نصوص ومقالات مختارة

  • بحوث في طهارة الإنسان (16)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    انتهينا بالأمس الى بيان المراد من المعنى اللغويي لمفردة النجس او النجاسة وقلنا بأن كلمات اللغويين الاوائل تقول ان النجاسة هي القذارة ثم انتقلنا الى انه ما هو المراد بالقذارة لغة اتضح بأنه المراد من القذارة هو ما يجتنب عنه لانه منفر للطبع ما يتنزه عنه اذن المستقذر والقذر هو ما يجتنب وما يتنزه عنه هذا المعنى بشكل واضح وصريح في كلمات اللغويين موجود مثلاً الطريحي في مجمع البحرين في المجلد الرابع صفحة 110 في ذيل مادة نجس قال ونجس الشيء ينجس من باب تعب يتعب اذا كان قذرا غير نظيف اذن النجاسة هي القذارة والاسم هي النجس الى آخره وهي في عرف الشرع قذر مخصوص من الواضح بأنه له خصائص معينة اذن نفس المعنى اللغوي ايضا مصداقه يختلف والا القذارة هي قذارة سواء كانت قذارة عرفية او قذارة بحسب الاصطلاح الشرعي.

    نفس هذا المورد اذا الاخوة يريدون بشكل واضح وصريح نجده في لسان العرب في المجلد الحادي عشر في صفحة 73 في المادة التي هي قذرة قال القاذورة التي نهى الله عنها الفعل القبيح واللفظ السيء هذا بعد في بيان المصاديق او قوله يقال قذرة الشيء اقذره اذا كرهته واجتنبته الان لماذا الانسان يكره الشيء ويجتنبه ويتنزه عنه لماذا؟ لانه منسجم مع طبعه او منافر مع طبعه؟

    من الواضح اذا كان منسجم مع طبعه سوف ينجذب اليه لا انه يتنفر منه وكذلك قال ابو عبيد القاذورة من الرجال الفاحش السيء الخلق وكذلك قوله ان النبي صلى الله عليه وآله كان قاذورة لا يأكل الدجاج حتى تعلف ما معنى قاذورة؟ هذه التاء تاء المبالغة يعني كثيراً ما يستقذر الأشياء قاذورة يعني يستقذر كثيراً يعني يريد الشيء يكون كامل النظافة ولهذا يقول الذي واراد فلان والهاء للمبالغة أي رأيته يأكل شيئاً الى آخره وكذلك لما رجم النبي صلى الله عليه وآله ماعذ بن مالك قال اجتنب اليه القاذورة ليس اجتنب يعني ادى بمالك ان يجلد وهو فعل الزنى اذن من مصاديق القذر الزنى هذا كله بيان المصاديق.

    اذن الى هنا ننتهي الى هذا الاصل الكلي العام وهو انه اساساً ان اللغة تقول ان النجاسة هي القذارة وان القذارة هي ما يتنزه عنه لتنفر الطبع منه الان السؤال هنا وهو ان ما ينفر الطبع او ما يتنفر منه الطبع تارة يكون بالعنوان الاولي للانسان الانسان بما هو انسان يتنفر من بعض الاشياء ويتنفرها وهذا ليست خاصة بانسان متدين او غير متدين حتى غير المتدين حتى غير المؤمن بالشرعية حتى غير المؤمن بالله في النتيجة هناك امور يستقذرها وامور لا يستقذرها اذن ما يستقذر من قبل الانسان يختلف باختلاف اولاً باختلاف الطبع وباختلاف الدين وباختلاف العرف، ولهذا انتم تجدون الان بعض المصاديق عندنا نجسة فنقتذرها وعند الآخر (المذاهب الاخرى) او عند الفقهاء الآخرين ليس نجساً يستقذه او لا يستقذره؟ لا يستقذره اذن المستقذر (الذي هو نجس) قد يكون امراً عرفياً انسانياً وقد يكون امراً شرعياً وعندما نأتي نحن الى باب النجاسات في الكتب الفقهية هذا الذي يذكر في باب النجاسات بعضه مما يستقذره الطبع يعني حتى لو الشارع لا يقول أيضاً الانسان يستقذره او لا يستقذره؟ كالغائط يستقذره الانسان الان سواءاً كان متدين او ليس متدين وبعضه لا يستقذره ولكن الشارع اذا استقذر عموماً يعطي لها الاحكام وهذه الاحكام بعد نحن لا نجدها في العرف يعني انه يتطهر بمرة واحدة من الماء او بمرتين او بثلاث او بسبع بعد هذه احكام شرعية لا علاقة لها بالحكم العرفي او بالطبع الانساني هذا فيما يتعلق بهذه الطبعة وهي النجاسة التي وردت في قوله تعالى انما المشركون نجس، نَجِس، نَجسٌ ذاك بحث آخر المهم هذه المفردة اللغوية وهي النون والجيم والسين المراد منها هذا المعنى.

