نصوص ومقالات مختارة

  • شروط المرجعية الشمولية العلمية (14)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

     والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللّهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    انتهینا من البحث فی حديث العلماء ورثة الأنبياء واتضح لنا بالأمس أنّه قد يقال أن هذه الوراثة لا تختص بالوراثة العلمية وذلك لنكتتين أوّلاً إجراء مقدمات الحكمة في المحمول كما يجري في الموضوع، وثانياً أننا نفهم أو نستنتج أن هذه المقامات التي ثبتت للأنبياء إنّما كانت لحيثيّتهم العلمية فأينما وجدت هذه الحيثية التعليلية توجد تلك المقامات والمناصب فإن تمّت هاتان النقطتان والأمران فهذه الرواية تكون من الروايات القيمة أيضاً لإثبات ولاية الفقيه وإن لم تتم لا أقل للإشكال التي أشرنا إليه أو لعدم وضوح الأمرين المتقدمين فالقدر المتيقّن أنهم ورثوا علم الأنبياء وأنهم يقومون مقام الأنبياء في نشر المعارف الإلهية والمعارف الدينية ومن الواضح أن ذلك لا يختص بخصوص الفقه الأصغر كما هو واضح، قلنا بأنه يمكن الاستدلال برواياتٍ أخرى أيضاً.

    من هذه الروايات هذه الرواية المعروفة والتي تُتداول على الألسن وهو ما ورد في من لا يحضره الفقيه الجزء الرابع صفحة 302 أو في كتاب النوادر الذي هو قبل المشيخة رقم الرواية 95: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اللهم ارحم خلفائي، قيل يا رسول الله ومن خلفائك؟ قال الذين يأتون من بعدي يروون حديثي وسنتي، رواة الحديث، فإني قد جعلتهم فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله، هذه الرواية كذلك وردت في مجالس أمالي الصدوق التي أنا أنقلها للأعزة من ترتيب الأمالي الجزء الأوّل، كلّ الأمالي جمعت هنا، الرواية: حدثنا الحسين ابن أحمد ابن ادريس قال حدثنا أبي عن محمد بن أحمد بن يحيى عن… آبائه عن عليٍ قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اللهم ارحم خلفائي ثلاثاً، قيل يا رسول الله ومن خلفائك؟ قال الذين يبلغون حديثي وسنتي ثم يعلمونها أمّتي، الإخوة الذين عندهم أمالي الصدوق: أمالي الصدوق المجلس 34 الحديث الرابع.

    هذه الرواية أيضاً واردة في كتب القوم ولكنه ليست في المصادر الأصلية للقوم هذه الرواية واردة في كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال للعلّامة المتقي الهندي المتوفى 975 من الهجرة المجلد العاشر رقم الرواية 29209 قال رحمة الله على خلفائي، قيل ومن خلفائك يا رسول الله؟ قال الذين يُحيون سنتي ويعلمونها الناس، أعزائي نكتة أبيّنها للأعزة لابدّ أن لا تغيب وإن كان مع الأسف غائبة عن كثير ممن ينقلون الروايات عن كتب أهل السنة، كتاب كنز العمال لا يُعدّ  مصدراً من مصادر أهل السنة لأنّه عندما تأتون إلى كتب الشيعة عندما يذكر الرواية أين وردت في مصادر السنة يقول وردت في مسند أحمد وردت في سنن الترمذي وردت في سنن النسائي وردت… ووردت في كنز العمال، كنز العمال ليس مصدراً من المصادر الحديثيّة، كنز العمال فهرسٌ لتلك الكتب، بينك وبين الله إذا واحد أتى فَهرس وسائل الشيعة تقول ورد في وسائل الشيعة وورد في فهرس وسائل الشيعة؟ هذا يكشف عن عدم علم بهذه الكتب وأنه ما هو، نعم خصوصية هذا الكتاب أنّه عندما يقول ورد يقول هذه الرواية يشير إلى أنّه حام ميم عن أبي كذا. هذه المصادر التي أشار… كما هذه الرواية يقول أبي نصر السجذي في الإبانة وابن عساكر عن الحسن ابن علي، إذن إنه يشير إلى مصادر الرواية.

