نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية الإنسان الكامل (107)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: وقد يحصل رجوع الأمر إليه قبل القيامة الكبرى بالقيامة الدائمة المشاهدة للعارفين, في أقسام القيامة التي اشرنا إليها فيما سبق, قلنا بأنه: القيامة بأقسامها المتعددة من الصغرى والوسطى والكبرى, بأقسامها المتعددة والمختلفة على نحوين: قيامة طبيعية وغير اختيارية, وقيامة اختيارية للإنسان, يعني أنا وأنت بالموت الطبيعي إذا متنا قامت قيامتنا, طبعا ليس القيامة الكبرى بل القيامة البرزخية, وإذا متنا من البرزخ قامت قيامتنا الكبرى, يعني إذا انتقلنا من هذه النشأة بالموت الطبيعي إلى نشأة البرزخ درجة من درجات القيامة تقوم, ثم إذا انتقلنا من نشأة البرزخ إلى الحشر الأكبر تقوم عندنا القيامة الكبرى, ولكن هناك من تقوم قيامته وهو أين؟ وهو في هذه النشأة يعني مع انه يعيش هذه النشأة الدنيوية يستطيع أن ينتقل إلى الناشئات اللاحقة التي هي باطن هذه النشأة وهي التي عبرنا عنها بالموت الإرادي والاختياري وهو الذي وقفنا عنده مفصلا في صفحة151, قال: وبإزاءه الموت الإرادي الذي يحصل للسالكين المتوجهين إلى الحق قبل وقوع الموت الطبيعي, قال موتوا قبل أن تموتوا, فجعل الإعراض عن متاع الدنيا وطيباتها والامتناع عن مقتضيات النفس ولذاتها وعدم إتباع الهوى موتا لذلك ينكشف لسالك ما ينكشف للميت يعني للميت الطبيعي ويسمى بالقيامة الصغرى, افتح لي قوس هنا (من أهم النواقص الموجودة في تفاسير علماء المسلمين من صدر الإسلام إلى يومنا هذا يفسرون الآيات عموما بالتفسير الافاقي وينسون تفسير الانفسي للآية, يعني عندما يأتي إلى الآية المباركة يفسرها تفسير بمقتضى ماذا؟ الآيات الافاقية, يعني عندما يسمع الموت في القران يقول أي موت؟ وعندما يقول جهاد فيقول أي جهاد؟ أو عندما يقول ذنب مقصوده أي ذنب؟ من من إلى آخره فلذلك ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله, أنت اقرأ التفاسير من أولها إلى آخرها يقول يخرج من بيته؟ يقول: يخرج من دار الكفر إلى دار ماذا؟ وهذا التفسير صحيح وأنا لا أريد أن أقول أن هذا التفسير غلط، ولكن هذا التفسير ماذا؟ سنريهم آياتنا في الآفاق, أما ومن يخرج من بيته من بيت الهوى، من بيت النفس، من بيت الأنا أو من بيت الإمكان, أو من بيت علم اليقين إلى حق اليقين إلى عين اليقين, أو من الأنانية إلى الفناء إلى ما شاء الله من المراتب، وهذه هي المراتب التي نقرأها هنا، هذا هل يلتفت احد إليها في التفسير. نعم يوجد من التفت يكون في علمك واقعا لعله من خيرة من بحث هذا تفصيلاً السيد السبزواري رحمة الله تعالى عليه وهذه كانت بركات هذه العلوم وإلا إذا لم تكن هذه العلوم موجودة فالسيد السبزواري لماذا قدر أن يبحث جيداً في هذه الموارد أما في الموارد الأخرى التي لم تبحث لماذا السيد السبزواري ما قدر أن يبحث؟ لأن هؤلاء حققوا هذه المسائل، لذلك تجد عشرين وثلاثين صفحة يبحث في أقسام الهجرة, لان هؤلاء بشكل مفصل بحثوا هذه المسألة، ووجدت أنه طبق الهجرة على التفسير الانفسي ولكن نسي تطبيق الموت على الموت الاختياري, مع أن الآية المباركة تقول: ثم يدركه الموت, هذا أي موت؟ إذا الهجرة هجرة افاقية فالموت موت طبيعي, أما إذا صارت الهجرة هجرة أنفسية بعد الموت ليس طبيعي، بل يصير الموت اختياري, ووجدت عشرات الشواهد من أئمة أهل البيت, وهذه اتركوه لأعمالكم التحقيقية, نعم فد كتاب اكتبوا كما جمعوا نور الثقلين جمع الروايات المربوطة بالآيات ولكن اجمعوا الروايات المربوطة بالتفسير الانفسي للآيات من أئمة أهل البيت لان هذه سوف تعطينا منهج, وأن أهل البيت كيف يتعاملون مع الآية، لا ادري واضح هذا المعنى.

