نصوص ومقالات مختارة

  • شروط المرجعية الشمولية العلمية (27)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

     والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللّهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    قلنا بأنه توجد عناوين متعددة في الروايات وهذه العناوين لابدّ أن يدقق الكلام فيها باعتبار أنّها أولاً هذه العناوين التي وقفنا عندها إلى الآن وهي عناوين ورثة الأنبياء وخلفائي وحصون الإسلام وأمناء الرسل، هذه العناوين الأربعة تشير إلى أمرين: الأمر الأوّل هو ما هي صفات مَن يقوم مقامهم في عصر الغيبة الكبرى؟ ومن أرجع إليه في عصر الغيبة الكبرى؟ ومن هو حجةٌ على الناس في عصر الغيبة الكبرى؟ لأنّه ورد فإنهم حجتي عليكم فمن هو هذا الحجة؟ مسألةٌ مهمة وأساسية وابتلائية، هل أن كلّ من بقي في الحوزات العلمية لثلاثين أو أربعين عام وصار مدققاً محققاً أوحدياً في كتاب الطهارة والصلاة فهو الحجة؟ بحسب فهمنا ليس هؤلاء هم الذين نصبهم الإمام للحجية وإنّما الذين نصبهم الإمام تنطبق عليهم هذه العناوين:

    الورثة والأمناء والحصون والخلفاء، من توفرت فيه هذه العناوين فهو الحجة وهو الذي من يردّ عليه فهو كالراد علينا، وإلّا إن لم يكن كذلك لا حاجة شرعي ولا مجتهد يجوز تقليده فقط عالم بكتاب الطهارة والنجاسة كإنسان عالم بالفيزياء والكيمياء، ليس هو المعطى مقام الولاية والحجية في عصر الغيبة الكبرى، من هنا ينبغي التدقيق في هذه العناوين هذا من قبيل ما أشرنا إليه في البحث السابق وقلنا عند الشارع عندما يقول تجوز الصلاة خلف العادل لابدّ من إحراز وصف العدالة وإلّا لما لم نحرز وصف العدالة لا يجوز الائتمام به كذلك في المقام ما لم نحرز هذه العناوين لا يجوز أن يقوم بهذا المقام وهو مقام النيابة العامة للإمام المعصوم ولا أن آرائه حجة ولا أن الرد عليه ردّ عليهم.

    إذن لا يتبادر إلى الذهن أن هذا البحث بحث علمي ترفي صرف لا بل داخل في صميم ابتلاءاتنا ولا فقط في ابتلاءاتكم الشخصية بل في الرجوع إليكم لعله كثير من الناس خصوصاً أولئك الذين يذهبون إلى أقاصي البلاد لخدمة معارف القرآن وأهل البيت يسألون لمن نرجع وما هي مواصفات المرجع الذي يجوز تقليده والرجوع إليه؟ واقعاً هل هذه المواصفات التي ذكرت أم غيرها؟

    انتهينا في هذا البحث إلى الحديث الرابع وهو الفقهاء أمناء الرسل، على القاعدة قلنا يقع الحديث في مقامين: المقام الأوّل من البحث هو في سند الرواية، على الطريقة التي وقفنا عندها سابقاً الآن أيضاً نقف عندها، هذه الرواية هل وردت في مصادرنا أم لم ترد وإذا وردت فهل هي صحيحة السند ومعتبرة أم لا؟ هذه الرواية وردت في أصول الكافي الجزء الأوّل صفحة 114 الحديث 122 الرواية: علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني والمراد بعلي عن أبيه يعني علي ابن إبراهيم لأنّ الباب بدأ به قال محمد ابن يحيى عن أحمد ابن محمد ابن عيسى وعلي ابن إبراهيم عن أبيه جميعاً ثم الرواية الرابعة من الباب باب المستأكل بعلمه: علي ابن إبراهيم عن أبيه ثم الرواية الخامسة علي عن أبيه يعني علي ابن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله الصادق قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) الفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا، قيل يا رسول الله وما دخولهم في الدنيا؟ قال إتّباع السلطان فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم على دينكم، فيما يتعلق بمضمون الرواية إن شاء الله ما معنى الدخول في الدنيا واتباع السلطان؟

