نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية الإنسان الكامل (62)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: وهذا لا يعرفه عقل بطريق نظر فكري, بل هذا الفن من الإدراك لا يكون إلا عن كشف إلهي منه يعرف ما أصل صور العالم القابلة لأرواحه.

    أشرنا بالأمس إلى أن هذا المقطع من المتن الذي يوجد في الفصوص يعد أو يشير إلى المنهج المعرفي الذي يعتقده هؤلاء لفهم هذه المعارف, وأنتم تعلمون بأن المنهج المعرفي أو معرفة المنهج المعرفي مهم جدا في فهم أي حقيقة من الحقائق, لأن النتائج دائما للكشف عن حقيقة من الحقائق النتائج تكون تابعة للمنهج المعرفي المستند إليه كشف حقيقة من الحقائق, هذه قاعدة.

    أنت عندما تتوجه إلى حقيقة من حقائق هذا العالم الآن سواء كانت تلك الحقيقة حسية أو غير حسية, سواء كانت واجبة أو ممكنة لأنه نحن أيضاً لا فقط نريد أن نعرف الممكنات نريد أن نعرف الحقائق الإلهية نريد أن نعرف الحق (سبحانه وتعالى) من الذي يحدد سنخ النتائج وطبيعة النتائج وحجم النتائج من الذي يحدده؟ يحدده المنهج المعرفي, فالمنهج المعرفي هو الذي يحدد لنا نتائج الكشف عن أي حقيقة من حقائق هذا العالم, الآن أضرب أمثلة لكي يتضح للإخوة وبعد ذلك أحاول أن أدخل بقدر ما ينفعنا في المقام وما ينسجم مع هذه الأبحاث.

    لو كان جنابك منهجك منهج حسي تجريبي, تقول بأن ما أثبته الحس والتجربة في المختبرات وما يمكن إدراكه من خلال الحواس الظاهرة المعلومة هو الذي حقيق بالاعتماد عليه وبالإيمان به وبالاعتقاد به, طيب جيد, هذا المنهج الحسي ما هي النتائج التي يوصلك إليها؟ يوصلك إلى أن الله موجود او لا يوصلك؟ لا يوصلك, يوصلك إلى أن عالم الغيب موجود أو لا يوصلك؟ لا يوصلك, وهكذا.

    فإذن كل ما تحصل عليه هو ما يرتبط بعالم الحس, ثم عندما تأتي إلى عالم الحس عالم الحس إذا كان إن صح التعبير له ظاهر وباطن المنهج الحسي يوصلك إلى ظواهر عالم الحس أما ما وراء ظواهر عالم الحس المنهج الحسي لا يوصلك, لماذا أن النتائج صارت طبيعتها بهذا الشكل وصارت محدودة بهذا الحد؟ لأن الأدوات المعرفية والمنهج المعرفي هو الذي يحدد النتائج لك, بل أكثر من ذلك, لا فقط يحدد حجم النتائج وطبيعة النتائج وسنخية النتائج مقدار الإيمان بالنتائج أيضاً يحددها المنهج الحسي يعني ماذا؟ يعني إن المنهج الحسي يورثك اليقين أو لا يورثك اليقين؟ لأنه أنت عندك يقين وهذا اليقين إما يقين رياضي وإما يقين يعني ثبوت المحمول للموضوع وعندك اطمئنان وعندك ظن وعندك احتمال وعند شك هذه عندك هذه درجة الإيمان درجة الاعتقاد, طيب المنهج الحسي أين يوصلك يوصلك إلى اليقين بالمعنى الأخص يعني ثبوت المحمول للموضوع واستحالة انفكاك المحمول عن الموضوع او لا يوصلك إلى ذلك؟ لا يوصل لماذا؟ لأنه في المنهج الحسي لا يوجد استحالة النقيض أبداً ما يمكن أن يورثك هذا اليقين أقصى ما يمكن أن يوصلك إليه هو الاطمئنان.

    ولذا تجدون السيد الشهيد (رحمة الله تعالى عليه) عندما اعتمد منهج الاحتمال قال أنا لا أدعي إن منهج الاحتمال يستطيع أن يورثنا اليقين المنطقي او اليقين الرياضي لماذا؟ لأنه هذا طبيعة هذا المنهج لا يسمح بأن يعطي تلك النتائج الذي يريده المنطق الأرسطي, الذي يريد تلك النتائج لابد أن يتبع منهجاً آخر ما هو ذلك المنهج؟ هو المنهج العقلي لا المنهج الحسي.

    ولذا انتم تجدون أن المنطق الأرسطي قال إذا أردنا أن نستفيد من الحس والحواس والتجربة ما لم ندخل مقدمة عقلية يمكن أن نأخذ نتيجة يقينية أو لا يمكن؟ لا يمكن, ما أدري واضحة القاعدة.

