نصوص ومقالات مختارة

  • بحوث في طهارة الإنسان (22)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    قلنا بأنه ذكر البعض من الاعلام ان هناك قرينة داخلية في الآية تقتضي ان نحمل النجاسة على النجاسة الشرعية الخبثية الحسية وهي قوله تعالى فلا يقرب المسجد الحرام بعد عامهم هذا، هذا البيان الذي ذكره الفقيه الهمداني في كتابه في المجلد السابع صفحة 238 كلام واضح الدفع هذا الوجه غير تام ولا يحتاج ان نقف عنده كثيراً ولا نحتاج ان نشير الى ذلك أولاً بالنقض بالقذارات المعنوية فان الحائض والجنب ايضا لا يحق لهم الدخول الى المسجد الحرام بل الى عموم المساجد على التفصيل الموجود و عدم دخول الحائض والجنب الى المسجد هل يدل على نجاستهما؟ ابداً وانما يدل على تلك القذارة المعنوية.

    اذن اولا بالنقض بالجنب والحائض فانهما ايضا لا يجوز ان يقربا المسجد الحرام مع انهما لم تثبت لهما النجاسة الشرعية وان ثبتت لهم القذارة بالنحو الذي تقدم وهي القذارة التي قابلة للانتقال او غير قابلة للانتقال؟ غير قابلة للانتقال وثانياً ان هذا اخص من المدعى لانه اذا ثبت ان هذا المشرك نجسٌ بالنجاسة الشرعية اذا لم تكن سارية النجاسة يجوز الدخول او لا يجوز الدخول؟ نعم انت تستطيع ان تحمل معك شيء نجس بالنجاسة الشرعية ولكن بشرط ان لا يسرى الى المسجد الحرام او الى اي مسجد آخر فهو اخص من المدعى مع انه الاية المباركة تريد ان تقول انه لا يجوز مطلقا سواءاً يسيري او لا يسري وهذا يكشف انه ليس المراد من انه النجاسةليس المراد من النجاسة الشرعية المصطلح اذن اعزائي هذه عمدة الوجوه الذي ذكرت للمقام لبيان انه ان النجس في الآية النجاسة الشرعية وقد تبي انه هذه الوجود الاربعة كافية للنجاسة الشرعية او غير كافية؟ غير كافية في ذلك.

    إذن نرجع اعزائي إلى التقرير الذي ذكرناه لبيان أصل المدعى واصل المدعى كان هذا وهو ان النجاسة في الاية الكريمة إنما المشركون نَجَسٌ وبعد ذلك سنبين لماذا ان الاية او ان قرائة نَجَسٌ لماذا اولى وادق من نَجِسٌ هذا بيانه يأتي الآن نفترض القرائة المشهورة والقرائة الأولى والصحيح التي يأتي بعد ذلك خصوصاً بالاضافة إلى الحصر الموجود في الآية المباركة إنما المشركون نَجِسٌ يعني المشرك ليس له الا النجاسة هذه أي نجاسة التي ليس المشرك هو عين النجاسة هذه نجاسة عينية كالكلب والخنزير او النجاسة القذارة المعنوية القلبية النفسية أي منهما بحثه ان شاء الله بعد ذلك سيأتي.

    تقريب الاستدلال كما اشرنا بناءاً على الاصول التي نقحناها فيما سبق قلنا بأنه نحن عندما نأتي إلى مفردة قرآنية هذه المفردة لابد ان نرجع فيها إلى اللغة والى استعمالات اولئك الذين نزل القرآن في اوساطهم الفكرية والثقافية ونحو ذلك من الأمور ولابد ان نرجع واقعاً لنرى بأنه عندما نزلت هذه الآيات ماذا كانوا العرب ماذا يفهمون من النَجَس او من هذه المفردة، أفضل من نقح هذه القضية هو الإمام محمد عبدو في تفسير المنار الضبط الصحيح للمفردة او للاسم ليس محمد عَبدهَ وانما محمد عَبدُو، في ذيل هذه الآية المباركة يقول في صفحة 248 من المجلد العاشر المطلب مفصل ولكنه انا احاول ان الخصه والاخوة الذين يريدون ان يراجعون يراجعون هذا المعنى.

