قال: وإذا علمت هذا لا عملت, وإذا علمت هذا علمت أن لا منافاة بين هذا القول وبين قوله في الفص العُزيري وغيره.
انتهينا في البحث السابق إلى نتيجتين أساسيتين:
النتيجة الأولى: إن الله (سبحانه وتعالى) بالفيض الأقدس جعل الأعيان والاستعدادات, طبعا عندما نقول استعدادات يعني أمور وجودية قائمة في الصعق الربوبي أو صور علمية مرتبطة بمقام الواحدية ونحو ذلك من التعبيرات التي أشرنا إليها.
النتيجة الثانية: هي أن هذه الأعيان والاستعدادات مجعولة من قبله (سبحانه وتعالى) بمعنى أنه هو الذي جعلها وكان بمقدوره أن لا يجعلها بهذا النحو, الآن لم أقول هذا الكلام؟ لأنه بعد ذلك سنقرأ في بعض العبارات أن هذه الأعيان أمور ذاتية لازمة للذات, طيب إذا كانت أمور ذاتية لازمة للذات تكون مجعولة أم لا تكون؟ لا تكون, وهذا لا أقبل عليه ولا أوافق هذا المبنى أنا وإن كان ظاهر كلمات بعض هؤلاء الأعلام والمحققين.
أنا أعتقد أنها صور استعدادات مجعولة من قبله (سبحانه وتعالى) نعم هذه الأمور المجعولة ليست مجعولة بالذات بل مجعولة بانجعال شيء آخر كالوجود والماهية فإن الله (سبحانه وتعالى) عندما يريد أن يوجد ماهية يوجد وجودها فتحقق ماهيتها, فهي ليست مجعولة مباشرة وإنما بانجعال وجوداتها العلمية وصورها العلمية, هذان أصلان أساسيان يعني بعبارة أخرى أريد أن انتهي إلى هذه النقطة وهي: أن هذه المجعولات كانت باختياره (سبحانه وتعالى) هو الذي شاء جعلها بهذه الطريقة وبهذه الهندسة وبهذا النظام ولو لم يشأ لما جعلها أصلا أو لجعلها بنحو آخر كان بمقدوره ذلك, كما أنت وأنا الآن بحسب العين الخارجية شاء وجعلني بهذا الشكل ولو شاء أن لا يجعلني كان قادرا أو يجعلني بنحو آخر كان أيضا قادرا, الكلام في صوره العلمية في مقام الواحدية أيضا كذلك, كيف في الأعيان الخارجية كان التامة وكان الناقصة مرتبطة به وبمشيئته واختياره شاء ذلك كان التامة وكان الناقصة في الصور العلمية في مقام الواحدية بحسب هذا النظام أيضا كان التامة وكان الناقصة باختياره وبمشيئته (سبحانه وتعالى).
وهذا طبيعي جدا لأن الحق (سبحانه وتعالى) لما شاء أن يكون له وجودات وأعيان خارجا بطبيعة الحال قبل أن يوجد خارجا لابد أن يوجد العلم لابد أن توجد الخريطة, الآن المهندس عندما يريد أن يوجد بناء يوجد شيئا يبنيه ماذا يفعل أولا؟ أولا يخطط لذلك البناء بخريطة أين؟ في ذهنه في عقله في مخيلته ثم يوجدها خارجا وهذا صريح القران الكريم {ألا يعلم من خلق} هذا الذي يريد أن يخلق خارجا لابد أن يكون عالما بما يخلق قبل أن يخلق وهذا هو العلم في مقام الذات هذا العلم قبل الإيجاد.
