نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية الإنسان الكامل (91)

  • بسم الله الرحمن الرحيم
    وبه نستعين
    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
    قال: (اعلم أن الأمور الكلية أي الحقائق اللازمة للطبائع الموجودة في الخارج، كالحياة والعلم والقدرة والإرادة وغيرها مما هي أمور عقلية، ولا أعيان لها في الخارج)…

    في المقدمة أنا أشير إلى ملاحظة، هذه الملاحظة أكدناها في أول هذه الأبحاث، يعني في أول بحث الفص الآدمي، بشكل مفصل، وذكرنا الكثيرة على ذلك، أنه هذا الفص ليس معقودا لبيان مقامات آدم أبو البشر وإنما هذا الفص معقود لبيان مقامات الإنسان الكامل.

    وبعبارة أخرى: آدم الملكوت آدم الجبروت آدم الذي هو الإنسان الكامل، ولعل أوضح عبارة تشير إلى هذه الحقيقة ما أشار إليه في صفحة (306) من هذا الكتاب، تعالوا معنا إلى الكتاب صفحة (306) قال: (فآدم هو النفس الواحدة التي خلق منها هذا النوع الإنساني) التفتوا لي جيدا (أي إذا علمت أن آدم هو الخليفة على العالم ومدبر هذا العالم) أي آدم هذا الذي هو الخليفة على العالم ومدبر هذا العالم؟ آدم أبو البشر ؟

    الجواب: كلا، وإنما هو الإنسان الكامل، (فآدم في الحقيقة هو النفس الواحدة وهو العقل الأول الذي هو الروح، الروح المحمدي في الحقيقة، الظاهرة) هذه الروح المحمدي (الظاهرة في هذه النشأة العنصرية المشار إلى هذا العقل الأول إلى آدم بقوله: >أول ما خلق الله نوري<) الآن هذا آدم الذي هو الإنسان الكامل، الذي هو أول ما خلق الله العقل أول ما خلق نوري (فمظهره الأول في عالم الجبروت هو الروح الكلي المسمى بالعقل الأول، وفي عالم الملكوت كذا، وفي عالم) في صفحة (307) (وفي عالم الملك مظهر آدم الكلي آدم أبو البشر ).

    إذن عندما نتحدث في هذا الفص وهو الفص الآدمي، لا نتكلم عن آدم أبو البشر، بل آدم أبو البشر مظهر من ظاهر آدم الحقيقي، آدم الملكوت والجبروت، (ولذا قال: الشيخ في الباب العشر من الفتوحات: فأول موجود ظهر من الأجسام الإنسانية كان آدم) من الأجسام الإنسانية (وهو الأب الأول من هذا الجنس وقال: وقال: ونبه هنا) ماذا نبه؟ (على آدم عالم الجبروت والملكوت، الذي هو الخليفة أزلا وأبداً ).

    إذن هذا اصطلاح أنا الذي أصلحت عليه آدم الملكوت وآدم الملك، أو آدم الحقائق وآدم الأجسام، هذا مأخوذ من كلمات هؤلاء، هؤلاء الذين يصرحون أنه آدم الملكوت، يعني أول ما خلق في عالم الامكان هو العقل الأول، وأول ما خُلقَ من الآدميين في عالمنا، عالمنا عالم المادة هو هذا آدم أبو البشر، جيد .

    (احد الحاضرين): ….

    ج/ نعم؟ أنا قلت وأشرت إليه مفصلا ولكنه باعتبار سؤال بعض الإخوة، سألوا: سيدنا أنه لماذا آدم تحمله القاعدة أن يحمل على آدم العقل الأول، آدم الإنسان الكامل آدم الخليفة أزلا وأبداً، إلاّ إذا وجدت قرينة في المقام تقول المراد من آدم هنا هو آدم أبو البشر، ذاك حديث آخر، جيد .

    تعالوا معنا إلى الكتاب مرة أخرى، أين كان حديثنا إخواني؟ كان حديثنا في هذه النقطة وهي بيان العلاقة بين الحق تعالى وبين الخلق، بين الخالق وبين المخلوق، بين الحق وبين العالم، ومن هنا قلنا: سيتضح لنا العلاقة بين الإنسان الكامل وبين العالم، لماذا؟ لأن الله آدم على صورة الرحمن، إذا تتذكرون هذا المطلب تقدم بيانه بقى تطبيق العبارة في المقام وهو:

    إننا قلنا: بدأ من أصل، هذا أصل ما هو؟ وهو انظروا العلاقة القائمة بين المعقولات الكلية في الذهن وبين الواقع الخارجي، ومنه سوف ينطلق إلى بيان العلاقة بين الحق تعالى وبين العالم هذا بعد كان، ولذا قال: (فبنى أصلاً يتفرع عليه المقصود) ما هو هذا الأصل؟ (اعلم إن الأمور الكلية) هذه الأمور الكلية ما هي؟ هذه المفاهيم التي توجد في اذهاننا وهي حقائق، حقيقة هذا المفهوم الموجود في ذهننا، وجود أم ليس بوجود ؟

    نعم وجود ليس أمرا عدميا (الحقائق اللازمة للطبائع الموجودة في الخارج أنت تضع يدك على زيد الخارجي تقول حي فتنتزع منه الحياة، تقول عالم فتنتزع منه العلم تقول قادر فتنتزع منه القدرة، تقول مريد فتنتزع منه الإرادة .

    قال: (كالحياة والعلم والقدرة والإرادة وغيرها، مما هي) هذه الأمور (مما هي أمور عقلية ولا أعيان لها في الخارج) وبيّنا بأنه العلم بما هو علم ليس له وجود في الخارج، الذي له وجود في الخارج هو العالم، الذي له وجود في الخارج هو القادر، أما ضع يدك على شيء سميه العلم، لا يوجد، عندنا في الخارج من هو متصف بالعلم والقدر ونحوها .

     قال: (وإن لم تكن لها ذات أمور عقلية ولا أعيان لها في الخارج، وإن لم يكن لها وجود في الخارج) هذه عبارة المتن (وإن ولم يكن لها وجود في عينها) يعني ليس لها أعيان قائمة بنفسها (أي وإن لم تكن لها ذات موجودة في الخارج) إذن فهي أين موجودة؟ (فهي موجودة في العقل بلا شك)

    (احد الحاضرين): ….

    ج/ أين؟ لا، الطبائع موجودة في الخارج، الحقائق اللازمة ليس لها أعيان في الخارج، الطبائع موجودة في الخارج، قلت الطبائع أنت زيد الآن موجود في الخارج، حياة أم حي؟ أنت سيدنا أنا في مقام ضرب المثال، أقول أنت موجود في الخارج أم لا؟ أنت الحيات أم أنت تتصف بالحياة، جيد جدا.

    إذن الحياة أمر معقل وغير موجود في الخارج إلاّ بما هو وصف، إذن الطبائع الخارجية لها لوازم في الذهن وهي الحياة والعلم والقدرة، كالإنسان قلنا: الإنسان ضع يدك على شخص وقل لي هذا إنسان، غير موجود، الإنسان موجود في ضمن زيد وبكر وعمر وخالد، وإلاّ الإنسان بما هو إنسان هذا المفهوم الكلي ليس له وجود بعينه في الخارج، وإذا موجود فهو موجود ضمن طبيعة خاصة وهي الطبيعة الفردية وهي الطبيعة الجزئية، هذا شرحته مفصلا، بعد هنا صار بنائي فقط تطبيق العبارة سيدنا.

    قال: (وإن لم ليكن لها وجود في عينها أي وإن لم تكن لها ذات موجودة) يعني نفس الحياة نفس العلم نفس القدرة (فهي موجودة في العقل بلا شك فهي) أي هذه الأمور الكلية (فهي باطنة من حيث أنها معقولة) دع ذهنك هنا، جيد.

    قلنا: إذا تتذكرون، الآن العبارة قلنا: ما قبلنا قلنا: (فهي باطنةٌ لا تزول لا تُزال عن الوجود الغيبي لها) لأنها إذا صارت باطنة تكون شهادة أم تكون غيبا؟ تكون غيبا، ولذا لا فرق في أن نقول (لا تزول عن الوجود الغيبي أو لا تُزال عن الوجود الغيبي) بمعنى واحد، التفتوا جيدا وهذا المعنى الذي نحن انتخبناه وقويناه هو الذي يصرح به، تعالوا معنا إلى صفحة (272) إخواني في السطر الثاني يقول: (تصريح بالمقصود وهو بيان الارتباط بين الأشياء العينية والأمور الغيبية التي لا أعيان لها).

    إذن يفسر الأمور الكلية بالأمور العينية أم بالأمور الغيبية؟ بالأمور الغيبية، هنا العبارة كان المفروض أن تكون ماذا (لا تزول عن الوجود الغيبي) وليس (لا تزول عن الوجود العيني).

