نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية الإنسان الكامل (52)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: فالأمر كله منه ابتدائه وانتهائه وإليه يرجع الأمر كله.

    انتهى بنا الحديث إلى بيان أن النظام الذي على أساسه نظم الحق (سبحانه وتعالى) عالم الإمكان في الصعق الربوبي وفي الحضرة العملية وفي مقام الواحدية إنما هو مفاض منه (سبحانه وتعالى) على أساس الفيض الأقدس من مقام الأحدية وترتب في مقام الواحدية, أما لماذا جعل هذا النظام واختار هذا النظام في مقام الواحدية وفي الصعق الربوبي في الحضرة العملية فالجواب لأنه هو النظام الأحسن, ثم عندما وصلت هذه الأمور بحسب صورها العملية إلى مقام الواحدية عند ذلك أفاض عليها الوجود الإمكاني من خلال الفيض المقدس. نعم كان هناك تساؤل وهو: أنه لماذا جعل العين الثابتة أو الاستعداد الكذائي للإنسان ألف وجعل العين الثابتة والاستعداد الكذائي للإنسان الباء يعني بنحو القضية الشخصية وبنحو القضية الخارجية؟

    في مقام الجواب عن هذا التساؤل قلنا: فيما يتعلق بالنظام الكلي هذا ليس مأخوذا من شيء بل هو النظام الأحسن يعني أن يوجد في عالم الإمكان صادر أول واحد لا متعدد هذا ليس مأخوذا من مكان هذا هو إبداع من مقام الأحدية وتنزل إلى مقام الواحدية, الله شاء ذلك لما شاء الحق شاء أن يكون نظامه الإمكاني بهذا النحو في الناس وفي غير الناس, نعم لماذا جعل هذا الصادر الأول هو الحقيقة المحمدية دون غيره من الموجودات؟ قلنا أن هذا العلم تابع لأي شيء؟ للمعلوم بحسب علمه الأزلي الذاتي.

    ولا يلزم أي محذور لماذا؟ لأنه باعتباره أن الله (سبحانه وتعالى) في هذا العالم جعل الإنسان موجودا مختارا يختار هذا ويختار هذا فلما علم منه أنه سيختار كذا على أساس ما اختاره رتب عينه الثابتة, وانتم تعلمون أن مسألة الاختيار مسألة ذات بعدين فيها طاعة وفيها معصية, وهذا المعنى الذي أشرت إليه بودي أن يطلع عليه الأخوة ويعلمون الأخوة واقعا هذا ليس رأي الشخصي وإنما كما ذكر جملة من الأعلام أن هذا هو الرأي المشهور بين علماء الامامية هذه نقطة مهمة واقعا وجدتها في عبارات السيد عبد الله شبر في مصابيح الأنوار, في مصابيح الأنوار الجزء الأول ص13 هذه عبارته, بعد أن يذكر أخبار الطينة ويشير إلى ما يلزم من أخبار الطينة من مسألة الجبر في عبارته ص11 هكذا يقول: يقول إعلم أن هذا الخبر أي خبر؟ خبر إبراهيم الليثي الذي قرأناه لكم فيما سبق الذي هو واضح بأنه الطينة أدت إلى كذا والطينة أدت إلى كذا, يقول: إعلم أن هذا الخبر ونحوه من متشابهات الأخبار ومعضلات الآثار التي تحيرت فيها الأنظار وتصادمت فيها الأفكار واختلفت في توجيهها كلمات علمائنا الأبرار وقد تخرجوا عما يلزم من ظاهرها من الجبر ورفع الاختيار بوجوه, الوجه الأول, الوجه الثاني, الوجه الثالث, الوجه الرابع, الوجه الخامس, الوجه السادس, الوجه السابع, الوجه الثامن, الوجه التاسع, بلي تسعة وجوه يذكر لرفع الإشكال, إلى أن يصل إلى الوجه السابع التفتوا جيدا هذه عبارته في الوجه السابع, يقول: ما اعتمده أكثر الأصحاب, وهذه نقطة أساسية أنه ليست قضية رأي شاذ غير مشهور, ما اعتمده أكثر الأصحاب وعولوا عليه في هذا الباب وهو أن ذلك يعني أن أخبار الطينة وهو أن ذلك منزل على العلم الإلهي وهذا أي علم إلهي؟ هذا ليس العلم الإلهي بعد الإيجاد هذا العلم الإلهي قبل الإيجاد وإلا بعد الإيجاد فمن الواضح بأنه ليس محل كلامنا أصلا, فإنه تعالى لما خلق الأرواح كلها قابلة للخير والشر, التفتوا جيدا يأخذ مبدأ الاختيار إذن لا يقول من الأزل الله علم جبرا أن هذا يختار الطاعة فكتبه مطيعا وعلم جبرا هذا يختار المعصية فكتبه ماذا, طيب قد يأتي السؤال: لماذا هذا اختار لماذا صار هذا مطيعا؟ هو أنت كتبته مطيعا, لا, علم أنه يختار الطاعة لا أنه علم أنه مطيع، وفرق بين أن يختار الطاعة وبين كونه مطيعا, الذي كتب في العين الثابتة لا أنه كتب مطيع كتب أنه يختار الطاعة والاختيار كما يستطيع أن يختار الطاعة يستطيع أن يختار المعصية, قال: قابلة للخير والشر وقادرة على فعلهما وعلم أولا مسألة الاختيار ثابتة, وعلم أن بعضها أي بعض تلك الأرواح يعود إلى الخير المحض وهو الإيمان وبعضها يعود إلى الشر المحض وهو الكفر باختيارها علم منها أنها تختار الإيمان تختار الكفر باختيارها عاملها هذه المعاملة يعني على أساس ما علمه من اختيارها للطاعة وللمعصية, فما علم منها من الأرواح أنها تختار الطاعة فيسر لها بأن خلقها من طينة طيبة فيسر لها {فسنيسره لليسرى} وما علم أنه تختار المعصية عاملها على ما تريد اختيارها ماذا فعل لها؟ قال بدل أن بصعوبة أن تصل إلى غايتك ومبتغاك أن أجعل لك الطريق مبلط مولانا للوصول إلى المعصية, لا أنه أنا أخليك تعصي أنت تريد المعصية {فسنيسره للعسرى} ونخلقك من طينة سجين.

