نصوص ومقالات مختارة

  • شروط المرجعية الشمولية العلمية (11)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

     والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللّهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    أعزائي ذكرنا هذا المعنى مراراً أن المنهج الذي نعتقده ونسير عليه بقدر المستطاع هو أن نرى أنّ الروايات الواردة عن طرقنا هل لها ما يؤيّدها ويشهد لها من روايات الآخرين أم لا؟ وهذا الطريق أعزائي فيه عدّة أبعاد من أهم الأبعاد والآثار المترتبة على ذلك حصول الاطمئنان للباحث وللمحقّق حيث يجد أن هذه الروايات التي نقلها أصحاب الأئمة عن الأئمة نجد أنّها بطرقٍ واضحةٍ وصحيحةٍ عند القوم وردت عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) وهذا يثبّت تلك الحقيقة التي قالها أئمة أهل البيت أنهم لا يقولون إلّا ما أخذوه عن جدّهم (صلي الله عليه وآله) هذا أولاً وثانياً أنّه لا يحتمل الوضع والكذب ونحو ذلك في تلك النصوص الواردة عن طرق القوم لأنّ الوضع والكذب ونحو ذلك إنّما كان في الأمور المرتبطة بمقامات أهل البيت، بإمامة أهل البيت، بعصمة أهل البيت، أمّا الأمور التي لا علاقة لها بمثل هذه المسائل أساساً لا داعي للدجل والكذب والوضع فيها.

    إذن أعزائي واقعاً هذا المنهج الذي أكد أيضاً عليه وأُكد عليه في بعض النصوص كما أفهم من هذه النصوص، أن النبي (صلي الله عليه وآله) كما ورد في نصوصنا أيضاً في البحار وغيره وهذه الروايات ينقلها صاحب البحار عن الصدوق، في البحار المجلد الأوّل صفحة 163 أبواب العلم وآدابه وأنواعه وأحكامه الباب الأوّل الحديث الأوّل ينقله عن الأمالي للشيخ الصدوق والرواية عن الإمام الصادق الرواية عن النوفلي عن محمد بن سنان عن المفضل عن الصادق أن رسول الله قال: أعلم الناس من جمع علم الناس إلى علمه، أعلم الناس من جمع علم الناس إلى علمه، فإذا قبلنا أن الآخر هو الناس كما في بعض الروايات.

    إذن لابدّ أن نجمع علمهم إلى علمنا وهذه أوّلاً قلت لكم له آثار وفوائد منه أولاً أنّه يتضح أن ما عندنا موجودٌ عندهم، لا يوجد هذا الاصطفاف المذهبي وثانياً أن الذي يبحثون عن التقريب اطمئنوا أفضل أساسٍ للتقريب هو أنّه النصوص خمسين بالمائة ستين بالمائة سبعين بالمائة مشتركة بين المسلمين، وأيّ فضيلةٍ أفضل من هذه الفضيلة، لماذا نصرف المليارات لأجل التقريب السياسي وغيرها وكن على ثقة لو نصرف عشر معشارها في القضايا الروائية والحديثية والمشتركة لآتت أكلها، عند ذلك يتضح بأن هذه الاصطفاف العقدي الذي يحاول أن يجعل، إذا صار شيعياً فكأنه تقاطع مع السني مائة في المائة، إذا صار سنياً فكأنه تقاطع مع الشيعي مائة في المائة، مع أنّ الأمر ليس كذلك فتجدون أن… نعم قد نختلف في فهم الرواية، قد نختلف في قراءة الرواية، قد نختلف في تفسير الرواية ولكن هذا أمرٌ آخر، هذا اجتهاد شخصي ولكن الروايات واحدة.

