارتباط يعني بعبارة أخرى: سلمان منا أهل البيت  ^ هذه منا السببية النسبية؟ أبدا, هذه منا أخرى هذه.

    اذن يمكن أن يكون الانسان منهم كل تقي ما ادري الآن هذه الرواية موجودة أم لا الاخوة يبحثوها (كل تقي آلي) يعني اذا صار الانسان متقيا يدخل في آل الله في أهل الله في أهل البيت لماذا؟ باعتبار انه إشارة الى هذا البعد المعنوي لا الى ذلك البعد المعنوي, طيب ما هو شرائطه؟ كما في الإرث المادي في الإرث الفقهي, نحتاج الى شرائط أم لا؟ نعم يحتاج الى طهارة يحتاج الى تزكية, يحتاج.. ما هي الموانع؟ الذنوب المعاصي, خلاف الآداب خلاف الأخلاق وان لم تكن ذنوب ومعاصي هذه كلها توجب {بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} هذا الرين ماذا تولد؟ يولد العمى {لم تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور} طيب اذا عمي فيرى أم لا؟ (كلام احد الحضور) ولكن هذا ليس عمى البصر بل عمى البصيرة {فمن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى} هذا أي عمى؟ طيب من الواضح لا يمكن أن يكون عمى البصر, والا ما ذنبه المسكين هذا من بطن أمه يخرج أعمى فيقال له اليوم انت كنت أعمى فاليوم أيضا أعمى, هذا عمى البصيرة عمى القلب, {قال ربي لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا} هذا العمى الذي أشارت إليه الآية المباركة {لهم قلوب لا يفقهون بها, ولهم آذان لا يسمعون بها, ولهم أعين لا يبصرون بها} هذه أي عين التي لا نبصر بها؟ هذه العين الظاهرية لا نبصر بها, لا واقعا أساسا الكفار والملاحدة وكذا.. أساسا نظروا بهذه الأعين أفضل من عندنا بكثير, لأنهم أعينهم مسلحة يرون ما لا نرى, لكن هذه أي عين؟ طبعا الآية المباركة بينت, قالت {أولئك هم الغافلون} وهذا يكشف عن أن هذه أي عيون وأي قلوب وأي آذان التي منشأها الغفلة لا منشأها مرتبط بالمرض و.. حتى نرجع الى طبيب العيون, (كلام احد الحضور) بلي باعتبار أنهم واقعا لم يستفيدوا من هذه الإمكانات التي عندهم, يعني بعبارة أخرى: الله زود الانسان من القدرات والإمكانات والاستعدادات ما يستطيع أن ينظر الى ملكوت السماوات والارض ولم استفاد منها او لم يستفد؟ وبعبارة أخرى: بقي هو في درجة الأنعام في درجة البهائم {بل هم أضل} لماذا؟ لان البهائم لم يكن عندهم هذا الاستعداد, أما هذا الانسان كان عنده استعداد, {أفلم ينظروا الى ملكوت السماوات والارض} ولكن استعان بها استغلها استفاد منها او لا؟ لم يستفد منها واقعا يحاسب عليها.

    ولذا أساساً في ذيل قوله تعالى {وإن من شيء يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم} في ذيل الآية يوجد {إن الله غفور رحيم} مضمون الآية المباركة, (كلام احد الحضور) بلي {غفور حليم} بهذا المضمون.

    جملة من الاعلام قالوا في ذيل هذه الآية المباركة قالوا لأنه هذا يرتكب ذنب لأنه كان ينبغي أن يستعين بإمكاناته ليسمع السماوات والارض تسبيح كل شيء ولكن استفاد او لا؟ الله يعاتبه ولكن الله غفر له, هذا الطريق مفتوح.

    ولذا هذا البحث أنا بودي الاخوة بشكل تفصيلي واقعا يرجعون إليه هنا ويطالعونه ليس بكثير تقريبا أربعين خمسين صفحة, وهذا ما يكشف لك تأكيد الآيات والروايات على أن علوم الانبياء والأوصياء وخصوصا الأوصياء المحمديين ^ كلها علوم إرثية, عجيب هذه النقطة.

