نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية الإنسان الكامل (106)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: (ولهذا قيل فيه الآخر فلو كانت أوليته اولية الوجود المقيد لم يصح ان يكون الآخر للمقيد) لأنه لا آخر للممكن.

    كان الكلام في هذه النقطة وهي ان افضل الكمالات الثابتة للممكن الحق منزه عنها، وهي الأولية فان الأولية من افضل بل افضل كمالات الممكنات، ولكن مع ذلك الواجب لا اولية له بهذا المعنى.

    قبل ان نتمم البحث هذه الرواية التي قرأناها في صفحة (280) السطر الثاني >وضحك الله مما فعلتما البارحة < هذه الرواية واردة في مصادرنا وايضا واردة في مصادر مدرسةالصحابة، اما في الرواية الواردة عن طرقنا فهي في البخاري الحديث رقم (3798) في ذيل قوله كتاب مناقب الانصار باب قول الله {ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة} في ذيل هذه الاية المباركة، الرواية عن ابي حازم عن ابي هريرة >ان رجلا اتى النبي فبعث إلى نسائه فقلنا ليس معنا الا الماء < جاء جائعا إلى رسول الله ’ ثم رسول الله’ بعثه إلى نسائه يوجد اكل قلن لا فقط ماء موجود في البيت >ما معنا الا الماء، فال رسول الله ’: من يضم أو يضيف هذا < في المسجد جالسين من عنده استعداد ان يضيفه؟ فقال: رجل من الانصار انا، فانطلق به إلى امرءته فقال: اكرمي ضيف رسول الله، فقالت ما عندنا الا قوت صبياني < بالبيت لا يوجد شيء الا، >فقال: هيئي طعامك واصبحي سراجك ونومي صبيانك اذا ارادوا عشاء، فهيئت طعامها واصبحت سراجها ونومت صبيانها، ثم قامت كانها تريد أو تصلح سراجها< سراج البيت >فاطفئته < اطفأت ماذا؟ السراج >فجعلا انهما يريانه انهما ياكلان < حتى هذا الضيف لا يخجل بانه وحده يأكل وهؤلاء جالسين ينظرون اليه فتصور ان هؤلاء ياكلون معه، فهو اكمل اكله >فباتا طاويين، فلما اصبح غدا إلى رسول الله، فقال: < من؟ رسول الله ’ >فقال: ضحك الله الليلة، أو عجب من فعالكما< من؟ الزوج والزوجة >فانزل الله {ويؤثرن على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فؤلئك هم المفلحون}< هذه الرواية اين واردة؟ في صحيح البخاري كما اشرنا.

    الآن اصل الرواية ما هو؟ وهذه قاعدة ذكرها ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة، اصل الرواية كما هي واردة في نور الثقلين، هناك في المجلد الخامس صفحة (285- 286) والرواية ايضا منقولة عن ابي هريرة يكون في علمكم، ولكن منقولة عن امالي الشيخ الطوسي باسناده إلى ابي هريرة، >جاء رجل إلى النبي ’ فشكى اليه الجوع، فبعث رسول الله إلى بيوت ازواجه فقلن ما عندنا الا الماء فقال: رسول الله ’ من لهذا الرجل الليلة فقال: علي بن ابي طالب < اما هناك صارت من الانصار حتى، وانت ايضا هو هذا كافي يعني بكرة يقول: ليست ثابتة لأنه رواية تقول علي بن ابي طالب × ورواية تقول ماذا؟ فتخرب خلصت القضية، قوموا لا ينبغي ان يختلف عند النبيين هذا هو منشأه، ان النبي كتب لكم بمجرد ان وقع الاختلاف هذا كاف لاسقاط اثر الكتاب، لأنه بعد ذلك سيختلفون ان رسول الله حاله جيد كان أو لا؟ مريض أم لا؟ كان على فراش الموت أو لا؟ وهكذا ويسقط اعتباره، والان الهدف هو هذا، >فقام علي بن ابي طالب × قال: له انا له يا رسول الله، واتى فاطمة فقال: لها ما عندك يا ابنت رسول الله؟ فقالت ما عندنا الا قوت العشية، لكنا نؤثر ضيفنا، فقال: يا ابنت محمد نومي الصبية واطفئي المصباح، فلما اصبح علي غدا على رسول الله ’ فاخبره الخبر فلم يبرح حتى انزل الله {ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة}<. ليس فيها ضحك ولا فيها عجب، رواية مربوطة.