    الآن نعم يبقى هذا التساؤل: وهو أنه لماذا هذا العبد مع أنه مختار أن يطيع أن يعصي لماذا يختار الطاعة ويختار المعصية؟ هذا يدخل فيه مليون عامل, التربية تدخل البيئة تدخل الوراثة تدخل الصداقة تدخل الظروف تدخل الجينات تدخل كل هذه العوامل لها مدخل في أنه أنت تختار هذا الفعل أو تختار ماذا, أصلا أولاد اثنين يعيشون في بيت واحد ومن أبوين من أب وأم واحدة وفي مدرسة واحدة وفي زقاق واحد تجد أحدهما أقصى اليمين والآخر أقصى اليسار, الآن إذا تقول لي إذا كان الأمر كذلك إذن لماذا يكون مسؤول إذا كانت الظروف هي؟ أولا: أن هذه الظروف ليست بنحو العلة التامة وإنما بنحو الاقتضاء المقتضي, هذا أولا.

    ثانيا: أن من هذه الظروف ما كان باختياره مسؤولاً عنه وما كان خارج عن اختياره غير مسؤول عنه, الله لا يحاسبه عنه, يعني أبواه سافرا إلى الدول الغربية وولد هناك الآن تقول يترك ويرجع, أقول والله المسكين لا يمكنه أن يترك ويرجع لكن واقعا إذا هذا الإنسان انحرف 90% أو 80% من هو المسؤول؟ أبواه مسؤولان, نعم, الذي ذهبوا إلى الغرب يجيبون (كلام أحد الحضور) الجواب أخبار الطينة هذا الذي سنأتي إليه وهو أن أخبار الطينة لم تقل بنحو العلة التامة وإنما بنحو التيسير وبتعبير القران الكريم {فسنيسره} يعني هذا ميسر واقعا هذا الإنسان الذي هو من طينة طيبة كونوا على ثقة أنه بمجرد أن يقع في بيئة طيبة يؤثر مائة بالمائة فيه, أما الذي مخلوق من طينة سجين والله لو تجعله بين علي وفاطمة ماذا يصير؟ نعم (كلام أحد الحضور) التفتوا جيدا, هذا ليس معناه العلية التامة أخبار الطينة لا تريد أن تقول هذه النقطة الأخيرة التي كنت أنا في الأخير أردت أن أبينها, وهو أنه هذه كل هذه المقدمات كل هذه الظروف من تكوينية من تربوية من بيئية من أساتذة من جينات هذه كلها بنحو ماذا؟ بنحو يعني بنحو التيسير بتعبير القران الكريم {فسنيسره} لا نجعله علة تامة, ولذا أنتم واقعا تجدون أنه أساس من أبوين شيعيين أو من أبوين طاهرين تجد أنه واقعا عندما يقع في بيئة طيبة يتأثر بسرعة لماذا؟ لأنه تلك الظروف كانت مانعة وإلا ارتفع تلك الظروف المقتضي بدأ يؤثر أثره.