    السؤال الثاني الان الى هنا انتهينا من المعنى باصطلاح ايزتوسو المعنى اللغوي او المعنى الاساسي الان الان ننتقل الى المعنى التداولي يعني في الشارع عندما يقول نجس يريد هذا المعنى يعني عندما يقول انما المشركون نجس يعني يستقذى؟ او انها لا نجس بمعنى آخر أي منهما هذا بحثه بعد ذلك سيأتي بعد ان نقف.

    نأتي الى النجاسة بحسب الاصطلاح الشرعي يعني الشارع عندما يقول نجس ونجاسة وهذا نجس ما هي مصاديق النجاسة عند الشارع هذه المسألة من المسائل الاساسية.

    المصادق الاول او المورد الاول للنجاسة هي النجاسات الحسية المادية اصلاً جسم نجس هذا الجسم هو نجس بعينه كما نقوله بالنسبة الى الغائط نقوله بالنسبة الى الكلب نقوله بالنسبة الى الخنزير هذه النجاسات نجاسة معنوية او نجاسة مادية؟ اولاً نجاسة حسية مادية وبتعبير الراغب الاصفهاني تدرك بالحسن والبصر هذا اولاً وثانياً قابلة للسراية اذن النجاسة اولاً مركزها اين؟ هو نفس الجسم وثانياً انها قابلة للسراية ولذا الانسان اذا يده رطبة ويمس هذه النجاسات تتنجس يده هذا هو المصداق الاول.

    المصداق الثاني: وهو انه نجاسة وقاذورة وانه يتنفر منه ولكنه مرتبط بالمعنى مرتبط بالنفس مرتبط بأمر باطني او بأمر ظاهري؟ مرتبط بأمر باطني كما هو الحال في الأخلاق الخبيثة التي الانسان يتنفر منها او يحبها؟ الجبن، البخل، الكفر وهكذا هذه اخلاق مطلوب او مرفوضة؟ الانسان يطلب هذه الاخلاق ويطالب بها ويريد ان يتصف او يتنفر منها؟ بتعبيرنا الجهل يقول الامام امير المؤمنين كفى بعلم فخراً ان يدعيه الجاهل، الجاهل لا يوجد عنده علم ولكنه اذا قلت له جاهل يتألم او يفرح؟ جاهل هو وهو يعلم انه جاهل ولكن عندما تقول جاهل يتألم لماذا؟ لانه يعتبر هذا هو مما مطلوب او مما يتنفر منه يجتنب منه.

