أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
قلنا بأنه يوجد هناك تقريب لهذه الآية يجعلها اجنبية عن محل الكلام يعني انها ليست بصدد اثبات النجاسة الشرعية الاصطلاحية وانما هي بصدد بيان قذارة الشرك وان المشرك نجس بحسب البعد المعنوي والباطني والملكوتي.
الان ان هذا التقريب اجيب عنه بوجوه، الوجه الاول وهو مبني على ثبوت الحقيقية الشرعية وقد اجاب استاذنا السيد الخوئي عن هذا الوجه بأنه لا يمكن حمل النجاسة في الآية على المعنى الشرعي بناءاً على الحقيقة الشرعية لانه كان ذلك في صدر الاسلام واجبنا عن ذلك بأنه اساساً ليس الأمر كذلك وانما هذه الآية انما هي في سورة التوبة وسورة التوبة نزلت في السنة التاسعة من الهجرة في اواخر العهد النبوي اذن فليس الأمر في صدر الإسلام هذا الى هنا بيّنا هذا البحث فيما سبق نعم هناك كلام آخر للسيد الخوئي ذاك الكلام الذي ذكره في المحاضرات يتنافى مع ذلك الذي قاله في التنقيح هذا ان شاء الله تعالى بعد ذلك سنجيب عليه.
من هنا يأتي هذا التساؤول اذن القول بالحقيقة، الوجه الاول الحقيقية الشرعية جواب استاذنا السيد الخوئي ليس كذلك هل يوجد عنه جواب او لا بعد ذلك سيتضح بأنه عندما نجيب عن هذا السؤال والوجه الآن نحن بصدد الاستعراض الوجوه الذي ذكرت من الاعلام لبيان عدم صحة هذا الوجه والتقرير الذي اشير اليه.
الوجه الثاني: طبعاً هذا المعنى موجود في كلمات الاعلام بامكان الاخوة ان يرجعوا اليه ومنهم السيد البجنوردي يعني الاشكال على كلام السيد الخوئي، السيد البجنوردي في المجلد الخامس هناك يقول اللهم الا ان يقال ان وقت نزول هذه الآية لم يشرع الطهارة والنجاسة بعد هذا الذي ذكره السيد الخوئي ولكنه هذا الاحتمال لا مجال له لماذا؟ لأن هذه الآية بعد سورة البراءة بعد هجرة النبي وكان ذلك الوقت الطهارة والنجاسة الشرعيين معروفتان عند المسلمين فما ذكره السيد الخوئي من هذا الوجه غير تام.
الوجه الثاني: وهو الوجه الذي ذكره صاحب الحدائق، صاحب الحدائق على هذا الطريق مشو يقول نعم انه النجس، المجلد الخامس صفحة 165 وجوه في الاستدلال على نجاسة الكافر بالآية ونقد ذلك يقول بأن النجس في اللغة وان كان كما ذكروه وهو انه اللغة يعني الاستقذار وهذا لا يدل على النجاسة الشرعية بأن النجس في اللغة وان كان كما ذكر الا انه في عرفهم عليهم السلام (ليس كذلك في عرف الأئمة يعني في عرف القرن الثاني والثالث ونحو ذلك الذي هو عصر تشريع الأحكام الشرعية) كما لا يخفى على من تتبع الأخبار وجاس خلال تلك الديار إنما يستعمل في المعنى الشرعي فإن قلت نحن نتكلم أين؟ في صدر الإسلام وأنت تستدل بما ورد عن الأئمة في القرن الثاني فما هي العلاقة يقول بمضمون هذه العبارة يستدل بالاستصحاب القهقرائي وهو انه الأئمة هذا المعنى من اين أخذوه؟ أخذوه من النبي ومن القرآن الكريم من الكتاب والسنة اذن هذا المعنى كان موجودا في عصر النبي صلى الله عليه وآله والنبي والأئمة نقلوا لنا ذلك يقول والحمل على العرف الخاص مقدمٌ على اللغة بعد عدم ثبوت الحقيقة الشرعية والحق معه انه لا يوجد عندنا شيء اسمه الحقيقة الشرعية كما سنشير.