    فإذن هذا الكتاب فهرس لتلك الكتب، فأنت لابدّ أن مصادر تلك الكتب لا كتاب كنز العمال للمتقي الهندي وحيث أنّه أنا كلا هذين المصدرين ليس عندي لا عندي ابن عساكر لأنني ليس من طبيعتي أن أراجع كتب الآخرين بالواسطة أبداً، واقعاً أنا فاقد الثقة مائة في المائة في النقل إلّا أن أرى الرواية في المصدر الأصلي، أمّا ابن عساكر فليس من الكتب المعتمدة عند القوم، وأمّا أبو نصر السجذي فأيضاً ليس من الأعلام المعتمدين عند القوم ولكنه الرواية واردة في كتبهم كما يقول كنز العمال أو المتقي الهندي في هذا المجال، طبعاً هناك أيضاً ذكر جملة من المصادر التي أخرجت الرواية، من الذين أخرجوا الرواية يقول: أخرجه الطبراني في المجمع الأوسط، كما عند المجمع الكبير والأوسط والصغير يقول أيضاً الرواية واردة في المعجم الأوسط وكذلك أخرجها الخطيب البغدادي في كتابه شرف أصحاب الحديث.

    إذن الرواية بغض النظر عن السند لها أصلٌ في كتب القوم بغض النظر عن أنّ السند صحيح أم لا، أمّا الرواية على مبانينا: الرواية كما تعلمون القاعدة التي أشرنا إليها هو أنّه لابدّ أن يبحث في الرواية في مقامين عموماً: المقام الأوّل في سند الرواية والمقام الثاني في مضمون الرواية، أمّا سند الرواية في الواقع بأنه هذه الرواية من اكتفى بالتوثيق الذي ذكره الشيخ الصدوق في مقدّمة كتابه من لا يحضره الفقيه هذه الرواية تكون موثّقة ومعتبرة لأنّ الشيخ الصدوق في الجزء الأوّل في مقدّمة من لا يحضره الفقيه طبعاً على غير مبنى مثل السيد الخوئي (قدس الله نفسه) هناك في صفحة 3 قال ولم أقصد فيه قصد المصنفين في إيراد جميع ما رووه يعني هذا كتابي ليس جامعاً لكل الروايات الصحيح والضعيفة لأنّ جملة من أعلام المتقدمين صرحوا في مقدّمة كتبهم نحن لا نتحمل ولا نتعهد بصحة الروايات الواردة وإنّما ما وصل إلينا ننقله أمّا تحقيق هذه الروايات في عهدة المراجع لهذه الروايات وهذه نكتة لابدّ أن تلتفتوا إليها ومراراً ذكرت للأعزة هنا، ليس كل ما ورد في كتبنا تعهد المصنف أنّها صحيحة وكذلك ليس كل ما ورد في كتب القوم تعهد أصحابها أن ما ورد فيه صحيح، خصوصاً الكتب المهمة من قبيل تاريخ الطبري الذي عموماً الأعزة ينقلون من تاريخ الطبري هو في المقدمة يصرّح أنا لست متعهد بصحة هذه الروايات.

    إذن كيف يمكن أن تقول وقد وردت في كتبهم وتُحمّلهم عليها؟ ولذا ذكرنا للأعزة أنّه أخيراً كتب كتاب صحيح تاريخ الطبري وضعيف تاريخ الطبري لماذا؟ لأنّه هو المصنف يدعي في المقدمة أنا لا أتعهد بصحة الروايات الواردة أمّا الشيخ الصدوق يقول أنا لم أنهج هذا المنهج وهو أن أورد في كتابي كلّ ما وصل إلي، لم أقصد فيه قصد المصنفين في إيراد جميع ما رووه ، ليس الأمر كذلك، بل قصدت إلى إيراد ما أفتي به وأحكم بصحته، الآن أنت قد تختلف معه تقول اجتهاده باطل.

