أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
الشعائر الحسينية ونحن نعيش ايام صفر من 1438 والاربعينية قادمة هذه الملحمة العظيمة للامام الحسين عليه افضل الصلاة والسلام.
اعزائي الشعائر الحسينية بين المنصوصة والمستحدثة انتم تعلمون بأنه لو كنا نحن وما ورد في النصوص الشرعية من النبي الأكرم صلى الله عليه وآله ومن ائمة اهل البيت عليهم افضل الصلاة والسلام بما يتعلق باحياء نهضة الامام الحسين واحياء المصائب التي وقعت في اليوم العاشر من محرم طبيعي نحن لابد ان نقتصر على مجموعة من الاعمال التي وردت النصوص فيها من قبيل البكاء من قبيل الجزع من قبيل الصراغ وهكذا وهكذا ومازاد عن ذلك بعد له مشروعية او ليست له مشروعية؟ ليست له أي مشروعية الا ان يقوم الدليل الشرعي لانه هذه المسائل نحن نريد ان نربطها بالشارع نريد ان نقول ان الشارع اما جعلها مستحبة اما جعلها مطلوبة يثيب عليها اذن لابد ان نجد هناك مسوغاً شرعياً ودليلاً شرعياً لاثبات هذه الشعائر.
من هنا بحثي كما هو واضح الشعائر الحسينية بين المنصوصة وبين المستحدثة ونحن نعلم ان كثير ان لم اقل الاكثر ان لم اقل القريب من الاتفاق ان هذه الشعائر التي الان تقام في العاشر او العشرة الاولى من محرم كل سنة كثيرٌ منها لها اساس ونص شرعي او لا يوجد؟ الا بانطباق العناوين العامة عليها من قبيل انها شعائر ومن يعظم شعائر الله او من قبيل انها من مصاديق الجزع وقد امرنا بالجزع على الامام الحسين عليه افضل الصلاة والسلام.
من هنا اريد ان ادخل الى مقدمة من الحقائق القرآنية الان هذا خلاصة بحثي ولكن اريد ان ابدأ بهذه المقدمة، البحث واقعاً يستحق عدة محاضرات وعدة جلسات ولكن انا احاول ان الخص البحث في جلسة واحدة وفي محاضرة واحدة.
من الحقائق القرآنية نجد ان القرآن عندما يريد ان يشرف شيئاً ويعظم شيئاً ويعطيه خصوصية في القرآن الكريم ينسبها الى نفسه يقول بيتي مع ان الله سبحانه وتعالى له بيت او ليس له بيت؟ لا بيت له ولكن هذا تعظيماً لهذا البيت فينسبه الى نفسه.
او عندما يأتي الى الروح التي نفخت في الانسان ونخفت فيه من روحي الله سبحانه وتعالى يعني اقطع جزئاً من روحه واعطاه للانسان؟ ليس كذلك اذن تشريفاً وتعظيماً وبيان اهمية هذه المسألة نسبه الى نفسه او ادخلي عبادي وادخلي جنتي ليس جنات تجري من تحتها الأنهار جنتي هذه الاضافة اضافة التعظيم اضافة التشريف اضافة البيان الاهمية الخاصة في منظومة المعارف الدينية.
بناءاً على هذا الاساس نأتي الى النص القرآني ستجدون بأن النص القرآني في سورة ابراهيم ماذا يقول القرآن الكريم في آية الخامسة من سورة ابراهيم قال {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآياتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ} يعني ماذا ان الله سبحانه وتعالى عنده ايام مخصوصة له حتى نقول انه ننسب اليوم لمن؟ ننسب اليوم اليه؟ هذا من قبيل جنتي من قبيل عبادي من قبيل روحي من قبيل بيتي لبيان ان بعض الايام لها خصوصية ولها عظمة ولها امتياز تمتاز به على غيرها من الايام، والا بتعبير السيد الطباطبائي قدس الله نفسه في ذيل هذه الاية المباركة يقول لا شك ان المراد بها ايام خاصة ونسبة ايام خاصة الى الله سبحانه مع كون جميع الايام وكل الاشياء له تعالى لانه له ملك السماوات والارض فالايام ايضا مملوكة اذن لماذا يميزها ولماذا يختصها؟
قال ليست الا لظهور امره تعالى فيها ظهوراً لا يبقى معه لغيره ظهور يعني هناك انت تحس عظمة الله سلطان الله قدرة الله من قبيل يوم القيامة من قبيل لمن الملك اليوم؟ يعني الله يوم القيامة كل شيء ملكه او الان؟ نعم يوم القيامة سيظهر يكون عياناً للناس جميعاً يرون القدرة الالهية والسلطنة الالهية والملك الالهي لانه يوم تبلى السرائر اذن القرآن الكريم بشكل واضح وصريح يؤكد لنا ان هناك ايام مخصوصة تظهر فيها العظمة الالهية الامر الالهي القدرة ماذا؟ والله غالبٌ على امره اذا اراد ان يغلب عند ذلك يظهر ذلك للناس جميعاً.