    يقول: عاملها هذه الأرواح ما علم منها أنها تختار الطاعة ما علم منها أنها تختار المعصية عاملها هذه المعاملة ما هي المعاملة؟ كالخلق من الطينة الطيبة أو الخلق من الطينة الخبيثة, الآن التفت إلى هذه الجملة القيمة جدا من هذا الرجل, قال: فحيث علم الله من زيد أنه يختار الخير والإيمان ولو لم يخلق من طينة طيبة, هذه نقطة مهمة التفتوا جيدا, ماذا يسر له الأمر خلقه من طينة طيبة, الآن تقول لي من أين علم؟ لا, الله يعلم الممتنع لو وجد كيف يوجد وعلمه ذاك ما هو؟ ذاتي أزلي الله (سبحانه وتعالى) لم يسأل هذا السؤال كما أنه وجوده عين ذاته علمه أيضا عين ذاته لا يسأل من أين علم, طيب إذا تسأل من أين علم لابد من أين وجد؟ ماذا تقول في أين وجد ماذا تقول؟ تقول وجوده عين ذاته, من أين علم؟ طيب علمه عين ذاته نفس الكلام هذا السؤال لا معنى له بالنسبة إلى الواجب لأنه لم يثبت لنا أن كل علم يحتاج إلى معلم كل علم ممكن يحتاج إلى معلم كما أن كل موجود ممكن يحتاج إلى سبب لا كل موجود يحتاج إلى سبب, جيد.

    قال: فحيث علم الله من زيد أنه يختار الخير والإيمان ولو لم يخلق من طينة طيبة خلقه منها, يعني علم منه إذا هو في أشد الظروف هو ماذا يريد الطاعة أم المعصية, يريد الإيمان أو يريد الكفر؟ نعم, ولما علم من عمر أنه يختار الشر والكفر البتة خلقه من طينة خبيثة يعني يعلم منه حتى لو لم يخلق من طينة خبيثة ماذا كان يريد؟ يريد الكفر, طيب لماذا فعل ذلك؟ لماذا ذاك خلقه من طينة طيبة وهذا من طينة خبيثة؟ قال: لطفا بالأول وتسهيلا عليه وإكراما له لما علم من حسن نيته وعمله وبالعكس في الثاني وأيضا تيسيرا للثاني, {كلا نمد هؤلاء وهؤلاء} أصلا نحن جعلنا نظامنا الأحسن في الدنيا.

    الآن إذا تتذكرون نحن ضربنا مثلا ما أدري يتذكره الاخوة قائل بأنه الله (سبحانه وتعالى) قائل بأنه أنا في عالم الإمكان وخصوصا في عالم التكليف أنا أعطيتكم سيارة بيدكم المقود بيدكم الاستيرن بتعبيرنا بيدكم, البانزين والسرعة والتخفيف أيضا بيدكم, وأنه تقف أو تسير بيدكم أو أنه تذهب يمين أو يسار بيدكم وأنه تطلع وتخرج تصل أو لم تصل إلى الهدف أو ترجع إلى الوراء كله بيدكم إذن انت ماذا تفعل إلهي؟ يقول: انت ماذا تختار أنا أدفع كل ما تختار يمين أدفع باليمين, يسار أدفع باليسار, أمام أدفع بالأمام, تمشي مائة وخمسين أدفع مائة وخمسين تقف أقف {كلا نمد} ولذا يوم القيامة {لله الحجة البالغة} لماذا؟ لأنه أنا بل أكثر من ذلك ماذا فعلت لك؟ وقفت أمامك مائة وأربعة وعشرين ألف نبي يقولون لك إلي إلي من هنا من هنا, وقفت لك مائة وأربعة وعشرين ألف وصي من هنا من هنا, أعطيتك عقلا حتى تفهم أن ما يقولونه هو الحق, لأنه قد واقفين في الخارج ولكنه أنت لم يوجد عندك عقل مجنون طيب تفهم يقولون الحق أم لا؟ لا لا, أعطيتك الحجة الباطنة حتى تفهم أن ما يقولونه حق هو الصراط المستقيم, ومع ذلك كل هذا السيل من الحجج الداخلية والباطنية الظاهرية والباطنية يقولون لك مستقيم أنت أين تذهب؟ يمين يسار مولانا, طيب {فلله الحجة البالغة} أم لا؟ بلي {فلله الحجة البالغة} ولذا قال: لطفا بالأول وبالعكس في الثاني وعلم الله. نقطة أنظروا ملتفت (رحمة الله تعالى عليه) السيد عبد الله شبر وعلم الله ليس بعلة لصدور الأفعال لا يتبادر إلى ذهنك أن العلم علة الطينة علة أبدا علمه كاشف أصلا العلم يوجد المعلوم أم العلم يكشف عن المعلوم؟ نعم علمه كاشف عن وجود المعلوم.