    على أي الأحوال هذه العلوم إخواني الأعزاء ، هذه العلوم وفي درس الأسفار قلت: الذي لا يفهم فلاسفة جيدا ما يفهم عرفان جيدا ما يفهم عقائد جيدا ما يفهم القران جيدا ما يفهم أصول الكافي جيدا ما يفهم البحار جيدا, لماذا. لان هذه مبانيها, والذي يقول هذه المباني غير صحيحة، جيد لا توجد عندنا مشكلة فليبني ماذا؟ فليبني بناء آخر حتى نسير عليه لفهم الروايات, قد يقول لنا قائل: هم أهل البيت هم أعطوا المباني, جيد جيدا أخرجوهن لنا من أهل البيت وضعوها لنا في كتاب حتى نفهمها لندخل إلى روايات ماذا؟ هؤلاء هكذا بنوا عندنا.

    قال: وقد يحصل رجوع ذاك الرجوع الأول كان رجوع ماذا؟ تلك القيامة الطبيعية للجميع إلا أن هذا هنا (قد) للتقليل يقول: لكن هذا رجوع الأمر إليه قد يحصل لبعض الأفراد ممن؟ ممن استطاع بالموت الاختياري أن يحقق لنفسه القيامة، ماذا؟ القيامة الكبرى فضلاً عن القيامة الصغرى.

    قال: وقد يحصل، نعم الآن أنت ادخل إلى بحث القيامة نادراً تجد في غير العرفاء، نعم العرفاء بحثوا هذا، والعرفاء مشكلتهم لأنهم وجدوا أن الفلاسفة والمتكلمين والإخباريين وغيرهم فقط يفسرون تفسير آفاقي هم كل ما يفسروه  فسروه بماذا؟ آفاقي، ونفوا التفسير الأنفسي، ولم يعتنوا به، هذا الإفراط والتفريط مع انه نحن نحتاج بين وبين الله انه الآن فد تفسير يكتب أولا يأتي يميز ما هي ضوابط التفسير الافاقي؟ ما هي ضوابط التفسير الانفسي؟ ثم ماذا ثم عندما يدخل الآية يشرحها تفسيراً آفاقياً, ثم إذا في الآية يوجد إما رواية إما اجتهادا يوجد تفسير آفاقي أيضاً ماذا؟ يذكره للآية, الآن فد تفسير بهذا القدر، فيه جامعية للتفسير الآفاقي  (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم).

    وقد يحصل رجوع الأمر إليه قبل القيامة الكبرى أي قيامة الكبرى؟ القيامة الكبرى للجميع العامة، بالقيامة أي قيامة؟ المشاهدة للعارفين، يعني القيامة التي يشاهدها العارف والسالك إلى الله, ولكن في الضمن من باب انه، وسط شارحتين أجعلوها (بالقيامة الدائمة)يقول: لا تتصور أن القيامة سوف توجد بعد ذلك، ولكن القيامة ماذا؟ موجودة أزلاً وأبداً، لا أنها سوف توجد بعد ذلك, بالقيامة الدائمة، وإلا إذا ليست موجودة فالعارف في سلوكه فلأي قيامة يريد أن يصل؟ هي ما موجودة، بعد ذلك سوف توجد، ليس منا من لا يؤمن أن الجنة والنار الآن مخلوقتان, لم تخلو الجنة مذ خلقت من المؤمنين,  ولم تخلو النار مذ خلقت من الكافرين, الآن هذه برزخية أخروية؟ تلك أبحاث مفصلة لا ادخلها الآن، وهو نوع هذا الذي يقوم للعارف الذي تقدم في صفحة 151 بعد ذلك, وهو نوع من أنواع القيامات وذلك لان الحق تعالى في كل آن يخلق خلقاً جديداً, هذه إذا هكذا تصير، بعد هذه القيامة الكبرى موجودة لكل واحد منا؟ لأنه الآن خلقني وأنا في الآن الثاني موجود أو غير موجود؟ بناء على تجدد الأمثال، في الآن الأول أنا موجود في الآن الثاني أنا موجود أو لا؟ لا، أنا معدوم وهناك فرد آخر.

