بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
قال: ولما كانت الامور السابقة في النشأة الدنياوية سببا للوصول الى ما قدر له في الآخرة كما قال ’(الدنيا مزرعة الآخرة) قال الشيخ لآخرتي حارث, جيد.
اذا يتذكر الاخوة قلنا بأنه: لم يبقى لمقدمة الشيخ في الفصوص إلا بعض هذه المقاطع.
المقطع الاول: ولكني وارث, وبالأمس بينا معنى الوارثية بشكل واضح ودقيق, ولآخرتي حارث.
المراد من الحارث بأنه أساساً يصل الى نتيجة ما زرع, لأنه الحرث الانسان لأي شيء يحرث؟ يحرث حتى يحقق نتيجة ما يحرثه وما يزرعه, ولكنه الانسان إنما يصل الى الحصاد, طبعا يصل الى الحصاد بحسب ما يزرع, وإذا كان يزرع فجل فبطبيعة الحال يحصل أيضاً فجل وإذا كان يزرع حنطة يحصل حنطة وإذا كان يزرع حنظل فيحصل حنظل لأنه الله (سبحانه وتعالى) جعل في هذا العالم نظام, {والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه, والذي خبث لا يخرج الا نكدا} هذا نظام الله (سبحانه وتعالى) وضعه في هذا العالم ولا يتبادر الى ذهنك أن هذا النظام مرتبط فقط بالأمور الدنيوي بل في الامور المعنوية أيضاً كذلك {من يعمل سوءا يجزه به} هذا نظام يعني هناك رابطة وجودية بين السوء وبين الجزاء المترتب على ذلك, وكذلك في ما يتعلق بالمعارف الدينية اعم من أن تكون مرتبطة بالأمور العقائدية بالأمور الأخلاقية بالأمور العقدية هذه كل يحصد ما زرعه اين؟ ما زرعه في هذه النشأة.
ولذا قال: ولما كانت الامور السابقة في النشأة الدنياوية يعني السابقة على الآخرة, سابقة السبق طبعاً رتبياً لا سبقاً زمانياً, سببا للوصول الى ما قدر له في الآخرة كما قال ’(الدنيا مزرعة الآخرة) قال لآخرتي حارث, يعني هذا الذي حصلت عليه من العلم الإرثي يكون مزرعة للوصول الى ما ازرعه واحصده في النشأة الآخرة.
ولا يريد به لا يتبادر الى ذهنك انه يريد من ذلك الجنة, لأنه هذه طريقة المبتدئين ولا يريد به اجر الآخرة ودخول الجنة ونحو ذلك, فان الكمل لا يعبدون من حيث الكبرى صحيحة وهو كذلك لان الكمل من الأوصياء والأولياء لا يعبدون الله للجنة بل المراد بالآخرة ما به ينتهي آخر أمره من الفناء في الحق والبقاء به (سبحانه وتعالى).
طبعاً درجات الفناء أيضاً متناهية او غير متناهية؟ لا, أبداً, لأنه من الذي يستطيع أن يصل الى مقام الواحدية ويفنى في مقام الواحدية, من يستطيع أن يصل الى مقام الاحدية ويفنى في مقام الاحدية, هذا كل بحسبه.
طبعا هذا المعنى اشرنا إليه مفصل في المعاد في الجزء التاسع من الاسفار قلنا بأنه أساساً لا يتبادر الى ذهن احد بان الدنيا والآخرة امتداديتان يعني لكي يصل الانسان الى الآخرة لابد أن تنتهي الدنيا, ليس الامر كذلك والا اذا كان الامر كذلك فالآخرة الآن موجودة او غير موجودة؟ غير موجودة لماذا؟ لأنه مثل الآن اليوم الأربعاء الخميس موجود أم لا؟ يوم الخميس لا يوجد لماذا؟ لأنه يوم الخميس لاحق وجوده ليوم الأربعاء فيستحيل أن يكون له وجود وهو في يوم الأربعاء, اذا كانت الدنيا والآخرة إمتداديتان, اذن ما دامت الدنيا موجودة فالآخرة موجودة أم لا؟ أما اذا كانتا طوليتين يعني أن الدنيا ظاهر وهذه الدنيا لها باطن ولباطن الدنيا باطن ولباطن باطنها باطن الى ما شاء الله, طيب انت وقدرتك, بعض يستطيع وهو في هذا الظاهر أن يغوص في أعناق البطن, (موتوا قبل أن تموتوا) وبعض لا يستطيع أن يغوص, ما ادري انتم تشاهدون هؤلاء الذين واقفين في الطائرات يريدون أن ينزلون بالبرشوت الى الارض بعضهم لا يجرأ ماذا يفعلون به؟ يدفعونه هذا الموت الاضطراري ما هو؟ دفع, لأنه نحن لابد لنا من أن نذهب لا يمكن {إنك ميت وإنهم ميتون} {كل نفس ذائقة الموت} هذا نظام الهي غير قابل, من القضاء الذي لا يرد ولا يبدل وهو الانتقال, ولكن البعض هو ينتقل وبعض ينقلوه بشق الأنفس, كذلك في المقام.
