نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية الإنسان الكامل (88)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: (وأيضاً الذنب يقتضي الانكسار والافتقار إلى الرحمة والرجاء في المغفرة وعدمه غالبا يقتضي العجب والانانية وهو أشد الذنب)…

    كان الكلام في أنه أساساً وجود الذنب ووجود المعصية ووجود الفساد ووجود سفك الدماء من الإنسان أو في نشأة الإنسان هل هو نقص أو هو كمال بينا بأنه هذا من وجه لو نظرت إليه بنحو شخصي فهو نقص، ولو نظرت إليه بنحو الرؤية الكونية والنظام الأحسن فهو كمال، ولذا عبر (فنقصانه أيضاً من وجه) أي وجه هذا؟ وجه الرؤية الكونية والنظام الكلي فهو كمال.

    إخواني الأعزاء هذه المسألة التي طرحناها بالأمس، وهي مسألة الإرادة الإلهية التابعة والإرادة الإلهية المتبوعة، دعوا أذهانكم هنا، إذا تريدون أن تكتبوها أيضاً أنا سوف أتكلمها كلمة كلمة، حتى هنا إذا لم تستوعبوها جيدا تأملوا فيها جيدا، إذا انحلت المشكلة، فبها، وإذا لم تنحل فأيضاً عندي استعداد أن ارجع إليها ثانية وثالثة؛ لأنها قضية مرتبطة بفعل الإنسان.

    نحن توجد عندنا أو توجد عند الله سبحانه وتعالى إرادة أزلية لا تتخلف في أنه هناك عالما أو عالم فيه فساد وفيه سفك للدماء، يعني أراد عالما كيف أراد عالما هو عالم الملائكة {لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} ذلك العالم أراده وتحقق، أراد عالما آخر، هذا العالم لا يعصون الله ما أمرهم، أم يعصون الله ما أمرهم؟ يعصون الله أراد هكذا عالم، وهذه الإرادة تتخلف أو لا تتخلف؟ لماذا؟ {إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول: له كن فيكون} هذه الإرادة إرادة متبوعة، يعني ماذا؟ يعني لابُدّ من تحقق المراد خارجا.

    سؤال: هل يورث هذا جبرا لأحد أم لا يورث؟ لا يورث، لماذا؟ لأن القضية قضية لا يريد من زيد وعمر على الخصوص، وإنما أراد في النظام الأحسن.

    إذن هذه الإرادة متبوعة، يعني لابُدّ أن يتحقق مرادها في الخارج، ويلزم منها الجبر لأحد، يعني هذا الشخص أو ذاك أو لا يلزم؟ نعم دع ذهنك هنا، نعم يلزم منها الجبر أيضاً بنحو القضية الحقيقية، ولكن الثواب والعقاب غير مترتبين على القضية الحقيقية، بل الثواب والعقاب مترتب على القضية الفردية الشخصية الخارجية، من الواضح أنها غير مترتبة على القضية الحقيقية، أراد ذنبا في هذا العالم، ولابد، لماذا أراد؟ باعتبار أنه كمال هذا العالم، الآن لماذا؟ أنا لا أتكلم لأنني بيّنته فيما سبق، ولكنه لماذا أراد؟

    قد يجيبنا أحد {لا يسئل عما يفعل} وتارة نجيب نقول: هذا هو النظام الأحسن، ولو لم يكن لكان النظام ناقصا، هذا انتهينا منه.

    سؤال: من يحقق مراد هذه الإرادة؟ الله أراد، لابُدّ من وجود من يحققها؟ من يحققها؟

    (احد الحاضرين):…..

    ج/ من هو؟ من أراد، أحسنت جزاك الله خيرا، الله أراد وجود معصية، من يحقق هذه الإرادة؟ يقول: من يريد أن يحققها فليحققها فهو حرّ، ولكن أنا قلت لكل فرد حقق أو لا تحقق؟ بل نهيته وقلت له لا تحقق، ولكن لو أراد أن يعصيني ويحقق، أنا أقف أمامه بإرادتي التكوينية أم لا أقف؟ وقفت أمامه بإرادتي التشريعية، قلت: لا تفعل، ولكن لو شاء وأراد أن يفعل، إرادتي هنا تابعة لو متبوعة؟ تابعة، إذا أراد فإذن ماذا؟

    إذا أراد المعصية حقق أمنيتي حقق إرادتي الأولى؟ ولكن حقق إرادتي بالإرادة الأولى أم بإرادته؟ فيثاب ويعاقب، لا اعلم هذا المطلب صار واضح أم لا؟ ولا أتصور يوجد بيان أوضح من هذا البيان.