يقول وما ذكره وما تأمل به البعض في حقيقة ثبوت العرفية في زمن الخطاب لانه الخطاب في صدر الإسلام ما هي العلاقة بينهما؟ بما ان عرفهم عليهم السلام متأخر عن زمان نزول الآية عليه صلى الله عليه وآله فلا يمكن حمل الآية على هذا المعنى العرفي الخاص وهو المعنى الشرعي مردود هذا الكلام بأي بيان مردود؟ بأن عرفهم في الأحكام الشرعية يعني عرف الأئمة عليهم افضل الصلاة والسلام بأن عرفهم في الأحكام الشرعية وفتاواهم يعبر عن كلمات الأئمة فتاوى ماذا مجتهدين الأئمة؟
الجواب لا هذا الاصطلاح كان قائم في ذلك الزمان انه يعبر عن روايات اهل البيت بأنها فتاوى نعم في زماننا اصطلاح الفتوى اخذ هذا البعد وهو البعد الاجتهادي الذي قد يطابق وقد يخالف هذه واحدة من الإشكالات التي أشكلت على ابن الجنيد هذا المعنى قالوا لماذا تقول ان الأئمة لهم فتاوى هذه موجود في كلمات العلماء.
قال مردود بأن عرفهم في الأحكام الشرعية وفتاواهم وأمرهم بأن عرفهم وأمرهم ونهيهم في ذلك راجعٌ في الحقيقة إليه فإنهم نقلة عنه وحفظة لشرعه وتراجمة لوحيه كما استفاضة به أخبارهم.
سؤال هذا من قبيل ماذا؟ نحن نقطع انه في زمان الأئمة كان بالعرف الشرعي ونشك انه في عصر النبي كان بالعرف الشرعي او كان بالمعنى اللغوي نستصحب هذا الاستصحاب المعكوس يعني اليقين متأخر والشك متقدم بخلاف اليقين والاستصحاب المتعارف عندنا وهو انه اليقين متقدم والشك متأخر اصطلح عليه بالاستصحاب القهقرائي هذا بيان واذن على هذا الأساس نثبت عندما قالت إنما المشركون نَجَسٌ أي نجاسة مراده؟ مراده النجاسة الاصطلاحية الشرعي بهذا البيان الذي ذكره، هذا البيان الذي ذكرناه كثير مهم هذا البيان نفسه يقوله السيد الخوئي في المحاضرات وفي المحاضرات الجزء الأول صفحة 126 يقول والتحقيق انه لا ثمرة لهذه المسألة أي مسألة؟ مسألة حقيقة الشرعية يقول نقبل الحقيقة ولكن توجد ثمرة او لا توجد ثمرة؟ يقول تترتب عليه ثمرة سواءاً قلنا بالحقيقة الشرعية أو لم نقل لماذا؟ يقول وهي حمل الألفاظ المستعملة في لسان الشارع على المعنى اللغوية او التوقف وان كانت مسلمة إلا أن الصغرى غير ثابتة لماذا؟ يقول لعدم الشك في المراد الاستعمالي من هذا الألفاظ، نحن لا يوجد عندنا مورد نشك فيه يراد منه المعنى اللغوي أو يراد منه المعنى الشرعي حتى نتمسك بالحقيقة الشرعية ان ثبتت فاذا لم تكن حقيقة شرعية لابد حمله في المعنى اللغوي في كل مورد استعمل الشارع هذه المفردات يريد منها المعاني الشرعية اذن يوجد مورد نشك فيه في المفردات أو لا يوجد مورد اذن لا تظهر أي ثمرة لثبوت الحقيقة الشرعية ولعدم ثبوتها الان سؤال فهي على التقديرين يعني ثبتت الحقيقة الشرعية أو لم تثبت استعملت في عرف المتشرعة في المعاني الشرعية اذن لا يبقى مورد نشك فيه في المراد الاستعمالي كيف هذا يقول وعلى الجملة لان الفاظ الكتاب والسنة ان وصلت الينا من النبي الاكرم بواسطة الأئمة الاطهار وحيث ان الأئمة عليهم افضل الصلاة والسلام في زمانهم استقر الامر على المعاني الشرعية اذن ما صدر في عهد النبي ايضا الشرعية نفس كلام صاحب الجواهر، سيدنا اذا هذا الكلام تامٌ لماذا في التنقيح تقول لان في صدر الإسلام يقول هذا الذي قلت بأنه كلامه في التنقيح ينسجم مع المحاضرات أو لا ينسجم؟ هناك في التنقيح قرأنا لكم يقول بأنه هذه في صدر الإسلام وفي صدر الإسلام بعد لم يثبت المراد منها المعاني الشرعية ولكن في المحاضرات ماذا يقول؟ يقول لا، المراد منها المعاني الشرعية بواسطة من؟ بواسطة انها عند الأئمة كذلك ولذا التفت الى العبارة يقول وعلى الجملة أن ألفاظ الكتاب والنسة، الكتاب متى نزل؟ في عصر الأئمة أو في عصر رسول الله؟ إذن ألفاظ الكتاب النجاسة تحمل على أي معنى؟ على المعنى، اذن لماذا تقول في التنقيح انه لا يمكن حملها على المعنى الشرعية، على أي الأحوال.
