أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
قال : (ولا ينبغي أن تحمل النشأة هنا على النشأة العنصرية الإنسانية، ليكون معناه فقالت هذا القول من حيث النشأة الجسمية التي هي لآدم )
هذا المقطع لبينا ما تقدم في السطر الثالث، لإنه في السطر الثالث يقول الشارح (فقالت من حيث النشأة ) يعني إن هذا القول صدر منهم من حيث النشأة، أي نشأة هذه ؟ هل المراد من النشأة أي نشأة الملائكة، يعني صدور هذا القول منهم كان بمقتضى نشأتهم ودرجتهم وأنائهم الوجودي؟ أو أن المراد شيء آخر، من حيث النشأة، يعني إن هذا الكلام الذي صدر من الملائكة {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء }، هؤلاء نظروا إلى النشأة الجسمانية والمادية، ونشأة هذا الإنسان الكامل في عالم التزاحم فاعترضوا بهذا الاعتراض، فالمراد من النشأة ليست نشأة الملائكة، وإنما النشأة الجسمانية والمادية والأرضية للإنسان الكامل، فيكون من قبيل ما رآه إبليس، فإنما إبليس عندما اعترض ما اعترض على الوجود الروحاني للإنسان الكامل خليفة الله، وإنما اعترض على الوجود المادي والنشأة المادية للإنسان الكامل ولذا قال : {خلقتني من نار وخلقته من طين } وخلقته من طين مرتبط بالبعد الجسماني المادي الأرضي، فكأنه يريد أن يقول القائل هنا، هذا الاعتراض من الملائكة على الإنسان الكامل لا بلحاظ وجوده الملكوتي الروحاني، ذلك الوجود الإلهي، البعد الإلهي، وإنما بلحاظ وجوده المادي الجسماني ونحو ذلك، يقول لا ليس الأمر كذلك، وإنما مراد الشيخ من النشأة، هي نشأة الملائكة، لا النشأة المادية للإنسان الكامل، ثم يشير الى بعض الشواهد لذلك .
يقول: (ولا ينبغي أن تحمل النشأة ) أي نشأة ؟ لإنه قال عبارته في السطر الثالث (فقالت أي الملائكة من حيث النشأة ) هذه أي نشأة هي ؟ قال : (ولا ينبغي أن تحمل النشأة هنا، على النشأة العنصرية الإنسانية ) يعني على البعد المادي الأرضي من الإنسان الكامل، ليلزم أن يكون المعنى هكذا: (ليكون معناه فقالت الملائكة هذا القول من حيث النشأة الجسمية التي هي لآدم ) فاعتراضهم كان لم يكن على الإنسان الكامل وإنما اعتراضهم على البعد المادي الجسماني في الإنسان الكامل (مع غفلتهم عن النشأة الروحية والمرتبية ) يعني كالذي وقع فيه نفس الغفلة التي وقع فيها إبليس عندما قال : {خلقتني من نار وخلقته من طين} نظر إلى البعد المادي ولم ينظر إلى البعد {ونفخت فيه من روحي}، ولذا في الآيات القرآنية هذه {فقعوا له ساجدين } جاءت بعد {فإذا نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين } هذه {فقعوا له ساجدين } مرتبطة بأي بعد ؟ مرتبطة في البعد {نفخت فيه من روحي} وليس مرتبطة بالبعد {خلقتني من نار وخلقته من طين}، على أي الأحوال.
(مع غفلتهم عن النشأة الروحية والمرتبية، لإن قوله ) هذا أين ؟ هذا الكلام نفس الكلام، هذا الكلام واقعا فيه مناقشة واضحة، >وكيف لا نعرفكم وأنتم أول ما خلق < كيف لا نعرفكم ؟ إلاّ أن يرجع القيصري ويقول : نعم هذا الذي اعترضوا هؤلاء كانوا ملائكة من الدرجة الثالثة والرابعة، وإلاّ الملائكة من الدرجة الأولى والثانية، يعني ملائكة الجبروت ملائكة الملكوت، هؤلاء أساساً لم يعترضا هؤلاء كانوا واقفين على شرافة الإنسان الكامل، وعلى مرتبته وإن لم يقفوا على تمام مراتبه، لأنهم لا يحيطون به علما، ولكنهم كانوا يعرفون هذا الإنسان الكامل ما هي شرافته، ما هو موقعه في نظام التكوين، نعم هؤلاء الذين كانو يبحثون عن مناصب بالأخير، يبحثون رجاء أن يكون هو لا غيره، هؤلاء الذي اعترضوا، وهذه عبارات القيصري، يقول هؤلاء الذين كانوا في معرض أن ينالهم المنصب الإلهي هؤلاء اعترضوا، واقعا الإنسان يستغرب كيف تصدر هذه الكلمات من أعلام بهذا المستوى، مع أنه صريح القرآن الكريم {لا يعصون الله ما أمرهم } وهذا اللسان ليس لبعض الملائكة، بل لكل الملائكة الإلهيين مشمولون لهذا النص القرآني {لا يعصون الله ما أمرهم}، ولذا أن بعض الروايات تكلمت عن أن بعض الملائكة عصى ولاذ بفلان ولاذ بفلان، بعد جملة من المحققين يقولون هذه مخالفة لطاهر القرآن، مخالفة للنص القرآني، وهم قالوا لنا >إذا ورد عنا فاعرضوه على كتاب ربنا، فما وافق فنحن قلناه، وما خالف فهو زخرف لم نقله، اضربوا به عرض الجدار < هم قالوا لنا.
