نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية الإنسان الكامل (31)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: وتخصيص الحكمة الإلهية بالكلمة الآدمية, هو أن آدم× لما خلق للخلافة.

    قلنا بأنه هذا العنوان توجد فيه عدة مفردات, تقدم الحديث في ما هو المراد من الفص وما هو المراد من الحكمة وما هو المراد من الإلهية, تبقى عندنا مفردتان وهو الكلمة.

    في ما يتعلق بالكلمة الاخوة يتذكرون تعالوا معنا الى ص177 قال: والمراد بالكلم هنا أعيان الانبياء لذلك أضاف إليها القلوب وقد يراد بها الارواح الى ان قال: ويسمى عيسى كلمة مع ان جميع الموجودات كلمات, في الدرس78 ص177 بينا ما هو المراد من الكلمة.

    فلم يبقى لنا الا ان نبين ما هو المراد من آدم في هذا العنوان.

    في الواقع بأنه عندما نستقرء الآيات القرآنية, نجد ان الآيات القرآنية في الأعم الأغلب عندما يطلق هذا اللفظ المبارك وهو آدم يريد به آدم أبو البشر, والآيات التي تحدثت عن ذلك كثيرة جدا, منها هذه الآيات من سورة البقرة الآية 35 و36 وهي قوله تعالى {وقلنا يا آدم اسكن انت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيثما شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين} ومنها قوله {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم} ومنها {فأزلهما} هذه {فأزلهما} مربوطة بآدم وحواء, {فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلن اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولم في الارض مستقر ومتاع الى حين} ومنها ما ورد في سورة طه الآية 117 والآية 121, في سورة طه الآية 117 {فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى} ومنها قوله {فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يفسقان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فهوى} في قناعتي مجموع هذه الآيات, ان المراد بآدم هو آدم ابو البشر, وعشرات الآيات الأخرى التي تحدثت عن هذه القضية, طبعا في سورة الاعراف أيضاُ كذلك يعني في سورة الاعراف عندما نأتي الى الآيات 26, و27, و31, و35 كلها لعلها تشير الى هذه القضية, طبعا في سورة الاعراف الاعم الاغلب وارد {يا بني آدم} (كلام احد الحضور) احسنتم, {وقلنا يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير} (كلام احد الحضور) احسنتم هي أيضاً كذلك, بلي صحيح, {وقلنا يا آدم اسكن} آية 19, {يا آدم اسكن انت وزوجك الجنة وكلا منها حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين} الى آخره.

    اذن بحسب الاستعمال القرآني سواء  كان الاصطلاح آدم او آدم وحواء, في جملة من الاستعمالات يطلق ويراد منه آدم في عالم الشهادة آدم الذي هو ابو البشر, آدم الذي هو نبي من غير أنبياء أولي العزم, من غير ذلك من الامور الواضحة.

    السؤال المطروح هنا: أنه الشيخ عندما قال آدم في كلمة آدمية, هل مراده آدم ابو البشر كما يقول في كلمة يونسية, كما يقول في كلمة اسحاقية, في كلمة يوسفية, وهكذا, طيب من الواضح بأنه هناك المراد أشخاص الانبياء هذا النبي هذا النبي.. هل المراد هنا آدم يعني آدم ابو البشر الذي هو موجود في قبال الموجود من الانبياء او انه مراده شيء آخر.

    فإذا كان مراده آدم ابو البشر عند ذلك واقعا عندما نبدأ يقول آدم× لأنه آدم× نقوله لأي آدم؟ آدم ابو البشر, أما اذا كان مقصوده من آدم شيء آخر, الآن لا أريد ان اقول آدم الملكوتي لأنه هذا لا أريد ان استبق الابحاث, غير هذا آدم أبو البشر اذن لابد ان ينظر في من هو ذلك الموجود الذي عبر عنه بآدم.