    إذن القاعدة الأولى في نظرية في أهمية نظرية المعرفة أخواني, أن حجم النتائج طبيعة النتائج درجة الإيمان بالنتائج تابع للمنهج المتبع في تحقيق وفي كشف حقيقة من الحقائق, من هنا تجدون أنه تعددت المناهج ونتيجة هذا التعدد في المناهج تعددت ماذا؟ قولوا معي (كلام أحد الحضور) تعددت النسب أحسنتم واختلفت وتباينت النتائج هذا التباين والتعدد والاختلاف في سنخ النتائج ودرجة الإيمان بالنتائج منشأه من أين جاء؟ منشأه جاء من تعدد المناهج المعرفية الموجودة, وفي المقام إذا أردنا أن نتكلم واقعا نستطيع أن نشير إلى ثلاثة أو أربعة مناهج أساسية لعله توجد أكثر ولكنه بعضها أشير إليها المهمات.

    المنهج الأول: هو المنهج الحسي, وهذه نظرية الحسيين وأتصور بأنه النتائج المترتبة على هذا المنهج واضحة وهذا هو النزاع المعروف بين نظرية الحس ونظرية العقل النظرية العقلية أو المنهج العقلاني, فإن الحسيين قالوا أنه يمكن الاكتفاء بهذا المنهج للوصول إلى النتائج وأشكل عليهم المنهج العقلي قال: أن المنهج الحسي لا يمكنه أن يوصل إلى أي نتيجة يعتمد عليها إلا إذا انضمت إليه مقدمة عقلية يعني انضم إليه المنهج العقلاني.

    سؤال حتى أستبق الأبحاث, سؤال: إذن المنهج العقلي ينفي المنهج الحسي أو يقول أن المنهج الحسي غير كافي للوصول إلى النتائج؟ (كلام أحد الحضور) نعم التفتوا جيدا لا يريد أن يقول أنه أنا الغي المنهج الحسي واعتمد المنهج العقلي لا (من فقد حساً فقد علماً) نفس صاحب منطق أرسطو يقول من فقد حساً فقد, نعم هذا العلم الذي وصلت إليه من الحس لكي يمكن الاعتماد عليه ويكون كاشفاً عن الواقع ومورثاً لليقين يحتاج إلى انضمام المنهج العقلي.

    إذن هذه قاعدة ثانية: أن المنهج العقلي لا ينفي دور المنهج الحسي ولكن يقول أنه غير كافٍ للوصول إلى الحقائق ولا يمكن الاعتماد على تلك الحقائق إلا إذا انضم إليه المنهج العقلي, واضح هذا.

    نأتي إلى المنهج المقابل للمنهج الحسي, يوجد منهج ثاني, وهو المنهج العقلي, وهو المنهج الذي يستند إلى مقدمات وأقيسة يعني مقدمات عقلية الآن إما بديهية إما نظرية منتهية ثم من خلال الأشكال الأربعة الشكل الأول ثاني ثالث يحاول أن يرتب الأقيسة للوصول إلى النتائج ويعتقد التفتوا, ويعتقد المشهور في المنهج العقلي أنه يورثنا اليقين أي يقين؟ اليقين بالمعنى الاخص يعني ثبوت المحمول للموضوع واستحالة انفكاك المحمول عن الموضوع هذا هو المنهج الثاني.

    في قبال هذا المنهج الثاني الذي هو المنهج العقلي يوجد المنهج الكشفي او المنهج العرفاني, ما هو إشكال المنهج العرفاني على المنهج العقلي؟ التفتوا جيدا, الكثير يتصور مع الأسف إن المنهج العرفاني يريد أن يلغي المنهج العقلي يريد أن يقول أنا غير محتاجك أنا أكتفي بمن؟ بالكشف, الجواب كلا الذي يقوله المنهج الكشفي أو منهج العارف, العارف العملي لا النظري, يقوله للمنهج العقلاني هو نفس الذي يقوله المنهج العقلاني للمنهج الحسي, هذه قاعدة ثالثة فإن المنهج العرفاني والكشفي والشهودي والحضوري لا يريد أن ينفي العلم الحصولي ولا يريد أن ينفي دور المنهج العقلي ولا يريد, ولكن يقول لك محدودية ما لم ينضم إليك هذا يعطيك الذي تريد او لا يعطيك؟ لا يعطيك يعني محدود يعني له درجة معينة يعني له سقف معين لا يمكن أن يتجاوزه.

