نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية الإنسان الكامل (28)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: ثم مُنوا به على طالبه لا تمنعه.

    بعد ان بين مجموعة من هذه الأمور في هذه الأبيات قال: انه ينبغي ان تمنوا بهذه المعارف على طالب هذه المعارف ولا تمنعوها من أهلها.

    لأنه كما تعلمون كما ورد في الحديث بأنه ينبغي كما قرأنا في حديث سابق في أصول الكافي قال (لا تعطوها أي الحكمة غير أهلها فتظلموها, ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم) كذلك في المقام يقول بأنه هذه المعارف ينبغي ان تعطى لطالبي هذه المعارف, ثم عبر عن ذلك بأنه مُنوا بهذه المعارف, المراد من المنة هنا؟ يعني بيان ان هذه المعارف هي نعمة كبيرة عظيمة وليس المراد من المنة يعني المَن الذي ورد بأنه {ولا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى} يعني من قبيل ما مورد ان من اسمائه المنان ما معنى المن؟ الله (سبحانه وتعالى) كل ما يعطيه نعمة ولكن النعم بعضها تختلف عن بعض, فإذا كانت النعمة عظيمة وكبيرة تسمى منة, ولذا انتم اذا تقولون اذا أعطاك شخص ذو قيمة تقول منَّ بها علي, منَّ بها علي ليس معناه انه {بالمن والأذى} منَّ بها علي يعني أعطاني شيئاً كبيرة عظيماً ونحو ذلك.

    (كلام احد الحضور) نعم تفضل لأمرٌ كبير وإلا التفضل مطلق, التفضل أمر مطلق والكرم أيضاً يوجد فيه تفضل, ولكنه اذا كان متعلق التفضل أمراً عظيماً كبيراً كما نعتقد في نعمة الولاية مثلاً, فإن نعمة الولاية يمكن ان يقول: لقد منَّ الله على المؤمنين, منَّ الله يعني أعطاهم نعمة كبيرة, وهذه هي المنَّة المحمودة في قبال المنَّة المذمومة.

    ثم مُنوا به على طالبيه لا تمنعوا, أي منوا بما سمعتم وفهمتم معناه منوا به على طالبيه, بإرشادهم وتنبيههم على المعاني المودعة فيه أي في هذا الكتاب أي أعطوهم عطاءً امتنانياً غير طالبين منهم عوضا لتكونوا داخلين في من قال الله تعالى عنهم {ومما رزقناهم ينفقون} كما ورد في بعض النصوص (ومما علمناهم يبصرون), ولا تمنعوهم ضنة وبخلا فإن رحمة الله قريب من المحسنين, ومن الواضح انه من أوضح مصاديق الإحسان هو الإحسان بالعلم والمعارف الإلهية.

    ثم قال: واعلم ان المنة على قسمين: محمودة وهي المشار إليها بقوله تعالى {بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان} {لا تمنوا علي إسلامكم} واقعا لا ينبغي لنا ان يمن الانسان إيمانه وإسلامه على الله بل الله يمن لأنه هو الذي أعطى هذه النعمة الكبيرة.

    ومذمومة وهي المنبه عليها بقوله {يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى} ولما كانت الأولى يعني المنة المحمودة كانت صفة إلهية وبها يسمى الحق باسم المنان أمرنا الشيخ بها, أي بهذه الصفة, لنتخلق بالأخلاق الإلهية ونتحقق بالصفات الحقانية, والواضح الفرق كبير بين التخلق وبين التحقق, فان التخلق مرتبة أدنى والتحقق مرتبة أعلى.

    هذه الرحمة يقول: بان هذا الكتاب وما فيه من المعارف هي من الرحمة الخاصة التي وسعتكم, النبي     ’ أمرني بإخراجها وأبراجها للناس والا مقتضى القاعدة إخفاء مثل هذه المعارف, كما اذا تتذكرون في أبحاث سابقة اشر الى هذا المعنى, في أول الابحاث اذا تتذكرون قال: إخفاء هذه المعارف, تتذكرون هذا المعنى اين ذكره؟ (كلام احد الحضور) نعم في ص189 قال: تمهيد عذر لإظهار هذا الكتاب الى الخلق فإن الأولياء أمناء الله تعالى والأمين لابد له ان يحفظ الأسرار التي أأتمنت عنده ويصونها عن الأغيار كما قال, يقولون خبرنا فأنت أمينها وما أنا إذ خبرتهم بأميني, اللهم إلا ان يأمروا بإظهارها فحينئذٍ عليهم الإظهار والإخبار, كذلك في الاخبار.