    أنا فقط اقرأ رواية, لأنه الروايات فوق حد الإحصاء وأنا بودي أن الاخوة يرجعون إليها.

    الرواية هذه موجودة في اصول الكافي الجزء الاول ص226, طبعا تحت كتاب الحجة, إن الائمة ورثوا علم النبي وجميع الانبياء والأوصياء الذين من قبلهم, الرواية عن ابي الحسن الاول قال قلت له: جعلت فداك, اخبرني عن النبي ’ورث النبيين كلهم؟ انظروا البحث ليس تعلم, وليس أوتي, طبعا الله (سبحانه وتعالى) جعل له سنن النبيين, ولكن جملة من الروايات تعبر الإرث ورث النبيين كلهم؟ قال: نعم, قلت من لدن آدم حتى انتهى الى نفسه؟ قال: ما بعث الله نبيا الا ومحمد ’ اعلم منه, قال قلت: عيسى ابن مريم كان يحيي الموتى.. الى آخره, محل الشاهد هذه الجملة, قال الامام: وان الله يقول في كتابه ولو أن قرآنا سيرت به الجبال او قطعت به الارض او كلم به الموتى وقد ورثنا نحن هذا القران الذي فيه ما تسير به الجبال وما تقطع به البلدان وتحيى به الموتى, هذه من الروايات التي في الولاية التكوينية, وليست وساطة الفيض, لأنه الروايات مع الاسف يوجد فيها خلط كثير من كلمات الاعلام بين قوسين (كثير من كلمات الذين تكلموا بهذه القضايا واقعا خلطوا بين الروايات المرتبطة بوساطة الفيض والروايات المرتبطة بالولاية التكوينية, هذه الرواية مرتبطة بالولاية التكوينية, أما رواية (لولاهم لساخت الارض بأهلها) هذه لم ترتبط بالولاية التكوينية هذه مرتبطة بوساطة الفيض ووساطة الفيض غير الولاية التكوينية, الولاية التكوينية قد تكون مرتبطة بولي من أولياء الله ولكن لم تكن وساطة فيض, ولكن أهل البيت ^ لا فقط عندهم ولاية تكوينية هم ماذا؟ يعني ما نزلت فإليهم ينزل وما يصعد فإليهم هو المنتهى, (بنا امسك السماء أن تقع, بنا أشجار كذا بنا… هذه البناء ليست الولاية التكوينية هذه وساطة الفيض, على أي الاحوال.

    قال: ونحن الى أن قال: جعله الله لنا في أم الكتاب إن الله يقول {وما من غائبة في السماء والارض الا في كتاب مبين} ثم قال بعد ما بين هذه, {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} فنحن الذين اصطفانا الله عز وجل وأورثنا هذا الذي فيه تبيان كل شيء, أورثنا. أما أنا وانت, نحن أيضاً نعلم علم التفسير ولكنه نحن لا نعلم علم التفسير إرثا, نعلم القران رسما تحصيلا فكرا. ولذا يمكن قتادة كان عندما جاء او ذاك الانسان الذي جاء الى الامام الصادق    × قال له انت ماذا تفعل؟ قال له: أنا أفسر القران, قال: وكيف تفسر ولم يورثك الله حرفا منه, ما ورثك الله, مع انه كان عالما بالتفسير, ولكن الامام الذي ينفيه غير الذي يوجد عند ذلك المفسر, واضحة هذه النقطة.

    وبالأمس أتذكر في هذا الدرس كان بينت الفرق بينهما قلت: من أهم الفروق بين هذا العلم وذاك العلم هو الفرق في العلم بالأشياء بالحمل الاولي والعلم بالأشياء بالحمل الشائع, هو الفرق في العلم بالأشياء بالعلم الحصولي والعلم الشهودي الحضوري, ويوجد فرق كبير بين الطبيب الذي يعرف ألم الأسنان وبين الذي أسنانه تؤلمه ولا يستطيع أن يجلس للحظة واحدة, كلاهما يعرف ولكن هذه يعرف بالعلم الشهودي, الآن هو موجود عنده أما الطبيب ماذا؟ تراه الطبيب جالس وبيده السيجارة ويقول له إنشاء الله لا يوجد شيء, صحيح.