    أخواني الاعزاء لكي أقرب المطلب إلى ذهن الإخوة, كيف إن البصر له سقف يستطيع أن يبصر يستطيع أن يحصل العلم بالمبصرات فقط فلو قال بأنه أنا استطيع كل المحسوسات أفهمها مبصرات كانت أو غير مبصرات ماذا يقولون له؟ يقولون لا انت مشتبه أنت فقط من خلال المحسوسات فقط تستطيع أن تعلم بالمبصرات أما المسموعات فانت تستطيع أن تدركها أو لا؟ هذه ليست وظيفتك, العارف يقول للحكيم للفيلسوف يقول إن العقل أيضاً قوة من قوى النفس لا هي القوة المطلقة, كيف إن الحواس الظاهرة هي كل قوة لها دور محدود ولا تتجاوز دورها العقل أيضاً قوة من قوى النفس ولا تتجاوز دورها وسقفها ومحدوديتها, ولذا عبروا قالوا إن العرفان طور وراء طور العقل كما لو تقول إن السمع طور وراء طول البصر يعني ماذا أن السمع طور وراء طور البصر؟ يعني البصر ما باللازم هكذا, لا, يقول فيما يتعلق بالبصر ذاك دوره ولكن ما هو خارج عن البصر فدور البصر يكون أو لا؟ ليس دور البصر, ليس معنى أنه طور وراء طور العقل التفتوا جيدا جملة من الغربيين هكذا فهموا يعني إن العرفان يقول شيء لا يصدقه العقل يعني يقول بالمتناقضات يقولون الظاهر عين الباطن الأول عين الآخر, لا هذا ليس معناه ليس معناه إن العارف يقول ما ينافي العقل هذا غير معقول محال, يقول العارف ما لا يستطيع العقل أن يدركه, ولذا يبقى هو إذا كان العقل يعرف دوره ماذا يقول؟ يقول له لا أعلم {سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا} هذا حدي كان وهكذا أقول, لا أعلم أما إذا جاهل ماذا يقول؟ لا لا يوجد له حقيقة, إذا البصر يعرف دوره تقول له هذا الصوت قوي او ضعيف إذا يعرف دوره يقول ليس شغلي هذا اسأل السمع بلي, اسأل السمع, أما إذا ما يعرف دوره يقول أصلا لا يوجد صوت, طيب انت على أي اساس تقول لا يوجد أصلا عملك تسمع أم عملك ترى أي منهما؟ فإذا لم ترى يعني لا يوجد, يقول هذا ليس دائرة عملي.

    المنهج العقلاني يعتقد أنه ماذا, هذا من الجهل وعدم معرفة دوره يعتقد انه ما يدركه بالعقل فهو موجود وما لا يدركه فهو موجود, هذه نفس المشكلة أنه إذا البصر يقولها لمن؟ للسمع, العارف يقول له يا أخونا العزيز أخونا الصغير طبعا هو يعتبر العقل الأخ الصغير له, يا أخونا الصغير أنت خذ حدك قول أنا لا أدركه ولا تقول ليس بموجود, لأنه هناك قوة أخرى وهناك أداة أخرى تستطيع أن تدرك ما لا تدركه أنت وهو إدراك القلب أو الإدراك القلبي أو الإدراك الكشفي.

    طبعا هؤلاء وأنا اتصور انه متفق عليه, يعتقدون أن كل علوم الانبياء وكل علوم الأوصياء وكل علوم الأولياء هو من طريق العلم الكشفي لا من طريق العلم العقلي لان هؤلاء لم يدخلوا لا مدرسة ولا دخلوا جامعة ولا جلسوا عند أساتذة ولا عند معلمين أبدا, هذا طريق آخر, أنا بودي أن الإخوة نحن في فصل مستقل مفصل بحثناه وسائل تفصيل العلم عند الإمام موجود وقلنا بأنه هذه قاعدة غير مختصة بالإمام كل أولياء الله أنبياء أوصياء أولياء هذه لهم, ولكن هذا ليس من العلم المنحصر لا أنه هذا الطريق منحصر غير موجود عند غيرهم, نعم المنحصر فيهم هو ما يقولونه معصوم أما غيرهم غير معصوم فرقه هذا, وإلا طريق العلم الكشفي وطريق العلم الحضوري مفتوح إلى قيام الساعة.

    إذن المنهج الحسي أولا, المنهج العقلي ثانيا, المنهج الكشفي ثالثا, اتضح أولا ما هو المراد منها بنحو الإجمال واتضح ثانياً أن المنهج العرفاني لا يلغي المنهج العقلي كما أن المنهج العقلي لا يلغي دور المنهج الحسي, وإنما يقول أنت لابد لك من متمم فالمنهج الحسي يُتمم بالمنهج العقلي والمنهج العقلي يُتمم بالمنهج الكشفي.