    ولذا ابن ابي الحديد لابد رأيتوه انا كنت مصطحبه معي اتذكر النص اتيت به مرة مرتين، انه يقول:: [ما من مكرمة وما من منقبة وما من فضيلة ذكرت لعلي الا وجعلوا ما يناظرها للاخرين، حتى يسقطوها عن الانظار].

    طبعا في رواية ثانيا ينقلها ايضا نور الثقلين ينقلها عن مجمع البيان الرواية سند ليس فيها قيل نزلت في رجل جاء إلى النبي ’، نفس النص الذي موجود في البخاري، قال: اطعمني إلى اخره، يقول: >فظن الضيف انهما يأكلان معه حتى شبع الضيف وباتا طاويين فلما اصبحا غدوا إلى رسول الله فنظر اليهما وتبسم < اذن الضاحك والمتبسم من هو؟ ولكنه هنا في رواية البخاري من الضاحك؟ هذا ما يتعلق بتلك، نرجع إلى محل بحثنا.

    فيما يتعلق ببحثنا يقول: لا يمكن حمل وصف الأولية للواجب لا يمكن أن يكون بمعنى الأولية التي هي ثابتة للصادر الاول، وانما لابد ان تكون بمعنى اخر، لماذا لا يمكن ان تكون الأولية بالمعنى المكاني لابد ان بمعنى آخر الذي هو المعنى الواجبي، يقول: بقرينة قوله اخر، لأن القران يقول: {هو الأول والاخر} هذا استدلال لبيان لماذا ان هذه الأولية هي ليست اولية افتتاح الوجود من العدم، لا اعلم واضحة النكتة أم لا؟

    يقول: لأن الله هو الآخر ماذا يستفاد من قوله هو الأول والاخر، فلنفهم هذه الاية اصلا، يقول: المستفاد من هذه الاية المباركة الله كما هو الأول هو الاخر، هذا أولاً.

    وثانيا: ليس ان المراد من آخريته شيء وراء أوليته، بل هو أول في عين الآخر وآخر في عين الاول، يعني ليس انه حيث منه أول وحيث منه آخر بل هو الأول وهو الاخر، يعني أوليته واخريته في شيء واحد لا في حيثيتين.

    كيف يكون هذا دليلا على ان الأولية ليست بالمعنى الامكاني؟ يقول: اذا كانت الأولية بالمعنى الامكاني، اما ان الواجب ليس آخراً، واذا كان اخرا ليس من حيث انه اولا، واضح الاستدلال أم لا؟

    لو حملنا معنى الأولية في الواجب على المعنى الامكاني اما لزم، قياس استثنائي اجعلوه، اما ان يلزم ان لا يكون اخرا واذا كان فآخريته غير أوليته، والتالي بكلا شقيه باطل.

    يعني كما هو الأول هو الاخر، وكذلك آخريته بعين ماذا؟ أوليته واوليته بعين آخريته، اما لماذا اذا كان الأول بمعنى افتتاح الوجود اما ليس باخر، اذا قلنا الأول معناه افتتاح الوجود من العدم، الآخر ماذا يكون في قبال هذا؟ آخر موجود بعده ماذا يوجد عدم، صحيح أم لا؟ اذا قلنا معنى الأول مسبوق بالعدم معنى الآخر ماذا يكون؟ ملحوق بالعدم، اليس كذلك، هذا بعد في قبال الأولية بقرينة المقابلة، ولازم ذلك انه لابدان ينتهي عالم الامكان في نقطة وهو خر ماذا؟ الله يصير آخر تلك النقطة، وعالم الامكان متناهي أو غير متناهي، من حيث الانتهاء لا من حيث الابتداء، من حيث الانتهاء عالم.

    بعبارة اخرى الاخرة ابدية أو ليست بابدية؟ ابدية، اذن ليس بآخر، مع ان صريح القران يقول: {هو الال وهو الاخر} اذن لو حملنا الأولية بمعنى افتتاح الوجود عن العدم يلزم ان يكون الاخرية بمعنى الملحوقية بالعدم، إذن الواجب بعد يكون آخر أو لا يكون آخر؟ لا يكون آخر، لماذا؟ لأنه سلسلة الممكنات ابدية لا تنتهي، حتى نقول اذن هنا واخره موجود فيها من؟ هو الواجب سبحانه وتعالى، لا اعلم واضح أم لا؟ ولو سلمنا انه له اخر، أو لا ليس له اخر؟ لو كان له اخر، بعد اخرية غير الأولية تكون، لأنه الأولية مسبوقية بالعدم والاخرية ماذا تكون؟

    فإذن هذه حيثية وتلك حيثية اخرى، بعد ليس هو الأول بعين انه اخر، وهو الآخر بعين انه اول، اما بخلافه ما لو فسرنا الأولية بمعنى مبدأ كل شيء، فالاخرية ماذا تكون؟ منتهى كل شيء، هذا الموجود هو المبدأ منه يبدأ كل شيء واليه ينتهي كل شيء، فهو الأول وهو ماذا؟ في عين أوليته هو الاخر، واضح صار المعنى؟

    قال: (ولهذا قيل فيه) أي في الواجب (الاخر فلو) استدلال هذا، قياس استثنائي (فلو كانت أوليته اولية الوجود المقيد أو اولية وجود التقييد) لأنه بعد ذلك عنده عبارات.