    قال: وهذا معنى جيد تنطبق عليه أكثر أخبار الباب ويستنبط من أخبارهم هذا المعنى عليهم السلام كما أشير إليه في الحديث المذكور والذي قرأناه في خبر إبراهيم الليثي حكاية عنه تعالى أنا المطلع على قلوب عبادي لا أحيف ولا أظلم ولا ألزم أحدا إلا ما عرفته منه قبل أن اخلقه ويستفاد ذلك من أخبار أخر ذكرها يفضي إلى التطويل, وأنا أتصور بأنه بهذا القدر هذه القضية بحسب فهمي أنها إنشاء الله اتضحت, تعالوا إلى متن الكتاب.

    فالأمر كله منه ابتدائه وإليه انتهائه, طيب من الواضح طبيعي هذا, يعني بعبارة واضحة: الله (سبحانه وتعالى) هو الذي أعطى الاستعداد بفيض وهو الذي أوجد كل مستعد بما هو مستعد له بفيض آخر, هو الذي هيأ الاستعداد بالفيض الأقدس وأعطى هذا الاستعداد لما هو مستعد له بالفيض المقدس, ما أدري واضح هذا المعنى.

    إذن هذا الاستعدادات في الحضرة العلمية بالفيض الأقدس نظمت وبالفيض المقدس صارت موجودة بوجود خارجي, ولذا أنتم عندما ترجعون إلى القران الكريم في سورة الرحمن الذي نحن مرارا ذكرنا هذا المعنى في الجزء السابع والعشرين في سورة الرحمن قال تعالى {يسأله من في السماوات ومن في الأرض} هذا سؤال الاستعداد الذي هو في الحضرة العلمية, الجواب يأتي ماذا؟ {كل يوم هو في شأن} كل مستعد كل سؤال يعطيه بقدر سؤاله, طيب هذه الاستعدادات من أين نظمت؟ قلنا نظمت من الفيض الأقدس لماذا نظمت بهذا الشكل دون هذا الشكل؟ قلنا هو النظام الأحسن لماذا صار الصادر الأول زيد دون عمر؟ اجبنا عليه أيضا بما تقدم أن علمه تابع لما علمه من زيد ولم يعلمه من عمر.

    إذن هذه فالأمر كله منه يعني سواء على مستوى الاستعداد أو على مستوى جواب الاستعداد على مستوى الفيض الأقدس على مستوى الفيض المقدس ممن؟ فالأمر منه والأمر إليه ابتداء بحسب المبدأ الفاعلي وانتهائي بحسب المبدأ الغائي من هو؟ هو الأول والآخر.

    فالأمر, الآن نعم يبقى أنه ما هو المراد من الأمر؟ يوجد احتمالان يأتي بحثهما بعد ذلك الآن لا أدخل في التفاصيل في المتن.

    فالأمر كله منه ابتدائه يعني من الحق تعالى, ابتدائه وانتهائه, ضعوا فارزة, وإليه يرجع الأمر كله كما ابتدأ منه, طيب سؤال: هذه وإليه يرجع الأمر كله كما ابتدأ منه هذا نفس المطلب السابق أو مطلب آخر؟ طيب ظاهر العبارة أنه نفس المطلب السابق لأنه قال كله منه ابتدائه وانتهائه طيب وإليه يرجع الأمر كله يعني انتهائه كما ابتدأ منه يعني ماذا؟ ابتدائه, لذا في هذا المقطع الثاني من المتن يوجد احتمالان:

    الاحتمال الأول: أن الجملة تأكيدية.

    الاحتمال الثاني: أن الجملة تأسيسية.

    أما أنها تأكيدية الاحتمال الأول أنها تأكيدية فواضح معنى الابتداء ومعنى الانتهاء, وأما أنها تأسيسية فسيأتي في آخر ص224 قال: وإن حملناه, أربعة أسطر باقية من ص224 قال: وإن حملناه على التجليات الفائضة, هذه إشارة إلى أن هذه الجملة تأسيسية وليست تأكيدية.

    يقول: جواب شرط مقدر, مطلب أساسي لا يوجد إن شاء الله إذا يحتاج توضيح أوضحه.