السؤال: هذا اصل واصل الثاني احفظوه مع الاسف الشديد لو كان القرآن في حوزاتنا العلمية واقعاً لكنتم تجدون الاعاجيب من المضامين القرآنية هذا اصل، اصل الثاني في القرآن ان القرآن في كثير من المواضع ذكر الاصل الكلي والقاعدة الكلية واوكل بيان المصادق الى النصوص المستفيضة الصادرة عن النبي واهل البيت ولم يعين المصادق ولكن المصادق لمن اوكل بيانه؟ لا يقول لنا انه هذا مخالف للقرآن لا هذا ليس مخالفاً للقرآن هذا بيان مصداق القرآن.
البعض الذي يتصور انا انفي جميع الروايات هذا جهل منهم هؤلاء لم يقرؤوا ما اقول عزيزي انا اقول بأنه الرؤية العامة القرآنية لابد ان لا تكون الرواية مخالفة لها انتم الان انظروا في الجمهورية الاسلامية يوجد هناك اطر عامة تسمى كل احاكم الدستور تحت اطار عام ما هو الاطار العام؟ حاكمية ولاية الفقيه هذه كل القواعد والاسس الدستورية والمواد الدستورية كلها تحت أي لافتة واي عنوان؟ ولاية الفقيه فاذا جاء قانون يريد ان ينفي ولاية الفقيه يقبل او لا يقبل؟ يقولون هذا مخالفٌ مع انه انت لا تجد مادة دستورية تخالف ولكن تقول هذا ينقص او انها يخالف هذه الروح العامة، القرآن الكريم فيه ضوابط وفيه خطوط عامة وكليات ينبغي على النصوص الروائية ان لا تخالف تلك الضوابط والقواعد، بيان المصادق ليس مخالفة لها حتى نقول بأن هذا معارض للقرآن.
اضرب مثال: القرآن الكريم ماذا يقول؟ {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} جيد جداً هذا قاعدة عامة الان هذه القاعدة فقهية؟ لا هذه يمكن ان تكون قاعدة فقهية ويمكن ان تكون قاعدة عقائدية فتأتي الروايات المعتبرة الصريحة والمستفيضة تقول انا مدينة العلم وعليٌ بابها هذه صغرى القياس كبرى القياس اين؟ في القرآن، الرواية ما بيّنت الكبرى افترض من قال انه لابد ان نأتي البيوت من ابوابها؟ افترض انا الرواية قالت انا مدينة العلم وعليٌ بابها جيد جداً انا اريد ان ادخل اليها من السطح كما وردت روايات فلان سطحها وفلان جدرانها وفلان كذا وكذا ولكن القرآن القرآن ماذا قال مباشرتاً؟ {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} لابد ان تأتوا علياً هذا الطريق ولا يمر، او على سبيل المثال القرآن الكريم بيّن موقع هارون من موسى قالوا اشركوا في امري قال كذا وقال كذا اليس كذلك اخلفني هذا كله فقط جاءت رواية انت مني بمنزلة هارون من موسى لبيان الصغرى سؤال القرآن الكريم قال لنا وذكرهم بأيام الله.
سؤال الذي مع الاسف الشديد الذي وجدوا لعله يذكروني عليه ان يوم الحسين هل هو من ايام الله ام لا؟ فاذا ثبت ان يوم الحسين هو من ايام الله ماذا وظيفتنا والقرآن ماذا يقول؟ {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ الله} فاذن يجب احياء يوم الحسين او لا يجب؟ هذا نص قرآني وليس من عندي هذه روايات حتى تقول لي ضعيفة السند او مجعولة السند او منقولة بالمعنى ابدا فاذن احنه علينا ان نذهب الى النصوص الروائية لنرى ان النبي وائمة اهل البيت عليهم افضل الصلاة والسلام هل جعلوا من يوم الحسين يوماً من ايام الله ام لم يجعله ذلك فان ثبت الان اما بالتصريح واما ببيان عظمة واهمية هذا اليوم عند ذلك يكون مصداقاً من مصاديق ماذا؟ وذكرهم بأيام الله.