البعض يستطيع أن يدخل الى عالم البرزخ ويرى واقعا عالم البرزخ, وبعض يستطيع أن يعبر من البرزخ الى الآخرة, ولذا انتم تجدون بأنه الرواية التي في الأمس قرأناها وهي رواية ذاك الانسان (كأني انظر الى عرش الرحمن بارزا) طيب هذا كم مرحلة كم بطون عبر حتى وصل الى ذلك المقام, والا ليست بالقضية السهلة انه وهو في الدنيا أن ينظر الى عرش الرحمن, ليس ببساطة وهو في الدنيا أن ينظر الى الجنة وأهلها والى النار وأهلها أن يتعاطون, ليس ببساطة {كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم}.
إذن هذا عندما يقول ينتهي آخر أمره ليس بالضرورة ينتهي آخر أمره اين؟ في الآخرة لا, يمكن في الدنيا وهو ينتهي آخر أمره يعني في السفر الثاني ثم في السفر الثالث والرابع.
قوله نظم, فمن الله فأسمعوا والى الله فارجعوا, طيب جيد جدا.
هذا يقول الفاء جواب شرط مقدر يقول بعد أن ثبت لكم أن هذه المعارف إنما أعطيت له من الله بتوسط من؟ بتوسط الرسول الخاتم ’اذا تتذكرون في عبارة سابقة ماذا قال؟ قال: ألهمني الله, تتذكرون, قال: التي أعلمني الله إياها من الكتاب الذي اعطانيه رسول الله ’إذن اذا كانت هذه المعارف من الله إذن عندما تقرأون شيئا فتقرأون مني أم من الله؟ من الله, طبعا بتوسط رسول الله ’أعطاني وبتوسط بياناتي التي رقمتها ببناني في هذا الكتاب.
جواب شرط مقدر أي إذا كان ما بينته واقعا العبارة مؤدبة جدا, يعني اذا جنابك قبلت هذا المقدار قبلت اذا لم تقبل متفضلين, قم واخرج من الدرس لا احد بعث ورائك, أنا اقول هذا المعنى, من يعتقد مني هذا الكلام فيسمع من الله, من لا يعتقد مني هذا الكلام فانا بعثت وراء احد أن يأتي ويقرأ هذا الكتاب, انت جئت, أما اذا جئت فلابد أن تحفظوا ماذا, لأنه أحتمل بعض الاخوة في قلبهم يبتسمون فلذا أشكلت, هذا دفع دخل مقدر.
أي اذا كان ما بينته من الأنوار وكشفته من الأسرار من الله يعني اذا قبلت هذه المقدمة, من غير تصرف مني لأنه هو يقول أنا تصرفت أم لا؟ لا, لماذا؟ لان الله (سبحانه وتعالى) عصمني, (كلام احد الحضور) بلي عصمني, لأنه هو يعتقد بأنه هذه الأدعية التي دعاها هو انه ليس انه لا يعلم انها متحققة أم لا, هو متحقق بها, إذن لماذا يدعوا؟ يقول لأنه هذا أدب العبودية أدب الدعاء, ماذا رسول الله ’الم يكن في صلاته كان يقول {إهدنا الصراط المستقيم} يعني كان لم يعلم انه هو على الصراط المستقيم, القران يقول {وانك لمن المرسلين على صراط مستقيم} إذن لماذا يدعوا الله؟ الآن قل لي انت بين لا اقل قل لي انه حدوثا موجود ويطلب من الله البقاء, طيب أنا اقول كذلك, أنا على الحق أنا على الصراط, إذن لماذا تدعوا؟ يقول لأنه هذا أدب الدعاء هذا أدب العبودية هذا أدب التأسي بالنبي الأكرم ’أليس لنا في رسول الله أسوة حسنة, طيب رسول الله كان يدعوا وهو متحقق.
قال: من غير تصرف مني وأنا مأمور بإبرازه يعني اذا تمت هذه المقدمة جواب شرط مقدر, فإذن من الله فاسمعوا لا مني, فمن الله اسمعوا لا مني والى الله فارجعوا في ماذا؟ عند سماعكم في ما لا طاقة لك بسماعه, اذا وجدتم في هذا الكتاب ما لا تفهموه تستوحشون منه لا تنسجم مع محجوبيتكم مع عماكم فلا أقل هذا ارجعوا فيه الى الله لماذا؟ يقول لعل الله (سبحانه وتعالى) يوسع إنائكم وظرف وجودكم ووعاء وجودكم فتفهمون ما اقول.