    هذه إن شاء الله ضوابط سنقف إليها لاحقاً في المقام الثاني وهو مضمون الحديث، وهنا بودي أن أشير إلى نكتة وهي أن الروايات الواردة عن الأئمة وهم ينقلونها عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الأعم الأغلب تجدون لها طرق صحيحة في كتب أهل السنة وهذه قضية مهمة، يعني عندما يقول قال رسول الله وهذه لعله هي النكتة أن الأئمة كانوا ينسبون حديثهم إلى رسول الله بل ينقلون عن رسول الله يعني هذا الحديث أيضاً موجود عندكم لا أنّه فقط نحن نقوله، وبعد ذلك سيتضح، هذه الرواية صحيحة السند أم لا؟ أتصور أن القضية واضحة أن السند تامّ وذلك لأنّه هذه الرواية واردة عن علي ابن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني، يتذكر الأعزة أنّه قلنا في الأحاديث السابقة أن كل ما ورد عن تفسير علي ابن إبراهيم القمي فكل الأسناد الموجودة فيه معتبرة وموثقة للتوثيق الذي ذكره علي ابن إبراهيم القمي في أوّل الكتاب ولكن نحن أشرنا إلى أن ما ورد في التفسير على قسمين: قسم هو تفسير علي ابن إبراهيم وقسم ليس مرتبط به وأشرنا إلى أن هناك ضابط لتمييز الروايات المشمولة بشهادة علي ابن إبراهيم وغير المشمولة بشهادة علي ابن إبراهيم ومن أهم الضوابط التي أشرنا إليها قلنا أولاً قِصر السند، أن لا يكون السند طويلاً وثانياً أنّه يقول حدثني أبي مباشرةً لا حدثنا أو أخبرنا وبعد ذلك يأتي علي ابن إبراهيم وهنا أعزائي في سورة النساء في ذيل قوله تعالى ﴿وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح﴾ قال فإنّه حدثني أبي عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله الصادق.

    إذن هذه مرتبطة بالقسم الأوّل من روايات تفسير علي ابن إبراهيم القمي، المشمولة بشهادة التوثيق إذن النوفلي السكوني كلاهما موثقان بشهادة علي ابن إبراهيم القمي، على هذا الأساس فالرواية التي نقلها الكليني قال علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني رواية موثقة وهي ضمن الموازين الذي ذكرها القوم في تفسير علي ابن إبراهيم القمي، هذا المورد الأوّل والمسألة الثانية أن نفس هذا السند وارد في كامل الزيارات أنتم تعلمون أنّه في كامل الزيارات بشكل واضح وصريح هناك في مقدّمة الكتاب يقول لكن ما وقع لنا من جهة الثقات من أصحابنا ولا أخرجت فيه حديثاً روي عن الشذاذ من الرجال وهو أيضاً ينقل عن النوفلي عن السكوني فإذا قبلنا هذه الشهادة كما كان يقبلها السيد الخوئي وأيضاً كامل الزيارات وثق النوفلي والسكوني.

    إذن من حيث السند الوارد هنا الرواية موثقة إمّا باعتبار تفسير علي ابن إبراهيم وكذلك باعتبار كامل الزيارات، المورد الثاني لتصحيح الرواية من طرقنا: في مستدرك الوسائل للمحدث النوري المجلد الثالث عشر صفحة 124 يقول: وبهذا الإسناد قال قال رسول الله : الفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا، رقم الرواية 14161، هذا الإسناد وبهذا الإسناد، أيّ إسناد هذا؟ هو يقول: السيد فضل الله الراوندي في نوادره بإسناده الصحيح عن موسى ابن جعفر عن آبائه قال قال رسول الله، ثم يقول وبهذا الإسناد إذن يقول المحدث النوري ينقل عن النوادر للراوندي أن السند صحيح.

