نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية الإنسان الكامل (101)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال (فاستدللنا بنا عليه، كاستدلٍ من الاثر إلى المؤثر، فما وصفناه بوصف الا كنا نحن ذلك الوصف ).

    هذه من العبارات الموهمة في الفصوص مثل هذه العبارات، على الاحوال توضيحها يأتي ان شاء الله.

    كان الكلام في معرفة النفس، قلنا ان الروايات تقريبا متواترة مضمونا في ان الله سبحانه وتعالى على لسان انبيائه واوليائه احالنا لمعرفته إلى معرفة النفس قال >من عرف نفسه فقد عرف ربه < وقال >اعرفكم بانفسكم اعرفكم بربكم < لماذا معرفة النفس؟ باعتبار انه ان هذه المعرفة انفع المعرفتين بل انفع المعارف بل غاية المعرفة هذه النصوص التي قرأناها بالامس، يعني الاخوة غدا اذا يريدون ان يكتبون رسالة في معرفة النفس :

    أولا: يبدأوا بهذا البحث، وهو ان الروايات الواردة على معرفة النفس.

    ثانيا: لماذا التأكيد على معرفة النفس، باعتبار انها انفع المعرفتين، انفع المعارف، بل غاية المعرفة.

    ثالثاً: المقام الثالث الفصل الثالث، ثالثا: ما هي آثار معرفة النفس؟ وهذا لو يكون رابعا يكون افضل، ولكن انا اقدمه من باب الاهمية، والا الثالث لابد ان يكون ما هو المراد من من معرفة النفس.

    رابعاً: ما هي الاثار المترتبة على معرفة النفس.

    بنحو الاجمال اقدم المقام الرابع على المقام الثالث، انظروا ماذ تقول الروايات >العارف من عرف نفسه فاعتقها ونزهها عن كل ما يبعدها ويوبقها < علم الاخلاق كله اين قائم في معرفة النفس، لأنه اساسا عتقها أي النفس لا يكون الا بمعرفتها، لأن الانسان ان لم يعرف النفس يكون عبدا للنفس وعبدا للهوى من حيث يشعر أو لا يشعر؟ لا يشعر، وكذلك يمكنه ان ينزهها عن كل ما يبعدها عن الله سبحانه وتعالى الا من خلال ماذا؟ الا من خلال معرفة النفس، رواية اخرى أثر آخر >اكثر الناس معرفة لنفسه اخوفهم لربه< يعني الاية التي قالت {إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ} طريق الخشية من اين يمر من خلال معرفة النفس، هذا الاثر الثاني.

    الأثر الثالث: >افضل العقل معرفة الانسان نفسه< اثرها>فمن عر نفسه عقل < وانتم تعرفون الروايات ماذا تقول؟ ماذا العقل؟ >العقل ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان< من اين يصل الانسان إلى عبادة الرحمن واكتساب الجنان؟ من خلال العقل، ومن اين يصل إلى العقل من خلال معرفة النفس، وهذه كل واحدة منها فصل، وليسا جملتين، اذا تريدون ان تكتبوا شيء اكتبوه فصلا، راجعوا الروايات والايات القرانية توجد ابحاث مفصلة هنا.

    >من عرف نفسه تجرد< كل علاقاته، >من عرف نفسه جاهدها< {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا}، >من عرف نفسه جل امره <، >من عرف نفسه كان لغيره اعرف <، >من عرف نفسه فقد انتهى إلى غاية كل معرفة وعلم< >نال الفوز الاكبر من ظفر بمعرفة النفس<، الآن التفتوا جيدا هذه الاثار الايجابية لمعرفة النفس.

    الآثار السلبية للجهل بمعرفة النفس، هذا ايضا باب آخر واسع النطاق اشير إلى بعض رواياته :

    >اعظم الجهل جهل الانسان امر نفسه <، >عجبت لمن ينشد ظالته وقد اضل نفسه فلا يطلبها <، >عجبت لمن يجهل نفسه كيف يعرف ربه< اصلا كانه الطريق مغلق، >كيف يعرف غيره من يجهل نفسه< >كفى بالمرء جهلا ان يجهل نفسه < >من جهل نفسه اهملها < >من جهل نفسه كان بغيره اجهل < >من لم يعرف نفسه بعد عن سبيل النجاة وخبط في الضلال والجهالات< >لا تجهل نفسك، فان الجاهل معرفة نفسه جاهل بكل شيء<.

