قال: ويجوز أن يقال أنه تعليل للرؤية من غير أن يحمل أنها في المظهر الإنساني ومعناه أنه تعالى وإن كان مشاهدا نفسه وكمالاته في غيب ذاته بالعلم الذاتي إلى آخره.
كان الكلام في هذه الجملة وهي قوله لكونه متصفا بالوجود, هل هو تعليل للحصر أو هو تعليل للرؤية.
طبعاً ظاهر عبارة العلامة القيصري جعله تعليل للحصر قال تعليل للحصر بضرس قاطع لا للرؤية وهذا واضح أنه يريد أن يناقش استاذه الذي يريد أن يقول أنه تعليل للرؤية لأنه عبارة القاساني في هذا المجال هي هذه, في ص11 قال: لكونه متصفا للوجود علة لرؤيته تعالى, إذن واضح أن نظره هنا إلى من؟ إلى أستاذه في شرح الفصوص, يقول تعليل للحصر لا للرؤية, وواضح أن هذا رد لما ذكره القاساني أو الكاشاني في شرح فصوص الحكم ص11, ولكن مع هذا يقول يمكن أن يوجه أنه يكون تعليلا للرؤية, لذا قال: إلا أن تحمل الرؤية, هذا توجيه, يقول: ويمكن أن يكون تعليلا للرؤية ولكنه إذا حمل وصارت هذه الجملة تعليل الرؤية فله احتمالان:
الاحتمال الاول: ما أشرنا إليه بالأمس وهو أن يرى عينه بآدم في آدم, وبعبارة أخرى: أن الرائي هو الحق أو أن الرائي آدم؟ الاحتمال الأول أن الرائي هو آدم ولكن حيث أنه وما رأيت إذ رأيت ولكن الله رأى إذن الله أيضا رائي ولكن رائي في هذه المرتبة وهي مرتبة آدم ومرتبة هذا الإنسان, إلا أن يحمل هذا الاحتمال الاول الذي أشرنا إليه بالأمس, طبعا هذا ليس كلام القاساني.
الاحتمال الثاني: ويجوز أن يقال, هذا كلام القاساني أو كلام الكاشاني, ويجوز أن يقال بعد الرائي هو الحق والمرئي ما هو؟ تارة المرئي هو علمه الذاتي وأخرى المرئي العين الخارجية الذي هو الكون الجامع, تارة المرئي هو علمه الذاتي وأخرى المرئي هو, بعبارة أخرى: أن المرئي هو الحضرة العلمية للكون الجامع وأخرى أن المرئي هو الحضرة العينية للكون الجامع, إذن لما شاء الحق أن يرى أعيانها أو عينه أو فقل عينه في كون جامع هذه يرى إذا جعلنا لكونه متصفا تعليلا للرؤية لماذا؟ يرى بذاته الإنسان الكامل في مرتبة العين, ولكنه بخلاف الاحتمال الأول في الرؤية فإنه يرى ليس يرى الحق وإنما يرى آدم وحيث أن رؤية آدم بوجه هي رؤيته لأنه وما رأيت إذ رأيت ولكن الله رأى, جيد.
قال: ويجوز أن يقال إنه هذه الجملة إنه تعليل للرؤية من غير أن يحمل أن هذه الرؤية في المظهر الإنساني الذي كان الاحتمال الأول في الرؤية, لأنه هناك كان في المظهر الإنساني, ومعناه على هذا الأساس ما هو؟ قال: ومعناه أنه تعالى وإن كان قد رأى الإنسان الكامل في الحضرة العلمية إلا أنه كان يريد أن يرى الإنسان الكامل في الحضرة العينية من هنا يأتي السؤال مرة أخرى: لماذا يريد أن يرى لماذا شاء ذلك؟ ولذا مرة أخرى سيقول: تعليل للمشيئة الذي بينه فيما سبق في ص215 بين لماذا يريد ما كان يراه علما يريد أن يراه عينا؟ لماذا؟ يأتي الجواب انه هل هذا نفس ذاك العلم أو غير ذاك العلم بحثه سيأتي.