    الشارح يقول: وجود المقيد هو يقول، انا من تلك العبارة جعلت هذه الوجود المقيد (فلو كانت أوليته اولية الوجود المقيد لم يصح ان يكون الآخر للمقيد لماذا لم يصح، لأنه بعد لا يسمى اخر، لماذا؟ قال: (لانه لا آخر للممكن) بعد الواجب يتصف بالاخر أو لا يتصف؟ لا يتصف، واذا اتصف فاخريته شيء غير ماذا أوليته (لأن الممكنات غير متناهية فلا آخر للمكنات، وانما كان اخرا ).

    إذن لابد ان نفسر الأولية بمعنى مبدأ الوجود، فالاخرية ماذا تكون؟ منتهى الوجود (وانما كان اخرا لرجوع الامر كله اليه بعد نسبة ذلك الامر الينا، فهو الآخر في عين أوليته والاول في عين اخريته) يعني هذا الموجود الواحد منه يبدأ كل شيء واليه ينتهي كل شيء.

    الآن من اجل ان نقرب والروايات ايضا اشارت إلى هذا المثال، اهل البيت ^ في مسألة رجوع الخلق إلى الله يمثلون بالشمس وشعاعها، وهذا المثال جدا عجيب، والروايات متعددة في هذا، >قال: له بانه هذا الخلق اين يذهب بعد النفخ، قال: بعد غروب الشمس اين يذهبون، كشعاع الشمس ابتدأ من الشمس وعند الغروب يعود ويرجع إلى الشمس< فهذا الشعاع منه المبدا اذن الآن مبدأ الشعاع وانتهاء الشعاع واحد أم اثنين؟ يعني الآن لو وضعنا يدنا على الشمس، هو الأول الذي مبدأ ماذا؟ وهو ماذا؟ ليست أوليته غير آخريته، لا هو أول وهو ماذا؟ في عين أوليته ماذا؟

    ولذا وردت كلمات امير المؤمنين × >كل أول غيره ليس بآخر، وكل آخر غيره ليس بأول < هذه حيثيتين، يقول: لو فسرنا الأولية بالمعنى الامكاني يعني افتتاح الوجود عن العدم اما ان الواجب لا آخر له، واذا كان له آخر فاخريته غير ماذا؟ غير أوليته، والتالي بكلا شقيه باطل لأن القران اثبت ان له آخرية كما له اولية، واثبت ان آخريته عين أوليته، واوليته عين آخريته، واضح هذا المعنى؟ بهذا نستكشف ان الأولية التي يتصف بها الحق سبحانه وتعالى ليست هي الأولية بمعنى افتتاح الوجود عن عدم.

    يقول: (أي ان أوليته تعالى ليست عبارة عن افتتاح الوجود عن عدم) كما بيّنا (قيل فيه) أي في الواحب تعالى (الاخر كما قال: تعالى {هو الأول والاخر} فلو كانت اولية الحق تعالى مثل اولية الموجود المقيد) ولذا نحن ايضا صححنا العبارة، ليس وجود التقييد (الموجود المقيد) لأنه في الشرح هو يبين ما هو المراد (فلو كانت اولية الحق تعالى مثل اولية الموجود المقيد، بمعنى افتتاح الوجود عن العدم، لم يصح ان يكون اخرا) لا يتصف بانه ماذا؟ آخر، والتالي باطل لأن القران يقول: {هو الأول وهو الآخر} واذا اتصف انه آخر فاخريته غير ماذا؟ غير أوليته (لم يصح ان يكون اخرا، لأن الاخرية حينئذٍ عبارة عن انتهاء الموجودات المقيدة، والممكانت) متناهية أو غير متناهية؟

    (والممكانت غير متناهية، فلا آخر لها، وهذا الكلام انما هو بحسب الدار الاخرة، واما بحسب الدنيا فهي متناهية )بحسب الدار الدنيا (فهي متناهية فلا ينبغي ان يتوهم انه قائل بقدم الدنيا) يقول: لا يتوهم احد انه عندما قال: (لان الممكانات غير متناهية) انه يريد ان يقول: في عالم الدنيا، بل هو يريد ان يقول: ذلك بالنسبة إلى عالم الاخرة، قال: (وذلك قال: اذا زال وفك) أي الخاتم (وينتقل الامر إلى الاخرة) تعالوا معنا إلى صفحة (249) آخر صفحة (248) قال: (الا تراه اذا زال وفك من خزانة الدنيا لم يبق فيها ما اختزنه الحق فيها، وخرج ما كان فيها والتحق بعضه ببعض ونتقل الامر إلى الاخرة، فكان ختما على خزانة الاخرة) ختما ماذا (ختما ابديا ).