قال: فارجعوا عند سماعكم ما لا طاقة لكم بسماعه لعدم علمكم بحقيقة كلامي, طبعا انظروا البحث الكبروي كله تام, يعني أهل البيت ^عندما قالوا لنا بأنه حديثنا (صعب مستصعب لا يحتمله) ثم بعد ذلك أمرونا قالوا أصلاً (ليس من ورد الحديث إليه الحديث منا ينسب إلينا وماذا اذا اشمأز قلبه ماذا يفعل؟ فليرد علمه إلينا, فلعل الذي رده قد خرج منا فيكون بذلك خارج من ولايتنا) هذه توجيهات أهل البيت ^فلذا قلت اخواني الاعزاء هذه الكبريات التي يذكرها مما لا اشكال في صحتها نعم الكلام أن هذا الكتاب من مصاديقها او لا؟ هذا انت وتتبعك وتدبرك وتحقيقك, والامر إليك قلت لا احد ضرب على يدك وانه تأتي وتقرأ الكتاب وتضع خمس سنين من عمرك على هذا الكتاب, نعم إذا اعتقدته اقرأه, ثم طبقه على الموازين, والا الكبريات كبريات تامة بلا ريب وهذا الذي نحن عاهدنا به أنفسنا انه من أول الابحاث والحمد الله تعالى اليوم الدرس 199 عرفت كيف والمقدمة أيضاً سوف تنتهي في 200, هذا البحث عندما ينتهي انتم وجدتم بمقدار ما أمكن شواهد من الآيات وشواهد من الروايات بيناها والروايات مليئة بهذا, فلذا روايات التسليم لما ورد لشيعتنا فوق حد الإحصاء, والتسليم ما هو ما معنى التسليم؟ اذا اتضحت له فلا يحتاج أن يقول له احد سلم, هو عندما اتضحت له الحقيقة يسلم او لا؟ إذن التسليم اين مورده؟ في الموارد التي لم يفهمها فيقول سلموا, وإذا سلم كان معنا في درجتنا في الجنة.
قال: لعدم علمكم بحقيقة كلامي وعدم استبانتكم لم تستطيعوا أن تتبينوا في بعض أسراره يقول فارجعوا الى الله لا ارجعوا إلى لماذا؟ لأنه فإنه لماذا ارجعوا الى الله لا إلي؟ فانه ميسر كل عسير لأنه عسر عليكم, {فإن مع العسر يسر} إذا كان الامر كذلك الآن اطلبوا من الله هذا الذي تعسر عليكم أن يجعله يسيرا, كيف يجعله يسيرا؟ التفت جيدا.
قال: ليطلعكم على معاني, معاني كلامي, بمعانيه ارفعوا الفارزة, بمعانيه كما هي, ييسر يعني ماذا كل عسير؟ يعني يجعل قلوبكم واعية قابلة مستوعبة لفهم أسرار كلامي, ليطلعكم بمعانيه معاني كلامي كما هي, كيف يطلعكم بمعاني كلامي كما هي؟ هذا بيان, بإشراق أنواره في قلوبكم, وفيه, وفي هذا الكلام لأنه قال والى الله فارجعوا, وفي هذا الكلام تنبيه أن النبي مظهر لهذا الاسم الجامع لأنه جيد.
طيب الآن يقول الى الله فارجعوا, طيب ما علاقة النبي بأنه مظهر الاسم الجامع؟ فلذا في الحاشية اضطر شيخنا الاستاذ أن يقول أي قولوا من الله, أي قوله من الله ينبغي أن يقال من الرسول.
الجواب: لا, هو في هذا التنبيه يريد أن يقول أن هذه المعارف ممن؟ ولكن لأن رسول الله أعطانياها هذا يكشف أن الرسول مظهر الله, لا انه من الله او من الرسول هو, صرح انه ممن؟ أعلمني الله إياها ولكن هذا الواسطة لمن جعل الواسطة؟ الرسول اذن يظهر أن الرسول مظهر هذا الاسم الجامع وهو الله.
قال: والى الله فارجعوا, التفتوا يوجد فيه كلام كثير هذا ولكن أنا أريد أن اعبر عليه, لأنه بكرة قد يقال بان السيد يتعامل مع كلمات الشيخ وكأنه آيات, الشيخ لم يقل والى الرحمن فارجعوا والى الرحيم فارجعوا والى الرزاق فارجعوا, والى العليم فارجعوا, قال يعني ماذا؟ يعني هذه المعارف من اين أخذها هو؟ من الاسم الاعظم لا من الاسماء الجزئية, والى الله فارجعوا.
