بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
قال: وأداء لشكره كما قال تعالى {وأما بنعمة ربك فحدث}, بعد أن ذكر النعم التي انعم الله به عليه بمختلف أبعادها من الاستاذ الجيد والتلامذة الجيدين والكتاب الجيد والتوفيقات الإلهية الخاصة الآن يقول: امتثالا لأمر الشيخ وانقيادا لحكمه ودخولا فيمن قال تعالى فيهم {ومما رزقناهم ينفقون} وأداء لشكره كما قال تعالى {وأما بنعمة ربك فحدث} إذن ينبغي علينا إيصال هذه المعارف إلى طالبي هذه المعارف ولكنه كما اشرنا بالأمس أن إيصال هذه المعارف لطالبي هذه المعارف لكي يكون مصداقا لقوله تعالى {وأما بنعمة ربك فحدث} لا بد أن يكون بشرطها وشروطها وهذا هو الذي أشار إليه الشيخ في آخر صفحة من الإشارات.
قال: بأنه هذه الحكمة التي أعطيت لكم في هذه الإشارات والتنبيهات ينبغي أن لا تبخلوا بها عن مستحقيها وان لاتبذلوها لمن لا يستحقها, لان بذلها لمن لا يستحقها تضييع لها ومنعها عمن يستحقها ظلم له, ولهذا ينبغي على الإنسان أن يكون على الصراط المستقيم, لا يقع في الظلم من جهة ولا يقع التضييع من جهة أخرى هذه المعارف ستسأل الإنسان يوم القيامة لما ظلمتني بنحو لم تعطني لمن يستحق هذه المعارف, لما ضيعتني بنحو أعطيتها لمن لا يستحقها, لذا عبارة الشيخ & في آخر صفحة من الإشارات والتنبيهات في هذه الطبعة التي هي ثلاث مجلدات في الجزء الثالث ص319 هذه عبارته: قال أيها الأخ إني قد مخضت لك في هذه الإشارات عن زبدة الحق وألقمتك قفي الحكم في لطائف الكلم فصنه عن الجاهلين.
إذن: توجد عند الإنسان وظيفتان أساسيتان أن يبذل لمن يستحق وان يمنع عمن لا يستحق.
فصنه عن الجاهلين والمبتذلين ومن لم يرزق الفطنة الوقادة وكان صغاه, الامر الذي يصغي إليه, وكان صغاه مع الغاغه, إياكم أن تعطوا هذه المعارف لأولئك, فهؤلاء بدل أن ينفعوكم أو ينشروا هذه المعارف يظلموا هذه المعارف, أو كان من ملاحدة هؤلاء الفلاسفة ومن همجهم فان وجدت, هذه الطبقة الاولى التي ينبغي أن تصون هذه المعارف عنهم, أما فان وجدت من تثق بنقاء سريرته واستقامة سيرته وبتوقفه عما يتسرع إليه الوساس, هذه الجملة كثيرا مهمة, بعض الناس يدرسون الفلسفة يدرسون الكثير من المعارف اقل جملة تجعله يوسوس في كل ما علم به, كان عندي طلبة من هذا القبيل, بعض الطلبة درسوا عندي كذا فطرحت إشكال اليوم الثاني لم يأتي, سألته قال سيدنا ما هذه الفلسفة نحن عشرة سنوات ندرس في إشكال واحد كله ينهدم, هذا عنده وسواس علمي وليس وسواس عملي, هذه الحالة لا تجعلوها تتمكن لان الشيطان إذا تمكن منكم في هذا إشكال واحد يكون عندك كل ما درسته في عشرة سنوات كله باطل, وفي توقفه عما يتسرع إليه الوسواس وبنظره إلى الحق بعين الرضا والصدق, إذا رايته هكذا, فاته ما يسألك منه عند ذلك أعطه مدرجا مجزأ مفرقا, لا تعطيه مره واحدة والا تكون عند سكتة علمية, لا بد أن تعطيه قليلا قليلا مفهوم مفهوم, أنا وقفت عند هذه الجملة لترون كيف كنا نقرأ في تمهيد ولعله الآن في الفصوص نقرأ اقل, والمطلب نكرره عشر مرات, لاتقولون هذا انت قلته لماذا؟ لان هذه الأفكار تحتاج لقمة لقمة وإذا كانت قليلا كبيرة يصاب بالغصة أو تخنقه, خصوصا عموم معارفنا الدينية وعموم حوزاتنا العلمية باتجاه آخر من المعارف انت الآن كأنه تغير مسيرتك في فهم الدين, في فهم التوحيد, في فهم النبوة, في فهم الإمامة في فهم الولاية في فهم الناس, في كيفية تعاملك مع الاشياء, طريقة أخرى منهج آخر بحث آخر لا ينبغي أن يعطى إليك مرة واحدة.
قال: مدرجا مجزأ مفرقا, التفت جيدا إلى هذه الجملة, تستفرس مما تسلفه لما تستقلبه, ترى أن هذه الامور التي تبينها درجة درجة هل يبني عليها, أو كلما تعطيه مطلب يعبس, إذا وجدته لم يتحمل أوقف البحث, تستفرس مما تسلفه لما تستقبله, إذا كل هذه الشرائط وجدت أعطه تلك المعرفة وعاهده الله, بان هذه المعارف لا تعطيها لكل احد, وعاهده بالله وبإيمان لا مخارج لها ليجري في ما يأتيه مجراك متأسيا بك, فان أذعت هذا العلم أو أضعته فالله بيني وبينك وكفى بالله وكيلا, لأنه قد لا يفهم كلامي على ما ينبغي فيصعد المنابر ويبقى يكفرني ويسقطني وكل ما في الامر انه لم ينسجم مع أستاذه في مبناه .