    أنظروا ماذا يقول هذه الرواية: أعلم الناس من جمع علم الناس إلى علمه وأكثر الناس قيمةً أكثرهم علما، البعض مع الأسف الشديد في الآونة الأخيرة يبعث بالأعلمية فقط إلى العمق ويترك البعد الكمي، لا أبداً، لا البعد الكيفي يُغني عن الكمي ولا الكمي يغني عن الكيفي، لا يقول لي فلان جداً عميق، ثم ماذا؟ عميق في مسألةٍ واحدة ولا يعرف من الدين شيئا، ما هو قيمته هذا الإنسان، في كتاب مقدّمة الواجب باحث ستة وستين سنة، ثم ماذا؟ مقدّمة الواجب كم مسألة فيها؟ والله وبالله السيد الشهيد في مقدمته الفتاوى الواضحة يقول لم أجد مسألةً نحتاج فيها إلى العقل لم يعرض لها النقد، إذن أنت تقول: الدليل العقل العقل، طبعاً في الفروع يتكلم لا في أصول العقيدة، إذن العقل والعقل ومقدمة الواجب واجتماع الأمر والنهي و… هذه كلها لغوٌ في حياتك، لأنّ الشارع ما قصّر في هذا المجال حتى أنت تذهب إلى عقلك وتقول مقدّمة الواجب عقلاً واجبة أم لا، إذن أكثر الناس علماً في المجموعة المعارف وأكثر الناس قيمةً أكثرهم علماً وأقلّ الناس قيمةً أقلهم علما.

    إذن البعد الكمي أيضاً له دورٌ في الأعلميّة ليس فقط البعد الكيفي، ولهذا رواية أخرى أيضاً ينقلها عن الخصال للصدوق عن أمير المؤمنين عن أبي عبد الله قال سئل أمير المؤمنين عن أعلم الناس قال: من جمع علم الناس إلى علمه، هذه قضية، الآن تقول سيدنا طبّق هذه القاعدة، أنت تقول من جمع علم الناس إلى علمه، هذه الرواية واردة… هذا ما مرتبطة بالإمامة والسياسة وبالخلافة حتى نقول أنّها موضع وضعٍ أو دجلٍ أو كذبٍ، هذه أمامكم مسند الإمام الدارمي أو المعروف بسنن الدارمي الجزء الأوّل تحقيق حسين سليم أسد الداراني دار المغني الرياض الجزء الأوّل صفحة 332 رقم الحديث 293، الرواية عن طاووس قال قيل يا رسول الله أيّ الناس أعلم؟ (فإذن النص واحد) .

    قال: من جمع علم الناس إلى علمه، وذكرنا مراراً عندما يتّحد اللفظ هذا خير شاهدٍ على صدق الحديث، كما فعلتم في حديث الغدير وفي حديث الثقلين، قلتم اتحاد كلما… يورث في التواتر اللفظي ما هي قيمة التواتر اللفظي؟ أن اللفظ واحد، قال من جمع الناس إلى علمه، في السند يقول إسناده صحيح والشبل هو ابن عبّاد وما وجدت هذا الأثر غيري هنا، المحقق يقول، هذه الرواية أيضاً واردة في كتب أخرى من قبيل مسند أبي يعلى، طبعاً أهمية هذه إذ أنا نقلت الدارمي لأنّه وفاته 255 من الهجرة، التفتوا جيداً يعني نحن مصنفاتنا الحديثية متى بدأت؟ بعد هؤلاء كلهم، يعني قرن إلى قرن ونصف بعد هؤلاء، فهذه الروايات لها… لا تقول بأنها بعدنا مكتوبة فسيدنا لعلها مأخوذة من… لا أبداً، هذه ليست مأخوذة بل هؤلاء من المعاصرين وما نقلوا عن الأئمة أبداً، ليكون في علمكم إلا نادراً، أبو يعلى الموصلي المتوفي 307 من الهجرة، 210 إلى 307 من الهجرة، مسند أبي يعلى الموصلي الجزء الرابع صفحة 132 الرواية: عن جابر ابن عبد الله: إن رجلاً جاء إلى النبي فقال أيّ الناس أعلم؟ قال: من يجمع علم الناس إلى علمه وكل صاحبٍ علمٍ غرثان، (جوعان) اثنان لا يشبعان او من همان لا يشبعان إشارة إلى تلك الرواية.