وعلى الجملة ان ألفاظ الكتاب والسنة قد وصلت إلينا من النبي الأكرم بواسطة الأئمة الأطهار ومن الواضح جداً ان الحقيقة الشرعية الآن لا ادري الكتاب أيضاً واصل عن طريق الأئمة يعني ليس عن طريق التواتر الآن أبحاث كثيرة ولا بصدد هذا ان الحقيقة الشرعية وان فرض انها لم تثبت الا انه لا شبهة في ثبوت الحقيقة المتشرعية في زمن ما وعليه فليس لنا مورد نشك فيه في مراد الشارع المقدس من هذه الألفاظ حتى لو تظهر الثمرة نعم لو وصل إلينا من النبي شيء لا عن طريق الأئمة نشك فيه نفس المنهج الذي ذكره صاحب الحدائق المنهج الاخباري الجزء الأول صفحة 126 ولهذا قلت انه يرد على كلام سيدنا الاستاذ إشكالان، الإشكال الأول ما ذكرنا.
الإشكال الثاني انه هذا لا ينسجم مع ما ذكره في المحاضرات الآن كلام صاحب الحدائق تامٌ أو ليس بتام؟ أولاً قرأتم في محله ان أدلة الاستصحاب تشمل الاستصحاب القهقرائي أو لا تشمل؟ أبداً لا يوجد أي دليل على انه شاملٌ على الاستصحاب المعقود أيضاً وثانياً الجميع يعلم والجواب الأساسي هذا الجميع يعلم ان الأحكام وخصوصاً ما تتعلق بالمسائل الفقهية كانت دفعية أو كانت تدريجية والشاهد على ذلك مسألة الخمر، الخمر حرّم مرة واحدة أو تدريجاً حرّمة؟ اولاً قال واثمهما اكبر من نفعهما بعد ذلك قال لا تقرب الصلاة وانتم سكاراى وبعد ذلك قال فاجتنبوه لعل مسألة النجاسة أيضاً تدريجية يعني في عهد النبي صلى الله عليه وآله النجاسة كان يراد منها القذارة العرفية اللغوية ولكنه بالتدريج صارت منها القذارة الشرعية إذن اذا ثبت ان الأحكام الشرعية كلها دفعية يعني ما كان في عهد الأئمة هو الذي كان في عهد رسول الله كلام صاحب الحدائق واردة اما اذا ثبت ان كثير من الأحكام كانت تدريجية وبتصريح منهم هم قرآنياً وهم روائياً اللطيف منهم جملة من الاعلام من تقول له بأنه اساساً خمس أرباح المكاسب لم يكن واجباً في عهد النبي وفي عهد الإمام أمير المؤمنين وفي عهد الإمام الحسن ولكنه نجده واجب في عهد الامام الصادق وما بعد ذلك نفس السيد الخوئي يقول الأحكام تدريجية ولذا يكون الشيء لم تكن مصلحة لوجوبها في عصر النبي ولكن وجد المصلحة فوّض أمر تشريعها إلى عصر الأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام فالأظهر وجوب أرباح المكاسب فلعل مفهوم النجاسة أيضاً من هذا القبيل يعني تدريجيٌ كان يراد منها الاستقذار وبعد ذلك يريد منه المعنى الشرعي هذا الجواب الثاني عن الإشكال.