    جواب شرط مقدر أي إذا كان القابل يعني ما تحقق بالفيض الأقدس أي إذا كان القابل وما يترتب على القابل من الاستعدادات والكمالات والعلوم والمعارف وغيرها إذا كانت كل الاستعدادات منه ونفس كل ما هو مستعد أعطائه أيضا منه قال: فائضا من الحق تعالى حاصلا منه إذن من الواضح الأمر كله ابتداء وانتهاء بيده (سبحانه وتعالى) فالأمر الاحتمال الأول في معنى الأمر, فالأمر بمعنى الشأن الشأن شأنه بحسب إعطاء الاستعداد وبحسب إيجاد تلك الاستعدادات خارجا بحسب الإيجاد والتكميل إيجاد كان التامة والتكميل كان الناقصة, إيجاد للحدوث والتكميل للبقاء, الإيجاد والتكميل كله منه ابتداء وانتهاء, هذا هو الاحتمال الاول في الأمر, التفتوا جيدا, أو وليس المراد, أو الذي هذه ما ينبغي أن تكون في أول السطر ولكنه جعلها في أول السطر, أو المراد بالأمر لأنه قال: فالأمر أي الشأن أو المراد بالأمر ليس المراد بالأمر يعني كن بل المراد بالأمر يعني يكن وهذا تتذكرون في بحث سابق أشرنا إليه قلنا ذكر الأمر وأريد متعلق الأمر يعني فيكون.

    وإن كان هذا المعنى إذا يتذكر الأخوة كان في ص214 أو يحصر ما تعلق به الأمر, يعني أطلق الأمر وأريد ما تعلق به الأمر يعني قيل كن الأمر كن ولكن أريد لا أنه أريد الأمر أريد لا أنه أريد كن أريد فيكون.

    قال: أو المراد بالأمر المأمور بالوجود بقول كن كما قال {إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون} وكما كان هو أي الحق (سبحانه وتعالى) وكما كان هو أولا هو الأول ومبدأ لكل شيء كذلك كان أي الحق (سبحانه وتعالى) آخرا هو الآخر ومرجعا لكل شيء قال تعالى {وإليه يرجع الأمر} ما هو المراد من الأمر؟ على الاحتمال الأول يعني الشأن على الاحتمال الثاني أي ما حصل بالأمر نعم هذا ما حصل بالأمر إشارة إلى الاحتمال الثاني, إذا قلنا أن المراد من الأمر يعني الشأن إليه يرجع الأمر الشأن كله ابتداء وانتهاء, أما إذا قلنا المراد من الأمر ما تعلق به الأمر يعني حصيلة الأمر هو فيكون قال أي ما حصل بالأمر. طيب هذا الرجوع الابتداء تحقق باعتبار قوس النزول الرجوع أين يتحقق؟ قال يتحقق بالقيامة الكبرى وأقسام القيامة التي تقدم الحديث عنها مفصلا في الأبحاث السابقة, بأنه هذه القيامة إما فيها هذه النشأة للبعض وإما البعض في نشآت لاحقة, وهذا الرجوع {وإليه يرجع الأمر كله} وهذا الرجوع إنما يتحقق عند القيامة الكبرى, هذا البحث تقدم مفصلا في مقدمات الفصوص, بفناء الأفعال والصفات والذات في أفعاله وصفاته وذاته هذا الفناء الموجب لرفع الإثنينية وظهور حكم الأحدية القهارة, هذا كله إذا جعلنا هذه الجملة تكرارا وتأكيدا للجملة السابقة من هنا يكشف وإن حملناه يعني إن حملنا على التأسيس في قبال التأكيد والتكرار واضح صار المعنى.

    قال: هذا إن جعلنا {وإليه يرجع الأمر كله} ضعوا نقطتين ثلاثة إلى آخره لأنه متى يكون تكرارا للأول؟ إذا كان كما ابتداء منه لأنه يريد أن يقول هذه تكرار للسابق طيب السابق ليس فقط فيه انتهائه يوجد انتهائه وابتدائه إذن هذه الجملة بمفردها وإليه يرجع الأمر كله ليست تكرار للأول متى تكون تكرار للأول؟ إذا أضيف إليها كما ابتدأ منه, واضحة الجملة, إذن ليست هذه الجملة تكرار للسابق هذه الجملة وما يحلق هذه الجملة, هذا إن جعلنا وإليه يرجع الأمر كله إلى آخره يعني كما ابتدأ منه تكرارا مؤكدا للأول يعني للمقطع الأول. الآن أما وإن حملنا هذا المقطع على التأسيس طبعا ما يوجد سقوط العبارة ليست ساقطة بل العبارة مدمجة وكان ينبغي على الشارح العلامة أن لا يقول هكذا بل يقول وإن حملناه على التأسيس فالمراد التجليات الفائضة بالفيض المقدس, لا أنه وإن حملناه على التجليات الفائضة لأنه لا معنى له وإن حملناه على التجليات الفائضة بالفيض المقدس لا, يقول: لابد أن يقول وإن حملناه على أن هذا المقطع تأسيس لا تأكيد فالمراد منه فالمراد من قوله {وإليه يرجع الأمر كله كما ابتداء منه} يراد هذا المعنى ما هو المعنى التفتوا جيدا.