    قال: هذه الرحمة التي وسعتكم فوسعوا كما ورد في بعض تعبيرات الشيخ, ستوسع رحمك الله, أي هذه الأسرار والمعاني فاضت عليكم من الله رحمة منه إليكم وسعتكم وشملتكم رحمة منه عليكم ووسعتكم لابد ان تصير, ووسعت مقتضى القاعدة, بلي (كلام احد الحضور) بلي اقول لابد ان تصير ووسعتكم, هذه الأسرار والمعاني فاضت عليكم من الله منه عليكم الآن وسعتكم أيضاً تصير هذه الأسرار وسعتكم, وشملتكم ووسعوا انتم أيضاً تلك الرحمة, هذه الرحمة الخاصة لا العامة, ووسعوا انتم أيضاً تلك الرحمة على الطالبين لتكونوا شاكرين لنعمه تعالى مؤدين لحقوقه مقتدين برسول الله      ’ في ما قال: (اللهم ارزقني وارزق أمتي) جدا لطيفة هنا الحاشية رقم3 يقول: آدرس حديث بأنه يتبين هذه مذكرات جناب الشيخ أخذوها وطبعوها من غير ان يراجعها لا قبل الطبع ولا بعد, لأنه هو هذه المذكرات كتبها لنفسه انه لابد ان نستخرج مصدر الحديث آدرس الحديث, ولكنه لأنه لم يراجعها قبل ان يأخذوها ولم يراجعها بعد ان طبعت الطبعة الاولى والثانية فعند ذلك توجد مثل هذه المسائل.

    واللطيف انه الذي طبع يظهر انه كم هو جاهل انه أساساً عندما يقول آدرس حديث لابد ان يفهم, والحمد لله عموما الطباعين إيرانيين هنا, وليسوا عرب لكي لا يفهموا هذه الكلمة, طيب يدري بأنه هذه أنا هنا كتبتها لكي يكتب مصدر الحديث, على أي الاحوال.

    (اللهم ارزقني وارزق أمتي) فتلحق بالوارثين.

    قوله, وقول الشيخ: ومن الله ارجوا, تعظيما وأدباً وتأدباً يقدم لفظ الجلالة والا على مقتضى القاعدة وارجوا الله مثلا, ولكنه حتى لا يقدم على هذا الاسم المبارك أي شيء آخر فقدم لفظ الجلالة.

    ومن الله ارجوا ان أكون ممن أيّدَ أيضاً للتعظيم, فتأييّد وأيَّدَ, هذه الفارزة ارفعوها, ارجوا أن أكون ممن أَيّدَ هذا الدعاء, فتأييّد استجابة الدعاء, وأن يكون واسطة الفيض للآخرين فأيَّدَ, الآخرين, فارزة, وكذلك قيّد بالشرع المطهر المحمدي فتقيّد وقيّد هذا الدعاء الاول والدعاء الثاني, وأن يحشرنا في زمرته ’ كما جعلنا من أمته’.

    طيب على القاعدة, الشيخ القيصري يعتقد بأنه هذه الدعاء ليس انه ترجي لأمر لا يعلم أصوله او عدم أصوله بل هو أدب ابتداء برسول الله’ وإلا فهو يعلم ممن أيّدَ فتأييّد وأيّدَ وقيّد وتقيد وقيد, لذا قال: لسان أدب مع حضرة رسول الله, طيب لسان أدب لماذا مع حضرة رسول الله؟ يقول: أسوة به, لأنه {ولقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} ورسول الله’ كان يقول {إهدنا الصراط المستقيم} او لا يقول؟ يقول {إهدنا الصراط المستقيم} يقوله جدا او لا يقوله؟ يقوله جدا مع ان القران صريحا يقول {إنك على صراط مستقيم}.