    صريح كلام الشيخ وكل المحشين تقريباً أن آدم ليس هو آدم ابو البشر في قوله في كلمة آدمية, وعبارته واضحة, تعالوا معنا الى ص210 قال: والمراد بالكلمة الآدمية الروح الكلي, وهنا من الواضح انه المراد من الكلي لا الكلي المنطقي ولا الكلي الفلسفي, المراد الكلي الوجودي السعة الوجودية, الذي هو مبدأ النوع الانساني, كما قال هو التفت جيد من؟ الشيخ اين قال؟ تعالوا معنا الى ص306 هذه عبارته, قال: فآدم هو النفس الواحدة التي خلق منها هذا النوع الانساني أي إذا علمت أن آدم هو الخليفة على العالم, من الواضح أن آدم ابو البشر هو الخليفة على العالم؟ ليس الامر كذلك, ومدبره هو الخليفة على العالم ومدبره فآدم في الحقيقة وهو العقل الاول الذي هو الروح المحمدي في الحقيقة, فلذا قلت لا أريد ان استبق الابحاث بحثه سيأتي.

    إذن الشيخ عندما يقول آدم ليس مراده آدم ابو البشر, وإنما المراد منه الروح المحمدي في الحقيقة الظاهرة في هذه النشأة العنصرية المشار إليه في قوله (أول ما خلق الله نوري) فلذا لا استبق الابحاث إنشاء الله بعد مائة درس إنشاء الله نوصل الى هذا البحث هنا ونقف عنده جيدا, بأنه ما هو المراد ولكنه من باب الاجمال.

    هذا مضافا الى انه كل المحشين الذين حشوا على الشيخ أيضاً صرحوا بذلك, ومنهم هذه الكتب إنشاء الله الاخوة يأخذونها لانها مفيدة.

    ومنهم أبو العلاء العفيفي في ص6 لأنه هذه مقدمة الكتاب أصل الفصوص موجودة مصححة الاخوة الذين يريدون كتاب مصحح عبارات متلاصقة هذه موجودة في أول فصوص الحكم لتعليقات أبو العلاء العفيفي, هناك يعني في الفص الاول يعني في تعليقاته على الفص الاول يقول: الكلمة الآدمية لا يقصد بآدم هنا آدم أبو البشر, وإنما الجنس البشري برمته, طيب هذه أيضاً من تأثيرات هذه الثقافات من هنا وهناك, المهم أنا محل شاهدي انه لا يقصد به آدم أبو البشر لا, مقصوده الجنس البشري مقصوده الانسان بما, هذا الكلام الذي في الجرائد, والا واقع الامر انه يعطي خصوصيات ما هو مقصود الجنس, أصلاً ليس له وجود في الواقع الخارجي, الانسان بما هو انسان ليس له وجود في الواقع الخارجي, هذا آدم الذي القران يقول: {وعلم آدم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة قال يا آدم انبؤهم بأسمائهم} هذا صار الجنس البشري, ما هي علاقة هذا بذاك.

    ولذا هذا الرجل وهو محمود الغراب جمع كلمة, هذا سوري بلي, (كلام احد الحضور) ما عندكم معرفة به, احد يعرف من هذا محمود الغُراب؟ الذي اشتغل على كتب محي الدين لعله لثلاثين عام, والحق والإنصاف جدا شغله جيد, هذه كتب محمود الغراب وخصوصا التي أشير إليها خذوها, هو هذا نفس الرجل الذي قلت لكم في مرة سابقة بأنه تابع كل كتب محي الدين وجامع كل ما عنده من تفسير وقالها في أربعة مجلدات, جدا مفيد, هذا في هذا الكتاب الذي له وهو جدا مهم, انه شارح فصوص الحكم من كلمات محي الدين, يعني هو لا يوجد شرح عنده, يعني أي مطلب هنا يذكره الشيخ ذهب الى الفتوحات وغيرها كتبه الأصلية الثابتة لأنه هو يصرح يقول: أنا ليس أي شيء ينسب إليه اقبل, لابد ان تثبت النسبة على اليقين عند ذلك انقل, وشارح الفصوص على أساس كلمات محي الدين, جدا مفيد هذا, هناك يحمل حملة جداً حادة على من؟ أبو العلاء العفيفي لأنه يقول: أبو العلاء العفيفي حاول أن يفسر كلمات محي الدين على أساس فلسفي وهذا خلاف الشرط الذي شرطه محي الدين قال بأنه هذه مربوطة بالذوق الإلهي ولا ينبغي للمحجوبين ان يفسره على أسس عقلية.