    وبعبارة واضحة كاملة: أنه العقل العارف يقول للعاقل أنت لست إمام القوى أنت قوة من القوى, إمام القوى من؟ القلب, المنهج العقلي يقول أنا إمام جميع القوى فما أقول صحيح وما أقوله غير صحيح غير صحيح ما أقوله موجود موجود ما أقوله ليس بموجود ليس بموجود, العارف ماذا يقول له؟ يقول له لا ليس كذلك, فوقك ماذا؟ فإذا قبل العقل والمنهج العقلي بهذه القيمومية العارف يقبل ماذا؟ يقبل العقل أما إذا رفض العقل هذه القيمومية العارف يقبل هكذا عقل أو لا؟ لم يقبل, إذن العارف لا ينفي العقل ينفي هذا العقل الذي لا يقبل بقيمومية القلب, واضحة هذه القضية, دعني أقرأ لك العبارة حتى تتضح إن هؤلاء كيف كانوا دقيقين في هذه المسألة.

    تعالوا معنا إلى ص236 في آخر الصفحة قال: وإنما قيد قوله أربعة أسطر من الآخر, وإنما قيد قوله بطريق نظرٍ فكري لأن القلب إذا تنور بالنور الإلهي يتنور العقل أيضاً بنور القلب, أما إذا هو جعل القلب ظلمة العقل يؤدي دوره أو لا يؤدي دوره كما ينبغي؟ إذن هو يقبل العقل ولكنه يقبله في إطار قيمومة القلب, ويتبع القلب لأنه من؟ العقل, قوة من قواه من قوى من؟ من قوى العقل, واضح مع أن المنهج العقلي هو يعتقد قوة أو إمام القوى؟ إما القوى, فإذا لم ينتنازل عن عرش الرئاسة, سبحان الله وآخر ما يخرج من قلوب الصديقين حب الرياسة يا  أخي عجيب هذه أينما تذهب ترى هذه المشكلة أمامك الرئاسة اللهـــ, سبحان الله, وآخر ما يخرج من قلوب الصديقين طبعا ليس وآخر ما يخرج من قلوب الحكماء قلوب الصديقين يكون في علمك, وإلا الحكيم أيضاً يطلب الرئاسة كما يطلب الرئاسة هو, لماذا تقولون ولاية الفقيه لابد أن تكون ولاية الحكيم بلي رياسة لا يوجد, أما إذا صارت صديقاً يقول كعفطة عنز يقول دنياكم هذه كلها لكم أصلاً.

    أنا بودي أن تذهبون وتنظرون بأنه هذه أبيار علي التي الإمام × كان يخرج من المدينة إليها حتى أنه ينشغل بعدها تقريبا تصير خلف مسجد الشجرة ومسجد الشجرة بعدها عن المدينة كم كيلومتر لا وتدرون في ذاك الزمان يعني واحد يبتعد خمس كيلو مترات عشرة كيلومترات كأنه ذهب إلى مكان آخر, الإمام أمير المؤمنين لم يذهب حتى عن أطراف المدينة خرج عن المدينة كلها لهم, وانشغل حفر بئر أولى من كل وجودي, جيد.

    إذن هنا المشكلة التفتوا جيدا المشكلة الأصلية يعني العارف لا يوجد عنده مشكلة مع العقل عنده مشكلة مع إدعاء العقل انه هو رئيس القوى, هذا الذي قلناه بأنه العارف لا يلغي دور العقل لا يقول له كما أنه لا يلغي دور البصر نعم إذا أراد أن يدعي البصر أنه إمام القوى الحسية يقف ماذا؟ أمامه يقول له أنت مشتبه أنت لست إمام القوى أنت قوة من الحواس الظاهرة, وبحدك نقبلك أما ما زاد عن ذلك؟ لم نقبل لماذا؟ لأنه أساسا تتكلم في ما لا يعنيك حدك هذا ولا تتجاوز, لأنه قال قوة من قواه فيدرك الحقائق يعني العقل بالتبعية إدراكا مجردا من التصرف فيها يعني إذا صار قوة من قوى القلب وصار تابعا للقلب ويسلم أمره إلى آخره.

    إذن إلى كم منهج صار عندنا؟ طبعا يوجد متطرفين من كل الأطراف من الحكماء يوجد متطرفين يقولون هؤلاء ماذا يقولون العرفاء (كلام أحد الحضور) بلي أحسنتم جزاك الله خيرا, ويوجد أيضاً متطرفين أين؟ بالعرفاء يقولون هؤلاء ماذا يقولون بالفلسفة, هؤلاء الجوانب هؤلاء الحواشي, وإلا متن هذين المنهجين لا العارف ينفي دور الحكيم ولا الحكيم مثل ابن سينا ينفي دور العارف اذهب واقرأ أنت مقامات العارفين تعرف ابن سينا ينفي دور العرفاء أو لا ينفي؟ لم ينفي, واذهب في المقابل مثل قيصري ومثل الشيخ الأكبر وغيره لا ينفيان دور العقل ولكنه الإشكالية عندهم عندما يصير بصدد إلغاء الآخر هذا يصير عنده مشكلة, ما أدري استطعت أن أوصل هذه المناهج الثلاثة.

