نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية الإنسان الكامل (98)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: (ولا شك ان المحدث قد ثبت حدوثه وافتقاره إلى محدث أحدثه)

    قلنا: هذه هي طليعة البحث في المقام الثاني وهو ان الإنسان خلق على صورة الرحمن، وان الإنسان مخلوق على صورته، أي صورة الرحمن من هنا هذه طليعة البحث.

    طليعة هذا البحث فيها مجموعة من الاصول، وهذه الاصول واقعا نافعة كثيرا :

    الاصل الأول: الذي يشير اليه وهو انه يقول: هذه الموجودات مرتبطة به تعالى، يعني بالموجد، ارتباط افتقار، هذه العبارة وهي (ان وجوده من غيره)

    أولا: يثبت بانه العرفاء يقولون باصالة الوجود، ليس وماهيته من غيره، فوجوده من غيره.

    وثانيا: يثبت لنا ان العرفاء كانوا يعتقدون بنظرية الوجود الفقري، لأن العبارة (فوجوده من غيره فهو مرتبط به ارتباط) ماذا (افتقار) ليس انه وصفه الفقر بل هو عينه الفقر، هذه هي نظرية الامكان الفقري.

    إذن مسألة أصالة الوجود ومسألة الوجود الفقري وان الممكن وجوده عين الفقر والحاجة، هذه بالاصالة للعرفاء، وهذا يكشف لك انه لماذا صدر المتألهين عندما يصل إلى العرفاء يكون بهذه الدرجة من الخضوع والاحترام لكلمات العرفاء، هذا أولاً.

    وثانيا: ان يكشف لك واقعا ان كثير من المباني التي ذكرها صدر المتألهين في الحكمة المتعالية، انما كانت ببركة من؟ ببركة نظريات العرفاء في هذا المجال نعم إنما نقول انها ببركة نظريات العرفاء هذا ليس معناه انه كان مترجما وناقلا، لالالا، بالنتيجة قد اضاف قد انقص قد أقام بعض الأدلة زاد، وهكذا كما أي عالم محقق آخر، هذا مضافا إلى انه واقعا مع كل هذا له الفخر، لماذا؟ لأن كثير من الآخرين أيضاً قرأوا كلمات العرفاء ولكن استطاعوا ان يستفيدوا هذه الاستفادات أو لم يستطيعوا، استطاعوا ان يستخرجوا منها هذه النظريات أم لا؟ إذن ليس بالضرورة هذه للعرفاء.

    إذن كل من قرأ للعرفاء صار ملى صدرا، لا ليس هكذا، كثير ممن يقرأون لملا صدرا ولكنهم يفهمون ما يقوله، كثير يقرأون للعرفاء ولكن يفهمون ما يقوله العرفاء أم لا يفهمون؟ بل أكثر من ذلك كثير كثير نقرأ الروايات تجد شخص يقرا الرواية ويفسرها الكلمة معناها اللغوي والبحث الأدبي والى اخره، ولكن شخص آخر من رواية واحدة يستخرجا بحثا على مستوى كتاب.

    اذن القضية ليس هي قضية ان هذا قرأ كلمات العرفاء والآخرين لم يروا كلمات العرفاء، لا، كثير ممن رأى كلمات العرفاء أيضاً لم يستطع ان يستفيد هذه الاستفادات، المهم.

    قال: (ولا شك ان المحدث قد ثبت حدوثه وافتقاره إلى محدث أحدثه أي إلى موجد اوجده) لماذا؟ (لان المحدث ممكن بنفسه) لماذا ان الحادث ممكن بنفسه؟ لأنه إذا كان واجبا لما كان حادثا واذا كان ممتنعا لما امكن ان يوجد، ولكن حيث انه نجد مرة لا يوجد ومرة يوجد.

    اذن الوجود ليس مقتضى     ذاته، والا لو كان الوجود مقتضى ذاته ن أو العدم مقتضى ذاته، لكان اما واجبا فلا يسبقه العدم، واما ممتنعا فلا يلحقه الوجود، ولذا تجدون، وهذا المعنى اشرنا اليه فيما سبق قلنا ان الإمام امير المؤمنين × يجعل اهم اخصوصية ان الواجب ليس مسبوقا بالعدم، لأنه لو صار مسبوقا بعدم لما كان واجبا، بل كان ممكنا، لماذا؟ باعتبار انه إذا عدم ثم وجد.