    إذن بحسب الإرادة الكلية إنْ صح التعبير وما يرتبط بالنظام الأحسن هذا غير تابع لشيء بل هو متبوع يعني لابُدّ من تحقق هذه الإرادة وتحقق المراد خارجا، يعني لابُدّ من وجود ذنب، لابُدّ من وجود سفك دماء، لابُدّ من وجود إفساد، هذا لابُدّ هذا ضروري، من قبيل لابُدّ من وجود الموت هذا أراده، أما من يحقق هذا المراد؟ أيضاً أنا عيّنته أم تركته لإرادتك؟ والإرادة الأولى لا يلزم منها الجبر على أحد، من يحقق الإرادة بالإرادة الأولى أم بإرادته؟ بإرادته هو.

    إذن فالإرادة الأولى وهي المتبوعة، لا يلزم منها الجبر، والإرادة الثانية وهي التابعة، فإذا صارت تابعة يمكن أن يترتب عليها ثواب وعقاب لأنه هو الذي.

    فإذن دع ذهنك هنا، النتيجة التي أريد أن أخذها نتيجة أساسية جدا، إذن أنا عندما أعصي أحقق الإرادة الأولى، يلزم الجبر أو لا يلزم؟ لأن تحقيقي للمعصية بالإرادة الأولى أم بإرادتي؟ بإرادتي، فعندما أعصي في عين العصيان أطيع الإرادة الأولى، ولكن في عصياني أنا من الإرادة الأولى يعني ضمن الإرادة الأولى أعصي م بإرادتي أعصي، فيترتب، لا اعلم صار المطلب واضح ما لا؟ يحتاج بيان أكثر أم نكتفي بهذا القدر؟ جيد.

    الآن تعالوا اقرأوا العبارة مرة أخرى

    (احد الحاضرين):….

    ج/ ما نعلم، نعم نعم قال: معقول، لأنه القضية التشريعية أيضاً قضية حقيقة، القضية التشريعية ما هي؟ قال: أنت، ما قال: له أنت، قال: بنحو القضية كل من أراد أن يطيعني لابُدّ أن يعمل بأوامري وينتهي عن نواهييّ، ولكن أعطيتك الاختيار أن تعمل وأن لا تعمل، أنت حر ولا أجبرك على الطاعة أو على المعصية، ولا أنه جبرك على الطاعة وعندما تريد أن تعصي الزم يدك، لا ما المحذور، أنا قلت في الإرادة الأولى يريد وجود المعصية في هذا العالم، وليس أنه يريد المعصية من الجميع، لو كان يريد المعصية من الجميع لكانت الإرادة التشريعية مناقضة لها، لماذا؟ لأنه أراد بالإرادة التكوينية أن يعصي الجميع، فعندما يقول: لا تعصوا هل تبقى له قيمة أو لا قيمة له؟ ولكنه ما قال: في الإرادة الأولى بنحو القضية المهملة كان يريد، وليس بنحو الموجبة الكلية، بل بنحو الموجبة الجزئية، وإذا كانت بنحو الموجبة الجزئية الآن يأتي إلى كل فرد فرد.

    الآن أسأل: زيد، الله قال: أريد منه المعصية بالإرادة الأولى، منك أراد الله يقول: لا لا لا، ما أردا مني، صحيح أو لا؟ بأي دليل تقول ما أراد مني؟ بالبيان التشريعي.

    (احد الحاضرين):….

    ج/ أقول: هذه قضية فرضية شيخ محمود اجبته بالأمس، قلت بنحو القضية الفرضية صادقة، لكن ما هي علاقتها بالوقوع، شيخنا بالأمس آخر لا تكرر نفس السؤال، بالأمس سألني لو أراد الناس جميعا أن لا يعصوا، نعم هذا كان منافيا، هذه القضية صادقة، ولكن هذا واقع أو ليس بواقع؟

    هذا من قبيل {لو كان فيهما الهة إلاّ الله لفسدتا} سيدنا هذه القضية صادقة أم لا؟ نعم صادقة، أنت تسألني تقول لو أن الناس جميعا بنوا على عدم المعصية، هذا ينافي إرادته التكوينية أم لا ينافي؟ نعم والله ينافي، هذه قضية صادقة، لو سألتني نعم صادقة، ولكن هذه قضية فرضية قضية شرطية، لها وقوع أو ليس لها وقوع؟ أنت عن ماذا تسألني؟ عن صدق القضية الشرطية أم عن وقوعها؟

    حتى يكون الجواب فنياً، إن سألت عن صدقها الفرضي، نعم هي قضية صادقة، لو بنى الناس جميعا لو لم يعص الناس لو لم يعص أحد من الخلق في هذا لعالم للزم أن يكون منافيا للإرادة التكوينية، صحيح واقعا منافيا، هذه القضية صادقة، ولكن بحسب الوقوع ماذا؟ هل توجد عندنا هكذا حالة أم لا؟ لا توجد عندنا هكذا حالة، الحالة أنه توجد معصية وتوجد طاعة.