    الان انا استطيع بعد هذا السؤال الذي يقول بيني وبين الله عشر سنوات عشرين سنة في الحوزات نقرأ نصعد ننزل نحفظ كذا مقدار نتكلم كذا مقدار، ولكن مولانا نحس يوجد تحول أو تغير ذاتي يحصل عندنا أم لا ؟

    نعم عندنا مجموعة اصطلاحات ومفاهيم، ولكن من حيث الداخل، ومن حيث النورانية الداخلية، من حيث واقعا انه يحس الانسان انه من الناحية الاخلاقية ارتفع درجة، لم نجد هذه الاثار، لهذه الاسباب، لا اقل واحدة من اسبابها هذه، وهو انه أنت سلكت الطريق الذي يريده اهل البيت ^ في المعرفة والوصول إلى الكمال أم لا؟ لم تسلكه، وانما أنت انتخبت طريقا آخر تسير فيه، الذي قد يصيب وقد يخطئ، اما هذا فهو الطريق الذي يصيب ولا يخطئ، المهم هذا المقام الرابع الخامس سموه ليس بمهم.

    المقام الثالث: ما هو المراد من معرفة النفس؟ اخواني الاعزاء فيما يتعلق بمعرفة النفس، وانا حديثي لا اريد ان اتكلم في معرفة النفس مفصلا، يكون في علم الاخوة، انا فقط اريد ان اضع النقاط على الحروف، واذا تريدون ان تعملون تعرفون الطريق من اين معرفة النفس؟ اخواني الاعزاء على نحوين:

    1- معرفة النفس الحصولية.

    2- ومعرفة النفس الحضورية والشهودية.

    ومثالها واضح: الطبيب خمس سنوات يقرأ في الجامعة أو سبع سنوات حتى يأخذ بكلوريوس في الطبابة العامة، اليس كذلك؟ يعرف الامراض أم لا يعرفها؟ كاملا يعرف الامراض ،ولكن يعرفها حصوليا أم حضوريا؟ يعرف مفاهيمها، يعلم بانه اذا صار صداع، الصداع لابد كيف يعالجه، اما اذا حقيقة الصداع اذا هو غير مصاب بالصداع يستطيع ان يفهمه أم لا يستطيع ؟

    بعبارة اخرى: الموجود عنده مفهوم الصداع لا نفس الصداع موجود، بخلافه ما لو ابتلي هو بالصداع الشقيقة، عند ذلك هو نفس الطبيب، عنده الآن علم حصولي بالصداع أم علم شهودي بالصداع؟ عنده علم شهودي بالصداع، لأن الصداع موجود فيه ويعيش في داخله وجدانا، امر وجداني. أو مثاله الواضح انا وانت، تارة أنت جائع الآن لو يجعلون إلى جانبك قطعة من الحجر تأكلها، فهذا الجوع الذي ساورك علمك به حصولي أم حضوري؟ حضوري، وتارة لا، بيني وبين الله كنت جائعا والله سبحانه وتعالى رزقني وجلست والان ممتلئ واقعا ولقمة واحدة لا تستطيع ان تاكل، وبتعبير شيخنا الاستاذ شيخ جوادي يقول هؤلاء الناس ما الذي دهاهم يأكلون ويأكلون حتى عندما يريد ان يجلس باستقامة لا يستطيع، الا ان يتكأ مثلا.

    هذه ينقلها عن اليسد الطباطبائي &، يقول انا لا اعلم هؤلاء واقعا الانسان عندما يفقد عقله اين يصل، ياكل ثم يقول هذا انا كيف اهظمه، ثم يذهب مولانا إلى ماذا؟ هو من قال لك ان تاكل هذا المقدار الكبير من الطعام حتى تقول كيف اهضمه، اكل شيئا تستطيع ان تهضمه بشكل طبيعي، ثم جاءت هذه المشروبات الغازية وكذا لهضم ما لا يهضم، هو أنت لماذا اكلت هذا المقدار العظيم من الاكل حتى لا يهضم، ولهذا يقول عادة، شيخنا الاستاذ جوادي الله يحفظه ويطيل في عمره، كان يقول عادة أنت ترى من يفطر الانسان يقدر على الجلوس أم لابد ان يمتد (ينجطل) ،خلص احسنتم.