نأتي الى النصوص الروائية: في علل الشرائع الجزء الاول صفحة 264، هذه القضية التي يطرحونها كثيراً تسمعونها على الفضائيات والائمة اهل البيت ما جاوبوا عنها برواية او روايتين الان ان تقول لي سيدنا في النتيجة ما عرفنا انت تقبل رواية او ما تقبل رواية؟ اعزائي من ما تعرف منهجي ماذا افعل لك من قال لك اني ارفض رواية ولكن لي ضوابط في قبول الرواية ليس ضابطي صحة سند وضعف السند وانما هناك قواعد اشرت اليها مفصلاً في ميزان تصحيح الموروث الروائي.
الرواية قلت لابي عبد الله الصادق يابن رسول الله كيف صار يوم عاشوراء يوم مصيبة وغم وجزع وبكاءٍ دون يوم الذي قبض فيه رسول الله واليوم الذي ماتت فيه فاطمة واليوم الذي قتل فيه امير المؤمنين واليوم الذي قتل فيه الحسن في السم هذا السؤال الذي يطرح الان انتم الذين تريدون تحييون الشعائر لماذا فقط تضعون يدكم على ماذا؟ على قضية الامام الحسين لماذا؟ امير المؤمنين اشرف واعظم وافضل ممن؟ وابوهما خيرهما لماذا انتم لا تحييون ذيك الايام؟
الجواب نحن تابعين للسنة ونجد ان السنة النبوية وسنة اهل البيت قالت احيوا الحسين، محل الشاهد: فقال ان ذلك يوم الحسين اعظم مصيبة من جميع سائر الايام ماذا عبر عن الحسين عن واقعة الطف؟ قال يوم اذن تبين ان قضية الحسين ماذا؟ ولذا انا ارجح ان اسمي لا ملحمة لا كربلاء ولا نحظة كربلاء ولا ولا ابداً اسميها يوم الحسين ومن هنا الان عندما ندخل الى النصوص الروائية نجد انه اعطي ونحن ما عندنا ولا في أي نص ابحثوا انه ما عندنا يوم رحلة رسول الله عندنا يوم رسول الله او ما عندنا؟ ما عندنا، عندنا يوم علي او ما عندنا؟ ما عندنا ابدا مع انه كثير من هؤلاء استشهدوا ايضا ماذا ولكن لا يوجد هذا العنوان ولكن اعطي هذا العنوان للامام الحسين عليه افضل الصلاة والسلام ان يوم الحسين أعظم مصيبة من جميع سائر الايام.
الان سؤال: سيدنا من قال ان يوم الحسين هو يوم من ايام الله؟ اولا ان هنا اثبتنا ان قضية الامام الحسين هي يوم ولم يعبر هذا التعبير في مكان آخر عن الائمة وعن النبي الان نأتي اعزائي الى الخصوصية الثانية انظروا اهل البيت عليهم افضل الصلاة والسلام عندما جاؤوا الى قضية يوم الحسين ماذا عرفوها انت عندما ترجع الى هذا تجد بأنهم اعطي ليوم الحسين ما لم يعطى يعني اعطي لدم الحسين ولشهادة الامام الحسين ولما لم يعطه احداً من الانبياء والائمة الذين سبقوها او لحقوه تقول من اين؟ هذه لا يتبادر الى ذهنكم هذه مصادرنا من مصادر السنة قبل الشيعة هذه الروايات عموماً انا نقلتها معالم الاسلام الاموي هناك في صفحة 312 الرواية معتبرة وانقلها من الكتب المعتبرة عند اهل السنة الرواية هذه اما ما يرتبط بدم الحسين، الرواية عن ابن عباس في مسند احمد قال رأيت النبي صلى الله عليه وآله في المنام بنصف النهار اشعث، اغبر معه قارورة فيه دم يلتقطه او تتبع فيها شيئاً، ابن عباس يقول طبعاً مسألة موجودة وهو انه الرؤيا حجة او ليس بحجة نعم حجة ولكن بشرطها وشروطها وهي ماذا؟ لان الرواية متفق عليها من رأى رسول الله من رأني فقط رأني ولكن لمن يعرفه وليس لكل انسان يقول انا رأيت رسول الله بالامس انت من اين تعرف رسول الله ابن عباس يعرف رسول الله او لا يعرف؟ يعرف رسول الله فعندما يراه في النوم هو قطعاً رأى من؟ وليس لمن يدعي رسول الله بل هو رسول الله، قال: قلت يا رسول الله ما هذه القارورة التي تلتقط بها اشياء من هذا المكان، قال قلت يا رسول الله ما هذا؟ قال دم الحسين واصحابه عندكم رواية لدم احد من الانبياء ومن يقوم بهذا العمل يقوم به سيد الانبياء المرسلين خاتم الاولين والاخرين هذا دم الحسين واصحابه لم ازل اتتبعه منذ اليوم (يعني من اول النهار) قال عمار فحفظنا ذلك، لان عمار بن ابي عمار فحظنا ذلك اليوم وجدناه قتل ذلك اليوم لانه هؤلاء رأو الرؤيا قبل ان تأتي الاخبار من كربلاء الى مدينة انه قتل الامام الحسين مرة مدة طويلة لكي توصل الاخبار، الرواية اسناده قوي على شرط مسلم واخرجه الطبراني والحاكم بهذا الاسناد وصححه الحاكم على شرط المسلم ووافقه ذلك، الرواية بغض النظر هذه ليس من رواياتنا ولكن من روايات القوم هذا فيما يرتبط بقداسة دم الحسين.
اما رواية اخرى: الرواية في مسند ابي يعلى الموصلي قال انه سار مع علي وكان صاحب مطهرته (التي يتطهر بها ويتوضأ منها) فلما حاذا نينوا وهو منطلق الى صفين فنادى عليٌ اصبر اباعبد الله بشط الفرات قلت وماذا يا اباعبد الله قال دخلت على النبي صلى الله عليه وآله ذات يوم وعيناه تفيضان، الان يسألونه ماذا تبكون؟ بيني وبين الله انا لا اعلم ان رسول الله ماذا كان يفعل لو كان بعد الحسين هذا قبل الحسين ورسول الله تفيضان عينه بالدمع فماذا كان يفعل لو رأى ما حدث في كربلاء، قال قلت يا نبي الله اغضبك احد وعيناك بهذه الطريقة؟ قال ما شأن عينيك تفيضان؟ قال بل قبلك قدم عندي جبرئيل قبل فحدثني ان الحسين يقتل بشط الفرات قال فقال هل لك ان اشمك من تربته قلت نعم قال فمد يده فقبض قبضة من تراب فاعطانيها فلم املك عيني ان فاضتا، اذن بيني وبين الله احنه اذا صرنا نبكي ليل ونهار بيني وبين الله عندنا نصٌ شرعي او لا يوجد عندنا نص شرعي؟ يوجد عندنا نص شرعي هذه شعيرة من الشعائر وروايات عديدة انا نقلت هذه كلها توصلنا الى هذه النتيجة .
طبعاً من الروايات القيمة ايضا ما وردت هذه الرواية المعتبرة سنداً وسندها من الاجلاء الرواية هذه عن الامام الرضا عليه افضل الصلاة والسلام في عيون اخبار الرضا الرواية 58 من باب 28 الرواية تقول ثم قال يابن شبيب ان المحرم هو الشهر الذي كان اهل الجاهلية يحرمون فيه الظلم والقتال لحرمته فما عرفت هذه الامة حرمة شهرها ولا حرمة نبيها لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته وسبوا نسائه وانتهبوا ثقله فلا غفر الله لهم ذلك ابدا يابن شبيب (رواية معتبرة اعلائية) ان كنت باكياً لشيء فابكي للحسين ثم قال فانه كذا وكذا وكذا يابن شبيب لقد حدثني انه لما قتل جدي الحسين امطرت السماء دماً وتراباً احمر يابن شبيب الى آخره بيني وبين الله من كل هذه الخصائص الموجودة عند اهل السنة وعند رواياتنا الخاصة هل نصل الى نتيجة ان يوم الحسين يوم من ايام الله او لا نصل؟ انا ما اتصور بأنه يوم اعظم من هذا اليوم في المصائب يوم اعظم من هذا اليوم.
والحمد لله رب العالمين.