    الآن فائدة أذكر هنا مفيدة للإخوة وإن كانت خارجة عن البحث ولكنها مفيدة, هنا الآن ما أريد أن أقول عن غرض أعبر عنه عن جهل أفضل حتى تصير أصالة صحة لا أصالة فساد لأنه إذا قلنا غرض تصير أصالة فساد أما إذا قلنا عن جهل تصير أصالة صحة لم يعرف, حاول البعض أن يجعل الفلسفة والعرفان في قبال الوحي, يعني عندما تقول له فلسفة فالوحي نحتاجه أو لا نحتاجه؟ لم نحتاجه, يعني عندما تقول له عرفان يعني نحتاج الوحي أو لا؟ وهذا هو منهج المحدثين حاولوا أن يوجدوا تقابل بين الوحي وبين الفلسفة والعرفان فلهذا قالوا أن هؤلاء لا يلتزمون بالوحي بالشرع لا الفلاسفة ولا العرفاء وكأنهم أرادوا أن يقولوا نحن الذين نمثل الشارع ولعله هذه الذهنية العرفية لعله هذا المعنى موجود, الذي يرى أنه يلتزم بظواهر الأدلة ولا يذهب من هنا ومن هنا يقول بلي بلي هذا مقيد بالشرع أما إذا تكلم فلسفة أو تكلم عرفان يقولون ماذا؟ يعني بعبارة أخرى: واقعا هذا الهجوم الإعلامي من هذا الطرف استطاع أن يأتي أُكله في كثير من الأحيان, مع أنه واقعا أساسا الفلسفة والعرفان ليس في قبال الوحي الفلسفة والعرفان منهجان معرفيان لفهم الوحي, ويوجد فرق كثير بين أن نجعل الوحي في عرض الفلسفة والعرفان نقول عندنا فلسفة وعندنا عرفان وعندنا وحي هذا الذي يحاول أولئك أن يبلغوا له ويقولون للناس أن هؤلاء كذا, ولكن في الواقع ليس هذا في الواقع أن الفيلسوف يقول أنا أريد أن أفهم الوحي كيف أفهمه, أنت تقول بالمنهج الحسي افترض تفهمه ذاك يقول بالمنهج العقلي الثالث يقول بالمنهج العرفاني وأنت تقول أساسا منهجي الآخر الذي هو المنهج الإخباري هذا هو أيضاً منهج, ولكن هم ماذا فعلوا؟ حاولوا أن يعطوا صورة أنهم هو يمثلون الوحي وحالت التقيد بالشرع ولكن أولئك يريدون أن يقولوا شيئاً في قبال مع أن الأمر ليس كذلك.