    سؤال: لأن هو ينتخب هذه النسخة (لا تزول عن الوجود العيني) ما معناه؟ يقول مراده من (لا تزول عن الوجود العيني) يعني مع أنها باطن ولكن لها نحو ارتباط بالوجود العيني، يعني له نحو ارتباط لا تنفك عن الوجود العيني لأنها لازمة لها، فالعبارة يكون فيها شيء من التكلّف، وإلاّ بالمعنى الذي أشرنا إليه لا بعد هذا التكلف غير موجود (لا تزول) هذه الأمور الباطنة الأمور الكلية (لا تزول عن الوجود الغيبي) الذي لها وهو كونها باطنة وكونها غيبية، أما إذا قراناها كونها (عينية) (لا تزول عن الوجود العيني) يعني مع كونها باطنة أيضاً لها نحو ارتباط بالوجود العيني، ولذا محتاجين إلى أن نقول: مع كونها، وهذا في المتن غير موجود، ولذا تجدون في المتن هو عندما أراد أن يشرحها ماذا قال؟ قال: (فهي باطنة من حيث أنها معقولة ومع ذلك) شيخنا من أين أتيت بهذه (ومع ذلك)؟ اضطر إليه لأنه جعل العبارة عيني وإلاّ لو كانت غيبي لما احتاج إلى التكلف، لا أعلم صار المعنى واضحا؟

    إذن توجد قراءتنا إخواني الأعزاء:

    1- قراءة (عن الوجود الغيبي) بعد لا يوجد فيها أي تكلف، ومنسجمة أيضاً مع الأبحاث اللاحقة كما سيتضح .

    2 – وقراءة أخرى أو نسخة ثانية تقول: (لا تزولُ عن الوجود العيني) الذي يختاره القيصري .

    يقول: (فهي باطنة من حيث أنها معقولة ومع ذلك) هذا ضمن ومع ذلك، لأنه إذا كانت هي معقولة تزول عن الوجود العيني، وليس أنها لا تزول عن الوجود العيني، إذن كيف؟

    قال: (ومع ذلك لا تزول عن الوجود العيني ولا تنفك من الوجود العيني إذ هي) يعني هذه الأمور الكلية المعقولة الباطنة (إذ هي من جملة لوازم الأعيان والطبائع المتحققة) أين (في الخارج) إذن قوله (فهي باطنة لا تزول عن الوجود العيني) يعني مع كونها باطنة معقولة غيبية ولكن لها نحو ارتباط بماذا؟ بالوجودات العينية الخارجية، وفي بعض النسخ (لا تزال عن الوجود الغيبي) الذي نحن اخترنا هذه النسخة قلنا: وهي منسجمة مع الأبحاث اللاحقة (وفي بعض النسخ لا تزال عن الوجود الغيبي على أن لا تزال) اجعلوها بين قوسين صغيرين (على أن لا تزال مبني للمفعول من أزال يزيل) يعني ليست من الأفعال الناقصة، (والغيبي بالغين المعجمة والباء ومعناه) بناء على هذا الاحتمال (هي باطنة ليمكن أن تزال عن كونها أمورا عقلية) يعني تبقى أبداً هي أمور عقلية، وهذا ما نعتقده أيضاً، إن شاء الله بعد ذلك سيأتي إن الاسماء الإلهية وإن الصفات الإلهية التي لوازمها الأعيان الثابتة شمّتْ رائحة الوجود أم لا ؟

    يعني تبقى في غيبها، يبقى الغيب غيبا، تقول فهذه ماذا؟ نقول هذه مظاهرها هذه تعيناتها وإلاّ بما هي هي باقية في الصقع الربوبي لا تخرج ولن تخرج عنه، ولذا ورد في بعض الأدعية ارجعوا إلى بعض الأدعية عندما يأتي إلى بعض الاسماء الإلهية يقول >لم يخرج إلاّ إليك< يعني خرج منك أم لم يخرج؟ خرج، يعني من مقام الأحدية إلى مقام الواحدية، ولكن خارج الصقع الربوبي أم ليس كذلك؟ ليس كذلك، هذه تبقى في عالم الباطن وتحت اسم الباطن، تقول هذا الذي في الخارج؟ هذا الذي في الخارج مظهر اسم الظاهر هي تعينات اسم الباطن التي هي مظاهر الاسم الباطن، ولذا تجدون إن ذلك الاسم هناك واحد، ولكنه عندما يأتي إلى عالم الأعيان الخارجية يكون واحد أم متعدد؟ يكون متكثر، لا أعلم واضح أم لا؟ العلم الإلهي واحد أم متعدد؟ عالم في مقام الواحدية، واحد هذا الأمر الكلية كما أن مفهوم الإنسان واحد، الإنسان بما هو مفهوم كلية واحد أم متعدد؟ واحد ولكنه عندما يأتي إلى الخارج يتكثر.