(احد الحاضرين) : ….
ج/ نعم ؟ واقعا أحسنتم، التخصيص في القضايا العقائدية في القضايا الفقهية نعم، أما إذا ثبت في بحث الأصول، إن القضايا العقائدية أيضاً يمكن تخصيصها بخبر الواحد، نعم، ولكن هذا لم يثبت، هذا الذي ثبت في علم الفقه [الأصول] أن الإطلاق القرآني يخصص بخبر الواحد الحجة :
اولاً: أنت ثبت لي هذه الروايات حجة من حيث السند، بحسب المباني الرجالية .
وثانيا : إن القاعدة تأتي في العقائد كما تأتي في الفقه، وهذا البحث الذي نحن مرارا ذكرناه، إن أصول العقائد غير أصول الفقه، ولكن مع الأسف الشديد حصل الخلط يأتون بقواعد أصول الفقه إلى العقائد فيطبقوها، أبداً هذان بابان، ولذا نحن دعونا منذ عشرين عام إن لم اقل أكثر، أنه لابُدّ من تأسيس علم اسمه أصول العقائد، اسمه أصول افقه الأكبر، في قبال أصول الفقه الأصغر، فليكن في علمكم جملة من القواعد المذكورة في علم الأصول عندنا واقعا تنفعا حتى في العقائد، لا أريد أن انفيها مطلقا، ولكن أقول ليس كل ما ذكر في باب الفقه الأصغر من القواعد الأصولية في باب التعارض أو التخصيص أو غيرهما يمكن تطبيقه أيضاً في العقائد، يعني أنت عندك الكثير من القواعد في باب الجمع العرفي في باب التعارض، هذه أيضاً تستطيع، روايات العقائد إذا تعارضت تجري فيها لجمع العرفي، هل يمكن الجمع العرفي في باب العقائد ؟ قطعا غير ممكن، نعم في باب الفقه يمكن.
إذن نحن إذا روايات العقائد تعارضت فيما بينها، ما هي قواعد التعارض فيها ؟ ماذا نفعل لها ؟ ما هو الميزان ؟هل الميزان هي القواعد العقلية، أم القواعد القرآنية القطعية ؟ ما هو الميزان ؟ هذا يحتاج إلى بحث، ومع الأسف لم يبحث، وواحدة منها هذا المقام الذي تفظلتم ونخصص، واقعا إذا كان عندنا إطلاق قرآني أو عموم قرآني في مسألة عقائدية مرتبطة بالإيمان، مرتبطة بعقد العقل، وغير مرتبطة بالعمل لأننا نميز، نحن لا نقبل أصول الدين وفروع الدين، نحن نقبل أمور عقائدية قلبية وأمور عملية، يعني أمور المطلوب منها الإيمان وأمور المطلوب منها العمل، وهذه المسألة مرتبطة بالإيمان أم بالعمل ؟ مرتبطة بالإيمان، جيد هل أن خبر الواحد يخصص أو لا يخصص، وهذه المشكلة ليست فقط هنا عندنا في باب التاريخ أيضاً نفس المشكلة عندنا، فنحن أيضاً نحتاج في باب التاريخ لابُدّ أن نكتب أصول علم التاريخ، كيف نكتب أصول علم الفقه كذلك نكتب أصول علم التاريخ، لإن الروايات الواردة في باب التاريخ ما شاء الله، خصوصا ما يتعلق بالقضية الحسينية وسيرة أهل البت ^، أخلاق أهل البيت سلوك أهل البيت تعامل أهل البيت ^، أنت من جهة أمير المؤمنين × عندما يأتي إليه فلان ويجلس عنده يطفئ المصباح الزيتي الذي كان من بيت المال، ويقوم ويشعل الثاني، ومن جهة الإمام الحسن × كم مرة أقتسم ماله، ما نفهم هذه الأمور، من جهة، هذه كلها أموال شخصية كانت، أو بعضها بيت المال كانت ؟ ما هو موردها ؟ بيني وبين الله قال جاء من باب وأعطاه صرة فيها ألف دينار، هذه كيف نجمع بينها، وأنا أين أطبق ؟ الآن أنا أريد أن أعمل، في أيهما اعمل، هل اعمل بالأولى أم بالثانية؟ نطبق عليها التسامح في أدلة السنن ؟ أما أن تأخذ هذه وإما أن تأخذ تلك، وأنت ترى ذلك لا أريد أن تكلم أنا لإنه يوجد تلفزيون مع الأسف، الآن نحن نرى الصرف من بيت المال فيه حالتين، أن صح التعبير، أتكلم بلغة اقتصادية، توجد حالة انبساطية وحالة انقباضية، واحد يتصرف ببيت المال بحالة انقباضية يريد أن يموت لا يعطي، وواحد بمجرد أن يقول يأمرهم بالدفع له، هذا من تتكلم معه يقول انظر سيرة أهل البيت ^، وذاك عندما تقول له لماذا؟ يقول لك انظر سيرة علي بن أبي طالب×، القضية واقعا في التاريخ ما هي أصولنا فيه ؟ ما هي قواعدنا فيه ؟ نطبق عليها روايات التسامح في أدلة السنن ؟ ماذا نطبق عليها، يوجد عمل كثير، وكم ترك الأول للآخر، والبعض يقول الحمد لله كل شيء بحثوا، بحثوا كثيرا، عشرة في المائة ما بحثوا، يكون في علمكم في زمانهم الذي كان ضروري بحثوه، يعني أنت عندما تأتي إلى زمان الشيخ المفيد الشيخ الطوسي الشيخ الصدوق كانوا ناظرين إلى زمانهم، أي مسالة عقائدية فكرية دينية تفسيرية فقهية بحثوها، كتبهم شاهدة على ذلك، رسائلهم شاهدة على ذلك، هذا التخلف صار عندنا في السنة الاخيرة، وله اسباب متعددة أيضاً، أنه نحن ماصر لنا أن ندخل في العقائد والتفسير والمسائل الفقهية ولذا، هذه فيها بعد ايجابي، ولكن مع الاسف نحن نستفيد من البعد السلبي، البعد الايجابي هو نضوج ظاهرة التخصص في الحوزة العلمية، يعني هذا فقيه يتكلم في الفقه، جيد ولكن نحن نفترضه هو عالم بكل الدين، مع أن هذا لم يثبت، على أي الأحوال .
قال : ( مع غفلتهم عن نشاته الروحية والمرتبية، لإن قوله ) باي دليل بانه ليس المراد، من النشأة هنا هي الإنسان بل المراد منها نشأة الملائكة ؟ يقول للعبارة التي تأتي بعد ذلك التي يذكرها الشيخ في المتن وهي هكذا في صفحة (254) أربعة اسطر ما قبل الأخير : (فلولا أن نشأتهم ) يقول : (فان قوله :فلولا أن نشأتهم ) نشأة من ؟ نشأة الملائكة (تعطي ذلك ) أي تعطي هذا الاعتراض، لماذا نشأتهم تعطي هذا الاعتراض ؟ لإن مقتضى هذه النشأة وهذه الدرجة الوجودية {وكيف تستطيع أن تصبر على ما لم تحط به خبرا} هذه قاعدة قرآنية وسنة إلهية، أن الموجود لا يستطيع أن يصبر على ما لم يحط به خبرا، وهؤلاء ضمن هذه القاعدة، هذا إذا فرضنا إنها قضية ف واقعة، وإلاّ نحن لا نقبل إنها قضية في واقعة، هذا قانون إلهي بينه الله في نظام التكوين، في نظام هذا العالم، أن الإنسان لا يستطع أن يصبر على ما لم يحط به علما، إلاّ إذا روّض نفسه، ليكون في علمك، إلاّ إذا وصل إلى مقامات، نعم ولذا تجد كان في تلامذة أهل البيت ^ من يسلمون لأهل البيت ^ تسليما مطلقا أبداً، ولكن بعضهم ليس له ذلك التسليم، اقرأوا تاريخ الإمام الحسن × وما حدث بعد تلك الواقعة وهي مسالة المعاهدة أو عبر عنها ما شأت مع فلان، خيرة أصحابه لم يصبروا