    يقول: (فيكون ختما ابديا على خزانة الاخرة، وقال: في نقش الفصوص) تتذكرون قلنا بانه هذا نقد النصوص في شرح نقش الفصوص، نقش الفصوص لمحيي الدين وشرحه لجامي، هناك في صفحة ثلاثة من الكتاب هذه عبارته، قال: (اعلم ان الاسماء الالهية الحسنى تطلب بذاوتها وجود العالم) هذا خلاصة ما تقدم.

    الآن مضى علينا تقريبا مائة درس خلاصته في هذه الاربعة اسطر الآن اقرأهن لك (اعلم ان الاسماء الالهية الحسنى تطلب بذواتها وجود العالم، فاوجد الله العالم جسدا مسوى، وجعل روحه ادم، واعني بادم وجود العالم الانساني، وعلمه الاسماء كلها، فان الروح هو مدبر البدن كذلك الاسماء للانسان الكامل بمنزلة القوى ولهذا يقال: في العالم انه الانسان الكبير، وكان الانسان مختصرا من الحضرة الالهية، ولذلك خصه بالصورة فقال: ان الله خلق ادم على صورته، وفي رواية على صورة الرحمن، فقال: وجعله الله العين المقصودة من العالم، كالنفس الناطقة من الشخص الانساني، ولهذا تخرب الدنيا بزواله) بزوال هذا الانسان الكامل، هذه خلاصة المائة درس التي شرحناهن في هذه خلاصته، هذه عبارات نفس محيي الدين الشيخ (ولهذا تخرب الدنيا بزواله، وتنتقل العمارة إلى الاخرة من اجله)، لأنه في قوس اصعود اذا انتقل هذا العالم ماذا؟ ينتقل معه.

    لذا هنا يشير هو يقول: بانه (فيكون ختما، وقال: في نقش الفصوص) كما قلنا صفحة ثلاثة (تخرب الدنيا وينتقل الامر إلى الاخرة، وفي جميع كتبه اشارة إلى هذا المعنى، ولولا مخافة التطويل لأوردت ذلك بألفاظه) ولكن لا حاجة.

    هنا السيد الامام في تعليقاته على شرح فصوص الحكم، عنده تعليقة في هذا الكلام للقيصري، يقول: [وهذا الكلام قوله انما هو بحسب الدار الاخرة، اقول ما ذكره الفاضل الشارح في كمال السقوط ] ليس السقوط ذاك، كمال السقوط لماذا؟ يقول: باعتبار انا ابيّن المطلب قليلا، ثم اقرا العبارة، يقول: باعتبار انه انتقال: انه انتقال: نسل ادم، هذا ابونا ادم، اذا انتهى عالمنا وانتقلنا إلى عالم الاخرة، الله خلص بعد ليس له خلق آخر ادم آخر في الارض، خلص عمله بعد أم عنده؟

    (احد الحاضرين):…..

    ج/ هذا ذكرناه فيما سبق مفصلا وقلنا بانه نعم هذه الدور التي نحن نعيش فيها وعمرها (15000) ألف سنة من ادم إلى يومنا هذا، ولا اعلم عدنا كم ستستمر ألف سنة مائة سنة تستمر، اولئك الذين في فرح كم يوم ويظهر الحجة لعله كم سنة أو كم يوم وتخلص الدنيا، لأنه الامام × لا يعيش كثيرا تسع سنوات ويتوكل على الله يريد ان يذهب عرفت كيف، واقعا هكذا أو ألف سنة أو الفين أو خمسة الاف لا اعلم أو عشرة الاف، المهم عرفت كيف؟ وهذا هو بعد لا توجد دنيا، أم الله سبحانه وتعالى >قبل ادمكم هذا ألف ادم< وبعد ادمكم هذا ألف ادم؟

    إذن لماذا تقولون الدنيا متناهية، من قال: الدنيا متناهية، لأنه هو قيد قال: الأبدية للاخرة، الأبدية ليست للاخرة الدنيا ايضا بهذا النحو تتجدد، ولذا عبارته يقول: [فان ما ذكره الشارح في كمال السقوط، فان خراب الدنيا وزوال الدنيا، لا ينافي بقاء السلطنة الاسمائية في عالم الملك والشهادة، في عالم الملك، فان الرحمانية والرحيمية والربوبية والمالكية، التي ذكرت في مفتتح كتاب الله تعالى من الاسماء المحيطة الدائمة التجلي ] لأنه الله تعالى افتتح كتابه {بسم الله الرحمن الرحيم} بعد {الحمد لله رب العالمين} ذكر الربوبية {مالك يوم الدين}.