    اذن المصداق الثاني هو الذي عبر عنه الراغب الاصفهاني الذي يدرك بالبصيرة لا بالبصر هذا الذي اشارت اليه الايات القرآنية التي اشرنا اليها بالامس بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون هذا الرين رين ظاهري حتى تغسله بالماء؟ هذا رين باطني على القلب يحتاج الى بعد باطني فإنها لا تعمى الابصار بحسب الظاهر يرى ولكن تعمى القلوب التي في الصدور وهكذا آيات كثيرة قال ربي لما حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا؟ قال كذلك اتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم وهكذا وهكذا هذا هو البعد الثاني من مصاديقها الواضحة الكفر النفاق التي يعبر عنه بسوء السريرة اذا تتذكرون في باب الاصول قالوا المتجري باطنه ما هو؟ الشيخ الانصاري قال باطنه خبيث هذا الذي امامه الدليل يقول هذا خمر ومع ذلك يشرب الان في الواقع ما شربه كان ماءاً ولكن هذا باطنه خبيث او طيب؟ لا، هذا باطنه خبيث والا مع علمه بأنه خمر ويشربه هذا هو المعنى الثاني وهذا المعنيان او المصداقان للنجاسة واضحان وهو بتعبير ولخصه الراغب الاصفهاني قال: انه والنجاسة على نحوين: ضرب يدرك بالبصر وضرب يدرك بالبصيرة.

    اما المصداق الثالث وهو الذي مهم جداً هذا المصداق الثالث في الاعم الاغلب لا يلتفت الى هذا المصداق الثالث وهو ان الشيء قذر ولكن لا بما هو بل له صفة القذارة ليست للموصوف وانما للصفة ومتعلقها الصفة هذا اولاً وبهذا تمتاز عن المصداق الاول، المصداق الاول القذارة اين كانت؟ في نفس الشيء اما هنا وصف للشيء لا انه وصف لنفس الشيء هذا اولا وثانياً قابلة للانتقال او غير قابلة للانتقال؟ غير قابلة للانتقال اذن هنا توجد خصوصيتان في هذا المصداق الثالث اولاً انه وصف ماديٌ للشيء وثانياً قابل للتسرية او غير قابل للتسرية؟ غير قابل، مثاله اين؟ افترضوا على سبيل المثال اضرب مثالين:

    المثال الاول افترضوا ان الخمر طاهر كما انه توجد عندنا روايات على الطهارة او لا توجد؟ نعم ان شاء الله في محله تقرون ان هناك روايات دالة على طهارة ماذا؟ كما انه ذهب البعض على طهارة الفقاع، الفقاع الكل يقول بنجاسته او ليس الكل؟ الجواب كلا وجملة من الاعلام أيضاً يقول بطهارة الفقاع ليس كالخمر الذي هو في ذاته نجس لا، افترضوا الفقاع ولكن يجوز شربه او لا يجوز شربه؟ لا يجوز لماذا؟ للاسكار لانه مسكر هذا ورد، سؤال هذا الاسكار صفة ممدوحة او صفة مذمومة؟ مستقذرة شرعاً او مطلوبة شرعاً؟ مستقذرة شرعاً ولكنها هي هذا وصف او موصوف؟ لا، هذا وصف فاذا قبلنا ان الاسكار وصف مستقذر لا الموصوف الموصوف قلنا ما هو؟ قلنا طاهر وليس عندنا مشكلة ولكن الشارع مع ذلك حرمه كذلك في الخمر اذا قلنا بطهارة الخمر فان الخمر ليس نجس ولكن هذا الوصف الذي يوجد عنده وهو الاسكار مستقذر او غير مستقذر؟ مستقذر يعني يتنزه عنه او لا يتنزه عنه؟ يتنزه عنه شرعاً لا انه يتنزه عنه عرفاً وعقلائياً.