    قال: لأن الحق تعالى في كل آن يخلق خلاقاً جديداً كما قال: (بل هم في لبس من خلق جديد) ويمد الأكوان بأنواع التجليات الذاتية والصفاتية ويصل ذلك الفيض إلى الإنسان الذي هو آخر الموجودات, وبينا بأن الإنسان آخر الموجودات بأي معنى؟ قلنا بحسب النشأة ماذا؟ العنصرية تقدم بحثه, ثم يرجع منه، يعني من هذه النشأة يرجع إلى من؟ ثم يرجع منه بالانسلاخ المعنوي يرجع إلى من؟ إلى ربه, وفي كل آن آن هذا يحصل، يعني ينزل ثم ويرجع، يقول: أنا غير ملتفت لهذا الشيء؟ يقول: يأتي زمان عليك سوف تلتفت إلى أن وضعك كان هكذا, نعم الآن لقد كنت في غفلة، وعندما تنكشف الحقائق, تنكشف السرائر, تنكشف البواطن, ينكشف الملكوت, عند ذلك تعرف حالك, المهم هذه نظرية الأمثال سوف يأتي بحثها بعد ذلك.

    وقد جاء،  الآن يضرب مثال على نظرية تجدد الأمثال يقول: وقد جاء في الحديث أيضا إن ملائكة النهار ترجع إلى الحضرة عند الليل, وملائكة الليل ترجع إليها عند النهار, يعني الحضرة الربوبية ، ترجع إليها عند النهار، ويخبرون الحق بأفعال العباد.

    هذه الرواية ما هو ربطها بمحل الكلام؟ هذه الرواية لها تتمة، والتتمة لم يذكرها، الإخوان يبحثوها لنا، وهو انه ما من ملك ينزل إلى الأرض ليلاً بعد لا يرجع إلى الأرض مرة أخرى، الذي يأتي في الليلة الأخرى، ذلك الملك السابق أو ملك جديد؟ الروايات تقول لا يعود إلى الأرض أبداً, يعني انو مو الله سبحانه وتعالى موكل اثنين في الصبح واثنين ويانا إلى سبعين سنه ليس هكذا, في الليلة الألف هناك اثنين يأتون وبالنهار يصعدون، هؤلاء يأتون إلى الأرض أو لا يأتون؟ لا لي ولا ماذا؟ ولا لغيري, هو يريد أن يستفيد منها لا يأتون إليها مرة أخرى يستفيد تجدد الأمثال, وهذه وارد من طرقنا وفيها انه عندما يأتون بعد لا يرجعون.

    وهو اعلم بأعمال العباد منهم, هذا هو العلم بالواسطة الذي عادة قليل ما يستعمل هذا، وأنا استعمله، هذا كيف عندنا إيجاد بالواسطة فأول ما خلق نور نبيكم ثم خلق منه ماذا؟ هذا  هو الإيجاد بالواسطة يعني بواسطة الفيض هذه ليست فقط مربوطة بالإيجاد فيما يتعلق بكل الصفات الفعلية الله عنده صفات فعلية بلا واسطة، وعنده صفات فعلية بواسطة، ومن صفاته الفعلية العلم بأعمال العباد, والله عنده علم العباد هذا قبل الإيجاد الذاتي, لكن عنده علم بأعمال العباد في مرتبة الفعل الذي هو العلم الفعلي, هذا العلم الفعلي الذي له مرتبة دائماً بلا واسطة أو بعضه مع الواسطة وبعضه بلا واسطة؟ الجواب كما أن الإيجاد ينقسم إلى واسطة وبلا واسطة., فالعلم أيضا ينقسم إلى: بالواسطة وإلى بلا واسطة.