    هذه اشارة إلى هذه الاسماء الاربعة وهي: الرحمانية والرحيمية والربوبية والمالكية، [التي ذكرت في مفتتح كتاب الله تعالى من الاسماء المحيطة] ولكن تجليها منقطع أم دائم؟ يقول: [الدائمة التجلي، فكل ما ظهر وانبسط باسمه الرحمن] {رحمتي وسعت كل شيء} [وهدى إلى الصراط المستقيم باسمه الرحيم، وربّى بانواع التربية باسمه الربوبي بطن وقبض باسمه المالك ] وهذا بيان رائع جدا لهذه الاسماء الموجودة في أول سورة الحمد، هذه نكات واقعا نكات واشارات عرفانية في أول سورة الحمد [ثم تجلى باسمه الرحمن مرة اخرى] هذه الدورة خلصت، يعني الرحمن الرحيم والرب والمالك، تبدا دورة جديدة ايضا الرحمن الرحيم والرب والمالك.

    الآن نعم لابد ان يكون هذا البحث وهو انه ليس بحثه هنا، وهو انه ايضا يأتيهم نبي اسمه رسول الله وايضا يأتيهم نبي اسمه نوح؟ أم يأتيهم نبي من سنخ آخر من الانبياء؟ هذه مجموعة الانبياء لدورتنا فقط هذا واقعا بحث لأب ان يتتبع في الروايات والا ليس بحث عقلي، يعني هذه الدورة بدأت بادم وانبياء اولي العزم خمسة وآخرهم الخاتم وانتهاء بالعدل الالهي الذي يقيمه الامام الثاني عشر ×، اليس كذلك، الدورة التي تلينا ايضا تبدا بنفس هذه الطريقة، أم انه يوجد انبياء اخر، أم كيف القضية؟

    (احد الحاضرين):……….

    ج/ نعم؟ لا هذه النشأة نفسها، لعل بعض قوانينها الجزئية تتبدل ولكنه نشأة الدنيا، يعني نشأة التكليف نشأة الكمال نشأة الخروج من القوة إلى الفعل هذه النشأة قوانينها العامة، القوانين العامة موجودة، يقولون هذه النشأة بقوانينها العامة لم تنتهي، نعم دورة منها تنتهي تبدأ دورة أخرى تلك الدورة الثانية واقعا طابق النعل بالنعل لهذه الدورة، هذه دورتنا التي نعيشها طابق النعل بالنعل للدورة السابقة علينا أو تختلف؟

    المهم هذا رأيكم اذا تستطيع ان تقيم عليه دليل جيد، المهم هذه ليست عقليات شيخنا، هذه نقليات، عندكم روايات اتحفونا بها، انه اساسا هناك زمان غير موجود نوح وعيسى وموسى ومحمد ’ في ذلك الزمان يوجد؟ وان كان اهل البيت ^ عندما يتكلمون، يتكلمون انهم محيطون بجميع العوالم، وبتعبير الروايات وانتم تعيشون في العالم الثامن الآن وبعدكم عوالم اخرى، يكشف هم ايضا في جميع العوالم ماذا؟ لماذا في جميع العوالم موجودين باعتبارهم هم وسائط الفيض في عالم الملكوت، في عالم الملكوت الصادر الأول لا يتعدد، يبقى الصادر الأول الصادر الاول، نعم مظهره قد يختلف، في زماننا مظهره نوح قد في زمان آخر يصير تقي، ليس مهم، المهم انه وساطة الفيض للنبي واهل بيته ^ تبقى محفوظة، المهم قال: [ثم تجلى باسمه الرحمن الحضرة الشهادة المطلقة ورجع إلى الباطن والله تعالى كل يوم هو في شأن جديد، ولا تكرار في تجليه، والعالم دائما في الظهور والبطون ] دورة تظهر، تنتهي ثم تكون باطن، ثم تبدأ دورة جديدة [والعالم دائما في الظهور والبطون من الازل إلى الابد {والله من ورائهم محيط}] جيد.

