نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية الإنسان الكامل (130)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: والمراد بالعطايا الذاتية ما يكون مبدئه الذات من غير اعتبار صفة من الصفات معها.

    قلنا بأنه في المقدمة لابد أن نعلم بأن البحث ليس في الذاتي بالمعنى الاصطلاحي وهي اللابشرط المقسمي ولا في الأحدية الذي لا يوجد فيه أي كثرة وأي نحو من أنحاء الكثرة, وإنما الكلام في الواحدية وما دون ذلك, هذا أولاً.

    وثانياً: أنهم ذكروا للفرق بين العطايا الذاتية والعطايا الاسمائية ذكروا وجوهاً متعددة, أشرنا إلى الوجه الأول والوجه الثاني, أما الوجه الثالث وهو الوجه الذي اختاره الشارح هنا.

    قال: أن المراد من العطايا الذاتية يعني تلك العطايا التي تصدر من الذات بمعنى أي ذات؟ بمعنى أنها ليست مختصة بطرف دون طرف وليست مختصة بصفة دون أخرى, على سبيل المثال حتى يتضح المطلب إلى ذهن الأخوة بشكل واضح وصريح, من قبيل الرحمة العامة الإلهية {ورحمتي وسعت كل شيء} طيب هذه الرحمة الإلهية العامة هل تختص بالمؤمن؟ لا, هل تختص بالموالي؟ لا, تشمل غير المؤمن؟ نعم, تشمل الكافر؟ نعم, تشمل المنكر لوجود الله؟ نعم.

    وبعبارة أخرى: من قبيل قوله تعالى {كلاً نمد هؤلاء وهؤلاء} لا فرق بالنسبة إلينا, بالنسبة إلينا فيما يتعلق بكان التامة {كلاً نمد هؤلاء وهؤلاء} وكذلك {أن ليس للإنسان إلا ما سعى} من يمده فيما سعى يريد, يريد الهداية نمده في الهداية, يريد الضلالة نمده في الضلالة, هذا العطاء يسمى عطاءً ذاتياً, هذا العطاء يسمى عطاءً ذاتياً, تقول أنه هذا العطاء الذاتي عندما يأتي إليّ يصير هداية عندما يأتي إلى فلان يصير ماذا؟ ضلالة, طيب ينقسم, الجواب: أن هذا الانقسام من المعطي أم الانقسام من القابل؟ نعم هذه القوابل تختلف فتظهر في مكان فتكون هداية خاصة, وفي مكان ضلال خاص, ما أدري واضح معناه.

    أما عندما نأتي إلى العطايا الاسمائية فالعطايا الأسمائية من الأول هي معنونة لمن تذهب, أضرب مثال حتى يتضح.

    الله سبحانه وتعالى تارة يضع نظام عام ومن ضمن النظام العام الرياح ضمن النظام العام, قد هنا يأتي ويصير سببه التلقيح وهنا قد يأتي ويكون سببه هدم البيوت, طيب سؤال: الله سبحانه وتعالى بعثه للتلقيح أو بعثه لهدم البيوت؟ يقول لا والله هو الله سبحانه وتعالى بعثه أنزل من السماء هواء ماء أما هنا صار تلقيح وهنا صار هدم البيوت, هذا عطاء ما هو؟ هذا عطاء ذاتي, أما من أول الأول يقول {وسخرنا الريح} سليمان الله ماذا فعل له؟ الريح مسخرة له هذا العطاء ليس عطاء عام عطاء معنون لمن كمعجزة وكرامة لمن؟ لسليمان, أما هناك إذا ظهر بالعناية الخاصة أما إذا أراد أن يظهر بالمنتقم ماذا يفعل؟ {يسخر الريح عليهم سبعة ليال وثمانية أيام حسوما} أساساً من أول الأمر أرسل الريح حتى ماذا تفعل لهم؟ (كلام أحد الحضور) نعم, أساساً الريح نزلت وهي متعنونة بعنوان ماذا؟ عام أم خاص؟ بعنوان خاص, عنوان خاص هذا عطاء ماذا؟ عطاء اسمي هذا, ما أدري استعطت أن أوصل المطلب إلى الأخوة.

    إذن العطايا جميعاً عطايا اسمائية ولكن بعضها اسمائية عامة وبعضها اسمائية خاصة.

    وبعبارة تقدم الكلام عنها قبل ثلاث سنوات وإذا نسيتموها فمن حقكم أن تنسوها, تعالوا معنا إلى ص69 من الكتاب أول الصفحة قال: وتنقسم الأسماء بنوع من القسمة أيضاً إلى أسماء الذات وأسماء الصفات وأسماء الأفعال, العطايا الذاتية أسماء ماذا؟ أسماء الذاتية, ولكن اسم لا أنه ذات بما هي ذات, اسم ذاتي, ما أدري واضح استطعت, أما عندما نأتي إلى الأفعال لا قد يكون اسماً فعلياً لهذا الفعل أو لهذا الفعل.