الجواب الثالث ما ذكره الفقيه الهمداني في مصباح الفقيه بعد ان ينقل عبارة ويقول والعجب من صاحب الحدائق (المجلد السابع 236) حيث حاول اثبات ارادة المعنى الاخص من الاية بكون النجس في عرف الأئمة حقيقية في معنى الاخص يقول من هذا الطريق وفيه ما لا يخفى فالمسألة واضح هذا الكلام صحيح أو غير صحيح؟ لماذا غير صحيح التفتوا إلى النكتة التي يشير اليها الفقيه الهمداني، يقول عبارته من؟ عبارة صاحب الحدائق يقول دليله على هذا المدعى ما هو في صفحة 165 يقول فإنهم نقلة عنه وحفظة لشرعه وتراجمة لوحيه إذن دليل هذا الكلام ما هو؟ هذا، فإنهم هذا فإنهم تعليل لما قاله، يقول وفيه ما لا يخفى من عدم ارتباط كونهم حفظة للشرعية وتراجمة للوحي بالمدعى ثم ماذا؟ ثبت انهم تراجمة ثبت انهم حفظة معنى الحفظة ماذا؟ يعني الذي كان في عهد رسول الله لابد ان يكون في عهدم؟ لا ابداً خصوصاً بعد ان ثبت انهم فوض اليهم وانهم من المشرعين إلى آخره والى آخره إذن هذه الدعوى الذي ذكرها صاحب الحدائق لرد أو لاثبات ان المراد من النجاسة في الآية المباركة إنما المشركون نجس النجاسة بالمعنى الشرعي الاصطلاحي هذا الوجه تام أو غير بتامٍ؟ هذا الوجه غير تامٍ.
الوجه الثالث: ولعله يعد من اقوى الوجود لرد هذا التقرير المتقدم، هذا الوجه الثالث يقول انا اولا اقربه بشكل موجز ومبسط اعزائي أي مفردة عندما يتكلم بها المتكلم لابد ان ننظر في أي فضاء يتكلم تلك المفردة يعني نحن عندما نأتي على سبيل المثال إلى الفيلسوف ويقول الوجود بسيط هذه أي بساط أنا أأخذها البساطة الكيميائية يعني ليس مركب من عناصر أو البساطة الفلسفية يعني ليس مركب من جنس وفصل أي منهما؟ لماذا؟ تقول لغة البسيط لماذا تحمله تقول لان المتكلم يتكلم أين؟ يتكلم في كتاب الأسفار يتكلم في كتاب المنظومة فإذن بما هو فيلسوف يتكلم لا بما هو لغوي افترضوا نفس هذه المفردة تكلمها الكيميائي أو الفيزيائي تأخذ معنى آخر يعني تأخذ عبروا بمعنى الادق تأخذ مصداقاً آخر نأتي إلى اللغة افترضوا انه سيبويه يتكلم فاعل ومفعول والى آخره هذه فاعل ومفعول مقصوده ماذا؟ النحوي يتكلم يعني مات زيدٌ هذا زيد فاعل أو مفعول به؟ هو امات أو هو وقع عليه الموت أي منهما؟
الجواب اذا انت تكلمت بلغة النحو فزيد فاعل اما اذا تكلمة بلغة علم الكلام فزيد فاعل أو مفعول به مسكين؟ مسكين وقع عليه الموت وليس صدر الموت إذن انظروا كيف ان المفردات في كل فضاء علمي ودائرة معرفية تأخذ المعنى الذي يرتبط بتلك الدائرة هذه المقدمة واضحة هؤلاء يعدون من هذه الطريقة يقولون يا اعزائي صحيح النجاسة والطهارة والصوم والصلاة والحج كلها هذه بحسب اللغة لها معانيها الخاصة ولكن نحن نكلم من الذي يتكلم؟ المتكلم من هو؟ لغوي أو شارع؟ شارع إذن لابد ان نأخذ هذه المفاهيم بلحاظ المعنى الشرعي أصل مهم هذا وكثير ينفعنا وليس فقط في باب النجاسة ولا في باب الطهارة ولا في باب الصوم بل في كل الابواب الفقهية عندما تأتي اللفظة والمفردة في لسان المتكلم والمتكلم بأي لحاظ يتكلم؟ بلحاظ كونه مشرع وشارع إذن لابد ان نأخذ المعنى من أين؟ ولهذا تجد الاعلام جميعاً وضعوا يدهم على هذه القضية.
منهم الفقهية الهمداني في صفحة 237 يقول نعم ربما يظن من صيرورة اللفظ حقيقة لدى المتشرعة في معنى كون هذا المعنى هو المراد بهذه الكلمة في استعمالات الشارع بما هو شارع وان صيرويتها حقيقة في نشأ من ذلك لان المتكلم شارعٌ هذا المورد الأول.
المورد الثاني ما ذكره اللشيخ اللنكراني في المجلد الثالث صفحة 629 يقول نعم لا تنبغي المناقشة في انه قد تصرف الشارع فأدخل البعض اذا عرفت فنقول ان حمل النجس الذي يكون بالمعنى النجاسة يفيد المشركين لا فلان إلى ان يقول فالاية تدل على ان المشركين لماذا؟ لان هذا هو المعنى الشرعي ونحن نكلم في لغة الشارع هذا المورد الثاني.