    كنا في مكان لا اذكر اسم المكان وكنت جاس إلى جنب الشيخ جوادي فاتوا بالطعام على اساس ان كل واحد هو يذهب ويخدم نفسه بنفسه، وصارت حملة على هذه الموائد ومعركة وملحمة اصلا، وهؤلاء كل واحد كم يحمل، الشيخ التفت الي قال هؤلاء مشتبهين في قوله تعالى {أكلها دائم} فتصوروا انه لابد دائما ان ياكلون، قال الاية المباركة قالت {أُكُلُها دائم}يعني هذه الاشجار عطاؤها دائم، يقول هؤلاء تصوروا ان اكلها دائم وليس اكلها دائم، على أي الاحوال.

    اين كنا نتحدث؟ أنت تشبع وعندما تشبع وترى جائعا امامك يتضور جوعا لأن أنت تعلم بالجوع وانت شبعان بالعلم الحصولي لا بالحضوري.

    معرفة النفس اخواني بهذين الطريقين :

    1- تارة أنت تذهب إلى معرفة النفس حصولا، تقرأ كتاب علم النفس الفلسفي، تقرأ المجلد الثامن من الاسفار هذا علم النفس الفلسفي، ولكن علم حصولي مفيد نافع، واقعا نافع ومفيد للغاية، لأنه ان شاء الله تعالى الاخوة حاضرين غدا سأبيّن انا لست من القائلين بنظرية ان العلم الحصولي لا قيمة له، وهذا الذي اليوم شرحته كان على مبنى المشهور من الحكمة المتعالية، والا انا لا اعتقد بهذا الكلام، وغدا ان شاء الله سأشير اليه، في الاسفار اليوم شرحناه، جيد مفيد ونافع، ولكن من الواضح ان نفعه ليس كنفع ماذا؟ العلم الحضوري بالنفس، كلاهما اذا قيسا إلى المعرفة الافاقية فالمعرفة الانفسية انفع من المعرفة الافاقية، يعني اذا قايسنا بين المعرفة الافاقية وبين المعرفة الانفسية فالمعرفة الانفسية انفع من المعرفة الافاقية والآيات الافاقية، ولكن الآن اذا جئنا إلى المعرفة الانفسية قلنا ان المعرفة الانفسية على قسمين :

    1- معرفة انفسية حصولية مفهومية

    2- ومعرفة انفسية شهودية واقعية.

    الان بحسب المقايسة الداخلية فيما بينهما، فالمعرفة الانفسية الشهودية انفع من المعرفة الحصولية الانفسية.

    الآن يبقى هذا السؤال الاخير الذي انا بودي ان اشير اليه.

    (احد الحاضرين):….

    ج/ نعم، أي، لا لا لا، ابدا، اذا بذاك المعنى كلها تكون النفس ايضا تكون من الافاق يعني أنت اذا اخذت الافاق بمعنى يشمل الانسان نعم، ولكن نحن نجعل الانسان في قبال الافاق، فلا تكون افاقية.

    (احد الحاضرين):…

    ج/ فاذا اخذناها هكذا لا يوجد عندنا معرفتين، بل تصبح معرفة واحدة، اذا اخذنا الافاقية بمعناها الواسع الذي يشمل الانسان، الذي هو فرد من افراد هذه الافاق بعد لا توجد عندنا معرفة افاقية ومعرفة ماذا ؟

    يعني بعبارة اخرى عندنا معرفة افاقية بالمعنى الاعم، ومعرفة افاقية بالمعنى الاخص، في المعرفة الافاقية بالمعنى الاخص توجد عندنا معرفة انفسية، اما اذا لا يوجد عندنا معرفة افاقية بالمعنى الاخص بالمعنى الاعم معرفتين لا توجد عندنا بل هو نحو واحد من المعرفة، جيد.

    هذا بحث، بحث آخر الذي يشير اليه السيد الطباطبائي في الميزان بعد ان يذكر ان المراد بالعرفتين، المعرفة بالايات الانفسية والمعرفة بالايات الافاقية، يقول [وكون سير الانفسي انفع من السير الافاقي لعله لكونه] يقايس بين المعرفة الانفسية الحصولية، وبين المعرفة الافاقية الحصولية، ايهما انفع؟ يقول الانفسية الحصولية انفع من الافاقية الحصولية، ثم ينتقل إلى درجة اخرى يقول [وللرواية معنى آخر أدّق ]. يأتي يقول لا المعرفة الانفسية، قد تكون معرفة انفسية حصولية وقد تكون معرفة انفسية حضورية شهودية، ما هو الفرق بينهما اخواني؟ التفتوا لي جيدا.