    فلهذا عندما يأتي إلى أسماء الأفعال من قبيل المعز المذل اللطيف المحيي المميت المنتقم إلى آخره, ترى أنه أساساً الله سبحانه وتعالى تارة يظهر باسم القادر طيب هذا القادر يشمل المميت وأيضاً يشمل المحيي وتارة لا يظهر باسم ماذا؟ باسم المميت باسم المميت, صحيح فيوجد محي هنا في هذا المورد أو لا يوجد؟ هذا عطاء اسمي أم عطاء ذاتي؟ هذا عطاء اسمي, يظهر باسم المذل فيوجد إعزاز أو لا يوجد إعزاز؟ لا يوجد إعزاز, يظهر باسم المعز فيوجد هنا ذلة أو لا توجد ذلة؟ لا توجد ذلة.

    من قبيل الرحمة العامة والرحمة الخاصة, من قبيل {إنا لننصر رسلنا} هذا عطاء ذاتي أم عطاء اسمي؟ هذا عطاء اسمي, لأننا {ننصر رسلنا} هذا المورد فهنا أنت لا تجد تجد خسرانا وتجد ذلة في رسلهم أو لا تجد؟ أبدا لماذا؟ لان الله سبحانه وتعالى تعهد {أنا لننصر رسلنا} الله سبحانه وتعالى أعز أنبيائه وأعز أوليائه و.. إلى غير ذلك, ما أدري صار واضح هذا المعنى.

    إذن العطايا الذاتية والعطايا الاسمية كلها أسماء ولكنه تختلف هذه الأسماء في سعتها وضيقها, هذه هي النظرية التي يختارها من؟ القيصري في المقام.

    قال: وعطايا ذاتية وعطايا اسمائية, والمراد بالعطايا الذاتية ما يكون مبدأه الذات نفس التوهم لا يأتي إلى ذهنك ليس مراده يعني الذاتي من حيث هي هي لا لا أبداً يعني الله.

    ولذا هو بعد ذلك يضرب أمثله, تعالوا معنا إلى ست سبعة أسطر من الأخير يقول: ومصدر العطايا الذاتية من حيث الأسماء من؟ الاسم الله, الاسم الرحمن, الاسم الرب, طيب عندما يقول رب هو رب العالمين اسم من الأسماء ولكنه اسم عام أو اسم خاص؟ اسم عام, رب العالمين, الله {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن} الله والرحمن عام أما المنتقم {بالمؤمنين رؤوف رحيم} هذا عطاء ذاتي أو عطاء اسمائي؟ هذا عطاء اسمي.

    الآن إنشاء الله تعالى عندما تدخل القرآن تستطيع أن تميز أن القرآن الكريم عندما يقول أعطى, أعطى {كل نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محضوراً} أنت تستطيع أن تميز ما هو العطاء العام وما هو العطاء الخاص.

    قال: ما يكون مبدأه الذات من غير اعتبار صفة من الصفات معها, يعني من غير اعتبار صفة خاصة من الصفات معها, لا من غير اعتبار أي صفة وإلا الله تعين من التعينات اسم من الأسماء إذن فيه الصفة ولكن المراد لا يوجد فيه صفة معينة من الصفات, ما أدري واضح.

    قال: من غير اعتبار صفة من الصفات معها وإن كان لا يحصل العطاء الذاتي إلا  بواسطة الأسماء والصفات, عجيب طيب أنت نفيت, يقول لا لا, الذي نفيته الخاص والذي أثبته ما هو؟ العام, انظروا العبارات دقيقة ومنظمة, الآن بينكم وبين الله إذا كان فقط نقرأ متن مولانا هذه التقسيمات من أين نستخرجها نحن؟ هذه كلها بيانات من؟ بيانات الشيخ القيصري, هذه التفصيلات وإلا بشكل عام هو ذكر الشيخ وانتهى.

    قال: وإن كان لا يحصل ذلك إلا بواسطة الأسماء والصفات لماذا؟ يقول: إذ لا يتجلى الحق من حيث ذاته على الموجودات, أصلاً ذاك الباب مغلق باب أن الحق من حيث هو هو يعني اللابشرط المقسمي يتجلى ويظهر أو يرتبط ذاك باب مغلق ذاك, حتى من؟ حتى الصادر الأول, فإنه إذا تجلى له فيتجلى له ماذا؟ من خلال تعينه هو وهذا هو أيضاً حجاب من الحُجب.