    إذا أردت أن أنظر إلى هذه القضية الأساسية أضرب هذا المثال, انظروا الآن شائع في اللغة الدارجة في المجتمعات الإسلامية وفي اللغة العلمية أنه يسمون المدارس غير التابعة لمدرسة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام بمدرسة أهل السنة والجماعة, نحن ماذا يسموننا؟ الشيعة الإمامية, وهذه المحاولات حثيثة مذ ألف يعني مذ الهجرة النبوية أرادوا أن يصوروا للمجتمع الإسلامي هم يتبعون سنة النبي ونحن نتبع سنة أهل البيت فلهذا هم أتباع الرسول ونحن أتباع من؟ الأئمة, انظروا هذا التقابل أرادوا أن يجرونه وإلى الآن يشتغلون عليه, وانتم تنظرون إلى الفضائيات بشكل رسمي يطرحون أيهما أولى الإنسان يأخذ من رسول الله أو يأخذ من الإمام الصادق×؟ طيب أي عاقل يقول طيب نأخذ من رسول الله أولى, انظروا هذا السؤال الغلط لأنه السؤال الغلط بدل أن أحد يجيبهم يقول بيني وبين الله هو من قال لكم إننا نأخذ من الأئمة نحن نأخذ ممن؟ ولكن مع الأسف الضعف الطالب والمطلوب في فضائياتنا يتصدى من ليس أهل له مع تكبير العمائم مولانا عرفت كيف المشكلة أين تصير؟ يقول: بلي نعم النبي أمرنا بإتباع أهل البيت طيب يا أخي أنت لماذا تذهب إلى الأئمة اذهب لرسول الله أصلا اذهب للقران لماذا تذهب لرسول الله, أيهما أولى نأخذ من القران أو نأخذ من النبي؟ يوجد عاقل نأخذ من النبي يقول لا والله قران قران و هو الصحيح هذا مع إن المعرفة الأصلية أين؟ المعركة الأصلية في فهم القران والسنة النبوية هم قالوا نفهم القران والسنة من خلال الصحابة نحن قلنا نفهم القران والسنة من أهل البيت وإلا كلنا أهل السنة (كلام أحد الحضور) لا لا الجماعة لهم, كلنا أهل السنة هذه الجماعة لها معنىً آخر (كلام أحد الحضور) نعم أحسنتم هذه خلقوها متأخرا كلنا أهل السنة يعني كلنا نريد أن نتبع سنة رسول الله لماذا؟ لأن القران أمرنا {ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم فانتهوا} ولكنه عن أي طريق نأخذ؟ هم ذهبوا إلى عشرة آلاف صحابي طبعاً هذا أيضاً تزوير والله تزوير هم لم يذهبوا إلى عشرة آلاف صحابي ولم يذهبوا حتى إلى بيعة الرضوان هم كل مشكلتهم إثبات الأول والثاني فقط هذه, وإلا أنت كن على الثاني ترحم على الأول والثاني والثالث وتكلم عن الآخرين لا مشكلة عندهم معك المشكلة أين؟ المشكلة هو أنهم أخذوا دينهم من خلال من؟ من خلال هؤلاء, التفتوا جيدا أخواني الأعزاء هم قالوا نأخذ ديننا من هنا ونحن قلنا نأخذ ديننا من علي وأهل البيت عليهم السلام, مع هذا الفارق الأساسي وهو أنه نحن أثبتنا عصمة علي وأهل بيته وأخذنا ديننا منهم وهم مع أنهم قبلوا واختلفوا وتقاتلوا مع ذلك قالوا قال سيدنا فلان وقال سيدنا فلان, هذا الفارق, أقول بالكم وإياكم تقعون في مثل هذه المغالطات, الآن انظروا في المنهج المعرفي قلت لكم إنه الآن لو ترجع إلى الحوزة تقول له لماذا تقرأ فلسفة لماذا لم تقرأ عرفان؟ يقول بيني وبين الله أهل البيت والوحي ماذا أفعل بالفلسفة لأنه هو ثقفوه داخل الوضع العلمي أن الفلسفة والعرفان تريد أن تأخذ دور الوحي والشرع يعني مكانه, مع أنه الآن بهذا التحليل الذي بيناه لا والله لا نريد أن نأخذ دور أحد نريد طريق لفهم, ولذا الوحي لا يقع في عرض المنهج الحسي أو العقلي أو الفلسفي أو العرفاني أو المعطيات الفلسفية أصلاً ليس في عرضها وإنما هذه جميعا في خدمة الوحي لكي تفهم الوحي, نعم هذا يقول أفهمها بهذا الطريق هذا يقول أفهمها بهذا الطريق هذا يقول أفهمها بهذا الطريق, ما أدري واضح استطع أن أوصل المطلب إلى ذهن الإخوة.