    قال: لسان أدب مع حضرة رسول الله’ لأنه أي الشيخ على يقين أنه ممن أيده الله, وهذا إنشاء فيه نكتة بعد ذلك إنشاء الله أبينها, وهي انه أساساً: حتى الانسان الذي هو على يقين انه مؤيد على يقين انه على الصراط المستقيم فمن الواضح أنه هذا لا ينافي ان في مقام الحدوث وان كان على علم ولكن في مقام البقاء ماذا يحتاج؟ لأنه أساساً هذا التأييد إنما يتوقف بنحو الشرط المتأخر على هذا الدعاء متوقف على هذه الاستغاثة متوقف على هذه الأعمال, والا إن لم تكن هذه الأعمال فالإنسان يسقط من التأييد يسقط من التوفيق وهذا ما سيأتي بيانه إنشاء الله في الصفحة اللاحقة, كله, {أفلا أكون عبداً شكوراً} اذن أنا لا اقبل هذا اللسان هو لسان أدب بل لسان واقع لسان حقيقة انه دوام التكليف إنما منشأه لبقاء على هذه الدرجة, سأبين كما قلت بعد ذلك.

    قال: لسان أدب مع حضرة رسول الله’ لأنه أي الشيخ على يقين انه ممن أيده وقيده بالشرع المحمدي وأتباعه أي ومن هذه الحضرة الجامعة يعني الحضرة الجامعة يعني الله اسم الاعظم, أي ومن هذه الحضرة الجامعة ارجوا ان أكون ممن أيده الله بتأييده وتوفيقه فتأييد بقوله إياه يعني استجابة الدعاء, لا ممن رده الله من حضرته بأبعاده فجحد أمره وأبى, لأنه كما تعلمون بأن الجحود او الاباء يكون على أمرين: إباء إشفاقي, وإباء استعلائي استكباري, إباء الاشفاقي, {فأبين وأشفقن} كما في مسألة {إنا عرضنا الأمانة على السماوات والارض والجبال فأبين ان يحملنها وأشفقن} هذا إباء ولكن إباء من باب عدم القدرة من باب عدم الاستعداد عدم التحمل, فلا يستطيع, اما بالنسبة الى إبليس أيضاً أبى ولكن {أبى واستكبر} ذاك الإباء إباء استكباري, هنا أيضاً لابد ان يلتفت انه هذا عندما يأباه إذا كان إبائه جحود له اما اذا كان إبائه من باب الإشفاق هذا لا محذور فيه, الله (سبحانه وتعالى) قد يكون الانسان دعاءا والله يأبى من استجابة الدعاء, طيب لماذا يأبى من استجابة الدعاء؟ تارة إشفاقاً عليه لا يستجيب دعائه لأنه يعلم انه يحتمل او لا يحتمل؟ طيب هذا الإباء ليس امتهانا لهذا الانسان لمن لم يتسنى له, وأخرى: يأبى عن استجابة الدعاء لماذا؟ امتهانا له وتحقيرا له.

    قال: وبعد التأييد يؤيد غيره, يعني يؤيد بأن يجعله مستعدا للتأييد الإلهي بالإرشاد والتنبيه, ولما كان نبينا’ أكمل العالم والسعادة التامة لا تحصل الا بمتابعته’ والتقيد بشريعته كما قال لو كان موسى حيا لما وسعه الا إتباعي, وواضح هذا المعنى طلب ليس موسى بل الأوليين والآخرين لو كانوا أحياء لكانوا تحت رايته’, طلب هذا الوارث المحمدي أن يكون مقيدا بشريعته’ التفت جيدا, مقيدا بشريعته ومتحليا بطريقته ليكون متحققا بأعلى المقامات, إشارة الى الطريقة والشريعة والحقيقة, وهذا التركيب الذي ذكره القيصري واضح بأنه لا يمكن الوصول الى الطريقة الا من خلال التقيد بالشريعة ولا يمكن التحقق بالمقامات العالية والوصول الى الحقيقة الا بعد أن يتحلى بالطريقة.

    هذا البحث أنا أشرت إليه اذا الاخوة يريدون ان يراجعونه في اصول التفسير هناك في ص455 هناك ذكرت كلمات الاعلام في بيان ما هو المراد من الشريعة والطريقة والحقيقة,

     الشريعة: اسم موضع للسبل الإلهية مشتملة على أصولها وفروعها ورخصها وعزائمها,

    والطريقة: هي الأخذ بأحوطها وأحسنها وأقومها وكل مسلك يسلكه الانسان أحسنه وأقومه يسمى طريقة, قولا كان او فعلا, صفة كان او حالا, هذا مرتبط بالطريقة.