    إذن أنا عندما بالإرادة الأولى التي هي القضية المهملة الله يقول: أريد، إذا تتذكرون بالأمس أيضاً قلنا: أنتم انظروا إلى الجانب الايجابي، لو قال: الله الآن أنا صنعت سباق تنافسوا تسابقوا السابقون، قال: إذا تسابقتم وخرج واحد منكم أول اعطيه كذاك اعطيه كذا اعطيه كذا.

    سؤال: عين هذا الواحد أم لم يعيّنه؟ إذا عيّنه بعد الآخرون يشاركون في التنافس، له قيمة أم ليس له قيمة؟ لأنه هو عيّن زيد من الناس، بعد خلص أنا اركض أم لا اركض، أسابق أم لا اسابق، انافس أم لا انافس، عينه هو عينه، قال: وأريده أريد فردا وأن يكون زيدا، خلص، أما إذا قال: أريد فردا واحدا، أضع يدي عليك سيدنا أنت مقصود، لعله أنا المقصود إذن تدخل السباق أم لا تدخل؟ تدخل، أنت مقصود شيخنا؟ تقول نعم أنا مقصود، لأنه احتمال أدخل السباق وأصبح الأول.

    في جانب المعصية كذلك، الله أراد بنحو القضية المهملة الموجبة الجزئية إن صح التعبير، لأن المهملة كما تعلمون في قوة القضية الجزئية، أراد وجود معصيةٍ في هذا العالم وهذا من القضاء الذي لا يرد ولا يبدل، أبداً ليس فيه بداء، وليس فيه تخلف أبداً، ولكن أضع يدي إذا عيّنه، لزم الجبر، أما إذا لم يعينه أضع يدي على أي واحد من هذه الست مليارات أو ستين مليار أو ست مئة مليار أو ست مئة ترليون، والى قيام الساعة غير معلوم كم يكون العدد.

    أقول: أراد منك المعصية تقول لا أبداً، بل أراد مني الطاعة.

    إذن الأوامر التشريعية لها مصداق، نعم بأي دليل؟ بدليل أنه أنت لو أردت أن تكون معصوما لا يقف أمامك أحد وينهاك عن أن تكون معصوما، ويقول لك هذا ينافي الإرادة التكوينية، الأنبياء كلهم أرادوا الطاعة وصاروا معصومين، الله حال دون وصولهم إلى ذلك أم لا؟ اغلق الباب وحبسهم لئلا يكونوا معصومين أم لم يحبسهم؟ لا، أراد، اذهب وكن معصوما، نعم أنت تفرض لي فرض، لو فرضنا أن الجميع أراد أن يكون معصوما، نعم واقعا لو فرضنا هذا يتنافى مع الإرادة، ولكنه واقعا هكذا يكون؟ لا، فاذن صدق

    (احد الحاضرين):….

    ج/ نعم، من هو؟ لالالا، ذلك منسجم معها، لالا منسجم لو أراد الجميع المعصية فليعصوا، نعم أحسنتم، لالا، أنا الآن بحثنا في الجانب الآخر، إذا قلنا أنه أراد الطاعة كما أراد المعصية يأتي الكلام، أما نحن لا يوجد عندنا الآن.

    نحن كلامنا الآن في المعصية مشكلة، وإلاّ إذا أراد الطاعة ليس عندنا مشكلة، المشكلة أنه أراد المعصية، كيف يريد المعصية ومن جهة أخرى ينهاهم عن المعصية، هذا كيف التوفيق بين الإرادة التكوينية بالمعصية التي لا تتخلف وبين الإرادة التشريعية النهي عن المعصية؟

    الجواب: إن الإرادة التكوينية بالمعصية جزئية والإرادة التشريعية بالنهي عن المعصية سالبة كلية، تقل لي يتنافى، أقول: لا يتنافى، لأن تلك قضية بنحو الكلية وهذه قضية بنحو انحلالية كل فرد فرد، هذا هذا هذا هذا، والمراد منه أيضاً كل فرد فرد ،يعني كل واحد لو خاطبتوه يقول: نعم الله قال لي أعصي أو لا تعصي؟ يعني الآن لو كل واحد وجه الله سالت الله قلت له إلهي أردت مني المعصية بإرادتك، يقول: لا، ما أردت المعصية، الثاني كيف؟ يقول: ما أردت منك المعصية، لماذا؟ لأن القضية الأولى كان معين الاسم أو غير معين؟ غير معين، الثالث كيف، يقول: له منك ما أردت المعصية، منك ما أردت المعصية، منك ما أردت المعصية، منك ما أردت المعصية، لو كل البشر سألوه إلهي أردت مني المعصية؟ يقول: ما أردت المعصية.

