قال: كما قال تعالى {فالمدبرات أمرا} وهي روحانيات الكواكب السبعة وغيرها من الثوابت وأجرامها.
انتهى بنا الحديث إلى هذه المسألة وهي أنه ثبت بأن الصادر الأول والإنسان الكامل هو المدبر لعالم الإمكان والنسبة بينه وبين العالم كنسبة الروح إلى الجسد وعلى هذا الأساس يترتب:
أولا: أن الملائكة تعد من قوى هذا العالم.
ثانيا: أن دائرة خلاف الإنسان الكامل والصادر الأول هو كل عالم الإمكاني كل العالم الإمكاني, وهذا ما أشرنا إليه بالأمس.
طبعا في ما يتعلق بدائرة الخلافة لا تختص بمحدودة معينة فيأتي إنشاء الله بحثه تعالوا معنا إلى ص258 هناك تجدون هذه عبارته قال: وفي قوله ص258 تقريبا السطر الخامس وفيه قوله {إني جاعل في الأرض الخليفة} بتخصيص الأرض بالذكر وإن كان الكامل خليفة في العالم كله في الحقيقة, دائرة خلافة الإنسان الكامل ليست في الأرض فقط وإنما تشمل كل عالم الإمكان.
أما فيما يتعلق بمسألة {فالمدبرات أمرا} هذا الأمر بالأمس أشرنا إليه وقلنا أن الاخوة إنشاء الله إذا أرادوا أن يراجعونه في الميزان المجلد 20 ص181 هذه عبارة السيد الطباطبائي أو صفحة183 هذه عبارته (رحمة الله تعالى عليه) قال: ص181 قال: ثم أن أظهر الصفات المذكورة في هذه الآيات الخمس في الإنطباق على الملائكة قوله {فالمدبرات أمرا} محل الشاهد هذا المقطع وقد أطلق التدبير ولم يقيد بشيء, فالمراد به التدبير العالمي بإطلاقه, أساسا الملائكة هم مدبرات جميع أجزاء العالم نزولا وصعودا في كل مراتب عالم الإمكان فإن الملائكة هم المدبرات أمرا, ولكن هؤلاء جميعا أيضاً تحت تدبير من؟ تحت تدبير الإنسان الكامل كما أوضحنا هذه المسألة بالأمس, جيد. الآن ننتقل إلى المقطع اللاحق قال: وكل قوة منها محجوبة بنفسها لا ترى أفضل من ذاتها, هذه قضية من القضايا التي من خلالها يريد أن يبين أنه لماذا وقع ذلك التساؤل من الملائكة أو لماذا وقع ذلك الإثاب أو الإشكال أو بتعبير الحاشية الطعن من الطاعنين من الملائكة لماذا قالوا {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك} ما هو منشأ الاعتراض؟
في الواقع بأنه أساسا في المقدمة لابد أن أشير إلى نكتة ولعله إنشاء الله تعالى في الأبحاث اللاحقة ستأتي بعد ذلك وهذه النكتة هي: تارة نفترض أو يفرض أن الملائكة كانوا يعلمون أنه يوجد من هو أعلم منهم وأكثر استحقاقا منهم للخلافة ولكن لا يعلمون أن الإنسان هو الذي يستحق هذا المقام, تارة يعلمون أنه يوجد من هو أعلم منهم ومن هو أكثر استحقاقا لتحمل الخلافة الإلهية ولكن لم يكونوا يعلموا أن آدم هو المستحق لذلك أو غير مستحق لذلك, هذه مسألة.
المسألة الثانية: أساسا لم يكونوا يعلمون بأنه يوجد من هو أعلم منهم.
وفرق بين المقامين تارة نفرض أن الملائكة كانوا يعلمون من هو الأعلم لكنهم بتعبيرنا عندهم شبهة مصداقية أن آدم هو أعلم منهم أو غير آدم, وأخرى أساسا يتصورون هم الأحق بالخلافة هم الأعلم هم الذين يستحقون هذا المقام, الشيخ يريد أن يثبت الأمر الثاني لا الأمر الأول, يعني يريد أن يقول أن الملائكة كانوا يعتقدون في أنفسهم أنهم أحق بالخلافة من غيرهم لأنهم يوجد عندهم ما لا يوجد عند غيرهم, هذا هو المطلوب هنا ولذا قال: ولكل قوة منها محجوبة بنفسها لا ترى أفضل من ذاتها, يعني تعتقد هي الأفضل لا أنه تعتقد أنه يوجد أفضل لكنهم لا يعلمون أنه آدم أو ليس بآدم, ولذا أنتم عندما ترجعون إلى الآية المباركة وهي الآية 30 من سورة البقرة هذا المعنى له يمكن استفادته أيضاً من هذا, قال: {وعلم آدم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء} أنتم الذين تعدون أنكم أعلم طيب تفضلوا تعرفون هذه أو لا.