    إذن هذا هو السند الثاني لهذه الرواية والسند الثالث لهذه الرواية ما ورد في دعائم الإسلام لأبي حنيفة النعمان، تعلمون بأنه هناك بحث دعائم الإسلام وذكر الحلال والحرام والقضايا والأحكام والرواية واردة في الجزء الأول من الدعائم صفحة 81: والفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا، قيل يا رسول الله وما دخولهم؟

    أيضاً نفس الرواية التي أشرنا إليها، وصاحب الدعائم في مقدمة كتابه صفحة 3 أيضاً عنده هذا التعبير، يقول فقد رأينا وبالله التوفيق عند ظهور ما ذكرناه أن نبسط كلاماً جامعاً مختصراً يسهل حفظه ويقرب مأخذه ويغني ما فيه من جمل الأقاويل عن الإسهاب والتطويل نقتصر فيه على الثابت الصحيح مما رويناه عن الأئمة من أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهنا أيضاً كما قرأنا في صفحة 81 ينقل هذه الرواية بعد أن يقول فمن ذلك ما رويناه عنهم عن رسول الله أنه قال وأنه قال وأنه قال: الفقهاء أمناء الرسل، هذا البحث في كتاب دعائم الإسلام توجد عدة أبحاث فيها أنا لا أريد أن أقف عند كتاب دعائم الإسلام لعله حوصلة البحث لا تساعد على ذلك، ولكن أشير إلى أمرين:

    الأمر الأول أنه وقع الاختلاف أن صاحب الدعائم هل هو إمامي اثنا عشري أم لا؟ لأنه هو يقول أهل البيت… فهل هو إمامي إثنا عشري أو أنه إمامي إسماعيلي؟ الآن ما هو منشأ الشبهة في ذلك؟ هو أن هذا الرجل كان يعيش في عصر الفاطميين في مصر وأنتم تعلمون أن الفاطمية لم يكونوا من الشيعة الاثني عشرية، فهل هو كان شيعي اثنا عشري واتقى الفاطمية ولم يظهر حتى يقترب إلى الحكم الفاطمي وحتى يستفيد من إمكانات الفاطميين في ذلك الزمان أم لا؟ هذا بحث مهم جداً، البحث الثاني هو أنه أساساً هو صاحب دعائم الإسلام بغض النظر عن كونه شيعي اثنا عشري أو شيعي إسماعيلي هل هو ثقة أم لا؟ لأنه سواء كان اثنا عشرياً أو كان إسماعيلياً إذا لم يكن ثقة  فلا يمكن الاستناد إليه، من هنا وقع كلام كثير بين الأعلام لمعرفة هذين الأمرين: الأمر الأول أنه شيعي اثنا عشري والأمر الثاني أنه ثقة أم لا؟ السيد الخوئي في مصباح الفقاهة (فقد أعطيكم المصادر والإخوة إن شاء الله يراجعون): والذي ينبغي أن يقال (أولاً يعرف هذا الرجل) أنه لا شبهة في علوّ مكانة أبي حنيفة النعمان ونبوغه في العلم والفضل والفقه والحديث على ما نطقت فيه التواريخ وكتب الرجال وكتابه هذا (يعني كتاب الدعائم وهو واقعاً في الكتب المهمة في تراث الشيعة لأنه في النتيجة هو اثنا عشري أو إسماعيلي فإنه يصنف على مباني الشيعة) كما لا شبهة في كونه إمامياً في الجملة، ولا شبهة أيضاً أنه إمامي ولكن الاختلاف أنه إمامي اثنا عشري أم إسماعيلي؟ فإنه أيضاً بإجماع كلمات القوم فإنه كان مالكي الأصل فتبصر وصار شيعياً إمامياً.