    هذا اشكال السيد الامام وارد أم غير وارد؟ في الواقع انه اذا كان مقصود، دعوا ذهنكم هنا، اذا كان مقصود القيصري ان يقول: الآخرة ابدية ولكن الدنيا تنتهي، نعم الاشكال وارد عليه، اما اذا كان مقصوده رد الدهرية، الدهرية ماذا كانوا يقولون؟ حياتنا الدنيا {نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر} بعد هذه الحياة يوجد ورائها شيء أم لا يوجد ورائها شيء؟ اذن هو في صدد رد ذاك، وانه لا يريد ان يدعي انقطاع الفيض من الدنيا، يريد ان يقول: هذه الدنيا ليست هي النشأة الدائمية، النشأة الدائمية من هي؟ الاخرة، وليس التجلي منقطع، ليس الظهور منقطع، ليس الادوار دورة وينتهي كل شيء.

    يريد ان يقول: كل دورة في النتيجة ما هي؟ موجودة إلى الابد أم منتهية؟ فرق بين ان يريد ان يقول: انه التجلي في نشأة الدنيا منقطع، اشكال السيد الامام وارد، وبين ان يريد ان يقول: الدورة متناهية منتهية هذه الدورة، وتبدأ دورة أخرى، وهذا ليس فيه مشكلة، هذ تعدد التجلي، تكرار التجلي.

    لذا هذا الانسان عندما يجمع كلمات قبل وبعد كذا، هم معتقدين، هذا الذي أنت تقوله هي مبانيهم هذه، ولذا انا باعتقادي القيصري مثلا لا يريد ان ينفي انه بعد هذه الدورة لا توجد دورة اخرى، وانما هو بصدد ان يريد ان يقول: لا يتبادر إلى ذهنكم ان الدورة تكون لا متناهية؟ لا تكون متناهية وتنتهي وتبدا دورة ثانية.

    (بل آخريته) اذا لم تكن آخريته بمعنى، عفوا اذا لم تكن أوليته بالمعنى الذي يوجد للممكن وانما بمعنى ماذا؟ بالمعنى الواجبي الذي اشرنا اليه، آخريته لابد ان تفسر بذات المعنى، وما هي معنى اخريته؟ يقول: كيف بدأ الأشياء منه ولم تكن شيئا، تعود الأشياء اليه ولا تكون شيئا، كالشعاع اخواني الاعزاء، شعاع مولانا، شعاع الشمس كما قلت الروايات واردة في البحار اذا صار وقت آتيكم بالرواية، قال: اين يذهب الشعاع يرجع إلى اصله هذه الموجودات ترجع إلى ماذا؟ إلى اصلها، ومن هو اصلها؟ هو الحق سبحانه وتعالى؟ فتبدا منه ثم تعود اليه.

    يقول: (بل آخريته عبارة عن فناء الموجودات ذاتا وصفة وفعلا في ذاته وصفاته وافعاله، بظهور القيامة الكبرى، ورجوع الامر اليه كله بعد ما بدأ منه الآن يرجع اليه) هذا المعنى بشكل واضح يحصل في نفخ الصور الأول باعتبار ان كل الامور تعود اليه، يعني تفنى فيه ورجع اليه، ثم بواسطة النفخ الثاني كما اوضحنا هذا في المقدمات قلنا بانه تكون موجدة ولكن ليس بوجودها، باقية بعد ليس ببقاء الله، بل ببقاء الله سبحانه وتعالى، وبهذا ميّزنا النشأة الاخروية عن النشأة ما قبل ذلك، قلنا الوجودات الامكانية قبل النشاة الاخروية موجودة أو باقية بابقاء الله، وموجودة بايجاد الله، اما في النشأة الأخروية الموجودات موجودة ماذا؟ وباقية ليس بابقاء الله، بل ببقاء الله، وتقدم توضيحه مفصلا على ما في ذهني اين؟ الآن لا اتذكر لكنه اتذكر شرحت هذه القضية تفصيلا.

    قال: (بل آخريته عبارة عن فناء الموجودات ذاتا وصفة وفعلا في ذاته وصفاته وافعاله، بظهور القيامة الكبرى ورجوع الامر اليه كله، وانما قال: بعد نسبته الينا) يقول: هذه الأشياء التي نقول زيد وعمر وبكر وسماء وارض وملك ونزول وصعود يقول: في الاصل بدأت من اين؟ منه ثم تجلت ظهرت كشعاع الشمس، فنسب هذا الوجود اليه أم الينا؟ نسب الى.