    إذن اعزائي هذا المنهج أتصور من المناهج المفيدة جداً والتي تُعطي آثار ولا أقل على مستوى الباحث وهو أنّه هذه الرواية لا فقط واردة في أصول الكافي أو واردة في كتبنا كالصدوق وغيرها، نرجع إلى بحثنا الأصلي، البحث الأصلي وهو بحث الوراثة، ما هو المراد من الوراثة في الروايات؟ تعلمون جيّداً أن الروايات التي وردت وتقول يورث، أورث، ورثنا، أورثنا، واقعاً فوق حدّ الإحصاء، ما هو المراد من الوراثة؟ ما معنى وراثة الكتاب؟ أحتاج في هذا اليوم أعزائي ولعله في اليوم القادم أن أشير إلى مقدمة وهذه المقدمة كثيراً ما تتكرر وكثيرة الدوران، بعدُ لا يوجد أحدٌ يقف أمام الأئمة ولا يقول له السلام عليك يا وارث… ما معنى هذه الوراثة وأيّ وراثةٍ هذه؟ ولعله واحدة من المطاعن على مدرس أهل البيت الآن أن الإمامة عندهم وراثيّة، إذن لماذا يشكلون على الآخرين ويقولون أن الملوكية عندهم لماذا هي وراثية؟ هم أيضاً يعتقدون بالوراثة.

    إذن ما هو المراد من وراثة العلم؟ مقدمةً لابدّ أن يعلم الأعزة أن العلم لا يُفاض إلّا من الأعلى، يعني أن المبدأ الفاعلي لأيّ علمٍ ليس هنا في هذه النشأة تقول أنا أدرس عند أستاذ فيعطيني العلم؟ الجواب: كلا، الأستاذ ليس معطياً للعلم، ولا قرائتك في الكتاب معطٍ للعلم ولا أيّ واحدة من هذه هي التي تعطي … عندما أقول تعطي مرادي المبدأ الفاعلي يعني الإيجاد، الآن تقول لي لماذا تعبر عن هذا العلم بأنه إيجاد؟ باعتبار أنه لم يكن ثم وُجد، فهو أمرٌ حادث أم أمرٌ واجب؟ أمرٌ حادث، وإذا صار حادث يحتاج إلى علة أم لا؟ يحتاج إلى علة، من علّة العلة المفيضة والمبدء الفاعلي لأيّ علمٍ ولأيّ مفردة علمية؟ الجواب: ليس هنا في هذا العالم أبداً، وإنّما إفاضة العلم من الأعلى، الآن هذا الأعلى ملكٌ أو هذا الأعلى بحسب الاصطلاح المشائين عقلٌ فعالٌ أو هذا الأعلى بحسب مباني جملة من أعلام الإمامية وسائط الفيض الإهي وهم النبي وأهل البيت؟ هذا الأعلى لا أريد أن أدخل فيه والمهم أن مبدأ الفيض من الأعلى، من عالمٍ آخر وليس من هذا العالم.

    من هنا يطرح هذا السؤال: إذن هذا الدرس وحضور الدرس وقراءة الكتاب وسماع الدرس و… إذن هذا ما هو دوره؟

    الجواب: هذه كلها ليس دورها إلّا إعداد القابل لإفاضة الفاعل، أبداً ليس إلا، ولهذا في قوله تعالى: ﴿أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون﴾ الفلاح لا يزرع، إذن الفلاح ماذا يفعل؟ الفلاح يهيّئ الأرضية، إفاضة الزرع وهذه الحياة من أين يأتي؟ يأتي من الأعلى، ولذا القرآن يقول أنتم تتصورن أنه أنتم تزرعون؟ لا أنتم تهيّئون الأرضية، إعداد، يعني البذرة التي هي في المخزن تأخذها وتضعها في الأرض، لا أنت الذي تنبتها، نحن ننبتها، ﴿أفرأيتم ما تمنون أأنتم تخلقونه﴾، أنت تتصور أنت توجده؟ لا، ﴿أم نحن الخالقون﴾ أنت نعم هذا الماء نقلته من موضعٍ إلى موضعٍ آخر، هيئت الأرضية، إفاضة الوجود إلينا، الآن إما بالواسطة وإما بلا واسطة، وهذه هو الذي يصطلح عليه في الأبحاث الفلسفية بالمقدمات الإعدادية والعلل الإعدادية في قبال العلّة القابلية وفي قبال العلّة الفاعلية.

