نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية الإنسان الكامل (137)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: والسؤال بلسان الاستعداد كسؤال الأسماء الإلهية ظهور كمالاتها وسؤال الأعيان الثابتة وجوداتها الخارجية ولولا ذلك السؤال ما كان يوجد موجود قطُ لأن ذاته تعالى غنيةٌ عن العالمين.

    كان الكلام بالأمس في بيان المراد من السؤال الحالي والسؤال الاستعدادي, قلنا بأن الشارح بين هذين القسمين من السؤال من خلال المثال والتمثيل.

    فيما يتعلق بسؤال الحال أشرنا إليه بالأمس.

    أما فيما يتعلق بسؤال الاستعداد يقول من قبيل أن الأسماء الإلهية تطلب ظهور كمالاتها بطبيعة الحال تعلمون أنه في مقام الأحدية مقام جمع الجمع يعني توجد أسماء وصفات توجد تعينات أسمائية أو لا توجد؟ ذكرنا مراراً وتكراراً أنه في مقام الأحدية لا يوجد هناك أي تكثر تعيني, بخلافه في مقام الواحدية من الصعق الربوبي فإن هناك نحواً من التكثر هو التكثر الأسمائي والكثرة الأسمائية, وبينا ما هو المراد من الاسم والتكثر الأسمائي, قلنا أن المراد من الاسم بحسب الاصطلاح العرفاني يعني الذات مع تعين من التعينات.

    طيب من الواضح بأنه الأسماء الإلهية تطلب ظهور كمالاتها, بماذا تظهر كمالاتها؟ من خلال الأعيان الثابتة, وهذا ما أشرنا إليه في مقام الواحدية قلنا الأعيان الثابتة هي لوازم الأسماء في مقام الواحدية.

    إذن هذا مصداق من مصاديق السؤال الاستعدادي, من الواضح أن هذا الاسم يطلب تعيينا وكمالا وذاك الاسم يطلب تعيينا وكمالا.

    بعبارة أخرى: قلنا أن الأعيان الثابتة هي مظاهر الأسماء في مقام الواحدية ولكن الآن هذه الأعيان في الحضرة العلمية تطلب تحققها في الحضرة العينية في الواقع الخارجي.

    وهذا أيضاً نحو أو مصداق من مصاديق السؤال الاستعدادي يعني الاسم المميت يطلب ماذا؟ يطلب مظهرا في عالم الخارج هذا المظهر من هو؟ يصير ملك الموت مظهر لهذا الاسم المبارك, الاسم المحيي, الاسم الرازق الاسم المعطي القابض الباسط الهادي المضل.. هذه لكلها تطلب وجوداتها الخارجية, طبعاً تطلب وجوداتها الخارجية تلك الأعيان التي تطلب وجودها في الخارج وإلا تتذكرون قلنا أن الأعيان على قسمين بعضها تطلب العينية والوجود العيني وبعضها لا تطلب, ولذا قسمناها إلى ممكنة وإلى ممتنعة, وقلنا أن المراد بالإمكان والامتناع بحسب اصطلاح العرفاني غير الإمكان والامتناع بحسب الاصطلاح الفلسفي وهذا تقدم مفصلاً في الأبحاث السابقة.

    قال: والسؤال بلسان الاستعداد كسؤال الأسماء الإلهية ظهور كمالاتها وسؤال الأعيان الممكنة هنا, قيدوها طبعاً غير موجودة في المتن ولكن المراد ليس مطلق الأعيان تطلب وإنما الأعيان الممكنة لا الأعيان الممتنعة, وسؤال الأعيان الثابتة وجوداتها الخارجية.

    الآن يريد أن يبين قاعدة وهذه قاعدة من أهم القواعد إخواني, وهي: أن العطاء بلا سؤال ممكن أو ليس بممكن؟ هنا حينئذ يريد أن يبين هذه القاعدة وهي أنه لو لم يكن هناك سؤال من أحد لما كان هناك عطاء من الله لماذا؟ لان المعطي لماذا يعطي؟ قد يعطي المعطي لإثبات كمال لنفسه ليس كريم هو وليس جواد هو يريد يمرن نفسه على الجوادية والكريمية والشجاعية والعفتية فيقوم بالعمل لأجل هذا, كما أنا وأنت, الآن أنا وأنت كما نقول بكثير من الأعمال لأجل ماذا نقوم بها؟ لأجل أنه نريد أن نتحقق بها, نريد أن تكون ملكة تكون حالة تكون ملكة تكون تحقق تكون تخلق إلى غير ذلك, أما الحق سبحانه وتعالى يحتاج إلى ذلك أو لا يحتاج؟ غني عن العالمين, فإذا لم يكن هناك سؤال من أحد طبعاً ليس سؤال اللفظي نحن الآن أين بحثنا؟ في سؤال الاستعداد فهل يوجد عطاء أو لا يوجد عطاء؟ لا عطاء.