    ولذا أنت النور تنسبه إلى الشمس أم إلى شعاع الشمس؟ إلى الشعاع تنسبه، والحرارة تنسبها إلى الشمس ام؟ ونسبتها إلى الشمس صحيحة ولكن نسبتها إلى الشعاع ايضا ماذا؟ صحيحة، في الاصل كانت له، ثم صدر الشعاع، وبتعبير القران {ثم مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا} يعني له ظل أم ليس له ظل؟ ليس له ظل.

    كان بامكانه ولكن شاءت حكمته وارادته وقدرته ان يجعل لهذا الشمس ماذا؟ ضلا {ثم جعلنا الشمس عليه دليلا} الشمس دلسل على الظل، لا الظل دلل على الشمس، وهذا ايضا شرحناه مفصلا فيما سبق، اذن هذا الظل الآن أنت تنسب جملة من الاحكام إلى الظل ولكن هذا الظل عندما رجع إلى الشاخص بعد هذه الاحكام موجودة أم غير موجودة؟ غير موجودة للظل اونما هي موجودة للشاخص، ولكن للاحكام المخصوصة بالتعينات، لأن التعينات ماذا رفعت، انظروا ان قطرة الماء لو وضعتها في البحر، وهذا ذكرناه في اقسام الفناء، قلنا انه اصل القطرة تذهب أم تعينها يذهب؟ تعينها، وهذا هو الرجوع في النفخ الأول من الصور، ان كل شيء يرجع اليه، يرجع اليه يعني ماذا؟ يعني مع تعينه أو بلا تعينه؟ يقول: صدر منه صار بالتعين ثم يرجع اليه بلا تعين.

    (وانما قال: بعد نسبته الينا لأن هذه الأشياء كانت لله تعالى اولا، ثم نسبت الينا) هي هذه الاضافات بعد، هي هذه الشؤون الاشراقية ان صح التعبير، هي هذه الظاهر هي هذه التجليات (ثم نسبت الينا فعند الرجوع) هذه التعينات (الى اصلها تفنى فيه كفناء القطرة في البحر) فناء القطرة في البحر ماذا يفنى منها؟ اصل القطرة تفنى أم تعينها يفنى؟ تعينها، والا تلك القطرة من الماء تذهب إلى اصلها، بسيط الحقيقة كل الأشياء وليس بشيء منها، كل الأشياء يعني تمام الاشياء، ليس بشيء منها يعني هذا حدودها وتعيناته.

    قال: (وذوبان الجليد في الماء فلا تنعدم اصلا) الاصل لا ينعدم، وانما ينعدم التين (بل ينعدم تعينها وتستهلك التعين الذاتي الذي منه) من هذ التعين الذاتي، مرة اخرى عندما يقول: ذاتي لا يذهب ذهنك إلى اللا بشرط المقسمي، ليس لنا بحث في اللا بشرط المقسمي، لا يذهب ذهنك إلى الحدية، كل بحثنا في مقام الواحدية، قال: (وتستهلك في التعين الذاتي الذي منه تفرعت ونشأت هذه التعينات، لأن اصله كان عدما) اصله اماذا؟ اصل التعين، لا اصل المتعين، لا، اصل التعين (لان اصل التعين كان عدما فيرجع) ماذا (الي اصله) يعني التعين كان امرا عدميا وبعد ذلك ماذا يكون عدميا، ولكن هذا ليس معناه ان الشؤون تكون عدمية، لا الشعاع يرجع إلى قرص الشمس، لذا قيل التوحيد ما هو؟ اسقاط الاضافات، لأنه نحن هذه الاضافات الاشراقية ان صح التعبير، هذه الاضافات الاشراقية التي هي تكون شؤون ماذا؟ شؤون الحق ،لا اعلم واضح هذا المعنى؟

    إذن هؤلاء يعبرون عن الموجودات الممكنة ،يعبرون عنها هي اضافات، أي اضافة؟ من الواضح ليست الاضافة المقولية، بل هي الاضافة الاشراقية، نقرأها، في نهاية الحكمة لا توجد الا عبارة واحدة فيها هذه الرائحة يقول[ ان نشأة الوجود لا تتضمن الا وجودا واحدا مستقلا ].

    إذن هذه تنفي وجودي ووجودك أم لا تنفي لماذا نعم تنفي استقلالية وجودي ولا تنفي وجودي ،فهو وجود وانا وجود اخر، المشاءين ماذا عبر عنه، الوجود في نفسه لنفسه أو لغيره بلا فرق، ولكنه بنفسه أو بغيره؟ بغيره.