    سؤال: قابل للانتقال او غير قابل للانتقال؟ يعني الان لو وقع مقدار من الخمر على الثوب يسكر الثوب او لا يسكر الثوب؟ اما اذا شربه الانسان يسكر الانسان ومن هنا وردت عندنا في النصوص انه يقول الامام او الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ان الثوب لا يسكر حتى يؤدي الى ان يكون مسكراً وبهذا يختلف عن المصداق الاول اذن المصداق الاول مركز الاستقذار هو نفس الموصوف وقابل للسراية في المصداق الثالث مركز الاستقذار الصفة لا الموصوف وغير قابل للانتقال مورده ولهذا ورد في وسائل الشيعة المجلد الثالث صفحة 471 الحديث العاشر الباب 38 باب نجاسة الخمر والنبيذ والفقاع وكل مسكر الرواية العاشرة الرواية قلت لابي عبد الله الصادق عليه السلام ان اصاب ثوبي شيء من الخمر اصلي فيه قبل ان اغسله؟ قال لا بأس ان الثوب لا يسكر هذه أيضاً الروايات دالة على طهارة الخمر ولكن يجوز شرب الخمر او لا يجوز شرب الخمر؟ لا يجوز لانه يسكر فاذن الاسكار مستقذر او غير مستقذر؟ مستقذر ولكنه هذه الصفة قابلة للانتقال او غير قابلة للانتقال؟ غير قابلة للانتقال هذا هو المورد الاول.

    المورد الثاني: وهو ما يتعلق بالجنابة فيما يتعلق بالجنابة هناك بحث الان لا اريد ادخل واقف عنده وهو ان الانسان عندما يجنب تحصل عنده ظلمة معنوية فبالغسل ترتفع تلك الظلمة المعنوية او لا، ان الجنابة امر مرتبط ببدن والامر المادي؟ بعبارة اوضح ان الجنابة مستقذرة بأي دليل تقول مستقذرة؟ لان القرآن قال في سورة المائدة في آية 6 بشكل واضح وصريح قال تعالى وان كنتم جنباً فاطهروا سؤال اذن الجنابة قذرة او ليست بقذارة؟ بقرينة قوله فاطهروا اذن ما هو؟ لان القذارة تقف في مقابل النظافة والطهارة والى غير ذلك اذن الاية المباركة صريحة انه تثبت لنا ان الجنابة امر مستقذر او امر مطلوب لا يجتنب عنه؟ لا، امر مستقذر بقرينة قوله وان كنتم جنباً فاطهروا وهذه الطهارة ليس الطهارة المعنوية الطهارة المادية .

    من هنا وقع بحث اذن الجنابة هل هي استقذار معنوي حتى تكون داخلة في القسم الثاني او المصداق الثاني او المورد الثاني وهو مرتبط بالقلوب بالنفس بالمعنى بالبصيرة او هو الجنابة امر حسي مرتبط بالمصداق الاول الصحيح من خلال الايات والروايات ان الجنابة امر مرتبط بالبعد المادي يعني مرتبط ببدن الانسان مرتبط بالحس لا مرتبط بالنفس بدليل انه لو كان امراً معنوياً هل يطهر بالامر المادي او لا يطهر؟ الانسان كافر اذا دخل الحمام وثلاثة ايام يبقى يغسل نفسه يطهر او لا يطهر منافق يطهر بالماء او لا يطهر؟ لا يطهر، الكلب ونحو ذلك اذن اعزائي بقرينة ان الطهارة ان هذا الاستقذار يرتفع بالماء اذن الاستقذار حسي او معنوي؟ حسي هذه نص الاية المباركة وهذه الطهارة في الآية طهارة مائية لانه قال فان لم تجدوا ماءاً اذن أي طهارة هنا مقصوده؟ الطهارة المادية وليست معنوية الشاهد على ذلك، انا الاصل جعلته الاية المباركة الان اذا قرأت الروايات تثبت لنا انه اساسا الجنابة قذارة حسية وبدنية لا يقول لي قائل سيدنا من يقول هذه الروايات صادرة من يقول هذه الروايات صحيحة السند قد تكون صادرة ولم تكن يهم او لا يهمنا كثيرة؟ لا يهمنا لماذا؟ لان الاصل اين موجود؟ موجود في القرآن الكريم والقرآن الكريم يقول ان كنتم جنباً فاطهروا اذن جعل الجنابة امراً حسياً او امراً معنوياً؟ مدرك بالبصيرة؟ لا، امراً حسياً صريح الاية فالروايات تكون ماذا بعد؟ اما شاهدة، اما مفصلة للامر الذي اشارت اليه.