    والمنهج العقلي إخواني الأعزاء كونوا على ثقة الآن يذهبون ويأتونني برواية روايتين ثلاثة من هنا وهناك ينقلونها في بعض الرسائل ويطبعونها ويقولون بأنه أهل البيت سلام لله عليهم رفضوا الفلسفة, مع أنه عشرات الروايات في كتبنا الحديثية الأصلية مثل كتب الشيخ الصدوق والكافي وغيره أيدت المنهج العقلي أيّما تأييد, أنا أكتفي برواية واحدة في المنهج العقلي لتأييد المنهج العقلي البحث ليس عقلي ليس تعبدي, هذه النكتة دعوني أشير إليها, البعض عندما أقول له أتيك برواية أو آية يتصور أنه أريد أن استدل بالنقل لإثبات أمر عقلي لا, أريد أن استدل بأمر عقلي عرض له الوحي, ولذا النقل لا يقع قبال العقل هذه من الاشتباهات الشائعة أنه يجعلون النقل في قبال العقل مع إن النقل ليس في قبال العقل الوحي تعرض لأي شيء؟ تعرض لأمور عقلية و لأمور غير عقلية يعني تعبدية قال صلاة الصبح ركعتين هذا أمر تعبدي أما عندما يقول {لو كان فيهما آلة إلا الله لفسدتا} هذا دليل نقلي أم دليل عقلي هذا؟ (كلام أحد الحضور) هذا استدلال عقلي فيه مقدم وفيه تالي وفيه تلازم, (ومن حده فقد عده ومن عده فقد أبطل أزله) هذا استدلال عقلي أم نقلي؟ هذا استدلال عقلي ولكن استدلال عقلي من ذكره؟ مثل الاستدلال العقلي الذي ذكره أرسطو أو ذكره ابن سينا أو ذكره ملا صدرا هذا استدلال عقلي ذكره القران أو ذكره أمير المؤمنين استدلال عقلي لماذا؟ لأن هؤلاء وصلوا إلى هذه الحقائق كشفا ثم ترجموها لنا ببيانات عقلية, عندنا ذلك نحن نسميها أدلة نقلية, ليست هذه أدلة نقلية هذه, هذه أدلة عقلية ولكن عرض لها الوحي, الآن هذا الحديث الذي أقرأه لكم أيضاً دليل عقلي, انظروا الإمام× إذا تتذكرون واحدة من أدلتنا كنا نقول بأنه كيف يصح هذا الأستاذ, قلتم بأنه أنظروا إلى سيرة أهل البيت سيرة أهل البيت كانوا يستدلون بهذه الرواية ويستدلون بهذه الطريقة أليس كذلك, في حجية الظواهر أنتم ماذا تفعلون تقولون انظروا انتم أهل البيت كان يعرضون الحديث على كتاب الله, طيب هذه السيرة العملية تكون حجة انظروا إلى سيرتهم أنهم كيف كانوا يستدلون بأدلة عقلية هذا معناه أن المنهج العقلي صحيح أو باطل؟ لو كان الاستدلال بطريق عقلي لإثبات حقيقة باطل إذن لماذا استعمله أهل البيت سلام الله عليهم؟ وأحاديثنا وكتبنا مملوءة من الأوليين والآخرين ولكنه من باب المثال, في توحيد الصدوق في ص239 باب الرد على الثنوية والزنداقة باب 36, قال السائل فما هو عمن يسأل؟ عن الحق, فما هو؟ فقال أبو عبد الله الصادق× هو الرب وهو المعبود وهو الله, فلهذا الإخوة إنشاء الله في الإلهيات بالمعنى الأخص عندما نسأل ما هو, لأننا معتقدين بان الله له ما هو ما هو له ماذا؟ هو الله هذا الذي يقوله الإمام× على أي الأحوال.

    قال وهو الله ثم الإمام استدرك خاف أن هذا الإنسان هو الله يفهم يعني يفهم هذا اللفظ الموجود في ذهنه أو يتلفظ به قال: وليس قولي الله إثبات هذه الحروف ألف لام هاء هذا ليس مقصودي لا أريد أن أقول بأن ما هو يعني هذه الحروف ولكني أرجع إلى معنىً يعني هذا اللفظ حاكٍ عن محكي هو شيء خالق الأشياء وصانعها وقعت عليه هذه الحروف, واقعا واضح وقعت يعني حاكية يعني مصداق وهو الذي يسمى به الله هذا الواقع الذي خالق الأشياء صانعها والرحمن والرحيم والعزيز وأشباه ذلك من أسمائه وهو المعبود جل اسمه, التفت جيدا السائل يظهر بتعبيرنا يظهر أنه كيف يسأل, قال السائل: فإنا لم نجد موهوما إلا مخلوقا هذا الذي تقول الله ويحكي عن الواقع هذا الذي يحكي هذا واجب أم ممكن؟ مخلوق إذن لم يصير خالق لم يصير صانع واضح أم لا.