    الآن الإخوة إذا يريدون أن يرجعون للقاساني أو الكاشاني أشار إلى احتمالات هذه الجملة، هناك في هذه الطبعة الحديثة الموجودة قال: (يعني) يشرح العبارة (يعني إن الأمور الكلية) مطلقا كالحياة والعلم مثلا (لها وجود غيبي في العقل ووجود عيني في الخارج، فإن الوجود الخارجي عين المطلق العقلي ولكن مقيدا بكونه) كلي أم جزئي؟ في الخارج يكون جزئيا (لكن الكلية لا تزال معقولة مندرجة تحت اسم الباطن، ولا توجد من حيث الكلية في الخارج، بل إذا وجد في الخارج توجد من حيث الجزئية والمقيدة) ولذا أنتم إن شاء الله بعد ذلك سيتضح، أن الاسم من حيث الكلي السعي يوجد في الخارج أم لا يوجد؟ لا يوجد، والذي يوجد في الخارج ما هو؟ مظاهر هذا الاسم ولذا كلا يملك علما بقدره ،يعني بقدر المظهر لا بقدر لذلك الاسم وهو الكلي السعي.

    قال: (ولا توجد من حيث هي كلية في الخارج، بل من حيث هي مقيدة، وتلك الحيثية مندرجة تحت اسم الظاهر قال: وفي بعض النسخ لا تزول فمعناه ومعنى لا تزال بضم التاء بمعنى واحد وهو من أزال واحد) يعني نستطيع أن نقرأ فنقول: (لا تزول عن الوجود الغيبي) و(لا تزال عن الوجود الغيبي) لا تزول ولا تزال بمعنى واحد (والغيبي بمعنى المعقول وعند بعض الشارحين عن الوجود العيني) وهي النسخة التي يقدمها ويصححها القيصري (عن الوجود العيني بالعين الغير المعجمة، أي لا يزول من حيث هي طبائع مطلق لا مقيدة بقيد الكلية فإن الكلي الطبيعي موجود في الخارج وقُرأ، لا تزال) لا أحسنتم لا تزال، توجد قراءة أخرى وهي (لا تزال) على أنه من الأفعال الناقصة، زال يزول، لا أزال يزول .

    سؤال: إذا صار من الأفعال الناقصة فنحتاج لها اسم وخبر، جيد اسمها أين وخبرها أين، هنا وقعوا في حيرة هذه باطنةً خبر زال أم اسمها؟ وإذا كان اسمها فخبر زال أين يكون؟ وإذا صار خبرها فاسمها أين؟ وهكذا، ولكن كل هذه التكلفات واقعا لا نحتاج إليها.

    يقول: (على أنه من الأفعال الناقصة، أي فهي باطنةٌ عن الوجود العيني الشخصي لا تزال كذلك) فهي باطنةٌ لا تزال عن الوجود، يعني فهي باطنة كذلك لا تزال كذلك، لأنها يمكنها أن تكون عن وجود عيني أو لا يمكن؟ لا يمكن، والمعنى واحد (بحذف الخبر، لدلالة باطن عليه، أو باطنةً) تقرأ فهي باطنةً لا فهي باطنةٌ (على تقديم الخبر أي فهي لا تزال باطنةً عن الوجود العيني، والأول اظهر وأوفق لما سيأتي في الأبحاث اللاحقة) هذا الذي قلنا: بأنه الأدق: (لا تزول أو لا تزال عن الوجود الغيبي) جيد.

    (وفي بعض النسخ لا تزال عن الوجود) هذه قرأناها (على أن لا تزال مبني والغيب إلى آخره) .

    (ولها) تعالوا إلى المطلب الآخر :

    أولا: ثبت أنها أمور قولوا معنا، أنها ثبتت ماذا، هذه الأمور الكلية، عين أم غيب؟ غيب، الآن بأي بيان كان ليس بمهم .

    سؤال: لها تأثير في العين أم ليس لها تأثير في العين؟ هذه المفاهيم صارت غيبية كلية، أمور كلية، لها تأثير أم ليس لها تأثير، إذا تتذكرون قلنا: إذا كان العلم علما فعليا يكون لها تأثير أم ليس لها تأثير ؟

    قلنا: نعم باعتبار هذه الصورة العلمية وإن كانت صورة علمية ولكن هي منشأ وجود العين خارجا، وهي منشأ تحقق آثار العين خارجا، يعني عندما توجد العين خارجا واتصفت بأنها عالمة سوف تكون مريدة سوف تكون قادرة فتترتب عليها الآثار، ولذا قال: (ولها) لمن الضمير لمن؟ للأمور الكلية (ولها الحكم والأثر في كل ما له وجود عيني) هذه الأمور الكلية هذه كلها، هذا الأصل الذي نريد أن نبني عليه ماذا بعد ذلك؟ العلاقة بين الله وبين العالم يريد أن يقول: أن الصور العلمية وأن الاسماء الإلهية وإن كانت غيبا، ولكنها هي مبدأ وجود ماذا؟ هي مبدأ وجود الأعيان في الخارج، وهي مبدأ آثار وكمالات الأعيان في الخارج، ولكن من أين يدخل، يدخل من هذا المدخل الذي هو بحث فلسفي وفي نفسه كلام تام.