    الان انظروا الى الروايات الواردة، في الوسائل المجلد الثاني صفحة 182 باب عدم وجوب الغسل بملاقات المني للبدن عن الرجل يلبس الثوب وفيه الجنابة فيعرق فيه فقال ان الثوب لا يجنب الرجل اذن هنا اولاً جعل الجنابة امراً قابل يعني امراً حسية او معنوياً؟ امراً حسيناً قابل للانتقال او غير قابل للانتقال؟ غير قابل للانتقال مثل صفة الاسكار.

    توجد رواية اخرى التي اوضح من هذه الرواية وهي واردة في مستدرك الوسائل الجزء الاول صفحة 479 الرواية لطيفة في فقه الرضا الان تقول لي سيدنا هذه فقه الرضا حجة او غير بحجة؟ على الخلاف الموجود يهمنا او لا يهمنا؟ لا يهم كثيراً لان القرآن اثبت ان الجنابة امر حسي، الرواية عن فقه الرضا في باب الغسل: وميز شعرك باناملك عند غسل الجنابة فإنه نروي عن رسول الله ان تحت كل شعرة جنابة اذن الجنابة امر حسي او امر معنوي؟ مستقذر او غير مستقذر؟ نعم الجنابة ان لم يكن مستقذراً فلماذا يقول فاطهروا؟ مستقذر اذا ليس بقذارة يطهر منه او لا يطهر؟ لا يطهر منه.

    اذن بقرينة فاطهروا اذن الجنابة مستقذرة سؤال: قابلة للانتقال او غير قابلة للانتقال هذا الاستقذار؟ اذا لبست الثوب وهذه القذارة تصيبك عندما تلبس الثوب او لا تصيبك؟ قال ان الثوب لا يجنب، اذن صار عندنا مصداق ثالث للقذارة وللنجاسة وهو انه اساساً صفة وغير قابلة للسراية هذا كثير ينفعنا لانه بعد ذلك لابد ان نعرف انه الاية قالت مشرك والمشرك نجس أي نجس؟ فلمن يريد ان يقول بأنه نجس وينجس الآخرين لابد ان يثبت ان النجس في الاية هو المصداق الاول والا اذا كان الثاني تثبت نجاسة المشرك او لا تثبت؟ تثبت نجاسته المعنوية وخبثه الباطني لا نجاسته الظاهرية المادية ونحن بحثنا اين الان في باب الطهارة والنجاسة؟ في المصداق الاول افترضوا انه لا، ثبتت أيضاً نجاسته الحسية ولكنه كانت بالنحو الثالث أيضاً تنفع او لا تنفع؟ لا تنفع، حتى عندما نأتي الى الاية المباركة يتضح انه يدعي نجس هنا مراد أي نجاسة؟ النجاسة من القسم الأول لا الثاني ولا الثالث طبعاً عدة روايات، رواية اخرى عن الصدوق في الهداية وميز الشعر كله حتى يتبين الماء كله والاناء بيدك الى آخره لانه لا تبقى شعرة من جسمك الا وتدخل تحتها الماء وروايات ينقلها في الكافي وغير الكافي الى آخره بامكان الاخوة يراجعون هذه.