    ولذا قال: ولولا ذلك السؤال ما كان يوجد كان هذه كان التامة, ما كان يوجد موجود قطُ, ولذا تجدون الآية المباركة في سورة الرحمن ماذا تقول؟ {يسأله من في السموات ومن في الأرض} من هنا سؤال, فإذن لولا السؤال فلا عطاء إلهي التفتوا جيداً, وإذا جاء السؤال فلا يمكن أن يتخلف العطاء الإلهي, هذه قاعدة مقابلة وهو أنه قد يأتي السؤال ولكن الله سبحانه وتعالى ماذا؟ قد يعطي وقد لا يعطي؟

    الجواب: إذا كان السؤال سؤالاً لفظياً قد يعطي وقد لا يعطي, إذا كان السؤال سؤالاً حالياً قد وقته لم يأتي, أما إذا كان السؤال سؤال ماذا؟ سؤال الاستعداد يوجد من هناك بخل أو لا يوجد هناك بخل؟ لا يوجد هناك جود هناك جواد كريم رؤوف معطٍ إلى إلى {كلاً نمد} طيب كيف تمد؟ يقول نمد على قدر السؤال الاستعدادي الذي يوجد عندهم, هذا يسأل بسؤال الاستعداد مائة نعطيه مائة ذاك يسأل خمسة نعطيه كم؟ خمسة, هنا تأتي الشبهة الأصلية وهي أنه هذه الاستعدادات من نظمها؟ هو نظمها طيب أنت نظمت استعدادي الخمسة وأنا أيضاً لا استطيع استوعب إلا خمسة, وذاك نظمت استعداده المليار يأخذ كم أبو الهف هف مليار يأخذ.. أنا ماذا هو ذنبي؟ من نظم الاستعدادات؟ أساساً وتشتد الشبهة الأخرى أن هذه الاستعدادات هي الأعيان الثابتة, والأعيان الثابتة هي اللوازم الذاتية للأسماء الإلهية والأسماء الإلهية ماذا موضوعة من قبل أحد أم من قبله هو؟ هنا تأتي تشتد شبهة الجبر, ما أدري واضح.

    وكثير من الأعلام وإلا عوام الناس ليس شغلهم هذا, كثير من الأعلام الذين دخلوا إلى هذا المبحث واقعاً عندما وصلوا إلى هنا ابتلوا بالإشكالية كما قرأتم في كفاية الآخوند الخراساني (اينجا رسيد قلم بشكست) يقول هناك عندما تصل إلى العلم الإلهي والأعيان الثابتة ولوازم الأسماء يسأل لمَ أو لا يسأل لمَ؟ لا يسأل لمَ انتهى, هكذا قضى الله علماً فتحقق عيناً ماذا نستطيع أن نفعل, ما أدري هذا واضح.

    هذا إنشاء الله في الأبحاث اللاحقة أنا بالقدر الذي يرتبط بأبحاثنا لأنه هو يتعرض لهذا البحث تفصيلاً أين؟ تعالوا معنا إخواني سوف يتعرض له في ص332 هناك يقول فالحضرة التي هي ثابتة فيها هي التي جميع الأعيان فيها قبل وجودها بحث تفصيلي لعله صفحة ونصف يبحث هذه القضية ونحن إنشاء الله تفصيلاً نقف عندها, جيد.

    سؤال: هل يوجد نص قرآني يثبت لنا بأنه سؤال الاستعداد لا يرد من قبل الله سبحانه وتعالى, يعني كل سؤال استعدادي, ماذا هذا.. على أي الأحوال.

    هل يوجد دليل ونص قرآني يثبت لنا أن سؤال الاستعداد لا يرد؟ الجواب: نعم, ولعله في قوله تعالى {وآتاكم من كل ما سألتموه} جواب على هذا السؤال وهو أن هذا السؤال هو سؤال ماذا؟ سؤال الاستعداد, تارةً نحمل هذه من في الآية المباركة على التبعيض يقول {وآتاكم من كل ما سألتموه} يعني أنتم كل شيء تسألوه الله وإن كان افترض كله لا يعطي ولكن ماذا؟ طيب هذا خلاف الوجدان الخارجي أمور كثيرة أنت تسأل الله ماذا؟ كل شيء لا يعطيك لا فقط لا يعطيك كل شيء ما يعطيك انتهت, يعني إذا حملنا هذا السؤال على سؤال اللفظ أو على سؤال الحال وصارت مِن تبعيضية لازمها أنه في النتيجة كل من يسأل حالاً أو لفظاً في النتيجة يحصل على شيء طيب إذا كان هكذا بيني وبين الله أربعة وعشرين ساعة أنت ارفع يدك لأنه في النتيجة أنت تحصل شيء, مع أنه هذا خلاف المسلم.