    يقول وظاهر كلام الراغب وغير الراغب اذا تتذكرون كما هو لم يرجح الراقب قال اساساً كما يستعمل في هذه يستعمل في هذه، كما يستعمل في الحسي يستعمل في المعنوي، كما يستعمل فيما يدرك بالبصر يستعمل فيما يدرك بالبصيرة سؤال: الاية في أي استعملت؟ استعملت فيما يدرك بالبصر او فيما يدرك بالبصيرة؟

    قال ظاهر كلام الراغب وغيره ان اطلاق النجس على القذر والخبث الحسي والمعنوي حقيقة فيهما يعني هناك مفهوم عام له مصداقان مصداق حسي ومصداق معنوي سؤال: الاية ايهما استعملت انظروا إلى القرائن؟ يقول وهو الذي افهمه ومنه ومن النجس المعاصي والداء العضال يقول من مصاديق النجس في كلمات العرب أيضاً يطلقونه على المعاصي وقد ذكرهما الزمخشري في قسم الحقيقة لا في قسم المجاز يعني من مصاديق النجس والنجاسة المعصية ومن الواضح ان المعصية مما تدرك بالبصر او بالبصيرة؟ من الأمور المعنوية، ونقل قول الحسن في رجل تزوج امرأة كان قد زنا بها هذا يشير على استعمال هو انجسها فهو احق بها والزنا امر حسي؟ القذارة التي تأتي من الزنا حسي او معنوي؟

    ولهذا يقول ان الحسن قال تزوج امرأة بعد از زنا بها انجسها فهو احق بها وقولهم في الداء وذكر منها شاهداً في البيت قول ساعدة والشيب داء نجيس لا دواء له، هذه استعمالات الشيب يصيب الانسان يقول داء نجيس، ليس فقط نجس فعل مبالغة والشيب داءٌ نجيسٌ لا دواء له إلى ان يقول هذا تحقيق معنى النجس والنجاسة في اللغة ثم يأتي إلى الاستعمال الفقهي والاصطلاحي والشرعي بعد ما ينتهي من هذا البحث المفصل يقول وجملة القول ان لفظة النجس في القرآن جاء بالمعنى اللغوي المعروف عند العرب لا بالمعنى العرفي عند الفقهاء بأي قرائن؟ اولا استعمالات اللغة العرب في ذلك الزمان وكانت العرب تصف بعض الناس بالنجس وتريد به الخبث المعنوي كالشر والاذى والا لما وصفوا به بعض الناس دون بعض كما تقدم في قول الأساس (وهذه كثير مهمة) الزمخشري في الأساس هذه جملته يقول ومن المجاز الناس اجناس واكثرهم انجاس هذه أي نجاسة؟ هذه مرتبطة بالخباثة المعنوية والا لما وصفوا كما تقدم في قول الأساس إلى ان يقول هذا هو الحق الظاهر وما امفك عنه من افك الا بتحكيم الاصطلاحات الفقهية وغيرها في استعمالات لغة الفصحى التي نزل بها القرآن هذه من مشاكل نظرية الاسقاط يعني ماذا؟ يعني انت عندك مفهوم معين وهذا المفهوم له مصداق معين عندما تأتي إلى الايات والروايات تسقط ما هو عندك مثل ماذا؟ مثل ما عندك شواهد كثيرة قلنا الاستكبار استكبروا واستكبروا واستكبروا في القرآن الكريم الآن مصداق الاستكبار ما هو؟ استكبار سياسي او استكبار الذي كذا مع انه عند القرآن الكريم استعمار ونحو ذلك وذكرنا امثلة كثيرة نحو ذلك.