    إذن فتحصل الإرادة التكوينية التي لا تتخلف لا يلزم منها الجبر، والإرادة التي تحقق تلك الإرادة ليست بجبرية فيترتب عليها الثواب والعقاب، أعيد الجملة الإرادة التكوينية الأولى المتبوعة التي لا تتخلف ولا تتوقف على إرادتي، هو أراد بلا شرط ولا قيد، هذا يلزم منها الجبر أو لا يلزم؟ لا يلزم منها الجبر، وما يحقق هذه الإرادة جبرية أو ليست بجبرية من زيد وعمر وخالد، جبرية أو ليست بجبرية؟ ليست بجبرية، وإنما بإرادتي أردت المعصية إذن يترتب عليها الثواب والعقاب، لا اعلم هذا المطلب صار واضحا إن شاء الله؟

    قال: (المخالفة للأمر في الظاهر إنما هي للانقياد بمقتضى الإرادة في الباطن) يعني أن زيد الله قال: له ماذا؟ الآن اجعل يدك على زيد، قال: له أعصي أو قال: له لا تعصي؟ لا تعصي بمقتضى الإرادة الظاهرية أو التشريعية ،الظاهر المراد منها التشريعية جيد، أنا الذي قال: لي لا تعصي، مجبر أم مختار؟ {لا يعصون الله ما أمرهم} لو عندهم قدرة يعصون الله ما أمرهم؟ فانا صار بنائي ماذا؟ أعصي الله، فعندما أعصي الله أحقق إرادة الله الأولى، ولكنها جبرية أو غير جبرية ليست جبرية لأنني بإرادتي ارتكبت المعصية.

    قال: (بمقتضى الإرادة في الباطن) فأنا محقق للإرادة (اذ كل يعمل بمقتضى الاسم الذي هو ربه) إذا تتذكرون هذا البحث تقدم مفصلا، الله ماذا كتب في عينه الثابتة طاعة أم معصية؟ أنا أعمل بمقتضى الأعيان الثابتة عيني الثابتة، في عيني الثابتة أنا مطيع لو عاصي؟ أنا مؤمن أم كافر؟ أيهما؟

    الجواب: أن الله سبحانه وتعالى كتبني كما أردت أنا أن اكون ما علمه مني، هذا في درسين أو ثلاثة، إذا وقفنا عند هذه، هذه وقفنا عندها فيما سبق ثلاثة دروس قلت العين الثابتة للإنسان تختلف عن الموجودات الأخرى، العين الثابتة للإنسان كتبت كما أراده الإنسان بنفسه، فلو علم من زيد يريد الطاعة، في عيان الثابتة يكتب مطيع، ولو علم منه يريد المعصية في العين الثابتة كذلك، ولذا قال: (إذ كل يعمل بمقتضى الاسم الذي هو ربه) ليس أن الاسم الذي هو ربه حاكم عليه، لا أبداً، حاكم عليه وهو أي العين الثابتة محكومة له، محكومة لفعله الخارجي، فالعين الثابتة بلحاظ حاكمة وبلحاظ محكومة، وهذا بيّناه كيف يمكن أن تكون العين الثابتة حاكمة ومحكومة، (فهو )

    (احد الحاضرين):….

    ج/ فهو عند معصيته ماذا يحقق؟ أنه يطاع، أنه يطيع الإرادة التكوينية، هل يوجد بينها تنافي.

    (فهو عند المعصية) هذه المعصية النابعة من إرادته هو من اختياره، فهو عند المعصية يحقق طاعة الله، ولكن أي طاعة لله؟ بحسب الإرادة الأولى التي هي قضية مهملة وغير مرتبطة بزيد (فهو في عين الطاعة لربه عند اتيانه بالمعصية) اتضحت هذه العبارة أم لا؟ في حال المعصية الناشئة من ماذا؟ ليست الناشئة من الإرادة الأولى هذه المعصية، الناشئة من ماذا؟

    بعبارة أخرى: هذه الإرادة هنا هي المبتدئة هي الاصل، إرادة الله سبحانه وتعالى هنا تابعة، فهو عند الاتيان بالمعصية، يحقق الطاعة لله، وعند ذلك تتضح قضية إبليس، إبليس الذي يوسوس ويضل، فهو كاملا عند الوسوسة ماذا يعمل؟ يحقق تلك الإرادة الأولى، وهذا معنى أنه لا يوجد أحد يخرج عن إرادته أبداً، هو أراد في هذا النظام الأحسن أن يوجد إبليس، ولكن قال: لابليس أنت تصير إبليس؟ هو قال: له؟ لو قال: أنا أريد إبليس؟ أيهما؟ إذا قال: أريد إبليس وجعلته زيدا، وجعلته هذا الموجود، لزم الجبر، أما لو قال: أريد إبليس، أيها المخلوقات سوف امتحنكم، امتحنهم من الذي حلا له أن يكون إبليس؟