    قال: إذ لا يتجلى الحق تعالى من حيث ذاته على الموجودات إلا من وراء حجاب من الحُجب الأسمائية وإن كان ولكن هذه الحُجب الأسمائية بعضها عام كالاسم الأعظم وبعضها خاص كالمنتقم والجبار والمعطي والمانع والباسط والقابض, هذا ما يراد من العطايا الذاتية, ماذا يراد من العطايا الأسمائية؟

    قال: والمراد بالعطايا الاسمائية ما يكون مبدأه صفة من الصفات يعني صفة من الصفات الخاصة وإلا العطايا الذاتية أيضاً ماذا؟ كانت صفة من الصفات.

    قال: صفة من الصفات من تعينها وامتيازها عن الذات وللأول مراتب, اجعل ذهنك يمي.

    الآن إلى هنا اتضح, الآن حتى أنا أكمل البحث التفتوا جيدا, قال: ومصدر العطايا الذاتية من حيث الأسماء هو الله وقد تقدم بيانها في فصل الأسماء الذي قسمنا الأسماء إلى أسماء الذات وإلى أسماء الصفات وأسماء الأفعال, هذا انتهينا منه.

    الآن بحثنا كل بحثنا أين؟ في العطايا الذاتية, اجعل ذهنكم أيها الأخوان الأعزاء يمي, ما هي العطايا الذاتية؟ أولاً هل هي واحدة أم هي متعددة, العطاء الذاتي واحد أو متعدد؟

    الجواب: في جملة واحدة العطاء الذاتي دائما لا يكون إلا ماذا؟ العطاء الذاتي واحد {وما أمرنا إلا واحدة} تقل لي إذن لماذا يصير سماء وأرض وبحر وملك وقوس نزول وقوس صعود جنة ونار و.. إلى ما شاء الله, الجواب ما هو؟

    الجواب: هذا ليس مرتبطا بالعطاء ليس مرتبط بالفيض, هذا المستفيض باعتبار أن استعداداته متعددة فكل يأخذ من هذا العطاء بحسبه, وإلا من هناك {أنزل من السماء} ليس ماءاتٍ, أنزل ماذا؟ {ماء} هذا الماء الذي هو الحياة الذي هو الوجود التفت جيدا.

    ولذا كل ما يرتبط هذا اذهبوا وابحثوا عنها قرآنياً هذا ادعاء مني, كل ما يرتبط بالعطاء الذاتي بالنسبة إذا نسب إلى الفاعل لا ينسب إلا مفرداً لا ينسب متعدداً اذهبوا وهذا اجروا عليه تحقيق قرآني اشتغلوا عليه, هذا الآن أقولها للإخوة, انظروا الآن أضرب لكم كم مثال, الله أنوار السماوات والأرض أم نور السموات والأرض؟ نور صادر من هناك, هذا واحد.

    {ألم ترى إلى ربك كيف مد} الأظلال أم مد ظل واحد؟ ظل واحد مد.

    {وما أمرنا إلا} خمسة وخسمين ألف مليون موجود أو {وما أمرنا} ماذا؟ {إلا واحدة} أمر واحد صدر منا.

    {أنزل من السماء ماء} فقط ماء أنزل؟ وهذا {أنزل} يكون في علمكم ليس فيه زمان لا يتبادر تقول طيب هذا نزل وانتهى, فالله لماذا, لا, هذا الأمر النازل هذا العطاء النازل فوق ماذا؟ فوق الزمان والمكان والنزول والصعود والدنيا والآخر و.. أمر واحد فالواحد لم يصدر منه إلا فيض واحد, نعم هذا المستفيض واحد أم متعدد؟ المستفيضات متعددة القوابل متعددة.

    وأوضح مثال يقرب هذه الحقيقة إلى ذهن الإخوة انظروا أنت نفس واحد يخرج من عندك نفس واحد, ولكن هذا النفس الواحد عندما يأتي على المخرج حاء تسمع أنت ماذا؟ صوت, وعندما يأتي على مخرج قاف تسمع ماذا؟ يعني أنا أنفاسي متعددة أم هذا النفس عندما يمر على مخارج الحروف تصير الأصوات متعددة؟ أي منهما؟ من الواضح هذا لم يرتبط بالمبدأ الفاعلي مرتبط بأي شيء؟ بالقوابل بالاستعدادات, طيب هذه القوابل والاستعدادات أين كانت مولانا؟ (كلام أحد الحضور) بلي أحسنتم في الأعيان الثابتة.