إذا اتضح ذلك يوجد هنا تساؤلان أساسيان, إخواني الأعزاء هذا البيان الذي أبينه الآن وهذا التحقيق الذي أحقق المطلب هنا إلى الآن أنا شخصا لم أرى أحد بهذه الطريقة بين وحقق هذه المسألة قد يوجد في الكلمات ولكنه أنا لم أجد هذا المعنى, يوجد هنا تساؤلان أساسيان أخواني الأعزاء:
السؤال الأول: لماذا اختار الله (سبحانه وتعالى) هذا النظام في الصورة العلمية في الصعق الربوبي في مقام الواحدية, لا أتكلم في الواقع الخارجي أنه هذا الواقع الخارجي تابع للصورة العلمية, أساسا كانت هناك أنظمة متعددة لماذا اختار هذا النظام دون هذا النظام؟ يعني يوجد فيه سماء وارض وعالم عقول وعالم مثال وعالم مادة وقوس نزول وقوس صعود وبرزخ وحشر أكبر وجنة ونار و.. إلى ما شاء الله هذا ما نعرفه من عالم الإمكان, لماذا جعله بهذا النحو ولم يجعله بالنحو الثاني والثالث والرابع لا إلى نهاية؟ لأن العوالم لها نهاية يعني العوالم المتصورة لها نهاية أو لا نهاية لها؟ لا نهاية لها, لماذا اختار هذا النحو من العالم لا نحوا آخر من العالم؟ هذا سؤال.
السؤال الثاني: هو أنه لماذا هذا طبعا في العموم طبعا يوجد سؤال أخص من هذا, وهو في الإنسان لأنه ضمن العالم يوجد إنسان لماذا هؤلاء الأناسي في الصورة العلمية والعين الثابتة بعضهم جعل وعائها مائة وبعضهم واحد وبعضهم ألف وبعضهم ما لا حد له, بعضهم نبي بعضهم إمام بعضهم جبار بعضهم طاغوت بعضهم يزيد بعضهم حسين بعضهم فرعون بعضهم موسى لماذا؟ ألم يكن بالإمكان أن يوجد صورة علمية بحسب الأعيان الثابتة كلهم أصلا كلهم أكمل الخلق كلهم محمد’ كان بالإمكان أو لا؟ بلي, لأنه هذه الأعيان نحن نقول هذا الوجود الخارجي وجد على أي خريطة؟ على الخريطة التي هو وضعها على الأعيان الثابتة, طيب كان ينظم الأعيان الثابتة بنحو أنه يوجد فيها يزيد أو لا يوجد؟ لا يوجد, يوجد فيه فرعون أو لا يوجد؟ لا يوجد, يوجد فيه نمرود أو لا يوجد؟ لا يوجد, ممكن أو غير ممكن؟ إذا قلنا الأعيان الثابتة لوازم الأسماء وهي (قلم إينجا رسيد وبشكست) طيب هذا ما عندنا شغل معه وياليت صاحب الكفاية لم يدخل في هذا البحث, لأنه لم يكن بقدر هذا البحث لأنه أوصلها إلى علم الحق ووجد بأنه إذا يقول بأن علم الحق مجعول فيكون علمه مجعولا والعلم الإلهي مجعول أم ذاتي؟ إذا قال ذاتي طيب يسال عن الذاتي أو لا يسأل؟ تورط, نحن ماذا فعلنا قلنا لا علمه الذاتي ليس هذا النظام بل كل الأنظمة علمه الذاتي وهذا النظام بخصوصه هذا ليس علم ذاتي هذا مجعول في قبله في مقام الواحدية, ما أدري هذه النقطة واضحة أم لا.
هذا الفارق بين الذي نحن نقوله وبين الذي لا يستطيع أن يميز بين هذين يعني بين العلم في مقام الأحدية والعلم في مقام الواحدية, واضح.
إذن يوجد عندنا تساؤلان أساسيان: لماذا أوجد هذا العالم على هذا النظام مع أن النظم الأخرى متصورة هذا أولا, وثانيا: لماذا جعل الأعيان الثابتة للناس مختلفة بعضهم معصوم وبعضهم غير معصوم, بعضهم إمام وبعضهم نبي وبعضهم غير نبي لا أنه بعضهم إنسان وبعضهم حمار لا هذا كان في السؤال الأول, بعضهم سماء وبعضهم أرض هذا في السؤال الأول, في السؤال الثاني أخذنا قسط من السؤال الأول الناس بعضهم {جاعلك للناس إماما} وبعضهم نمرود وفرعون وطاغوت ونحو ذلك, لماذا؟ هذان سؤالان لابد أن نجيب عليهما جيدا, وما لم يتضح هذان السؤالان كثير بل أصل أس المعارف لا تتضح لنا.