قال: ومعناه بناء على هذا الاحتمال الذي ذكره القاساني أنه تعالى وإن كان مشاهدا نفسه وكمالاته في غيب ذاته بالعلم الذاتي الذي هو مقام الذات {ولا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات وما في الأرض} لكن هذا النوع من الرؤية والشهود أي نوع؟ وهو أن يشاهد العلم عينا هذه الرؤية لا أن المرئي هو العلم الذاتي المرئي هو العين الخارجي لكن هذا النوع من الرؤية أي رؤية؟ إن الحق يشاهد أسمائه في مقام في كون جامع لكن هذا النوع من الرؤية والشهود الذي يحصل بواسطة المرايا باعتبار أن المؤمن مرآة المؤمن من المؤمن الأول؟ الإنسان الكامل مرآة من؟ مرآة الحق (سبحانه وتعالى) وهذه واحدة من تفاسير المؤمن مرآة المؤمن نعم بحث أخلاقي في محله لكنه أيضا لا ينافي أن يستعمل إذا تمت هذه المباني أن نقول أن المؤمن مرآة المؤمن بهذا المعنى.
قال: الذي يحصل بواسطة المرايا لم يكن حاصلا يعني هذا النوع من الرؤية لم يكن حاصلا بدونها أي بدون المرايا طيب هذه المرايا هو الوجود العيني للإنسان الكامل, يقول تلك الرؤية أن يكون المرئي وجوده العلمي كان حاصلا أما الذي لم يكن حاصلا ماذا؟ الرؤية للوجود العيني, لم يكن حاصلا بدونها أي بدون المرايا لأن خصوصيات المرايا تعطي ذلك يعني تعطي هذا النوع من الرؤية الذي لم يكن موجودا قبل حصول المرايا, فشاء الحق أن يشاهدها ماذا يشاهد؟ يشاهد هذا الإنسان الكامل أو المظهر الحقيقي أو الواجد لكل هذه الكمالات, لأنه شاء الحق أن يشاهدها أو يمكن إرجاعه إلى مقاماته في مقام العلم كله صحيح, فشاء الحق أن يشاهد تلك الكمالات الذاتية كذلك يعني في مقام العين بعد أن كان يشاهدها في مقام العلم, كذلك يعني في مقام العين.
وهذا المعنى كما أشرنا للأخوة هو الذي أشار إليه القاساني, قال: علة لرؤيته تعالى عينه في الكون الجامع أي لكون ذلك الكون الجامع متصفا بالوجود أي وجود؟ الوجود الإضافي لا الوجود الحقيقي وكان كعكس صورة الرائي في المرآة المجلوّة التي يرى الناظر صورته فيها.
هنا القيصري التفتوا جيدا تأييدا لكلام الكاشاني أو القاساني ماذا يقول؟ دعونا من الآن نتفق على أن نقول القاساني لأنه أسهل على اللسان لا لسبب آخر, تأييدا لكلام القاساني جاء وقال: هذا هو الذي ينسجم مع العبارة اللاحقة للشيخ في المتن لذا قال: ويؤيد هذا المعنى أي معنى؟ هذا الذي ذكره أخيرا في الرؤية, يقول: صحيح نحن جعلناه علة للحصر بحسب الظاهر ولكنه ما ذكره القاساني يمكن أن يربط المتن السابق بالمتن اللاحق؟ انظروا ما هو المتن اللاحق؟ قال: فإن رؤية الشيء نفسه بنفسه ما هي مثل رؤيته نفسه في أمر آخر, إذن هنا لا يوجد أن يرى آدم بآدم ليس هكذا, وإنما شاء الحق أن يرى إذن الاحتمال أن يكون تعليلا للحصر لا ينسجم مع هذا المتن اللاحق, احتمال أن يكون تعليلا للرؤية بالمعنى الأول أيضا غير صحيح وإنما المراد هو تعليل للرؤية بهذا تعليل للرؤية بمعنى الثاني لا بالمعنى الأول, من هنا يأتي هذا السؤال: طبعا في هذا المقطع يوجد سؤالان أساسيان:
السؤال الأول قبل إرجاع الضمير, السؤال الأول: الذي كان يرى كل هذا العين في علمه الذات باعتباره عالم إذ لا معلوم بصير إذ لا منظور إليه أساسا يريد أن يرى هذا ويعلم به ثانية لغو, ما الحاجة إليه؟ إذا لم يكن يرى الشيء وبإيجاده تحقق الرؤية يقول لم يرى فأراد أن يرى لم يكن واجدا فأراد أن يكون واجدا, ولكن أنتم تقولون في علمه الذاتي كان واجدا لهذه الرؤية أو لم يكن واجدا؟ واجداً إذن هذه الرؤية الثانية تضيف عليه رؤية جديدة أو لا تضيف؟ لا تضيف إذن تكون هذه الرؤية الثانية بعبارة أخرى: يكون الإيجاد للإنسان الكامل يكون لغوا, ولذا يريد أن يجيب الآن على إشكال اللغوية, واضح, ما أقرأ المتن الآن على طريقتنا إذا تتذكرون في التمهيد نشرح وبعد ذلك نطبق المتن حتى لا نحتاج إلى التكرار مرتين, قال: نعم (كلام أحد الحضور) هذا يأتي السؤال الثاني, لأنه هو يجيب على ماذا (كلام أحد الحضور) الآن أجيب على سؤالك أيضا وهو أنه أساسا قال (كلام أحد الحضور) لا, حصلت له نحو من الرؤية لم تكن حاصلة بالرؤية السابقة, إذا كان هذا العلم غير ذاك العلم هذه الرؤية الثانية غير الرؤية الأولى لأن رؤية الشيء في نفسه غير رؤية الشيء في شيء آخر صحيح يدفع إشكال اللغوية ولكنه يرجعه إلى أنه يستكمله فإذن يلزم أن الله (سبحانه وتعالى) يستكمل بهذه الرؤية وهذا هو السؤال الثاني, فلابد أن يجيب.
إذن فهذا المتن أو هذا المقطع يريد أن يجب العلامة القيصري يريد أن يجيب على سؤالين.
يقول: هذا تعليل للمشيئة ولكن تعليل للمشيئة بأي؟ قال: إيماء إلى سؤال مقدر وهو أن الله, السؤال المقدر ما هو؟ أنظروا هذه دقة القيصري طبعا الكتاب المتني ينبغي أن يكون هذا ما ينبغي الكتاب المتني يصير كتاب شرحي في كل العبارات السابقة تعالوا معنا إلى ص216 عندما كان يريد أن يشرح يقول وقوله ويظهر به سره وقوله وقوله هنا لماذا قال لم يقل وقوله هذا تعليل للمشيئة؟ بمقتضى السياق السابق لابد أن يذكر المتن ثم يقول يقطعه ثم يقول وقوله هذا معناه وقوله هذا معناه لماذا هنا لم يقل وقوله؟ السبب هو أنه قاله قبل سطر قال ويؤيد هذا المعنى قوله ولم يكرر هنا قوله, قبل سطر ماذا قال؟ قال: ويؤيد هذا المعنى قوله هذه في المتون السابقة لا يوجد قوله عندما ذكر قوله لم يكرره هنا وقوله تعليل لأنه ذكره سابقا, على أي الأحوال.
قال: ما هو السؤال المقدر؟ وهو أن الله بصير قبل أن يوجد العالم الإنساني, العالم الإنساني المراد ماذا؟ لا أنا ولا أنت المراد يعني الكون الجامع الحقيقية المحمدية المقام الإنساني ونحو ذلك, أن يوجد العالم الإنساني طيب كيف شاء ذلك؟ إذا كان هو بصير ومشاهد ورائي إذ لا وجود للإنسان الكامل طيب مشيئته للإنسان الكامل سوف تكون ماذا؟ طيب هذه الرؤية سوف تكون لغوا, فأجاب أجاب عن هذا السؤال يعني أجاب عن سؤال اللغوية, ألا يلزم اللغوية, فأجاب.
أخواني الأعزاء الآن قبل أن نصل إلى الاستكمال لابد أن نصور يقول التفتوا جيدا أن العلم الذاتي له خصوصية وأن العلم الفعلي له خصوصية أخرى وما كان يشاهده في ذاته هو النحو الأول من العلم وما كان يشاهده في الثاني نحو آخر من العلم إذن توجد لغوية أو لا توجد لغوية؟ لا توجد, إذا كان النحو الثاني من العلم الذي هو في مقام العلم هو نفس العلم الذاتي للزمت اللغوية ولكن إذا استطعنا أن نصور لكم أن أحد العلمين يختص بخصوصيات أو كل من العلمين يختص بخصوصية غير موجودة في النحو الآخر من العلم فتلزم اللغوية أو لا تلزم اللغوية؟ وفي جملة واحدة وهذا ما أكدته مرارا للأخوة أن كل هذه الأمور الموجودة في عالم الأعيان الخارجية وعالم العين الذي نعبر عنها العالم هذه لها نحوان من الوجود لا نحو واحد من الوجود, نحوان من الوجود, حتى أتكلم بلغة فنية إذا احتاجوا الأخوة أشرحها.