    أنا لست من القائلين تعال إذن نقلد الشيخ الصدوق وكل ما قاله صحيح ونحن نقول أيضاً صحيح، ولكن هذا يفترق عن ذلك  الكتاب الذي يقول أنا لا أتعهد بصحة الروايات، وأعتقد أنّه حجةٌ فيما بيني وبين ربي، هذه اثنان، وأمّا ثلاثة وجميع ما فيه مستخرجٌ من كتبٍ مشهورة في زمانه، هذه الأصول الواصلة إليه يقول كان عليها المعوّل ومشهورة، عليها المعول كان علماء الطائفة يستندون إليه، هذه الشهادة مهمة جداً لأنّه كثير من تلك الكتب الآن ليست موجودة وهذه شهادةُ محقق عالم خبير يقول هذه الرواية أنا لم أنقلها من كتب مهجورة أو غير معترف بها بل من أصولٍ معترف بها ومقبولة، طبعاً هذه لا أريد أن أقول أن كل رواياته صحيحة، لا أبداً، وإليها المرجع، مرجع الطائفة كان إلى هذه الكتب مثل كتاب… على هذا الأساس.

    إذن عندما يقول قال قال أمير المؤمنين يعني وجدها أين؟ لا يقول رواية مرسلة ارموا بها عرض الجدار، لا ليس بهذا الشكل، ومن هنا تجد أن المحققين من اعلام الرجاليين ميّزوا بين مرسلات الفقيه بين ما قال روي قيل وبين ما جزم بالصدور، قال قال أمير المؤمنين طبعاً هذا كله لا أريد أن أقول… فقط أريد أن أجمع القرائن أن هذه الرواية ليست كما يقال والمرسل والمرسل لا قيمة له، لا ليس الأمر كذلك هذا المرسل كان موجوداً في الكتب المشهورة والمعتمدة والمعوّل عليها عند أساطين الطائفة في ذلك العصر التي كانت هذه المصادر موجودة بأيديهم، ولذا تجد أنّه بعض المعاصرين قال بأنّه من هنا نستكشف أن هذه الرواية يمكن الاعتماد عليها ولذا عبارتهم هذه هي: يقول وبالجملة كثرة أسناد الحديث، الآن أنا لا أدري من أين جاءت الكثرة المهم، لعلها توجب الاطمئنان بصدوره، الآن من أين؟ يقول لأنّه واردة في المستدرك عن صحيفة الإمام الرضا وواردة في كنز العمال وواردة… هذه لا يعدّد كثرة الـ… نعم هذه النقطة الأساسية وهو أنّه عبر عنها قال قال أمير المؤمنين هذه الجزم بالصدور مع هذه المقدمة التي أشرنا إليها بعدُ الإنسان لا يستطيع أن يتجاوزها بكل سهولة يعني يرمي بها عرض الجدار ويقول بأنه لا قيمة لها، ليس الأمر بهذا الشكل، يعني ليست القضايا أبيض وأسود، وإنّما في النتيجة هذه الرواية خصوصاً وقد وجدنا لها شاهد في كتب القوم إذن هذه الرواية لها أصلٌ ومن هنا إن لم نستند إليها فلا أقلّ يمكن أن تكون شاهداً وأن تكون مؤيداً في المقام.