    إذن اعزائي الشواهد كلها تشير إلى هذه القضية نحو واضح وصريح لغة ان النجاسة في الاية المباركة هي القذارة الآن من الشواهد انا اذكر شواهد لانه النظرية التي اعتقدها والمنهج الذي اعتمده هو جمع القرائن والا لا يوجد شيء بديهي واضح الا في الرياضيات حتى في العلوم الطبيعية لا يوجد شيء اسمه قطعي وحتمي ونما فقط في الرياضيات هذه هماتينه الرياضيات الكلاسيكية والا في الرياضيات الحديثة حتى في القواعد الرياضية الكلاسيكية أيضاً عندهم كلام كثير كما في المنطق الحديث او المنطق الجديد في قبال المنطق القديم.

    يوجد جملة يقولها الزمخشري في ذيل هذه الاية المباركة يقول واكثر ما جاء النَجِس تابعاً لرجس يقول في الاعم الاغلب في كلمات اللغويين عندما تأتي هذه المفردة تأتي بعد الرجس فلهذا اذا تتذكرون قرأنا للزبيدي في تاج العروس قال عندما تأتي مع الرجس تكثر النون ويكون الجيم ساكناً نقول رِجْسٌ نِجْسٌ يقول اساساً هذه النجس ولكنه عموماً او في الاعم الاغلب يأتي مع الرجس والرجس يتبع النِجْس الآن نأتي إلى القرآن الكريم في القرآن الكريم في سورة المائدة في آية 90 بشكل واضح وصريح انا بودي انه تقرؤون هذه الاية بشكل جيد يقول يا ايها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والانصاب والالزام رجس يعني نجاسة شرعية؟ الانصاب الميسر الآن الخمر بدليل آخر ثبتت على الخلاف الموجود فيه انه نجس شرعاً او ليس نجس ذاك بحث آخر إذن الآية تريد ان تشير إلى الخباثة المعنوية فاذا قبلنا ان النجس عادة من يأتي يأتي تابعاً للرجس ولهذا تفهمون لماذا ان الفقيه الهمداني عبارته قال بل المتبادر من حمل النجس على المشركين كحمل الرجس على الميسر والانصاب والالزام إلى قوله تعالى إنما الخمر والميسر إلى آخره الآن مع كل هذا نأتي إلى الشواهد التي يمكن ان نستند اليها في هذا المجال الآن قد يقول قائل سيدنا إلى الآن هذه قرائن بعيدة قرائن قريبة ما هي؟

    اما القرائن القريبة لاثبات هذا المعنى، الاية المباركة قالت إنما المشركون نَجَسٌ سؤال هناك أصل قرأتموه ان التعليق الحكم على الوصف يشعر بماذا؟ بالعلية يعني ماذا؟ يعني اذا كان هناك وصف ثم جاء حكم ليس للذات وانما جاء للذات بلحاظ وصفه لا بلحاظه هو هو يعني بلحاظ المتعلق لا بلحاظ وصف الشيء بلحاظ متعلقه من قبيل عندما تقول قال الذي عنده علمٌ من الكتاب، في سورة النمل انا آتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك هذا الحكم وانا آتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك هذا الحكم لذاك الذي زيدٌ او لزيد بلحاظ عنده علم الكتاب أي منهما؟ من الواضح اذا كان له بما هو هو كان يقول قال وصيه قال عمرو بن فلان وانما قال وعرفه بالوصف يعني يريد ان يقول ان هذا الحكم ان هذه القدرة إنما هي له ثابتة بلحاظ ماذا؟ بلحاظ هذا الوصف وكم له نظير في اللغة العربية اذا كان الامر كذلك هذه الآية عندما قالت إنما الشركون هذه تريد ان تقول الذات نجسة او تريد ان تقول الذات بلحاظ شركها أي منهما؟ من الواضح لا تريد ان تقول هذه الذات بما هي ذات وانما الذات بلحاظ أي وصف؟ بلحاظ الشرك، والشرك امر حسي او امر معنوي؟ فإذن النجاسة مرتبطة بماذا؟ انظروا الاية المباركة ما قالت بأنه هذه الذات نجسة وانما وصفت الذات بلحاظ وصفها أنها مشركة يعني الاشراك بما هو اشراك فإذن النجاسة ذهبت وصفاً لاي شيء؟ للذات او للشرك؟ للشرك إذن وصفٌ او حكمٌ تعليق الحكم على الوصف مشعرٌ ماذا؟ إذن سبب النجاسة هي الشرك، الشرك بما هو شركٌ والشرك امر مادي ام امر حسي يدرك بالبصر او معنوي يدرك بالبصيرة؟ معنوي يدرك بالبصيرة إذن النجاسة مرتبطة باي بعد؟ بهذا البعد المعنوي ولذا تجدون هذه ليس فقط استدلالات هذه شواهد هذه مقربات هذه مؤيدات هذه استئناسات عبر ما شاء ولذا تجدون انه وحد يكون طاهرة هذه الطاهرة بماذا مرتبط، مرتبط بالبصر او بالبصيرة؟ مرتبط بالمعنى والنفس او مرتبط بالقلب وبالظاهر وبالباطن؟ بالباطن، فلهذا يطهر من داخل من دون ان يذهب ويغتسل ولو كانت النجاسة عينه لما تطهر الا بالانقلاب، الكلب يتطهر؟ طريقة تطهيره ما هو؟ ان ينقلب ملحاً والا بدون انقلاب يمكن او لا يمكن؟ لا يمكن، البول متى يكون طاهراً اذا انقلب عن حاله او حصلت له استحالة والا مادام بولاً فهو كذا، الشرك مادام شركاً فهي نجاسة والشرك امر معنوي فالنجاسة تكون امراً معنويا.