النحو الأول: من الوجود: موجودة بوجود الحق.
النحو الثاني: من الوجود: موجودة بإيجاد الحق وأحدهما غير الآخر ما الفرق بينهما؟ الفرق بينهما أنه في الحضرة العلمية هذا ليس وجود زيد وبكر وسماء وارض هذه كلها موجودة بوجود من؟ بوجود الحق فإذن وجوداتها أو وجوده؟ أي منهما؟ وجوداتها أو وجوده؟ هذه موجودة بوجوده, أما عندما نأتي إلى عالم العين وجوده أو وجوداتها؟ وجوداتها طيب إذا صار وجوداتها لكل وجود خاص خصوصيته الخاصة به وآثاره الخاصة به, طيب هذه الآثار والخصوصية كانت موجودة هناك أو غير موجودة؟ غير موجودة لماذا؟ لأنه لم يكون وجودها الخاص حتى تظهر آثارها ولذا طلبت الأعيان والأسماء الظهور لأنه في ذاك العالم إذا تتذكرون في مقدمة الفصل الآدمي ماذا قلنا؟ قلنا الأسماء اجتمعت وذهبت إلى الاسم الأعظم ماذا طلبت؟ قالت نريد أن تظهر آثارنا لماذا؟ لأنه ذاك الوجود لم يكن وجودها حتى تظهر الآثار, عندما يتحقق وجودها الخاص بها تتحقق الآثار. الآن هذا المتن, شرحه, وشرحه أيضا واضح وهو أنه: هناك إنسان كان يوجد هل يوجد إنسان بحسب الآثار والوجود إنسان مطيع وإنسان عاصي لا, أكان يوجد هناك حسين ويزيد بما لهما من الآثار المترتبة عليهما في الواقع الخارجي؟ لا, طيب متى توجد هذه الآثار مطيع وعاصي وعادل وظالم وصادر أول وصادر ثاني ونبي وإمام ومأموم وإنسان وسماء وآثار ونحو ذلك هذه مرتبطة بماذا؟ ليس بوجودها العلمي مرتبطة بوجودها العيني, لكي أربط البحث وأجعله كلامي وجنة ونار وحساب وعقاب وثواب وهذه مرتبطة بهذه أم بهذه؟ (كلام أحد الحضور) إذن لابد أن يوجد أو لا؟ وإلا إذا لم يوجد ورأس مولانا بحسب علمه الأزلي جعل النشأة الأولى قال قامت القيامة قد قامت القيامة طيب مولانا فلان للجنة وفلان طيب على ماذا؟ يقول أنا أعلم أزلا أنت ماذا تفعل وأنت ماذا تفعل, هذا المنطق التفتوا جيدا, هذا المنطق الذي يذهب به إلى الجنة ويذهب به إلى النار هذا الإنسان يقبله أو لا يقبله؟ لا يقبله لماذا؟ يقول له والله إذا هي (كوه) بتعبيرنا طيب ابكيفك ماذا تريد أن تفعل أفعل أما أنت لم تخلقي لتراني أنه أنا أفعل هكذا أو لا أفعل هكذا, أنت أخلقني وأعطني الإمكانات وعند ذلك ترى أنه أنا أصير من الصالحين أو لا؟ الآن من هو هو طاغوت وفرعون ومن هنا جاء قوله {ولله على الناس الحجة البالغة} وإلا أنا أستطيع بعلمي الأزلي لأنه أعلم كل واحد منكم ما هو فاعل وماذا يريد أن يفعل بكل الخصوصيات ولكن ماذا فعلتُ؟ الاخوة يراجعون هذه الآيات هنا, قال تعالى {فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا, ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا} يعني لم تدري قبل ذلك؟ يقول لا لا, ذاك العلم الذي كان عندي علم ماذا؟ علم يترتب عليه الأثر أو لا يترتب؟ لا يترتب هذا العلم أريد أن أجده أي علم؟ هذا العلم الفعلي المصطلح عليه, آية أخرى, {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين} سيدي وإلهي يعني ما كنت تعلم المجاهدين والصابرين؟
يقول: لا كنت أعلم في الحضرة العلمية بوجودي وأريد المجاهد والصابر بوجودي أم بوجوده؟ حتى يترتب الأثر, الأثر لم يترتب على ذاك الأثر مترتب على هذا, {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين} وقال: {يا أيها الذين أمنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله أيديكم ورماحكم ليعلم الله من يخالفه بالغيب} يعني ما كان يعلم من يخالفه ممن لا يخافه, يعني ما كان مميز الخبيث من الطيب؟ لا لا كان يميز لكن هذا التمييز كان تميز يترتب عليه أثر الطاعة والمعصية والجنة والنار والعقاب والجزاء أو لا يترتب؟ هذا هو الجواب الفني للإيجاد لماذا أوجد, نعم يبقى سؤال آخر وهو الاستكمال الذي هو بحث آخر يأتي.