    بحث أساسي ومهم جدا يشير إليه في هذا المقطع, يقول: إذا حملناه على التكرار اتضح معناه أما إذا حملناه على التأسيس ما هو المراد من هذا المقطع الثاني؟ يقول المراد من المقطع الثاني هذا وهو أنه {وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر} إذن الأمر الإلهي واحد أو متعدد؟ الأمر الإلهي ما هو؟ واحد {وما أمرنا إلا واحدة} هذا الكلام {كلمح بالبصر} ضعوه جانبك لأنه مضمون خاص به, المهم الأمر الإلهي {إليه يرجع الأمر} طيب سؤال: {كما ابتداء منه} هذا الذي ابتداء منه ما هو؟ واحد أم متعدد؟ {وما أمرنا إلا واحدة} ويرجع إليه واحدة {إليه يرجع الأمر} واحد أم متعدد؟ (كلام أحد الحضور) بدليل {كما ابتدأ منه} الذي ابتدأ منه ماذا كان؟ واحد {وما أمرنا إلا واحدة} إذن ما يرجع إليه أيضا يكون واحدا, يقول: إشارة إلى هذا المعنى أن الأمر الإلهي واحد كيف أن الأمر الإلهي في الابتداء واحد في الرجوع إليه واحد.

    طيب سؤال: هذا الأمر الإلهي واحد إذن لماذا يكون عقل ومثال دنيا وآخره قوس صعود قوس نزول مراتب؟ يقول لا هذه تعدد المستفيض لا تعدد الفيض, الفيض منه واحد متصل والمستفيض متعدد داثر زائل أول آخر هذه كلها مرتبط بالمستفيض لا أنه مرتبط بالفيض, إذن الآن يتكلم أين؟ هناك كان يتكلم في الفيض الأقدس وفي الفيض منه, أما هنا بدأ يتكلم في الفيض المقدس يقول الفيض المقدس وإن كان واحدا {وما أمرنا إلا واحدة} ولكنه عندما يصل إلى كل مقطع من المقاطع يأخذ اسما معينا يكون سماء وأرضا ولوحا وشجرا وقلما وكرسيا وعرشا وإنسانا هذا في قوس النزول وفي قوس الصعود أيضا الذي يرجع إليه أمر واحد.

    وإن حملناه على التأسيس فمعناه, هذا {إليه يرجع الأمر كله} ما هو معناه؟ معناه: يحمل على التجليات الفائضة بالفيض المقدس كل حين فنقول بناء على التأسيس فنقول: أن الحق يتجلى يظهر بحكم {كل يوم هو في شأن} المراد من اليوم هنا ليس الزمان المراد من اليوم يعني كل ظهور هو في شأن غير الظهور السابق وغير الظهور اللاحق ليس المراد زمان وأربعة وعشرين ساعة أو نصف نهار أو نهار وليل المراد من اليوم في الآية الشأن.

    إن الحق يتجلى يظهر بحكم قاعدة هذه القاعدة القرآنية {كل يوم هو في شأن} كل لحظة بل كل آنٍ يتجلى يظهر لعباده فينزل الأمر أي أمر هذا؟ الأمر الإلهي {وما أمرنا إلا واحدة} فينزل الأمر الإلهي من الحضرة الأحدية ثم الواحدية ينزل إلى ماذا؟ إلى المرتبة العقلية, انظروا لأن البحث الآن في الفيض المقدس لا في الفيض الأقدس, الأحدية والواحدية فيض أقدس أما ما هو كلامنا فيه ينزل إلى الفيض المقدس يعني إلى المرتبة العقلية, إلى المرتبة العقلية الروحية ثم اللوحية ثم الطبيعة الكلية ثم الهيولى الجسمية, هذه المقاطع تعالوا معنا ص53  السطر الثالث قال: وإذا أخذت بشرط أن تكون قابلة للصور النوعية الروحانية والجسمانية فهي مرتبة الاسم القابل رب الهيولى الكلية وهذه غير الهيولى الموجودة في الجسم إذن هنا عندما يقول ثم الهيولى الجسمية لا يتبادر إلى ذهنك إلى هيولى الأجسام مرادنا الهيولى الكلية التي هي مظهر الاسم القابل, هنا لا أوضح لأنه تفصيله ما هو المراد من الطبيعة الكلية ما هو المراد من الهيولى الجسمية ما هو المراد من العرش ما هو المراد من الكرسي هذا كله تقدم في المقدمات وأيضا في مقدمة متن الفصوص.