قال: وفيه تنبيه على أن النبي مظهر لهذا الاسم الجامع لأنه أي النبي, هو الآمر بالإبراز والإظهار, فإذا سمعتموا ما أتيت به فعّوا, يقول: عوا او عو أمر من وعا يعي وعاية, {اذن واعية} هذه واردة في أمير المؤمنين×أن الله (سبحانه وتعالى) أعطاه اذن واعية تعي, رب حامل فقه ماذا كيف يصير؟ نعم هذا الذي يحمل الرواية حملها وهو يعرف الدراية او لا يعرف الدراية؟ لا يعرف, فهو يعرف علم رواية يحملها الى من؟ الى من يوجد له علم الدراية, فلهذا ورد في رواياتنا (نحن لا نعد الرجل فقيها حتى يعرف معاريض كلامنا) أصلاً عندما يقرأ يقول بلي هذا الحديث صادر, عنده ميزان بمجرد أن يسمع يقول بلي هذا مع موازين أهل البيت, ويسمع الحديث يقول لا هذا من جراب النوره, وهذا كان في زمان أهل البيت, يقول ذهبت الى الامام×سألته فيقال له ماذا قال لك؟ فيقال انه هكذا قال: قال أعطاك من جراب النورة, يعني يعرفون أن الامام من هو الذي أعطاه, بعبارة أخرى: من يصبغه ومن هو من جراب النورة يعني بلي (كلام احد الحضور) صبغ يعني من الذي صبغه وقال له قم واذهب ومن أعطاه الحقيقة, فلهذا بمجرد أنهم كانوا يسمعون الجواب يقول أعطاك من جراب النورة, على أي الاحوال.
قال: عُوا أمر من وعا يعي اذا حفظ أي فإذا سمعتم ما أتيت به من الله لا مني, الآن كيف أتيت به من الله لا مني؟ يقول: باعتبار انه هو واصل الى مقام الفناء, فعندما يتكلم هو يتكلم او الله يتكلم على لسانه وعلى قلمه؟ (ما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل فإذا أحببته كنت سمعه بصره لسانه قلمه .. الى غير ذلك) وإذا صعد الى مقام قرب الفرائض الله يتكلم ولكن على لسان من؟ ارجع وأقول هذه الكبرى تامة لا شك فيها, نعم أنت عندك اشكال في الصغرى, طيب هذا تابع لك بيني وبين الله لم يقل لك احد بأنه لابد أن تعتقد أن فلان من مصاديق هذه الكبرى إن اعتقدت فهذه تنظر إليها بحسن الظن وتحاول أن تجد لها ألف مخرج, أما اذا نظرت إليها بسوء الله, فهذا كلام من عندهم قالوا, وحتى لو كان صحيحا والله تجد له خمسة وخمسين اشكال, حب وتكلم واكره وتكلم, وهذا طبيعي طبيعة الانسان, نحن الآن ماذا الذي يصدر عن أهل البيت^؟ الدنيا تصعد وتقوم, نقول في هذا المورد لابد أن نضع علامة استفهام, لا نقول والله لو رقبتنا تذهب, نقول أم لا على أهل البيت؟ لا نقول, لماذا؟ لأنه الكبرى تامة, أن هذه كل الذي يصدر حق مبين.
اخواني الاعزاء اقبلوا هذه الحقيقة, بعض الاعلام وصلوا الى أن مقام الشيخ لا أريد أن اقول انه وصل الى مقام الائمة ولكنه اعتقدوا أن الشيخ واصل الى مثل هذه المقامات, لا تعترض انه لماذا يتعامل معها بهذه الطريقة, هذا معتقد بان الشيخ على هذا القدر.
كن على ثقة الآن بعض الاعلام المعاصرين, انظروا لا أريد أن اذكر الاسماء لأنه قلت لكم انه يوجد تسجيل, انظروا عندما يأتي ويريد أن يعلق على كلمات سيدنا الشهيد +, أنا انقل لكم, بعض الفضلاء عندما اقول له انتم لماذا لا تنقلون عبارات السيد الشهيد في البحوث او المباحث او كذا؟ يقول: هذه كتب أدبية, انتهت القضية, كتب سبع مجلدات وأربع مجلدات واقتصادنا وفلسفتنا والأسس المنطقية للاستقراء و.. كلها هذه كتب أدبية, وبعض يقول: أصلاً عقمت الأمهات بعد أن يلدن مثل السيد الشهيد, طيب هذا كيف يتعامل مع السيد الشهيد وذاك كيف يتعامل معه؟ ذاك يتجاوزها يقول ما فيها شيء, (بكذاريد جابيها كم كنيم) هكذا, وبعض يقول لا, اذا يوجد علم فأين يوجد؟ هنا.