أما الجواب عن السؤال الأول: واقعاً بحسب التحليل والاحتمالات العقلية كم احتمال يوجد؟ ثلاثة احتمالات يوجد أكمل الاحتمالات افترضوا السماء افترضوا الملك ما ادري أي موجود كان, إما أن يجعل الأعيان الثابتة كلهم أعيان الملك هذا احتمال وارد أو يجعل أعيانها كلهم أعيان أسفل السافلين هذا احتمال وارد أو يجعل احتمال {دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى} طبعا هذا في الموجودات لا في الإنسان أقوله هذا لابد أن أقوله في الموجودات ولكن من باب التقريب إلى الذهن إما أن يجعل كلهم على نمط ألف الذي يسمونه الأحسن أو نمط باء الذي هو الأسفل أو نمط ألف وباء, يوجد احتمال رابع وهو أن لا يوجد أصلا طيب هذا كان ممكنا ولكنه قلنا فيما سبق أن هذا أمر هذا الموجود بهذه الخصوصيات يصدر عنه أو لا يصدر؟ يصدر وجوب عنه لا وجوب عليه وجوب عنه ضرورة عنه, طيب ما أدري واضح.
إذن هذا الاحتمال الرابع مغلق, تبقى احتمالات ثلاثة, طيب بيني وبين الله هذا الاحتمال الأول والثاني منهما كلاهما باطل لماذا؟ لأن كل الناس إذا كانوا على درجة لا كل الموجودات إذا كانت على نمط واحد هذا هو النظام الأحسن كان؟ كل الاشياء ماء تصير طيب هذا النظام الأحسن يكون؟ كل الأشياء نار تصير هذا النظام الأحسن؟ هذا الذي يعبرون عنه بالدليل الاني والدليل اللمي هو أنه الله (سبحانه وتعالى) كان يعلم بالنظام الذي كله ماء أو كله نار أو كله سماء ولكنه لم يوجده لماذا؟ لأنه لو كان أحسنا لأوجده, إذن الأحسن من هو؟ هذا الذي أوجده الذي عبر عنه ليس في الإمكان أبدع مما كان, وهذه القضية بيناها مرارا قلنا بأنه إذا كان هناك نظام أحسن من هذا النظام ولم يوجده الحق إما لعدم علمه به والمفروض أنه يعلم بكل شيء إما لعلمه وعدم القدرة عليه والمفروض أنه قادر على كل شيء إما لعلمه وقدرته وعدم جوده وبخله وهو الجواد الكريم.
إذن عندما أوجد هذا ولم يوجد غيره عرفنا أن هذا هو النظام الأحسن, يعني كان بالإمكان الله (سبحانه وتعالى) بحسب الأعيان الثابتة بحسب فيضه الأقدس أن يكون هناك نظام آخر أو لم يكن؟ نعم كان, لماذا لم يوجد ذلك النظام في الصورة العلمية؟ الجواب لأنه لم يكن هو الأحسن لأنه لو كان هو الأحسن لأفاضه بالفيض الأقدس في مرتبة الأعيان الثابتة ومقام الواحدية, هذا فيما يتعلق بالجواب عن السؤال.
لكن المشكلة هي ليست في السؤال الأول المشكلة أين؟ في السؤال الثاني لماذا؟ لأنه في السؤال الثاني توجد مسألة الثواب والعقاب يوجد الإنسان يوجد الإيمان والكفر يوجد الفسق والفجور والتقوى تلك المسالة الأصلية إذا أنا عيني الثابتة الله من الأزل عيني الثابتة جاعلها بأنه أكون مؤمن يتبدل عيني الثابتة اقتضائي الذاتي وعين الثابتة ماذا يريد؟ الإيمان وذاك ماذا فعل له؟ عينه الثابتة من الأزل أفاض عليها أن يكون فاسق فاجر فعينه الثابتة ماذا تطلب الإيمان أو الفسق والفجور؟ الفسق والفجور, ضم إليها أخبار الطينة أيضا هؤلاء خلقهم من هذه الطينة وهؤلاء أيضا خلقهم من هذه الطينة, طيب أنا ماذا استطيع أن افعل, المشكلة هنا.
في مقام الجواب عن التساؤل الثاني: لابد من التمييز بين قضيتين أو بين تصوريين بين نحوين من البحث.