    إذن على هذا المستوى اخواني الاعزاء, المراد من آدم بحسب فهم الشيخ بحسب القيصري والشيخ وغيره ليس المراد من آدم, آدم أبو البشر, إذن من هو المراد من آدم في هذا الفص؟

    الجآمي الذي يعد من أهم, عبد الرحمن ابن احمد جآمي, في نقد الفصوص في شرح نقش الفصوص, يعد من أهم شروح الفصوص, يعني إذا أردنا ان نعد ثلاثة أربعة من الشروح الأصلية واحدة من الشروح الأصلية هذا الشرح, من هو آدم؟

    هناك في ص86, طبعا الاخوة الذين يطالعون فارسي يشترون هذا الكتاب باعتبار أنه مزيج سطرين عربي ثلاثة فارسي, أربعة اسطر عربي سطرين فارسي وهكذا, فمزيج, متن وشرح أيضاً يوجد فيه, فلهذا الاخوة الذين يطالعون فارسي مثلا هكذا يقول: بعد ان يبين القوة الإلهية, اسم مرتبة جامعة لمرتبة الاسماء والصفات كلها (بس فص حكمة إلهية, عبارة بود از خلاصة علوم) بعد أن يقول سطر نصف سطر عربي ماذا يبدأ ببيان فارسي.

    في ص86 هذه عبارته يقول: وعلمه أي علم الله سبحانه آدم, هذا في قوله {وعلم آدم الاسماء} يعني الانسان الكامل, إذن ليس المراد من آدم من؟ أبو البشر, الذي عصى وغوى ولم نجد له عزما وخرجناه من الجنة و.. هذا كله على فرض أن هذه القصة ما هي؟ واقعية على فرض, والا أنا لا إميل كثيرا الى هذه الوجه.

    ما هو المراد من الأسماء؟ طيب انتم معروف عندكم الاسماء أما اسماء الاشياء إما أعيان الاشياء إما وإما.. وهو جزء الروايات أيضاً موجودة, ولكن المنهج العام عند هؤلاء يقولون المراد من الاسماء يعني الاسماء الإلهية, وعلم الله سبحانه آدم يعني الانسان الكامل الاسماء كلها علم ذوق ووجدان, اذن هذا التعليم لم يكن تعليما حصوليا بل كان تحققا شهودا وجدانيا, بأن جعله جامعا لجميع الاسماء الإلهية الفعلية الوجوبية ومشتملا على جميع الصفات والنسب الربوبية, فهو آدم, فهو واجب الوجود لربه وعرش لله لقلبه حي عالم قدير متكلم سميع بصير وهكذا جميع الاسماء, طيب الآن من باب إتحاد الظاهر والمظهر أيضاً توجد مشكلة او لا؟ لا توجد.

    وقال بعضهم في قوله {وعلم آدم الاسماء} أي رتب في فطرته من كل اسم من اسمائه لطيفة وهيأه بتلك اللطائف للتحقق بكل الاسماء الجمالية والجلالية, وعبر عنهما بالجلالية والجمالية, وعبر عنهما بيديه, القران بالنسبة الى آدم ماذا يقول؟ بيديه, يقول: المراد من اليدين الجمال والجلال, فقال {ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي} وكل ما سواه مخلوق بيد واحد, باعتبار انه مظهر الاسماء جميع او مظهر بعض الاسماء؟ عند ذلك لا يصير بيدي, اما ان يصير مظهر الجمال او مظهر الجلال.

    طبعا كما قلنا في البحث السابق يعني الغالب عليه إما هذا الاسم وإما هذا الاسم, أما ان يكون مظهرا وفيك اجتمع الأضداد يعني مجمع الأضداد هذا لن نجده الا في قوله × (ما لله آية اكبر مني) سلام الله عليك يا إمام التوحيد, أمير المؤمنين× يقول: (ما لله آية اكبر مني) لماذا؟ لانه واقعا اجتمعت كل الاسماء اجتمعت اين؟ اجتمعت فيه× طبعا بما أنه نفس رسول الله.