    أما الحقيقة: فإثبات وجود الشيء كشفاً وعيانا او حالة ووجدانا.

    ولذا في جامع الاسفار يقول السيد حيدر الآملي هذه عبارته في ص344: الشريعة: ان تعبده, والطريقة: ان تحضره ان تراه حاضرا, والحقيقة: ان تشهده, هذه المراتب, الى ان يبين مسائل كثيرة.

    وقال الشيخ أبو سعيد التي هذه في أسرار التوحيد واردة لأبو سعيد: الشريعة: أفعال في أفعال, والطريقة: أخلاق في أخلاق, والحقيقة: أحوال في أفعال, التفتوا جيدا, فمن لا أفعال له بالمجاهدة فلا أخلاق له بالهداية والطريقة ومن لا أخلاق له بالهداية والطريقة فلا أحوال له بالحقيقة والاستقامة.

    هذا في ما يتعلق بهذا الامر وتفصيله.

    المطلب الثاني المهم: وهو أنه هذه المراتب الثلاثة ما هو منشأها؟ منشأها مرتبط بمقام الرسالة والنبوة والولاية, يعني الشريعة مبدأها الرسالة, والطريقة مبدأها النبوة, والحقيقة مبدأها الولاية, هذا الامر الثاني.

    الأمر الثالث: العلاقة بين هذه المراتب, اخواني الاعزاء وهذه قضية أساسية ومهمة, الكثير يتصور بأنه يمكن الوصول الى الحقيقة من غير ان يمر على الطريقة, ويمكنه ان يصل الى الطريقة من غير ان يمر على الشريعة.

    الجواب: هذا أولا: غير مأمون النتيجة, وإذا وصل الانسان فيقينا إما من طريق كثير المخاطر ولعله هذه الطريقة والشريعة تكون لها نتائج لا توصل الى الحقيقة, والا نحن معتقدين أن الشارع عندما جاء وعين هذه الشريعة دون غيرها من الشرائع, اذا كانت الشرائع الأخرى أفضل منها او مساوية لها لا أقل للزم إما ترجيح المرجوح على الراجح, او لزم ترجيح المساوي على المساوي وكلاهما, الآن إن لم نقل أنهما ممتنع عقلا في مثل هذه القضايا فلا أقل انه أمر عبثي او حكيم؟ لا يمكن ان يكون أمراً حكيما.

    إذن الشريعة هي التي توصل, لذا كما قلت ان هؤلاء كلماتهم واقعا أكدت على هذه الحقيقة بشكل واضح وشديد وانه لا يمكن من لم يصن حاله وطريقته بالشريعة فسد حاله وآلة طريقته هوا وهوسا وسدى, لأنه قلت لكم بأنه: يمكن ان يقول انه يوجد طريق آخر ولكن ذاك الطريق معبد او غير معبد؟ لا, غني بالأخطار, لعله يصل ولعله في الأعم الأغلب لا يصل.

    ومن لم يتوصل بالطريقة الى الحقيقة ولم يحفظها بها, التفتوا, حدوثا وبقاءً ولم يحفظها بها فسدت حقيقته وآلة الى الزندقة والإلحاد وكم له من شواهد في مسألة الصغريات, ثم نحن جئنا في ص451 الاخوة مفصلا يراجعون إنشاء الله في كلمات ملا صدرا نقلناها هناك, قال: إما ان يكون كذا, اما ان يكون كذا, وبعد ذلك كلمات السيد الخميني+ السيد الامام قال: ينبغي لأهل الباطل ان يعلموا ان الوصول الى المقصد والغاية الحقيقية لا يكون إلا بتطهير الظاهر والباطن ومن دون التشبث بالصورة والظاهر لا يمكن الركون الى اللب والباطن وبدون التلبس بلباس ظاهر الشريعة لا يمكن العثور على طريق الباطل.