    هذا المعنى واقعاً من التأمل في الآية تخرج لم اجده في كلمات المفسرين الا عند احد اعلام تونس وهو ابن عاشور التونسي هذا التفسير من التفاسير المجهولة والمظلومة في الواقع التفسيري حتى اهل السنة أيضاً  لا يستندون وهو كتاب الحق والانصاف من انسان مجتهد بالمعنى الاخص عند السنة وهذه القضية المشهورة عند بعض الالسنة الكذائية لا اريد ان اقول العوام ان باب الاجتهد اغلق عند اهل السنة هذا الكلام ليس صحيح باب الاجتهاد مفتوح عند اهل السنة الذي اغلق انهم وضعوا سياجات وخطوط حمراء قالوا لا يجوز الخروج عن هذه الخطوط الحمراء يعني ان اذا تريد ان تجتهد لابد ان تجتهد ضمن مذهب ابي حنيفة ليس انه تقلد ابي حنيفة ابداً وانما اصول ابو حنيفة لا تخرج عنها اذا تريد ان تصير حنفي انت مجتهد ولكن في مباني ابو حنيفة او في مباني الشافعي او في مباني الحنبلي او في مباني المالكي او في اطر هذه المذاهب الاربعة ولا تخرج عنها، الشيعة مولانا كذلك انت تستطيع ان تخرج من مباني التي اسسها لها الشيعة الآن تستطيع ان تخرج او لا تستطيع؟ اذا خرجت ماذا يقولون لك؟ ضال ومضل ووهابي إلى آخره قائمة 12 كلمة فيها.

    إذن باب الاجتهاد عند الاخرين لم يغلق بل مفتوح ولكنه مفتوح مطلقاً او في اطار معين؟ في اطار معين ولهذا من اجتهد بعد هؤلاء الأعلام الاربعة وتجاوزهم لم يؤخذ به مثل الطبري هو مجتهد فقهي يعني هو صاحب مذهب ولكنه السلطة دعمت السلطة السياسية او ما دعمت؟ ما دعمت.