    من اهم الفروق ان الانفسية الحصولية لايسبقها عمل صالح ولا تستلزم عملا صالح، قد يأتي شخص الآن ملحد ولكنه يدرس علم النفس الفلسفي ممكن أو غير ممكن؟ ممكن ما المحذور، هو اصلا فيلسوف في علم النفس.

    اذن المعرفة الانفسية الحصولية كما المعرفة التوحيدية، ماذا كل من يدرس توحيد يعني مؤمن؟ قد يدرس التوحيد وهو مشرك، لا وهو ملحد لا يؤمن، ولكنه في جامعة مولانا يدرس التوحيد، لا توجد مشكلة، لك من يدرس الاخلاق يعني متخلق؟ لا توجد ملازمة، لأنه يدرس الاخلاق كعلم حصولي، الآن قد يعمل وقد لا يعمل، مثل الطبيب الآن عندما تذهب اليه يقول لك السجائر تفعل كذا وتفعل كذا، الدكتور يتكلم والسجارة في فمك تشرب بها، خلص بعد ماذا تريد؟ هذه الاثار التي يذكرها، اثار حصولية أم حضورية؟ هذه لو كانت حضورية ما كانت تنفك عن العمل ابدا، بل هذه كلها مجموعة من المفاهيم.

    اذن المعرفة الانفسية اخواني الاعزاء الحصولية، لا هي نتيجة عمل صالح، ولا تستتبع عملا صالحا آخر اما بخلافها المعرفة الانفسية الشهودية، لا تحصل لا بعد عمل صالح، ومن عرفها شهودا واقعا اخلص وخاف وجاهد ووو إلى غير ذلك، وهذا هو فرقنا، الفرق بين معرفة الولي بنفسه، معرفة المعصوم بنفسه ومعرفتي بنفسي، المعصوم لا يعصي، لماذا؟ لأنه هو يعرف النفس ويعرف المعصية شهودا حقيقة التي هي قد مسبوقة بعمل وملحوقة بعمل، لا اعلم واضح هذا المعنى ؟

    ولذا السيد الطباطبائي يقول [وللرواية معنى آخر ادق مستخرج من ابحاث حقيقية في علم النفس، وهو ان النظر في الايات الفاقية والمعرفة الحاصلة من ذلك نظر فكري وعلم حصولي بخلاف النظر في النفس وقواها واطوارها واطوار وجودها، والمعرفة المتجلية منها فانه نظر شهودي وعلم حضوري ] ما الفرق بينهما ؟

    يقول: بانه في الحصولي قد ينفك عن الاثر اما الشهودي ينفك عن الاثر أم لا نفك؟ يقول [والتصديق الفكري يحتاج في تحققه إلى نظم الاقيسة واستعمال البرهنا وهو باق مادام الانسان متوجها إلى مقدماته، ولذلك يزول العلم بزوال الاشراف على دليله، وهذا بخلاف العلم النفساني بالنفس وقواها واطوار وجودها فانه من العيان فاذا اشتغل الانسان بالنظر إلى آيات نفسه وشاهد فقرها وحاجتها، وجد امرا عجيبا، وجد نفسه متعلقة بالعظمة والكبرياء، متصلة في وجودها وحياتها وعلمها وسائر صفاتها، بما لا يتناهى بها] واضح عند ذلك {سنريهم اياتنا في الافاق} وعند ذلك {كذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والارض وليكون من الموقنين }.

    اذن هناك يتضح ان هذه رؤية الملكوت كانت حصولية أم شهودية ؟ والا لو كانت حصولية ليس بالضرورة ان توصل الانسان إلى مقام اليقين [وشاهد ان النفس الانسانية لا شأن لها ولا مخرج لها ولا شغل لها، الا انها منقطعة إلى الله إلى اخره] ولهذا الانسان لو سال سائل: الآن سؤال الاخ بالامس وهو انه ما هو الطريق إلى المعرفة الانفسية ؟

    سؤال أي معرفة انفسية تقصد انت؟

    اذا تقصد المعرفة الانفسية الحصولية فهذه كتب علم النفس موجودة في المنظومة والاسفار ووو اذهب طالع وتعرف، وهو مفيد ونافع، وليس بضار ابدا، بل نافع كثيرا، أنت الآن اذا تاخذ كتاب فيه ثقافة الصحية البدنية تقراها، وليس بالضرورة تلتزم بها، ولكن لا تتركها كلها تعمل بمقدار منها، هذا الطريق الحصولي.