القضية الأولى: أن الله (سبحانه وتعالى) بحسب الأعيان الثابتة للإنسان جعل بنحو القضية الحقيقة قال أنا أريد في البشر كلهم مؤمنون؟ نقول لا لا يريد هذا, أريد في البشر كلهم فساق؟ لا, أريد في البشر كلهم عقلاء؟ لا, أريد في البشر كلهم مجانين؟ لا, هذه بحسب القضية الحقيقة لو نسأل سألناه ماذا شئت بنحو القضية الحقيقة شئت أن يكون كلهم أنبياء؟ يقول لا لم أشأ, كلهم فسقة فجرة؟ يقول: لا, كلهم مؤمنون؟ يقول لا, كلهم متقون؟ يقول لا, نقول ماذا شئت بحسب القضية الحقيقة لا زيد وبكر وعمر بحسب القضية الحقيقة يعني بحسب الهندسة للانسان النظام الخريطة التي أرادها للإنسان ما هي؟ ما هي الخريطة؟
قال: أريد بشرا مختارين قادرين على أن يؤمنوا وعلى أن يكفروا {من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} {إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا} ولذا قالوا أن الاختيار أمر بالاضطرار يعني أنت لا تستطيع أن تقول أنا لا أريد أن أكون مختارا تستطيع أم لا؟ لا, لأن الله (سبحانه وتعالى) خلقك لا أنه خلقك مؤمنا, خلقك مختارا يعني واقف على طريقين إما هذا وإما هذا, هذا أمر اضطراري هذا ليس تابعا لك, ولذا أنت في كل وجودك لا تستطيع أن تقوم بعمل واحد غير اختياري أبدا, عمل ينسب ويستند إليك يكون باختيارك يكون مستحيل, يقولون لماذا يكون في الفقه إكراه, أقول لا لا ذاك بحث فقهي تلك أمور اعتبارية نحن نتكلم في التكوين, في التكوين لا يوجد عندنا إكراه لا يوجد جبر لا يوجد اضطرار في الفقه عندنا إكراه ذاك بحث آخر, وإذا لم تميز خمسين مشكلة تحصل أن البحث الفقهي الاعتباري أين والبحث الفلسفي والوجودي أين, اترك هذا. جيد إذن أنا عندما أتيت ونظمت هذا العالم قلت أريد فيه مائة وأربعة وعشرين ألف نبي لماذا؟ الجواب: أجيب على هذا, وأريد مائة وأربعة وعشرين ألف وصي, وفي آخر الزمان آتي بنبي وعنده 12 وصي والوصي الثاني عشر منهم أريده أن يبقى إلى قيام الساعة هذا نظمته, هذه بنحو القضية الحقيقة لو سألناه لماذا؟ ليقول هذا هو النظام الأحسن, في البشر أيضاً ببرهان لمي وإني هذا هو النظام الأحسن وإلا كان بإمكاني أن اجعلهم كلهم أنبياء.
هذه الرواية التي الآن تأتي محل كلامنا هذه الرواية التي جناب الشيخ سعد أتى بها لنا, الرواية طبعا هذا المجلد 75 أي طبعة ما أدري لأنه أنا راجعت خمسة وسبعين لم أجدها, الرواية عن الإمام الحسن العسكري× الرواية يقول (ولو عقل أهل الدنيا خربت) إذن اتضح أن النظام الأحسن أن يكون كل الناس عقلاء؟ لا, وهذا بيناه فيما سبق, كلهم ماذا؟ مجانين, طيب نحن اثنين ثلاثة الآن عندنا بالدنيا أنظروا ماذا يفعلون بالاستكبار العالمي, انظروا ماذا يفعلون, هذه لو الله (سبحانه وتعالى) جعلهم كلهم مجانين ماذا يريد أن يصير, ولذا ينقل يقول ولو عقل الناس يقول العبارة ينقلها عن المحجة يقول: ولو عقل الناس وارتفعت هممهم لزهدوا في الدنيا ولو فعلوا ذلك لبطلت المعايش ولو بطلت لهلكوا ولهلك الزهاد أيضا معهم أصلا نظام ما يبقى, بينك وبين الله أنا فقط أضرب مثال هكذا ابتدائي, لو كان الله كان خلق العالم كله طلبة مثلنا يوجد خبر يوجد شارع يوجد بقال يوجد زبال أيوجد أحد أم لا, أنت جنابك أصلا عمرك واقعا تضعه لهذه الأعمال أم لا؟ تقول بيني وبين الله عمري جدا أجل من أنه أنا أذهب واعمل هذه الأعمال صحيح أم لا؟ إذن كانت تبقى الدنيا أم تنقرض؟ لما بقيت الدنيا, هذا الاني له {ليتخذ بعضكم بعضا سخريا} هذا الاني له, وبيانات أهل البيت في كثير من الأحيان تبين هذه النكات, إذا هذا ما كان هكذا صار إذا هذه والبيان اللمي ما هو؟ هو أنه لو كان هناك نظام الأحسن في خريطة وجود الإنسان وهندسة وجود الإنسان الله كان يوجده أم لا؟ نعم يوجده لماذا؟ لأنه عالم به وقادر عليه وجواد كريم طيب لماذا لم يوجده ومختار, انتهت القضية, ما أدري واضح صار.