    فإذن النفس الرحماني عندما جاء بالفيض المقدس جاء على هذه القوابل واحدة من هذه القوابل آدم أبو البشر فخرج من أم وأب أم لم يخرج من أم وأب؟ لم يخرج من أم وأب, انتهت القضية, أما أنا الذي موقعي في تاريخ 2009 فلابد قبلي يمر كم من البشر حتى تصل نوبتي, هذه مشكلتي أنا التي أين وقعت؟ وقعت هنا وإلا الفيض الإلهي جاء وقال الذي لديه قدرة فليخرج, طيب أنا أين كانت نوبتي؟ نوبتي كانت هنا, طبيعة الآخرة أين موقعها الوجودي قبل الدنيا أم بعد الدنيا؟ الآخرة يعني نتائج أعمال الإنسان أين دورها أين يرهم؟ طيب لا تستطيع أن تقول لي يظهر نتائجها قبل الإنسان يصير هذا؟ أصلاً ليست نتائج أعمال الإنسان, الآخرة هي ظهور أفعال الإنسان, طيب إذا كانت ظهور أفعال الإنسان بحسب الترتب الوجودي لابد أن توضع أين موقعها؟ بعد أفعال الإنسان فيعقل أن تكون بحسب الترتب الوجودي قبل أفعال الإنسان؟ تقع في رتبة علل أفعال الإنسان معقول هذا أم غير معقول؟ إذن ما فرضته نتائج فعل الإنسان ليس نتائج فعل الإنسان.

    إذن الله سبحانه وتعالى كان قد وضع نظام أحسن وهذا الذي قلنا عين الأعيان بفيضه الأقدس, تتذكرون هذه أول جملة قراناها من ماذا؟ تتذكرون أم لا, تعالوا ارجعوا بذاكرتكم أربع سنوات قبل, ارجعوا إلى ذاكرتكم أين؟ أول جملة قراناها من الشارح قال: الحمد لله الذي عين الأعيان بفيضه الأقدس الأقدم, طيب إذا تعينت الأعيان هناك, طيب الآن بالنفس الرحماني وبالفيض المقدس {وما أمرنا إلا واحدة} هذه الأعيان تريد ماذا؟ ماذا تصير؟ أن توجد خارجاً طيب توجد خارجاً على النظام الذي كان لها في عالم الأعيان أو على غير ذلك النظام؟ طيب هذا هو النظام الأحسن الذي كان عليه في عالم الأعيان, فعندما يظهر أيضاً يظهر بأي طريق؟ يظهر بالترتب الذي إذا كان هناك غير زماني يعني ترتيبه غير زماني فيخرج عينا في عالم غير زماني, أما إذا كان ترتيبه زماني فيخرج في نظام زماني وهكذا, ما أدري واضح أم لا.

    إذن العطية الذاتية التفتوا جيدا, بذاتها من حيث نسبتها إلى الفاعل واحدة أم متعددة؟ (كلام أحد الحضور) ولكن من أين جاء تعددها؟ من القوابل من الاستعدادات.

    ولذا هذه عبارته, يقول: وهذه العطايا, قبل أن نصل إلى المراتب, وهذه العطايا الذاتية لا تزال وهي الآن كذلك وإلى أبداً لا تزال تكون أحدية النعت أو أحدي النعت, كقوله تعالى هذه كقوله تعالى إذا كان يقول لقوله تعالى كنا نقول هذا دليله ولكن لا يقول كقوله يعني كما يدل عليه قوله تعالى, أنظروا لم يعبر لقوله تعالى قال كقوله يعني ماذا؟ يعني توجد أدلة ومن الأدلة ماذا؟ هذا الدليل, كقوله تعالى {وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر} وبحسب الأسماء والصفات ومظاهر الأسماء والصفات هذه المظاهر التي هي ماذا؟ التي هي القوابل تتكثر وتتعدد, ما أدري واضح صار أم لا.

    إذن الفرق الأول بناء على هذا التعريف للعطايا الذاتية والعطايا الأسمائية أن العطايا الذاتية واحدة وأن العطايا الأسمائية ماذا؟ متعددة, قال: والعطايا الأسمائية بخلافها إذ الصادر من الاسم الرحيم يضاد ما يصدر من المنتقم لتقيد كل منهما بمرتبة معينة, واضح هذا المعنى.