    اما طريق الشهود؟

    الجواب: التفتوا لي جيدا، هنا توجد اشكالية يذكرها السيد الطباطبائي في رسالة الولاية هذا الذي نقلناه نقلناه من تفسير الميزان، هناك يقول [فقد زعم البعض ان كيفية السير من هذا الطريق غير مبينة شرعا].

    صحيح الشارع: قال >من عرف نفسه فقد عرف ربه< اما كيف نعرف انفسنا؟ بين أم لم يبين؟ يقول هذا المدعي الشارع لم يبين، فما هو الطريق اذن يقول تركه اليكم اختاروا الطريق الذي يناسبكم، حتى اقرب المطلب إلى ذهن الاخوة الشارع اراد من الناس ان تبنى حياتهم على النظم والانتظام >الله الله في نظم امركم< الآن كيف ننظم شوارعنا ذو اربع سيارات أو ذو ست سيارات، بيوتنا ذو طابقين وا ذو ست طوابق ذو اثنا عشر طبقة ذو الابراج؟ هذه من يعينها ؟

    يقول: والله مسؤولي البلدية هم يعينون ان هذه المدينة كيف تبنى، هذه الشارع بعد هذه ضمن ثوابته أم ضمن المتغيرات؟ هذه ضمن المتغيرات اوكلها لمن؟ اوكلها اليكم، واقعا القضية هنا ايضا كذلك ؟

    يعني الله الذي امرنا بان نكون كما قال لنا ان كمالكم بالقرب مني، ثم عين لنا الطريق قال وافضل الطرق واقرب الطرق والحسن الطرق وانفع الطرق هو طريق معرفة النفس للوصول إلى القرب الالهي؟ بين ماذا نفعل حتى نسير في هذا الطريق أو لم يبيّن؟ هنا يوجد اتجاهين، دعوا ذهنكم هنا، وهذه هي مأساة كثير من مشاكل التاريخ الذي عندنا :

    1- نظرية تقول نعم بين بشكل عمومي، ولكن التفاصيل تركها كل واحد لنفسه، من هنا صارت عندنا نظريات طرق الصوفية، هذه طرق الصوفية ما هي؟ طرق الصوفية واضح ما معناها؟ يعني هذا الطريق الذي يوصله الله، هذا يقول من هذا الطريق، وذاك يقول من هذا الطريق، وذاك يقول من هذا الطريق، خمس وعشرين أو ست وعشرين طريقة معروفة، راجعوها في طرق الصوفية، وكلهم ينهمون طرقهم إلى امير المؤمنين ×.

    موجود كتاب ضخم في هذا المجال طالعوه مفيد، كلهم يرجعون طرقهم إلى من ؟

    ولذا أنت ترى تذهب عند شخص صاحب الذكر يقول لك أنت في كل يوم لابد ان تقول (770) فلان ذكر تذهب إلى شخص آخر يقول لالا هذ غير مناسب لك، ووجدت انا ورأيت في حياتي واقعا، انه عندما اقول له فلان ذكر اهل البيت اوصوا به يقول لا اعلم انا غير ملتزم بهذا ملتزم بذكر آخر، اقول له اهل البيت ^ اوصوا به، يقول انا ما ملتزم عندي ذكر آخر، لأنه يعتقد بانه امر تشخيص الطريق للوصول ترك لمن؟ ترك للمكلف، يقول [فقد زعم البعض ان كيفية السير من هذا الطريقي يعني طريق النفس [غير مبينة شرعا حتى ذكر بعض المصنفين ان هذا الطريق في الاسلام كطريق الرهبانية التي ابتدعتها النصارى من غير نزول حكم الهي به، فقبل الله سبحانه تلك الرهبانية أو تلك التي ابتدعوها، قال {ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم}].

    التفتوا جيدا هذه ما كتبناها عليهم اجعلها بين شارحتين، لأن القران يكتب بهذه الطريقة، بعض الاحيان وان كان تصرف في اللفظ ولكنه يكون واضح جدا، الاية بهذا الشكل {ورهبانية ابتدعوها} {الا ابتغاء رضوان الله}، هذه ابتدعوها لم يكونوا بيني وبين الله مغرضين ويريدون ان يخربون الدين، غرضهم كان الا بتغاء رضوان الله، الله لم يشكل عليهم، التفت جيدا.