    ولذا السيد الطباطبائي &ما أدري الغريب في هذا الموضوع كما سأبين لكم أنه وجد بأنه ما يمكن حمل مِن على التبعيضية لأنه هذا اللازم الباطل فيها, وأصر على أن السؤال ما هو سؤال ليس سؤال الاستعداد ما بين ولكن ليس سؤال الاستعداد فلذا ربطها بالنوع, قال: {وآتاكم من كل ما سألتموه} هذه من ليست تبعيضية وإنما من بيانية ولكنه ليس كل فرد فرد من النوع يعطى كل ما سأل وإنما النوع ولو بحسب بعض الأفراد يعطى كل ما سأل, ما أدري واضح, يعني على سبيل المثال: نأتي إلى نوع الإنسان نوع الإنسان هؤلاء يسألون على أنه يصير مثلاً قاب قوسين أو أدنى, نعم كثيرا ما يسألون لكن في النتيجة هذا النوع واحد منه يصل إلى قاب قوسين, إذا أعطينا هذا النوع كل ما سأل, أعطينا النوع لا أعطينا كل فرد فرد, هكذا حل الإشكالية.

    هذا المعنى أشار إليه+ في الجزء الثاني عشر من الميزان ص60 هناك هذه عبارته, يقول: وقد ظهر مما تقدم في ص61 أن من في قوله {من كل ما سألتموه} ابتدائية وليست للتبعيض, تفيد أن الذي يؤتيه الله مأخوذ مما سألوه سؤال كان جميع ما سألوه كما في بعض الموارد أو بعض ما سألوه كما في بعضها الآخر, ولو كانت من تبعيضية لإفادة أنه يؤتي في كل سؤال بعض المسئول والواقع خلافه, ليس الأمر كذلك, فبالجملة معنى الآية أن الله أعطى النوع الإنساني كل ما سأل, لا أنه أعطى ماذا.

    انظروا هذه نكات تفسير الميزان, الآن هذه أنت أعطها بيد شخص لا يستطيع أن يميز فرد ونوع وخصوصيات النوع والفردية ويقرأ هذه الجملة بينك وبين الله يستطيع أن يفهمها أو لا يستطيع؟ يعني أنت مولانا أعطها بيد أستاذ جامعي ما أدري أكاديمي ولكن لا يميز بين كمالات النوع وكمالات الفرد, طيب هذا واضح المطلب لا يستطيع أن يفمهه.

    وبالجملة أن الآية معنى الآية أن الله تعالى أعطى النوع الإنساني ما سأله فما من حاجة من حوائجه حوائج من؟ النوع, إلا رفعها كلها أو بعضها حسب ما تقتضيه حكمته البالغة, هكذا فسر الآية.

    ولكنه في عقيدتي أن الصحيح ليس هذا التفسير, التفسير أنه أعطى كل فرد فرد ليس الإنسان, أعطى كل شيء ما سأل ولكنه هذا السؤال أي سؤال؟ لا سؤال اللفظ ولا سؤال الحال بل سؤال الاستعداد, ما أدري واضح هذا المعنى.

    ولعله قوله تعالى في سورة الرحمن هذا المعنى بشكل واضح وصريح موجود إخواني, في سورة الرحمن يعني أنا أنقل هذا المطلب من تفسير القرآن الكريم الذي معروف باسم ابن عربي الذي هو للكاشاني في الجزء الأول ص656 يصرح بهذا المعنى الذي أشرت وهو أن هذا السؤال سؤال الاستعداد وما فيه استثناء, الذي هنا أشار إليه, قال: بأنه ولولا ذلك ما كان يوجد موجود ويعطي كل سائل.