طيب اخواني أعزائي يا أحبائي هذا الكتاب الناس بإزائه انقسموا الى قسمين, وبتعبير العلامة المطهري +يقول: من قسم الناس إزاء احد في تأريخ الإسلام كما انقسموا إزاء الشيخ محي الدين, لابد انتم رأيتموه في شرح المنظومة, بعض يراه اذا لم يكن كافرا فلا وجود للكافر, لأنه هذا أوضح مصاديقه من؟ محي الدين, إذا هذا ليس كافرا فنحن كافر لا يوجد عندنا, وبعض يراه انه تالي تلو العصمة في مقامات المعارف, والذين يعتبروه بهذا الاتجاه وأنا بودي اخواني الاعزاء كونوا على ثقة لا انه هذا الكتاب نقرأه, بودي أن ترون أن أولئك الذين اعتبروه بهذا المستوى أي طبقة من العلماء, كونوا على ثقة الطبقة الاولى بل أولى الاولى من علماء الإمامية اعتبروه بهذا المستوى, وليسوا أناس عاديين, يعني السيد الطباطبائي ليس بإنسان انه يؤخذ بمحي الدين, حتى اقول بلي قرأ له أربع كلمات وشغف به انجذب إليه, تقبلون هذا الكلام في السيد الطباطبائي, لم يقبل, هذا الذي يعبر عنه السيد الطباطبائي بأنه كل ما كتبه صدر المتألهين بل من كتب في معارف الدين بعد محي الدين لا يساوي سطر مما كتبه محي الدين, ماذا أعطاه مال محي الدين, طيب ماذا فعل للسيد الطباطبائي الذي هكذا يشغف مشغوف, أما ملا صدرا, فانا أتصور الاخوة يتذكرون في الاسفار اذا يوجد كلام تحقيق من اين منقول؟ من محي الدين, أما حسن زاده, أصلاً ذاك لا يمكن أن تجرأ أن هذه الكلمة لماذا تقدمت هنا, يقول: قم واخرج من الدرس, (كلام احد الحضور) بلي بهذه الحدية, تقول له هنا لماذا محي الدين؟ يقول: نحن كل همنا أن نفهم ماذا يقول؟ ماذا يقول محي الدين, كل همنا أن نفهم ماذا يقول, اذا فهمنا عند ذلك الوقت نتكلم, أما السيد الامام, أتكلم عن المعاصرين, أما القدماء الشيخ البهائي و.. غير ذلك انتم اذهبوا وانظروا هؤلاء عندما يأتي محي الدين كيف يظهرون الخضوع أمام هذا الرجل.
أما السيد الامام, انت انظر قلت لا أريد أن اذكر الاسماء, عندما يرد أن يذهب الى زيارة دمشق في سوريا يقول: اذهبوا الى هناك وزوروا ماذا, طيب القضية, والسيد الامام بينك وبين الله يوجد احد يشك في علمه وفي ولائه وفي ارتباطه بأهل البيت, يوجد احد عنده شك بهذا المعنى؟ اذا يشك, أنا واحد من الناس اشك في كل كذا, هذا الرجل الذي هو من أقطاب الإمامية, فقها, أصولاً, عرفانا, فلسفة, تفسيرا, كلاما, أخلاقا, زهدا, أيوجد شك في هذا, وكل من شك فيه شك في بعده السياسي والا لم يعترض على شخصيته+لم يأتي احد وقال لنا بأنه هذا ليس فقيها وليس أصوليا وليس بعارف, قالوا هذا التصرف لا نقبله منه, وذاك حقه, ذاك بحث سياسي. ماذا وجدوا في هذا الرجل؟ أما تلك الطبقة الأخرى, أمثال القيصري وأمثال القيصري فهؤلاء يعتقدون بأنه الأوحد وهو خاتم الولاية المحمدية المقيدة.