    إذن لا الوجود ضروري له ولا العدم ضروري له، والا لو كان العدم ضروري له لما وجد، ولو كا الوجود ضروري له لما عدم، والتالي بكلا شقيه باطل، لأنه تارة معدون واخرى موجود.

    إذن لا هو واجب ولا هو ممتنع، ولذا تجدون، يقول: إذا كان حادثا فيكون ماذا ممكنا، إذن كل حادث فهو ممكن وبطبيعة الحال كل ممكن فهو حادث، الآن ليس بالضرورة الحدوث ان يكون الحدثا زمانيا، حتى يكفي الحدوث الذاتي كما قال: الحكماء.

    قال: (لإمكانه بنفسه) إذا كان ممكنا بنفسه اذن موجود بنفسه أو موجود من غيره؟ إذا كان ممكنا في ذاته، بعد ليس وجوده من ذاته وانما وجوده من غيره (فوجوده) التفتوا إلى العبارة مرتبة جدا من الناحية المنطقية، إذا كان حادثا فهو ممكن، واذا كان ممكنا فوجوده ماذا؟ (فوجوده من غيره ).

    إذن النتيجة ما هي؟ إذا كان وجوده من غيره (فهو عين الفقر إلى غيره) {يا ايها الناس انتم الفقراء إلى الله} ليس ان ذاتكم فقيرة ووصفكم الفقر، لالا، انتم عين الفقر إلى الله (فهو مرتبط به) بمن؟ بالموجود بالمحدث (فهو مرتبط به ارتباط افتقار، أي المُحْدَث مرتبط بموجِدِه) وليس بموجوده (المُحْدَث مرتبط بموجِدِه ارتباط افتقار )

    هنا يحاول البعض من هذا الكلام يستفيد المعنى الحرفي والوجود الرابط لنظرية صدر المتألهين، لأنه تعلمون نحن عندنا بحثان :

    البحث الاول: ان الوجود الامكاني شيء ثبت له الفقر أم هو عين الفقر؟ هذا سؤال، التفتوا لي جيدا.

    البحث الثاني: ان هذا الموجود الذي هو عين الفقر وجود في نفسه أم وجود في غيره؟ هذان بحثان اخواني، وليسا بحث واحد، ولكن في كثير من الاحيان يتصور من قال: بالبحث الأول، بالضرورة قال: بالبحث الثاني ولا ملازمة، انتم تتذكرون في ابحاث النهاية في ابحاث الاسفار نحن قسمنا الموجودات كم قسم؟

    القسم الاول: وجوده في نفسه لنفسه بنفسه، هذا من؟ الواجب.

    القسم الثاني: وجوده في نفسه لنفسه بغيره، هذا من؟ هذا الجوهر، هذا الممكن الجوهر.

    القسم الثالث: وجوده في نفسه لغيره بغيره، هذا من؟ العرض.

    القسم الرابع: وجوده في غيري لغيره بغيره، هذا من؟ هذا المعنى الوجود الرابط احسنتم، الذي قبله يكون الوجود الرابطي، إذا تتذكرون، وقبله يكون الوجود النفسي، والنفسي إما واجب وإما ممكن، لا اعلم واضح أم لا ؟

    الآن سؤال: دعوا ذهنكم اخواني، هذا البحث كم مرة ذكرته ولكنه لأهميته أكرره، التفتوا لي اخواني، لا اشكال ولا شبهة ان كل الموجودات وجودها بنفسها أو بغيرها الممكنات؟ بغيرها، هذا انتهينا منه، ولكنه هذه التي وجودها بغيرها لها وجود بنفسها أو ليس له وجود بنفسها؟

    ملا صدرا يقول: ليس لها وجود في نفسها، كما هي بغيرها الممكنات هي في غيرها، فكل الوجودات تكون روابط، الوجودات الامكانية، لكها روابط، اذن الوجود الفقري أو الوجود الامكاني هو وجود حرفي، لا اعلم واضح صار هذا المعنى؟

    سؤال: المشاءون ماذا قالوا؟ المشاءون قالوا الوجود الامكاني وجود فقري نعم نحن أيضاً نقول فقري ولكنه وجوده في نفسه أم في غيره؟ قالو في نفسه، فينقسم إلى جوهر والى عرض، وجوده في نفسه لنفسه جوهر، وجوده في نفسه لغيره عرض.