    اذا اتضح ذلك بشكل واضح طبعاً عندنا في الطرف الاخر روايات بهذا الاتجاه لا يتبادر الى ذهن الاعزة فقط موجودة بطرقنا يعني روايات الاخرى في كتب اهل السنة وفي مصادر الحديث لاهل السنة أيضاً موجودة من تلك الروايات هذه الرواية التي موجودة في صحيح البخاري في باب الجنب يخرج ويمشي في السوق وغيره الرواية 285 باب الجنب قال عن ابي هريرة قال لقيني رسول الله وانا جنبٌ فاخذ بيدي فمشيت معه حتى قعد فانسسلت (خرجت من عنده) فاتيت الرحل (بيتي، مكاني) فاغتسلت ثم جئت وهو قاعد فقال اين كنت يا ابا هر، باعتبار سمي ابوهريرة لهرة التي كان عنده، اين كنت يا ابا هر؟ فقلت له كنت على جنابة فذهبت واغتسلت واتيت فقال سبحان الله يا ابا هر ان المؤمن لا ينجس هذه أي نجاسة؟ من الواضح ان المؤمن ينجس بنجاسة الظاهرة بول ومني وكلب وخنزير الى آخره اذن هنا تشير الرواية الى ماذا؟ هناك نجاسة باطنية كما توجد عنده نجاسة ظاهرة هذا بحسب روايات القوم الذي واردة في صحيح البخاري.

    رواية اخرى وهي الواردة في كتاب، انا ما عندي كتاب التي أأتي به واردة في كتاب شرح معاني الآثار الجزء الأول صفحة 13 الحديث التاسع لامام الطحاوي المتوفى سنة 321 من الهجرة، الرواية هذه: روى حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن (هذا حميد من شيوخ البخاري) (هذا الحسن حسن البصري الذي هو من التابعين) عن عثمان بن ابي العصم ان وفد ثقيف لما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وآله ضرب لهم قبة في المسجد طبعاً يظهر انهم هؤلاء اولاً كانوا مشركين بقرينة التي ستأتي في الرواية وانه هؤلاء دخلوا المسجد وضرب لهم قبة في مسجد رسول الله بعد نزول انما المشركون نَجَسٌ الان اقول اين القرينة، ضرب لهم قبة في المسجد فقالوا يا رسول الله قومٌ انجاس هذه اشارة الى ماذا؟ والا اذا ما نزلت الآية انما المشركون نجس من اين عرفوا ان المشركين انجاس؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله انه ليس على الارض من انجاس الناس شيء انما انجاس الناس على انفسهم هذه اشارة الى ان الشرك ما هو نجاسة مادية او نجاسة معنوية؟ هذه من الروايات وان شاء الله بحثه ستأتي مفصل من كتب القوم ومن كتبنا أيضاً انه اساساً واقعاً ان النجاسة قاذورة ومستقذر مادي او مستقذر معنوي أي منهما؟ ان شاء الله يأتي البحث.

    قال انما انجاس الناس على انفسهم، اعزائي هذه الرواية من حيث السند من السند الاعلائي الثقات ولهذا العلامة شعيب الارنئوط عندما يصل الى هذه الرواية والى سندها يقول رجاله ثقات (كل هذه) لانه نفس السند في رواية آخرى حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن عن عثمان ابن ابي العاص الثقفي هنا يقول رجاله ثقات ولكن عندنا مشكلة واحدة وهي ان الحسن البصري تعلمون هو من اعلام اهل السنة معروف في الروايات المرسلة  ولهذا ابتلي واقعاً علماء الحديث عند أهل السنة بروايات الحسنات المعروف عنها انه عموماً مرسلاته خفية يتصور الإنسان انه الرواية مسندة وفي الواقع هي مرسلة .