اذن أنا الآن افتحوا لي قوس (واقعا لا اقول أن هذا صحيح بهذا الإفراط ولا ذاك صحيح بذاك التفريط ولكن رجل على هذا المستوى من القمة في المعارف يمكن للانسان أن يمر من عنده مرور الكرام يمكن هكذا او لابد أن يقف عنده وينظر بأنه واقعا ماذا يريد أن يقول هذا الرجل, ولكن اقول ماذا يقول لا انه في الليل يشرب شاي وسيكارة ويقرا, لا يجلس ينظر هذا الرجل ماذا يقول, او يقول بيني وبين الله يقول أنا هذا الرجل لم أطالع له ولم ادرس له فرجائي إني لا أتكلم لا عليه ولا ما اعرف هذا الرجل انتهت القضية, أما يتعاملون مع هذا الشخص, وعلى المنبر سمعت, بدأ هذا ابن عربي هكذا يقول وانه قال قتل الحسين بسيف جده وانه وانه.. اسمع اسمع, عندما نزل من على المنبر قلت له: مولانا الجليل هذا الذي يقول ذاك ابن عربي الفقيه الكذائي لا هذا, قال: نعم ادري, قلت له: اذن لماذا هذا, قال: لأنه هذا صاحب بدعة لابد أن أخرب سمعته, طيب انظروا بهذه الطريقة .. هذه الطريقة, أنا شخصا لا احد آخر, قلت له: هذا ليس كلام ذاك هذا كلام هذا, قال: نعم اعلم, ولكن هذا صاحب بدعة فإذن لابد ماذا أن افعل له؟ وهذه موجودة في كتبنا الفقهية انه صاحب البدعة ماذا تفعلوا به؟ (طيحوا حظه حتى لو لم يقلها قولوها في حقه) موجودة هذه, على أي الاحوال.
قال: فوعوا وأحفظوا بدرك معانيه وبتحقيق أسراره ثم بالفهم فصلوا مجمل القول واجمعوا. طيب هذا بحث أساسي واقعا هذا المقطع هذا البيت مهم جدا, ماذا يريد أن يقول؟ يريد أن يقول: أنا الذي كتبته في الفصوص فهو قواعد العرفان أصول العرفان اصول المقامات لا تتصورون انه التفصيلات أيضاً موجودة هنا, التفصيلات ترونها عندما تقرؤون مصباح الأنس, مصباح الانس, ولذا تجدون أن مصباح الأنس يقرأ متى؟ لماذا؟ لأنه مصباح الانس شرح متن الفصوص, لأنه المتن لصدر الدين القونوي والذي هو واقف كاملا على مباني أستاذه محي الدين, والشارح, والشرح هو هذا, ولذا تفصيلاته كل مسألة هنا موجودة تفصيلها اين موجود؟ هناك.
قال: أي اذا سمعتم وفهمتم أي اذا سمعتم ووعيتم معناه, معنا كلامي وتحققتم بعلمي لا وحصلتم علمه, ماذا؟ تحقق, يعني وصل الى مقام الحقيقة من كلامي لا الطريقة له ولا الشريعة له, يعني ليس العلم الحصولي ليس هذا والا هذا قد يبعدكم كثيرا, اذا تحققتم بكلامي, تحقق, فصلوا ما فيه من الاجمال وفرعوا عليه التفاريع المترتبة على كلامي.
طبعا هذه قاعدة عامة انتم تعلمون في الفقه نحن توجد عندنا قواعد وأصول وتفريعات, في الاصول أيضاً عندنا قواعد وتفريعات, في الفلسفة عندنا قواعد وتفريعات, الشيخ يدعي في هذا الكتاب انه هذا الفصوص ما هو؟ هي هذه الاصول والقواعد لأن أسرار هذا الكتاب اصول كلية ومن علامات العلم بالأصول, اذا تريد أن تعرف بأنك عالم بالأصول, مرادنا ليس علم الاصول, اصول أي علم؟ اعرف بأنه انظر بأنه تستطيع أن تفرع عليه او لا تستطيع, فان فرعت فهذا معناه انه انك وعيت الأصل أما اذا لم تستطيع أن تفرع فانت مجتهد أم لا؟ لا انت حافظ, طيب حافظه حفظا جيدا, مرتبة من مراتب العلم, ولكن انت مجتهد او لا؟ لا, تلك الملكة لا توجد, القواعد تعرفها الاصول تعرفها وقد تفرع يقول لك فرع تقول بلي يترتب, يأتي شخص آخر يقول لا ليس هكذا تقول له لا ليس هكذا.
(رحمة الله تعالى عليه) على السيد الشهيد موجودة في تأريخه, يقول نحن حضرنا عند أستاذ يدرسنا الكفاية, فانا كل ما كان يقرر لي من المطالب فكنت أشكل أما على عبارة الكتاب او على مضمون العبارة, فكلما كنت أشكل كان الاستاذ يقول نعم وارد, أنا شهر شهرين ثلاثة, رأيت بأنه ليس من المعقول أن كل الذي أشكله على صاحب الكفاية هو وارد, أنظروا هذا الانسان النبيه ما يأخذه الغرور, بلي بلي, اعلم من صاحب الكفاية, لا شكك اين؟ في قدراته, قال ليس من المعلوم طبعا لم يشكك في قدراته هو, بل شكك في قدرات الاستاذ, قال اذن هذا الاستاذ لم يفهم الكتاب, والا لو فهم الكفاية كان يستطيع أن يدافع عمن؟ صاحب الكفاية, لا معنى أن كل إشكالاتي واردة على صاحب الكفاية, وهذا ميزان جيد, اذا حضرتم عند أحد الآن كتاب او خارج, وأشكلتم وقال أحسنت أحسنت اعرف ما هو؟ والامر إليك, لأنه كانت عندي عبارة أخرى ولكن لا أقولها, التفتوا جيدا.