    نعم ليس فقط الإيجاد والعلم, القدرة كذلك, أقدرني الله أن أرفع هذا, هذا الذي اقدر من هو؟ الله ولكن الآن أنا ارفع هذا، الله يقول أيضاً يصح نسبة هذا الفعل إلي ويصح نسبة هذا الفعل إلى الله، ولكن يصح نسبة الفعل إلى الله  بلا واسطة أم مع الواسطة؟ مع الواسطة وهو باقدار من؟ باقدار هذا العبد, ولذا قلنا بأنها طولية وليست عرضيه وهكذا.

    إذن هذا عندما يقول بأعلم منها منهم, إذا كان هو بأعلم بها منهم, الجواب ما الضرورة إلى أن يوسط الملائكة في أن يقولوا له نفس الكلام يأتي في الإيجاد وهو قادر على كل شيء, ما الضرورة أن يوسط الغير في عملية الإيجاد ووساطة الفيض؟ هذا هو النظام الأحسن هذه هي السنة التي أرادها الله سبحانه وتعالى أن يبني العالم عليها, وهو أن بعض الموجودات معلومة مقدورة موجدة من قبله بلا واسطة, وبعضها معلومة موجدة إلى آخره مع الواسطة.

    وإذا كان الأمر كذلك فهو أول هذه النتيجة المهمة فهو أول في عين اخريته وآخر في عين أوله وهما أي الأولية والاخرية دائمتان أزلا وأبدا.

    وهذا لا يتم إلا على تفسير للأولية وللاخرية غير التفسير الذي يوجد للموجودات الممكنة, وإلا لو فسرت الأولية بالتفسير التي هو افتتاح الوجود عن العدم فالواجب لا يصدق عليه انه آخر, وإذا صدق عليه انه آخر فاخريته غير أوليته والتالي بكل شقيه باطل, لان الله آخر، واخريته عين أوليته، إذن الأولية فيه بالنسبة إلى الحق غير الأولية بالنسبة إلى الموجودات الممكنة.

    الآن هذا البحث انتهى وسوف نبداء بحث جديد إخواني الأعزاء, هذا البحث كأنه جملة معترضة  ما هي الجملة المعترضة؟ هو كان بصدد انه قال إن الله تعالى خلق ادم على صورته, فيشم من هذه الجملة رائحة التشبيه والاتحاد والوحدة فصار مباشرة جملة معترضة لهذا, أيضا لا تتصور إني أقول تشبيه وحده, أيضا ماذا يوجد فارق, وما هو الفارق؟ قال: الفارق ليس فقط يشمل كل النواقص يعني فقط الفارق في النواقص, بل الكاملات الممكنة أيضا هو منزه عنها, ولأجل ذلك دخل في هذا البحث فكأنها جملة معترضة, بعد أن قال إن الله خلق ادم على صورة الرحمن أو على صورته،  يشم منه رائحة الاتحاد التشبيه مباشرة ماذا قال؟ قال: فلا بد من فارق.

    ثم هذا الفارق في ماذا؟ الفارق فقط في أن الموجودات محدودة والواجب غير محدود؟ فقط هذا؟ يقول: لا، حتى كاملات الممكنات الله ثابت له أو منزه عنها, ومن أهم الكاملات الممكنة الأولية هو منزه عنها, الإخوان ما ادري هل صار البحث واضحا, ولذا قال مباشرة فلابد من فارق وليس إلا افتقارنا إليه في الوجود وتوقف وجودنا عليه لإمكاننا لمثل ما افتقرنا إليه فبهذا صح له الأزل والقدم هذا الفارق الذي انتفت عنه الأولية التي لها افتتاح الوجود عن عدم فلا تنسب إليه الأولية،  الأولية المعهودة للممكن مع كونه هو الآخر، ولهذا قيل هو الآخر، الآن بعد أن استقرت في نفسه انه أنا عندما أقول خلق ادم على صورته, لا يذهب ذهنك انه هناك تشبيه ووحدة وانه لا فارق, بل الفارق موجود احفظ الفارق ورجع إلى أصل البحث, الآن ما هو التشبيه؟ لما صار ادم على صورته الآن هذا من قبيل الفتوة الكلية, الآن دخل في التفاصيل يعني كيف ادم على صورته؟ الله قال لنفسه ظاهر باطن, خلق هذا الإنسان وفيه خصائص الظاهر وخصائص الباطن, الله وصف نفس بماذا؟ دخل في الصفات المتقابلة هذه أين يجري مثالها في الإنسان، وصف نفسه في الرضا والغضب فاوجد في الإنسان الخوف والرجاء، هذه من لوازم ماذا؟ بعدها يبداء يقول الآن فهمت لماذا خلق ادم بيديه هذه الصفات المتقابلة, هذه الأيدي يد الظاهر ويد الباطن, يد الرضا ويد الغضب, يد الجمال ويد الجلال وووو إلى غير ذلك.