    السؤال: (إذا اتضحت هذه المقدمة) ما هي المقدمات الإعدادية لإفاضة العلم؟ يوجد طريقان أو نوعان من المقدمات لإفاضة العلم من الأعلى، المقدمة أو النوع الأول من المقدمات هي المقدمات المتعارفة، هذه التي بيننا نعبر عنها كسبيّة، رسمية، فكرية، درس وتدريس وكتاب وسماع ونظر و… وهذا هو المتعارف، الآن في الحوزات العلمية عادةً الإنسان عندما يقول له طلب العلم ذهنه يتبادر إلى هذا الطريق وهو الطريق الفكري، الطريق الرسمي، يعني الحضور عند أستاذ يعني السماع يعني القراءة يعني الأستاذ ونحو ذلك.

    هذا هو الطريق الأول والطريق الثاني وهو الطريق التذكوي، طريق التطهير، هذه لا علاقة لها بالأستاذ، هذه تطهير الباطن، والطريق الأول ليس متوقفاً على تطهير الباطن، تريد أن تصير عالم فقه هل يشترط أن تكون عادل، لا أبداً، لو أفسق الفاسقين أيضاً تجلس في الحوزات العلمية عشرين سنة قد تصير عالم ومحقق، ولا أدري هل يمكن أن تصير مجتهد أم لا فالبعض يقول يمكن، والبعض باعتبار أنه يرى أن الاجتهاد قوة قدسية فقد أنه لا تحصل هنا، الآن دعنا من هذا، ولكن يصير عالم أم لا؟ بلى يصير عالم، أما الطريق الثاني فقوامه بالتقوى، بالإيمان، بالعمل الصالح، بتطهير الباطن من الأخلاق الرذيلة ومن النوايا السيئة ونحو ذلك، هذان طريقان، لا طريقان لتحصيل العلم بل هما نوعان من المقدمات لإفاضة… وإن كان في بعض التعبيرات يعبر عنهما بطريقان لتحصيل العلم، لا هو ليس تحصيل العلم، نوعان من المقدمات لإفاضة العلم، هذان النوعان يعبّر عن الأول بالطريق الاكتسابي، التفتوا لي جيداً، ويعبر عن الثاني بالطريق اللدني، ولهذا يقولون هذا علمه اكتسابي، هذا علمه لدنّي، مراد من العلم اللدنّي ما هو بناءً على هذا التعريف؟ لا معنى العلم اللدنّي يعني الله يعطيه بلا واسطة كما هو الخطأ المشهور، المراد من العلم اللدنّي يعني علمٌ مقدماته غير المقدمات المتعارفة، وأعلام السنة والشيعة كبار المحققين منهم قسّموا العلم الحاصل أو الطريق الحاصل إلى علمٍ اكتسابي وإلى علمٍ لدنّي.

    فقط أنا أشير إلى بعض المصادر والإخوة يراجعون، الرازي جزء 21 صفحة 127 و128 في ذيل قوله تعالى: ﴿آتيناه رحمةً من عندنا وعلّمناه من لدنّا علما﴾، هذه الآية من سورة الكهف وهي الآية 65، يقول اعلم أن المتعلم على قسمين: متعلّم ليسه كذا ومتعلم كذا الأول كذا والثاني كذا، إذن في ذيل الآية 65 من سورة الكهف الإمام الرازي يشير إلى هذين النوعين يعبّر عن الأول بالعلم الاكتسابي وعن الثاني بالعلم اللدنّي، هذا موردٌ والمورد الثاني كما مراراً ذكرنا للإخوة ونحن ليس لدينا وقت فقط نشير إلى المصادر حتى الإخوة يراجعوا، المورد الثاني ما ذكره العلامة الآلوسي، من أهم خصائص تفسير الآلوسي أنّ الآلوسي سلفي وهذا غير معروف عنه، ولكنه هو سلفيّ الاعتقاد، هذه الأعلام في قاموس التراجم في ترجمته وكل من ترجم له قال هذا، الآلوسي المتوفي 1270 من الهجرة، قال الآلوسي شهاب الدين أبو الثناء مفسّر محدث أديب من المجددين من أهل بغداد مولده ووفاته فيها كان سلفيّ الاعتقاد مجتهدا، فهو سلفي.