    تعالوا معنا إلى مضمون الرواية، مضمون الرواية التعبير الوارد فيها وهو تعبير مهم، التعبير الوارد فيها كما في أمالي الشيخ الصدوق قال خلفائي، الخليفة، تعبير الخليفة لغةً واستعمالاً في الروايات وفي الاستعمالات العرفية أن المستخلَف يقوم بجميع شئون المستخلِف، والدليل على ما نقول نحن كل الأدلة التي نثبت فيها خلافة أمير المؤمنين ليس فيها إلّا أنّه خليفة، هل عندنا شيء آخر؟ ما الدليل على أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام)  هو خليفة رسول الله؟ خليفة رسول الله لا في المرجعية الدينية و في بيان المعارف الدينية بل خليفته في الأمور السياسية لأنّه في المرجعية الدينية لا يوجد مخالف فيها، إن المشكلة في القيادة والإمامة السياسية يعني الخلافة في إدارة وإمامة الأمة الخلافة السياسية ما الدليل عليها؟

    من أهم الأدلة على ذلك حديث الثقلين الوارد بصيغة إني تاركٌ فيكم خليفتين، لا ثقلين، وهذه روايات صحيحة السند واردة عندنا وعند القوم، لا أقل واردة عندنا، إني تارك فيكم خليفتين لا ثقلين، نعم ثقلين أيضاً وارد ولكنه الخليفة جداً أوضح من كلمة الثقلين، خليفتين أوضح مدلولاً وأدقّ بمراتب من كلمة ثقلين لأنّه تلك تبيّن عظمتهم العلمية أمّا خليفتين يعني يخلفني ولذا من يقول أنّه يخلفني فقط في الأمور العلميّة عليه أن يؤيد، ما الدليل على التقييد؟ لأنّ مقتضى الخلافة أنت عندما تقول لأحدٍ عرفاً عندما تذهب هذا خليفتي عند غيابي ما معنى خليفتي يعني يقوم بكل شؤون المستخلِف عند عدم وجود المستخلَف، إذن من حيث المضمون الرواية أوضح دلالةً حتى من رواية الورثة، لأنّ الوراثة قد يقول قائل بأنه الوراثة لا دليل على أنّه أعم من الوراثة العلمية والمقامات والمناصب أمّا الخلافة بعدُ ماذا؟ هذه موجودة فيها، ويمكن إجراء فيها الإطلاق، الآن لو شككنا أنّه خليفة في خصوص العلم أم الأعم من ذلك؟ نجري مقدمات الحكمة لإثبات أنّه أعم، اللهم ارحم خلفائي ثلاثاً، إذن أعزائي بهذا يتضح بأن هذه الرواية من حيث المضمون جداً مفيدة خصوصاً إذا ضممنا إليها الآية 31 من سورة البقرة الآية: ﴿وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة﴾.

     سؤال ما المراد من الخلافة هنا هل خصوص البحث العلمي؟ لا لم يقل أحد ولذا قلنا قرآنياً روائياً لغوياً بحسب الاستعمالات العرفية الخلافة أعم ولا تختصّ بالأمور العلمية نعم توجد عندنا فقط قرينة داخلية في الرواية وهي قيل يا رسول الله ومن خلفائك؟ قال الذين يبلغون حديثي وسنتي ثم يعلمونها أمتي، إذن حصر الخلافة في الأمور العلمية فقط، هنا قد يقال بأنه هذه خير قرينةٍ على أنّه لا يمكن التمسك بمقدمات الحكمة لإثبات إطلاق الخلافة وإنّها أعم من الأمور العلمية، إلّا أنّه قد يُجاب عن ذلك، إجعلوا ذهنكم معي فهذا عند ذلك سيكون جواباً حتى عن رواية العلماء ورثة الأنبياء، لم يورّثوا ديناراً ولا درهما ولكن ورثوا علما ولكن هنا أوضح فالتفتوا، هنا يقال الذين يبلغون حديثي وسنتي ثم يعلمونها هذه لا يريد أن يحصر دائرة الخلافة بل يريد أن يعرّف من هو الخليفة يعني الآن يا رسول الله نحن جئنا بعدك كثير ادعوا الخلافة من الذي يستحق هذا المقام قال أنظروا إذا كانوا أعلم الناس فهم يستحقون هذا المقام فإذن العلم لا يبين دائرة الخلافة وإنّما عنوانٌ مشير لتعريف من هو الخليفة، ولكن الخليفة في كل شؤون رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولكن ما هو الضابط الذي نتعرّف عليه؟ قال من خلال علمه، تعرفوا عليه علماً فإذا كان هو الأعلم فهو الخليفة من بعدي، ومن هنا تجدون أن الروايات وردت لإثبات… في كتب السنة والشيعة أنّه أنا مدينة العلم وعليٌ بابها، هذه إذن تثبت علميته؟ يقول لا هذا عنوانٌ مشير إلى من ترجعون من بعدي إلى من يخلفني؟ قالوا انظروا إلى الأعلم هو الذي يخلفني.