    الآن في واقعنا الشيعي أيضاً كذلك الحوزات العلمية من يريد ان يخرج عن الاجماعات وعن الشهرات وعن الضرورات المذهبية وكذا يقبل منه او لا يقبل؟ هذا هو نفسه الكلام الكلام هذا الذي مراراً قلنا يعبرون عنه ضرورات ضرورات وهذه الضرورات ما هي؟ عندنا آية او رواية تقول وهذه ضرورة من ضروريات المذهب عندنا مكان؟ هذه من وضعها علماء الطائفة اعلام الطائفة واعلام المدرسة وضعوها قالوا هذا خط احمر هذا يجوز تجاوزه او لا يجوز؟ لا يجوز، فإذن الاتجاه موجود عندنا ولكنه اجتهاد مطلق او مقيد ضمن اطار وخطوط حمراء أي منهما؟ نفس هذا الكلام موجود في المدارس الفقهية الاخرى وهكذا عندما نأتي إلى الاشاعرة لا تتصورون الكل يقلد ابو الحسن الاشعري ابداً ليس بهذا الشكل وانما اعلام كبار مل الرازي وغير الرازي هؤلاء جاؤوا واجتهدوا في المذهب الاشعري في المدرسة الاشعرية لهم آراء ولهم اختلافات مع مؤسس المدرسة ولكن خرجوا عن الاطر العامة للاشعري او لم يخروا؟ لم يخرجوا فبقوا هؤلاء اشاعرة مع انهم مجتهدون او مقلدون؟

    بينك وبين الله امثال الغزالي مجتهد او مقلد؟ مجتهد هو ولكن ضمن اطار المذهب الاشعري لا يخرج منه، عندما نأتي إلى الرازي، الرازي مجتهد او ليس بمجتهد هذا كتبه التفسيرية وهذا كلامه وهذا اصوله ولكنه في اطار المذهب الاشعري لا ادري واضح هذا المعنى هذا الرجل ما ملتزم بأي مذهب انا عندما ذكرت هذه المقدمة حتى يتضح ابن عاشور التونسي غير ملتزم يعني مرة تجده اشعري مرة تجده معتزلي مرة لا اشعري ولا معتزلي مرة شافعي مرة مالكي مرة لا هذا المذهب ولا ذاك وانما له آرائه الخاصة به اذا اتضح ذلك هذا المعنى الذي اشرت إليه فقط وجدته عند ابن عاشور التونسي وحقه ان يحفظ يقول والنجاسة المعنوية قال اسم للشيء الذي النجاسة صفة ملازمة له وقد انيط وصف النجاسة بهم بصفة الاشراك وهذه النجاسة من اين جائت؟ بسبب الاشراك فعلمنا انها نجاسة معنوية نفسانية وليست نجاسة ذاتية بالمعنى الفقهي والنجاسة المعنوية هي اعتبار صاحب من الاوصاف محقراً متجنباً من الناس فلا يكون اهلاً لفظل ا لى آخره هذه النكتة يشير لها بشكل واضح وصريح الاخوة الذين يريدون ان يراجعون البحث مفصل انا اذا اريد ان اقف عنده يأخذ وقتاً كثيراً وانما مقصودهم اللطيف بأنه محمد عبده ينقل ويقول العرب في ذلك الزمان ولا يطلقون النجس بمعنى القذر الذي يطلب غسله حتى اذا زال سمي طاهراً الا فيما يدرك قذره وخبثه بالحس كالرائحة القبيحة يقول العرب عندما يقولون نجس لابد ان يقولون امراً مدرك بالحس ولعله المشرك من حيث الظاهر يكون انضف من غيره كما هو الحال في البعض هذا هو الشاهد الداخلي في الآية المباركة.

    واما الشواهد الخارجية يعني الروايات: الروايات قد يقول قائل سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وائمة اهل البيت عندما يستعملون النجس والنجاسة عادة يستعملونها في البعد المعنوي ام يستعملونها في البعد الحسي؟ تعالوا نستقرأ ولو استقراءاً ناقصاً لتروا بأنه هذا الاستعمال كان شائعاً ام لم يكن شائعاً من الموارد التي اذكرها ها هنا ما ورد في البخاري الجزء الأول صفحة 490 هذه من مصادر اهل السنة يعني رقم الحديث في ذيل الحديث 1252 كتاب الجنائز باب غسل الميت ووضوئه بالماء والسدر يقول وقال ابن عباس المسلم لا ينجس حياً ولا ميتا هذه أي نجاسة؟ النجاسة الظاهرية او النجاسة المعنوية؟ من الواضح اذا كانت النجاسة الظاهرية المسلم ينجس او لا ينجس؟ تعرضه النجاسات حيتا وميتاً يمكن ان يكون بلك إذن الري تفيه الرواية أي نجاسة؟ يعني استعملت مفردة النجاسة واريد بها النجاسة المعنوية هذا هو المورد الأول.