    الآن من باب أنه الإخوة مصادر هذا البحث أيضاً يراجعونه وأنا لا أريد أن آخذ وقت الإخوة كثيرا وإن كان مهم أن نقرأه, قال: واعلم أن المتفق عليه, هذه في نقد النصوص لعبد الرحمن جامي في شرح نقش الفصوص ص116, اعلم أن المتفق عليه عند أهل الكشف وأهل النظر الصحيح من الحكماء أن حقائق العالم المسماة عند بعضهم بالماهيات الممكنة غير مجعولة, هذه الأعيان الثابتة التي مراراً ذكرنا قلنا بأن عنوان الجعل لا يتعلق بالأعيان الثابتة وإن كنا نقول مستفيضة بالفيض الأقدس ولكن لا نعبر عنها أنها ماذا؟ مجعولة.

    وكذلك استعداداتها الكلية التي بها تقبل الفيض الوجودي من المفيض الحق والوجود الفائض واحد بالاتفاق بيننا وبينهم, بيننا يعني العرفاء, بينهم يعني الحكماء.

    إذن العطايا الذاتية واحدة أم متعددة؟ واحدة, وهو مشترك بين جميع الماهيات الممكنة فإذا كان كذلك فالتقدم والتأخر الواقع بين الأشياء في قبول الوجود الفائض من الحق لا موجب له إلا تفاوت استعدادات تلك الماهيات, تقول طيب هذه الماهيات أمور اعتبارية, الجواب: نعم أمور اعتبارية ولكن اعتبارية نفس أمرية هذه الأعيان الثابتة التي نضمها الله في علمه الحق في مقام الواحدية.

    فالتامة الاستعداد منها قبلت الفيض أسرع وأتم وبدون واسطة كالقلم الأعلى المسمى بالعقل الأول وإن لم يكن الاستعداد تاما جدا تأخر القبول وكان بواسطة أو وسائط والموجب للتفاوت بالنقص والتمام والاستعدادات لا غير والفيض واحد والاستعدادات مختلفة متفاوتة, جداً لطيف مثال لطيف يضربه, يقول: الآن ضع أمامك أنت مقدار من النفط وضع مقدار من الورق وضع قطعة من الخشب اليابس وضع قطعة من الخشب المرطوب ضعها أمامك ثم خذ عليها ناراً في الدقيقة الأولى في الآن الأول من يشتعل؟ طيب النار هي بالنسبة إليهم على حد سواء على ماذا هذا أولاً يشتعل؟ بعد ذلك من يشتعل؟ الورق, بعد ثلاثة أربعة دقائق من يشتعل؟ الخشب اليابسة, بعد عشرين دقيقة من يشتعل؟ هذه المشكلة أين في النار أو في القابل؟ طيب هذا الفيض الإلهي النور الإلهي العطاء الإلهي أيضاً كذلك, الله سبحانه وتعالى بتعبيرنا وإن خلاف الأدب يحلف بالعباس يقول والله أنا قد أنزلت فيضا واحدا ولكن هذا يقبل هنا وهذا.. ذاك صاحبنا كان ذاهبا إلى يدور حول الكعبة ويرى هكذا هكذا في نهاية المطاف جاء إلى ذهنه قال الله إنشاء الله العباس يحفظك طيب انتهت القضية.. أنه في ذهنه العباس جدا كبير.. العباس يحفظك ماذا يقول, الآن هنا قضيتنا والله بالله الفيض الإلهي والنور الإلهي والماء الإلهي والظل الإلهي والعطاء الإلهي ما فيه تمييز, التمييز من أين جاء؟ من القوابل, الآن تقل لي هذه القوابل من عينها؟ نعم التي عينها من؟ الأعيان الثابتة للحق سبحانه وتعالى بلي هذه القوابل هي ليست باختيارها جاءت وأخذت صف وكل واحدة أخذت أبداً الحمد لله الذي عين الأعيان بلي هو عينها ولكنه لماذا عينها بهذا الشكل لا بشكل آخر؟ هذا هو النظام الأحسن وإلا لو كان يعلم بأنه نظاماً ولو كان هناك نظام أحسن لعينها بذلك النظام لأنه ليس في الإمكان أبدع مما كان.

    هذا البحث لكي تعرفون بأنه المطالب العرفانية الدقيقة السيد الطباطبائي كيف أخذها إلى الميزان, بشكل إجمالي يشير إليه لا تفصيلاً, لأنه لا يستطيع أن يتكلم.