    إذن هذه يبلغون حديثي وسنتي هذه لا تريد أن تبين الدائرة الاستخلاف حتى يقال إذن هو خليفته في العلم، لا أبداً، تريد  أن تعرّف لنا الخليفة من خلال ماذا؟ بأيّ قرينة؟ بقرينة نفس الآية التي قرأناها في سورة البقرة أنظروا القرآن كيف يعيننا على هذه المعاني، الآية قالت وإذ قال ربك للملائكة إني جاعلٌ في الأرض خليفة، كيف نتعرف على خلافته أنّه خليفة الله؟ خليفة الله في ماذا؟ في كل ما هو للمستخلِف إلّا ما خرج بالدليل الآن إمّا التخصيصي أو التخصّصي، بأي دليل نتعرّف عليه؟ قال وعلم الآدم الأسماء كلها، تعرفوا عليه من خلال علمه، فإذن كان هو الأعلم فهو الذي استخلَفتُه عني في الأرض.

    إذن العلم هنا ليس مذكور لبيان الدائرة ومحوطة الاستخلاف وإنّما هو معرف لمن هو الخليفة في دائرتها الواسعة، فإذا تمّ عندكم هذا الوجه فبها ونعمة فإن لم يتم لا أقل أنّه الخليفة هم الذين يبلّغون حديثي وسنتي.

     سؤال: يبلغون حديثي وسنتي فقط في الحلال والحرام يعني في الفقه الأصغر حتى نقول بأن الأعلمية بكتاب الطهارة والنجاسة تعطيها المرجعية العلمية؟ لا أبداً، لأنّه قال حديثي… إلّا أن تقول أنّ حديثه وسنته منحصرة في فروع الكافي ولا علاقة لها بأصول الكافي، لذا الذين هم الخلفاء هم الواقفون على جميع المعارف الدينية لا خصوص الحلال والحرام، أولئك ليس لهم هذا المقام، وهم الذين لهم المرجعية العلمية وهم الذين لهم الولاية السياسيّة هؤلاء، وإلّا إذا صار أعلم بالفقه لا أبداً لا يعطيه لا ولاية سياسية ولا مرجعية دينية، والروايات واضحة والأعلام كلّهم استدلّوا بهذه الروايات لإثبات وجوب الرجوع إلى العلماء في عصر الغيبة بهذه الروايات استدلوا لا بروايات أخرى، سواء الذين استدلوا على ولاية الفقيه أو الذين استدلوا على المرجعية العلمية، استدلوا بهذه الروايات، وهذه الروايات الإنصاف يقول أنّها منحصرة من كتاب الطهارة إلى كتاب الديات أم شاملة لأصول الكافي وفروع الكافي؟ شاملة لهما.