    هذا بحثه يأتي ان شاء الله بعد ذلك، الله ما قال انتم اجلكم الله (ومن اجاز لك انك تبتعد اضربك على فمك) قال لا جزاكم الله خير، ولكن المشكلة ما رعوها حق رعياتها، اذن ايدهم أم لم يؤيدهم؟ لالالا التفتوا المبدأ قيد {ورهبانية ابتدعةها} ولكن {ما رعوها حق رعايتها} لو التزمتم كنا نقبل منكم، ولكن لم تلتزموا فنحن لم نقبل.

    ولذا بعد ذلك يأتي الشيخ في المتن يعني ابن عربي يقول ابتداع الرهبانية ليس فيها مشكلة الاية صريحة، الآن السيد الطباطبائي عنده تفسير آخر لها، ولكن الآن المهم انا اذكر تفسير القوم يقول [ {ورهبانية ابتدعوها ] نحن ما كتبناها ولكنهم هم الذين كتبوها على انفسهم، وغرضهم من هذا الابتداع ماذا كان {ابتغاء مرضاة الله} جزاهم الله خير احسنتم، ولكنه كان ينبغي ماذا ان تراعوها ولم تراعوها، قال [فكذلك طريق معرفة النفس غير وارد في الشريعة، الا انها طريقة إلى الكمال مرضية انتهى ملخصا].

    الان ممن نقل لم يذكر ولكنه يقول انتهى كلامه [ ومن هنا ربما يوجد عند بعض اهل هذا الطريق وجوه من الرياضات ومسالك مخصوصة لا تكاد توجد في مطاوي الكتاب والسنة ولم يشاهد في سيرة رسول الله ’ والائمة من اهل بيته ^، وذلك كله بناء على ما مر ذكره وهو ان المراد هو الوصول إلى الله ] الآن هذا الوصول باي طريق اتفق بعد فيه مشكلة أم لا؟ ليس فيه مشكلة، مادام يوصل إلى القرب الالهي سواء كان من هذا الطريق الذي أنت ابتدعته، أو من هذا الطريق الذي انا ابتدعته، هذا اتجاه التفت جيدا.

    وهذا الاتجاه بشكل رسمي اقول واضح وعرفاء الامامية لا يقبلونه، يقولون باطل باطل باطل هذه الاثالثة؟؟؟؟؟ حتى بعد خلص، واضح صار هذا لم يقبلوه، نعم هذا موجود عند اتباع الخلفاء والصحابة، واما في اتباع مدرس اهل البيت ^ هذا غير موجود، يعني عند ملا صدرا هذا غير موجود، عند سيد حيدر الاملي هذا ما موجود، عند الطباطبائي هذا ما موجود، عند السيد الامام + هذا ما موجود، عند عرفائنا الكبار هذاالطريق مرفوض رفضا قاطعا لا شك في هذا.

    ولذا مباشرة يقول [ولكن الحق الذي عليه اهل الحق ] ما هو يقول [ وهو الظاهر من الكتاب والسنة ان شريعة الاسلام لا تجوز التوجه إلى غير الله سبحانه] يعني لا تجوز الرجوع إلى غير الله لاخذ ماذا؟ لاخذ الطريقة والمنهج إلى الله [للسالك اليه تعالى بوجه من الوجوه، ولا الاعتصام بغيره، الا بطريق امر بلزومه واخذه ] وهو طريق ماذا؟ طريق القران ومن هم عدل القران {ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهو} >ما ان تمسكتم بهما لم تضلوا< والجملة تفيد الحصر > ما ان تمسكتم بهما< يعني ان لم تتمسكوا بهما بعد نحن ضامنين عدم الضلال أم غير ضامنين؟ قد تصيب، لا اريد ان اقول لك مائة بالمئة قد تضل، لالالا، قد تصيب وقد وقد تخطأ، نحن ضمنا سلامة الطريق ما هو؟ >ما ان تمسكتم بهما< فقط لا اعمل واضح هذا المعنى؟ جيد.

    سؤال جيد، سؤال انظروا ربط. هذا بالامس ذكرت لكم ربط الفقه بمعرفة النفس، هنا يأتي دور الفقه، دورالفقه ماذا يريد ان يعمل يعين الطريق كيفية سلوك النفس قال [وان شريعة الاسلام لم تهمل مثقال ذرة من السعادة والشقاوة الا وبينتها ولا شيئا من لوازم السير إلى الله سبحانه يسيرا أو خطيرا الا اوضحتها، فلكل نفس ما كسبت وعليها ما اكتسبت] ثم يستدل بمجموعة من الايات [قوله {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا} ولا اقل اذا لم يكن تبيان لكل شيء، لا اقل تبيانا لكل شيء مرتبط بهداية الانسان، {ولقد ضربنا للناس في هذا القران من كل مثل} {قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} {لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة} إلى غير ذلك، والاخبار في هذا المعنى من طريق اهل البيت مستفيضة بل متواترة] ان الطريق منهم لا من غيرهم.