إذن إلى هنا بحسب الأعيان الثابتة التفتوا جيدا, بحسب الأعيان الثابتة للعالم ما سوى الله هذا هو النظام الأحسن بحسب الاعيان الثابتة والاستعدادات للناس هذا هو النظام الأحسن بما هو إنسان, يبقى هنا بطن هذا السؤال الثاني يوجد سؤال, جيد نحن فهمنا بأنه في النظام الأحسن الإنساني لابد من وجود نبي وقاتل نبي, لماذا في الأعيان الثابتة جعل محمد هو الصادر الأول وجعل زيد قاتله؟ لأنه هذا أين له عين ثابتة, طيب نحن لسنا بقائلين أن الاعيان الثابتة مختصة بالكليات للكليات والأشخاص يعني بنحو كلي موجود وأيضا بنحو عملي شخصي يعني كل واحد منها له عين ثابتة في الصورة العلمية يوجد لدينا عين ثابتة أم لا؟ نعم الله (سبحانه وتعالى) بتعبير الإمام الرضا ويعلم بهذا المكان الذي أنت قاعد فيه قبل أن يوجده على ما هو عليه قرأنا الروايات, أقول قرأنا الروايات في الأسفار الجزء السادس, أنه يعلم الأشياء تفصيلا أم لا؟ نعم يعلمها فيعلم زيد فعين الثابتة لزيد أيضا هناك موجودة, طيب لماذا جعل العين الثابتة لعلي× سيد الأوصياء وجعل العين الثابتة لابن ملجم قاتل سيد الأوصياء؟ طيب ابن ملجم يقول انه أنا {وآتاكم من كل ما سألتموه} أنا عيني الثابتة ماذا كانت تطلب؟ قتل علي× طيب أنا ماذا ذنبي والمفروض أن هذه العين الثابتة من أفاضها بالفيض الأقدس؟ الله, وأنا استطيع أن اخرج عن عين الثابتة وعن استعدادات العين الثابتة أو لا استطيع؟ لا استطيع هنا تأتي مشكلة الجبر, هذه التي إذا الإنسان لم يكن صاحب فن ويدخل هذا البحث يقينا أين ينتهي؟ ينتهي.
ولذا نسب إلى العرفاء مساكين أنهم قائلون بالجبر لماذا؟ لأنه هؤلاء قائلين أن هذا كل موجود في الأعيان الخارجية مقتضى الأعيان الثابتة والأعيان الثابتة كيف أفيضت من الله بالفيض الأقدس والفيض المقدس مترتب على الفيض الأقدس وأنا ما هو ذنبي الله (سبحانه وتعالى) في الفيض الأقدس لي كاتب أنت تكون فلان أنا ما هو ذنبي؟ ولو شاء لكتبني شيئا آخر ولو شاء لجعل عيني الثابتة شيئا آخر, ما أدري واضح هذا المعنى المشكلة أين الآن, وأيضا بعض القصص المنقولة عن بعض أهل المعرفة هكذا أنا نقلتها هكذا, يقول بأنه إبليس التقى ببعض العقال قال له طيب انت عاقل مجنون الله (سبحانه وتعالى) يقول لك أسجد أنت تضج واحد يقول لله لا, أيوجد عاقل عمي إذا سلطان ملك تقول له لا أنت ماذا يفعلون لك؟ الله جبار السماوات والأرض يقول لك أسجد أنت تقول له لا لا توجد مصلحة ماذا يفعلون لك؟ بتعبيرنا (أيطيح حظك وطاح حظه) في القصة كن0 على ثقة أنا لم أقل لا, ولكن الله (سبحانه وتعالى) كان أمسوي مسرحية فآدم لابد أن يسجدوا له من الذي لابد أن يسجد؟ أنا لابد أن أسجد بالمسرحية كان أنا كان لابد أن أسجد أو لا اسجد؟ لا أسجد طيب لم أسجد أنا .. ماذا بيدي أنا أطبق التمثيلية يوجد خريطة مكتوبة أنا أقرا النص أنا وليس عملي هذا.