قال: {وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب} هذه أيضا أبحاث الأخوة الذين يريدون أن يراجعونها يراجعونها الأخوة الأعزاء في المجلد الثالث عشر من الميزان ص249 يقول وإليه يرجع قول بعضهم في تفسير الآية {ليعلم أن قد أبلغوا رسالاتهم} هذه آية أخرى {ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم} من؟ الأنبياء, طيب ما كنت تعلم من يبلغ أو لا يبلغ؟ يقول لا معناه أن المعنى ليظهر معلومنا على ما علمناه هذا على مبنى يتكلم؟ على مبنى المظاهر ليظهر معلومنا على ما علمناه, هذا مورد يشير إليه وهو العلم الفعلي.
المورد الثاني: في المجلد الثامن عشر ص243 هذه عبارته يقول: واختبار الأعمال يمتاز بها صاحبها من طالحها كما أن اختبار النفوس يمتاز به النفوس الصالحة وقد تقدم فيما تقدم أن المراد بالعلم الحاصل له تعالى من امتحان عباده هو ظهور حال العباد بذلك وبنظر أدق هو علم فعلي تعالى خارج عن الذات, (كلام أحد الحضور) في الكون الجامع (كلام أحد الحضور) لا البحث ليس في هذا أساسا السؤال هذا إذا علمت شيئا لماذا توجده, هذا أعم من الكون الجامع أنا وسعت السؤال حتى أجيب على أصل السؤال لماذا أوجده كان يعلمه أو لا يعلمه؟ طيب قال: أراد أن يراه في محله, طيب لماذا أراد أن يراه في محل آخر؟ هو يقول جواب آخر وأنا ماذا الجواب الكلام, هو عنده جواب آخر سأبينه, الآن لو سأل سائل الله كان يعلم الأشياء أو لا يعلم الأشياء؟ لكي يعلم, طيب هذا تحصيل للحاصل الجواب يقول لا, ذاك العلم الحاصل كان شيء وهذا العلم الحاصل من العلم شيء آخر ذاك لا يترتب عليه الأثر وهذا يترتب عليه, هذا أولا.