    يوجد فرق كبير بين من يرى الآخرة, {كلا لو تعلمون علم اليقين, لترون الحجيم} هذا الذي يرى الحجيم وهذا الذي له صورة عن الحجيم, لذا ترى أن الذي عنده صورة عن الحجيم يتأثر او لا؟ لا والله أبداً, اذا يوجد أثر فقليل جدا, بمجرد خاطرة تؤلمه وتذهب, غير الذي لا توجد عنده صورة. ولذا نحن هذا الحديث الذي مرارا ذكرناه للاخوة وقرأناه للاخوة في اصول الكافي الجزء الثاني ص53 عن ابي عبد الله     × يقول: إن رسول الله      ’صلى بالناس الصبح فنظر الى شاب في المسجد وهو يخفق ويهوي برأسه مصفرا لونه قد نحف جسمه وغارت عيناه في رأسه, قال كيف أصبحت يا فلان, قال: أصبحت يا رسول الله لا انه عندي علم اليقين, لا انه عندي صورة من اليقين, عندي ماذا؟ نفس اليقين, طبعا هذا اليقين هو المراد من علم اليقين في الآية المباركة {كلا لو تعلمون علم اليقين} هناك ليس علم يعني صورة اليقين إضافة علم هو يقين, إضافة بيانية, علم هو اليقين, لا علم اليقين, يعني أنا لا اعلم نفس اليقين ولكن اعلم صورة من اليقين, يعني عندي الحمل الاولي لليقين لا الحمل الشائع لليقين, ليس هذا المراد, (كلام احد الحضور) بلي (كلام احد الحضور) هذا الكلام ضعه بيننا سيدنا, اسمع سيدنا, أمير المؤمنين  × اين ونحن اين؟ نحن ضعنا لعله نتعلم من أبو ذر, نستطيع نتعلم من سلمان, وسلمان أيضا لا, نستطيع أن نتعلم من مقداد هذه الطبقة, اسمع سيدنا رجاء.

    إذن هذا البحث فلذا انتم تجدون أن أهل البيت^ عندما جاؤوا الى هذه الحقائق أشاروا إليها بهذه اللغة, قال ابو عبد الله الصادق×: إن الايمان أفضل من الإسلام, ليس المراد من الإسلام يعني أولئك المنافقين, لا لا, المراد غير الموالين, التفتوا جيدا.

    الإسلام له إطلاقان: قد يطلق الإسلام {لا تقولوا امنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم} وهؤلاء أساسا مؤمنين أم منافقين؟ هؤلاء منافقين لأنه لم يدخل الايمان في قلوبهم أصلا لم يؤمنوا هؤلاء, هذه طبقة, هذا ليس المراد منه هذا الإسلام, أولئك ليسوا مسلمين ظاهرا هم مسلمين ولكن واقعا هم مسلمين او غير مسلمين؟ غير مسلمين. وعندنا نوع آخر من الإسلام وهو انه: يؤمن بالله, يؤمن بالأنبياء, يؤمن بالقران ولكن لا يؤمن بأهل البيت^ هذا فيه نوع من الإسلام ولكنه إيمان كامل أم ناقص؟ إيمان ناقص, التفت جيدا, وأيضا من لا خبرة له يراجع هذه الروايات ويخلط بين هذين النوعين من السلام, يتصور بأنه من لم يكن مؤمنا فهو ليس بمؤمن أصلاً, لا, ليس بمؤمن كامل, لا انه ليس بمؤمن, وإلا هؤلاء يؤمنون بالله, يؤمنون بالأنبياء, يؤمنون بالقران, يؤمنون بما انزل الله ما عندهم, نعم لا يؤمنون بإمامة ائمة أهل البيت, وهذا هو النقص الذي يوجد في إيمانهم, هذا الإسلام الذي يقول: أن الايمان أفضل من الإسلام, والا ذاك الإسلام الذي أصله النفاق أصلاً لا مقايسة بينه وبين هذا الايمان لأنه لا معنى للمقايسة.