    ثم العرش ثم الكرسي والسماوات السبع منحدرا من المراتب الكلية, كله أين نتكلم؟ في الفيض المقدس لا في الفيض الأقدس الذي كله وجد بماذا؟ بأمر واحد إلهي {وما أمرنا إلا واحدة} {كن فيكون} وهذا كن موجود يعني من الأزل ومن الأبد فيكون تحقق ولكن هذه فيكون يعني الموجودات بعضها يحتاج إلى زمان وبعضها خارج عن الزمان الذي يحتاج إلى زمان بعضه متقدم بعضه متأخر يعني بعبارة أخرى: إذا نحن واقفين على سطح نظام عالم الزمان والمكان هذا {كن} صادر أم لا؟ يقول صادر للجميع من الأزل إلى الأبد تقول له إذن زيد الذي بعد مائة سنة يوجد إذن الآن لماذا لم يوجد؟ يقول هذه مشكلته هو بعده لم يتهيأ لكي يوجد في محله المناسب وإلا نحن صدرنا الأمر أنه ما هو هذا أزلا وأبدا هذا الأمر قائم لا أنه نحن عندما تتهيأ الظروف ماذا نقول؟ نقول {كن} لا ليس هكذا, ما أدري واضح. يعني بعبارة أوضح حتى من باب (من عرف نفسه فقد عرف ربه) عجيبة هذه القاعدة عجيبة هذه القاعدة, أنا عندما جئت الصباح من البيت إلى هنا هذا اليوم هذا الكتاب صدرت أمر أشرح هذه المقاطع أم لا؟ أم في كل آنٍ آن أصدر أنا؟ لا أمر كلي صادر هذا كله أتكلم به طيب لماذا خمسة وأربعين دقيقة أتكلم؟ يقول: نعم هذه مرتبطة بالألفاظ إذا تريد أن تخرج وتصير كلمات تأخذ حالة التدريج وحالة الزمان, هذه مرتبطة بهذه النشأة وإلا الأمر الكلي صادر أن هذا المطلب اليوم لابد أن يخرج, هذا طبعا يقرب من جهة ويبعد من آلاف الجهات, أنا مقصودي أن الأمر الإلهي {وما أمرنا إلا واحدة} وهو {كن} منتظرين أن نصدره أم صدرناه أزلا وأبدا؟ صدرناه أزلا وأبدا, طيب لماذا يصير عقل ومثال وعالم الدنيا وبعده عالم البرزخ؟ يقول هذا باعتبار مرتبطة بالنشآت مرتبطة بالمستفيض لا بأصل الأمر الإلهي, ما أدري واضحة.

    وهذه القاعدة أخواني الاعزاء إذا انحلت كثيرا من المشاكل تنحل عندنا وهذه القبلية والبعدية كيف نحلها لا تحل إلا بقضية أنه ما هو فوق الزمان لا تدريج فيه المتفرقات في وعاء الزمان مجتمعات في وعاء الدهر, على أي الأحوال.

    قال: منحدرا من المراتب الكلية إلى الجزئية المراد من الكلي والجزئي الوجودي, إلى أن ينتهي إلى الإنسان, باعتبار أنه هو الواجد لكل هذه الكمالات إلى أن ينتهي إلى الإنسان ينتهي هذا فاعل ينتهي من هو؟ (كلام أحد الحضور) الأمر أحسنتم, يقول: فينزل الأمر إلى أن ينتهي لا لأنه الإنسان أدنى الموجودات بل أن الإنسان في نشأتها لكي يوجد لابد كل, أضرب لك المثال: البيت أفضل أم أنت أفضل؟ عندما تبني بيتا أنت أكمل منه وأشرف منه أم البيت أشرف؟ الآن البعض البيت أشرف منهم, الآن .. أتكلم بالصحيح, الإنسان ولكن متى يأتي الإنسان ويجلس في البيت؟ يكتمل البيت لا لأنه إذا اكتمل قبله نقول هو أشرف ممن؟ من الإنسان بل لأنه لكي يقدم الخدمة للإنسان لابد أن يكتمل هذه عندما يقول إلى أن ينتهي إلى الإنسان لا أنه إذا صار الإنسان أدنى الموجودات لا, لأن كل هذا العالم {وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه} إذن لابد هذا العالم يكتمل حتى يكون في خدمة من؟ في خدمة الإنسان.