    اتضح الفرق بين النظرية المشائية ونظرية الحكمة المتعالية؟ النظرية المشائية لا تعتقد ان الوجود الامكاني عين الفقر، هي تقول وجوده عين الفقر والحاجة، يعني الاضافة مع الواجب إضافة مقولية أم إضافة اشراقية؟ إضافة اشراقية.

    يعني إيجاد الواجب يوجد، وقبل الايجاد عندنا شيء اسمه ممكن أم لا يوجد؟ وهذه هي الاضافة الاشراقية، الاضافة الاشراقية يعني المضاف يوجد من خلال الاضافة، من خلال الايجاد يوجد المضاف اما في الاضافة المقولية، لا المضاف موجود والمضاف اليه موجود ثم يوجد بينهما ربط وارتباط وجسر بينهما.

    إذن الإضافة المقولية فرع وجود الطرفين، الإضافة الاشراقية أيضاً فرع وجود الطرفين؟ لا، في الإضافة الاشراقية المضاف يوجد بنفس الإيجاد، هذه الإضافة الاشراقية.

    إذن ما هو الفرق بين الاضافة الاشراقية الإضافة المقولية؟

    الجواب: الإضافة المقولية فرع وجود الطرفين، هذا كتاب وهذا دفتر فكلاهما موجود، الآن إذا جعلت احدهما أعلى والآخر أسفل أقول هذا فوق وهذا، هذه الإضافة بينهما اضافة ماذا؟ اب ابن، الاب موجود والابن موجود ولكنه بينهما رابطة الأبوة والبنوة، هذه الإضافة ما هي؟ مقولية.

    أما أنت عندنا تخلق صورة في ذهنك، بينك وبينها اضافة مقولية؟ لا، بينك وبينها اضافة، يعني أنت بايجادك وجد المضاف وليس ان المضاف كان له تحقق ثم ارتبط بك، لا اعلم واضح الفرق بين الاضافة المقولية؟

    سؤال: هذا المضاف بالإضافة الاشراقية وجوده في نفسه أم وجوده في غيره؟ الآن لا أقول اسميها قراءة حتى، التفتوا إلى سؤالي، اعبر عن السؤال بشكل آخر حتى تتضح المطالب لكم جيدا.

    اخواني الاعزاء، عندما وصلتم إلى الفصوص يعني انتم آخر المطاف تقراون، بعد وراء عبادان لا توجد قرية، وبعد وراء الفصوص ليس لنا مبحث آخر حتى اشرح لك، إذا وجد الشيء بالاضافة الاشراقية، فهل بالضرورة ان المضاف وجوده في نفسه أم لا ملازمة؟ لا ملازمة احسنتم يمكن ان يوجد شيئا ووجوده معنى حرفي، فوجود يكون ماذا؟ في غيره، ولكنه يمكن ان يوجد شيئا وجوده في نفسه، ولكنه مضاف اليه بالاضافة الاشراقية يعني مفتقر اليه محتاج اليه موجود بالاضافة الاشراقية، لا اعلم واضح صار المطلب أم لا؟

    إذن كلما، دعني ابيّن لك القاعدة، كلما قيل اضافة اشراقية فبالضرورة معناه وجود حرفي أم لا ملازمة؟ لا ملازمة بينهما.

    إذن المشاءين القائلين بان الممكنات وجودها في نفسها جوهرا أو عرضا، يعني ينكرون الاضافة الاشراقية؟ لا، لا ينكرون الاضافة الاشراقية، ولكن يقولون هذا الذي أوجده وجوده في نفسه أم وجوده في غيره؟ المشاءين يقولون اوجد وجودا في نفسه ومن هنا امنوا بنظرية العزلية، قالوا وجوده غير هذا الوجود، البينونة بينونة عزلة لا صفة وجود، ولكن هذا الوجود بالاضافة الاشراقية وجد، ليس بالاضافة المقولية، لا اعلم واضح أم لا؟ صدر المتالهين ماذا يقول؟

    يقول: الله تعالى بالاضافة الاشراقية ماذا اوجد؟ وجودا في نفسه أو وجودا في غيره؟ وجودا في غيره، هذا هو الفارق الاساسي بين الحكمة المتعالية وبين المشاءين، يعني والبينونة بينونة صفة على الحكمة المتعالية، أم بينونة عزلة، صفة.