    (إن الايمان أفضل من الإسلام وان اليقين أفضل من الايمان وما من شيء اعز من اليقين) وفي رواية أخرى: (وما قسم للناس شيء اقل من اليقين) عند ذلك الامام الرضا  × في رواية أخرى يبين آثار اليقين لا يقول ما هو اليقين, قال: سألت أبا الحسن الرضا × عن الايمان والإسلام, فقال قال ابو جعفر, نسب الرواية لمن؟ الى الامام الباقر, قال: إنما هو الإسلام والإيمان فوقه بدرجة والتقوى فوق الايمان بدرجة واليقين فوق التقوى بدرجة ولم يقسم بين الناس شيء أقل من اليقين, فقلت أي شيء يقين؟ الامام    × بدل أن يبين معنى اليقين ماذا قال؟ قال: التوكل على الله والتسليم لله والرضا بقضاء الى الله والتفويض الى الله, هذه آثار اليقين, لا آثار علم صورة اليقين والا انتم تجدون انه قد نحن على مستوى الفلسفة ألف دليل يقيم, ولكن يوجد عنده علم اليقين او لا؟ نعم عنده علم اليقين ولكن توكل عنده أم لا؟ لا يوجد عنده, لأنه هذه تنفك على مستوى العلم الحصولي, نعم لا ينفكن على مستوى العلم الحضوري, لا ينفكن على مستوى علم الشهود.

    وبهذا يتضح: أن نتيجة العلم الإرثي هو اليقين, ونتيجة العلم الرسمي هو صورة اليقين, حتى أوضح, لأنه عندما اقول علم اليقين قد يذهب الذهن {كلا لو تعلمون علم اليقين} لا لا ليس ذاك, وإنما المراد يعني المفهوم, ما الفرق بين المفهوم والمصداق الخارجي؟ أن المفهوم هو الشيء بلا اثر, والمصداق هو المفهوم مع الأثر, ولذا انتم تجدون انه نحن معارفنا الدينية ليست قليلة ولكن آثارها كم هي؟ تجدون قليلة, سببها ما هو؟ سببها أن هذه مفهوم تلك المعارف الدينية وليست حقائق تلك المعارف الدينية, وإلا حقائق تلك الحقائق اذا وجدت, رسول الله  ’ بكل عظمته عندما يخبره جبرائيل بما يفعل بالناس او ببعض الناس في نار جهنم, لم يُرى ضاحكا بعدها أبداً, مع انه يعلم هو منهم او لا؟ ولكن نحن نلهو ونعلب ونأتي وكأنه لم يحدث شيئا, هذا منشأه أن ذاك يقين وهذا ماذا.

    الآن افتح لي قوس او قل فائدة:  التفت الى ما اقول جيدا, فائدة: ذكر جملة من المحققين وأهل الفهم والتدقيق أنه كما انه في المعارف الأصلية نحتاج الى وراثة يعني نسبة معنوية وارتباط معنوي للوقوف على حقيقة معارف الدين لا يكون الفقيه فقيها الا اذا كانت له نسبة معنوية مع أهل البيت ^, والا الاجتهاد لا يفي وتلك الملكة لا تعطى, انها ملكة قدسية, لا حفظ مجموعة اصطلاحات يجعل الانسان مجتهدا, لا لا, نعم هؤلاء مجتهدين هذا الزمان بلي, مجتهدي آخر الزمان بالحمل الاولي بتعبير جناب الشيخ.

    ذيك المرتبة التي يحق لذلك الانسان أن يقول هذا حكم الله لأنه يريد أن يفتي الناس, يفتي لا ينقل, يفتي يعني ينقل ماذا للناس؟ حكم تشريع يريد أن يقول للناس, هذا يعطى واقعا لكم نفر يعرفون كم من هذه الاصطلاحات.