إذن أولا: الآية المباركة أثبتت أنهم أعلم أو ليسوا بأعلم؟ ليسوا بأعلم, ثم قالت انظروا أن آدم {يا آدم أنبأهم بأسمائهم} يعني آدم هو الأعلم وهو الذي يحتمل ويتحمل الخلافة الإلهية.إذن هذا تعبيره لا ترى أفضل من ذاتها إشارة إلى هذه النكتة وهي أن هؤلاء لم يكونوا معتقدين بأنه يوجد من هو أعلم منهم.
ثم ينظر أو يعطي نظير لهذا المعنى في القوى الإنسانية وهذه هي النقطة المهمة, يقول تعالوا معنا إلى القوى الإنسانية, تجدون أنه يقع تزاحم بين العقل وبين الوهم طيب تعلمون بأنه العقل ما هو دوره الأساسي كما قرأتم في علم النفس؟ دور العقل الأساسي هو إدراك الكليات, ما هو دور الوهم؟ هو إدراك المعاني الجزئية لا أنه وإلا صور جزئية توجد عندنا ولكنه ليست قوة الواهمة بل قوى أخرى, إذن العقل يدرك الكليات الوهم يدرك المعاني الجزئية, طبعا العقل لا فقط يدرك الصور الكلية بل والمعاني الجزئية أيضاً وإلا العقل لا يدرك صورة باعتبار أن الصورة لا تكون إلا جزئية, العقل يدرك المعاني الكلية والوهم يدرك المعاني الجزئية وكل يعتقد أنه هو على الحق والصواب فيقع التزاحم بين العقل والوهم, لماذا يعتقد كل منهما على صواب؟ لأنه يعتقد أنه هو الأعلم من الآخر, وإلا لو كان يقر الوهم أن العقل أعلم منه كان يزاحمه أو لا؟ لا يزاحمه, متى يزاحمه؟ عندما يرى بأنه أيضاً هو له السلطنة والعقل يدعي أنا لي السلطنة والوهم أيضاً يدعي أنه أنا لي السلطنة فيقع التزاحم والتخاصم بين العقل وبين الوهم, يقول نفس هذه المشكلة تقع بين من؟ بين الملائكة بين قوى هذا العالم وبين الصادر الأول, هذا التخاصم الذي هناك أشرنا إليه في الملأ الأعلى يوجد تخاصم إشارة إلى هذا المعنى الذي أشير إليه.
تعالوا معنا إلى النص, قال: أي كل واحدة من هذه القوى الروحانية, الحسية اتركوها في مكان آخر, الآن نتكلم لأنه هو فيما سبق قال: كالقوى الروحانية والحسية, الآن يتكلم القيصري عن القوى الروحانية التي هي من قبيل العقل النظري والعملي والوهم والخيال وما شابهها, قال: أي كل واحدة من هذه القوى الروحانية, الآن سواء كانت في الإنسان الصغير أو كانت في الإنسان الكبير يعني سواء كانت في النشأة الإنسانية الذي هو المشبه به, أو كان في العالم الذي هو المشبه, سواء كانت داخلة في النشأة الإنسانية الذي هو المشبه به أو خارجة من النشأة الإنسانية الذي هو المشبه الذي هو العالم, قلنا بأنه الأصل هو الإنسان ونريد أن نقول العلاقة بين الروح بين الصادر الأول وبين أجزاء العالم كالعلاقة بين روح الإنسان وبدنه, يقول: أي كل واحدة من هذه القوى الروحانية محجوبة بنفسها.
أخواني الأعزاء فيما يتعلق بالحجاب يتذكر الأخوة هذا المعنى أشرنا إليه مرارا قلنا أن الحجاب تارة يكون منشأه المادة أنا الآن لا أرى وراء هذا الجدار خلف هذا الجدار لماذا؟ لان الحجاب ما هو؟ حجاب مادي وأخرى أن الحجاب ليس حجابا ماديا وإنما حجاب منشأه المحدودية للموجود, إذن يمكن أن نتصور كما يوجد حجاب في نشأة المادة توجد حجاب في نشأة المجردات وفي نشأة العقول ولكن هناك الحجب ليست حجب مادية وإنما الحجب منشأها محدودية هذه الموجودات فإذا صار (ما منا إلا وله مقام معلوم) طيب من الواضح أن له حد معين (لو دنوت أنملة احترقت) إذا كان هذا مقامه فبطبيعة الحال سوف يكون محجوبا عما فوقه يعني حجابه يعني نفس وجوده يكون حاجبا عما فوقه لا أنه يوجد حجاب خارجي كالجدار أو المادة أو شيء آخر, وعلى هذا الأساس يتذكر الاخوة نحن ميزنا بين الحجب المادية الظلمانية والحجب النورانية (حتى تخرج القلوب حجب النور) هذه المراد من النور هذه الحجب منشأها محدودية هذه الموجودات.