    لأنه إما مظهر صفة الجمال كملائكة الرحمة او الجلال كملائكة العذاب او نحو ذلك, الى أن يأتي في ص89 يقول: وإنما علم الله (سبحانه) الإنسان الكامل اسمائه الحسنى وأودعها فيه فإن الانسان الكامل, التفتوا جيدا, هذه قاعدة حتى ندخل الى هذا البحث, فإن الانسان الكامل روح العالم والعالم جسده, طيب اذا اتضحت هذه الحقيقة فانا أتصور انه كثير اذا عرفنا نسبة الانسان الكامل الى عالم الامكان عند ذلك كثير من الحقائق التي تنسب الى الإنسان الكامل تكون واضحة, يعني إذا نسب إليه التدبير نسب إليه الخلق نسب إليه الرزق نسب إليه العلم نسب إليه وساطة الفيض فكله طبيعي أم لا؟ واضح, انه كل ما يصل الى الجسد إنما يصل إليه من اين؟ من روحه, وعند ذلك يتضح قوله (لولاه لساخت الارض بأهلها) واضح بأنه إن لم يكن الروح فهل يبقى الجسد او لا يمكن؟ لا يمكن, بل يتضح لأن لبقاء العالم, قال ما هي ضرورة وجود الامام, مضمون الراوية, قال: لبقاء العالم على صلاحه, بقاء العالم لا بقاء الارض, على أي الاحوال.

    قال: والعالم جسده وإن الروح هو مدبر البدن, الآن بعد ان بين الارتباط الآن ماذا؟ وإن الروح هو مدبر البدن والمتصرف فيه بما يكون فيه من القوى يعني في البدن, من القوى الروحانية والجسمانية, وكذلك أي مثل ذلك من القوى الاسماء الإلهية للانسان الكامل, يقول كل الاسماء الإلهية, طبعا لا الاسماء الإلهية, مظاهر الاسماء الإلهية, نسبتها الى هذا الانسان الكامل, نسبة القوى إلى روحه, كما انت الآن عندك قوى سميعة بصيرة تأكل تشرب, كلها قواك قائمة بهذه الروح, يقول: كل مظاهر الاسماء الإلهية قوى الانسان الكامل, يعني أمين الوحي جبرائيل ما هو؟ قوة من قوى الانسان الكامل, بعبارة أخرى: اذا نريد ان نتكلم بلغة عرفانية: شأن من شؤون الانسان الكامل, طيب هذه القوى لها دور او ليس لها دور؟ نعم, فإن القوى تأخذ من الأعلى وتعطي للأسفل, انتم الآن تجدون ان الخيال يأخذ من العقل ويعطي لمن؟ للحس المشترك, اذن لا يقول لنا قائل: إذا كان هذه شؤون الانسان الكامل هل يمكن ان يأخذ الانسان الكامل من جبرائيل؟ نعم, لأنه الذي يأخذ ليس الانسان الكامل مرتبة من مراتبه تأخذ من مرتبة أخرى بتوسط جبرائيل, ولذا تجدون بأنه الانسان الكامل اذا أردت ان تعرف ما يختص به تعرفه عندما في قوس الصعود, عندما وصل الى مقام استطاع ان يصعد معه هذا الشأن او لم يستطع, لأنه له حد (ما منا الا له مقام معلوم).

    لذا التفتوا جيدا, هذه إذا اتضحت فانا أتصور انه واقعا باب ينفتح منه مليون باب في المعارف الدينية, لأنه انت تعرف دور الانبياء ماذا؟ دور الأوصياء ماذا؟ غير نبينا, يعني دور آدم ماذا؟ ودور ابراهيم ماذا؟ لأنه ابراهيم يكون قوة من قوى الانسان الكامل, شأن من شؤون الإنسان الكامل, مرتبة من مراتب ماذا؟

    لذا اذا تتذكرون في ما سبق قال: كل الانبياء يستمدون من الانسان الكامل, لا يستمدون من محمد’ بما هو وجود بشري, لا, هذا وجود متأخر, نحن نتكلم بلي (كلام احد الحضور) هذا أيضاً مظهر من مظاهر ماذا؟ ولكن أكمل المظاهر في عالمنا, هذا مظهر, الانسان الكامل, وجود جامع لكل النشئآت ومنه نشأة المادة.

    قال: أي الاسماء الإلهية للانسان الكامل يعني أنها له بمنزلة تلك القوى الروحانية والجسمانية فكما ان الروح يدبر البدن ويتصرف فيه بالقوى كذلك الانسان الكامل يدبر امر العالم ويتصرف فيه بواسطة الاسماء الإلهية, والمراد من الاسماء هنا, يعني مظاهر الاسماء الإلهية, الآن لماذا يعبر أسماء؟ لما ذكرنا من اتحاد الظاهر والمظهر.