    قال قوله ثم لنعلم من خلق ادم على صورته بعد أن علمنا ثم لنعلم أو ثم ليعلم، كلاهما صحيح، هذا في بعض النسخ وأيضا هذا صحيح, ثم لنعلم ثم ليعلم ثم لتعلم إن الحق وصف نفسه بأنه ظاهر وباطن, يقول هذا مزيد بيان لما مر, ما مر ما هو؟ إن الله خلق ادم على صورته لان ليس فقط مزيد بيان وإنما تفصيل ما أجمله فيما سبق, ما هو ما مر؟ هذه>من< بيان ما مرّ  أن الحق تعالى خلق ادم ، أي آدم المراد هنا؟ هذا الإنسان الكامل لا ادم أبو البشر, إذا ادم أبو البشر فما هي علاقته بالرسول الأعظم؟ وما هي علاقته بنوح؟ مع انه يريد أن يشير إلى خلاصة الإنسانية خلاصة الكمالات الإنسانية، هذه الكمالات الإنسانية أين اجتمعت؟ في الكون الجامع في الإنسان الكامل.

    قال: من أن الحق تعالى خلق ادم على صورته، هذه الواو حرف تفسير، وبهذا يتضح معنى الصورة أيضا وكمالاته, إذن المراد من الصورة لا الشكل, إذا تتذكر في بداية الحكمة قلنا لصورة اصطلاحات متعددة واحدة من الاصطلاحات نقول صورته: شكله الظاهري, واحدة من معاني الصورة يعني ماذا؟ الكمالات الموجودة في هذا الموجود , المراد من صورته يعني على كمالاته على صفاته,  ليستدل بها عليه ويتمكن السالك من الوصول إليه.

    قد يقال أن هذا التعبير مرة عبر يستدل ومرة عبر يتمكن السالك, يعني واقعا النظر إلى الإنسان الكامل هم العلم الحصولي بالإنسان الكامل يدلنا على الله, هم العلم الشهودي  بقدرنا يدل بالإنسان الكامل يوصلنا إلى ماذا؟ يوصلنا إلى الله,  الأولى ليستدل بها حصولاً والثانية ويتمكن السالك شهودا, وليتمكن السالك من الوصول إليه تعالى.

    إن الحق وصف نفسه بأنه ظاهر وباطن الحد الأوسط وخلق ادم على صورته فاوجد العالم ماذا؟ ظاهراً وباطناً, يعني فيه خصائص الغيب والشهادة، باعتبار أن الظاهر هو الشهادة والباطن هو الغيب.

    يقول: فاوجد العالم، ومن العبارة هذا واضح أن هذا العالم أي عالم؟ هذا الإنساني وان قلنا فيما سبق في صفحة 278 انه يمكن أن نقول الإنساني وله نسختان: نسخه مجملة ونسخة مفصله, ولكن من الواضح مراده من العالم هنا أي عالم؟ العالم الإنساني.

    يقول: أي العالم الإنساني وان شئت العالم الكبير لا لا هذا غير صحيح لأنه فيما سبق قلنا بان المراد انه اوجد العالم الإنساني ولكن العالم الإنساني له نسختان: نسخة مجملة ونسخة مفصلة في صفحة 278 .

    لأنه أي العالم الكبير أيضاً صورة الإنسان لذلك يسمى بالإنسان الكبير والأول انسب بالمقام وهو الصحيح وشواهد كثيرة بعد ذلك تأتي.