المورد الثالث ما ذكره الشهيد الصدر قدس الله نفسه في المجلد الثالث صفحة 330 يقول وهذا يكشف عن ضائلة كذا الوجه الثاني دعوى حمل النجاسة على النجاسة الشرعية بأي قرينة؟ يقول بقرينة حالية خاصة ما هي؟ وهو ان المتكلم شارعٌ وهي ظهور حال المولى في كونه في مقام المولوية فلو حمل اللفظ على النجاسة غير الشرعية الاعتبارية لكان هذا اخباراً من قبل المولى عن امر خارجي مرتبط بهذه الحثيثية أو غير مرتبط؟ إذن لا معنى لها لحمله على ذلك المعنى هذا المورد الثالث.
المورد الرابع: ما ذكره السيد البجنوردي أيضاً بنفس البيان وهؤلاء عندهم وليس قلت لكم هنا هذه قاعدة قاعدة سيالة في المجلد الخامس صفحة 335 يقول المراد بالنجس ليس هو المعنى الآن ان يقول والسر في ذلك ان الشارع في مقام بيان احكامه ولا شغل له بالقذارات العرفية الا ان لا يكون فالنجاسة اذا يكون له امر في عالم التشريع فلابد ان يحمل اللفظ عليه الا مع بيان على عدم ذلك اذا يريد فلابد ان تقيم القرينة فحجة قرينة عامة لبية تشير إلى هذا المعنى وهذا هو المعنى الذي اشار إليه السيد الحائري في حواشيه على مباحث الاصول في الجزء الأول من القسم الأول صفحة 297 يقول ان الشارع بما هو شارعٌ هذه الحيثية تقيدية الشارع بما هو شارع ومرة ان الشارع ليس هو بما هو شارع له بحث آخر.
هذا الوجه الذي اشاروا إليه واقعاً يحتاج إلى وقوف وقوف أيضاً مهم في هذا البحث للجواب عن هذا الوجه انا اتصور ان الاعلام وقعوا في مشكلة وهو انه عندما يسمعون لفظة شارع أين يذهب ذهنه انت الآن ذهنك عندما تسمع شارع أين يذهب ذهنك؟ لا الشارع بما هو مشرع إلى الأحكام الفقهية من تقول بأن الله مشرع أين يذهب ذهنك؟ فقهي فتحمل كل المفردات على الفقه مع انه الشارع فقط عنده بيان المعارف الفقهية أو عنده بيان المعارف الاخلاقية أيضاً والمعارف العقدية أيضاً بعبارة اخرى الشارع مراد منه الدين ليس الشارع يعني الفقه الاصطلاحي اذا قلنا ان الشارع معناه الفقه الاصغر الحق معهم بما هو مشرع يعني بما هو فقيه في الحوزة العلمية.
فإذن الإمام عندما يتكلم يتكلم بعنوان انه فقهي في الحوزات العلمية والفقيه في الحوزات العلمية ماذا تنتظر منه يكتب لك رسالة في الابحاث العقائدية أو يكتب لك رسالة عملية في أبحاث الطهارة والنجاسة والصوم والحج أي منهما؟ الإمام المعصوم أيضاً هذه وظيفته والله سبحانه وتعالى في القرآن أيضاً هذه وظيفته اذا كان الامر كذلك الحق مع هؤلاء اما القرآن الكريم والنب والأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام فقط وظيفتهم كانت هي بيان احكام الفقهي الآن سواءً كان احكام وضعية وتكليفية أو بيان جميع منظومة المعارف الدينية أي منهما؟ من الواضح انه هو الثاني فاذا كان الامر كذلك إذن عندما قال نجاسة هل يختص بالنجاسة الفقهية أو تكون اعم؟ تكون اعم، اذا قلنا ان الشارع يعني ما هو معناه؟ الفقه الفقه الاصغر الحق معكم اما اذا قلنا الشارع يعني منظومة المعارف الدينية والقرآن امامك عندما تكلم تكلم في الابحاث الفقهية 200-300-500-1000 آية ما تشاء ولكن الباقي تكلم عن ماذا؟ تكلم عن التوحيد وتكلم عن الاخلاق وتكلم عن المعاد والان مسألة ان المشرك نَجَسٌ خصوصاً على هذه القراءة وهي ادق القراءات سنبين بعد ذلك بأن المشرك ان الله لا يغفر ان يشرك به ولهذا حصر المشرك في النجاسة هذه أي نجاسة؟ لا يستطيع احد يقول بالضرورة النجاسة البدنية سؤال نجاسته الباطنية ماذا؟ يقول والاية سكتة عن ذلك، لا عزيزي بل الاصل هي النجاسة القلبية والنجاسة البدنية تحتاج إلى دليل كما هو الحال بالامس اشرنا نأتي إلى الروايات الواردة في المقام ؟ انت عندما تسمع هذه الرواية عن ابي عبد الله الصادق في الحوزة العلمية لوددت ان اصحابي ضربت رؤوسهم بالسياط حتى يتفقهوا لماذا؟ يقول باعتبار ان جو العام لهذا هذه الروايات كانت منشئاً تجد ان حوزات العلمية ان الاصل أبحاث التوحيد أو الاصل أبحاث الطهارة والنجاسة أي منهما والحوزة بابك مع انه الايات والروايات تقول قبل ذلك اول الدين معرفته انت لا يذهب ذهنك إلى ماذا؟