    ولكن هنا يبقى سؤال أخير وأتجاوز ولعله تأتي المناسبة لهذا البحث وهو انه: الانسان قد يوفق وهو في هذا العالم ان ينتقل من الشريعة الى الطريقة والطريقة تكون عنده ملكة وهذه الملكة تكون سببا للإنتقال الى الحقيقة ويكون متحققا بالحقيقة, طيب اذن ما هي الحاجة الى الشريعة؟

    انتم قلتم ان هذه ليست أدب, هذه هي الطريق, الشريعة ضرورية للوصول الى الطريقة, والطريقة ضرورية للوصول الى الحقيقة وهذا الإنسان وصل الى الحقيقة وصل الى الغاية وصل الى الهدف, طيب اذن ما هي حاجته الى الشريعة؟

    الجواب: وهو انه حفظ هذه المقامات في الطريقة والحقيقة إنما هو من خلال هذه الشريعة فإذا ذهبت الشريعة سقط المقوم, هذا أيضاً مثال عرفي, وحدة من أهم أسباب القرب من الله هو الحضور, دائما الله (سبحانه وتعالى) حاضر, طيب الآن الانسان وصل مقام الحضور وصل الى مقام القرب الإلهي, تقول أنا وصلت, فالأغفل, فبمجرد ان تغفل ماذا يصير؟ هذا ليس قرب, لأنه هذا المقام متقوم بماذا؟ متقوم بالالتفات بالحضور, فإذا غفلت تبقى في هذا المقام او لا تبقى؟ لا تبقى, لان هذا المقام متقوم بهذا, او الانسان يصعد على الدرج ويصل الى الدرجة العاشرة وبعده لم ينتقل الى السطح يقول طيب أنا واصل الى الدرجة العاشرة فلا يوجد لازم بعد للدرج, ماذا يصير؟ تقول لي طيب هنا.

    الجواب: ما دام في الدنيا لا يستطيع ان ينتقل الى السطح لأنه الدنيا دار تكليف, دار تزاحم دار ان الانسان ينتقل من الإيمان الى الكفر من الكفر الى الإيمان, أو مثالا ثالث: الانسان يصل الى الجامعة يقول: انا عندي جامعة اذن اعتني بالمعلومات التي عندي او لا, الآن أنساها, طيب بمجرد ان ينسى معلومات الجامعة فتوجد المعلومات في المراتب القبلية هذه المعلومات لها قيمة او لا قيمة لها؟ لأنه هذه كلها إنما لها قيمة استنادا على تلك المقدمات.

    وهذا بحث قيم وأساسي أشار إليه السيد الطباطبائي (رحمة الله تعالى عليه) مأخوذ من هذه المباني ولكن ببيانه الخاص به+ في الجزء الثاني عشر من الميزان في ص199 تحت عنوان: بحث فلسفي في كيفية وجود التكليف ودوامه, يقول: وبهذه الاصول الماضية تبين ان التكليف الإلهي يلازم الانسان ما عاش في هذه النشأة الدنيوية سواء كان في نفسه ناقصا لم يكمل وجوده بعد او كاملا علما وعملا, اما الناقص فيقول: فواضح, انه يحتاج الى تكاليف, طيب الكامل لماذا يحتاج إليها؟ قال: وأما الكامل فإن تجويز إرتفاع التكليف عن الإنسان الكامل ملازم لتجويز تخلفه عن الاحكام وإذا تخلف عن الاحكام تلك الملكات تبقى على حالها أم تزول؟ تزول تلك الملكات وآثار تلك الملكات.

    ولذا قيل له: لماذا هذه العبادة أفلم يكن الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك, قال: (أفلا أكون عبدا شكورا) لأنه هذه الشكورية هذه العبادة أبقته في هذا المقام, وإلا بمجرد ان تسقط فتلك المقامات أيضاً تسقط منه.

    فلهذا, (كلام احد الحضور) احسنتم بلي (كلام احد الحضور) احسنتم هذا قسمناه في كتاب الظن إنشاء الله سيخرج مفصلا أنا بحثتها هناك.

    قال: ان يكون مقيدا بشريعته ومتحليا بطريقته ليكون متحققا بأعلى المقامات ومتدرجا بأكمل الدرجات, الآن توضيح بعض العبارات, وإنما أتى على صيغة المبني للمفعول لقوله أي أُيّد ممن أيد وقيد لماذا؟ تعظيما وإجلالاً للفاعل إذ تأييده تأييد الشيخ, لأنه هو قال: قيد, ممن أُيّد فتأييد وأَيّد, يقول: طيب لماذا هو بالنسبة الى نفسه قال: وأَيّد, وأما بالنسبة إليه (سبحانه وتعالى) قال: وأُيّد, هناك لماذا؟ يقول: إنما قال أُيد وقال أُيّد تعظيما وإجلالاً لمن؟ لم يذكره للفاعل, وكم له نظير في الآيات القرآنية, الآن لماذا يريد ان يميز أي تأييد يريد ان يميزه يريد ان يميز تأييده عن تأييد الله لذا قال: قيد فتأييد وأَيد, إذن يريد ان يميز بين تأييد الله وبين تأييده هو للآخرين.