    الآن لماذا أنا ذكرت هذه القضية؟ نحن آتٍ في ذهننا عندما نقول سلفي يعني وهابي، لا ليس بهذا الشكل هذه من أخطاءنا، بدل ما نضيّق دائرة أعداءنا ومخالفينا نوسّع لهم، وأنت عندما تقرأ هذا الإنسان تجد عنده كلمات في فضائل أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) حتى علماء الشيعة لا يجرئون أن يقولوا هذه الكلمات، هذه النتيجة معناه أنه محمد عبد الوهاب وابن تيمية كما سرقوا عنوان أهل السنة والجماعة سرقوا عنوان السلفية أيضاً، هؤلاء شعبة وجناح من السلفية، لا مطلق السلفية، هذا من يذوب… الآن كثير من الذين موجودين… ولهذا كل من ترجم له يقول صوفيٌّ سلفي، من؟ الآلوسي، إذن يمكن أن يكون سلفياً ومع ذلك يكون صوفي، إذن عندما تريد أن تتكلم عن الآخر كاملاً عيّن ماذا؟

    طبعاً نفس هذا الخطأ الآخر أيضاً يستعمله معنا، افترض سيد نعمة الله الجزائري في الأنوار النعمانية يقول شيءٌ القرآن محرف يقول تفضلوا وانظروا الشيعة ماذا يقولون؟ القرآن محرف، افترض أنه أساساً صاحب مستدرك الوسائل يقول (المحدث النوري) يقول بأنه القرآن محرف والآخر يقول لنا والله ليس بهذا الشكل، افترض أنه يوجد جناح في مدرسة أهل البيت يقولون وهذا الجناح من الأجنحة الضعيفة جداً ولا من الأجنحة القوية، ولكن الآخر لا يستطيع أن يميز، هذا الخطأ نحن أيضاً نقع فيه، ولهذا عندما تريد أن تنسب لا تتكلم على السلفية بشكلٍ مطلق، لا تتكلم عن السنة بشكلٍ مطلق، نعم في مورد الاختلاف تكلم عنه، لا يوجد مشكلة، عندما أقول تكلم عنه لا يعني تهينه وإنّما قل هذا نوافقه وهذا نخالفه، انتهت القضية، عند ذلك ستجد دائرة ورقعة الخلاف تضيق وتضيق وتضيق، حتى في مسألة العصمة وحقّكم سوف تضيق الدائرة وتضيق عند ذلك تنتهي إلى المصاديق فقط، يعني هم يقولون أو كبارهم يقولون بضرورة المعصوم ونحن أيضاً نقول بضرورة المعصوم بعد رسول الله ولكن نختلف من هو المعصوم؟ نحن نقول علي وأولاده هو يقول جمعٌ من الصحابة، جيد، الآلوسي ماذا يقول في ذيل هذه الآية؟

    طبعاً نفسه هذه الآية عبارته واضحة في هذا المجال، المجلد الخامس عشر بحسب هذه الطبعة يقول: والآية عندهم، عند قومنا، طبعاً هنا يكون في علمك، هنا هو يقول والمعلوم من بعض أصحابنا مقصوده أصحابه من؟ يعني الشيعة الإمامية؟، لا بل يعني السلفية الصوفية، أنهم فضلوا علياً على إبراهيم، بينك وبين الله هذا علماء الشيعة لا يجرئون أن يقولون هذا، عندما يأتي إلى الأنبياء يقول حتى لو سلمنا أنه أفضل من الأنبياء لكن أنبياء أولوا العزم مستثنى، يعني هيبة نبوة أنبياء أولوا العزم تأخذه يستطيع أن يفضل عليهم علي أم لا يستطيع؟ لكن يصرح هذا الرجل يقول أنا لا أوافق على أنه هذا وإن ذهب إليه بعض أصحابنا، إذن أنت ماذا تعتقد؟ يقول أنا لا أوافق أنه أفضل من إبراهيم ولكن لا شك أنه إمام الصديقين في هذه الأمة، إذن ماذا تريد بعدُ؟ يعني أفضل ممن؟ يعني أفضل من أبوبكر لأنهم هم يعتقدون أنه صديق.