    هذا الموجود، الآن عندما أراد أن يكون إبليس، إبليس ما هي وظيفته؟ أن يوسوس {لأقعدن لهم صراطك المستقيم} فهو في حين جلوسه على الصراط المستقيم ليمنع المؤمنين، ولكنه يقعد على الصراط المستقيم، بإرادة الله التكوينية أم بإرادته التكوينية؟ بإرادته في حين اعمال إرادته يحقق مراد الله التكويني. لا اعلم اضرب امثلة أخرى أم هذه تكفي؟ جيد.

    وهكذا كل الموجودات في هذا العالم، الماء نفس الكلام، قال: أريد ماء في هذا العالم، من يكون ماء؟ لم يعين بأنه أنت تصير ماء، أوضح اتصير، الحمار يستطيع أن يقول: لماذا لم تخلقني إنسانا؟ الإنسان يقدر أن يقول: أنا لماذا ما صرت حمارا؟ تقول يوجد إنسان يقول: لماذا لم أكن حمار؟

    نقول نعم يوم القيامة أن يكون حجرا لا فقط أن يكون حمارا، يا ليت كثير عندنا يا ليت، نعم حتى اخلص.

    سؤال: الآن نفرض هذا حمار، الله في النظام الأحسن قال: أريد إنسانا واريد حمارا، يعني هذا النظام الأحسن إذا كان كلهم ناس يكون نظاما ناقصا وليس أحسن.

    مثال آخر: في الإنسان نفسه، واحد عالم وواحد جاهل أقول: الله في النظام الأحسن وضع أن هذا البشر لابُدّ أن يكون بعضه عالما وبعضه جاهلا، بعضه ذكي وبعضه ابله، النظام الأحسن هذا، لأنه إذا كان كله ابله لما عمرت الدنيا، لو كان كله فيلسوف وعالم ومحقق، أيضاً لخربت الدنيا، لأن هذا أيضاً يحتاج {ليتخذ بعضكم يعضا سخريا} ليس سخريا من الهزل بل من التسخير، الآن لماذا أنا العالم ذاك الجاهل أو بالعكس؟

    الجواب: الله سبحانه وتعالى عندما قضى هذا القضاء الحتمي لم يعيّن زيد يكون العالم وعمر يكون الجاهل، قال: أنت اختر، إذا أردت العلم جعلتك عالما، وإن لم ترد بقيت جاهلا، ولكن أنا عندما اتعلّم لأكون عالما أنا أحقق الإرادة التكوينية الأولى للحق، وذاك عندما كان نائما في بيته لا يتعلم أيضاً هو يحقق الإرادة التكوينية لبقائه على جهله.

    إذن فهو في عين المعصية حين الاتيان بالمعصية يحقق الطاعة لله، نعم (وإن كان مخالفا للأمر في الصورة) نعم بحسب التشريع هو مخالف، لماذا؟ لأن الله تعالى قال: له لا تشرب الخمر، قال: له لا تزني، وهذا واقعا، ولكنه هو أراد أن يعصي، فإذا أراد العصيان صار محققا للإرادة التكوينية للحق بأن لابُدّ من وجود المعصية، واضح هذا المعنى؟

    سؤال: (وأيضاً) هذه وأيضاً بيان السبب في وجود الذنب، هذا شيء آخر، تتذكرون قبل ما بدأنا البحث ماذا قلنا؟ قلنا لابُدّ من وجود الذنب في هذا العالم >لو لم تذنبوا لأذهبتكم وأتيت بخلق آخر يذنبون لأغفر لهم< هذا بيان تلك الروايات التي قرأناها قبل قليل قال:

    >لو لم تذنبوا لذهبت بكم وخلقت خلقا يذنبون ويستغفرون فاغفر له <.

    فإذن لابُدّ من وجوده، ولكن لماذا أراد أن يوجد ذنب؟ يقول: لأن وجود الذنب كمال له، لو لم يكن هناك ذنب لابتلي بالعجب، ولابتلي بالكبر، هذه بيان لماذا وجد الذنب، تارة السؤال أن وجود الذنب في هذا العالم ضروري أو ليس بضروري؟ اثبتنا أنه ضروري، لماذا أنه ضروري؟ الآن يبين لماذا ضروري، قال: لو لم يكن هناك ذنب للزم ماذا؟

    قال: (وأيضاً الذنب يقتضي الانكسار والافتقار إلى الرحمة، والرجاء في المغفرة، وعدمه غالبا) وليس مطلقا، والآن هم يضربون مصداق لهذا ومثال لهذا، انظروا كيف الملائكة ما كانوا يعصون {ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك} لأن ما كان عندهم ذنب اخذهم من العجب بافعاله، ليس لهم ذنب.