    ولذا تجدون الأكابر في هذا الفن أقول واقعا لابتلائنا الشديد في مثل هذه الأزمنة بهذه الطامة الكبرى الذي ذهاب الدين يصير على أساسها, البعض يتصور انه لا, مسألة الاجتهاد أن يعرف أربعة خمسة كلمات في الفقه, وأربعة كلمات في الاصول وأربعة كلمات في علم الرجال, فانت تصبح ماذا؟ لا اخواني الاعزاء المسألة واقعاً أعظم من هذا واجل من هذا, واخطر من هذا, انه أربعة اصطلاحات, حتى ذهب بعضهم لا أريد أن أذكر الاسماء, اذهبوا انتم واقرؤوها في كتاب الاجتهاد والتقليد, ذهب بعضهم انه لا يشترط انه أساساً في المجتهد أن يكون عادلا بل أن لا يكون حتى مسلما, لماذا؟ لأنه علم, مثل العلوم الأخرى الطبيعية البشرية, طيب يحفظها فيصير مجتهد, انتهت القضية, هذا منشأه ماذا؟ منشأه خطأ ذلك الأصل الذي بنوا عليه, تصوروا أن العلوم الدينية المرتبطة بالله وبالقرآن وبالطهارة والتزكية كعلوم الفيزياء والكيمياء.

    ولذا تجدون واقعا هذه ارجعوا الى تأريخهم, تجدون أنهم كانوا يهربون من الفتوى كهروبهم من الأسد, لماذا؟ يعني لم يكن مجتهد؟ لا والله أظفار أرجلهم كانت أعلى من مجتهدي هذا الزمان, ولكن لماذا كانوا يهربون؟ لأنهم كانوا يعرفون عمق هذه المسألة, بأن هذه المسألة ما كانوا يرون أنهم مصداق هذا الارتباط الروحي المعنوي وانه أوذن لهم بحسب هذا الارتباط القدسي أن يفتوا الناس او لم يؤذن لهم هذا؟ (كلام احد الحضور) لا تنحل وهو انه يتصدى له أمثال سيد بحر العلوم, وتصدى له, (كلام احد الحضور) لا البحث انه الآن اذا نحن عندنا مشكلة, يعني لم يتصدى هؤلاء الجهلة الحمقى يعني باب الفقه يقف عندنا, ليس هكذا شيخنا, يعني اذا هؤلاء الذين الآن متصدين وكتابة الرسائل العملية والبحث الخارج, واعبر عنهم بكل وضوح جهلة حمقى, لأن هؤلاء واقعا يشترون عذاب الله وهم لا يعلمون, لانها ليست بهذه البساطة, يعني هؤلاء إذا لم يكونوا باب الفقه يقف عندنا؟ بحمد الله تعالى الأكابر الآن الحوزات العلمية الشيعية الذين هم الآن الطبقة الاولى ملئوا الخافقين لا عندنا مشكلة في هؤلاء.

    والمسألة مسألة صغروية بيني وبين الله, ولذا انتم انظروا الى المحقق الداماد, صاحب القوانين انظروا إليهم, هؤلاء لم يكتبوا رسائل عملية, ابدا, لماذا لم يكتبوا؟ كانوا أساتذة كبار في الحوزات العلمية ويدرسون ويحللون ويجيبون ولكنهم يفتون او لا؟ لا, الفتوى حساب آخر.

    لذا هذه القضية خطرة جدا, لا أقل أنا اقول على مستوى اخواني الذين جالسون هنا, لا اقل ليعرفوا انه يوجد رأي بهذا الشكل لا اقل فليوجد, هذا الاحتمال قائم, حتى بكرة بكل بساطة يأتي الى الورقة و بسم الله الرحمن الرحيم العمل بالرسالة مجزي.