انظروا إلى هذه الاية المباركة في سورة التوبة ولهذا جملة من الاعلام استدلوا بهذه الاية المباركة في سورة التوبة الاية 122 ماذا قالت الآية المباركة؟ قالت تعالى (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ) لماذا يفعلوا؟ (لِيَتَفَقَّهُوا) الآن يقول تفضلوا هذه ضرورة التفقه ولكن الاية المباركة ماذا قالت؟ في الدين الا ان تقول الدين يتلخص في الفقه الاصغر.
ولهذا تجد مجموعة من الأعلام من السيد الطباطبائي الشيخ الطوسي والكاشاني وغيرهم هناك عندما يصل إلى هذه الاية المباركة من سورة التوبة انظروا هكذا يقول، يقول ومن هنا يظهر ان المراد بالتفقه تفهم جميع المعارف الدينية من اصول وفروع لا خصوص الأحكام العملية وهو الفقه المصطلح عليه عند المتشرعة يعني في الحوزات العلمية ولكنه انت ذهنك إلى ماذا يتبادر؟ مباشرة يتبادر إلى التفقه بالمعنى الحوزوي وهذا التي يعبر عنها بالعملية الاستنقاط يعني انت عندك يتبادر إلى ذهنك لظروف خاصة وشروط خاصة فكرية ثقافية نفسية عندما تسمع مفردة يتبادر ذهنك إلى معنى معين فتتصور ان المفردة يراد منها هذا المعنى انا مراراً ذكرت هذا المعنى انا قلت انتم في الفضاء في ايران بعد هذه ثلاثين عاما عندما يسمع الاستكبار أين يذهب ذهنه؟ مع انه ويستدل والتبادر علامة الحقيقة لا هذه ظروف فكرية والثقافية وسياسية والعلاقات الدولية ادت بك اصلاً أفضل من هذا الاستعمال في اللغة الحديثة ماذا يدل مذموم أو ممدوح؟ ولكن الاستعمار لغة مذموم أو ممدوح؟ من العمارة ومن التعمير وهكذا خذوه وامشوا إذن ومن هنا يأتي أصل مهم اعزائي لكي نفهم مفردة قرآنية أو مفردة روائية لابد ان نعيش عصر المفردة متى صدرت هذه المفردة ما ينبغي وهذا جواب آخر عما ذكره صاحب الحدائق وهو انه في القرن الثاني الأئمة كان هذا مرادهم إذن النبي كذلك من أين هذا كيف يمكن؟ إذن انت عندما تريد ان تفهم مفردات القرآن اذا تتذكرون ارجع واقول مفردات القرآن معناه اللغوي ومعناه الاستعمالي ومعناه الاصطلاحي لابد ان ترجع إلى أي عصر؟ إلى عصر الصدور لا عصر الوصول فإن عصر الوصول شيء وعصر الصدور شيء آخر الآن في عملية مناهج الاستنباطية عندنا في الحوزات العلمية نعتمد على عصر الوصول أو على عصر الاصول ماذا نفهم؟ نقول الاصول يعطيه العرف كل شيء يفهم هذا الآن افهم أو افهم في عصر من؟
ومن هنا وقعت اشكالية اساسية منهجية مهمة وهي انه اذا كانت المفردة في عصر الصدور يحتمل ان لها معناً وكانت المفردة نفس المفردة في عصر الوصول بعد عشرة قرون وعشرين قرن لها معنى آخر ايهما حجة؟ المعنى في عصر الصدور أو المعنى في عصر الوصول؟ وهذه من أهم المسائل الحداثوية في نظرية معرفة عملية الاستنباط الذي عموماً علماءنا لا يبحثونها ولا عدهم شغل أبداً ليس قريبا منهم اصلاً ولا ملتفتين إليها نظرية تقول الأصل ما هو؟ عصر الصدور، من هنا ما هو الطريق لإثبات إنما فهمنا هو عصر الظهور قالوا اصالة الثبات في اللغة اصالة عدم التغير عدم النقل اصالة الثبات في اللغة التي عبر عنها السيد الصدر أو الاستصحاب القهرائي قالوا في زماننا قطعاً هذا معناه نشك في عصر الصدور هذا معناه لو معناه نستصحب ماذا؟ وهكذا مولانا تاهت بهم السبل.