    وبعبارة أخرى المعنى الحرفي بعد يمكن ان يكون له وجود في نفسه أو لا يمكن؟ لا يمكن وانما وجوده في غيره، يعد ينعزل عنه أو لا ينعزل، شان من شؤونه، ولذا قلنا نحن فيما سبق انه نظرية الوجود الفقري، أو انه الوجود في غيره هي نظرية التشان التي قال بها العرفاء، هي نظرية المظاهر التي قالها العرفاء، وليس انها شيء آخر، الا على تفسير آخر للوحدة الشخصية، لا اعلم واضح أم لا؟

    إذن الآن ارجع وأسس القاعدة هل هناك ملازمة بين الاضافة الاشراقية، والوجود الحرفي أو لا توجد ملازمة؟ ولكن مع الأسف الشديد ان جملة من الاعلام عندما يقولون اضافة اشراقية، يتصورون الاضافة الاشراقية الوجود ماذا؟ الوجود الحرفي، لا اعلم واضح أم لا؟

    تعال معي إلى الحاشية هنا، وهي حاشية استاذنا شيخ حسن زاده، حاشية ستة رقم (275) يقول: [من هنا اخذ صاحب الأسفار اصطلاحه المعروف بالفقر النوري، وقد يعبر عنه بالامكان النوري والاضافة النورية والإضافة الاشراقية].

    فإذن يتصور ان الاضافة الشراقية هي الامكان الفقري الذي يدعيه ملى صدرا، لا مع انه لا ملازمة، لا اعلم واضح؟ واللطيف هو صرح بهذا المعنى في الجزء الأول من حواشيه على الأسفار، غريب جدا، هو قال: لا ملازمة بينهما، ولكن يظهر هنا أيضاً على السير العام ذكر هذا هنا، في تعليقته على الاسفار الجزء الأول صفحة (124) هذه عبارته التفتوا جيدا.

    يقول: [فان الاضافة الاشرقية لا تخرج الأشياء من كونها متحققة في انفسها ] كونها مضافة بالاضافة الاشراقية هذا ينافي انها موجودة في انفسها؟ يقول: لا لا منافاة، قد يكون الشيء مضافا بالاضافة الاشراقية وهو وجوده في نفسه، وقد يكون مضافا بالاضافة الاشرقية ووجوده ماذا؟ وجوده في غيره، هذا الذي يقوله الحكمة المتعالية وذلك الذي يقوله المشاء.

    اذن ليست الاضافة الاشراقية يعني المعنى الحرفي لملا صدرا، الاضافة الاشراقية يعني ان المضاف وجد بنفسه بجانب المضاف اليه، خلافا للاضافة المقولية، لا اعلم واضح أم لا؟

    أما في المعنى الحرفي والمعنى الاسمي شيء آخر، فان هذا المضاف بالاضافة الاشراقية قد يكون معنى اسميا وقد يكون معنى حرفيا، واضح صار هذا المعنى، هنا هذا في المتن غير موجود، انه هم، واذا أردنا أن نفسر، لابد ان نفسر كلامهم بناء على الوحدة الشخصية، انه مرادهم من الاضافة أو الوجود الفقري هنا، يعني بالمعنى الحرفي أم بالمعنى الاسمي، لابد ان نفسره بالمعنى الحرفي، لأنه هؤلاء قائلون بنظرية المظاهر بنظرية الشؤون، وغير قائلين بالبينونة العزلية، استطعنا ان نوضح هذا المطلب؟ ان شاء الله واضح، الأخوة ان شاء الله يميزون بين المباني جيد.

    يقول: (فهو مرتبط به ارتباط افتقار أي المحدث مرتبط بموجده ارتباط افتقار، ولابد ان يكون المستند اليه) هذا المحدث (واجب الوجود لذاته) جيد دع ذهنا هنا، إذا صار الوجود وجودا ماذا؟ عين الفقر، يعني من عنده عنده شيء أو ليس عنده شيء؟ ووجد، هذا الموجد له من هو؟ الموجد من هو؟ أيضاً شخص مثله عين الفقر؟ لابد ان يكون غيره، والا إذا كان مثله وحكم الأمثال فيما يجوز ولا يجوز واحد.