    قال: إلى أن ينتهي الأمر الإلهي إلى الإنسان منصبغاً, جملة من لا أريد أن أذكر الأسماء, جملة من المعلقين والشارحين هنا تصوروا منصبغاً يعني الإنسان منصبغ نعم وجعلوه للإنسان قالوا الإنسان منصبغ بأحكام جميع ما مر عليه في آن واحد من غير تخلل زمان, لا, هذا وصف الأمر الإلهي يقول هذا الأمر الإلهي الذي أنحدر إلى أن وصل إلى الإنسان يكون منصبغا بأحكام جميع ما مر عليه فعندما يصل إلى عالم العقول الأمر الإلهي ماذا يكون؟ يكون عقلا, وعندما يصل إلى عالم المثال الأمر الإلهي ماذا يكون؟ مثالا, وعندما يصل عالم البقر الأمر الإلهي ماذا يكون؟ هذه المستفيضات وإلا الفيض ما هو؟ {وما أمرنا إلا واحدة} التفتوا جيدا.

    منصبغا هذا الأمر الإلهي بأحكام جميع ما مر عليه في آن واحد من غير تخلل زمان, لا تتصور بأنه يصدر أمرا يوجد عالم العقل, ثم ينتظر مدة إلى أن يصدر أمر عالم المثال ثم ينتظر إلى أن يصدر عالم الزمان ثم عندما وجد يوم السبت ينتظر إلى أن يأتي يوم الأحد يصدر أمر أنه يوجد يوم الأحد لا, من غير تخلل زمان, هذه من غير تخلل زمان ليس الإنسان يعني الأمر الإلهي فيه زمان أو لا يوجد فيه زمان؟ لا أزلا ولا أبدا هو أمر واحد {وما أمرنا إلا واحدة}. والعجيب أن القرآن الكريم عندما يأتي إلى هذا الأمر يقول هذا هو ملكوت الأشياء يقول للأشياء ملك وظاهر هذا الذي تجدوه متقدم ومتأخر وزمان ومكان وتغير وتعدد و.. إلى كل الأحكام هذه الاحكام والتعدد والتكثر والزمان والمحدودية كلها مرتبطة بماذا؟ مرتبطة بالأشياء في أنفسها أما إذا نظرت إلى باطن هذه الأشياء الذي هو ملكوت الأشياء ملكوت الأشياء واحد أم متعدد؟ يقول: لا ملكوتها جميعا واحد له زمان أو لا زمان له؟ لا زمان له, له تعدد أو لا تعدد له؟ لا تعدد له, أنظر إلى هذه الآية المباركة, قال تعالى في سورة يس قال: {إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون} (كلام أحد الحضور) بلي لا (كلام أحد الحضور) طبعا لا, (كلام أحد الحضور) أنا الآن لست بصدد إثبات الوحدة, الوحدة ثابتة بقوله (كلام أحد الحضور) ذاك انتهى, الآن نريد أن نرى أن هذا الأمر مربوط بظاهر الأشياء أم بباطن الأشياء هذه بحثين, أنا لا أريد أن هذه الآية دالة على وحدة الأشياء, نعم المقامات محفوظة {وما أمرنا إلا واحدة} طيب هذا الأمر ما هو؟ فسر الأمر؟ قال: أن يقول له {إنما أمره} {وما أمرنا إلا واحدة} {إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء} إذن ذاك الأمر ظاهر الأشياء أو ملكوت الأشياء؟ ملكوت الأشياء بفاء التفريع {فسبحان} لماذا سبحان وليس تبارك؟ الجواب: لأنه تنزيه عن الزمان والمكان وكل شيء, أما عندما يأتي إلى الظاهر يقول {تبارك الذي بيده الملك} ولم يقل سبحان الذي, هنا يقال {سبحان} تنزيه لماذا تنزيه, تنزيه عن ماذا؟ تنزيه عن هذه النقائص عن الزمان عن المكان عن عن.. {فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون} عند ذلك أيضا من هنا بتعبير الخطباء مولانا كورز على قوله تعالى {كذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض} الآن تفهم أنه ماذا أعطي لإبراهيم الخليل, وقد كُشط لنا كما كُشط لأبينا ابراهيم فكُشط له ملكوت السماوات والأرض وقد كُشط لنا كما كُشط لأبينا إبراهيم.

     والحمد لله رب العالمين

    • تاريخ النشر : 2016/03/08
    • مرات التنزيل : 1432

  • جديد المرئيات