    المورد الثاني ما ورد في شرح المعاني الاثار التي الرواية قرأناها في اول البحث الرواية شرح معاني الاثار للامام الطحاوي الجزء الأول صفحة 13 الحديث التاسع قال فقالوا يا رسول الله قوم انجاس كما قلنا الرواية يتذكر الاعزة إنما الوفد ثقيف لما قدموا على رسول الله ضرب لهم قبة في المسجد فقالوا يا رسول الله قوم انجاس وقلنا انه ظاهر هذه الرواية انه بعد نزول الاية لماذا؟ لان القرآن يقول إنما المشركون نَجَسٌ فهولاء يقولون هؤلاء وفد ابن ثقيف انجاس بمقتضى قوله تعالى إنما المشركون نجس فقال رسول الله انه ليس على الارض من انجاس الناس شيء إنما انجاس الناس على انفسهم لا على ظواهرهم إذن النجاسة هنا استعملت النجاسة هي في بعد المعنوي كما هو واضح.

    نأتي إلى مصادر اهل البيت او مصادر مدرسة اهل البيت يعني الشيعة اولاً نقف عند الروايات الواردة عن رسول الله في مصادرنا وبعد ذلك ننتقل إلى كلمات ائمة اهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام الرواية الأولى في قرب الاسناد للحميري طبعاً هذه الرواية ليست فقط واردة للحميري وانما واردة في موارد الكافي وغير الكافي مصادرها كثيرة الكليني والطوسي والطبرسي والى غير ذلك الرواية هذه في صفحة 122 رقم الرواية 429 الرواية قال قال رسول الله الرواية عن حسين عن جعفر عن ابيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله اختنوا اولادكم لسبعة ايام فإنه انضف واطهر هذه أي طهارة؟ مادية او معنوية؟ يعني الذي لم يختن نجسٌ شرعاً؟ او نجسٌ  معنوياً؟

    من باب اللطيفة يقال بأنه كافراً راد يصير مسلم فأتى للشيخ الذي يريد يقرأ له وعنده يصير وقال له بأنه اذا انا اريد اصير مسلم ماذا افعل؟ قال عليك ان تعتقد بني الإسلام الصلاة الصوم كذا ولا اله الا الله والايمان بالشهادة الثانية بعد من هذه قال صرت مسلماً؟ قال لا بقي شيء واحد اذا ما تلتزم به انت ما تدخل إلى الإسلام قال ماذا؟ قال ان تختتم الآن بالنسبة إليه كانت كثير صعبة انه يأخذون قطعة كذا منه هذه قال جيد جداً انا عندما اريد اصير مسلم فيأخذون قطعة من كذا بكرى عمي انا بطلت من الإسلام ارجع إلى ماذا؟ إلى ديني، قال ماذا؟ قال اذا بطلت يقطعون رأسك لانه تصير مرتد والمرتد ماذا؟ قال هكذا دين الذي ادخل فيه يأخذون قطعة كذا واخرج منه يأخذون رأسي ما من دين؟

    الآن يقول طهروا فإنه انظف واطهر فان الارض تنجس من بول الاغلف اربعين صباحاً هذه أي نجاسة؟ يقيناً ليس شريعة لانه شريعة مولانا خصوصاً بانه اذا كان طفل يقولون بوله طاهر اليس كذلك؟ حتى على النجاسة مرة مرتين تغسله يكون طاهراً او لا يكون طاهراً؟ إذن هذه أي نجاسة التي تبقى في الارض اربعين صباحاً؟ هذه النجاسة المعنوية هذه الرواية الأولى عن رسول الله صلى الله عليه وآله.

    الرواية الثانية في علل الشرائع للشيخ الصدوق الآن قد يقول قائل سيدنا كذا سند ابداً هذه لا نحتاج هذه مجموعة من القرائن والشواهد القرآنية والشواهد الروائية عند اهل السنة وأيضاً الشواهد الروائية عند الشيعة مجموعة هذه القرائن تقول ان النجاسة مستعملة في البعد المعنوية الذي يذكر بالبصيرة لا بالبصر.