    إذن قضية الاستبصار ليست قضية جديدة في زمانناً، لا من هذا الطرف كان يأتي إلى ذاك الطرف ومن ذاك الطرف كان يأتي إلى هذا الطرف، هذه لا توجد عندنا مشكلة فيها، طبعاً خطورة هذه القضية من جهة فيها بعد إيجابي وهو أنه عالم مالكي يصير إمامي واقعاً له قيمة كبيرة ولكن البعد السلبي أنه كثير من متبنيّاته سوف يسوقه إلينا بعنوان أنه شيعي وفي الواقع هذه مباني الإمامية أم المذهب الذي كان عليه؟ وهذه هي الخطورة في هؤلاء المستبصرين، طبعاً من غير أن يقصد في جملة من الأحيان لا أنه قاصر يريد أن يدلس وإنّما هو يتصور أن هذا هو المبنى الصحيح فيقول، هذه أين تظهر الخطورة أكثر؟ هو أنه لو كانوا في عصر الأئمة واستبصروا وصاروا من أتباع مدرسة أهل البيت وفي ذهنه روايات يتصور أنه سمعها من الإمام الصادق مع أنه هو لم يسمعها من الإمام الصادق وإنّما من بعض التابعين فينقلها عن الإمام الصادق، ولهذا تمييز هذه الروايات مهم جداً حتى يتضح.

    إلى أن يقول: إلا أن الذي يقتضيه الإنصاف (صفحة 42 من مصباح الفقاهة) إنا لم نجد بعد الفحص والبحث من يصرح بكونه ثقة ولا إثنا عشري، عالم كبير ولكنه يوثق به أم لا؟ لا يوثق، شيعي اثنا عشري أم ليس كذلك؟ ليس كذلك، هذه القضية عند ذلك تأخذ أبعاد أخرى، هذا البحث إن شاء الله الإخوة يراجعوه، نحن هذا البحث حتى لا نطيل وإن شاء الله قريباً هذا الكتاب يصل وسأعطكم،عندنا كتاب اسمه كليات فقه المكاسب المحرمة، أخيراً خرج نحن وقفنا عند الكتب الأساسية التي تبحث في هذا المجال من قبيل كتاب دعائم الإسلام الذي وجدتم مدح السيد الخوئي له، في كليات فقه المكاسب المحرمة وقفنا عند هذا الكتاب بشكلٍ مفصل في صفحة من 270 إلى صفحة 292، أن هذا صاحب الدعائم من هو ما هو مذهبه وما هي مبانيه وما هي القرائن التي استند إليها السيد الخوئي ومن تبعه في نفي كونه إمامي اثنا عشري وفي نفي كونه ثقة وانتهينا إلى هذه النتيجة والذين نراه في المقام هو أن صاحب الدعائم إمامي اثنا عشري، خلافاً لما يقول السيد الخوئي أنه إمامي إسماعيلي، وهناك قرائن كثيرة هو أنه أخفى مذهبه للاستفادة من الحكم الفاطمي لأنه ما كانوا يسمحون للاثني عشرية أن يكون لهم جولة وصولة وكم له نظير في علماء الإمامية.

    أنا بودي أن الأعزة يراجعون المحقق الطوسي لا الشيخ الطوسي وعلاقته بهولاكو وغيره لتروا ماذا كان يقول، الآن لماذا فعل ذلك؟ بيني وبين الله اقتضى منه أنه إما أن يجهر ما يعتقد فيقصى أو تعطى له الإمكانات؟ يقصى ولا يسمح له، وإما أن يخفي بعض مبانيه حتى يمكنه أن يثبت وقد فعل الكثير المحقق الطوسي حتى الآن الشيعة يتهمون بقضية ابن العلقمي وغيره كلها جاءت من هناك، لأن بعض كبار علماء الشيعة لاعتباراتٍ خاصة كانوا يقولون ليس بالضرورة أن نعلن كل ما نعقتده، نحن نستطيع أن بعضها لا نعلن خلافها بل لا نعلنها كما يقولون أن الكذب حرام ولكن الصدق ليس واجب، بعض الأحيان لا يبين مبانيه، هذه الرجل كان من هذه الطبقة، يقول وفق ما ذكر من القرائن والمقربات التي اعتمدناها كما أو أنه ثقة، خلافاً للسيد الخوئي الذي قال ليس بثقة فهو إمامي اثنا عشري ثقة، تقول يعني هذه كتبه ما هي؟