    ولهذا يوجد هناك كتاب من الكتب الجيدة في اربع مجلدات المرسل الخفي وعلاقته بالتدليس دراسة نظرية وتطبيقية على مرويات الحسن البصري في اربع مجلدات أولاً يدرس النظرية في الجلد الأول وثلاث مجلدات مولانا فقط مرويات حسن البصري المرسلة وحدة منهن هاي وهي انه الحسن البصري عندما ينقل عن عثمان ابن أبي العاص هل لقي عثمان ابن أبي العاص الثقفي لقيه أو لم يلقاه فإن كان قد لقيه وسمع منه عند ذلك الرواية تكون مسندة ومعتبرة لأنه لا يوجد على مبانيهم في السند احد يطعن فيه أما إذا لم يثبت انه التقى بعثمان ابن أبي العاص هنا الإمام البخاري أو البخاري في كتابه التاريخ الكبير في ترجمة عثمان ابن أبي العاص الثقفي رقم الترجمة أعزائي 8266 يقول له صحبة من؟ لا لا عثمان ابن أبي العاص له صحبة لأنه الحسن البصري دا ينقل عن الصحابي والصحابي دا ينقل عن رسول الله، له صحبة سكن البصرة قال حدثنا أبو عامر عن الحسن قال يا حسن أعزائي؟ الحسن البصري قال كنا ندخل على عثمان ابن أبي العاص إذن التقى به أو لم يلتقي؟ التقى به يقول كنا ندخل عليه إذن عندما يقول أو ينقل عن عثمان بعد سمع منه فالرواية تكون معتبرة سنداً وقد اخلى بيتاً للحديث هناك مكان خاص كان للحديث .

    إذن أعزائي من حيث النصوص هذه القضية واضحة الآن السؤال الآخر المطروح إلى هنا اتضح لنا أن النجاسات أو المستقذرات الشرعية على ثلاثة أقسام:

    القسم الأول: هو الحسي قابل للسراية القسم الثاني: هو المعنوي القسم الثالث: هو المستقذر الحسي بما هو وصف وغير قابل للسراية.

    أعزائي من هنا أيضاً المحققون من علماء الامامية قالوا وهذه الاقسام الثلاثة تنقسم إلى قسمين فيصير عندنا كم قسم مولانا؟ ستة، ثلاثة في ضرب اثنين في الرياضيات اهواي ضعيفين لا إذن أعزائي ثلاثة أقسام وكل قسم من هذه الاقسام الثلاثة ينقسم إلى قسمين يعني القسم الأول ينقسم إلى حقيقي واعتباري القسم الثاني ينقسم إلى حقيقي واعتباري القسم الثالث ينقسم إلى حقيقي واعتباري، إذن كم قسم عندنا مستقذر عند الشارع ستة أقسام أعزائي الأول أمّا التكويني من الأول أعزائي كالبول والغائط ونحو ذلك هذا أمر تكويني مستقذر قلت لكم بأنّه حتى الإنسان من غير شرعاً يستقذر أو لا يستقذر أعزائي؟ نعم يستقذر وأما الثاني التكويني الكفر النفاق ووو هذني أمور حقيقية نحن نعتقد أن هذه اعتباريات لو حقيقيات أعزائي؟ الشرك أمر مستقذر عند الشارع اعتباراً لو حقيقة؟ لا حقيقة أعزائي الكفر القسم الثالث أعزائي الاسكار، الاسكار المستقذر عند الشارع وصف اعتباري لو وصف تكويني؟ وصف تكويني .