طبعا هذه فيها عمق وسأبين العمق الذي فيها والبعض لم يفهم القصة هذه موجودة عند مولوي, من لم طيب هذا واضح, إذن إبليس كان مجبر أو غير مجبر؟ نعم ينفذ الإرادة الإلهية, الآن أبين نكتة, لا, مولوي وهو من كبار العرفاء لم يقل هذه النقطة التي أبينها.
إذن المشكلة الأصلية أخواني الأعزاء تكمن في هذه النقطة وهي أنه الأعيان الثابتة كلية يعني بنحو القضية الحقيقة وجزئية بنحو القضية الشخصية كلها وجدت بالفيض الأقدس الإلهي يعني الله هو هندسها بهذه الطريقة, ما أدري واضحة النقطة.
من هنا بالنسبة إلى السماء والأرض والجبال وبحار ومياه ما يوجد عندنا مشكلة لماذا؟ لأنه ثواب وعقاب لا يوجد, أما بالنسبة إلى الإنسان تنشأ المشكلة لماذا؟ لأنه يوجد ثواب وعقاب طاعة ومعصية يترتب عليها ثواب أبدي وعذاب أبدي هذه كيف نحلها؟
الجواب: هذه نظرية العرفاء, طبعا هذا التحليل الذي أنا قدمته موجود في كلمات يمين ويسار لكنه ليس بهذا الوضوح لم أجده بهذا النحو.
جواب العرفاء يقولون الله بنحو القضية الحقيقة وإن كان قد أنزله في الصورة العلمية الواحدية من مقام الأحدية ذاك ليس مأخوذ كبي من مكان آخر, الله في هذا النظام الذي أوجده وهندسه في مقام الواحدية يعني الصور العلمية والاستعدادات هذه مأخوذة في مكان آخر؟ أبدا هذه من أين نازلة؟ من مقام الأحدية ولكن هذه في الإنسان بنحو القضية الحقيقة قال أريد صادر أول واحدا أم عشرة؟ واحد من يملأ هذا المقام؟ يقول اطلعت على قلوب عبادي عندما يوجدون خارجا فلم أجد أفضل من هو يريد الوصول إلى هذا المقام ممن؟ من هذا الذي تسمونه محمد’ إذن القضية الحقيقة لابد من وجود صادر واحد نزولا وصعودا هذا نزل بالفيض الأقدس من أين؟ من مقام الأحدية, أما في القضية الخارجية والشخصية هذا تابع لما يعلمه من المعلوم خارجا, وهذا معنى قولهم أن علمه تابع للمعلوم, ما أدري تتذكرون مرارا قلنا أن علم الحق (سبحانه وتعالى) تابع لأي شيء للمعلوم أي معلوم هذا المعلوم بحسب وجوده الخاص يعني علمت من عبدي هذا من بين هذا البشر جميعا أكثرهم عبودية لي من هو؟ هذا الوجود الخاص, فبحسب علمي, لأنه أنا أعلم الأشياء قبل إيجادها إذن على هذا الأساس أنا رتبت أمره ويسرت أمره, فإذن الخص حديثي: فإذن بلحاظ السماوات وأرض وعالم يعني ما سوى الله هذه الأعيان إنما رتبت والاستعدادات بحسب الفيض الأقدس وهو النظام الأحسن بحسب القضية الحقيقة في الإنسان أيضا من أين مفاضة؟ من فيضه الأقدس ومن مقامه الأحدي هذه لم تؤخذ من مكان, أما لماذا جعل في مقام الواحدية الصادر الأول خصوص محمد لم لم يجعله علي لم لم يجعله خالد؟ هذا أيضا من الأحدية أنزله؟ الجواب: كلا هذا مما علمه من العبيد خارجا لما علمه علم من هذا لا يريد إلا الطاعة له إلا العبودية له فكتب عينه في الصورة العلمية هو الصادر الأول, وإلا لو لم يعلم بنحو القضية الشرطية وانت تعلمون القضية الشرطية صادقة حتى مع كذب طرفيها لو لم يعلم من محمد’ يريد أن يكون عبدا لله (سبحانه وتعالى) {أفلا أكون عبدا شكورا} أكان يكتب عينه الثابتة لأنه العين الثابتة اختياري لله أكان يكتب أن عينه الثابتة أنه الصادر الاول؟ متى كتب عينه الثابتة هو الصادر الأول؟ عندما علم منه أزلا وأبدا أنه لا يريد إلا العبودية لله عز و جل, وهذا ما يصرح به هؤلاء الاعلام.