    الرواية هذه: فاين كنتم يا رسول الله (هذه الرواية مرتبطة بعالم الملكوت يعني وجودهم قبل عالمنا هذا) قدام العرش نسبح الله تعالى ونحمده ونقدسه ونمجده قلت على أي مثال؟ قال اشباح نور حتى اذا اراد الله عزّ وجل ان يخلق صورنا صيرنا عمود نور ثم قذفنا في صلب آدم ثم اخرجنا إلى اصلاب الآباء مادمت انتقل من اصلاب الطاهرين إلى ارحام المطهرات هذه الروايات موجودة عند المدرستين ثم اخرجنا إلى اصلاب الاباء وارحام الامهات لا يصيبنا نَجَسُ الشرك هذه النور لا يصيبه نجس الشرك هذا النور امر مادي او معنوي؟ بصيرة او بصر؟ مرتبط بالبصيرة لا يصيبنا نجس الشرك هذا النور ما دمنا في اصلاب الطاهرين وارحام المطهرات يصيبنا هذا او لا يصيبنا؟ مع انه ذاك البعد البعد المعنوي القلبي النفسي الباطني الملكوتي ام الحسي الظاهري أي منهما؟ واضحة الرواية.

    المورد الثالث أعزائي في من لا يحضره الفقيه المجلد الأول صفحة 16 الرواية أيضاً عن رسول الله باب ارتياد المكان الحديث رقم 37 قال وكان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا اراد دخول المتوضأ يعني مكان الوضوء قال اللهم اني اعوذ بك من الرجس النجس هنا جاء تابعاً لمن والرجس ما هو؟ القذارة الحسية أم القذارة المعنوية؟ هذه قرينة.

    القرينة الثانية من الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان، الشيطان نجس بالحكم الشرعي أم بالحكم المعنوي أي منهما؟ من الواضح هذا أيضاً المورد الثالث .

    أعزائي المورد الرابع ما ورد في عند فرات الكوفي في تفسير الفرات الكوفي أنا ما كان عندي هذا التفسير فأنقل الراوية من البحار الرواية أعزائي مفصلة: قام رسول الله فينا خطيباً فقال الحمد لله على آلائه وبلاءه عندنا أهل البيت واستعين الله إلى أن يقول قال إنا أهل البيت عصمنا الله من أن نكون مفتونين أو فاتنين أو فلان أو كذابين أو كاهنين أو ساحرين إلى أن قال وطهرنا الله من كل نجَسٍ هذه من كل نَجسٍ فقط يعني النجاسة الظاهرية لو يشمل النجاسات المعنوية التي هي شرك والنفاق والكفر واي منهما فإذن استعمل النجس واريد منه المعنى الأعم هذا أيضاً مورد أعزائي.

    من الموارد الأخرى أعزائي ما ورد بعد هذه على لسان الأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام وليس فقط على لسان رسول الله وفي استعمالات النبي بل في استعمالات الأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام في تهذيب الأحكام المجلد السادس صفحة 144 رقم الرواية 113 وهي المعروفة بزيارة الأربعين الكل يقرأها، ما هي؟ قال انك يابن رسول الله اشهد انك كنت نوراً في الاصلاب الشامخة والارحام المطهرة الجاهلية مرتبطة بالحس أم مرتبطة بالمعنى لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها يعني من الشرك و ووو وغير ذلك التي هي انجاس معنوية وليست انجاس ظاهرية هذا أيضاً مورد .

    أعزائي المورد الآخر أعزائي ما ورد في وسائل الشيعة الجزء الأول صفحة 219 رقم الحديث 559 قال لا تغتسل من البئر التي تجتمع فيها غسالة الحمام فإنّ فيها غسالة ولد الزنا.