إذن هنا عندما يعبر محجوبة بنفسها لا يتبادر إلى الذهن كيف يمكن أن يكون الوجود وجود نفسه حاجب لنفسه هذا غير معقول, يقول محجوبة لكن غير محجوبة بحاجب بل محجوبة بنفسها كيف تكون محجوبة لأنها حدها الوجودي يمنعها عن ماذا؟ عن أن تقف وتكتنه ما هو فوقها, فنفسها يكون حجابا لنفسها.
قال: محجوبة بنفسها لا ترى هذه القوى أفضل من نفسها كالملائكة التي نازعت في آدم, الآن هذا البحث إنشاء الله سيأتي في ص258 هناك بحث وهو أن هؤلاء الذين نازعوا في آدم أو اعترضوا على أن يكون آدم هو الخليفة هذه طبقة معينة من الملائكة أو كل الملائكة؟ هناك يبين لا هم طبقة معينة من الملائكة وهم الملائكة الأرضيين وإلا ملائكة الجبروت ملائكة الملكوت ملائكة كذا هؤلاء لم ينازعوا.
تعالوا معنا أيضاً مرة أخرى إلى ص258 التي إنشاء الله تعالى في السنة القادمة هذا, قال: وهذا تنبيه أول الصفحة, وهذا تنبيه على أن الملائكة الذين نازعوا في آدم ليسوا من أهل الجبروت الآن لماذا يقول هذا؟ يقول هذه في الأرض إشارة إلى هذه النكتة هذا البحث التفسيري سيأتي في محله نحن الأرض جعلناه الإنسان الكامل له بعد أرضي هو يقول لا في الأرض يعني الملائكة الأرضيين قيد في الأرض يريد أن يقول من الذي نازع؟ الذين لهم ارتباط أرضي, على أي الأحوال.
قال: ليسوا من أهل الجبروت ولا من أهل الملكوت السماوية فإنهم هؤلاء جبروت وملكوت لغلبة النورية عليهم وإحاطتهم بالمراتب يعرفون شرف الإنسان الكامل ومرتبته عند الله وإنما لم يعرفوا حقيقته كما هي بل ملائكة الأرض والجن والشياطين الذين غلبة عليهم الظلمة والنشأة الموجبة للحجاب, لذا نحن فسرنا الحجاب هنا بما يشمل النور لأنه نحن نتعقد أن هذا الاعتراض أو هذا السؤال لم يكن مختصا بطبقة من الملائكة بدليل {فسجد الملائكة كلهم أجمعون} بحثه إنشاء الله في ذاك الموضع سيأتي.
ولكن هو هنا يقول, يقول: كالملائكة التي نازعت في آدم, الآن هذه وكالعقل والوهم على نحو اللف والنشر غير المرتب, لأنه هو قال: سواء كانت داخلة في النشأة الإنسانية يعني العقل والوهم أو خارجة من النشأة الإنسانية كالملائكة التي نازعت في آدم, واضح.
انه النزاع هنا وقع بين الملائكة وبين أن يكون آدم هو الصادر الأول وهو خليفة الله وحجة الله على الخلق, فإن كلا منهما من العقل والوهم يدعي السلطنة على هذا العالم الإنساني الذي هو العالم الصغير بحسب اصطلاح المصوفة, وإن كان في الواقع هو العالم الكبير كما أشرنا بالأمس.
قال: كل يدعي السلطنة على هذا العالم الإنساني ولا ينقاد لغيره لا العقل ينقاد للوهم لأنه يعلم أن الوهم مخطأ ولا الوهم ينقاد للعقل لأنه يقول أنا اقرب إلى الجزئيات فأنا أفهم الجزئيات أحسن مما تفهما أنت, بعبارة أخرى: أنا علمي بالجزئيات أعلم منك بالجزئيات لأنه أنت تعلم الكليات وأنا أعلم الجزئيات وإذا نازعتني في قضية جزئية فمن الأعلم؟ أنا الأعلم فيقع التنازع.