    إذن بيني وبين الله القضية ليست بهذا الشكل أن تقول هؤلاء يفضلون الخلفاء على علي، لا والله ليس بهذا الشكل، أنت لا تعلم مبانيهم، أنت لم تجمع علم الناس إلى علمك، المشكلة أنت، وإلا اذهب إلى تراثهم وانظر ماذا فيه، ولذا أنا هذه الدعوى قلتها والآن أؤكدها أعزائي كونوا على ثقة لو لم يكن عندنا الكافي وأيّ كتاب عقائديّ آخر أنا أستطيع أن أثبت كل عقائدنا من روايات القوم، كلها موجودة، ولكن نحن ما ذهبنا خلفها وما بحثنا عنها، يقول والآية عندهم أصلٌ في إثبات العلم اللدني وشاع إطلاق علم الحقيقة والعلم الباطن عليه ولم يرتضي بعضهم هذا الإطلاق، قال العارف الشيخ عبد الوهاب الشعراني في كتابه المسمى بالدرر المنثورة في بيان زبد العلوم المشهورة ما لفظه… ثم يقول في هذا البحث ويبيّن الفرق بين هذا العلم وبين هذا العلم، جيد، إذن العلم اللدنّي هو العلم الذي ليس طريق تحصليه الطرق الرسمية وإنّما طريق تحصيله ماذا؟

    سؤال: أمير المؤمنين كيف كان يأخذه علمه من رسول الله؟ علّمني حبيبي باباً من العلم ينفتح لي منه ألف يعني ماذا؟ يعني كان في كل يوم يدرّسه؟ أيّ طريقٍ هذا؟ هذا الطريق الأول أم الطريق الثاني؟ الآن أنا لا أريد أن أتخذ قرار، أنت اذهب وابحث، لأنه أنا عندما أجد بعض كتّابنا يقول بلي كان كل يوم يختلي به ويعلّمه، يتصور أنه جلسة سرية لأنه هو عنده حزب بالجلسات السرية فيتصور أمير المؤمنين أيضاً كان ماذا؟ رسول الله يلتقي به بجلسات سرية ويعلّمه، ابحثوا هذه القضية: علم أهل البيت علمٌ كسبي، دراسة في الكتاب، سماعٌ من أفواه الرجال أو أن الأمر أعظم من ذلك؟ أيّه ورد في الروايات: قال ليس علمنا من كتبٍ أو من أفواه الرجال بل الأمر أعظم من ذلك، اذهبوا وأقرئوا الروايات أصول الكافي وغيرها كاملة.

    وهذا البحث أعزائي أنا بشكل تفصيلي بالقدر الذي يناسب بحثته في علم الإمام من صفحة 210 إلى صفحة 250، أربعين صفحة، بإمكان الإخوة أن يراجعوه لا أقل خطوط العامة للبحث يأخذونه، إذن إلى هنا اتضح لنا… هذه لا تنسوها القاعدة هذا ليس معناه أنه مانعة الجمع هذان العلمان أو هذان الطريقان، لا لعله جنابك عندما تأخذ علماً من الطريق الأول يعني الاكتسابي وتعمل به قد يفاض عليك علمٌ لدني، من عمل بما علم علمه الله علم ما لم يعلم، هذا الذي علمه بعدُ ليس طريقه الرسمي الاكتسابي، هذا طريقه اللدني، هذه ليست مانعة الجمع وكذلك بالعكس الله عندما يعطي النبي أو الأئمة أو الأنبياء أو الأوصياء أو الأولياء يعطيهم علمٌ لدني هذا ليس معناه أنهم ليس لديهم علمٌ لفظي واصطلاحي ومفاهيمي، لا عندهم وهذه كلماتهم موجودة، هذه علوم تدارسية، يدرسونها للآخرين، ولهذا ربّوا آلاف الطلاب، إذن هذه ليست مانعةً للجمع، ولكن مانعة الخلو، إما وإما وقد يجتمع، جيد.