    أما في الجزء الثاني ص574 يعني في ذيل قوله تعالى {يسأله من في السموات ومن في الأرض كل يوم هو في شأن} هذه الآية المباركة لعله الآية 29 من سورة الرحمن {يسأله من في السموات ومن في الأرض كل يوم هو في شأن} تتذكرون قلنا إن هذه مِن, مَن إذا جاءت مع ما إذا اجتمعا افترقا فتصير مَن للعاقل وما لغير العاقل, أما إذا كل منهما على انفراد ما ومَن جاءت على الانفراد لا مع الاقتران تدل على ماذا؟ تدل على الجميع, خصوصاً إذا قبلنا أنه {وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم} أساساً نحن غير عاقل يوجد عندنا أو لا يوجد عندنا أصلاً؟ أصلاً غير عاقل ما عندنا, إذن الصحيح يعبر {يسأله من في السموات} والمراد ليس في مقابل ما بل كل السموات والأرض ومن فيهن وما فيهن لأنه كلها {وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم}.

    في ذيل هذه الآية المباركة كما قلت الكاشاني هذه عبارته, يقول: {يسأله من في السموات} من أهل الملكوت والجبروت, {ومن في الأرض} من الجن والإنس, والمراد يسأله كل شيء, طيب تعبير من؟ الجواب أنا أجيب أنه أساساً كل شيء ما هو؟ عاقل, أو على البيان الذي ذكرته وهو أنه إذا افترقا اجتمعا وهو أنه قد يطلق مَن ويراد الأعم من العاقل وغير العاقل للغلبة, وقد يطلق ما ويراد منه العاقل وغير العاقل, هذا حينئذ لابد أن نرى الحديث يتكلم عن السموات والأرض فيشمل غيرهم بالتبع, أو يتكلم عن من في السموات والأرض فيشمل السموات والأرض بالتبع, على أي الأحوال هذه خصوصيات الآية.

    فغلب العقلاء وأتى بلفظ مَن أي كل شيء يسأله بلسان الاستعداد والافتقاد دائماً, مراراً ذكرنا هذه قوله {يا أيها الناس أنتم الفقراء} هذا ليس من باب الحصر لا فقط الناس فقراء, كل شيء فقير إلى الله ولكن هذا من باب المصداق الذي محل ابتلائنا {كل يوم هو في شأن} يقول هذا جواب ذلك السؤال, عندما يسأله طيب ماذا يأتي الجواب؟ أعطي أم لا؟ الآية صريحة قالت نعم يعطي ولذا يعطي {كل يوم هو في شأن}, {كل يوم هو في شأن} بإفاضة ما يناسب كل استعداد ويستحقه فله في كل وقت خلق وشأن, بإفاضة ما يستحقه ويسأله باستعداده فمن استعد بالتصفية والتزكية للكمالات الخيرية والأنوار يفيضها عليه مع حصول الاستعداد, التفت, ومن استعد بتكدير جوهر نفسه بالهيئات المظلمة والرذائل ولوث العقائد الفاسدة والخبائث للشرور والمكاره وأنواع الآلام والمصائب والعذاب والوبال يفيضها عليه مع حصول الاستعداد {كلاً نمد هؤلاء وهؤلاء} {فسنيسره لليسري, فسنيسره للعسرى} وحقك خوش رب العالمين عندنا واقعاً ولا يفرق عنده يقول بأنه هذا عصاني ما عصاني آمن بي ما آمن بي يقتر عليّ أبداً أبداً أنت ماذا تريد وتستعد له, عند ذلك كما قلت هنا تأتي الشبهة وهو انه هذه الاستعدادات من أين جاءت, هذه الاستعدادات أنا أوجدها أو هي مظاهر الأعيان الثابتة؟ مظاهر الأعيان, والأعيان لوازم ماذا؟ لوازم الأسماء طيب فأنا ماذا استطيع أن أفعل, هل استطيع أن أغير لوازم الأسماء أنا؟ طيب أنا عبد مأمور مولانا الأعيان تريد مني هكذا فأنا لابد ماذا؟ نعم ظاهراً أنا مختار وإلا واقع الأمر ماذا؟ ولذا ذهب بعض الجبرية الذي جداً ضاق بهم الخناق من جهة لا يستطيعون أن يلتزموا بالجبر ومن جهة يرون الوجدان حاكم بالاختيار قالوا بأنه مختار ظاهراً مجبر باطناً, هذه كلها الإشكالية من هنا, وهذا معنى قوله {سنفرق لكم أيها الثقلان} لأنه تهديد وزجر عن الأمور التي إلى آخره, جيد.

    هذا فيما يتعلق إخواني الأعزاء بهذا البحث وهو أنه يوجد عندنا هذا الأصل والقاعدة, جيد.

    بالأمس إذا تتذكرون قلنا أنه توجد عدة أبحاث عندنا إخواني الأعزاء, وحدة من الأبحاث ما هي؟ قلنا بأنه أساساً ما معنى الحال وما معنى الاستعداد, هذا بحث.