ثانيا: ما هو؟ هو أنه أساسا يرد أن يحصل له علم يوجد فيه ابتهاجا ذاتيا لم يكن حاصل له بالعلم الأول, بالعلم الذاتي, الآن من باب من علم نفسه فقد عرف ربه من هذا الباب هنا واقعا جملة من الحقائق المرتبطة بنظام عالم التكوين لا يمكن فهمها إلا من خلال قانون من عرف نفسه فقد عرف ربه, أنت جنابك عندما توجد عندك كما أشرت إلى هذا المثال فيما سبق المهندس يصمم بناية استثنائية لا ثانية لها كالبنايات المعروفة الخاصة لا ثاني لها في ذهنه يوجد له علم بها أو لا يوجد؟ لماذا يريد أن يوجدها خارجا ويراها أمام بصره؟ بلي (كلام أحد الحضور) أصلا لا يفكر فقط يفكر في هذه إنه يحصل له من الابتهاج عندما يرى أثر ذاته ما لا يحصل عندما لا يحصل ذاك في الخارج هذا الاهتزاز النفساني هذا الاهتزاز الروحاني هذا الاهتزاز المعنوي, ولذا تجدون أنه النبي ’ وأهل بيته عليهم السلام عندما كانوا يرون طاعة من أحد ماذا يصير عندهم؟ (كلام أحد الحضور) ماذا يعني يفرحون هذا الابتهاج الذاتي هو يضيف عليها شيء يعني أنا عندما أطيع الله طيب هو لماذا يفرح طيب أنا أفرح هذا الابتهاج الذاتي وهو أن أثر ما كان يحمله أين يجده في الخارج والعكس بالعكس كان يحصل له انقباض ما لكم تسيئون لرسول الله, طيب {إن أحسنتم فأحسنتم لأنفسكم} بعبارة أخرى: (سويتوا زين لنفسكم والله يطيح حظكم لأنفسكم) ولكن لماذا رسول الله ’ يتألم؟ لأنه واقعا يرى بأن ذاك الذي كان يريده تحقق أم لا؟ يؤلمه هو يشير إلى هذه النقطة, من عرف نفسه فقد عرف ربه, هذا المثال الآخر الذي ذكرناه للأخوة مرارا ما هو؟ قلنا أن هذه المعلومات التي أنا أبينها موجودة ولكنه بيني وبين الله لو كانت هذه المعلومات الموجودة في هذا الكتاب باقية في عالم الكمون غير ظاهرة والآن ظهرت الابتهاج واحد أم اثنان هذا كان عندي ولكن عندما يخرج وأسمع فلان يطالعه ويقرأه ويستفيد منه ماذا يحصل لي؟ ما أدري أنت رأيت أم لا بأنه إذا عندك كاتب مقالب مجلة مولانا فيه مقالة لأعلام الفلاسفة والبرفسورية أنت أول ما تأخذ المجلد تبحث عن هذه الأسماء ترى اسمك موجود أم لا؟ فأنت إذا قيس اسمك إلى الأسماء الموجودة فلا قيمة ولكنه أنت تبتهج لهذا ما لا تبتهج لغيرك طيب لماذا تبتهج؟ ماذا أنت هذا فاقد له أم واجد له, هذا أثر من آثار, وابتهاجي بذاتي ابتهاج بآثاري وابتهاجي بذاتي ابتهاج بلوازمي, ما أدري واضح هذا المعنى.
قال: فأجاب بأنه هذا ليس هذا الوجه الكلام الذي أنا شرحته وجه كلامي شيء وهذا الكلام الذي يبينه شيء آخر, قال: فأجاب بأنه ليس رؤية الشيء وهو الحق تعالى نفسه بنفسه في نفسه كرؤية نفسه في شيء طبعا هذا الشيء الآخر ليس شيئا أجنبي عنه هذا الشيء الآخر بعد ذلك سيتضح ما هو؟ مظهره لازمه, يكون له ذاك الشيء الآخر يكون له ذلك الشيء مثل المرآة يعني ماذا؟ يعني يعكس علمه الذاتي وباطنه يعني يكون الباطن ظاهرا وإلا إذا لم يعكسه لا يكون هذا الظاهر لذلك الباطن ولا هذا الأول لذلك الآخر.
قال: وذلك لأن المرآة لها خصوصية في ظهور عين ذلك الشيء لأنه داخل في الأشياء لا بممازجة وخارج عنها لا بمزايلة يعني الظاهر عين المظهر من وجه وغيره من وجه آخر, طيب تلك الخصوصية لم تكن في العلم الذاتي؟ يقول: لا لأن هذه الخصوصية إنما نشأت من مقام الفعل, وتلك الخصوصية موجودة التي الذاتية موجودة هنا أو غير موجودة؟ لا هذه الخصوصية الموجودة في مقام الفعل لا يمكن أن تكون موجودة في العلم الذاتي لأن العلم الذاتي له خصوصية الذاتية يعني وجود الحق, قال: لأن تلك الخصوصية يعني الخصوصية الحاصلة من خلال الفعل ومن خلال الأثر وتلك الخصوصية لا تحصل بدون تلك المرآة بدون ذلك المظهر بدون ذلك التطور بدون ذلك التشأون وبدون تجلي ذلك الشيء لها, واقعا أولا: المرآة لها خصوصية ولكن هذه الخصوصية متى تعكس ما في صاحب الصورة؟ إذا تجلى صاحب الصورة إلى المرآة وإلا المرآة بتعبيرنا التفت أرجع إلى مثالنا المادي, ضع المرآة أمامك هنا الآن هي تعكس من هنا وأنت وجهك من هنا تعكس شيء أم لا؟ لأنه أولا تحتاج أصل المرآة وثانيا تحتاج المقابلة مع المرآة وإلا إذا لم تقابلها تعكس أو لا تعكس؟ هنا لم يعبر قابلها وإن كان بعد ذلك سيعبر يقول: تجلى فيها, ليبين أن المقابلة فيها خصوصية المغايرة والغيرية قال: ولو لم يتجلى لها أي للمرآة لعكست أو لم تعكس؟ إذن أولا أصل المرآة لازمة وثانيا التجلي في المرآة لازمة.