    إذن هذه العبارة إلى هنا لا تنفي تعدد الوجودات الامكانية وانما تنفي ماذ؟ استقلاليتها فقط، ولكن هذا التعبير اللاحق انظروا ماذا ينفي؟ دع ذهنك هنا، يقول: (لا تتضمن الا وجودا واحدا مستقلا هو الواجب عز اسمه) الباقي ماذا؟ وجودات ولكن فقيرة أم ليست بوجودات؟ هذه عبارته التفتوا لي، (والباقي روابط) ليس وجود غير مستقل وانما وجود ربطي، والوجود الربطي عنده وجود أم لا؟ وجود عنده ولكنه وجوده في نفسه أم في غيره؟ بعد إلى هنا هذا ينسجم مع مبنى من؟ احسنتم جيد جدا التفتوا لي جيدا هذه العبارة من العبارات التي ان اتصور تؤيد ما انا اذهب اليه كما سأبيّن (والباقي روابط) قبلنا (ونسب واضافات) الذي هنا يقول: التوحيد اسقاط ماذا؟ الاضافات (فهو يرى ان الوجود الربطي هوالوجود الاضافي الذي يقوله العرفاء، يوجد فرق بين الوحدة الشخصية وتعدد الشؤون والوحدة التشكيكية أم لا يوجد فرق؟ هذا عطف تفسيري، هذا ذكره في آخر الفصل الثاني من المرحلة الثانية، فقط في النهاية كلها من اولها إلى اخرها فقط هذه العبارة موجودة، التي الآن في ذهني انا عندما شرحتها، قلت هذه الجملة الوحيدة التي فيها رائحة بحث الوحدة الشخصية ودخول البحث العرفاني على البحث الفلسفي، لأنه يوم الذي انا درست النهاية ما كنت واصل إلى نتيجة ان الوحدة التشكيكية هي الوحدة الشخصية، ولكن هذه العبارة واضحة، يقول: (والباقي روابط ونسب واضافات) وهنا ايضا التوحيد اسقاط الاضافات، واضح هذا المعنى؟ كم عندنا من الوقت؟ نعم جيد.

    هذا الرجوع في القيامة بعض يحصل، بعض الناس يرجع اليه اين؟ في هذه الدنيا انا وانت في مرحلة من راحل في النتيجة يبعثونا إلى البرزخ ومن البرزخ إلى اين؟ إلى الحشر الاكبر، شئنا أم أبينا، ولكن بعض الناس وهم في هذا العالم تقوم قيامتهم ماذا؟ قيامتهم الكبرى، وهذا ايضا شرحناه فيما سبق تتذكرون في صفحة (152) على ما في ذهني (وبازاءه ما يحصل للعارفين الموحدين من الفناء في الله والبقاء به قبل وقوع حكم ذلك التجلي على جميع الخلائق) وهذا الذي قلنا يتحقق بالموت الاختياري لا بالموت الاخترامي، قال: (وقد يحصل رجوع الامر اليه) يحصل يعني يظهر للبعض، والا الآن له الامر كله يعني لا يتبادر لذهنكم {لمن الملك لله الواحد القهار} يوم القيامة سوف يحدث هذا، لا الآن هو ايضا لله الواحد القهار، ولكن بعضنا لا تظهر له هذه الحقيقة الا في الحشر الاكبر، يعني بالبرزخ يرى هذه الحقيقة أم لا يرى؟ لا يرى، الآن في الدنيا لا يرى وفي البرزخ لا يرى ايضا، متى يرى هذه الحقيقة للواحد القهار ويعلمون ان الله هو الحق المبين، يحصل لهم في الحشر الاكبر، بعض وهو اين يحصل له؟

    >لو كشف لي الغطاء ما ازدت يقينا< هذا حاصل عنده هنا وبعض يحصل له اين؟ في البرزخ، احسنتم لأنه الآن مئات الملايين من مليارات الناس يعيشون اين؟ يعيشون في البرزخ، وهؤلاء انكشفت لهم حقيقة الحشر الاكبر أم لم تنكشف، لا كما الآن انا وانت هنا الآن كم نفر منا انكشفت له حقيقت البرزخ؟ الاوحدي الاوحدي، في البرزخ ايضا لا ينكشف الا للأوحدي الأوحدي أنه ماذا؟ وهو في البرزخ يقف على حقائق الحشر الأكبر.

    الآن التفتوا كم العبارة دقيقة, كم بقي من الوقت (كلام أحد الحضور) تمام, اتركوه إنشاء الله إلى غد.

    والحمد لله رب العالمين

    • تاريخ النشر : 2016/12/19
    • مرات التنزيل : 1823

  • جديد المرئيات