هذا رأي، رأي آخر قال إذن أعزائي القرآن والرواية فيها تاريخ مصرف تاريخ انتهاء وقد انتهى تاريخه هذا مربوط بهذا العصر ما علاقتنا بهذا الزمان.
نظرية ثالثة تقول أساساً الحجة في القرآن أولاً لا في النصوص الروائية اثنين والقرآن في كل زمان من يفهم منه معنى الحجة عليه ذلك المعنى ما هي علاقتي في ذلك الزمان ماذا كان يفهمون أنا ما هي علاقتي القرآن باب مائدة مفتوحة إلى قيام الساعة إذن أنا ما علاقتي المفسرون ماذا يقولون ماذا كانوا يفهمون هذه حجة عليهم أنا أيضاً الآن النص بيدي أو ليس بيدي؟ بيدي أنا ما افهمه هو الذي يكون حجةً علي.
ما هو رأينا، نحن لنا رأي آخر إن شاء الله غداً نقف عنده إجمالاً ونبينه أساساً انه ماذا نعتقد في النتيجة الرأي الأول الرأي الثاني الرأي الثالث يأتي.
ولكن كخلاصة أعزائي إشارة اشير واتجاوز بالأمس اشرنا إلى مسألة أو تاريخ ابن إسحاق وابن هشام نحن أخطأنا أعزائي في مسألة تاريخ وفاتهما ابن إسحاق متوفى أعزائي في مائة وواحد وخمسين من الهجرة وابن هشام متوفى في مائتين وثمانية عشر من الهجرة الأخوة الأعزاء الذين يريدون أن يشتغلوا على السيرة النبوية ارشدهم إلى كتاب رسالة دكتوراء من خيرة ما كُتب في هذا المجال، وهو كتابة السيرة النبوية لدى العرب المحدثين هذه رسالة دكتوراء تقع في حدود 460 صفحة هناك يشير أن السيرة كيف بدأت ومن أين بدأت ومن هم رواتها الاصليون وما الذي حدث بعد ذلك إلى القرن العاشر والحادي العشر إلى السيرة الحلبية التي هي مفصلة ، ويشير هناك في مقدمة إلى هذه محمد ابن إسحاق ما هو ثم يقول انه ابن هشام ماذا فعل ثم الواقدي ثم طبقات ابن سعد ثم ثم.
إلى أن يأتي هو يقول من هذا ابن هشام يقول عندما ينقل سيرة ابن إسحاق يقول وتاركٌ بعض ما ذكره ابن إسحاق في هذا الكتاب فإذن هذه خلاصة لو متصرف بها ابن هشام متصرف مما ليس لرسول الله فيه ذكر ولا نزل فيه القرآن شيء وليس سبباً لشيء من هذا الكتاب ولا تفسيراً له ولا شاهداً عليه لما ذكرت من الاختصار وأشعاراً ذكرها لم ارى احداً من أهل العلم بالشعر يعرفها وأشياء بعضها يشنع الحديث به شنيعة مولانا أصلاً ما لها معقولية .