اذا حضرت عنده كتاب كان او خارج, انتم ترون الآن هذه الخوارج الموجودة … خارج ماذا يصير جمعه؟ خوارج, هذه بحوث الخوارج, جدا لطيف من باب الاشتراك اللفظي طبعا, عرفت كيف, هذه الابحاث واقعا ترون بان الطالب كل ما أشكل ماذا يقولون له؟ أحسنت وارد, أحسنت أيضاً يقولون له على أساس انه, هنا هذه النقطة التفتوا إليها السيد الشهيد في تأريخه موجود راجعوا, على أي الاحوال.
قال: من علامات العلم بالأصول تعدي الذهن منها من الاصول الى تفاريعها فمن لم يتفطن بتفاريع الاصول الكلية لم يكن عالما بهذا الفن الذوقي, ولذا أنا شخصا سألت السيد الشهيد قلت له: من هو المجتهد؟ قال: المجتهد هو الذي يفهم ويدافع عما يفهم, لا يفهم, اذا انت وضعت أمام شخص آخر يشكل عنده قدرة على ماذا؟ على الدفاع, أما اذا وجدت انه لا يوجد عنده قدرة على الدفاع انت ماذا؟ انت حافظ, (كلام احد الحضور) بلي بالحمل الشائع والدفاع بلي تلازم وجودي يوجد, يعني انت اذا قضية واضحة ثغورها ومبانيها ولوازمها ونتائجها ومقدماتها وأدلتها, لست ببساطة تستسلم, ولذا انتم انظروا الى السيد الشهيد يذكرها السيد الحائري, في تقريراته انه كان يشكل ويجاوب, ويشكل الى أن سبع مكانات قال: صار وقت الصلاة, يقول انقطع البحث, أليس هكذا كان يقول السيد الخوئي بمجرد أن يشكل السيد الشهيد يقول له أحسنت, أبداً, لا يوجد عندنا هكذا حالة, لماذا؟
لأنه مبناه واضح مقدماته نتائجه, أما اذا خاف فهذا خير دليل على انه مجتهد أم لا؟ يعني اذا جلس في مجلس علمي فبمجرد أن فتحوا بحث علمي ماذا فعل؟ أما هرب وأما سكت, هذا معناه انه يدري بالقضية أم لا؟ وهذه كانت طبيعة ومع الاسف ما ادري الآن كان في الواقع النجفي بمجرد انه كان يجلسون الاعلام شخص من الاعلام يعنون مسألة حتى الكل يدخل ويبحث وعلى أساسه يتضح.
قال: فمن لم يتفطن بتفاريعها لم يكن عالما بهذا الفن الذوقي ولا بهذا الكتاب, هذه القاعدة من القواعد القيمة التي أشار إليها الامام الرضا×في ص432 من كتاب التوحيد باب ذكر مجلس الرضا×هذه مجلس الرضا×يوجد مجلسين ثلاثة للإمام الرضا × الذي مع مختلف المتكلمين والفلاسفة, واقعاً اقرأوها واقعا ولو باليوم نصف صفحة او خمسة او أربعة اسطر منها ودققوا فيها لا فقط تطالعونها, دققوا فيها, يوجد فيها مطالب كثيرة واقعا مطالب كثيرة فيها وخصوصا انت أسفار قرأتم تمهيد قرأتم والآن فصوص قرأتم كثيرا من هذه المطالب سوف تأخذون منها فهم جديد غير الفهم المتعارف.