    والأول انسب بالمقام إذ المقصود أن الإنسان مخلوق على صورته لا العالم مخلوق على صورته.

    الجواب: أيضا العالم مخلوق على صورة الرحمن ولكن تفصيلا, ثم العالم ليس هو الصورة الأكمل، والإنسان هو الصورة الأكمل, فأوجد العالم عالمَ وليس عالمُ لابد أن تكون فأوجد العالم عالمَ غيب وشهادة, يعني أن هذا الإنسان فيه غيب وفيه شهادة, وهذا له تطبيقات متعددة، فغيبه روحه، وشهادته جسمه، ونفخت فيه من روحي, أولاً سوّاه جسداً ثم نفخت فيه من روحي، هذا التطبيق الأول، أو المصداق الأول للغيب والشهادة.

    يقول: عالم غيب وشهادة أي عالم الأرواح والأجسام, الآن لماذا اوجد الإنسان على هذا النحو؟ يقول: لتطابق هذه النسخة تلك النسخة, ليس فقط لتطابقها بل لتستطيع هذه النسخة أن تدرك ما في تلك النسخة, التفت جيدا الله سبحانه وتعالى مو فقط خلق الإنسان على صورته، بل خلقه بنحو تستطيع هذه النسخة التي هي النسخة الإنسانية التي هي على طبق ماذا؟ النسخة الإلهية, أنت تدرك هذه النسخة ما في تلك النسخة, إذن لابد أن توجد فيه، إذا كانت تلك النسخة فيها ظاهر وباطن هنا يوجد قابلية إدراك الظاهر والباطن, إذا تلك النسخة فيها غضب ورضا هنا في هذه النسخة فيها قابلية إدراك ذلك الغضب والرضا وهكذا.

    لذا لا يستطيع أن يعرف الله المعرفة التي يعرفها الإنسان أي مخلوق آخر, المعرفة التي يتوفر عليها الإنسان لله تعالى بأسمائه وصفاته هل يمكن لأي مخلوق آخر بلغ ما بلغ من الكمالات يمكنه أن يعرف الله أو لا يمكن؟ لا يمكن, لماذا لان هذه النسخة على طبق وصورة تلك النسخة وفيها قابلية أن تدرك خصائص تلك النسخة.

    وعند ذلك أنا لا احتاج أن ابحث سند رواية يا علي ما عرف الله إلا أنا وأنت و…. الجواب: هذه قواعد، وانتهت القضية، هذه الرواية تكون شاهد على المدعى صح سندها طوبى لكم, ما صح سندها فالمضمون صحيح أم باطل؟ اعرضوه على قواعدنا قواعد القران وقواعد الروايات هذه المضمون تام أم خطأ؟ لذا أنا في البحث العقائدي كثيرا لا أعتني إلا نادراً لموارد خاصة يعني التفاصيل التي لا يمكن للعقل أن يدركها ، هناك ابحث عن الرواية وسند الرواية, أما في العموم فلا ، أنا عندما أتي إلى قوله تعالى وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما, أنا ابحث بحث الآية القرآنية أجد بحث الآية القرآنية يقينا أن الإمامة في الآية غير النبوة وغير الرسالة شواهد تاريخية, هي شواهد لغوية, شواهد مضمونية, شواهد…., الآن اذهب إلى الكافي أرى بعض الروايات أقول: بلى إن الإمامة غير النبوة وغير الرسالة, نفرض هذه الرواية ضعيفة السند أنا هذا المضمون اعرضه على كتاب ربنا, فان وجدتم عليه شاهداً أو شاهدان فنحن ماذا؟ قلناه، السند؟ انتم عرفتم في علم الرجال عدم وثاقة الرواية ليس بالضروري انه كذاب, يعني عدم الاحتجاج، نحن مع الأسف الشديد عندما نسمع عدم الوثاقة تصورنا  أنه كذاب, ليس هكذا بل الاحتجاج يبطل، على كل الأحوال.

    إذن هذه الروايات صحيحة مضمونها تام, قال عالم غيب وشهادة أي عالم الأرواح والأجسام لندرك الباطن منه من الحق بماذا؟ بغيبنا والظاهر منه والظاهر من الحق بشهادتنا.