    الجواب: في رواياته التي أوردها، إذا ذكر السند عند ذلك نحاكم السند أما إذا لم يذكر السند عند ذلك لا نستطيع أن نطمئن لعله اجتهاده السند صحيح أو ليس كذلك، ولذا نرى صحة الأخذ برواياته فيما إذا كانت مسندة وإسنادها معتبر ولكن هذا الشرط غير متحقق في كثير من الروايات التي ذكرها في هذا الكتاب، على هذا الأساس المورد الثالث لتصحيح رواية الفقهاء أمناء الرسل من خلال كتب علماء مدرسة أهل البيت هو ما ورد في دعائم الإسلام.

    إذن المورد الأول الكليني والمورد الثاني ما قاله المحدث النوري والمورد الثالث ما قاله صاحب دعائم الإسلام، وأما على مستوى كلمات علماء أهل السنة: هل أن الرواية واردة أم لا؟ وإذا واردة هل واردة بنفس هذا المتن أم لا؟ وإذا كانت واردة بنفس هذا المتن فهل سندها معتبر أم لا؟ الرواية وردت في الجامع الصغير من حديث البشير النذير للسيوطي صاحب التفسير المعروف الدر المنثور بتحقيق الحمدي الدمرداش الناشر مكتبة نزار مصطفى الباز مكة المكرمة الرياض الجزء الثالث صفحة 1163 الرواية: العلماء أمناء الرسل، إذن بدل لفظة الفقهاء وردت لفظة العلماء، العلماء أمناء الرسول ما لم يخالطوا السلطان ويداخلوا الدنيا فإذا خالطوا السلطان وداخلوا الدنيا فقد خانوا الرسل فاحذروهم، بنفس المضمون ونفس الكلمات بلا فارق كبير، هو يعلق عليها (السيوطي) يقول حاء يعني الرواية حسنة عنده بحسب تقسيماتهم في الروايات هذه الرواية حسنة يعني كل شرائط الاعتبار متوفرة في الرواية والرواية منقولة عن أنس، طبعاً رقم الرواية 5701، وكذلك ينقل الرواية في رقم 5989 يقول: الفقهاء أمناء الرسول، هناك العلماء وهنا يقول الفقهاء، يعني نفس اللفظ الوارد عن أئمة أهل البيت، الفقهاء أمناء الرسول ما لم يدخلوا في الدنيا ويتبعوا السلطان فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم، الرواية عن علي عن رسول الله، فإذن الراوي هناك كان أنس وهنا كان أمير المؤمنين (سلام الله عليه) أيضاً يعلق عليها بحاء يعني الرواية معتبرة وحسنة.

    إذن من حيث السند عند السيوطي الرواية أيضاً معتبرة ولكن كما ذكرنا للأعزة في الثلاثين أو الأربعين أو الخمسين سنة الماضية حاول جملة من أتباع المنهج الذي أسس له ابن تيمية أن يغربلوا هذه الروايات جميعاً، كما حدث معنا في الآونة الأخيرة على يد السيد الخوئي فالسيد الخوئي بيني وبين الله أعلامنا السابقين قالوا كتبنا الأربعة إما قطعية وإما معتبرة، السيد الخوئي قال لا نوافق على هذه النظرية، نحن أيضاً عندنا وجهة نظر نبحث في هذه الروايات وفي أسانيده، إما معتبرة وإما ضعيفة، ولذا ضعف كثير من روايات الكافي والتهذيب والاستبصار ومن لا يحضر و…