    سؤال هذا يثبت النجاسة الشرعية يقول لا وهو لا يطهر إلى سبعة آباء هاي يا نجاسة أعزائي خوب من الواضح بأنه ابن الزنا مولانا أولاً لم تثبت نجاسته وثانياً إذا ثبتت يقول لا يطهر إلى سبعة آباء إذن هذه الطهارة الذي يقولها في قبالها توجد نجاسة يا نجاسة؟ هاي الطهارة المعنوية في قبالها نجاسة ماذا؟ المعنوية ومن الروايات الواردة في هذا المجال أيضاً ما ورد في ترتيب الامالي المجلد السابع صفحة 274 الرواية عن الإمام الصادق قال اللهم اذهب عني الرجس النجس هاي من الادعية التي عندما تدخل إلى بيت الحمام.

    ومن الروايات الواردة أعزائي في ذلك أيضاً ما ورد في كمال الدين للشيخ الصدوق ومن الروايات الورادة في هذا المجال الرواية عن الإمام الهادي موجودة في كمال الدين الجزء الثاني صفحة 485 قال يا مولاي يا بني فض الخاتم عن هدايا شيعتك ومواليك فقال يا مولاي أيجوز أن أمد يداً طاهرة إلى هدايا نجسة هاي يا نجاسة أعزائي من الواضح بأنه الهدية خو مو نجسة إذا كانت رشوة وكانت بالحرام مختلطة بالحرام ونحو ذلك كما أنها مختلطة لأنه الرواية تقول وأموال رجس قد شيب أحلها بأحرمها إذن يريد أن يقول بأنها محرمة فإذا كانت محرمة فهي رجس نجس هذا الرجس النجس ماذا الخبث المعنوي.

    وآخرها أعزائي ما ورد في مستدرك الوسائل في المجلد السابع صفحة 372 الرواية ينقلها عن ابن طاووس قال وجدت في صحيفة إدريس عليه السلام إذا دخلتم في الصيام فطهروا نفوسكم من كل دنسٍ ونجس طهروا ماذا؟ نفوسكم وليس طهروا أبدانكم إذن من ما تقدم أعزائي يتضح لنا بأنّه أساساً القرينة اللغوية اللغة عندما يستعملون يريدون النجاسة البصر لو البصيرة أعزائي قلنا اثنين القرينة الداخلية في الآية ثلاثة الاستعمالات الواردة عند النبي وعند الأئمة.

    الآن تبقى عندنا قرينة قد يقول قائل بأنها قرينة معاكسة وهي انه كما توجد استعمالات للنجس في البعد المعنوي توجد استعمالات نجس في البعد المادي من هنا أعزائي غداً وهاليوم الأخوة يبحثون في عهد رسول الله لا في عهد الأئمة الآية نازلة في عهد الأئمة لو في عهد رسول الله في عهد رسول الله نريد أن نعرف في العهد المدني هل أن مفردة النجس والنجاسة هل كانت وصلت النجاسة بالمعنى الشرعي يعني ما يرتبط بالحس ما يرتبط بالبعد المادي هل كان مستعملاً أو لا؟ وإذا كان مستعملاً هل كان كثيراً أو في موارد معدودة جداً أي منهم؟ فإذا ثبت انه لا أساساً كان متداولاً كما الآن في حوزاتنا العلمية بين الناس الآن مجرد من يسمع نجس ونجاسة وين يروح ذهنه؟ إلى المعنى الشرعي ولا يخطر على ذهنه المعنى المعنوي أو البعد الذي يدرك بالبصيرة هل كان الأمر كذلك في عصر نزول الآية أم لا الآن التفتوا الفرق بين المنهجين يعني بين منهجنا ومنهج القوم ومنهج المشهور على مبانيهم نسوي استصحاب قهقرة مباشرة ماذا نفعل نقول لأنه في زماننا كذا ولم يثبت كذا إذن نقول إذن في عصر النبي كان نفس الشيء أو أصالة الثبات في اللغة كما يقول الشهيد الصدر أو أصالة عدم النقل أما على الذي نقوله نحن لا أبداً هذه الأصول تامة أو غير تامة لابد أن نرجع إلى ظرف نزول الآية والى المستعمل في زمان نزول الآية لنرى انه هل كان يستفاد من النجاسة الشرعية أو لا والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2016/12/20
    • مرات التنزيل : 2427

  • جديد المرئيات