    إذن نحن بحثنا في شروط المرجع الديني العلمية وهذه الرواية أيضاً تبيّن أن الذي يُرجع إليه فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا لا معناه يعني الرسالة العملية، رواة الحديث الذين يروون حديثي وسنتي، طبعاً هنا توجد أيضاً نكتة أشرنا إليها سابقاً والآن هنا أيضاً أشير إليها وأمُرّ، قد يقول قائل سيدنا المراد من الخلفاء يعني الأئمة وكما كان عندنا المراد من العلماء هم الأئمة؟ الجواب: لا توجد عندنا في الروايات التعبير عن الأئمة بأنهم رواة الحديث، هذا التعبير لا يعبرون الأئمة عن أنفسهم ولا عبر عنهم رسول الله أن هؤلاء رواة الحديث إنّما عُبّر بهذا التعبير عن العلماء يعني عن زرارة سواء كان في عصر الحضور أو عصر ماذا؟ وإذا تتذكرون الرواية التي قرأناها من مرسلة الفقيه قال الذين يأتون من بعدي يروون حديثي، هذا التعبير ليس تعبير يُعبر به عن أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام).

    إذن القول بأنها مختصة أوّلاً غير مختصة بل أساساً ليست لها علاقة بأئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) هذا تمام الكلام في هذه الرواية، الرواية الثالثة فقط أعنونها وإن شاء الله بحثها يأتي غداً، الرواية الثالثة وهي الرواية التي وردت في أصول الكافي في الجزء الأوّل أعزائي صفحة 91 و 92، الرواية باب فقد العلماء من كتاب فضل العلم الرواية الثالثة، الرواية هذه محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن عليّ ابن أبي حمزة الذي هو البطائني المعروف قال سمعت أبا الحسن موسى ابن جعفر (عليهما السلام) يقول: إذا مات المؤمن بكت عليه الملائكة وبقاع الأرض، من الشواهد سيتضح بعد ذلك أنّه ليس المراد هو المؤمن بما هو مؤمن وإنّما الفقيه المؤمن، ما الشواهد سأشير إليها ولعله سقط يوجد في الرواية، إذا مات المؤمن بكت عليه الملائكة وبقاع الأرض التي كان يعبد الله عليها وأبواب السماء التي كان يُصعد فيها بأعماله وثُلم في الإسلام ثُلمة لا يسدّها شيء، محل الشاهد: لأنّ المؤمنين الفقهاء حصون الإسلام كحصن سور المدينة لها، نحن نتكلّم عن المؤمن ما دخّل الفقهاء بالخط؟ صدر الرواية ماذا قال؟ إذا مات المؤمن لابدّ أن يقول لأنّ المؤمنين حصون الإسلام، ومن الواضح بأنه المؤمنون ليسوا حصون الإسلام، المؤمن الفقيه بحسب الرواية هو حصن الإسلام، إذن لابدّ صدر الرواية يكون إذا مات المؤمن الفقيه لا إذا مات المؤمن، والشاهد على ما نقول أن الرواية التي قبلها وردت، الرواية عن الصادق إذا مات المؤمن الفقيه ثلم في الإسلام ثلمة، المهم الآن صدر الرواية فيها سقط أم لا محل الشاهد هذا المقطع الأخير من الرواية قال لأنّ المؤمنين الفقهاء حصون الإسلام كحصن سور المدينة لها، هذه الرواية على القاعدة لابدّ من الحديث فيها في مقامين المقام الأوّل… لأنّه هذا تعبير الحصن مهم جداً لأنّه بعد ذلك لابدّ أن نرجع لنرى بأنه أساساً تعبير الحصن ماذا يراد منه في اللغة وماذا يراد منه في استعمالات الأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) كلمة لا إله إلّا الله حصني، ما معنى الحصن؟