    هذا بنحو الاجمال اخواني الاعزاء في ما يتعلق, بنحو الاجمال كلي الآن, المراد من آدم أي آدم؟ هذا آدم.

    نعم يبقى بحث وهو انه هذا آدم هل جاء له ذكر في القران او لم يجد؟ لابد أن نبحث, يعني هذا الوجود لا هذا الإسم هذا الإسم جاء في القران, هذا الوجود الذي عبر عنه بالانسان الكامل الذي كل العالم بمنزلة القوى له, هل جاء ذكره في القران؟

    قناعتي الشخصية ان قوله تعالى {وعلم آدم الاسماء كلها} إشارة الى أي موجود؟ إشارة الى هذا الموجود الكامل.

    الآن بعد ان اتضحت هذه النقطة الآن نأتي الى قراءة العبارة, لا يوجد مطلب آخر.

    الآن لماذا خصص الحكمة الإلهية بالكلمة الآدمية, أولا آدم اتضح, والكلمة اتضحت في ما سبق يعني هذا الوجود, أخواني الاعزاء التفتوا يوجد سؤالين في جملة من الاحيان يقع بينهما خلط, في السؤال وفي الجواب.

    السؤال الاول: هو ان الله لماذا خلق؟ لماذا خلق؟ يعني أن الله ما هي علة أنه صار موجِدا؟ يعني سؤال عن علة الإيجاد؟ هذا سؤال.

    السؤال الثاني: وعادة يسألونه, الله لماذا خلقني؟ هذا السؤال متكرر.

    السؤال الثاني: وهو انه بعد ما كان عندنا سماوات وأرض وملائكة و.. لماذا قرر وأراد وتعلقت مشيئته أن يخلق موجودا هو الانسان الكامل ما هي الضرورة لوجوده؟ هذا السؤال الثاني غير السؤال الاول.

    والملائكة في أي سؤال سألت الاول أم الثاني؟ (كلام احد الحضور) نعم ليست في السؤال الاول سألت, طيب اذا تريد سماوات وأرض عندك وإذا عندك تريد ملائكة فعندك تريد من يسبحون ويقدسون عندك, بتعبيرنا اذن لماذا خلقت هذا المخلوق, هذا ليس سؤال عن أصل الخلق, سواء عن خلق هذا المخلوق لماذا تخلق؟ (كلام احد الحضور) لعله اذا صارت مناسبة, انا اذا أردت ان أقف على هذه الآية لابد ان نبقى عشرة أيام, البحث هكذا فكة, أنا هذه الابحاث واحدة واحدة آتي بها, (كلام احد الحضور) بلي لا فقط في التمهيد في غير مكان أيضاً أجبت في أبحاث الإمامة بشكل مفصل أجبت, هذه بحثتها لا اقل عشرة عشرين مرة هذه الآية, في التوحيد أنا بحثتها مفصلا, في كلمة واحدة الله (سبحانه وتعالى) أراد ان يبين أن هذا كمال الانسان وجامعية الانسان بأن يكون فيه هذا وهذا, وإلا اذا لم يكن, فلذا الجواب ما قاله أمير المؤمنين (خلق فيه عقلاً بلا شهوة, وخلق فيه شهوة بلا عقل, وخلق عقلاً وشهوة) طيب اذا لا توجد فيه قدرة على ان يفسد ويهلك وكذا, طيب صار ملائكة لا انسان, إنسانيته بأن يكون ماذا؟ في ان يكون واجد لهذا وواجدا لذاك, ثم قال: أعطيته ما تتحملون او ما لا تتحملون؟ {إني أعلم ما لا تعلمون} {لا علم لنا الا ما علمتنا} نحن هذا حدنا لا غير ذلك, الآن هذا بحث آخر لا علاقة لنا به.

    بحثنا ليس تفسيري, أنا الآن أريد ان أقرر عبارة الكتاب.

    الملائكة عندما قال الله {إني جاعل في الارض خليفة, قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح} لم يكن سؤالهم لماذا تخلق؟ لأنه كلها مخلوقات الله, سؤالهم ماذا كان؟ لماذا عندك موجود آخر يكون مخلوق, ما هي وظيفته التي نحن لم نستطيع ان نفعلها, بتعبير آخر: لماذا يُخلق مع انه كل الذي انت تريده تريد تسبيح نحن نسبح, تريد تقديس نحن نقدس, تريد إطاعة لا يعصون الله ما أمرهم, اذن ماذا تريد انت؟ الجواب ماذا جاء؟ الجواب: هنا يبينه الجواب: قال: إني أريد خليفة وأنتم لا تصلحون لهذا.