عليه ،وتكلموا بتلك الكلمات، التاريخ مليء اقرأوا، واطمئنوا هؤلاء لم يكونوا مغرضين ولا مرتبطين (بالسي آي أي – c I a ) وما خذين وجوه نقدية أبداً، ناس مؤمنين كانوا، كانوا يفدون الإمام × بأرواحهم، لكنهم لم يصبروا لإنه {وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا} أكثر من ذلك الإمام الحسين × في خروجه إلى كربلاء، الذين نصحوه بعدم الخروج والبقاء، لم يكونوا قليلين، عشرة آلاف صحابي كانوا في المدينة، أعلام الصحابة والتابعين كانوا في المدينة، هؤلاء لم يكونوا بأجمعهم مغرضين أبداً ولا كانوا كلهم أعداء، ولكنهم لم يستطيعوا فهم هذه الحركة، فلم يصبروا عليها، بل حتى أنت عندما ترجع بعض كلمات زينب ÷ التي هي العالمة غير المعلمة، تجد بأنه لولا هداية وإرشادات الإمام السجاد × خرجت عن وضعها ÷، لإن هذا الوضع الذي رأته إمامها غير قابل للتحمل، ولكن كان الإمام السجاد × يمسح على صدرها، هذا إعمال الولاية، كان يعمل الولاية حتى تستطيع أن تقوم بالمهمة، لإنه × لا يستطيع بحسب الظاهر، التفتوا جيدا، هذه القضية ليست سهلة، أنا وأنت في الأمور السهلة قد، ولكن في الأمور المعقدة ليس أمرا سهلا.
إخواني الأعزاء، ولذا هذه القاعدة عامة {وكيف تستطيع أن تصبر على ما لم تحط به خبرا}، وإذا هذه روايات التسليم أقرأوها فظموا إليها هذه القاعدة، فعند ذلك تفهم التسليم لنا التسليم لنا، الذي جعلوه في درجتهم، ونقلنا جملة من الروايات في كتاب علم الإمام، >الذي يسلم لنا فهو في درجتنا في الجنة < لماذا هذه الدرجة ؟ لإنه واقعا ليس أمر سهلا، والبعض يقول تسليم ثم ماذا، هذه المقامات، لا، أخي العزيز، لا يمكنك، نعم الآن أنت الإمام بعيد عنك ويوميا تتخذ قرار، وتقول ليس لنا مشكلة، أما إذا كان الإمام بين ظهرانينا وفي كل يوم يتخذ قرار، فبعد ذلك انظر كيف تكون، انظر عندما تذهب إلى المجالس الخاصة ماذا تقول: والله قبلنا إمامته ولكن ليس بهذه الصورة، لا تقل لا، هذا التاريخ، اقرأ تاريخ أهل البيت ^ مائتان وخمسين سنة من خيرة أصحابهم، هؤلاء الذين تفرقوا، وكل إمام يموت تظهر من بعده الفرق، هؤلاء ماذا كانوا، من الذي صنع هذه الفرق؟ تتصور كانوا قد اقبلوا من البادية ؟ بل كانوا خيرة تلامذتهم، أخيرا صدر كتاب قيّم في مجلدين أو ثلاث لم أوفق لرؤيته، ولكن سمعت عنه، ؤلئك الذين من أجل المال فرّقوا طريقهم عن أهل البيت ×، ابتدأ من الإمام أمير المؤمنين ×، يقول هذا كذا وضعه وكذا وضعه، ولكن عندما وصلت إلى القضية المالية انسحب، هكذا الوكلاء الماليين هؤلاء ما هو أثرهم في واقع مدرسة أهل البيت × ؟ وأنا أتصور الآن إذا تنظر إلى واقعنا والحواشي العلمية والمالية، أنا أتصور أن تفهم عظمة هذا الدور والمسؤولية والأثر الذي يمكن أن يضعوه الحواشي بإمكاناتهم المادية الموجودة بأيديهم، هذه قواعد إخواني القرآن يشير إلى قواعد > أن القرآن يجري مجرى الشمس والقمر< لا تتصور وهذه روايات الجبر التي وردت هذه.