    إذن إذا وجدت موجودا حادثا قد وجد يقينا يوجد موجود غير حادث، لماذا؟ لأنه إذا كان هذا الموجود الحادث قلتم ما علته؟ أنت دليتني على حادث آخر، أجبت أم لم تجب؟ إذا اجبت فانا اضطر ان اكرر السؤال فاقول لك: هذا الحادث الثاني من الذي اوجده، فاذا قلت حادث ثالث كان جوابا صحيحا اضطر اسال ماذا؟

    فهنا لابد ان نبطل التسلسل، اما إذا سالتك هذا الحادث من أو جده وقلت هذا الحادث الثاني فقد اجبتني أم لم تجب؟ ان لم تجب، إذن لابد ن تجيبني جوابا يرفع السؤال يقطع السؤال، ومن هنا نحن نحتاج إلى ابطال التسلسل في الرتبة السابقة أو لا نحتاج؟ لا نحتاج، لماذا؟ لأنه أنت إذا قلت هذا الحادث مستندا إلى هذا الحادث من قبيل اقل لك هذا الفقير من اين صار غنيا، تقول هذا الفقير اعطاه، أنت تقول هذا الفقير اعطاه، الفقير اصلا عنده شيء يعطيه أم لا يوجد عنده شيء؟

    إذن جوابك هذا صح أم غلط؟ هذا الجواب غلط، متى يصح؟ إذا قلت هذا الغني اعطاه، وهذا غناه لا يمكن ان يكون بالغير، لأنه إذا كان بالغير يعني فقير إذن لابد إذا وجد فقير ومضاف بالاضافة الاشراقية لابد ان يوجد غني، ولذا انتم تتذكرون قلنا      نظرية الاضافة الاشراقية هي ابطل التسلسل، وليس انها متوقفة على ابطال التسلسل هي تثبت الواجب من غير تسلسل، لا انه نثبت الواجب بعد ابطال التسلسل، وهذا تقدم في نهاية الحكمة وايضا في الاسفار.

    ولذا الشيخ هنا عبارته واضحة قال: (ولابد ان يكون المستند اليه) يعني هذا المحدث ستند إلى من؟ (المستند اليه واجب الوجود لذاته غنيا بوجوده في نفسه، غير مفتقر) طبعا تلك غنيا في صفاته يعني في صفاته الايجابية، غير مفتقر الصفات ماذا؟ السلبية، واذا تتذكرون صدر المتألهين في الأسفار الجزء السادس يقول: كل الصفات الكمالية ترجع إلى الغنى، وكل الصفات السلبية ترجع إلى من؟ الفقر، ولهذا هذه هنا يقول: (غنيا في وجوده غير مفتقر) يعني كل كمالاته مرجعها إلى انه غني بالذات، وكل السلبيات التي تسلب عنه مرجها إلى ماذا؟ إلى انه ليس بفقير، (غير مفتقر وهو الذي اعطى الوجود).

    إذن المجعول عند العرفاء في مسألة الجعل ما هو؟ الماهية أم الاتصاف أو الوجود؟ الوجود وهذه نظرية أصالة الوجود (وهو اعطى) هذا الغني بذاته (وهو الذي اعطى الوجود بذاته لهذا الحادث عند ذلك فانكسب هذا الحادث الى) ماذا؟

    ومن هنا نفهم لماذا المحقق الدواني ارتفع صوته بانه ماذا؟ الممكنات منتسبة منسوبة، هذه من هنا خذها، ولكنه لأنه الأعلام [الأقايون] لا اعلم كيف كان يريدون ان يفهموها بشكل آخر فهموها، هو يريد ان يأخذها من هنا، فيريد ان يقول: ان الممكن له انتساب إلى ماذا؟ (الفقير لها انتساب إلى الغني، الممكن له انتساب إلى الواجب) على أي الأحوال.

    قال: (فانتسب اليه) الآن تفهمون نحن عندما يأتي طالب ويقول: سيدنا احضر فصوص فنقول له قرأت الاسفار قرأت نهاية، ليس لشيء، بل لأنه اساسا هذه مجموعة مترابطة فيما بينها، لا يمكنك ان تأخذ حلقة وغير مطلع على الحلقات الأخرى فتفهمها؟ ابدا لا تفهمها لأن هذه مجموعة متكاملة، إذا تريد ان تفهما؟ لابد ان تفهم الصورة كاملة اللوحة كاملة تفهمها، قال: (فانسب اليه أي هذا الحادث، أي انتسب هذا الحادث إلى الواجب) هذا الواجب ما هو؟ هذا (واجب الوجود لذاته. ولما اقتضاه لذاته كان واجبا به) الطلب السابق انتهى نقطة.