    يقول: أن أثر الجاعل الحق فما يتراءى في الممكنات من جهات الاختلاف التي تقضي بالتحديد من النقص والكمال والوجدان والفقدان عائدة إلى أنفسها دون جاعلها ومبدأها وهي وإن كانت في أصل وجودها كذا ولكنه فمنشأها اختلاف الاستعدادات باختلاف العلل المعدة المهيأة للاستفاضة من العلة المفيضة فالذي تفيضه العلة المفيضة من الأثر واحد مطلق, انتهى {وما أمرنا إلا واحدة} لكن القوابل المختلفة تكثره باختلاف قابليتها فمن راد له, لهذا الفيض, متلبس بخلافه, ومن قابل يقبله تاماً ومن قابل يقبله ناقصاً ويحوله إلى ما يشاكل خصوصية ما فيه من الاستعداد كالشمس التي تفيض نوراً واحداً متشابه الأجزاء لكن الأجسام القابلة لنورها تتصرف في النور على حسب ما عندها من القوة والاستعداد, هنا مثال النار هنا مثال نور الشمس, ما أدري واضح هذا المعنى إلى هنا (كلام أحد الحضور) هذا الميزان الجزء الثالث عشر ص75 تحت البحث9 إلى 22 من سورة الإسراء بحث فلسفي (كلام أحد الحضور) يعني (كلام أحد الحضور) نحن الآن بحثنا في الكمال أو عدم الكمال, نحن الآن بحثنا أنه هذا العطاء الذاتي واحد أم متعدد؟ (كلام أحد الحضور) طيب انتهت القضية, الآن لماذا أن القوابل تعددت هذه تقدم البحث مفصلاً أخي العزيز فارجعوا لأنه نحن إذا تتذكرون هذا البحث عرضناه سابقاً أنه هذه الاستعدادات وهذه الأعيان لماذا نظمت بهذا التنظيم لم تنظم بتنظيم آخر, وميزنا بين الأعيان الثابتة للإنسان الذي هو موجود اختياري وللموجودات غير الاختيارية, قلنا الموجودات الاختيارية أعيانها الثابتة إنما نظمت حسب ما علم الله من كل فرد, أما الأعيان الطبيعية لا, نظمها على نظام الأحسن, تفصيله تقدم مفصلاً فيما سبق.

    الآن مراتب العطايا الذاتية, سؤال: العطاء الذاتي له مراتب أو ليس له مراتب؟ الجواب: وصف العطايا الذاتية بأن لها مراتب هل هو وصف بحال نفس الشيء أو وصف بحال متعلق الشيء؟ متعلق الشيء باعتبار أننا ذكرنا أن العطاء الذاتي ماذا؟ {وما أمرنا إلا واحدة} إذن لماذا يقول له مراتب؟ هذا يقوله باعتبار المتعلقات باعتبار الاستعدادات.

    قال: وللأول مراتب, الآن اتضح هذه المراتب اتضح أن هذه المراتب للعطايا أم لمتعلقات العطايا؟ لمتعلقاتها, ما هي؟ يقول ثلاثة لا تستعجلون إخواني الأعزاء وكثيرا لا تتعبون, الأول: في عالم العلم يعني العلمية وهي ماذا؟ الأعيان الثابتة, الحمد لله الذي عين الأعيان بفيضه الأقدس الأقدم.

    قال: الأول الفيض الأقدس الذي يفيض من ذاته على ذاته, ماذا نحن كم ذات عندنا؟ يقول لا لا, يعني من أحديته على واحديته وهذا شرحناه مفصلاً فيما سبق, الذي يفيض من ذاته على ذاته فتحصل منه الأعيان يعني أي أعيان؟ الأعيان الثابتة, واستعداداتها استعدادات ماذا؟ استعدادات الأعيان هذه العين الثابتة تستعد أو فيها قدرة أن تأخذ عشر درجات من الكمال, هذه العين الثابتة مليون درجة من الكمال, هذه العين الثابتة إنسان, هذه العين الثابتة حمار, الأعيان الثابتة واستعدادتها, جيد, هذا ما يرتبط بالفيض الأقدس, بعد الفيض الأقدس ماذا؟ الفيض المقدس, الفيض المقدس ما هو؟ ترتب الأعيان الخارجية على الأمور العملية يعني انتقلنا إلى عالم الخارج.

    عالم الخارج إخواني الأعزاء فيه مرتبتين بحسب التحليل العقلي: المرتبة الأولى: كان التامة, المرتبة الثانية: كان الناقصة, يعني ماذا؟ يعني أولاً: وجود إنسان وجود زيد, وبعد ذلك كمالات زيد.

    عجيبة هذه الآية المباركة عجيبة, {الذي أعطى كل شيء} أعطى التفت, {الذي} حتى تعرف أنه نحن هذه الدعوة ادعيناها قلنا إن اصطلحات العرفاء أقرب إلى القرآن من اصطلاحات من؟ الحكماء والمتكلمين, هؤلاء حاولوا أنه يستعملوا ماذا؟ وإلا كان بالإمكان يعبر علة يعبر معلول يعبر فيض يعبرون ولكنه أين كل همه واضعه؟ على العطايا {الذي أعطى كل شيء خلقه} كان ماذا؟ كان التامة, {ثم هدى} كان الناقصة, ولذا قال: أولها الفيض الأقدس.