    إذن أنظروا هذه العناوين كونوا على ثقة أئمة أهل البيت ما قصّروا عنها في البيان، تعطينا الملاكات والضوابط للمرجعية في عصر الغيبة لابدّ أن يكون حصناً لابدّ أن يكون خليفةً حتى يحقّ أن يكون حجتي عليكم، وإلّا ليس كل من جلس في بيته صار حصناً للإسلام أيّ حصنٍ هذا؟ إذن الرواية جدُّ مهمة ومن هنا لابدّ من التأكّد أوّلاً من سند الراوية وثانياً من مضمون الرواية تعالوا معنا إلى السند، السند: محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن علي ابن أبي حمزة، والسند لا يوجد فيها أحدٌ يُتكلم فيه إلّا علي ابن أبي حمزة البطائني والبطائني وما أدراك ما البطائني، لا أقل في كتبنا موجودة للبطائني تتجاوز الخمسمائة والخمسين رواية، فإذن الوقوف عنده يستحق أم لا؟ لأنّه إذا ثبتت وثاقته يعني أنت أحييت خمسمائة وخمسين رواية، وإذا ثبت ضعفه يعني رميت في سلة المهملات 550 رواية، فإذن يستحق أم لا؟ نعم يستحق، هكذا أناس يستحقون مثل محمد ابن سنان مثل سهل ابن زياد مثل الآخرين هؤلاء وردت عنهم مئات الروايات وهذا هو تراثنا من أين عندنا تراث غير هؤلاء؟ ولذا تجدون واحدة من إشكالات القوم علينا يعني إشكالات أهل السنة يقولون أنتم عندما تقولون أن كل أصحاب رسول الله ارتدوا.

    إذن هل يوجد عندكم طريق لأخذ شيء من سنة رسول الله أم لا؟ لا يوجد لأنكم أنتم حكمتم عليهم بالخط الأحمر وهذا إشكال وارد، ولذا لابد أن تلتفتوا أن علماءنا السابقين ما تركوا أصحاب الرسول الله بل كثير منهم وثّقوها في كتبهم الرجالية، يكفي أن تراجع تنقيح المقال لترى أن المئات بل الآلاف من الصحابة وثّقهم صاحب التنقيح، من قال بأنه أن أصحاب رسول الله أو الصحابة لا يوثقون؟ من قال؟ هذه الثقافة ثقافة غير علمية ثقافة عامية تأثرها بها العلماء، لا ثقافة علمائية تأثر بها العوام، لأنّه أنت عندما تقول ارتدّوا إلّا ثلاثة أقصاه أربعة أو خمسة أم سبعة، بينك وبين الله هل تأخذ رواية من مرتد أم لا تأخذ؟ لا تأخذ، مع أن الأمر ليس كذلك.

    لذا أعزائي أنتم الأشخاص… هذا منهج كلامي أعطيه لكم حتى لا تتعبون كثيراً ، ابحثوا أن الشخص إذا عنده رواية أو روايتين وصار موضع حديث فلا تضيع عمرك الآن هذه الرواية والروايتين إذا ثبتت لا تفعل شيء وإذا ذهبت أيضاً لا يؤثر ولا يثلم في الإسلام ثلمة أما إذا واردة عنه ألفين وخمسمائة رواية هل تمر عليه مرور الكذا؟ يعني عندما تأتي إلى ابن عباس ومنقول عنه في كتب القوم 3800 رواية تستحق أن تقف عنده أم لا؟ راجعوا جامع مسانيد السنن كذا ابن كثير نقلها 3800 رواية موجود هناك، والغريب جداً أن هذه الموسوعة التي تُكتب عن عبد الله ابن عباس الذي يكتبها الآن أحد الأعلام في النجف وهو الخرسان يقول نقل عنه 1600 رواية أنا لا أدري كيف لم يرى جامع المسانيد ينقل أنه نقل عنه 1670 مع أنه الذي نقل عنه يتجاوز 3700 رواية، على أي الأحوال إذن تعالوا معنا نقف عند هؤلاء الأكابر الذين وردت منهم مثل علي ابن البطائني ولذا إنشاء الله سوف أقف غداً عند البطائني لهذا السبب ولبيان المنهج الذي نحن نحقق على أساس الرجال في الجرح والتعديل والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2016/04/12
    • مرات التنزيل : 1346

  • جديد المرئيات