    (ولما اقتضاه لذاته كان واجبا به) هذا الضمير اين يعود؟ (ولما اقتضاه) يعني ولما اقتضى المحدِثُ المحدَثَ، أو ولما اقتضى المحدث ان يوجد المحدث، أيهما؟ يقول: قراءتين وكلاهما صحيحة لا اشكال فيهما، ان الواجد بذاته يقتضي ايجاد الشيء، أيضاً ان الفقير بذاته يقتضي ان يوجده من؟ الغني ولكن هناك اقتضاء وهنا استدعاء.

    اذا تتذكرون في نهاية الحكمة قلنا من العلة اقتضاء وايجاد، ومن المعلول استدعاء وطلب، هذه يحتملنه، يقول: (أي لما اقتضى) هذا فاعل اقتضى جعله الواجب لا الحادث، (ولما اقتضى الواجب بذاته، الحادث صار الحادث) ماذا؟ صار من لوازم الواجب، فيكون واجبا بمن؟ يكون الحادث واجبا بذاته أم واجبا بالواجب؟ يكون واجبا بغيره، يقول: (صار الحادث واجبا) ولكن صار واجبا بسبب ماذا؟ بسبب هذا الاقتضاء من واجب الوجود (بالواجب الوجود) اما ويد هذا الفهم الأول والقراءة الأولى للنص.

    القراءة الثانية: (ويجوز ان يكون ضمير الفاعل في قول ولما اقتضاه) اقتضاه هذا المفعول، اما من هو فاعل اقتضى؟ يقول: (ويجوز ان يكون ضمير الفاعل راجعا إلى الحادث) يعني ولما اقتضى الحادث لذاته، اقتضى ماذا؟ اقتضى ايجاده من قبل والواجب (ويجوز ان يكون ضمير الفاعل راجعا إلى الحادث أي ولما اقتضى الحادثُ) وليس حادثٌ بذاته حادث لأنه ممكن بذاته (اقتضى الحادث لذاته) اقتضى ماذا؟ (اقتضى من يوجده) من الذي يوجده؟ (الغني بذاته وهو الواجب) اذن صار الحادث ماذا؟ (صار الحادث واجب به اذ المعلول واجب بعلته، جيد.

    الآن نحن ما زلنا في مقدمة، ونحن بصدد الدخول في مقدمات أي ابحث ان الله خلق ادم على صورة الحق على صورة الرحمن، الآن انظروا إلى التلازم انظروا هنا يأتي دور صدر المتألهين قال: لنه بجرد ان الحادث يستند إلى الواجب، لا توجد فيه خصوصيات، خصوصيات ماذا؟ اما إذا كان الحادث حرفيا فمتقوم بمن؟ بمن استند اليه، بمن ظهر عنه بما كان أثرا له، اليس كذلك.

    إذن كل الصفات الموجودة في المعنى الاسمي أين تجدها انت؟ في المعنى الحرفي، لأنه وجوده اين؟ في المعنى الاسمي، وجود الممكن فيه فيأخذ أحكام ماذا؟ وينصبغ بصبغة من؟ بصبغة القائم به، بصبغة المقوم له، فإذن هو عندما يقوم المعنى الحرفي بالمعنى الاسمي يصبغ المعنى الاسمي أم ينصبغ بالمعنى الاسمي؟ {صبغة الله ومن احسن من الله صبغة} {اين ما تولوا} فثم وجه السماء والأرض أم فثم وجه الله؟ لماذا؟ {اين ما تولوا فثم وجه الله} هذا هنا دور صدر المتالهين جاء إلى هذا البيان بيّنه قال: هذا الوجود لابد ان يكون وجودا ماذا؟ حرفيا لابد ان يكون وجودا في غيره، رابطا والا لو كان وجودا، والا لو كان وجودا عزليا ما كان فيه هذه الخصوصيات، لا مفتقر كله، كله مفتقر.

    سيدنا الآن تكلمت قلت كله الوجود الامكاني مفتقر، سواء كان في نفسه أو في غيره، ولكنه هذا يقول: في غيره اضافة اشراقية في غيره، ذاك اضافة اشراقية ماذا؟ في نفسه.