قال: ولا بدون تجلي ذلك الشيء لها مثاله أين؟ من عرف نفسه فقد عرف ربه, كاهتزاز النفس والتذاذها المعنوي الروحاني عند مشاهدة الإنسان صورته الجميلة في المرآة طبعا هذه الجميلة النسبية لأنه كل إنسان له (كلام أحد الحضور) نعم لا تتصور بأنه أنا أرى صورتي وأقول عجيب صورتي هكذا لا لم يقل هكذا, والتذاذها عند مشاهدة الإنسان صورته الجميلة في المرآة الذي هذه صفة الاهتزاز الذي الاهتزاز هو غير حاصل للنفس عند أو للإنسان عند تصور الإنسان للصورة, هذا الاهتزاز لم يكن حاصلا لها إذا لم تتجلى لها هذه الصورة, طيب الآن سؤال: ما هي خصوصيات الصورة؟ يقول: أنظر هذه خصوصيات الصورة, الصورة قد تكون هي مربعة ولكنه إذا وقفت أمام مرآة مستطيلة ماذا تريك؟ هو أنت مستطيل أم الصورة مستطيلة؟ نعم هذه خصوصيات ماذا؟ هذه خصوصيات الصورة خصوصيات الانعكاس خصوصيات الأثر خصوصيات للشيء وإلا في نفسه له هذه الخصوصية أو ليس له يعني في علمه له هذه الخصوصية أو ليس له؟ ليس له.
قال: وكظهور الصورة المستطيلة في المرآة المستديرة مستديرة والصورة المستديرة في المرآة المستطيلة مستطيلة وكظهور الصورة, عجيب هذا المثال, يقول: هو واحد أم متعدد؟ ولكنه عندما يصير مرايا ماذا يصير؟ يتعدد, هذه الحقيقة واحدة ولكن من المرايا تتعدد يتعدد, هذا ليس معناه واقعا تعدد وجودات يوجد وإنما تعدد مظاهر تعدد شؤون تعدد مرايا, ما معنى تعدد مرايا؟ يعني تعدد الصور المرآتية, وكظهور الصورة الواحدة في المرايا المتعددة متعددة وأمثال ذلك. نقطة, الآن تعالوا إلى المتن لنطبق.
قال: فإن رؤية الشيء نفسه بنفسه ما هي مثل رؤيته نفسه في أمر آخر, هذه الرؤية غير تلك الرؤية إذن تلزم اللغوية أو لا؟ لا تلزم اللغوية, ما هي مثل رؤيته نفسه في أمر آخر يكون له ذلك الأمر الآخر يكون ذلك الأمر الآخر كالمرآة, طيب لماذا لم يعبر مرآة؟ يقول يأتي بيناه وأنا أقول يأتي بيناه, ما قال يكون له مرآةً قال كالمرآة, هذا بحثه سيأتي بعد ذلك.
فإنه هذا الضمير للشأن, فإنه تظهر تلك الصورة له لمن؟ لمن يرى تظهر للرائي, فإنه تظهر للرائي نفسه في صورة هذه الصورة تحمل أي خصوصيات؟ تحمل خصوصيات القابل تحمل خصوصيات المحل يعطيها المحل المنظور فيه مما لم يكن يظهر للرائي له للرائي من غير وجود هذا المحل ولا تجلي الرائي لهذا المحل, يقول: يظهر له بهذه المشاهدة فإنه شاء أن يرى عينه في كون جامع, لماذا شاء؟ لأنه يظهر له من هذا الكون الجامع بحسب هذه الرؤية ما لم يكن حاصلا بالرؤية الأولى وهي رؤية ذاته, هنا يأتي السؤال: هذا يلزم أن يكون مستكملا هذا الذي قلت تكملة السؤال الثاني يلزم أن يكون مستكملا بغيره.