    ولذا انتم هذا مفاتيح الجنان ذكر فيه الذكر على مدار الاربع وعشرين ساعة، لكل ساعة ذكر وليس لكل يوم، الآن الذي لم يقدر لكل ساعة يعطيه ذكر كل يوم، الذي لا يقدر كل يوم يعطيه ذكر في الاسبوع ليلة الجمعة ماذا تفعل ويوم الجمعة ماذا تفعل، الذي لا يقدر بالشهر ماذا؟ اعمال الشهر ما هي؟ الذي لا يقدر كيف ينام وكيف يتوضأ على أي جهة يانم يسرى يمنى، لا توجد نكتة الا وقد ذكرها ؟

    وانت التفت لي جيدا لا تريد ان تذهب في هذا الطريق وايضا تريد ان تصبح عارف شهودي، وهذه الامور تجتمع بعد؟ يكون بينك وبين الله شخص يريد ان يأخذ، انا ذاكر هذا المثال مرارا للأخوة، اذا شخص يريد ان يصبح رباع ويرفع وزن على راسه (200) كيلو (300) كيلو ما هي الطريقة، يذهب إلى مراكز التربية الرياضية والى المتخصصين والمربين وعشرين سنة يتدرب، وبعد العشرين سنة يقدر ان يرفع فوق رأسه كم؟ ويرفع المائتي كيلو ولا كانه وانا وانت نرفع عشر كليوات عندما تصل البيت تلزم ظهرك، صح أم لا؟ هذا ماذا صنع انا لا اقدر ان اصنعه ؟

    الجواب: هذا روّض نفسه >انما هي نفسي اروضها بالتقوى < أنت ثلاثين سنة تارك الرياضة والتقوى والتهذيب والذكر والعمل الصالح والبناء والتربية الدينية وهذا اليوم دخلت درس العرفان وبكرى تقول كيف اصير عارف، اعطونا مجال هذا يريد عمل عشرين سنة ثلاثين سنة اربعين سنة، ابنك ثلاثين عام أنت تاركه عشرين عام أنت تاركه يقول والله انا اعطيته لقمة حلال، صار عمره عشرين عاما يقف بوجهي، وانت لا تعلم هذه العشرين سنة أنت ربيته أم تركته مع اصدقاء السوء مع التلفزيون السيء مع الانترنت مع الفضائيات إلى ان يصبح عمره عشرين سنة فيصبح ماذا؟ سلمان الفارسي صغير، يخرج أم لا يخرج؟ لا توجد مناسبة اصلا، {قل كل يعمل على شاكلته} هذا هو بهذا الشكل تربى.

    ولذا السيد الطباطبائي عنده جملة اخيرة انهي بها الحديث يقول [ومما يظهر ان حظّ كل امرء من الكمال ] احفظوها اخواني اعزائي هذه الجملة هذه قاعدة العرفان العملي عند مدرسة اهل البيت [ومما تقدم يظهر ان حظ كل امرء من الكمال بمقدار متابعته للشرع] خلص درجتك الكمالية اين انت؟ تريد ان تعرف اين انت؟ انظر بينك وبين الله التزامك بواجباتك بالمحرمات بالمستحبات المكروهات كم، وما اتصور زحمة في معرفتها، أنت الآن لو اسألك بينك وبين الله زين تعرف تقول الله عشرين بالمية إلى ثلاثين بالمية التزم، اما ما زاد عن ذلك فباقي للظروف، صح أم لا؟ يوجد شخص لا يعلم؟ {بل الانسان على نفسه بصيرة}.

    والله كلنا نعلم، كلنا نعلم انه الحسد موجود عنده أم غير موجود الغضب موجود عنده أم غير موجود؟ فلان فلان بمقدار، ولذا أنت تجد بانه بيني وبين الله نحن عندما نأتي إلى الائمة نقول معصوم، هذه ثابتة بالشرع، المعصوم ما هو، والعصمة لها مراتب ايضا :

    1- عصمة عملية.

    2- عصمة فكرية موجودة.

    3- عمة نيتية توجد.