قال : (فلولا أن نشأتهم تعطي ذلك أم قالوا في حق آدم ما قالوه ) إخواني الأعزاء {وتلك الأمثال نضربها للناس } هذه ليست قضية في واقعة، هذه قاعدة عامة أنا وأنت إذا ما عرفنا شيئا بحسب نشأتنا فنقول فيه ما نقول، قال : (فلولا أن نشأتهم تعطي ذلك أم قالوا في حق آدم ما قالوه، تصريح بان المراد بالنشأة هنا هي النشأة التي تخصهم ) تخص الملائكة ( أي قالت الملائكة من حيث نشأتهم التي هم عليها : {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} .) نقطة بحث آخر .
العبارة كانت (وسبحت الحق بها وقدسته ) ما الفرق بين التسبيح والتقديس؟ ورواياتنا كثيرة >سبوح قدوس< هؤلاء يعتقدون إن التسبيح أعم من التقديس، قال: ( والتسبيح اعم من التقديس) بأي معنى ؟ قال : (لان التسبيح تنزيه الحق عن نقائص الإمكان والحدث ) الله منزه، منزه عن ماذا ؟ عن كل النقائص، عن الجهل عن الموت عن عن، هذه لكها نقائص، أما التقديس ما هو ؟ يقول ( التقديس تنزيه عنها وعن الكمالات ) ليس تنزيه فقط عن الإمكان والحدوث، بل هو تنزيهه عنها (وعن الكمالات اللازمة للاكوان ) لالا، يقول التقديس تقدسه، ليس فقط تنزهه عن الجهل، بل تنزهه عن العلم الحادث أيضاً، هذا الذي بالأمس أشرنا إليه، وقلنا : أن درجات التنزيه مرتبطة بدرجات المعرفة، لا فقط تنزه الحق عن الجهل، بل تنزه الحق عن العلم أيضاً، أي العلم الذي عندي، لا تنزه الحق عن الفقر فقط بل تنزهه عن الغنى الذي عندنا، >أنا الفقير في غناي، فكيف لا أكون فقيرا في فقري<، أنت لست منزه عن الفقر فقط، بل أنت منزه عن الفقر والغنى الامكاني، منزه عن الجهل والعلم الامكاني، منزه عن الموت والحياة الامكاني الحادث، أنا حي والله حي، ومفهوم الحياة مشترك معنوي، يعني هذه الحياة التي عندي نفس الحياة التي عند الله ؟ لا، أبداً، من حيث المصداق الله منزه عنها، الله حي بحياة واجبية، بحياة يمتنع عليها الموت، وأنا حي بحياة لا يمتنع عليها الموت؟ وأنا عالم بعلم لا يمتنع عليه الجهل؟ ولكن الله تعالى عالم بعلم يمتنع عليه الجهل، أنا عالم بعلم مسبوق بجهل وملحوق بجهل، ولكن الله عالم بعلم غير مسبوق ولا ملحوق بجهل، أنا حي بحياة مسبوقة بعدم وملحوقة بعدم، ولكنه تعالى >سبق العدم وجوده<، إذن التقديس >قدوس سبوح < عن النقائص قدوس ذلك .
قال : ( والتقديس نتزيه عنها وعن الكمالات اللازمة للاكوان، لإنها من حيث إضافتها) هذه الكمالات ( لإنها) الكمالات ( من حيث إضافتها ) تلك الكمالات (إلى الأكوان تخرج عن إطلاقها ) وإذا خرجت عن الإطلاق، لا يتصف الحق بها، ولذا أنتم قرأتم في البحث الفلسفي، في النهاية في الأسفار بسيط الحقيقة كل الأشياء وليس بشيء منها، قلنا هذه وليس بشيء منها، نفي الحدود، نفي التقييد وغيرها، قال : ( لإنها من حيث إضافتها إلى الأكوان تخرج عن إطلاقها، وتقع في نقائص التقييد، وليس إلاّ النزاع ).
إذن ما قالوه هؤلاء الملائكة في حق هذا الخليفة، مرجعه وحقيقته إلى النزاع، ولكن نزاع كل موجود بحسب نشأته، أنت لا تتوقع بأنه النزاع في عالم الملكوت وفي العالم الأعلى، هذه الآية المباركة في سورة صاد {يختصمون} فيما اختصم الملاء الأعلى، لالالا هذه ليست رواية، أنا أيضاً أقول في سورة صاد، أخرجوها لنا لنقرأها، في سورة صاد، أنا اعلم في سورة صاد، ما تتذكرون، الآية (69) جيد جدا، قال : {ما كان لي من علم بالملاء الأعلى إذ يختصمون} ذاك فيما يختصمون في ليلة المعراج توجد، الله سال الرسول الأعظم ’ كما في الرواية ذلك النص الذي هذا جوابها، {ما كان لي من علم بالملاء الأعلى إذ يختصمون * أن يوحى إليّ إنما أنا نذير مبين } فأنا لا أعلم بالملاء الأعلى، وهذه من الشواهد بأنه خلافا لما يقوله القيصري : بان الخصام كان ممن ؟ من الملائكة الدرجة الرابعة أو الخامسة، لالا، كان الخصام في الدرجة الأولى لإنه الملاء الأعلى، هذه من الآيات الشاهدة على خلاف ما يعتقده القيصري .