ولذا له بحث قيم الشعراني في حاشيته على شرح أصول الكافي, هناك في ص2 يقول: وحدة من بيانات أنه لماذا في أحاديثهم (صعب مستصعب) يقول واحدة من أسباب وجود (صعب مستصعب) في كلماتهم ليس أن كلامهم صعب مستصعب بل هذا التنازع الذي يصير بين العقل والوهم عند الإنسان يجعل كلماتهم (صعبة مستصعبة) الآن هذه نكتة أخرى موكولة إلى علم الإمام أو إلى هذه الأحاديث التي نحن شرحناها مفصلا في كتاب علم الإمام.
يقول: وسر ذلك يعني سر أنه (صعب مستصعب) أنه ما من مسألة من المسائل العقلية إلا وللوهم فيها معارضة ومكافحة, يجب التمرن لدفع وسوسته هذه وسوسة الشيطان الداخل هذا الشيطان الداخلي من؟ الوهم, الوهم ليس شيطان خارجي بل شيطان داخلي, لدفع وسوسته حتى يؤمن العقل يكون مؤمّن من إبداء الأدلة حتى يكون مرتاح لأنه كلما يتكلم من يعارض؟ الوهم, ويخضع النفس له ولابد أن يكون الناظر في الأدلة متمرنا في تفكيك مدركات الوهم عن مدركات العقل ويرتاض حتى يعتاد ولا يحصل ذلك بسهولة لكل أحد خصوصا ونحن نكبر مع الجزئيات بعد ذلك نصل إلى الكليات يعني المواقع كلها من محتلها؟ الوهم محتله هذه كلها, الآن إذا استطاع العقل أن يأتي ويخلعه من مواقعه هذا هو الجهاد الأكبر, واحدة من موارد الجهاد الأكبر هو هنا, لا أنه معارضتها والنفس بل معارضة أحكام الوهم.
يقول: ومثاله وهذا معنى {امتحن الله قلبه للإيمان} يفسر الشعراني (امتحن الله قلبه للإيمان) يعني استطاع أن يغلب أحكام العقل على أحكام الوهم, والمثال المعروف هذا المثال الذي عادة نضربه.
يقول: فإن العقل يركب قياسا من مقدمات بينة يوافقه الوهم عندما تقول له الوهم يقول صحيح, فيقول الميت جماد هذه صغرى القياس والجماد يخاف منه أو لا يخاف؟ لا يخاف فينتج أن الميت لا يُخاف منه فيعترف العقل بهذه النتيجة أما الوهم ماذا يفعل, يقول الآن تعال نام الآن, يقول والله أبدا لو الدنيا اليوم.. العقل يقول لا يوجد مشكلة كيف يصير, هذا من الذي يعارض البرهان العقلي يقول لابد أن يُخاف منه أو هذا الحكم الجزئي؟
يقول: وكذلك الإيمان بالله تعالى ثم يضرب أمثلة قيمة ومن تلك الأمثلة يقول فكيف يدرك النبي أو الولي الوقائع الماضية والآتية والأمور الحالية الحادثة في الأماكن البعيدة مع وجود الحائل الوهم يستطيع أن يقبل؟ برهان العقل يقول له بأنه الإنسان الكامل قادر ولكن الوهم ماذا يقول له؟ كيف يمكن شخص جالس في بيته وهذا العالم كله يعلم به وهكذا يوجد موانع.. وهذه إن لم تكن للفلسفة فائدة إلا تمرين التمرين المعنوي التمريني العقلي لتقوية العاقلة في صد شبهات من؟ الواهمة لكفى, لأنه كثير من معارفنا بل أكثر معارفنا معارف ما هي؟ معارف غيبية يعني الوهم له مدخلية أو لا؟ لا ليس له مدخلية, ومعارف كلية توحيد نبوة إمامة معاد هذه كلها ترتبط بالأحكام العقلية فإذا كان الوهم قوية وشيطنة الوهم كانت قوية تعطي مجال للإيمان أو لا تعطي مجال للإيمان؟ يوجد تصديق عقلاني في بحث سابق أنا بينت لكم يوجد تصديق عقلاني ومنطقي يعني يعرف صدق قضية ما ولكن يؤمن أو لا؟ لا لماذا من المانع له؟ الوهم مانع, وهذه مسألة خطيرة جدا إذا غلب الوهم عند ذلك عند ذلك عندما تأتي أنت عادة في الأبحاث الاعتبارية وفي الأبحاث الآن ما أريد أن أذكر الأسماء عندما تأتي إلى الأبحاث العرفية عادة التقوية لأي شيء؟ للوهم لا للعاقلة لا علاقة لها بالعاقلة عند ذلك إذا صار الوهم وهما عرفيا أساسا عند ذلك يشمئز من الابحاث العقلية الذائقة صايرة ذائقة جزئية فبمجرد أنه تريد أن تخرجه عن هذا الإطار الجزئي يقبل أو يرفض؟ يرفض كاملا, ولهذا تجد بأنه هذه المكافحة والمعارضة و.. إلى غير ذلك من أولئك الذين يحملون العلوم الجزئية في قبال الذي يحكم العلوم الكلية, بلي (كلام أحد الحضور) أحسنتم لم يقل أحد هذا بلي بلي فلهذا هم يقولون بأنه نحن الحكماء دعونا نعمل عملنا وأنتم أيضاً اعملوا عملكم لماذا نحن لم ندخل على خطكم أنت واجد حكيم من الحكماء يعطي فتوى فقهية؟ لا يوجد أبدا ولكن من الذي يدخل على خط الآخر؟ الفقيه يدخل على خط الآخر ويقول له أنت كذا أنت كذا من أين أتيت بهذا الكلام, إلا الله (سبحانه وتعالى) يرزق أحدا (كلام أحد الحضور) أحسنتم الجمع بين المقامين وهذا له نظائر له في التأريخ وهو قلائل وما نجده في أهل البيت عليهم السلام نعتقد في أهل البيت أنه فقط كان ذهنهم عرفي لا دقي لا عقلاني لا, هذا موجود وهذا يحتاج إلى دقة عالية لكي يستطيع الإنسان أن يميز بين الموارد.
يقول: كالعقل والوهم فإن كل منهما يدعي السلطنة على هذا العالم الإنساني ولا ينقاد لغيره إذ العقل يدعي أنه محيط بإدراك جميع الحقائق والماهيات على ما هي عليه بحسب قوته النظرية, التفتوا جيدا افتحوا لي شارحه هنا (هذه وليس كذلك) اجعلوها في الشارحة, فإن العقل إذ العقل يدعي أنه محيط هذه الجملة الثانية تعالوا معنا في آخر ص230 وهكذا الوهم يدعي السلطنة, هذه جملة معترضة بين الأمر هذه سبعة ثمانية أسطر جملة معترضة, واضح.
إذ العقل يدعي أنه محيط وهكذا الوهم يدعي السلطنة ويكذبه أي ويكذب الوهم العقل في كل ما هو خارج عن طور الوهم لإدراكه الوهم المعاني الجزئية دون الكلية ولكل منهما نصيب, الآن هذه الشيطنة أتركوها لنرى أن شيطنة الواهمة واضحة, أما شيطنة العاقلة أين؟ بحثه سيأتي, أين شيطنة العاقلة؟ تعالوا معنا أرجعوا معنا إلى المتن.
ألم يقل: والعقل يدعي أنه يعرف جميع حقائق الأشياء بحسب قوته النظرية على ما هي عليه الآن بدأ جملة اعتراضية مباشرة هو الآن يقرر مطلب يضرب مثال هنا لا مولانا عرق العرفان له قال له لا, قال لا أبدا أنت تشتبه هكذا تقول, أنت الآن تقايس ليس وليس محل مقايسة وليس كذلك هذه وليس كذلك القيصري يقولها لمن؟ للعاقلة وليس كذلك يعني العارف ماذا يقول للعاقلة؟ ليس كذلك, ليس كذلك, هذه ولهذا إنحجب ليس أول السطر, قلت لكم ولهذا فقط أنا حلي أنه وإلا هذه ليست للذي نظموا الحروف ولابد هو الشيخ كتبها بهذه الطريقة وإلا لهذا هذا تعليل ليس كذلك لا أنه شيء مطلب جديد, لماذا ليس كذلك؟ يقول: باعتبار أن العقل لا يستطيع أن يدرك الحقائق وإنما يدرك لوازم الأشياء والذي يستطيع الذي يدرك حقائق الأشياء هو الإدراك الكشفي يعني الإدراك القلبي.