    اذ تأييده يعني في قوله أَيّد, إذ تأييده بالنسبة الى لطف الله وكرمه تعالى أمر قليل, فلذا هناك حذف الفاعل ولم يفعل هنا.

    لذلك قال: ممن, أيضاً هذا تفصيل آخر يعني لست أنا وحدي وإنما الآخرين أيضاً معنيين, ممن أي من جملة الذين أيدهم الله ووفقهم وقيدهم بشريعة نبينا’ فقوله فتقيد أي إذا قيده الله بشرع أكمل الانبياء’ تقيد بالقبول والانقياد والطاعة وقيَّد غيره بتنبيهه على جلالة قدرة وكمال عظمته وأمره كونه أن يحشرنا في زمرته أي يحشرنا ويجعلنا في الآخرة من أهل الله لا من أهل الجنة, أن يجعلنا من أهل الله, طيب وانتم تعلمون بأن الناس على انحاء ثلاثة: بعض يتركون الآخرة لأجل الدنيا وهم أهل الدنيا, وبعض يتركون الدنيا لأجل الآخرة وهؤلاء هم أهل الآخرة, وبعض يتركون الدنيا والآخرة لأجل من؟ لأجل الله, وهم أهل الله, وواقعا كل يرجع الى أهله, فإذا انت كنت من أبناء الدنيا فترجع الى حظن الدنيا, كنت من أبناء الآخرة ترجع الى اهلك وهو الآخرة, وان كنت من أهل الله, فترجع الى الله, أنت وهمتك واقعا, انت وهمتك, انظر همتك اين الى أين تصل.

    قال: وان يحشرنا ويجعلنا في الآخرة من أهل الله التابعين لرسول الله’ الفائزين بالسعادة العظمى والدرجة العليا كما جعلنا في الدنيا طبعا من أمته في دار الدنيا, هذه النقطة.

    البحث هنا في المقدمة إنتهى, هذا قوله فأول, مرتبط بأول الفص الآدمي.

    (كلام احد الحضور) لا لا, المهم هذه ليست آيات لكي أنا أقف, تجدون انه عندما يتكلمون, اذا يتكلم الامام الصادق× بلي أقف كلمة كلمة مولانا واشرحها لك, أما الشيخ يقول هكذا, فالشيخ ماذا يوجد في ذهنه ولعله هذه يريد ان يطبقها لعله موجود ولعله أيضاً غير موجود ولكن هذا لا يهمنا كثيرا.

    قوله: فأول, هذا مرتبط بالفص الأول, فص حكمة إلهية في كلمة آدمية, فأول ما ألقاه المالك وهو الحق (سبحانه وتعالى) على العبد من ذلك من هذه المعارف مبتدأ خبره فص حكمة إلهية في كلمة آدمية.

    طيب نحن أيضاً على الطريقة القرآنية المبتدأ يأتي في مكان والخبر يأتي في يوم آخر, إنشاء الله هذا المبتدأ هنا وخبره إنشاء الله تعالى الى اليوم اللاحق.

    وبهذا بحمد الله تعالى في مائتين درس كما قلنا بدأنا الاخوة, بدأنا من تاريخ 15 ذي القعدة 1426, الى اليوم الذي يصادف 5 ربيع الثاني 1429, بحمد الله تعالى مئتين درس هذه المقدمة, مقدمة القيصري ومقدمة الشيخ انتهت.

    إنشاء الله تعالى من غد سندخل في لب هذه المباحث التي إنشاء الله ندعوا الله (سبحانه وتعالى) أيضاً ان يوفق واقعا لإتمام هذه الفصوص الى الآخر.

     

    والحمد لله رب العالمين

    • تاريخ النشر : 2016/01/23
    • مرات التنزيل : 2346

  • جديد المرئيات