سؤال : يختصمون هناك يعني مثل خصامنا هنا ؟ يسفكون الدماء ويفسدون في الأرض؟ لالا، في عالم المادة الخصام بحسبه في عالم المثال الخصام بحسبه، في عالم الملائكة الخصام بحسبه، فهذا عندما يقول : ( وليس إلاّ النزاع) لا يذهب ذهنك مباشرة إلى مثل هذا لنزاع بين الملائكة كل بحسبه، ولعله بعد ذلك في صفحة (259) هناك يقول (تنبيه : اعلم أن هذه المقاولة ) بين الله وبين ملائكته الذين اخبرهم {إني جاعل في الأرض خليفة} تختلف باختلاف العوالم، التي يقع التقاول فيها ، نفس هذه القاعدة نستطيع أن نطبقها على النزاع والتخاصم ( إعلم أن التنازع والتخاصم يختلف باختلاف العالم الذي يقع فيه ذلك التنازع ) .
إذن قوله : ( وليس إلاّ النزاع ) أي نزاع الملائكة مع أمر الحق سبحانه وتعالى، ولكن نزاع كل مرتبة وجودية وكل نشأة بحسبها، (وليس إلاّ النزاع وهو عين ما وقع منهم) من الملائكة، لإنهم اتهموا هذا الإنسان الخليفة بأنه سوف ينازع الحق {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} يعني ينازع الحق، ينازع أوامر الحق، لا ينقاد لأوامره ونواهيه، وأنتم أيضاً بهذا الفعل لم تنقادوا ولم تسلّموا، قال : (وهو عين ما وقع منهم ) أي من الملائكة (فما قالوه في حق آدم هو عين ما هم فيه مع الحق سبحانه وتعالى) يعني مع أمر الحق سبحانه وتعالى حيث قال : {إني جاعل في الأرض خليفة} (أي ليس هذا المعنى الذي غلب عليهم ) هذا المعنى الذي غلب عليهم ما هو ؟
نسخة بدل توجد تقول : (وهو القول في حق آدم ) التي أنا في عقيدتي هذه أكثر انسجاما، وأن كان يمكن تصحيحها أيضاً، (وهذا القول) أي وليس هذا القول الذي قالوه في حق ادم، كلاهما صحيح، ولكنه في اعتقادي من اجل أن تنسجم العبارة لابُدّ أن تكون هكذا : (ليس هذا المعنى الذي غلب وحكم على الملائكة) بين قوسين أو اجعلوه بين شارحتين (وهو القول في حق ادم إلاّ المنازعة والمخالفة لأمر الحق سبحانه وتعالى الذي قال {إني جاعل في الأرض خليفة } (وهو ) أي النزاع ( عين ما وقع من الملائكة مع الحق، مع أمر الحق، فما قالوه في حق آدم من النقص والمخالفة ) باعتبار أنهم لا يطيعون ولا ينقادون ( وعين ما هم فيه مع الحق، إذ ليس ذلك النقصان المنسوب إلى ادم، إلاّ المنازعة والمخالفة للحق، وهو) أي ذلك النقصان (عين ما وقع منهم حالة الطعن في ادم) لماذا هؤلاء واقعا وقعوا فيما وقعوا فيه ؟ هذا مقتضى سنة التكوين، وهؤلاء باعتبار إنهم لا يستطيعوا أن يصبروا على ما لم يحيطوا به خبرا صدر منهم هذا، لإن كل إناءٍ بالذي فيه ينضح، {قل كل يعمل على شاكلته} قل كل يقول على شاكلته، ماذا تتوقع أن هؤلاء عندما صاروا مظاهر للاسماء الجزئية، أن يصدر منهم من القول ومن الأدب ومن الاحترام ومن التعامل ما يصدر ممن هو مصدر الاسماء الكلية أو الاسم الأعظم؟ ممكن؟