    قلنا ومن الأبحاث الأخرى: ما هو الفرق بين السؤال اللفظي من جهة والسؤال الحالي والاستعدادي من جهة أخرى.

    الآن أول فرق يذكر, يقول: إخواني الأعزاء السؤال اللفظي قد يكون معينا وقد يكون غير معين, كما قرأنا, قد يكون سؤال في معين وقد يكون في غير معين, أما سؤال الاستعداد والحال فلا يكون إلا معين, سؤال غير معين لا يوجد عندنا, في النتيجة استعداد معين يحتاج إلى فيض معين, وهذا هو الفارق الأول, إذا وجدتم إطلاقاً في السؤال فلا يكون إلا في عالم اللفظ وإلا في عالم الواقع ونفس الأمر من السؤال الحالي والسؤال الاستعدادي فهو ماذا؟ فهو معين, جيد.

    أنت قد جنابك تقول مريض وصرت زين أو ابنك مريض وصار زين تقول الحمد لله, هذا بحسب اللفظ الحمد لمن مطلق أم مقيد؟ مطلق لأنه الله, والله الاسم الأعظم يعني تعين اسم معين أو لا, ولكن واقعه هذا أنت تقول الحمد للشافي لأنه أنت تشكر وتثني وتشكر الله وتحمده في أي شيء؟ في أنه رفع المرض عمن؟ عن ابنك, عندما أنت فقير الآن تحتاج طعام تحتاج طعام تحتاج بيت تحتاج زوجة أي شيء تقول له إلهي يا الله يا الله واقعاً أنت لا تقول له يا الله في الواقع, في الواقع تقول له يا رازق في الواقع تقول له يا عليم في الواقع تقول له يا واهب في الواقع تقول له .. وهكذا.

    إذن إذا نظرت إلى اللفظ فاللفظ قد يكون خاص كما لو قلت يا شافي, وقد يكون عام قد تقول يا الله, ولكن بحسب الحال والاستعداد لا يكون إلا مقيداً إلا معيناً, وهذا هو الفارق الأول الأساسي بين سؤال الحال والاستعداد من جهة وبين سؤال اللفظ, ولذا التفتوا إلى العبارة أقرأ المتون حتى أربطها.

    قال: وأما القسم الثاني وهو قولنا ومنها ما لا يكون عن سؤال فالذي لا يكون عن سؤال فإنما أريد بالسؤال التلفظ به فإنه في نفس الأمر لابد من سؤال إما باللفظ أو بالحال أو بالاستعداد كما أنه لا يصح حمد مطلق قطُ إلا في اللفظ وأما في المعنى فلابد أن يقيده الحال.

    يقول انظروا إلى مسألة الحمد, قد يكون على مستوى اللفظ مطلقاً وقد يكون مقيدا أما في واقع الحال لا يكون إلا مقيداً السؤال أيضاً حاله حال من؟ حال الحمد ما أدري واضح صار المعنى.

    ومنه يتضح عندكم قوله عليه أفضل الصلاة والسلام (يا من يعطي من سأله, ومن لم يسأله) هذا من هو الذي سأله ومن لم يسأله؟ (كلام أحد الحضور) هذا اللفظ أحسنت, وإلا في الواقع ونفس الأمر أصلا لا ينقسم العطاء إلى سائل وإلى غير سائل, إذا لم يكن سؤال لا يوجد عطاء, نعم السؤال اللفظي قد يكون موجود وقد لا يكون موجود, الله أيضاً سبحانه وتعالى هذا من كرمه هذا من جوده سبحانه وتعالى هو أنه يعطي حتى لو لم يكن هناك سؤالاً لفظياً, يعطي حتى لمن لا يعرفه أصلاً ما يدري الله موجود ولا يعرف الله, ولكنه حاله واستعداده يطلب ماذا؟ منه, يعطيه أم لا؟ لأنه عموماً أنا وأنت إذا لا يوجد سؤال لفظي (ياليت فقط سؤال لفظي, إذا ماكو طيحان حظ وخمسين مرة يذل نفسه) يحصل أو لا يحصل؟ نعم, الله سبحانه وتعالى يقول لا هذا ليس في قاموسي إن صح التعبير, نحن حسابنا مع الاستعدادات حسابنا مع الأحوال سؤال اقترن بالسؤال اللفظي فطوبى لكم وحسن مآب {ادعوني استجب لكم} ذاك له حساب آخر, سؤال دعوتني باللفظ سألتني أم لم تسألني عرفتني أم لم تعرفني, الله سبحانه وتعالى لا ينقطع عطائه.