    الآن قد يقول لنا قائل سيدنا هذه {أعطى كل شيء خلقه ثم هدى} مرتبطة بالمرتبة الثانية والمرتبة الثالثة لا تشمل المرتبة الأولى التي هي مرتبطة بالأعيان الثابتة يعني بالواقع العلمي لا بالواقع العيني, قليلاً انتظروا لنرى أن الآية تشمل الواقع العلمي أيضاً أو لا تشمل, هذه من إشارات الآية لا من عبارات الآية, التفت.

    قال: وثانيها ما يفيض على الطبائع الكلية الخارجية من تلك الأعيان, الله سبحانه وتعالى أي ممكن يقبل الوجود يوجده أم تتعلق إرادته بوجود بعضها دون البعض الآخر؟ لا بعضها دون البعض الآخر كثيرا من الأمور قد توجد ولكن الله أوجدها أم لم يوجدها؟ لم يوجدها, وهذه كان التامة, ما يفيض على الطبائع الكلية الخارجية من تلك الأعيان, أما وثالثها: ما يفيض منها من تلك الطبائع الكلية على أشخاصها الموجودة بحسب مراتبها.

    هذا البحث بشكل دقيق هذه المراتب الثلاثة أيضاً في الجامي في نقد النصوص أوضحها أوضح من هذه العبارة الموجودة هنا, هناك في ص117 من نقد النصوص قال: في مرتبة العلم الاستعدادات الكلية الغير المجعولة التي بها تقبل الوجود, هذه المرتبة الأولى, كذلك أعطى الأشياء الوجودية في مرتبة العين الاستعدادات الجزئية المجعولة التي بها تقبل الأحوال الوجودية, ثم يبين هذا المعنى يعني ما يرتبط بمقام العين في مقابل العلم, يقول: فالاستعداد الكلي الذي عبر عنه هنا الطبائع الكلية, فالاستعداد الكلي ما به قبلت مثلاً الوجود من الحق سبحانه حال تعيين الإرادة لك من بين الممكنات, لك هذا يوجد, هذا لا يوجد, هذه يوجد أي وجود هذا؟ وجود كان التامة, وتوجه الحق نحوك للإيجاد, وأما والاستعداد الجزئي ما تلبست به بعد الوجود من الأحوال الوجودية إذ كل منها يعدك لما يلي.

    الآن هو يستفيد من هذه الآية المباركة والأمر إليكم, قال {لتركبن طبقاً عن طبق} الطبق الأول الأعيان الثابتة, الطبق الثاني كان التامة, والطبق الثالث ماذا؟ بالدقة العقلية لا يوجد محذور أن تكون مصاديق من طبقاً عن طبق, الآن تقول لي والله هذا ما يتبادر إلى الذهن, رجعت المشكلة إلى العبارة والإشارة, وإلا ليس خلاف ظاهر الآية المباركة لو أردنا أن نطبق الآية أو هذه الآية على طبقات مراتب نشآت الإنسان يعني عالم الأعيان الثابتة, ثم كان التامة, ثم كان الناقصة, ينافي ظهور الآية؟ لا واحدة من مصاديق طبق عن طبق, على أي الأحوال.

    والكلي أي حالا هو متولد عن حال, والكلي الذي به قبلت وجودك ليس وجوديا بل عبارة عن حالة غيبتك لعينك الثابتة وما سواه إلى آخره, دعوني أقرأ العبارة.

    قال: وثالثها ما يفيض منها على أشخاصها الموجودة بحسب مراتبها, بعد ذلك, الآن سؤال: الآية المباركة وهي قوله {الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى} هذه تشمل هذه المراتب الثلاثة أم مرتبتين؟ ظاهر العبارة الأولى تشمل الأخيرتين {اعطى خلقه ثم هدى} {خلقه} كان التامة {ثم هدى} كان الناقصة, صحيح أم لا, ولكنه بالدقة في الآية لا, نستطيع أن نجعلها تشمل المراتب الثلاثة, الأعيان وأيضاً كان التامة وأيضاً كان الناقصة, ولكن بهذا المقدار من الدقة والعمق وهو أن الشيء له نحوان من الثبوت, شيئية الثبوت وشيئية الوجود, هذه احفظوها هذه, للشيء نحوان شيئية الثبوت, وشيئية الوجود, والأعيان الثابتة شيء أو ليست بشيء؟ شيء لا عدم, ولكن وجود أم ليس وجود؟

    طيب هذا الذي يصطلح عليه بشيئية الثبوت, أما ذلك الأعيان عندما توجد في الخارج شيئيتها ماذا تصير؟ شيئية الوجود, وعندما الله يقول {أعطى كل شيء} لماذا أنتم تحملونها على شيئية الوجود فقط, فليكن أعم من شيئية الوجود وشيئية الثبوت من أين, نعم باعتبار ذهنك أنت دائماً يذهب إلى شيئية الوجود فحملتها على ماذا؟ على شيئية الوجود, ما هي الضرورة.