افتح لي قوس : فلهذا الله سبحانه وتعالى عندما يأتي لرسول الله ’ يقول له {ولا تكون كصاحب الحوت } عجيب وصاحب الحوت من هو ؟ يونس نبي من أنبياء الله، ذكره القرآن وأنتم تعلمون، والله تعالى لم يذكر كل الأنبياء، عشرات الآلاف من الأنبياء القرآن ما أشار إليهم، ولكنه أشار إلى ثلة قلية منهم فقط، ستة وعشرين أو سبعة وعشرين نبي، ومع ذلك يقول له خذ الحذر، افتح عينيك جيدا، أنت لا تكون مثل ذاك، لكنه يمثل له بشخص عامي مع أنه نبي من أنبياء الله، لماذا يقول له {ولا يكون كصاحب الحوت}؟ يقول : ذاك له اقتضاء له مظهرية لاسم، يعمل بمقتضى تلك المظهرية، وأنا أكثر من هذا لا أتوقع منه، أما أنت الذي مظهر الاسماء، فلا يمكن أن تعمل كما يمل هو ؟ أو تقول كما يقول هو ؟ يعني صاحب الحوت ؟ تتأدب كما يتأدب هو ؟ ولذا عندما يأمره بالصبر لا يقول له اصبر أبداً، لا يقول لرسول الله ’ فاصبر، الصبر حسن أم لا ؟ نعم الصابرون، بل يقول له {فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل} أنا هذا الصبر الذي أريده منك لا كل صبر ولو بمفهومه العام، بل أريد منك صبر أخص الخواص، بل أكثر من ذلك، >اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون< هذا أين وهذا بعد ثلاثة أيام سوف يأتيكم العذاب، وفي أمان الله أين، المسافة الفاصلة بينهما كبيرا جدا، ذاك نبي مبعوث ورحمة للناس وهداية الناس إلى آخره، أبداً هذه أين وتلك أين، الذي يبكي في يوم العاشر في كربلاء يقول: >ابكي لإن هؤلاء بسببي يدخلون إلى النار<، هذه أين وتلك أين عندما يقول {ولا تبقِ منهم على الأرض ديارا}.
فليكن في علمكم إن كل حالات الإمام الحسين × ما كانت واحدة، فقد يقول بعضكم أنه × كذا قال، نعم قال، هذه أيضاً قال وتلك أيضاً قال، ولكن هذه الحالات كانت موجودة، التفتوا ليّ جيدا هذا الذي أنا في درس الأسفار الإخوة كانوا حاضرين وقلت لهم بأنه تصنيف الأدلة، لابُدّ تعرفون بان الإمام عندما يقول هذه الجملة في أي حالة يقولها ومن يقول تلك الجملة في أي حالة يقولها، وهذه تحفظ المقام، تعرف رأسا >لا نعد الرجل فقيها حتى < يعلم نحن ماذا نقول، لا يسوقها بسياق واحد، ليس كذلك.
أنا الذي الآن أتكلم بهذه النصوص بيني وبين الله إذا في الشارع يسألني سؤال وأجيبه، أنت من حقك الذي في الدرس ما فهمنا، لا يا أخي ذاك جاء من الشارع يسأل سؤال وأنا لا اعلم خلفياته ما هي ماذا يسال أتعامل معه بشكل عام وأقول له : نعم هذا صحيح وهذا غير صحيح هذا خلاف هذا لا ينبغي، وأنت قبل نصف ساعة رأيتني أقول نعم هذا الصحيح، وأنت حينئذٍ ماذا تفعل، كما فعلنا نحن مع الأسف الشديد، هذه جردناهن عن خصوصيات السائل والزمان والمكان والشرائط وقلنا هذه متعارضات تعالوا حلوا لنا هذا التعارض، مع إنها غير متعارضات، لا تلك لها شرائطها وهذه لها شرائطها، ولذا نحن لا نعتقد بباب التعارض الموجود، يعني إيقاع التعارض بين الروايات بهذه الطريقة التي نقرأها في علم الأصول، نحن لا نعتقد بهذا أبداً، لابُدّ كل رواية نقرأها ظروفها السائل من هو المسؤول من هو، الإمام كيف كان حاله، الإمام حالاته تختلف، وليس فقط السائل حالاته مختلفة، الإمام حالاته مختلفة، بعض الأحيان الإمام في مظهرية الجمال بشكل يجيب، وبعض الأحيان في حال مظهرية الجلال بشكل آخر يجيب، وفي حال مظهرية الرحمة بشكل ثالث يجيب، وفي حال مظهرية الغضب بشكل رابع يجيب، فلهذا قالوا نحن عن سؤال واحد قد نجيب عنه بسبعين شكل عليه، كيف سبعين؟ سيدي يابن رسول لله هو سؤال واحد، كيف تجيب عنه بسبعين؟ يقول: نحن نلحظ أمور كثيرة حتى نجيب .