    عند ذلك أنت إذا تريد أن تزاوج بين البحث العقائدي العرفاني وبين البحث السياسي عند ذلك أنت تعرف, الآن ايهما منطق إلهي أنا رئيس دولة الموالين لي ماذا أفعل لهم؟ أعطيهم, مخالفين لا فقط امنعهم حياتهم أيضاً آخذها منهم, هذا منطق إلهي؟ أبداً.

    ولذا أنتم عندما تأتون إلى سيرة أمير المؤمنين في العطاء لم يميز بين سلمان بين أبوذر بين عمار وبين من وقفوا أمامه في حرب الجمل, فرق في العطاء أو لم يفرق؟ لم يفرق, طيب هذا يحتاج إلى أن يصير أمير المؤمنين واحد أنه يدري يأخذ منه ويريد أن يخالفه, ولذا التخلق بأخلاق الله هذه واحدة من مصاديقها التخلق بأخلاق الله.

    فلذا إخواني الأعزاء الذي متخلق ولو الحد الأدنى بالأخلاق الإلهية والدينية فليتصدى سياسياً وإلا وحقكم لا تكون إلا وبالاً عليكم, لأنه هو يتصور بأنه يخدم ولكنه في الواقع الأمر يطبق منطق الشيطان, ولذا تجدون أنه كل من تصدى سياسياً وهو ليس مؤهل أخلاقيا ودينياً رأيتموه عندما جاء إلى السلطة منطقه أي منطق صار؟ منطق طاغوت منطق فرعون ولكن وإن كان الاسم اسم إسلام ما يهم.. على أي الأحوال.

    قال: كما أنه لا يصح حمد مطلق قطُ إلا في اللفظ وأما في المعنى فلابد أن يقيده الحال حال من؟ حال السائل حال الحامد, فالذي يبعثك على حمد الله هو المقيد لك, الآن إما باسم فعل أو باسم تنزيه, أي لابد في نفس الأمر من سؤال, أما في اللفظ قد يوجد سؤال وقد لا يوجد سؤال, أما في الواقع ونفس الأمر فلابد من سؤال حتى يكون عطاء.

    يقول: أي لابد في نفس الأمر من سؤال وذلك السؤال لا يصح أن يكون مطلقا إلا في اللفظ كما لا يصح الحمد المطلق إلا أين؟ إلا في اللفظ وذلك لأن السؤال بلسان الحال والاستعداد يقيد ماذا؟ يقيد المسئول بما يقتضي ذلك الحال المخصوص والاستعداد المعين وهكذا الحمد بلسان الحال مقيد بذلك الحال المعين وذلك الحال المعين هو الباعث للإنسان بأن يتقيد ويحمد الحق باسم فعلٍ, الآن إما رازق إما معطي إما غفار إما شافي إما محيي وغير ذلك.

    يقول: وهو أي الحال المعين والاستعداد الخاص للسائل أو الحامد, وهو الباعث للإنسان بأن يتقيد ويحمد الحق باسم فعل كالمعطي والرزاق والوهاب أو باسم صفة تنزيهيةٍ كالقدوس والغني والصمد, يعني ماذا؟ يعني أن الإنسان واقعاً عندما يجد أنه تصل إليه نعمة من الله تصل إليه نعمة الوجود وهو في نفسه يشعر بأنه واجد أو فاقد عندما تصل إليه نعمة الوجود من الغير؟ هو فاقد, والله منزهٌ عن ماذا؟ عن هذا الفقر عن هذا الفقدان عن هذا الجهل عن هذا العجز, ولذا يحمده باسم تنزيهي يعني هذه النعم التي تصل إليك تثبت أنه محتاج عاجز جاهل فقير والله ما هو؟ منزه عن هذه النقائص والفقدانات والاعدام, أو باسم صفة تنزيهيةٍ كالقدوس والغني والصمد.

    ولذا أنتم تجدون إخواني الأعزاء عموماً القرآن الكريم بالنسبة إلى عموم الحامدين دائماً يقرن حمدهم ماذا؟ بالتسبيح, بل أكثر من ذلك يجعل الأصل هو التسبيح ثم يقرنه بالحمد, ما يقول حامد على أساس التنزيل, يقول مسبح مع الحمد لماذا؟ لأنه دائماً إخواني الأعزاء نحن حمدنا لله سبحانه وتعالى بقدره أم بقدرنا؟ لأنه نابع من حالنا نابع من استعداداتنا وأحوالنا واستعداداتنا مطلقة أو متناهية؟ محدودة أو غير محدودة؟ محدودة فإذا صارت محدودة فالحمد بقدر ماذا؟ بقدر الحامد وهذا الحمد بقدر الحامد واقعا ينسجم من حقه قدره أو ليس قدر الحق سبحانه وتعالى؟ {وما قدروا الله حق قدره} فإذن حمدنا تسبيحنا ثنائنا شكرنا هذه كلها ما هي؟ {أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها} هذا الحمد والثناء والشكر و.. كله بقدرها لا بقدره سبحانه وتعالى.