    عصمة عصمة درجات العصمة، ونعتقد ان اهل البيت ماذا في اعلى الدرجات، يعني ماذا في اعلى الدرجات من المتابعة للشرع؟ الآن بينك وبين الله هل من الانصاف ان هؤلاء قيمته بمقدار متابعتهم للشرع وانت تريد ان تكون لك قيمة ولكنه لا تلتزم بالشرع، اصلا هذان يجتمعان أم هما متهافتان متناقضان ؟

    ولذا بعد ذلك يقول [اذا عرفت ان هذا الكمال] [وقد عرفت ان هذا الكمال امر مشكك ذو مراتب] لماذا؟ لأن الالتزام ومتابعة للشرع ما هي؟ مشككة ولها مراتب.

    [ونعم ما قال بعض اهل الكمال ] هذه نظرية اخرى ماذا تقول؟         تقول نحن متقيدين اكثر من اللازم، لا تنظر هذه اجنبية، وهذا عمر ستين سنة نحن قضيناه لا تنظر لا تنظر، صحيح، نخترع لنا حل ان نعمي اعيننا ونخلص من مشاكل الرؤية الحرام، يقول هذه ليست طريقة الشارع، الشارع يريد جهادا مستمرا، لا يريد جهادا دفعيا، يريد جهاد تدريجي هذا كمال الانسان لا الجهاد الدفعي كمال الانسان.

    لذا يقول [ونعم ما قال بعض اهل الكمال ان الميل ] يعني الانحراف [ ان الميل من متابعة الشرع إلى الرياضات الشاقة ] الهنود غير الهنود، اليوكا لا اعلم ماذا؟ اذهب إلى هذه يقول فرار، من الاشق إلى الاسهل، عجيب، تقول هذه رياضات شاقة، نقول نعم هذه ساعتين، وانت فعلتها سالبة بانتفاء الموضوع، والشارع يريد منك السالبة بانتفاء الموضوع أم المحمول؟ يريد سالبة بانتفاء المحمول.

    يعني ان الشهوة باقية ولكن لا تقترب من الحرام، لا ان الشهوة منتهية، فاذا كانت منتهية فهي سالبة بانتفاء الموضوع، شهوة غير موجودة فلا داعي لأن يأمرك الشارع بالعفة [فرار من الاشق إلى الاسهل فان الشرع قيل مستمر للنفس والهوى، دائمي مادامت موجودة، والرياضة الشاقة قتل دفعي وهو اسهل عملا وايثارا ].

    الان انظروا على النهج هذا، تريد ان تعمل تفضل، والله كلكم تعرفون الطريق >من اخلص لله اربعين صباحا جرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه < والله لا تريد دليل، التزم تجد الاثار، أنت التزم اذا ما وجدت الاثار قل والله فعلت ما وجدت شيئا، ولكن هذا بشرط ان لا توجد موانعها، كما لوكنت مصاب بداء السكر وفي كل يوم تتناول ثلاثة حبات علاجا لداء السكري ولكنك في نفس الوقت تأكل يوميا اثنا عشر كيلوا حلويات، فيقينا هذا العلاج لا يؤثر، فتقول والله فعلت وما وجدت، لا أنت اخذ علاج داء السكري ولا تستعمل حلويات ثم انظر إلى النتائج، أنت انظر إلى ما ذكره اهل البيت ^ من الواجبات وانا اتذكر للمرة العاشرة أو العشرين انا قائلها، انا سائل اهل المعرفة، سائل شيخنا الاستاذ جوادي ما هو العرفان العملي ؟

    قال رسالة عملية ومفاتيح الجنان هذا العرفان العملي، رسالة عملية ومفاتيح الجنان، مفاتيح الجنان ادعية واذكار ورسالة عملية واجبات ومستحبات ومكروهات، جاء شخص يقول اعطيني ذكر، يا اخي ما يريد ذكر انظر كم واجب من الواجبات لم تعمل بهن، وانظر كم محرم من المحرمات أنت تنتهكهن يوميا، والله لا اريد مستحب ومكروه منك، لا اريد ذكر منك، اريد ماذا منك؟ هذه الواجبات لا اقل اسعى ان تتركها.

    قال [وهو اسهل، وبالجملة فالشرع لم يهمل بيان كيفية السيري من الطريق الانفسي, جيد.

    كم بقي من الوقت (كلام أحد الحضور) دقيقة واحدة, فاستدللنا بنا عليه هذا لا يوجد وقت لنشرحها دعوه إلى غد.

    والحمد لله رب العالمين

    • تاريخ النشر : 2016/12/11
    • مرات التنزيل : 2217

  • جديد المرئيات