    قال: (أي ولهذه الأمور الكلية) المفروض أنها ماذا؟ (التي لا أعيان لها في الخارج) لأنها غيبية، لا أعيان لها ليس مطلقا (لا أعيان لها منفكة عن التقيد المشخص إياها) هذه الأمور الكلية لا أعيان لها مطلقا، أم لا أعيان لها منفكة؟ لا، في نفسها لا أعيان لها، أما إذا صارت مقيدة لها أعيان أو ليس لها أعيان، نعم لها تحقق في الأعيان، لا أعيان لها في الخارج يعني عارية عن المشخص بل إذا وجد لها عين فهي توجد مع التشخص (التي لا أعيان لها في الخارج منفكة عن التقيد) ذلك التقيد (المشخص إياها) (التي لا أعيان لها في الخارج منفكة عن المروضات التي تعرض لها هذه الأمور الكلية) أنت ضع يدك على العلم، هل يوجد العلم بما هو علم في الخارج، لا، ولكن يوجد العلم بما هو عارض على معروض وهو زيد، تقول الإنسان عالم، أما العلم بما هو علم منفكا عن الشخص ليس له تحقق، نعم له تحقق مع معروضه الذي يعرض عله، لا أدري واضحة العبارة أم لا ؟

    قال: (والمعروضات التي تعرض لها) يعني منفكة (عن المعروضات التي تعرض لها تلك الأمور الكلية) ارجع أغلقوا الخط .

    قال: (ولهذه الأمور الكلية حكم وأثر) ولكن أين لها حكم وأثر (في الأعيان الكونية والحقائق الخارجية، بحسب وجودها) كان التامة (وبحسب كمالات هذه الحقائق) كان الناقصة، يعني أن تلك الأمور الكلية لها حكم وأثر في أصل وجود الأعيان الخارجية، وفي كمالات الأعيان الخارجية، يعني كان التامة لها وكان الناقصة لها .

    سؤال: دعوا اذهانكم هنا، بناء على هذا هل توجد اثنينية بين الأمور الكلية والأعيان الخارجية أم لا توجد؟ نعم توجد اثنينية، لأن الأمور الكلية لها الأثر، فإذن هي شيء، والأعيان الخارجية شيء آخر، وإلاّ إذا كانا شيئا واحدا، لا معنى لأن نقول لشيء واحد أنه له أثر في نفسه، هذا لا معنى له.

    إذن عبارته (ولها) أي لهذه الأمور الكلية (لها الحكم والأثر في كل ما له وجود عيني) هذه العبارة وهذا المقطع يكشف لنا عن أن الأمور الكلية عين الأمور العينية، الغيبية عين العينية أم غيرها؟ غيرها ولذا في المتن اللاحق سوف يترقى ماذا يقول؟ في صفحة (265) (بل هو عينها) لماذا ترقى بحثه سيأتي، ولكن الآن ظاهر العبارة أن الأمور الكلية لها الأثر في الأعيان الكونية وهذا معناه أنه توجد نحو من الاثنينية، ومن الواضح توجد اثنينية، الصورة العلمية التي في علم المهندس التي على أساسها يبني بناية افترضوا مئة طابق، أو خمسين طابق، من الواضح أن هذا نحو من الوجود، وذاك نحو آخر من الوجود الخارجي، نعم هذا صار منشأ ومبدأ لذلك الوجود الخارجي، أما هو هو أم هو غيره ؟

    الجواب: هو هو من وجه وهو غيره من وجه آخر، توجد اثنينية من وجه آخر، قال: (ولهذه الأمور الكلية حكم وأثر في الأعيان الكونية والحقائق الخارجية) له حكم وأثر في ماذا متعلق حكم وأثر، هذه الباء بحسب ماذا، قال: (بحسب وجود تلك الأعيان والحقائق وبحسب كمالات تلك الأعيان والحقائق، أما الأول) يعني بحسب وجودها، يعني بحسب كان التامة.