    سؤال: هذا العلم اللدني، طبعاً كاملاً البحث مرتبطٌ بالوراثة، بعد ذلك سأبين بأنه هذا أيّ منه علمٌ وراثي وأيهم غير ذلك، أورث الكتاب يعني ماذا؟ هذه التي نقرأها يومياً في القرآن، نقرأها في زياراتنا، أن الحسين هو أين وآدم أين؟ يا وارث آدم صفوة الله، كيف؟ هل درس عنده أم كيف؟ كيف ورث علمه؟ كيف ورث آدابه؟ كيف ورث سننه؟ كيف ورث النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) كل آداب وسنن وعلوم الأنبياء السابقين؟ هذا أيّ نحوٍ من أنحاء الإرث؟ القضية لا تتصور بأنه… سيدنا هذا بحثٌ كلام… لا أبداً، أنا أريد أن أنتهي إلى العلماء ورثة الأنبياء، يعني ماذا ورثة الأنبياء؟ إذا الوراثة الفقهية فقلنا بأنها قابلة للنقل والانتقال أم غير قابلة؟ غير قابلة للنقل والانتقال، إذن ماذا يعني؟ كيف يرثون؟ ماذا يرثون؟ إذن القضية لا يتبادر إلى ذهنك أنها خارجة عن البحث.

    إذن إلى هنا اتضح الفرق بين الطريق الأول والطريق الثاني، تعالوا معنا إلى الطريق الثاني والنوع الثاني من المقدمات والعلل الإعدادية، هل الإفاضة (بعدُ ليست مرتبطة بالقابل بل مرتبطة بالفاعل) هل المفيض على نحوٍ واحد أو للإفاضة أنواع؟ نحن نعلم جميعاً أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في كثير من المسائل عندما كانت تطرح عليه كان ينتظر الوحي، يعني ينتظر جبرائيل أمين الوحي، إذن مبدء الإفاضة على رسول الله من صار؟ أمين الوحي جبرائيل، هنا إشكالية توجد، أتصور أنه عند أدنى الطلبة سوف ترد… بسم الله الرحمن الرحيم أنتم ألم تقولوا أفضل الأولين والآخرين، إذن قبل أن يعلم جبرائيل رسول الله من كان أعلم جبرائيل أم رسول الله؟ من؟ رسول الله أفضل أم جبرائيل؟ أليس أعلم منه إذن يكون أفضل منه وأشرف، إذن كيف تقولون أفضل الأولين والآخرين، هذا جبرائيل الذي هو ملكٌ من الملائكة المقربين أفضل بمراتب من رسول الله، هذه كيف تحلونها؟ حلوها، مرة أنتم تتنازلون عن المبنى تقولون بأن النبي يوجد في الملأ الأعلى من هو أفضل منه فليس لدينا مشكلة، ومرة أنتم قبلتم أنه أفضل الأولين والآخرين وأشرف الأولين والآخرين وأعلم الأولين والآخرين، أليس كذلك إذن كيف يكون واسطة علمه من هو أدنى منه مرتبةً؟ بينك وبين الله يصير أنت تذهب إلى الأعلم وتسأل مسألة يقول الله لا أدري بها دع تلميذي يأتي فأسأله وما يقول في المسألة أجاوبك به، فهل أعلم هو أم ليس بأعلم؟ من الأعلم؟ هو الأعلم، تلميذه أعلم وأنت لست بأعلم، إذن من هنا أعزائي لابد أن ننتقل إلى العلم اللدني لنتعرف على مبادئه هل هو نحوٌ واحد أو أنواع متعددة، أرجوا الله أن الأعزة هذا اليوم هذا البحث ثلاثين أربعين صفحة يطالعوه في علم الإمام إنشاء الله إذا كان موجود عندهم وبإذن الله تعالى غداً سنقف إجمالاً وندخل بحث الوراثة والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2016/04/05
    • مرات التنزيل : 1251

  • جديد المرئيات