هذا في عصر العباسيين طبعاً ابن إسحاق كتبه بأمر المنصور مولانا السيرة النبوية وبعضٌ يسوء بعض الناس ذكره إذا اقولها حقيقة هي يتأذون السلطة لو ما يتأذون؟ يتأذون فأنا ماذا فعلت لها مولانا الآن انظروا السيرة النبوية كيف مكتوبة وبعض لم يقر لنا البكّاء بروايته أعزائي ابن إسحاق مولانا عند راويان، راوي اسمه البكائي الذي ينقل عنه ابن هشام ورواي آخر له رواية أخرى عن ابن إسحاق ينقل عنه أو لا ينقل؟ كما تتذكرون عن عاصم مولانا قلنا له راويان ولكنه عاصم فقد ينقلون أما الرواة الآخرين ينقلون أم لا ينقلون هذه أعزائي انصح الأعزة هذا الكتاب إذا عندهم وقت يطالعوه واقعاً ماذا فعلوا بالسيرة ما الرواة السيرة وهذا الموجود بأيدينا من السيرة النبوية واقعاً يمكن الاعتماد عليه أو لا يمكن؟ كتابة السيرة النبوية لدى العرب المحدثين المركز الثقافي العربي حسن بزاينية رسالة دكتوراه.
في المقابل أعزائي هذه مكتوبة السيرة طبعاً السيرة النبوية عند الشيعة السيرة النبوية عند السنة المناهج الموجودة عند السنة عند الشيعة كلها مفصلاً موجودة يعني واقعاً يغني من عشرات الكتب للمطالعة في حقيقة السيرة النبوية ولكن كل هذه السير التي كتبت، كتبت وقد فرضت أن المكتوب عنه من هو؟ نبيٌ إلا أن هناك أيضاً سيرة كُتبت مع فرض أن هذا الشخص ليس بنبي وإنما هو شخصية نابغة من أهم نوابغ العالم من كتب أعزائي أشخاص ثلاثة أعزائي وغيرهم ما موجودين ثلاثة أعزائي الأول أعزائي علي الدشتي أعزائي دراسة في السيرة النبوية المحمدية صلى الله عليه وآله ثلاثة وعشرين عاماً هذا الكتاب باللغة الفارسية ومترجم إلى اللغة العربية مترجمة ثائر دي الثاني أعزائي هشام اجعيط تاريخية الدعوة المحمدية في مكة هذه يقرأ التاريخ ويقرأ السيرة بلحاظ أن هذا نبي مرسل أو شخصية تاريخية أي منهما؟ شخصية تاريخية.
الثالث أعزائي معروف الرصافي في كتابه الشخصية المحمدية الذي يعتبره نابغة من النوابغ هذه الكتب الثلاثة الأخوة إذا يريدون قراءة عنها أعزائي توجد قراءة وخلاصة لهذه الكتب الثلاثة التي اشرت إليها في كتاب محاولات تجديد الفكر الإسلامي مقاربة نقدية الجزء الأول مجموعة من الباحثين اشراف بسام الجمل هناك أعزائي توجد مقالة في أول هذا الكتاب جهود بعض الباحثين المحدثين في تجديد خطاب السيرة النبوية أيضاً حسن بزاينية الذي هو نفسه مؤلف هذا الكتاب والذي يريد ينظر هذا كلها نظرة ايجابية إلى هذه الشخصية الكبيرة أما بعنوان انه نبي من الأنبياء بل سيد الأنبياء والمرسلين وأما انه نابغة من نوابغ التاريخ بل انبغ نوابغ التاريخ المهم القراءة ايجابية أم سلبية؟ ايجابية إلا هذا ولم اجد غيره مولانا وهو محمد محمود الآن لا ادري هذا اسمه الواقعي أم غير واقعي سوداني نبوة محمد صلى الله عليه وآله التاريخ والصناعة مدخل لقراءة نقدية لا هذا يقرأ تاريخ النبي قراءة سلبية وجد سلبية أنا فقط اقرأ لكم العبارة الاخيرة لأنه لا أريد ان أشوش على ذهن الأخوة.
يقول في صفحة 450 وسيبقى واقع التشوه والانقسام الاخلاقي المرتبط بالنبوة حياً طالما بقيت النبوة حية في عقول الناس وافئدتهم إذا نريد نتخلص من هذا التشوه والانقسام الاخلاقي لابد نتخلص من النبوة ولن يزول هذا التشوه والانقسام إلا عندما تموت النبوة وتتحرر عقول الناس وافئدتهم من ذاكرتها وعبئا وميراثها، طبعاً يوجد اخرون أيضاً كتبوا الآن لا أريد أن اذكر اسماءهم الأخوة الذين يريدون أن يطالعوا بدل ما يطالعون مئات الكتب هذه الكتب الخمسة كافية لان تعطيهم صورة كاملة عن مسألة السيرة النبوية وتداعياتها والحمد لله رب العالمين.