قال: (وهو أي ذلك النقصان عين ما وقع منهم حالة الطعن فيه، فلوى أن نشأتهم تعطي ذلك ما قالوا في حق ادم ما قالوه وهم لا يشعرون ) لا يشعرون معناه إنهم واقعا لا يعلمون إنهم ماذا يفعلون، ولو نظرنا إلى الأعلى منهم نجد أن هذا الكلام كان في غير محله، ولكن إذا نظرنا إلى درجتهم الكلام الصادر منهم هو مقتضى طبيعتهم، يعني حسنات الأبرار، إذا نظرت إلى الأبرار حسنات ما تصدر منهم، بل في محله صدر منهم، أما إذا صعدت تقول ما كان ينبغي أن يصدر منهم، ما كان ينبغي لمن ؟ لهؤلاء ؟ لا صدر منهم بمقتضى درجتهم، إلاّ إذا كانوا قد مرّنوا أنفسهم وهذا الذي صدر منهم بعد ذلك الملائكة قالت {سبحانك لا علم لنا إلاّ ما علمتنا} والله بالله نحن لا نعلم نحن افتكرنا هذا الذي نحن رأيناه، من بعده قال : {وعلم آدم الأسماء كلها} ثم قال: {يا آدم أنبئهم } قال الآن كيف ؟ قالوا نحن أين كنا وتبين أن القضية شيء آخر.
هذا الذي أنا وأنت الذي ينبغي أن نلتفت إليه، إذا تعاملنا مع أئمتنا ^ مع ولاة أمرنا، مع من جرت نعمتهم علينا، سلام الله عليك يا أمير المؤمنين يقول: ماذا نتكلم مع الناس >ماذا نتكلم معهم مع من جرت نعمتنا عليهم أبداً< أبداً هذه أبداً التفتوا إليها جيدا، نحن لسنا ولاة أمركم في هذا العالم فقط، أبداً وأزلاً نحن ولاة أمركم، هذا في أول خطبة من نهج البلاغة، يقول كيف يساوون بيننا وبين من جرت نعمتنا عليهم أبداً، عندما يقول : >لا يقاس بآل محمد من هذه الأمة أحد، وكيف يساوون بيننا وبين من جرت نعمتنا عليهم أبداً< نقل بالمضمون، هذه أي نعمة التي هي جارية علينا أبداً ؟ نعمة الهداية ؟ لا يصدق عليها أبداً، لإنها مختصة بهذا العالم، تبين لا هذه غير محدودة، في البرزخ هم وسائط الفيض، في الحشر الأكبر هم وسائط الفيض، في الجنة هم وسائط الفيض، فهذه النعمة جارية، مادامت النعمة الإلهية، مادامت لله نعمة هم وسائط فيض هذه النعمة، أبداً، اقرأوا النص.
إذن التفتوا ليّ جيدا قال : ( وهم لا يشعرون ) واقعا لا يشعرون من مقتضى طبيعتهم هذه الكلمة صدرت منهم، أنا بعض الأحيان اضرب أمثلة أسمحوا لي، أنت تلاحظ أبنك عندما يكبر فيصبح عمره عشرين سنة يأتي يريد منك حاجة، ولسبب من الأسباب لحكمة أو لعدم مقدرة أو لسبب آخر، عندما تمنعه ولا تعطيه ماذا يقول لك؟ إذا ما متربي جيدا وإذا لم يعرف الحقائق جيدا، فيقول : بابا أنتم ماذا فعلتم لنا، مع أنه لا يعلم بأنك إلى هذه التسعة اشهر التي هو في بطن ألام، ثم جاء إلى الدنيا وسهر الليالي، وفي نصف الليل تأخذه للمستشفى، هو يدري بتعبيرنا العراقي: روحك طالعة لمن اموصلة اللهنانة، أنت لم تفعل لنا شيء، واقعا ما فعلنا شيء، متى يفهم ؟ هو عندما يتزوج ويكون أب ذلك الوقت هذه الكلمات التي تكلم بها كانت مقتضى عدم علمه، لا يعلم ماذا فعلت واقعا هذه قواعد قرآنية .
أخواني الأعزاء، والله هذه الحادثة ليست قضية في واقعة، إذا جاء شخص وقال هذه القصة فهمناها أو لا نفهمها ماذا يحدث، القضية ليست هكذا.
والحمد لله رب العالمين.