    اذن لكي يكون مظهرا لكل ما يوجد بالمعنى الاسمي، ماذا يكون؟ هو معنى حرفي، ولذا هل يمكن ان تعرفه من دون ان تعرف مقوماته؟ يمكن أو لا يمكن؟ يعني أنت الآن الناطقية والحيوانية مقومة للانسان ماهية، بعد هل يمكن ان تعرف الإنسان من غير ان تعرف مقوماته؟ بعد يمكن ان تعرف المعاني الممكنات من غير ان تعرف مقومها؟

    إذن لا يعرف مخلوقا مخلوق الا بالله، كيف عرفت الأشياء؟ عرفت الله بالأشياء أم عرفت الأشياء بالله؟ ذلك السائل عندما سأله قال: قالي عرفت الله بالخلق أم عرفت الخلق بالله قال: قلت له يا بن رسول الله عرفت الخلق بالله، قال: احسنت هو هذا الصحيح، >اعرفوا الله بالله، والرسول بالرسالة < من هناك، هذا أين يتم؟

    هذا لا يتم الا على مباني الحكمة المتعالية، هنا يأتي دور ملا صدرا، هنا في كلمات العرفاء هذا غير موجود، فقط يقولون لما كان مستندا اذن تظهر فيه، لماذا هذه الحلقة التي اذن، من اين جاءت؟ هذه على مباني الحكمة المتعالية، وأنت قد في بعض الاشارات، في كلمات العرفاء أو كلمات المشاءين تجد بعض الاشارات، ولكن كنظرية متكاملة لها قواعد واسس، هذه لم تجدها في مكان آخر، هذه اين تجدها؟ في الحكمة المتعالية.

    يقول: (ولما كان استناده) استناد من؟ (أي الحادث) استناده إلى من؟ (إلى من ظهر عنه) انظروا العبارة بعد الآن ذهبت من شيء وصارت عنوان ظهور، انظروا الشيخ كيف ينتقل حادث ومحدث، عبارة حادث ومحدث، تنسجم حتى مع نظرية المتكلمين الحكماء، اما عبارة ظاهر ومظهر، لا هذه بعد، انظروا كيف انتقل، تلاحظون النقلة.

    يقول: (ولما كان استناده أي الحادث إلى من ظهر عنه هذا الحادث لذاته) الآن هذه لذاته، يعني لذات الحادث أم لشيء آخر هذا اختلاف في فهم الضمير لا يهمنا كثيرا، يقول: (اقتضى ان يكون هذا الحادث) عفوا عفوا (اقتضى ان يكون هذا الاستناد) اقتضى ماذا (ان يكون الحادث على صورة من ظهر عنه) لماذا؟ لماذا إذا استند الحادث اليه تعالى إلى الغني لابد ان يكون أو يقتضي هذا الاستناد ان يكون فيه كل صفات المحدث؟

    الجواب: لأنه متقوم به، فاذا كان متقوما به يأخذ صبغة من؟ صبغة المقوم، نعم وهو عنه وهو كذلك احسنتم، وهذه عنه موجودة عند المشاءين موجودة، الآن لا اريد ان ادخل في هذه، فقط اريد ان اقول، التفتوا لي هذا يقول: لما استند اذن كل صفات الواجب اين تظهر؟ في الحادث لماذا لما استند اذن؟

    هذه اذن لأنه هذا الحادث معنى حرفي يعني متقوم بمن؟ به، فاذا كان له صفات ذلك المعنى الاسمي اثاره اين تظهر؟ في هذا المتقوم في هذا المعنى الحرفي، لا اعلم واضح؟

    إذن هنا مباشرة يأخذ نتيجة إذن هذا المعنى الحرفي هذا الحادث مخلوق على صورة من؟ على صورة مقومه على صورة محدثه لماذا هو عنده شيء أم لا ؟هذا الحادث لا شيء عنده، وكلما فيه هي صفات من؟ صفات المقوم، فاذا كان المقوم عالما هنا ماذا يوجد؟ علم إذا توجد حياة؟ هنا توجد حياة إذا اذا اذا، كلما هناك هنا أيضاً موجود.