    وحده وحده بعدنا ما شرحنا العبارة، يأتي ، هذه العبارة اشرحها، لماذا يقول عالم الأرواح وعالم الأجساد، عبارة اشرحها، أنا تجاوزتها حتى اشرحها.

    هذا دليل على أن المراد بالعالم هو العالم الإنساني هذه القرينة الأولى يقول عندما يقول اوجد العالم أي عالم مقصوده؟ يقول العالم الإنساني, بشهادة ماذا؟ بشهادة قوله غيب وشهادة فإن الغيب والشهادة ليس للعالم الكبير وإنما للعالم الصغير الذي هو الإنسان, هذا دليل على أن المراد بالعالم هو العالم الإنساني أي لندرك عالم الباطن، عالم الباطن من؟  هذا التفسير الأول أو المصداق الأول يقول: المراد من باطنه يعني باطن هذا العالم يعني الجبروت والملكوت، ندركه بباطننا، باطننا ما هو؟ بروحنا وقلبنا وقوانا الروحانية, بعد وندرك عالم الظاهر في مقابل الجبروت والملكوت ماذا يبقى؟ ملك عالم الناسوت,  إذن ندركه بماذا؟ مجردة باطنة أم مادية؟ لابد أن تصير مادية ، وهذا الفارق وهو أن الملا صدرا بأنه الإدراك دائما مال من؟ مال المجردات حتى هذا العلم الحصولي للعالم المادي, أيضاً بظاهرنا أم بباطنا؟ هذه أداة ، الإدراك ، نحن نتكلم لندرك الإدراك يكون للجسم أو لا يكون؟ إلا على مباني من؟ مباني المشاءين قالوا بأنه ما دون إدراك الكليات يعني العقل يعني بعد ادراكات ماذا؟ منطبعة في المادة.

    هذه معناه أن العرفان هذا المبنى من أي مكان يأخذه؟ يأخذه من الحكمة المشائية, هو لا يتحمل الجريمة، أما الذي يتحمل الجريمة هي المدرسة المشائية.

    قال: وندرك علام الظاهر بأبداننا ومشاعرنا وقوانا المنطبعة في المادة, هذا على مباني المشاءين, وأما على مباني الحكمة المتعالية الإدراك لا يكون إلا مجرداً.

    هذا هو التفسير الأول ولذا عبر هناك بعالم الأرواح وعالم الإنسان, يعني بأجسامنا ندرك عالم الشهادة والناسوت,  وبأرواحنا ندرك الملكوت والجبروت.

    سؤال لأحد الطلبة… هو معتقد بأن عالم الجسم يدرك وهذا نقاشناه، معنى أن الجسم يدرك أو لا يدرك؟ هذا على مبنى المشاءين يدرك، وهو يتكلم على المبنى، وهو يتكلم أن العالم مثل العالم الخارجي فيه باطنه ندركه بباطننا، وفيه ظاهر عالم المادة ندركه بظاهرنا وليس بمجرداتنا وليس بعقلنا، وإنما بقوانا المادية. هذا التفسير الأول.

    التفسير الثاني: أو لندرك أو ندرك هذا عطف على تلك الأولى، أو ندرك وهذا التفسير الثاني لعله أنسب, الله له ظاهر وله باطن يعني ماذا له ظاهر وله باطن؟ هو الأول والآخر والظاهر والباطن, ما هو المراد من الظاهر والباطن؟

    التفسير الأول فسر الباطن بعالم الملكوت والجبروت وفسر الظاهر بعالم الشهادة, فقال بعقولنا ندرك عالم الملكوت وبقوانا المادية ندرك علم الشهادة.

    الآن يقول لا، المراد من الظاهر والباطن شيء آخر، ليس المراد من الظاهر عالم المادة والمراد من الباطن عالم الجبروت والملكوت, إذن ما هو مرادنا؟ أو ندرك غيب الحق من حيث أسمائه وصفاته بغيبنا، وندرك ظاهره بشهادتنا, الله ظاهر وباطن الظاهر والباطن التفسير الأول أين أخذه؟ لفعل الحق, قال فعل الحق ظاهر وباطن، فعله ما هو؟ وباطنه ما هو؟ باطن فعل الحق باطنه عالم الملكوت وعالم الجبروت, وظاهره ما هو؟ ظاهره عالم الشهادة, هذا التفسير الثاني للظاهر والباطن, يقول الباطن يعني الصقع الربوبي، الظاهر يعني ما سوء الله, فالظاهر هنا يشمل الملكوت والجبروت والناسوت.