    اذن أصل او السبب في إيجاد الانسان الكامل ما هو؟ الله يريد خليفة, ولذا التفتوا الى العبارة, قال: هو انه آدم لما خلق للخلافة, اذن العلة الغائية لإيجاد آدم ليست المعرفة, سابقا في أول الامر كنا نقول عبادة, {وما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون} وبعد ذلك صعدنا درجة اين قلنا؟ ليعرفوا قلنا العبادة لأجل ماذا؟ المعرفة, الآن ماذا نقول؟ ليست العلة الغائية لإيجاد الإنسان او هذا المخلوق ان الله يريد من يعبده, ان الله يريد من يعرفه, ان الله يريد ماذا؟ من يخلفه, يريد خليفة, ولذا قالت الآية المباركة {إني جاعل في الأرض خليفة} والملائكة أيضاً عرفوا انه عندما يقول خليفة يعني أنتم تصلحون او لا تصلحون للخلافة؟ لا تصلحون أنا أريد من يخلفني.

    في عالمنا عالم المعاملات وعالم السياسة وعالم أمورنا الدنيوية الخلافة يعني ماذا؟ يعني شخص يخلف شخصا آخر, طيب جيد جدا اذا كان المستخلَف والذي يريد ان يصير بينكم وبين الله كان عاقلا حكيما عالما بصيرا قادر الى آخر الصفات كما انه متعارف الانسان, عندما يريد ان يستخلف واحد عنه ماذا يستخلف؟ ماذا بينهما؟ والا يذهب الى شخص هو جواد يريد ان يجعله خليفة بخيل عنه مثلا, او هو مثلا عالم يريد ان يجعل خليفة جاهل عنه مثلا, ولو عرف رسول الله لما ادعوا الخلافة لغير علي×, هؤلاء جاهلين بالتوحيد لا برسول الله, وإلا لو عرفوا رسول الله كيف يمكن ان يدعوا, لأنه كما تعلمون الآن في الآونة الأخيرة بدأوا ينتقلون الى خطوة جديدة وهي انه يدعون, نعم ان رسول الله ماذا أوصى ولكن أوصى لفلان وفلان, يعني الآن تلك المرحلة السابقة أنه لا, ترك الأمة, لأنهم يجدون بأنه العقل الاجتماعي والعقل الطبيعي يستطيع ان يقبل الذي عنده مشروع الهي الى قيام الساعة يترك الأمة بلا راعي ولا بمسئول أصلا هذا معقول أو غير معقول؟ وعملا يفعلون, الآن هم هذه نظرية الملوكية التي لهم, الملكية التي لهم قائمة على أي أساس؟ قائمة على هذا الاساس وهو انه: كيف يمكن للشخص السابق ان يترك الأمة من بعده من غير خليفة من غير ملك من غير رئيس جمهورية, حتى الجمهورية صارت وراثية, وأتصور ان هذه طبيعة القضايا لا أنهم هؤلاء صاروا وراثية, لا, طبيعة القضايا طيب عندما يريد ان يذهب وواقعا عنده حرص على شعبه وعلى وطنه على بلده على مصالحه يعتقد ان الاصلح لإدارة هذه الامور من هو؟ زيد وعمر وبكر… نفس هذا الحديث أيضاً ينطبق هنا, لا تتصورون بأنه يكون هنا استثناء, أبداً, يكون هنا أيضاً تجدون القائل بالولاية أيضاً ذهبوا وجمعوا قرائن, ان السيد الامام في فلان مكان هكذا قال, وفي فلان.. حتى يقولون ان الأصلح في إدارة الامور ماذا؟ وهذه طبيعة الامور ولا تقولون بأنه, هذه قضية عقلائية.