    انظروا بحثين هنا, أنا بحث فقهي عندي هنا, شيخنا, أنا فقط قلت يوجد رأي هنا يقول, هنا بينت في ما يرتبط, الا انه جنابك, حتى لا يكون سؤالك بلا جواب, الا أن تفترض انه جنابك انه الله (سبحانه وتعالى) في العقائد وفي علم الدين كلها طلب العلم الإرثي ولكن عندما جاء الى الفقه قال ليس بمهم كيف ما كان مشوه, أنا افترض أن علم الفقه علم ديني, دين, يعني موازين الدين لابد أن تكون حاكمة فيه. الا أن تقول بلي, الغزالي في أحياء العلوم يعتقد أن علم الفقه من علوم الدنيا, (كلام احد الحضور) لا الغزالي يعتبره من علوم الدنيا, هنا الفيض الكاشاني يحمل عليه حملة, يقول له: إذا كان تريد أن تقول فقهكم علوم دنيا ما لي علاقة, أما فقهنا ليس من علوم الدنيا, هذه الجملة ما هو معناها أن فقهنا ليس من علوم الدنيا؟ يعني فيها أبعاد معنوية, أبعاد غيبية, أبعاد بان الانسان. لذا قلت لكم انه انتم عندما تذهبون الى الأكابر تجدون واقعا الشيخ الأنصاري وغير الشيخ الأنصاري عندما كانت تأتي مسألة ينقل من بعض الأكابر, لا أريد أن اذكر الاسماء لأنه تسجيل وتلفزيون وكذا, عرفت كيف.

    يقول: والله أول فتوى أردت أن اكتبها لأربعة ساعات هذه كانت تهتز النوافذ, أول فتوى, وعلق بعض الاعلام قال له وبعد ذلك, قال له: بعد ذلك صارت عادية لان الفقس صار ملكة.. هذه من باب اللطيفة, قال له: قبلها كنت أتردد بعد ذلك ماذا صار؟ لا, من جاء ماذا.

    انتم ترون في هذه الأزمنة يوميا ألف سؤال قد يأتي الى الفقيه, ألفين سؤال يأتي الى الفقيه, هذه إفتاء الناس ليس بأمر سهل, ولكنه مع الاسف الشديد هذه القضية لم تأخذ أبعادها الطبيعية. ارجع الى البحث, كم بقي من الوقت, (كلام احد الحضور) ثلاثة دقائق, جيد, نقرأ العبارات لكي الكتاب لا يخلو من عريضة.

    قال: واعلم أن كل وارث يأخذ من موروثه او مورثه؟ يصح, ما يكون له من الأموال بحسب نصيبه المقدر له, الآن من باب الروايات الواردة في اصول الكافي وغير اصول الكافي, وأموال الانبياء   ^ يعني أموالهم الحقيقية لا أنهم ليست لهم أموال مادية, كما حاول ذاك الانسان أن يقول, ما تركناه صدقة, لا لا, يريد أن يقول: أن ما تركوه للبشر هو ماذا؟ لأنه هم ليسوا بصدد أن يجمعوا المال, لأنهم لم يكونوا بصدد جمع الأموال لكي يورثوها. وأموال الانبياء صلوات الله عليهم, هي العلوم الإلهية والأحوال الربانية والمقامات والمكاشفات والتجليات, هذه إشارة الى مسألة العلم والحال والمقام, الذي إنشاء الله بعد ذلك سأبين انه ما هو المراد منها, العلم اتضح انه ما هو المراد, أما ما هو المراد من الحال, وما هو المراد من المقام, حالات ومقامات. لأنه انظروا قال: هي العلوم الإلهية والأحوال الربانية والمقامات والمكاشفات والتجليات كما قال ’ وهذه الرواية أيضا واردة في اصول الكافي الجزء الاول ص ظاهرا 32, الرواية هذه, عن الامام الصادق× قال: أن العلماء ورثة الانبياء وذا كأن الانبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا وإنما أورثوا أحاديث من أحاديثهم فمن اخذ شيئا منها فقد اخذ حظا وافرا فانظروا علمكم هذا عن من تأخذونه شرقا او غربا لن تجدا علما صحيحا الا عندنا أهل البيت. فالعلم الحاصل يأتي.

     والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2016/01/17
    • مرات التنزيل : 1806

  • جديد المرئيات