    قال: (اقتضى ذلك الاستناد لما كان مستندا اقتضى ان يكون هنا الاستناد اقتضى ذلك الاستناد ان يكون الحادث على صورته، فيما ينسب اليه من كل شيء) من كل صفة وغيرها (من اسم وصفة) هذا من اسم وصفة بيان كل شيء (ما عدا الوجوب الذاتي) يقول: باعتبار هذا الوجوب الذاتي لا ينسب، فقط ينسب اليه ماذا؟ الوجوب الغيري، العلم ماذا؟ لا، ينسب اليه، القدرة ماذا؟

    يعني أنت عندما تضع يدك على هذا المعنى الحرفي حي أم لا؟ عالم أم لا؟ عالم سميع أم لا ؟سميع، كل الصفات الكمالية الموجودة للواجب هنا أيضاً موجودة، واجب أم لا؟ هنا واقعا صار بحث بين الاعلام انه ما هي خصوصية الوجوب الذاتي ؟اما ان نستثنيها كلها واما كلها موجودة؟ لماذا يقول: كلها موجودة الا الوجوب الذاتي؟ لا اعلم واضح أم لا؟ الآن اقرأ العبارة وبعد ذلك انا عندي تعليق هنا مهم.

    قال: (اقتضى ذلك الاستناد ان يكون الحادث على صورته وعلى وصفه فيما ينسب اليه من كل شيء من اسم وصفة ما عدى الوجوب الذاتي) هذا بيان الاستثناء، لماذا؟ يقول: (فان ذلك) يعني الوجوب الذاتي (لا يصح للحادث ولا ينسب إلى الحادث وان كان هذا الحادث واجب الوجود أيضاً وكلن وجوبه بغيريه لا بنفسه) كم عندنا وقت.

    قبل ان ادخل المتن اقرأ سطر من المتن قال: (أي اقتضى هذا الاستناد ان يكون الحادث على صورة) من؟ عندما يقول: على صورة الواجب، لا يتبادر إلى اذهانكم، المقصود على الصفات، والا ليس على الذات، لا يمكن ان يكون الذات الممكن مثل ذات الواجب، والا ذات الممكن عين الفقر وذات الواجب عين الغنى، نعم على الصفات ممكن، ذاك حي هذا حي، ذاك عالم هذا عالم، لأن العلم والحياة والقدرة والسمع والبصر مشترك لفظي أو مشترك معنوي؟ مشترك معنوي.

    اذن حياة علم قدرة سمع بصر ارادة كلام كل ما نقوله من الصفات الكمالية هناك أيضاً نستطيع ان نقولها ماذا ؟نستطيع ان نقولها في المظهر، نستطيع ان نقولها في هذا الأثر، إلا الوجوب الذاتي، الآن لماذا ؟ايضا يأتي.

    قال: (اقتضى أي اقتضى هذا الاستناد ان يكون الحادث على صورة الواجب أي ان كون متصفا) انظروا فسر صورة الواجب يعني ليس ذاتا وصفة (أي ان يكون متصفا بجميع بصفاته) بصفات الواجب (جميع ما ينسب إلى الواجب من الكمالات) ما عدا ماذا؟ (ما عدا الوجوب الذاتي فانه لا يمكن ان ينسب إلى المظهر) لماذا يقول: والا لو نسب اليه الوجوب الذاتي ما فرض عين الفقر يلزم ان يكون عين الغنى، يلزم انقلاب في الحقيقة (والا لزم انقلاب الممكن من حيث هو ممكن) لزم انقلاب ماذا؟ (ان يكون واجبا) (والا لزم انقلاب الممكن واجبا، وذلك) التفتوا جيدا.

    هذا قوله وإلا بيان دليل الاستثناء، ما عدى الوجوب الثاني ما عدا الوجوب الذاتي، هذا الاستثناء ما هو دليله؟ دليله (والا لزم الانقلاب) اما قوله (وذلك) بيان دليل الاقتضاء، قال: اقتضى هذا الاستناد ان يكون الحادث على صورته لماذا قال: وذلك.

    إذن هذه وذلك دليل لبيان ان الاستناد يقتضي ان يكون ممكن على صورة الواجب والإنسان على صورة الرحمن، هذا دليلهم اما دليل الاستثناء (ما عدا الوجوب الذاتي) دليله ماذا؟ (والا لزم الانقلاب) لا اعمل واضح المطلب؟

    الآن هنا يأتي هذا السؤال هذا الاستثناء في محله أو ليس في محله, قبل أن ندخل إلى الأدلة هذا الاستثناء في محله أو ليس في محله؟ إنشاء الله يأتي.

     

    والحمد لله رب العالمين

    • تاريخ النشر : 2016/12/06
    • مرات التنزيل : 2154

  • جديد المرئيات