    انظروا هنا يكون البحث نوعا مّا غير فني، نحن أين نتكلم؟ في البحث الفلسفي أم في البحث العرفاني؟ الآن هذا المثال الذي ضربناه، ونريد من هذا الأصل أن ننتقل إلى أين؟ إلى العرفاني، تجدون في الوسط دخل البحث العرفاني على الخط، قال: (فلان الأعيان معلولة للاسماء) الأعيان معلولة للاسماء هذا بحث فلسفي أم عرفاني؟ هذا عرفان، نحن نريد أن نبني هذا حتى ننتقل إلى ماذا؟ فكان ينبغي هنا، وإن كان هو سوف يضرب مثالا، يقول من قبيل العلم الفعلي، يعني العلم الذي يكون مبدأ لوجود الفعلي خارجا، يضرب مثال، ولكنه هذا البيان وهو أن الأعيان الخارجية معلولة للاسماء الإلهية هذه هي النتيجة التي نريد أن نأخذها، وليس هذا هو المثال الذي نحن نضربه، لا أعلم واضحة النكتة أم لا ؟

    أحسنتم هذا سبق للبحث وهو لا ينبغي أنه أنت في الوسط تأصل أصلاً وتضرب مثالا حتى اقربك إلى الممثل في الوسط تأتي بالممثل الذي هو النتيجة وتجعلها في توضيح المثال، هذا بحث غير منطقي، هذا غير فني، لا اعلم واضح أم لا؟ ولكن مع ذلك إلى الآن كتاب عرفاني أفضل من هذا الكتاب واقعا، وإلا عشرات الكتب، يوجد شرح مقدمة الفصوص وشرح الفصوص، ولكن بفنية هذا الكتاب إلى الآن لا يوجد متن أفضل من هذا المتن .

    قال: (فلان الأعيان معلولة للاسماء) أصلاً هنا هذا هو بيت القصيد، إذ هذا الذي نري أن نثبته نحن، لا أنه يأتي في الوسط، إخواني الأعزاء هذه المسالة إذا تتذكرون أشرنا إليها مرارا وتكرارا.

    قلنا: إن ارتباط الأشياء والأعيان والحقائق الخارجية به تعالى ليست بذاته مباشرة من غير واسطة وإنما ارتباط الأشياء به تعالى عندما نقول أشياء مرادنا ما سوى الله، يعني الأعيان الخارجية، يعني الحقائق الإمكانية هذه، هذه ترتبط بالله تعالى بتوسط الاسماء، الاسماء ما هي؟ عرف الاسم؟ الاسم هي الذات مع صفة مع تعين، أحسنتم والذات مشتركة بين كل الصفات.

    إذن بعبارة أدق عندما نقول ارتباط الأشياء بالله من خلال الاسماء مرادنا من الاسماء يعني الصفات، لماذا؟ لأن الذات المفروض هي ماذا؟ مشتركة بين جميع الصفات، إذن ليس مقصودنا الاسم بالمعنى الاصطلاحي، يعني الذات مع صفة وإنما الوسائط هي حقيقة، وان كنا نعبر عنها بالاسماء ولكن في الواقع الوسائط هي الصفات لا الاسم بما له من الذات والتعين.

    ولذا عبارته يقول: (فلان الأعيان معلولة للاسماء) جيد والاسم ما هو بحسب الاصطلاح؟ ذات مع صفة معينة.

    إذن على هذا الأساس (فالأعيان لا تحصل إلاّ بالصفات) لماذا؟ لأنه الذات مشتركة لا يمكننا أن نرجع تعدد وتكثر الأعيان إلى الذات لابد أن نرجعها إلى ماذا؟ لابد أن نرجعها إلى الاسماء والاسماء حقيقتها ما هي؟ ذات مع صفة والذات واحدة أم متعددة؟ واحدة إذن تبين أن الأعيان معلولة للاسماء حقيقة أم للصفات؟ تكون حقيقة معلولة للصفات، لا أعلم واضح هذا المعنى ؟

    ولذا عبارته قال: (والاسم ذات مع صفة معينة) إذن (فالأعيان) أي الأعيان الخارجية والحقائق الكونية (فالأعيان من حيث تكثرها لا تحصل إلاّ بالصفات) هذا المعنى الإخوة إذا يريدونه بشكل تفصيلي، حتى تعرفون الميزان مكتوب على أي أساس، ورد في الميزان المجلد الثامن صفحة (353) في ذيل الآية (180-186) من سورة الأعراف قال: [ ومن هنا يظهر أن جهات الخلقة وخصوصيات الوجود التي في الأشياء ترتبط إلى ذاته المتعالية من طريق صفاته الكريمة] لا من طريق اسمائه.