    في التفسير الأول ما معنى الظاهر والباطن من أسماء الله؟ يقول المراد من الظاهر نشأة الشهادة, المراد من الباطن نشأة الملكوت والجبروت.

    في التفسير الثاني يقول لا ، المراد من باطنه سبحانه وتعالى يعني الصقع الربوبي, الصقع الربوبي في أي مرتبة؟ قلنا الذات الإلهية لا يوجد حديث عنها، ومقام الأحدية موجودة كثرة أو مستهلكة الكثرة؟

    إذن الحديث في الصقع الربوبي أين؟ واحدية, هذه قرائنها دائماً معها ، إخواني الأعزاء بعض الأحيان يصرح وبعض الأحيان لا ، يقول: ذات، أنت ذهنك مباشرة يذهب، وليس من حقه أن يذهب إلى اللا بشرط المقسمي ولا إلى مقام الأحدية لأنه في الأحدية لا يوجد كثرة.

    إذن أين الحديث؟ عندما قال باطن المراد مقام الواحدية وعندما قال ظاهر مراده كل ما سوء الله من الجبروت والملكوت والناسوت.

    قال: أو ندرك غيب الحق ولكن من أي بعد؟ هنا صرح ندرك البعد من حيث أسمائه وصفاته يعني أي مقام؟ مقام الواحدية، لا من حيث ذاته فانه لا يمكن لأحد معرفتها.

    إذ لا نسبت بينها وبين العالمين، هي غنية عن العالمين هذا في صفحة 236,  قال وأما الذات الإلهية فحار فيها جميع الأنبياء والأولياء, لا يوجد حديث عنها لا يوجد معرفة لا معرفة شهودية ولا معرفة حصولية, كما قلنا سيأتي في صفحة 287, 545 إذا أو ندرك غيب الحق من حيث أسمائه وصفاته ، ندرك الغيب الحق ماذا؟ قوله لا من حيث إلى آخر الجملة اجعلوها بين شارحتين ، الجملة هكذا تصير أو ندرك غيب الحق من حيث أسمائه وصفاته افتح الشارحة إلى قوله من العالمين أغلق الشارحة ندرك غيب الحق بغيبنا, الآن خلق الإنسان على غيب وشهادة ماذا يصير معناها؟

    يقول عندما اختلف الظاهر والباطن هذا التفسير الثاني الغيب والشهادة عندنا يختلف، غيبنا يعني أعياننا الثابتة، فبأعيننا الثابت ندرك مقام الأسماء والصفات, ظاهرنا ماذا يكون؟ ليس أجسام، المراد من ظاهرنا يعني قوانا العقلية والمثالية والحسية.

    قال: بغيبنا أي بأعيننا الغيبية، وندرك ظاهره ظاهر الحق، ظاهر الحق ما هو؟ ظاهر الحق كل ما هو سوى الله يعني عالم العقول وعالم المثال وعالم المادة هذه كلها شارحة افتح إلى السطر الأربعة التي بعدها في المقدمات هذه كلها شارحتين، وندرك ظاهر الحق بشهادتنا، شهادتنا ماذا يكون معناها؟ شهادتنا أي بروحنا وقلبنا وقوانا وابداننا الموجودة في الخارج, فيكون الفرق شاسعاً بين التفسيرين.

    نعم يبقى سؤال انتم يا مولانا فيما سبق قلتم عالم الملكوت والجبروت عالم الباطن وعالم الشهادة قلتم ظاهر. والآن كيف تقولون بأن عالم الجبروت والملكوت كله من الظاهر، هذه بين العارضتين وبين الشارحتين يريد أن يجيب عن هذا التساؤل. يأتي إن شاء الله تعالى.

    والحمد لله رب العالمين

    • تاريخ النشر : 2016/12/20
    • مرات التنزيل : 2412

  • جديد المرئيات