    إذن هذه القذارة قذارة اعتبرها الشارع أم هي موجودة في الشيء لا موجودة حقيقةً في الشيء أما تعالوا إلى هاي الاقسام الثلاثة الاعتبارية أما القذارات الثلاثة الاعتبارية أما الأول: كنجاسة الكافر من أهل الكتاب هاي النجاسة الفقهية هاي النجاسة الفقهية هذه تكوينية أم شرعية أعزائي؟ هذه باعتبار الشارع وإلا إذا الشارع ما قائل نجس، نجس أو ليس بنجس؟ لا غير مستقذر مولانا ولهذا هماتين أن يطهر بماذا؟ يطهر بالتوبة وبالاسلام وإلا لو كانت حسية وتكوينية بعد تطهر بالاسلام أو لا تطهر؟ لا تطهر البول إذا وقع على ثوب إنسان قبل أن يسلم خوب يقول نجس شرعاً ولكن بعد أن اسلم نقول له ماذا؟ نجس شرعاً هذه النجاسة الشرعية بعد تكوينية لو اعتبارية؟ هذه من اعتبار الشارع نعم الاستقذار العرفي أمر ما هو؟ أمر تكويني ولهذا الأول كنجاسة الكافر فان الكفر قذارة معنوية تكوينية ولكن نجاسته الفقهية أمر باعتبار الشارع ولهذا تجده هذا يقول طاهر ذاك يقول نجس بأي دليل لأنه أمور اعتبارية وإذا صارت أمور اعتبارية واحد يثبت عنده الطهارة وواحد ماذا؟ أما إذا كانت تكوينية وحقيقية يختلف فيها أو لا يختلف فيها؟ لا يختلف الابيض ابيض أنا اعتبره اسود ذاك يقول لا أنا اعتبره احمر أنت مشتبه وذاك مشتبه لأنه الابيض يبقى ابيض نعم بامكان الشارع أن يعتبر شيئاً شرعاً بإمكانه ذلك. القسم الثاني الاعتباري إذا قبلنا أن ولد الزنا القسم الثاني يعني المعنوي نريد الآن عندنا تكويني وعندنا اعتباري، اعتباري هو انه إذا الشارع قال أن ولد الزنا مولانا فيه كذا وكذا وكذا هذا اعتبار، هذا ليس تكوين، القسم الثالث أعزائي من قبيل الجنابة والحيض الجنابة والحيض، طبعاً الروايات عندنا في الحيض بنفس الطريقة بنفس البيان الذي ذكرناه يعني في وسائل الشيعة مولانا المجلد الثالث صفحة 447 نفس هذا الكلام وارد.

    الرواية أعزائي قال عن الجنب والحائض يعرقان في الثوب حتى يلصق عليهما فقال أن الحيض والجنابة حيث جعلهم الله ليس في العرق فلا يغسلان ثوبهما لأنه يجنب، الثوب يجنب أو لا يجنب؟ لا يجنب، الثوب يحيض أو لا يحيض؟ لا يحيض هذني من القسم هذه من الأمور الاعتبارية إذن أعزائي إلى هنا اتضح لنا بشكل واضح وصريح انه توجد عندنا أقسام ثلاثة من القاذورات الشرعية والمستقذرات الشرعية النجاسات الشرعية وهذه تكوينية واعتبارية السؤال إن شاء الله يوم السبت بإذن الله تعالى سوف ندخل في الآية المباركة عندما قالت (إنما المشركون نَجسٌ) هذه أي نجاسة، أن البحث اين الآن انتهى إذن السؤال ما هي القذارة التي أو النجاسة التي أشارت إليها الآية في قوله تعالى: (إنما المشركون نجس) ولهذا قد يسهل احد الطريق يقول المراد من النجاسة هنا هي القذارة اللغوية لا القذارة الشرعية شنو علاقتها بلي يستقذر ولكن يستقذر منه ماذا؟ عرفاً لا انه يجتنب حتى تترتب عليه أحكام النجاسة.

    هذه الأسئلة التي نطرحها ايام الاسبوع من السبت إلى الثلاثاء مثل ما طرحنا خمس ست اسئلة مرتبطة بالدراسات القرآنية الحديثة قلنا بأنه هذه المسائل نطرحها في ايام الاسبوع ولكن نرجو أن نوفق للجواب عنها يوم الأربعاء تحت عنوان مطارحات في الفكر والعقيدة بقدر ما يسمح الوقت، غداً إن شاء الله نجيب على بعض الأسئلة التي إليها سابقاً وإن شاء الله بعد ذلك سنشير إليها في بحثنا مطارحات في الفكر والعقيدة نفس هذا الوقت والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2016/12/07
    • مرات التنزيل : 2276

  • جديد المرئيات