    الآن حتى تعرف لماذا ما قال: من اسماء الله، هو يتكلم على الموازين أنت لا تفهم لماذا يقول ذاك بحث آخر، هو يتكل على الموازين، أن الكثرة الموجودة في عالم الأعيان الخارجية مرتبطة إليه لا من خلال اسمائه وإن كان نقول من خلال اسمائه ولكن في الواقع من خلال صفاته [أي إن الصفات وسائط بين الذات بين مصنوعاته فالعلم والقدرة ] التفت جيدا، ليس العليم والقدير، لأن العلم صفة والعليم اسم، [فالعلم والقدرة والرزق والنعمة التي عندنا بالترتيب، تفيض عنه سبحانه بما أنه عالم] يعني ذات ثبت لها وصف العلم [وقادر ورازق ووو إلى غير ذلك، وجهلنا يرتفع بعلمه وعجزنا يرتفع بقدرته وهذا هو الذي نجري عليه بحسب الذوق] الذوق لا يعني الاستحسانات الذوقية التي مع الأسف الشديد البعض يقول أن كتب هؤلاء ما هي؟ ذوقيات واستحسانات.

    أخي الذوق والاستحسان في الأصول في الفقه له معنى، ومن هنا نحن ندعي أن مدرسة الرأي مدرسة الذوق والاستحسان، تعال اعرف اصطلاح هؤلاء ما هو مرادهم من الذوق؟ هنا مراده من الذوق، يقول الوجدان والوجدانيات من الأمور الأولية والبديهيات المعروفة، عددوا لنا الأوليات؟ منها الوجدانيات، يعني ذوقيات؟ هذا مرادهم، مرادهم من الذوق هنا الأمر الوجداني.

    يقول: [وهذا هو الذي نجري عليه بحسب الذوق المستفاد من الفطرة الصافية فمن يسال الله الغنى ] إذا فقير يريد أن يكون غني ماذا يقول له؟ يقول له يا مميت يا مذل اغنني، هل يوجد مجون هكذا يتكلم مع الله تعالى، هل يوجد شخص يريد الشفاء يريد الحياة يقول له يا مميت أحيني؟ أم ماذا يقول له؟ يقول له: يا حي يا قيوم لا يقول يا مميت، إذا كان يريد عزة يقول يا مذل اعزني؟ فأنت معلوم عندما تقول له يا مذل.

    ولذا قال: أهل المعرفة، افتحوا لي قوس، أهل السلوك يقولون أنه في العبادة إذا رأيت نفسك متعب إذا رأيت نفسك راودك النعاس، إذا وجدت نفسك لا تعلم ما تقول، كما يحدث في ليالي القدر وغيرها الإنسان مرهق ولكن قالوا له هذه الليلة لابد أن يحييها، فبدل أن يقول يا محيي يقول يا مميت، بدل أن يقول يا معز يقول يا مذل ويبتلي من حيث لا يشعر المسكين؛ ولذا ينبغي للإنسان أن يلتفت جيدا، وإن كان الله سبحانه وتعالى غفور كريم، ولكن الآثار الوضعية، أنت إذا اشتبهت بدل أن تجعل أمامك قدحين من الماء وكنت عطشان ولكنك نائم احدهما ماء زلال ولأخر سم قاتل وبالاشتباه شربت السم القاتل، هذا السم يؤثر أم يقول والله هذا كان نعسان فانا لا اقتله هكذا يقول أم أثره يأتي؟ اقبلوا أنه هناك نظام في عالم الاسماء، وهذا النظام لا يتخلف، نعم في بعض الأحيان قد يتخلف كما أن الله سبحانه وتعالى أن هذا الشخص أبوه داعي له بطول العمر قد يشرب هذا والله يبقيه حيا، ولكن هذا استثناءً، وإلاّ القاعدة من يشرب السم عمدا سهوا أُشرِبَ شَرَبَ اختياري غير اختياري أثره الوضعي.

    التفتوا لي جيدا، وإذا كانت الأحكام الفقهية من هذا القبيل واويلاه واويلاه، وأنا لا أقبل هذا المعنى، أنه ليست آثاره آثار تكوينية قهرية وإلاّ لو كانت هكذا، بينك وبين الله في كثير من الأحيان نحن نخالف الأحكام الواقعية أم لا نخالفها؟ عندنا أحكام ظاهرية، والأحكام الواقعية نخالفها أم لا ؟

    يعني بعبارة أخرى نأكل اللحم الحرام اللحم غير المذكى، إذا قبلنا أن اللحم غير المذكى فيه آثار تكوينية هكذا قساوة القلب تحصل، وأنت يوميا قل ربي اعطني كذا، أنت تأكل اللحم الحرام وقساوة القلب موجودة.

    إذن ليست هكذا القضية، المهم لابد أن نحل المشكلة وأنا بحمد الله مقدار مّا حليتها في مسألة الجمع بين الحكم الظاهري والواقعي، هناك بعد بحثناه وأنا أنبهك على أن الأعلام يبحثون هذه المسالة من دون أن يلتفتون إلى لوازمها المترتبة عليها .