    (كلام احد الحضور) بلي (كلام احد الحضور) الآن ذاك بحث آخر إنشاء الله في محله وواقعا هي هكذا, يعني أولئك الذين يقولون بالديمقراطية لو تذهب انت الى الواقع تجد واقعا الطريق محدد, الآن انت اذا تذهب الى افترضوا الى الدول الكبرى افترض امريكا, بريطانية, تجد واقعا توجد حزبين مائة سنة يحكمون, والحزبين في الآخر هذا واحد وهذا واحد, نحن (إتقشمرنه وجعلنا ديمقراطية) ونريد من ثلاثمائة نفر رئيس جمهورية يرشحونه, أما هم ضابطيه إمحدديها واضحة المعالم, والا هذا يخرج عن إطارهم او لا يخرج؟ أبداً لا يخرج, أما الفلتان اين؟ في بلداننا التي ترونها, الآن اتركوا هذا لأنه بحث آخر.

    جيد التفتوا جيدا:

    إذن هنا هذه الآية المباركة تقول {إني جاعل في الارض خليفة} الآن التفتوا جيدا الى الآية كم هي دقيقة, طيب أنا عندما أريد ان اجعل خليفة من الخليفة؟ التفتوا جيدا, السيد الطباطبائي (رحمة الله تعالى عليه) في الميزان عندما يأتي ليعرف الخليفة هذا تعريفه للخليفة؟ في الجزء الاول ص115 قال: والخلافة لغة, كل اللغويين والمفسرين قالوا, والخلافة هي قيام شيء مقام آخر لا تتم, التفت تعريف الخلافة, لا تتم الا بكون الخليفة حاكيا للمستخلَف في جميع شؤونه الوجودية وآثاره وأحكامه وتدابيره بما هو مستخلَف, واضح, هذا في الخلافة, هذه نقطة القاعدة في الخلافة, طبعا إلا ما قام الدليل ما لا يمكن, يعني اذا كان هو غني لا يمكن ان يكون هذا غني, اذا كان هو واجب هذا لا يمكن ان يكون واجب, اما ما يمكن أعطي للخليفة, فلذا الآية ماذا قالت مقتضى الخلافة, {وعلم آدم الاسماء كلها} يعني ما يمكن ان يتعلمه آدم الانسان الكامل في هذا العالم أعطي أم لم يعطى؟ أعطي كاملا, ثم التفت هو لم يبين ان هذا الخليفة هكذا, ولكن مقدمتين يذكر, هذه المقدمة الاولى, يقول: الخليفة لابد ان يكون ماذا؟ واجدا لكل شؤون المستخلَف, الآن يأتي يعرف المستخلَف ولكن لم يأخذ النتيجة, لأنه واقعا فقيرة النتيجة, يقول: والمستخلَف من هو؟ يقول: والله في جوده مسمى بالأسماء الحسنى متصف بالصفات العليا من أوصاف الجمال والجلال منزه في نفسه عن النقص, مقدس في فعله عن الشر والفساد جلت عظمته, الآن النتيجة ماذا تصير؟ يعني هذا الخليفة ماذا يصير؟ جلت عظمته, ولكن لم يأخذ النتيجة, هذا الجآمي يقوله ولكن عندما يريد ان يكتب تفسير يأتي الى الحوزة يريد ان يتكلم بالنتيجة يقول النتيجة او لا؟ والا نفس هذا المطلب, جلت عظمته, الآن انت في ذهنك جلت عظمته يعني ماذا؟ وهو كذلك جلت عظمته, ولكنه هذا المظهر ماذا أيضاً؟ متحد مع الظاهر ماذا يعني؟

    الآن نحن متهمين بالغلو.. بلي (كلام احد الحضور) بلي احسنتم جزاكم الله خيرا, ولهذا تجد القرآن الكريم في آيتين يقول, الآية الاولى في آخر سورة الرحمن يقول: {تبارك اسم ربك} في الآية الأخرى ماذا يقول؟ {تبارك اسم ربك ذو الجلال والإكرام} الثانية ذي مربوطة بالرب, {ذو الجلال والإكرام} اما الثانية ليست مربوطة بالرب مربوطة بالاسم {تبارك اسم ربك ذو} الآن لو تعطيها بيد اللغوي يقول: بلي هنا يوجد قطع ولابد من وجود محذوف, لا أبداً, العارف يقول بأنه: هذا {ذو الجلال والإكرام} وصف له أم وصف للاسم؟ وحيث أنهم هم الاسماء الحسنى (ونحن الاسماء الحسنى) والمراد من الاسماء الحسنى يعني قلنا إتحاد الظاهر والمظهر, إن ذو الجلال والإكرام, واضح هذا المعنى.