    ومن هنا تجد أن القرآن الكريم ينزه الحق سبحانه وتعالى عن حمدنا لماذا؟ لأن هذا الحمد قدره أو ليس قدره؟ حق قدره أو لي حق قدره؟ إلا لطبقة مخصه, وهم المخلَصون {سبحان الله عما يصفون} كل ما تصفون الله ماذا؟ (طاح حظكم وحظ وصفكم على رأسكم) إلا من؟ نعم هؤلاء مستثنين هؤلاء, لماذا؟ لأنه إخواني بلغة العرفان هؤلاء تجاوزوا مقام الفناء والآن بقائهم ببقاء الله سبحانه وتعالى هؤلاء مقاماتهم يعرفون الله سبحانه وتعالى وإن كان لا يعرفونه حق معرفته ولكنه ما يمكن من المعرفة الإمكانية حاصلة لهؤلاء, على أي الأحوال.

    هذا البحث إذا الإخوة يريدون أن يراجعونه, يراجعونه في الميزان الجزء الأول ص20 في أول البحث داخل في بحث عرفاني عميق السيد الطباطبائي& ولا ينسجم مع عادة في أول الأبحاث هكذا شخص يدخل في بحث ثقيل وإن كان هو لم يعنونه بالاصطلاحات ولكنه محتواه هذا الذي المحتوى الذي أنا أشرت إليه في ص20 من الجزء الأول عندما وصل إلى الحمد هذه عبارته: وذلك أن الحمد توصيف وقد نزه سبحانه نفسه عن وصف الواصفين من عباده حيث قال والكلام {سبحان الله عما يصفون} والكلام مطلق غير مقيد, يعني لم يختص بأحد ولم يرد في كلامه تعالى ما يؤذن بحكاية الحمد عن غيره إلا ما حكاه عن عدة من أنبيائه المخلَصين لا المخلِصين, قال تعالى في خطابه لنوح {فقل الحمد لله الذي نجانا} تسبيح لا يوجد معه, وقال تعالى عن إبراهيم {الحمد لله الذي وهب لي على الكبر} وقال تعالى لنبيه {وقل الحمد} في مواضع, وقال تعالى..إلى أن يقول أهل الجنة أيضاً الله أذن لهم بأن يحمدوا من غير تنزيه يتبين بأنه هذه الجنة واقعا الإنسان كثيرا يتطهر, قال {وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين}.

    ثم قال: وأما غير هؤلاء حتى الملائكة قال {والملائكة يسبحون بحمد ربهم} ماذا قال: إلا أنه شفع الحمد في جميعها بالتسبيح بل جعل التسبيح هو الأصل في الحكاية وجعل الحمد معه لا أنه جعل الحمد هو الأصل والتسبيح معه, طيب هذا الأبحاث كما الآن هذه المباني حتى تعرفون بأنه عندما يكتب تفسير الخلفية التي يكتب بها التفسير أي خلفية, هذا الذي نحن مراراً ذكرنا بأن الميزان بأجزائه الأربعة الخمسة الأولى لا يمكن أن تفهم حتى لفضلاء فضلاء الحوزة إلا من أوتي علماً في مباني العرفان في مباني الحكمة المتعالية, أنا لا أريد أن أقول الآن قد يقول شخص هذه نقص.

    أنا الآن ليس بصدد التقييم بصدد الوصف, المجتهد في الفقه أيضاً هذه لم يفهمها, لماذا؟ لا لأنها الآن فاقد كمال أصلاً هذه نقص ما فيه مشكلة, ولكن الكلام أنه هذه مبنية على هذه المباني, من قبيل أخي العزيز شخص يأتي ويقرأ مباني محمد باقر الصدر في الفقه في المباني الأصولية ولكن لم يلتفت أن هذا ينكر قاعدة قبح العقاب بلا بيان, لم يميز بين هذا زين التزاحم الحفظي والتزاحم الملاكي والتزاحم الامتثالي للآخوند والميرزا, يتصور انه عندما يقول السيد الصدر التزاحم مقصوده أي تزاحم؟ تزاحم الآخوند أو تزاحم الميرزا لا التزاحم الخاص لا هذا ولا ذاك فيفهم حينئذ محمد باقر الصدر أو لا يفهمه؟ ما يفهم محمد باقر الصدر.