    فقال السائل فإنّا لم نجد موهوما إلا ومخلوقا أساسا فالتعرف من أول الحديث واضح الإمام يتكلم في العلم الشهودي أم في العلم الحصولي, يقول للفظ ومحكي له يعني علم حصولي يعني فلسفة أو عرفان؟ فلسفة يعني العلوم حصولية لا علوم كشفية هذه مقدمة محفوظة لابد, فقال السائل: فإنّا لم نجد موهوما إلا مخلوقا التفت إلى جواب الإمام التفت جيدا, قال أبو عبد الله الصادق× لو كان ذلك كما تقول يعني لكون الله في الذهن مخلوق إذن ما يمكن الاستناد إليه لكان التوجيد عنا مرتفعا لأنه نحن طريقنا إلى الخارج يمر من أين؟ من خلال المفاهيم فإذا كانت المفاهيم مخلوقة وكل مخلوق لا يحكي إذن انسد باب ماذا؟ والإمام× التالي باطل والتالي باطل فالمقدم مثله, وإلا لقائل أن يقول للإمام يا ابن رسول الله فليكن التوحيد عنا, يقول لا لا من الضروريات أن التوحيد عنا ليس بمرتفع هذه والتالي باطل يعني التوحيد لي بمرتفع عنا بالضرورة أي ضرورة الآن ضرورة عقلية ضرورة من استدلالات الوحي بأي طريق كان, يقول: لو كان ذلك الإمام يجاوبه يقول لو كان مخلوقا فإذا كان مخلوقا إذن كيف يستدل به, قال: لو كان ذلك كما تقول لكان التوحيد عنا مرتفعا لأنا لم نكلف وأن نعتقد غير موهوم أصلا تكليف غير هذا لا يوجد, × هذه الجملة مهمة, لم نكلف أن نعتقد غير موهوم أصلا طريقنا يمر من هذا الموهوم المقصود من الموهومات يعني المتصورات ولكنا نقول, التفت لا يتبادر إلى ذهنك الموهوم أي موهوم كان لا موهوم خاص مرادنا ولكنا نقول كل موهوم بالحواس مدرك فما تجده الحواس وتمثله تمثله أين؟ صورة في الذهن فهو مخلوق طيب إذا هذا أيضاً مخلوق ولابد من إثبات صانع الأشياء خارجاً عنه, لأنه إذا صار مخلوق يحتاج إلى ماذا؟ هذا الاستدلال ماذا؟ استدلال عقلي وهو المنهج العقلي هذا, قال: ولابد من إثبات صانع الأشياء ولكن خارج من الجهتين, طيب ماذا يخرج؟ يقول أنت أولاً: بالك وإياك أن تصل إلى النفي وبالك وإياك أن تصل إلى التشريك, بالك وإياك هذه الأدلة التي عندك توصلك إلى نفي الواجب أو توصلك إلى التشبيه, لذا قال: من الجهتين المذمومتين إحداهما النفي إذ كان النفي هو الإبطال والعدم والجهة الثانية التشبيه إذ كان التشبيه من صفة المخلوق الظاهر التركيب والتأليف فلم يكن بُدٌ يعني بالضرورة فلم يكن بُدٌ من إثبات صانع لوجود المصنوعين والاضطرار منهم إليه إثبت أنهم مصنوعين وان صانعهم غيرهم وليس مثلهم إذ كان مثلهم شبيها بهم في ظاهر التركيب فما يجري عليهم من حدوثهم بعد أن لم يكونوا إلى آخره.

    قال السائل التفت جيدا واقعا يسأل أسئلة, قال السائل: فحددته إذ اثبت وجوده بمجرد خرجه من النفي صار وجود فإذا صار وجود صار محدود لأن هذا وجود في قبال, أنظر الإمام ماذا قال؟ قال أبو عبد الله الصادق× لم أحده ولكن أثبته والإثبات لا يلازم المحدودية, الآن التفتوا إلى النص الذي الآغايون يقولون بأن أهل البيت ما عندهم شغل بمنطق أرسطو وبراهين أرسطو, إذ لم يكن بين الإثبات والنفي منزلة, الآن لابد أن يعبر اجتماع النقيضين يرتفع ارتفاع النقيضين ممتنع, أصلا في غير محله كيف تتوقع من الإمام أن يعبر بتعبير الذي أنا أريد أن أعبره بعد مئتين سنة, إمام له تعبيره كما أن القران له طريقته الخاصة في البيان أهل البيت أيضاً لهم طريقتهم الخاصة في البيان.

    يقول إذا لم أنفه فبالضرورة أثبته لا حددته إذ ليس بين الإثبات والنفي منزلة يعني ارتفاع النقيضين محال إذا لم يكن منفيا فهو مثبت, قال السائل: طيب على هذا الذي تقوله يا ابن رسول الله فله إنيةٌ ومائية هذا الذي أنت تقوله لابد أن يثبت له إنية ومائية, قال: نعم لا يثبت الشيء إلا بإنية ومائية هذا تأييد في بحثنا في الأسفار إنشاء الله في وقته يأتي, ولذا نحن نقول يستحيل وجود بلا ماهية ولذا الأدلة التي نقيمها لإثبات أن الواجب له ماهية لا فقط نريد أن نقول يمكن أو لا يمكن, نريد أن نقول يستحيل أن لا يكون له ماهية أصلا وجود بلا ماهية عدم, طبعا الآغايون النافين للماهية قالوا مراده من المائية هنا ماذا؟ الماهية بالمعنى الأعم وعليه الجملة ماذا تصير؟ التفتوا جيدا, لا يثبت الشيء إلا بالوجود والماهية ماذا؟ ما به هو هو يعني الوجود والوجود, هذه تصير معنى الجملة, لا يثبت الشيء إلا بانية ومائية إذا أخذنا المائية ما به الشيء هو هو يعني وجوده يعني لا يثبت الشيء إلا بالوجود والوجود, فله معنى هذه الجملة, متى يكون للجملة معنى؟ أن تكون الإنية غير المائية. وهذا الذي نحن حققناه بحمد الله تعالى في الإلهيات بالمعنى الأخص, طيب كم بقي من الوقت, (كلام أحد الحضور) تمام.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2016/04/19
    • مرات التنزيل : 1386

  • جديد المرئيات