    قال: (غالبا )، يقول: (وعدمه) اجعلوها بين شارحتين (وعدم) أي وعدم الذنب (وعدمه غالبا) كم هي دقيقة هذه العبارة؛ لأنه إذا قلت وعدم الذنب مطلقا، فرسول الله’ اذنب أم لم يذنب؟ يستلزم ماذا؟ مع أنه ليس هكذا، يستلزم الكبر، وهذا لا يستلزم الاستكبار، نعم إبليس عبادته في السماء التي موجودة في الخطبة القاصعة خطبة (192).

    قال: >صلى لله ركعتين في ستة آلاف سنة لا يدرى أمن سني الأرض أو من سني السماء< هذا لزمه {انا خير منه} لزمه العجب، (وعدمه غالبا يقتضي العجب والانانية وهو) أي العجب والانانية (أشد الذنب كقوله >لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو أشد من الذنب إلاّ وهو العجب <) هذه الروايات إخواني الأعزاء إشارة إلاّ النظام الأحسن، وليس إشارة إلى الشخص، فتقول جيد جدا أنا هذا اليوم صار لي سبعة عشر سنة أصلي صلاة الليل، والآن سبعة سنوات في الليل لا اصلي أخاف يأخذني العجب، لا ليس الأمر كذلك، هذه ليست قضية شخصية، ومع الاسف يقرأ هذه الروايات وهو ليس من أهل الخبرة فيقول صريح الروايات تقول بأنه إذا ما تذنبون يأخذكم العجب، والعجب ذنب أكبر من الذنب.

    إذن أنا مدة من الزمن في العبادة كنت، مدة أخرى لابُدّ أن ماذا افعل؟ يا ريت يعطل، لا يعطل بل يذهب ويفعل المقابل، نعم يعصي الله سبحانه وتعالى حتى لا يأخذه العجب، وهذه من مداخل الشيطان، الشيطان بعض الاحيان يقول: له أنت احتمال، بشكل إبليس صرت، توجد نظرية، وليست نظرية فقط بل مدرسة بهذا الاتجاه، على أي الأحوال.

    (احد الحاضرين):……

    ج/ نعم اعرف بالملامح، معروفين بالملامح، وهم المعروفين بالملامتية، وهو أنت متى تبدأ تلوم نفسك إذا أذنبت وإلاّ إذا كانت كل اعمالك طاعة، وما يعلم إن هذا المسكين هو من يستطيع أن يعبد الله حق طاعته هو دائما في ماذا؟ ولذا تجد أن أهل البيت ^ مع إنهم بلغوا أعلى درجات الطاعة والانقياد، ومع ذلك يستغفرون سبعين مرة، هذا تصور عندما صلى سبعة عشر ركعة وأعطى لأربعة فقراء وقرأ كذا.

    إذن وصل في أعلى درجات الطاعة والانقياد، بعد ما بقى شيء، ولذا وجدت نظرية الملامتية، كيف نحن نلوم أنفسنا.

    إذن في الوسط لابُدّ أن يكون أربع معاصي، حتى نبدأ ننكسر ونبكي على أنفسنا ونبقى في صلاة الليل سنتين إلهي اغفر لي، هذا يشير إلى النظرية العامة، إلى الرؤية الكونية، إلى النظام العام، ليس إلى الشخص لو لم تذنبوا هو أشد عليكم من الذنب، ليس القضية الشخصية وإنما القضية الكلية العامة.

    هذه إن شاء الله بعض الإخوة هذه الشرح على بعض الروايات يجمعونها فتكون شيء مفيد للطلبة، جيد، لأن هذه الروايات من الروايات المتشابهة.

    خلاصة ما تقدم: في فصوص، هذه إلى هنا انتهينا (ولهذه الحكمة خلقة) قبل أن ندخل إلى هذا، عبارته هذه يقول: (ليعلم أن أم قالوا لنقصان نشأتهم بالنسبة إلى نشأة آدم، ولم يعلموا) هذا كلام القاساني أو الكاشاني في شرح الفصوص، (أيضاً كمال له) لمن؟ لادم لم يعلموا أنه يفسد ويسفك الدماء هذا من كماله، من كمال الإنسان وليس من كمال زيد، إخواني لا تخلطون (أيضاً) يعني أن الإنسان يستطيع أن يفسد هذا كمال له أم نقص؟ هذا من قبيل إخواني الأعزاء يستطيع أن يكذب يستطيع أن يزني يستطيع أن يلوط يستطيع أن يسرق، هذا كمال لا لا، إنسان يستطيع، ولم يسرق، هذا كمال أم نقص؟ هذا كمال، شيخنا كمال بدليل أنه عندما يجاهد نفسه بهذا الاتجاه يحصل على الأخلاق العالية والكمالات العالية وإلاّ إذا هذه غير موجودة، فكيف يستطيع الوصول إلى تلك الكمالات؟