    إذن يوجد عندنا سؤالان:

    السؤال الاول: لِما خلق الخلق لِما أوجد؟ الجواب: هذا السؤال هو مقتضى طبيعة هذا الموجود, في الموجود القادر وعالم وباسط ورازق ومعطي وجواد وكريم, اذا لم يخلق يسالون يقولون لم لم يخلق, أما اذا خلق وهل يُسأل الجواد لما أجاد؟ الجواب: يأتي ماذا؟ لأنه ماذا؟ لأنه جواد, فإذا كان جواد فلابد ان ماذا؟ وهل يُسال العالم القادر لما كتب او درس؟ متى يسالون؟ اذا لم يكتب ولم يدرس يسألون بأنه لماذا هذا لم يدرس ولم يكتب, يرون بان طبيعة الشيء ان ماذا يفعل؟ ان يدرس ان يكتب ان يقرأ ان يبين ان يحاضر ان.. هذه مقتضى هذه الخصوصية إذا لم يفعل يأتي السؤال لا إذا فعل, صحيح لو لا, الآن يصير دوام الفيض وانقطاع الفيض, لا يمكن لا معنى له أصلاً؟ (كلام احد الحضور) لا معنى له انقطاع الفيض لأنه إذا انقطع ثم وجد واقعا يبقى هذا السؤال: لماذا لم يوجد ثم أوجد لماذا؟ يعني لم يكن متصف الآن أتصف, ما كان جواد الآن صار جواد؟ ما كان قادر الآن صار قادر, ما كان باسط الآن صار باسط؟ أم ماذا؟ لعله وهو المعنى الدقيق لها لا معنى الأشعرية, المنسوب الى الأشعرية, لا يُسأل لأنه أساساً ماذا؟ لأنه يوجد مجال للسؤال او لا يوجد؟ لا يوجد مجال للسؤال, لأنه هذا مقتضى طبيعة هذا الشيء.

    فلذا اذا تتذكرون في نهاية الحكمة قلنا: أن الله لأصل الفاعلية له غاية خلافا للأشاعرة الذين قالوا لا غاية له, وغايته ما هي؟ ذاته, يعني لماذا فعل؟ لأنه هو, أنا وانت لماذا نفعل؟ لأننا نريد ان نكمل, لماذا نفعل؟ لأنه نريد ان نكمل الآخرين, أما هو لماذا فعل؟ لأنه هو, لأنه هذه, اذا هذا الذي نعرفه لم يفعل لابد ان نسأل انه لماذا لم يفعل لا اذا فعل, واضح صار.

    هذا الجواب عن السؤال ما هو؟ جيد انت خلقت السماوات والارض وجبال وبحار وانهار والى آخره, ماذا تريد بعد ذلك؟ قال: لا, أريد واحدا يخلفني وانتم تخلفونني او لا تستطيعون؟ لا تستطيعون.

    فلهذا قال: أقرأ العبارة.

    وتخصيص الحكمة الإلهية في الكلمة الآدمية هو: ان آدم×في قناعتي ليس في محلها, لأنه هذا يوهم ان المراد من آدم يعني ماذا؟ ابو البشر, مع انه المراد ليس آدم ابو البشر, هو أن آدم لما خلق للخلافة, اذن {وما خلقت الجن والانسان إلا} لماذا؟ أريد أنا خليفة أريد ان يصل الى مقام الخلافة, وكانت مرتبته مرتبة من؟ مرتبة آدم, وكانت مرتبته جامعة لجميع مراتب العالم, ومن الواضح بينك وبين الله آدم ابو البشر مرتبته واجدة لجميع مراتب العالم؟ لا, صار مرآتا للمرتبة الإلهية, يعني مقام الواحدية, قابلا لظهور جميع الاسماء فيه ولم تكن لغير آدم لا آدم ابو البشر بل هذا الموجود, ولم تكن لغيره تلك المرتبة ولا قابلية ذلك الظهور ظهور الاسماء به, لذلك خص هذا الحكمة وهي الحكمة الإلهية خصها بمن؟ بآدم.

    ثم قال: وأيضاً هو مظهر لهذا الاسم أي اسم؟ الاسم ألله الذي يقع موصوفا, قال: كما قيل (سبحان من اظهر ناسوخه) هذه البيتين الذي قرأناه في ما سبق, تتمة الكلام تأتي.

     

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2016/01/26
    • مرات التنزيل : 1932

  • جديد المرئيات