    نفس هذا المنهج وجد عند جملة من الأعلام الذين عاصرناهم في الخمسين سنة الأخيرة ومن أهمهم الألباني وشعيب الأرنؤوط وبشار عواد وأحمد محمد شاكر وأحمد الزين ومجموعة من كبار الرجاليين عندهم دخلوا هذا المدخل وعلى هذا الأساس نجد بأنه هذا الجامع الصغير الذي هو أربع مجلدات للسيوطي حققه الألباني، وكتب عنه صحيح الجامع الصغير وضعيف الجامع الصغير كما فعل ذلك في السنن الأربعة، صحيح سنن الترمذي وضعيف سنن الترمذي، صحيح سنن ابن ماجه وضعيف سنن ابن ماجه، صحيح سنن ابن داوود وضعيف سنن ابن داوود، صحيح سنن النسائي وضعيف سنن النسائي، ولكن بعد ما جرى… وإلا كان يريد أن يفعل صحيح صحيح البخاري وضعيف صحيح البخاري، هذا بعد الجو العام لم يسمح له، فقام بعملٍ ملتوٍ على صحيح البخاري، ولكن مع الأسف الشديد هذه القطيعة الفكرية بيننا وبينهم أدّت بنا أن لا نطلع على تراث الآخر ومع الأسف الشديد قبل العهد الصفوي هذه القطيعة الفكرية لم تكن موجودة، في العهد الصفوي وما بعد حصلت هذه القطيعة الفكرية لأسبابٍ الآن لا أريد أن أدخل فيها، ولهذا الآن نحن ننجسهم وهم ينجسوننا فكرياً، لا نحن ننقل عنهم ولا هم ينقلون عنا وهذه جاءت من البعد العقدي والفكري إلى البعد الاجتماعي، وآثاره هذه الاصطفافات المذهبية والطائفية في العراق وفي كل المنطقة، وهو أنه نحن نتقرب بأن نسميه كلاب أنجاس وهم يتقربون إلى الله بالمفخخات ويبعثون بنا إلى النار باعتقادهم، طبيعي هذا أنت عندما تؤسس لعملٍ عقائدي يرفض الآخر هذا يتحول إلى اجتماع بين الناس، لا يمكن أن يعرف الحدود هذا الإنسان العادي، أنت قد تعرف الحدود ولكن هو لا يعرف الحدود، جيد، هذا الكتاب… ماذا فعل بالنسبة إلى البخاري، سماه مختصر صحيح البخاري أربع مجلدات، مختصر صحيح البخاري للألباني، أتى ميّز الروايات التي في اعتقاده صحيحة والتي في اعتقاده ليست صحيحة فعزلها ما قال ضعيفة ولكن عزل تلك عن هذه، الآن لماذا عزلها فالأمر إليك لأنه لا يجرء في الواقع السني يفعل ذلك، مختصر صحيح البخاري ومختصر صحيح مسلم، عنده هذه الزوجين ولكن بعنوان لا صحيح وضعيف البخاري ومسلم بل بعنوان مختصر صحيح البخاري ومختصر صحيح مسلم.

    الآن تعالوا معنا إلى ضعيف جامع الصغير هناك في كتابه في صفحة 587،  رقم الرواية 4032: قال: فصل في المحلى بأل من حرف الفاء، في من هذا الحرف يعني من حرف الفاء: الفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا ويتبعوا السلطان فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم، قال ضعيف، مع أن السيوطي قال عنه حسن، السيوطي قال عنها حسن، المناوي في فيض القدير المجلد الرابع الذي هو شرحُ شرح الجامع الصغير صفحة 610 بعد أن ينقل الراوية في هذا المجال يقول: أن السيوطي لا فقط حسنها بل صححها في كتاب آخر، أنا ذاك الكتاب الذي ينقل عنه ليس موجود عندي وهو كتاب الأمثال، يقول في الأمثال عن علي أمير المؤمنين رمز المصنف لصحته، هنا رمز ماذا؟ يعني هناك قال صاد حاء هنا قال حاء، صاد حاء يعني صحيح، حاء يعني حسن، يقول المناوي هناك في الأمثال عن علي (التي نفس هذه الرواية التي قرأناها) أمير المؤمنين رمز المصنف لصحته وهنا رمز له بالحاء رمز لكونه حسن، الآن أعزائي هل الرواية صحيحة أو حسنة أو ضعيفة؟ لعله يأتي الكلام والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2016/05/09
    • مرات التنزيل : 1607

  • جديد المرئيات