    تقل لي هذا لم يلتفت إليه؟ أقول لك بلي بيني وبين الله تذهب إلى شخص يقرأ الفقه تقول له يقول لك أصلاً هذا خلاف الظاهر, بلي وحقه, لأنه أصلاًَ ذاك ذهنه يحتاج إلى كم سنة حتى يميز بين شيئية الوجود وشيئية الثبوت.

    طبعاً أنت أيضاً اطمأن أنه لو كنت خارج هذه الأبحاث الآن ببساطة تقبل مني شيئية ثبوت وشيئية وجود وإلا إلى الآن يتهم العرفاء بأنه هؤلاء قائلين بالثابتات الأزلية للمعتزلة لأنه لم يستطيعوا أن يميزوا بين الثابتات الأزلية للمعتزلة والأعيان الثابتة للعرفاء, بل حتى في نهاية الحكمة, الآن تقل لي لم يلتفت؟

    أقول لا, لو يلفت نظر السيد الطباطبائي يقول بلي هذا ليس مقصودي (كلام أحد الحضور) الجواب أنت التقدير هذا الخلق ليس بمعنى الإيجاد من ناحيتهم هذا اصطلاح كلامي, المعنى اللغوي للخلق هو ماذا؟ قدره تقديرا وهذا التقدير أعم من أن يكون تقديراً علمياً أو تقديراً خارجياً.

    هذا مراراً إذا تتذكرون في الأسفار ذكرناه, قلنا واصطلح عليه دينياً أن الخالق بمعنى ماذا؟ الموجد مع أنه الخالق في اللغة ليس موجد, ولذا إذا قال الخالق الموجِد لم يقل تكرار أبداً, الموجِد الخالق لم يقل تكرار, الخالق يعني المقدِر والموجِد يعني الذي أوجد الشيء والآية قالت {الذي أعطى كل شيء خلقه} تقديره الآن هذا التقدير إما تقدير علمي وبعد ذلك تقدير عيني, ما أدري واضح صار المطلب أم لا.

    هذا المعنى نحن استفدناه من حاشية قيمة أيضاً للجامي ص117 قال: والفرق بين الشيئيتين أن شيئية الثبوت هو المذكور في قوله تعالى {إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون} هذا أي شيء هذا؟ هذه شيئية الوجود؟ فإذا كان موجوداً فلا معنى لأن يقول له {كن فيكون} إذن هذه الشيئية شيئية عدمية أم شيئية ثبوتية؟ إذا كانت عدمية لا معنى إذا أردنا شيئيا أن نقول له, هو معدوم كيف يقول له؟

    إذن هذه أي شيئية؟ شيئية الثبوت العلمي وهي الأعيان الثابتة في علم الحق في مقام الواحدية.

    وهو الثابت في علم الله سبحانه لا ما هو الثابت عند المعتزلة, ذيك الثابتات الأزلية هم قالوا ثابتة منفكة عن علم الله ثابتة في الخارج ولكن لا وجود لها43:41 فإن الثابت عندهم هو المتقرر المتحقق في الخارج منفكاً على صفة الوجود وهذا باطل جزماً, أما وشيئية الوجود هو المذكور في قوله تعالى {خلقتك من قبلُ ولم تكن شيئا} أي شيئية لم يكن؟ شيئية الوجود وإلا {إذا أردنا شيئاً أن نقول له كن فيكون} شيئية الثبوت كانت ولكان شيئية الوجود ماذا؟

    الآن بينك وبين الله عندما طرحتها خلاف ظاهر القرآن نتكلم! يقول {ولم تكن شيئا} أي شيئية هذه؟ شيئية الثبوت, طيب يتنافى مع قوله {إذا أردنا شيئاً أن نقول له كن فيكون} إذن هذه شيئية الوجود وهذه شيئية الثبوت.

    والآية قوله تعالى {الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى} تشمل شيئية الثبوت وشيئية الوجود, وشيئية الوجود أعم من كان التامة وكان الناقصة.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2017/01/24
    • مرات التنزيل : 2136

  • جديد المرئيات