تعالوا معنا كم بقي من الوقت (كلام أحد الحضور) جيد.
تعالوا اخواني معنا طبعا مع الأسف انتم الجزء الثاني لم يوجد عندكم هنا ولكنه فقط تعالوا إلى العبارة, هذا المطلب إن شاء الله سيأتي في الفص العُزيري الجزء الثاني من الكتاب ص868 هذه عباراته أنا أقرأها لكم الجزء الثاني الفص العزيري ص868 وما بعد التفتوا جيدا إلى العبارات يقول: وحكم الله في الأشياء لماذا حكم على زيد بعينه الثابتة يعني بحسب الفيض الأقدس جعل عين زيد الثابتة أن يكون قاتل الحسين وجعل العين الثابتة للحسين أن يكون الإمام الثالث هذا لماذا؟ يقول: وحكم الله في الأشياء على حد علمه بها وفيها, لأنه علم منهم أنه لا يريدون إلا أن يكون إماما وإلا أن يكون قاتلا, فما حُكم القضاء على الأشياء إلا بالأشياء, هي الاشياء حكمت على نفسها ولكن متى حكمت على نفسها؟ حكمت عندما توجد خارجا. أنتم واجدين ما ادري بعض الناس واقعا تجد أنه كل مقدمات وكل مهيئات وسبل الخير متوفرة ولكن يذهب إلى سبل الخير أم إلى سبيل الشر؟ إذن تبين أنه ليست القضية غير مهيأة من منا لم تتهيأ له مقدمات أن يقوم لصلاة الليل كلها متقدمة كلها متهيأة ولكنه نصلي أم لا؟ قضية اختيارية لم نصلي, ولو علم منا الله (سبحانه وتعالى) كونوا على ثقة أنه لو كان من منا يلتزم بصلاة الليل لأعطاه من الآثار من أول يومه لكنه علم منا نلتزم أو لا؟ فلم يرتب الأثر.
طبعا هذا العلم له آثار عجيبة هذا العلم الأثري لأنه من علم منك أنك لا تريد إلا الطاعة لله ماذا فعل؟ ماذا يفعل لك؟ يهيأ لك الصراط المستقيم (ما زلت أنتقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام المطهرات) لماذا إلهي فعلت؟ قال لأنه أريد أن أيسر الهدف للوصول لأنه علمت منه أنه يريد الوصول حتى لو لم تكن المقدمات مهيأة, إن شاء الله بحثه سيأتي بعد ذلك {فسنيسره لليسرى} نحن علمنا أنه هذا يريد اليسرى حتى لو لم نهيأ له المقدمات هو يريد فماذا نفعل له وظيفتها؟ أن نيسر ذاك علمنا منه أنه يريد العسر نحن ما هي وظيفتها أن نفعل؟ أن نيسر له لأنه هؤلاء حتى لو جعلناهم أبناء رسول الله هو ماذا يريد؟ يريد أن يصير قاتل الحسين, طيب نحن ماذا نفعل له؟ نأتي به من نطفة طاهرة أم غير طاهرة؟ ماذا نهيأ المقدمات له؟ (كلام أحد الحضور) أحسنتم {نيسره للعسرى} نهيأ له مقدمات تحقيق هذا العسر.