    الآن يأتي شخص ويقول أصلاً هذه النظرية خطأ, أقول أنا الآن ليست بصدد أن هذه صح أم خطأ أريد أن أقول لمن يريد أن يفهم هذه الحقائق لابد أن يذهب إلى هذه الخلفية, لا يريد أن يقول أصلاً هذا الميزان أنا غير معتقد به, طيب وفقكم الله لم يقل لك أحد أنه أنت اقرأ الميزان.

    ولذا إخواني الأعزاء هذه خبرة ثلاثين عام أنا في الميزان أقولها لكم, أولاً دعوني أقول لكم أنا لعوام الناس قلت بأنه الآن نقص أو كمال, لا مولانا كل الكمال أين؟ في تفسير الميزان, ونصيحتي للإخوة من يهضم ما في هذه العشرين مجلد من المباني والمعارف فقد فهم خلاصة ألفين كتاب, بدل أن يذهب ويتعب نفسه على ألفين كتاب من معارف التفسير والفلسفة والعرفان والرواية والأخبار والمباني الكلامية فليقرأ ماذا ولكن فليفهم ما يقوله جيدا كلمة كلمة.

    قال: أو باسم صفة تنزيهيةٍ كالقدوس والغني والصمد أو باسم صفة إضافية لا يفرق حينئذ كالعليم والحكيم والقادر وهكذا بلسان الاستعدادات الجزئية أيضاً يقول كما حاله مقيد لأنه كان إلى الآن يتكلم بلسان الحال الآن يقول لسان الاستعداد أيضاً كذلك, وهكذا بلسان الاستعدادات الجزئية أيضاً لتقيدها أي تقيد الاستعدادات بأزمنة معينة.

    الآن هذه واعلم, هذا مطلب إضافي غير موجود في المتن, هذه وأعلم أن حقيقة الحمد كذا هذا مطلب من يضيفه؟ القيصري فلا علاقة له بالمتن, طيب ماذا يقول القيصري في هذا واعلم.

    يقول: أساساً الحمد من حيث هو حمد لو سألنا الحمد من حيث يعني الثناء لله مطلق أو مقيد؟ يقول من حيث هو حمد لا مطلق ولا مقيد إذن لماذا تقولون كله يكون مقيد أو يكون مطلق؟ يقول لا هذا مرتبط بإناء الحامد, الحامد يصبغ الحمد فيجعله مطلقا أو يجعله مقيدا, كيف؟ يقول فرق كبير بأنه الصادر يريد أن يأخذ الفيض من الله ويعطيه لمن؟ إلى عالم الإمكان فعندما يفاض عليه الوجود المنبسط أو النفس الرحماني أو {وما أمرنا إلا واحدة} هذا يحمد أو لم يحمد؟ يحمد, واقعاً هذا الحمد مقيد أو مطلق؟ لماذا؟ لأن الحامد ما هو؟ الصادر الأول, أما أنت الله سبحانه وتعالى بعد ستة وستين سنة أعطاك بيت خمسة وثلاثين متر مولانا عرفت كيف فتقول الحمد لله, طيب الحمد لله على ماذا؟ يعني على خمسة وثلاثين.. أنت المحمود وقيمة الحمد ودرجة الحمد من يعينها؟ الحامد يعينها وإلا الحمد كحقيقة مطلق أم مقيد؟ من قبيل الإنسان من حيث هو إنسان لا مطلق ولا مقيد, الحمد من حيث هو حمد لا مطلق ولا مقيد.

    قال: واعلم أن حقيقة الحمد من حيث هي هي لا لسان لها, يعني لا مطلقة ولا مقيدة, لا لسان لها ولا حكم ومن حيث إطلاقها وعمومها يكون محموده الوجود, فلذا يقول: يكون محموده الحمد المطلق الوجود المطلق, إذا كان الحامد الصادر الأول محموده ماذا يكون؟ لمن يحمد؟ يحمد الله, أما إذا كان الحامد من؟ زيد وعمر وبكر فمحموده من؟ فإما اسم فعل, إما اسم تنزيه يعني إما اسم من الأسماء الجزئية.

    فإذن الحمد بما هو حمد لا اسم له, هذه الحقيقة لا حكم لها لا لسان لها إلى آخره.

    قال: ومن حيث إطلاقها وعمومها (كلام أحد الحضور) انتهى.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2017/02/04
    • مرات التنزيل : 2244

  • جديد المرئيات