في مقام الجواب أولا يقول: بأنه أساسا هذا السؤال لا مجال له لا أقل مني أنا أقول هذا السؤال لا مجال له هكذا سالبة بانتفاء الموضوع لماذا سالبة بانتفاء الموضوع؟ يقول أنت ثبت العرش ثم أنقش هو جئني بغير حتى يكون مستكملا بذاته, طيب هو غير لا يوجد في نظام الوجود, أنت ألم تقول يستكمل بغيره أنت أأتني بالغير حتى نسأل أنه استكمل بالغير أو لم يستكمل؟ أين هو الغير, يقول: إذن هذه الشؤون وهذه السماوات والأرض والأنبياء والجنة, طيب هذه ليست غير هذه ما هي؟ شؤونه لوازمه وهل يستكمل الإنسان بشؤونه, يقول إذن لماذا أوجدها؟
يقول: أوجدها لأنها لوازم شؤونه, لأنه الآن بينكم وبين الله, عندنا نار النار من لوازمها حرارة وإحراق نسأل لماذا تحرق؟ طيب إذا لم تحرق هي ليست نار, إذا لم تضأ نار هي أم لا؟ النور ما هي خصوصيته؟ ظاهر بذاته مظهر لغيره, طيب بينك وبين الله لو سألنا النور لماذا تضيء ماذا يجيبك؟ يقول بأنه أساسا هذا ذاتي لي إذا لم أضأ أصلا أنا نور أم لا؟ طيب إذا لم أوجد أصلاًَ أنا الله أم لا؟ كوني الله وواجد لهذه الكمالات وواجد لهذه الصفات وواجد لهذه الأسماء لابد أن يكون لي ماذا؟ مظاهر, إذا لم يكن لي مظاهر لابد أن تسأل لماذا لا يوجد لك مظاهر, هذا المثال الذي فيما سبق أشرت إليه قلنا لو أن الجود صار ملكة بل صار عينيا في وجود الإنسان الجود الجود المالي الإنفاق صار جزء من كيانه يعني اتحاد الجواد والجود, نسأل لماذا يجود أو لماذا إذا لم يجود, أي منها متى نسأل متى يأتي السؤال؟ إذا لم يعطي يأتي السؤال لا إذا أعطى, ما أدري واضح.
اذن لا معنى للاستكمال أساسا لأنه سالبة بانتفاء الموضوع وذلك لأن هذه الأمور شؤون ذاته ولوازم ذاته ومظاهر ذاته.
قال: لا يقال حينئذ يلزم أن يكون الحق مستكملا, حينئذ يعني بعد أن أجبنا أن هذه الواقع العيني غير الصورة العلمية لا يقال حينئذ يلزم أن يكون الحق مستكملا بغيره لأن هذا الشيء الذي هو له كالمرآة هو غير أو ليس بغير؟ ليس بغير من جملة لوازم ذاته ومظاهر الذات التي هذه اللوازم والمظاهر التي ليست غيره مطلقا لو كانت غيرا قلنا لاستكمل يعني بينكم وبين الله, الله (سبحانه وتعالى) يريد أن يشافي أحدا بماذا يشافي؟ باسمه الشافي, نقول استكمل بالشافي؟ نعم (كلام أحد الحضور) لا, يعني الطبيب عندما يعالج علاجا نقول استكمل بعلاج؟ لا لم يستكمل وإنما هذا أثر ماذا؟ أثر هذه الذات إذا لم يظهر هذا الأثر لكان كاملا أم ناقصا؟ كان ناقصا في ذاته.
قال: التي ليست غيره مطلقا بل تلك اللوازم والمظاهر بل من وجه تلك اللوازم والمظاهر من وجه عينه ومن وجه آخر غيره, كما مر في الفصل الثالث أن الأعيان الثابتة أيضا عين الحق من وجه ومظاهره العلمية من وجه آخر فلا يكون مستكملا بالغير, وإلى هذا المعنى أشار بقوله.. يأتي.