إذن هذه إذ العقل يدعي أنه محيط الجملة اللاحقة لها مقابلها ماذا؟ وهكذا الوهم يدعي السلطنة, الآن كجملة معترضة هذا إدعاء العقل أيها القيصري تقبله أو لا؟ قال: وليس كذلك, لماذا ليس كذلك؟ لماذا أن العاقلة ليست لها القدرة؟
قال: ولهذا يعني دليل أنه ليس كذلك, يعني لا يمكنه أن يدرك الحقائق والماهيات بحسب قدرته النظرية ولهذا انحجب أرباب العقول عن إدراك الحق والحقائق لتقليدهم عقولهم مفعول تقليد, لتقليدهم عقولهم يعني أرباب الحكمة أرباب العرفان, فهم عبد من؟ عبد العقل لأنه عندما يقول يتبعون, نعم نحن أبناء الدليل ولكن دليلك ماذا؟ العقل والاستدلال العقلي والبرهان العقلي, إذن هنا التقليد ليس التقليد المتعارف المراد أنه هؤلاء أتباع العقل يعني هؤلاء عبد العقل.
بتقليدهم عقولهم وغاية عرفانهم وغاية ما يصلون إليهم التوحيد وفي معرفة حقائق الأشياء أنهم لا يعرفون التوحيد وإنما يعرفون آثار التوحيد, أما التوحيد لا يعرفونه, يقول: وهم صرحوا أن معرفة الأشياء على ما هو عليها إما متعسرة وإما متعذرة, إما متعذرة وإما متعسرة, قالوا إننا لا نعرف الأشياء إلا من خلال لوازمها يعني لا توجد عندنا الحدود المنطقية وإنما يوجد عندنا الرسم المنطقي.
يقول: وغاية عرفانهم يعني أرباب العقول, وغاية عرفانهم العلم الإجمالي المراد من العلم الإجمالي في قبال التفصيلي, لا البسيط في قبال المركب يعني ما دون التفصيلي العلم الإجمالي الذي هو دون العلم التفصيلي, يعني العلم الإجمالي باصطلاح الأصولي, لا العلم الإجمالي باصطلاح الفلسفي.
وغاية عرفانهم العلم الإجمالي بأن لهم موجودا ربا منزها عن الصفات الكونية ولا يعلمون من الحقائق هذا في التوحيد أما في الحقائق ولا يعلمون من الحقائق إلا لوازمها وخواصها يعني الرسم دون الحد المنطقي, أما وأرباب التحقيق, من هم أرباب التحقيق بحسب اصطلاح العرفاء؟ يعني أهل المكاشفة, وأرباب التحقيق والطريق علموا ذلك مجملا هذا أي إجمال؟ هذا الإجمال الذي هو فوق التفصيل, وشاهدوا هناك علموا وهنا شاهدوا, إذن تعرفوا الفروق ذاك عبد العقل وبعد ذلك يقول نحن عبد الرحمن {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا} الآن يبين يقول هذا الأرض أرض الحقائق يعني, جيد, هذا بحثه سيأتي, يقول أولئك عبد العقل ونحن عبد من؟ عبد الرحمن, طيب نتيجة علمهم ما هو؟ معرفة الحق إجمالا ومعرفة خواص الأشياء, أما معرفتنا معرفة أهل التحقيق يعني معرفة الكشف يعني الطريق الذي يقوله به العارف.
وأرباب التحقيق وأهل الطري علموا ذلك يعني علموا الحق علموا ذلك مجملا وشاهدوا لا أنه علموا علم حصولي بل هو علم حضوري شهودي, وشاهدوا تجلياته وظهوراته مفصلا فاهتدوا لا بنور العقل بل بنوره (سبحانه وتعالى) فهو عبد من؟ لا عبد العقل بل عبد الله أو عبد الرحمن, فاهتدوا بنوره وساروا سريان من السريان كما أشرنا وسروا في الحقائق سريان تجلي الحق في الحقائق يعني كيف أن الحق داخل في الأشياء لا بممازجة وخارج عنها لا بمزايلة أيضاً العارف يعني الإنسان الكامل أيضاً يسري في الحقائق سريان الحق في الحقائق, وكشفوا عنها أي عن تلك الحقائق وعن خواصها ولوازمها كشفا لا تمازجه أو لا يمازجه شبهة بخلاف العلم عبد العقل فإنه بمجرد أن تختل بعض المقدمات تحصل الشبهات, وهذا أهم الفوارق بين العلم الشهودي والعلم البرهاني, أنت الآن العلم البرهاني بمجرد أن يحصل تشكيك في بعض المقدمات يحصل تشكيك في أصل الدليل, أما الآن عندك وجدان بأنه تتألم والله لو يأتون لك بألف وخمسمائة دليل على أنك أنت الآن مرتاح تقول لا والله لا فقط ألف وخمسمائة دليل بل مئة ألف دليل الآن أنا ماذا؟ متألم لأن القضية وجدانية والقضية الوجدانية حضورية أم حصولية؟ حضورية لا يحصل فيها تشكيك, وهذه من أهم الفوارق بين العلم الحصولي وبين العلم الشهودي.