    قال: [وإنما يدعوا باسمائه الغني والعزيز والقادر] يقول والقران الكريم يصدقنا في سلوك هذا، فلهذا تجد أنه في آخر كل آية يذكر الاسماء المناسبة للآية، [فتبين أننا ننتسب إليه تعالى ونرتبط به، بواسطة اسمائه واسمائه بواسطة آثارها المنتشرة في أقطار عالمنا المشهود] هذا البحث مفصل وقيم جدا تحت عنوان [نسب الصفات والاسماء إلينا] راجعه صفحة (352) المجلد الثامن .

    قال: (فلان الأعيان معلولة للاسماء والاسم ذات مع صفة معينة إذن فالأعيان) أي أعيان؟ ليست هي الأعيان الثابتة، وليست الأعيان في الصقع الربوبي، بل الأعيان الكونية والحقائق الخارجية (فالأعيان من حيث تكثرها لا تحصل إلاّ بالصفات وهي) هذه الصفات ما هي؟ هذا الذي قلته إن البحث متداخل، أي صفات والصفات ما هي هنا، جزاك الله هذه الصفات، الحياة العلم القدرة، يا علم وقدرة و…، مفهومها أم وجودهن الخارجي ؟

    بعبارة أخرى العلم بما هو مفهوم أصولي أم بما هو كلي سعي؟ أيهما؟ مبدأ الأعيان بما هو كلي سعي أم بما هو مفهوم حصولي؟ بما هو كلي سعي، ولكن مباشرة يقول: (وهي) هذه الأمور الكلية التي لا عين لها في، نحن أين نتكلم نحن نتكلم في المفاهيم، نتكلم في الأمور الكلية، نتكلم في الأمور المعقولة في الذهن، هذا الذي قلته أن البحث متداخل، هو مقصوده التي، مفهوم العلم مفهوم ذلك الأمر الكلي السعي لأنه بعد ذلك سيتضح إن هذا المفهوم الكلي للعلم أنا من أين أخذته؟ أخذته من المصاديق الخارجية أم من ذلك الموجود السعي؟ على نظرية السيد الطباطبائي، السيد الطباطبائي ماذا يعتقد ؟

    يقول ارتباط يحصل بذلك الوجود السعي الخارجي فتأخذ منه مفهوما كليا، هذا بحثه سيأتي المهم المضمون واضح الآن وإن كان المطلب فيه ما فيه (وهي هذه الأمور الكلية التي لا أعيان لها في الخارج؛ ولهذا ذهب الحكماء أيضاً إلى أن علم الواجب علم فعلي وسبب لوجود الموجودات، هذا الذي قلناه استباق للبحث، هذه النتيجة التي نريد أن نأخذها، وأنت في وسط البحث بعدك لم تكمل الحديث دخلت في بيان الممثل مع أنه الآن حديثنا في المثال.

    إخواني الأعزاء هذا اصطلاح العلم الفعلي ضربنا له مثال وقلنا بأنه مهندس يضع خارطة لعمارة في ذهنه ثم يبنيها خارجا، هذا العلم فعلي أم انفعالي؟ فعلي يعني ماذا فعلي؟ يعني الوجود الخارجي جاء تابعا لهذه الصورة العلمية، أما بخلافه عندما تقف وتنظر إلى هذه العمارة فإن هذه الصورة التي تملكها ف الذهن سبب لوجود العمارة أم حصل من وجود العمارة؟ حصل من وجود العمارة فهو علم انفعالي، واضح هذا المعنى؛ ولذا يطلق على علم الحق تعالى علم ماذا انفعالي أم فعلي؟ فعلي بمعنى أن علمه بالنظام الأحسن كأي مهندس، أن علمه بالنظام الأحسن أوجد هذا العالم الذي هو النظام {الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين} هذا النظام الأحسن معلول لأي شيء؟ للعلم بالنظام الأحسن.

    ولذا إذا تتذكرون الحكماء فسروا الإرادة الذاتية بالعلم بالنظام الأحسن، أرجعوا الإرادة إلى العلم بالنظام الأحسن، كم عندنا وقت؟ دقيقة واحدة.

    ولكنه هنا أيضاً على القاعدة التي يتذكر الإخوة ذكرنها في الأسفار وهنا أيضاً ذكرناها، وهو أن لا بأس أن نقف قليلا عند مسالة العلم الفعلي هذا في الاصطلاح لأنه يستعمل في كلمات الحكماء والعرفاء في عشرة إطلاقات فلهذا نشير إليها إجمالاً وإنشاء الله تفصيلها موكول إلى محل آخر.

    والحمد لله رب العالمين

    • تاريخ النشر : 2016/11/06
    • مرات التنزيل : 1668

  • جديد المرئيات