العبارة أكثر من ذلك, يقول: فما حكم القضاء على الأشياء إلا بها فلله الحجة البالغة لماذا الحجة البالغة؟ يقول: لأنه ما أعطيتم من الإيمان والكفر والفسق والفجور بحسب أعيانكم الثابتة لما عملته منكم أنكم ستختارونه في هذا العالم ولو علمت غير ذلك التعبير اسأت الأدب, أنا مريض أراك أنت طاعة أكتبك هناك شقاء ماذا أنا مريض ماذا أنا جاهل, ماذا مغرض أنا ماذا أنا عدوك لو كنت أعلم منك تريد الطاعة أكتبك بالعين الثابتة أنك تريد المعصية هذا منطقي هذا هو الظلم, ولكن أنا علمت منك أنك تريد المعصية فبحسب عينك الثابتة يعني عندما نظمت نظام العالم وسويت هندسة العالم انت أين جعلتك؟ جعلتك بالذي أنت تختاره, وإلا لو علمت منك غير ذلك لكتبتك شيئا آخر.
قال: هذه الجملة التي هنا منقولة, فالمحكوم عليه من؟ أنا وأنت المحكوم علينا إما بالطاعة وإما بالمعصية, فالمحكوم عليه هذا الكتاب موجود هنا, فالمحكوم عليه بما هو فيه محكوم عليه بماذا؟ بما هو فيه, يقول هذا المحكوم عليه حاكم على الحاكم يعني حاكم على الله بأنه أكتبني بهذا الشكل, فإذا وجدت الله حكم عليك لأنه أنت قلت له احكم علي حاكم على الحاكم لأنه من أسماء الله الحاكم, يقول: فالمحكوم عليه بما هو فيه حاكم على الحاكم أن يحكم عليه بذلك لما علمه منه, ما أدري واضح صار. وبهذا يتضح, تعالوا نقرأ قليلا عبارة الكتاب.
وإذا علمت هذا علمت ماذا؟ ليس عملت صححوا العبارة, وإذا علمت هذا يعني علمت أن الفيض الأقدس هو منشأ وجود القابليات والاستعدادات, وإذا علمت هذا علمت أن لا منافاة بين هذا القول الذي نحن قلناه وهو أن الأعيان موجودة بالفيض الأقدس وبين قوله في الفص العزيري, لا منافاة لماذا؟ لأنه هنا نحن قلناه بنحو القضية الحقيقية وهناك مرتبطة بالقضية الخارجية الشخصية, إن علم الله بالأشياء على ما هو ماذا؟ على ما أعطته المعلومات مما هي عليه في نفسه علمه تابع للمعلوم في القضايا الشخصية لا في القضية الحقيقية الكلية لأنه قلنا بأنه أساسا العالم فيه صادر أول هذا بالفيض الأقدس نازل ضمن النظام الأحسن أما زيد يملأه لا عمر هذا علمه تابع للمعلوم.
وقوله: فلله الحجة البالغة لماذا الحجة البالغة لله؟ يقول ما كتبته عليك في العين الثابتة إلا ما علمته منك, ما كتبته عليك إلا ما علمته أنه ستختاره, هنا يأتي السؤال: طيب إذا كان هو يعلم من الأزل أنه أنا ماذا سأختار, لماذا لم يحاكمني عليه, هذا إلى الجنة وهذا؟ يقول: نعم لأنه الحجة لم تكن كاملة تأتي يوم القيامة تقول أنت امتحنتني لكي ترى, تقول جيد, آتوا به إلى وأنت مختار أنظر ماذا بنفسك تختار, وقوله: فلله الحجة البالغة وقوله فالمحكوم عليه بما هو فيه حاكم على الحاكم أن يحكم عليه بذلك.
من هنا قال: ويتضح معنى قوله ’ وقوله (من وجد خيرا فليحمد الله) محل الشاهد هذه الجملة الثانية, (ومن وجد دون ذلك فلا يلومن إلا نفسه) الله لا يريد منك إلا الخير ولكنه إذا وجدت أنه كتب عليك الشر بحسب العين الثابتة لماذا؟ لأنك أنت اخترت لنفسك الشر وانت اخترت لنفسك هذا فكتب عليك بما اخترت.(ومن وجد دون ذلك فلا يلومن إلا نفسه) هذا البحث فيه تتمة إن شاء الله تعالى يأتي في الأسبوع القادم.