قال: لا تمازجه شبهة وعلموا الحقائق علما لا تطرأ عليه ريبة وشك بخلاف عبد العقل فإنه تطرأ عليه ريبة, فهم عباد الرحمن أولئك من كانوا؟ عباد العقل, جيد, فهم عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا على أرض الحقائق هونا, هذا الذي بالأمس قلنا أنه هذا هو التفسير الأنفسي للقرآن الكريم.
قال: وأما أرباب النظر عباد من؟ عباد جمع عبد, عبد من؟ عباد عقولهم فيصدق عليهم من؟ كما يقول القيصري, فالصادر فيهم {إنكم وما تعبدون} نحن عباد الرحمن, طيب أنتم لمن تعبدون؟ {دون الرحمن} لأنه {وقل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيما تدعوا فله الأسماء الحسنى} فإذا لم تعبدون الله ولا الرحمن تعبدون ماذا؟ دون الله وإذا تعبدون دون الله ماذا تصيرون؟ {حصب جهنم} {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم} الحصب يعني ذلك الحطب الذي يسجر به الشيء, الفرق بين الحصب والحطب, أنا رأيت بعض الذين يقرأون القران ذكروا بعض المصاحف عندما نأخذها نرى بأنه قارئ قرآن ومتصور أنه يوجد خطأ هنا فحصب جعل لها ألف حتى ماذا تصير حطب جهنم, عرفت كيف هي حصب جهنم حصب والمراد من الحصب لا فقط الحطب الحطب قد يوضع للنار ولكن إذا سجرت به النار يسمى ماذا؟ فالإنسان ماذا يصير؟ لا حطب جهنم تسجر جهنم انظر ماذا يصير هذا {إنكم} أعاذنا الله, {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جنهم} طيب سؤال: واقعا كل الحكماء يعني يذهبون إلى نار جهنم؟ لا لا أبدا أي جهنم البعد والحرمان, هذا واضح وأتصور في دعاء كميل (إلهي هب لي) (كلام أحد الحضور) لا لا (صبرت على حر نارك) (كلام أحد الحضور) نعم تلك المشكلة الأمير × يقول: بأنه هذه في قبال تلك تتحمل أو لا؟ بلي تتحمل يعني نار جهنم نار المادية نار المعنوية نار الملكوتية هذه تتحمل في قبال البعد عنك (سبحانه وتعالى) يتحمل أو لا يتحمل؟ لا يتحمل إذن كثيرا لم يذهب الرجل بأنه الحرمان البعد وجهنم البعد وألم البعد أشد من ألم جهنم بمراتب, ويوم القيامة هؤلاء الناس جميعا عندهم هذا الألم كل بحسبه ولكن قبل أن يدخلوا إلى الجنة وإلا بعد أن يدخلوا إلى الجنة إلى باب الجنة يدخلونهم على ماء مولانا ويخرجونهم كلها تزول وإلا حسرة وندامة وألم وبكاء وضجيج والتماس هذا بالحشر الأكبر وإلا إذا دخل إلى الجنة هناك حوض على باب الجنة إذا دخله وخرج منه عند ذلك هذه كلها تزول, اللهم أرزقنا ببركة أهل البيت عليهم السلام.
أي جنهم البعدي والحرمان عن الحقائق وأنوارها أي هؤلاء عباد العقول أي لا يقبلون إلا ما أعطته عقولهم, جيد, إذا اتضح هذا المعنى يعني الإنسان أو بعض الناس عبد من؟ بعض الناس عبد الشهوة ذاك ما عندنا شغل معه, وبعض الناس عبد من؟ عبد الغضب, وبعض الناس عبد الوهم وبعض الناس عندما يصير حكيم ماذا يصير؟ عبد العقل, الآن هذا العقل أيضاً الآن أريد أن أبين شيطنة العقل, كيف أنه الوهم يدعي السلطنة في قبال العقل فهنا في بعض الأحيان إذا الإنسان لم يكن على خبرة العقل يدعي السلطنة في قبال القلب والوهم, يقول هذه تعتني بها أو لا؟ العقل انظر ماذا يقول؟ بابه هذه كشف هذه حقائق هؤلاء أنبياء كذا, يقول بابه هذه كلها العقل ماذا يقول؟ هذه شيطنة من؟ شيطنة العقل هذه, ولذا عبر قال: ولكل منهما لابد أن تصير لا منهم, ولكل منهما نصيب من الشيطنة, أما الإنسان الكامل ماذا؟ يعني كل قوة حقها الحق قوة من القوى أيضاً لها دورها الخاص بها لا تتجاوز هذا الدور إذا تجاوز الإنسان دور الوهم وأعطاه دور العقل واقعا فقد ظلم العقل كذلك إذا تجاوز دور القلب والكشف وأعطاه دور ما فوق العقل الذي هو طور وراء طور العقل فقد منع كل تلك الفيوضات المرتبطة بالكشف.