الرواية هذه, قال الرضا ×: أليس ينبغي أن تعلم, يقول لعمران الصابي, أليس ينبغي أن تعلم أن الواحد ليس يوصف بضمير, هذا لا مشكلة فيه, توجد جملتين, وليس يقال له أكثر من فعله, الله انظروا قاعدة الامام ×وليس يقال له أكثر من فعل, اذن هذا كيف, انت لابد أن تحلها في التوحيد الافعالي هذه حلها, وليس يقال له أكثر من فعل وعمل وصنع وليس يتوهم منه تجزأة كتجزئة المخلوقين, هذه الجملة خلصت الآن محل الشاهد, التفت جيدا هذه القاعدة أحفظها جيدا, فاعقل ذلك وابني عليه, قاعدة, اولا: عُوا, افهم ما قلت, فاعقل فافهم, فاعقل ذلك, عجيبة هذه ثلاثة جمل توجد, فأعقل اولا, وأبني عليه ثانيا, يا ابن رسول الله ماذا ابني عليه؟ يقول: وأبني عليه ما علمت صوابا, لا انه بمزاجك تخرج منها, لا, قرأتك فهمك, وابني عليه ما علمت صوابا, وهذه من القواعد الامام الرضا×التي, ونحن لو جاءت هذه عندنا في علم الاصول كونوا على ثقة لا اقل من بحث لا تنقض اليقين بالشك, اقل من هذا هذه الجملة, قوله وليس ينبغي أن يقال أكثر من فعل, أقل من لا تنقض اليقين, اقل من كل شيء لك طاهر حتى تعلم, اقل من لا تعاد الصلاة الا من خمس, اقل من هذه, ولكن تلك بحثناها عشرة سنوات وهذه الجملة ماذا قلنا؟ قلنا رواية سندها غير معلوم, يا أخي انت عشرات بل مئات الروايات عندك باب الطهارة والصوم والصلاة, ضعيفة السند بينك وبين الله تتجاوز مضمونها او لم تتجاوز؟ لم تتجاوز تقول وعلى فرض صحة السند, هذا منهجنا, لان عدم صحة السند ليس معناه عدم الصدور, على أي الاحوال, هذه القاعدة.
واجمعوا يعني ماذا؟ يقول: لا فقط تستطيع أن تفرع من الاصول إذا وجدت تفاريع تستطيع أن ترجعها الى الاصول والا لا فقط مجتهد هو هذه الملكة القدسية التي بالأمس وقبل الأمس بيناها قلنا اخواني الاعزاء الاجتهاد ملكة الاجتهاد ليست مجموعة معلومات ليس كمبيوتر, الاجتهاد تلك الملكة وتلك الملكة تفريع الفروع على الاصول وإرجاع الفروع الى الاصول, بعبارة أخرى: إرجاع الوحدة الى الكثرة والكثرة الى الوحدة.
قال: واجمعوا أي تلك التفاريع في أصولها لتكونوا عالمين بالفروع في عين الاصول وبالأصول في عين الفروع, الوحدة في عين الكثرة والكثرة في عين الوحدة, فتعلموا أن الحق (سبحانه وتعالى) يعلم جزئيات الاشياء في عين كلياتها, الآن هذه من باب الفائدة والا كثيرا لا يوجد فيها ارتباط, {وما يعزب عن ربك مثقال ذرة في الارض ولا في السماء} طبعا مثال جيد وهو العلم الإجمالي في عين الكشف التفصيلي, (كلام احد الحضور) بلي مظهر قلت, بلي ولابد أن يكون كذلك. هذه جملة المعنى الاول لقوله فصلوا مجمل القول واجمعوا, هذا يقول: ويحتمل, او يعني احتمال آخر لقول المتن, فصلوا مجمل القول واجمعوا, أو يعني هذا الاحتمال الثاني في فهم هذه العبارة, أو فصلوا مجمل القول الذي ذكرته من المراتب والمقامات.
يقول: أنا في هذا الكتاب بينت المراتب والمقامات الكلية في هذا الكتاب, فانتم فصلوها اولا, ثم اعرفوا بأنه من خلالها أي نبي وأي ولي وأي وصي ما هو مقامه؟ اعرف الحق تعرف, انت اعرف هذه المقامات عند ذلك عندما تضع يدك على الخاتم تقول سيد الأولين والآخرين, عندما تضع يدك على سلمان تقول ختم مراتب الايمان العشرة, لأنك عرفتها في ذاك الوقت كاملا تستطيع أن تميز بين سلمان وبين ابي ذر, بين مقداد وبين ابي ذر بين افترضوا ذريح المحاربي او مفضل بن عمر وبين زرارة وهكذا, انت اذا عرفت هذه المقامات عند ذلك تستطيع أن تعرف أقدار الرجال.
قال: او فصلوا مجمل القول الذي ذكرته من المراتب والمقامات واجمعوا ما معنى واجمعوا؟ يعني ليس ارجعوا الفروع الى الفصول بل بين كل مقام وأهله من الانبياء والأولياء بتنزيل كل من الانبياء والأولياء في مقامه اللائق به, طيب اذا كان الامر كذلك عند ذلك نستطيع أن نعرف أقدار الرجال, ولكن متى تعرف أقدار الرجال؟ عندما نعرف المراتب والمقامات.
ثم, اتركوا هذا باعتبار هذا جديد, إنشاء الله تعالى هذا هو البحث الأخير بإذن الله تعالى يوم السبت حتى ندخل إنشاء الله في الفصل الآدمي.
والحمد لله رب العالمين