    قال: (فان العبادة الذاتية إنما تتحقق بتجلي جميع الاسماء، وتجلي اسم التواب والعفو والغفور والعدل والمنتقم، لا يمكن إلاّ إذا اقتضت المشيئة الإلهية جريان الذنب على العبد) التفتوا جيدا، ليس جريان الذنب على زيد، ليس هكذا، جريان الذنب على العبد ولذلك قال: (حكاية عن ربه أنين المذنبين أحب إلي من زجل المسبحين). هذه الروايات إخواني الأعزاء التي فيها هذه المشكلة.

    إذن هذا يتكلم في قضية شخصية، مع أنها ليست قضية شخصية أبداً، إذا كان >أنين المذنبين أحب الي من زجل المسبحين< فكان ينبغي لرسول الله’ أن يفعل أنين المذنبين أم زجل المسبحين، أيهما؟ أيهما اقرب إلى الله ايهما اكمل؟ هذا المنطق الذي ظاهره القضية الشخصية، وهذا كلام باطل، وإلاّ لازمه كما قلت لكم، أنت آخر الليل أجلس واشرب الخمرة أعوذ بالله، ثم آخر الليل ارفع يدك إلى السماء بصلاة الليل هذا افضل بكثير من الذي يسبح مائة مرة وينام؟ هذا المنطق منطقا مفلوجا مشلول هذا، لا اقل أنا لا افهمه بيني وبين الله حتى لا اكون متجنيا، عرفت كيف، هذا المنطق أنا لا افهمه، أنا اقبل المنطق الذي يعتقد أن هذا كمال، نعم قدرته على أن يذنب هو الكمال، وليس أن يذنب هو الكمال.

          يقول: (حكاية عن ربه هنا واعتبر بخطيئة آدم واود ‘) انظروا ارجعها إلى قضية شخصية، (فان بعض كمالات العبد وقبول تجليات بعض الاسماء الإلهية موقوف على انكساره بالذنب والاعتذار والتوبة) فإذا كان هكذا لازمه أن داود وآدم أفضل ممن؟ من الخاتم ’، فلابد أن تلتزم بهذا اللازم (ولهذا قال: عليه الصلاة والسلام لو لم تذنبوا) هذا خلط، تلك لو لم تذنبوا، مرتبطة بالقضية الكلية، بالنظام الأحسن (لخشيت عليكم ما هو أشد من الذنب العجب، إلاّ ترى أن عصمتهم حملتهم على قولهم) أبداً، ليس أن العصمة، نعم العصمة مع عدم العلم تحمل على أن قالوا ما قالوا {نحن نسبح بحمدك ونقدس لك} يعني الملائكة ليست فقط عصمتهم أدت بهم إلى هذا الكلام والاعتراض، بل عصمتهم مع {لا علم لنا إلاّ ما لعلمتنا} جهلهم بما فوق هذه المقامات، واضح هذا المعنى، هذا فيما يتعلق بالقاساني.

    أما بما يتعلق بمصباح الانس، في مصباح الانس إخواني الأعزاء تحت عنوان (إشارة شريفة خفية) هذه الطبعة المطبوعة حديثا لا الطبعة الحجرية في صفحة (493)، هذه التي تنفي، بعض من لا علم له، وإلاّ بحسب القواعد في كل كتاب وفي كل علم يوجد كلام صحيح ويوجد كلام ماذا؟ الله يعلم أنا ما جعلت من نفسي وكسلا ومحاميا ومدافعا عن كل ما يقوله العرفاء وأتصور دروسي واضحة امامكم، وليس فقط هنا في الاصول أيضاً كذلك والفقه أيضاً كذلك والتفسير وفي العرفان أيضاً كذلك.

    المهم هذه عبارته هنا: (إشارة خفية) تحت عنوان يقول: (إشارة شريفة خفية إلى سر المطارحة الملكوتية من الملائكة تارة ومن إبليس أخرى، ففيه تنبيه على كمال آدم الذي به كان بالخلافة أحرى، ولها مقامات) وبعد أن يصل إلى المقامات فيقول: (فخاطب الملائكة الذين هم أشرف أجزائه الكونية على سبيل المشورة بقوله) قضية خارجية افترضوها ({إني جاعل في الأرض خليفة} حتى يظهر فيه ما كان كامنا من النقصان الحاصل من وجوه، وذلك ثمانية عشر خصلة ذميمة كامنة فيهم) هذا يعبر عن من؟ خصلة ماذا؟

    والآن هذا الذم نحن على الذم غير الاخلاقي وإنما هو الذم الوجودي، حتى تنحل ولكن عندما يعدد تلك الخصال انظروا ماذا يعدد؟ التفتوا لي جيدا، أنا اقرأهن بسرعة حتى تعرفون، وبعد ذلك اقرأ لكم روايات أهل البيت ^ في وصف الملائكة فتعرف البون الشاسع في فهم الملائكة من أهل البيت ^، وفي فهم الملائكة من بعض هؤلاء، الآن ما هي تلك الصفات الذميمة؟ هذا صفحة (495) بحسب هذه النسخة:

     أولا: طعنهم في آدم، وهذه ليست مشكلة كبيرة.