لذا هو بعد ذلك تعالوا معنا في ص234 هذه عبارته يقول: وهذا لا يعرفه عقل بطريق نظر فكري آخر سطر, يقول هذه المعارف التي نحن قلنا الإنسان الكامل والمدبر و.. وأنا اعتقد أن هذه المعارف التي تقال هنا هذه من موارد (حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان) طيب وانتم تجدون الآن في الواقع الفكري لمدرسة أهل البيت الذين يؤمنون بنظرية أن أهل البيت هم محور نظام عالم الإمكان هؤلاء كم عددهم؟ أقصاه بلي أنه مثلاً ليلة القدر ينزل عليهم كذا إذا أرادوا أن يعلموا الله يعلمهم, هذا القدر وإلا بأنه أساسا كل نظام عالم الإمكان محوره المعصوم× هذا نادر تجدوه في الرؤية الموجودة الرؤية الكلامية الموجودة في كلمات أتباع مدرسة أهل البيت.
طبعا وأدنى منها عموم الناس يقولون أناس جيدون وعلماء ومعصومين ورواة جيدين عن رسول الله الحق والإنصاف ما كانوا يكذبون على رسول الله, وهذه كتبت فيها الكتب ونشرت هنا في قم وخارج قم وكل مكان موجودة وبأيديكم الآن, طبعا هؤلاء كلهم الإيمان على عشر درجات لا يتبادر الآن أحد يقول أن هؤلاء خرجوا عن لا أبدا لم يخرجوا عن هذه أبدا هؤلاء أيضاً ضمن الدائرة العامة ضمن تلك الدائرة التي السائل جاء إلى الإمام الصادق× قال سيدي يا ابن رسول الله ما هو التوحيد؟ قال: ما انتم عليه, هذا الذي انتم عليه, هذا موجود, ولكن في رواية هشام ابن سالم أيضاً موجود ماذا؟
قال: أتنعت ربك قال بلى قال هات قال هو السميع البصير, قال هذه صفة يشترك بها المخلوقون قال سيدي أنعته لي, قال: علم كله لا جهل فيه, يقول فخرجت من عنده وأنا أعلم الناس, هذا مقام وهذا مقام, كذلك في معارفهم عليهم أفضل الصلاة والسلام, هذا مقام وهو أن الإنسان الكامل بيمنه رزق الورى, لا السماء ولا الأرض ما ورى يعني ما وراء الله يعني ما وراء عالم الإمكان ببركة من؟ ببركة الإنسان الكامل, هذه واقعا يحتاج لها تأسيس والعقل ببساطة يستطيع أن يقبل هذه القضية أو لا يستطيع؟ أساسا أول ما يشكل يقول والله ظواهر الآيات والروايات تثبت هذا أو لم تثبت؟ وكثيرا ما إذا أراد أن يصير منطقي وياك يقول نحن أبناء الدليل جئني بالدليل أما هذه فهذه لا, تأويلات العرفاء هذه, ولذا هو يقول: وهذا لا يعرفه عقل بطريق نظر فكري بل هذا الفن من الإدراك لا يكون إلا عن كشف إلهي أي هذا الأمر المذكور وتحقيقه على ما هو عليه ما هو؟ طور وراء طور العقل أي العقل النظري وإلا إذا العقل صار منور بنور الله يعني صار عبد من؟ عبد الكشف كما أنه الوهم إذا صار منقادا للعقل لا يعارض والعقل إذا صار منقادا لمن؟ للقلب والكشف يعارض أو لا يعارض؟ لا يعارض, وهذا معنى ما ذكره في آخر جملة له قال: إذن ولكل منهما وليس ولكل منهم, ولكل منهما نصيب من الشيطنة, أما شيطنة الوهم فواضحة وأما شيطنة العقل فأيضاً أتضح أنه إذا صار مانعا عن قبول ما يدركه المكاشف.
هذا تمام الكلام في هذا المقطع, طبعاً هذا المقطع اللاحق مقطع طويل ولم ينتهي بيوم أو بيومين, فإنشاء الله نوكله إلى ما بعد التعطيلات إنشاء الله تعالى.