    ثانيا: رميهم ببهتان الهتك والسفك، وأنت تعلم إن كل واحدة من هذه يترتب عليها آثار وضعية كثيرة، الهتك والسفك والرمي والبهتان.

    ثالثا: قذف المحصن، باعتبار أن آدم كان محصنا، فهؤلاء قذفوا المحصن.

    رابعا: الشهادة عند الحاكم قبل الاستشهاد، الله لم يطلب منهم الشهادة، بل كان يشاورهم.

    خامسا: سوء الظن، {إن بعض الظن أثم}

    سادسا: التفحص عن معايبه.

    ثامنا: إظهار ذلك، الآن أنت تفحصت عن معايبه وعرفتهن، فلماذا تتكلم، اسكت أنت عرفت هذا بهذا الشكل، ذهبت إلى داره وجدته بهذا الشكل، لماذا تتكلم، اظهار ذلك بالقول.

    تاسعا: الاعراض عن ذلك في الاستبصار في طلب اليقين.

    عاشرا: اغتيابهم لآدم في حضرة الحق، لأن آدم بعد لم يكن مخلوقا مسكين، هؤلاء استغابوه، انظروا واقعا هذا فهم غريب، ولكن هذا موجود اقبلوه.

    حادي عشر: حسدهم على فضيلته وصلاحيته للخلافة.

    ثاني عشر: حرصهم على جاه الخلافة.

    ثالث عشر: ظنهم الغير المطابق انهم يصلحون للخلافة.

    رابع عشر: الاعجاب بنفوسهم.

    خامس عشر: اضافة فعل التقديس، واخذ اثنا عشر واحدة من هذا الكلام، الآن هذا فهم من؟ فهم بعض العرفاء، هذه مشكلة، والجواب ماذا؟ أنا لا ادعي العصمة لهؤلاء وهذا كلام مرارا قلناه: نوافق عليه أو لا نوافق من أول الأمر قلنا نوافق منطق القيصري في فه الملائكة حتى لو كانوا الملائكة أرضيين، نوافق أو لا نوافق؟ لا نوافق، باي دليل لا نوافق؟ بدليل ما ذكره أهل البيت ^، وكان من دعائه في الصلاة على حملة العرش وكل ملك مقرب قال: >اللهم وحملة عرشك الذين لا يفترون من تسبيحك، ولا يسأمون من تقديسك، ولا يستحسرون من عبادتك، ولا يؤثرون التقصير في أمرك، ولا يغفلون عن الوله اليك، واسرافيل< بدأ بالمقربين >واسرافيل صاحب الصور الشاخص الذي ينتظر منك الإذن، وحلول الأمر، فينبه بالنفخة صرعى إلى القبور، وميكائيل ذو الجاه عندك، والمكان الرفيع من طاعتك، وجبريل الامين على وحيك، المطاع في أهل سماواتك، المكين لديك، المقرب عندك، والروح الذي هو على ملائكة الحجب< هؤلاء كانوا ملائكة الحجب، هؤلاء الأربعة المتقدمين أو الثلاثة المتقدمين، ميكال واسرافيل، وهذا فوق من؟

    الذي قلنا هو أعظم من الملائكة اجمعين >والروح الذي هو من أمرك، فصل عليهم< هذه واحدة، هذه مرتبة، هؤلاء الملائكة المقربون، المرتبة الثانية >وعلى الملائكة الذين من دونهم<.

    إذن المرتبة {مطاع ثم أمين} >من سكان سماواتك، واهل الامانة على رسالاتك والذين لا تدخلهم سأمةٌ من دؤوب ولا إعياء من لغوب ولا فتور، ولا تشغلهم عن تسبيحك الشهوات، ولا يقطعهم عن تعظيمك سهو الغفلات، الخشّع الابصار فلا يرومون النظر إليك النواكس الأذقان الذين قد طالت رغبتهم فيما لديك المستهترون بذكر آلائك والمتواضعون دون عظمتك.

    والحمد لله رب العالمين

    • تاريخ النشر : 2016/11/01
    • مرات التنزيل : 2247

  • جديد المرئيات