فان أذعت هذا العلم أو أضعته فالله بيني وبينك وكفى بالله وكيلا, قاعدة عامة ولكن لا يصير بناء الاخوة يصعدون المنبر ويتكلمون عن الوحدة الشخصية للوجود خصوصا أهل المنبر والذين لهم علاقات عامة, هذه للجلسات الخاصة للمباحث الخاصة, بل حتى لفضلاء الحوزة أيضاً لا ينبغي أن تقال مثل هذه الكلمات أن تبحث معهم لأنه مقدمات غير موجودة بأيديهم, نحن إلى الآن استطعنا أن هذه الأشرطة لا تنتشر, ولكنه بحسب فهمي ستنتشر,(كلام لاحد الحضور) يعني إلى الآن لم يتخذ قرار بكيفية الاستفادة منها, لا اقل يبقى هذا غدا انت تريد دورة فصوص الحكم موجود دورة مسجلة يمكن أن تستفاد منها في البيت, لا نستطيع أن ندرس خمسين دورة فصوص أو خمسين دورة تمهيد, الآن لو كانت عندنا دورة مسجلة تلفزيونيا أبحاث الكلام الفلسفة أبحاث الكلام أبحاث الاصول أبحاث التفسير للسيد الطباطبائي, الآن لو كانت هذه مسجلة على الفيديو والإنسان يأخذها في البيت ويسمع الدروس للسيد الطباطبائي هذه لا تقدر بثمن, وهذه نحتفظ بها لعله الله سبحانه وتعالى يجعل فيها الخير والبركة.
قال: وأما بنعمة ربك فحدث بينا شرائط هذا التحديث وانه ليس مطلق عند ذلك فشرعت فيه مستعينا بالله طالبا لرحمته أن أفيد أو أن أقيد, لأنه >قيدوا العلم بالكتابة< لا فرق كلاهما صحيح وتوجد نسختان, أن أفيد أو أن أقيد بعض ما فتح الله لي فيه وما استفدت من كتب الشيخ وما استفدت من كتب أولاده, وان التعبير الأدق لعله أبنائه لأنه الولد بحسب الاصطلاح إنما يطلق بحسب الاصطلاح إنما يطلق بحسب النسبي والا على المعنوي فالابن, وان كان أيضاً الولد أيضاً صحيح باعتبار {يا علي انت وأنا أبوا هذه الأمة} فهؤلاء يكونون من أبنائنا أو أولادنا؟ حسب التعبير لابد أن يكون أبناء لا أولاد.
وكتب أولاده ورضوان الله عليهم أجمعين بعبارة واضحة وإشارة لائحة من غير إيجاز مخل ولا تطويل ممل, هذه شرائط الشرح يا إخوان, وهذه الشرائط هي التي أشار إليها المحقق الطوسي في مقدمة شرح الإشارات بان الشرح لا ينبغي أن يكون مملا لا ينبغي أن يكون مخلا لا ينبغي أن يكون جرحا لا ينبغي أن يكون نقدا, لاينبغي هذا لأنه انت متبني شرح الكتاب فلابد بالمقدار الممكن أن تدافع وان تؤسس مطالب الكتاب ولا تنقد الكتاب الا لضرورة.
من غير إيجاز مخل ولا تطويل ممل, شارطاً أن لا انزل كلامهم الا على قواعده, أي قواعد التوحيد التي سيأتي الكلام عنها, ولا أتعرض في معاقده الا بأذيال عقائده, هذا المعنى الذي أشار إليه الطوسي & في أول الجزء الأول من شرح الإشارات هناك في صفحة 2 بعد أن يشير إلى شرح العلامة فخر الدين ملك المناظرين محمد بن عمر بن الحسين بن الخطيب الرازي الذي يقول: بأنه الا أنه قد بالغ في الرد على صاحبه, يعني على الشيخ, أثناء المقال وجاوز في نقض قواعده حد الاعتدال فهو بتلك المساعي لم يزده الا قدحا, وليس شرحا, ولذلك سمى بعض الظرفاء شرحه جرحا لا شرحا, فهو بتلك, ومن شرط الشارحين أن يبذلوا النصرة لما بذلوا شرحه بقدر الاستطاعة, هذه وظيفة الشارح هذه الأمانة في الشرح, وان يذبوا عن الذي تكفلوا إيضاحه, بما يذب به صاحب تلك الصناعة ليكونوا شارحين غير ناقضين ومفسرين غير معترضين, الا في مورد لا يمكن الدفاع, اللهم الا إذا عثروا على شيء لا يمكن حمله على وجه صحيح فحينئذ ينبغي أن ينبهوا عليه بتعريض أو تصريح متمسكين بذيل العدل والإنصاف متجنبين عن البغي والإعتساف, فان إلى الله الرجعى, في النتيجة سيقف أمامك في يوم من الأيام لماذا تعاملت معي ومع عباراتي بهذه الطريقة, نعم أن الشيخ الأنصاري نقلوا له بعض إشكالات معاصريه عليه من وراء هذه الإشكالات أخذه غم بعض الطلبة قال لما انت مهموم دع الآخرين يشكلون عليك كما كنت انت تشكل, قال أن هذه الإشكالات ليس لها علاقة بكلامي لم يفهموا كلامي فما هو الضمان أن إشكالاتي على السابقين لم تكن مثل إشكالاتهم, فماذا اقول إذا سألوني إمام الله, هذه الأمانة هذه التقوى الشرح التقوى في النقل, والا ليس التقوى هي ركعتين صلاة, أنا وأنت وركعتين صلاة وإنسان جيد هذه للبقال والفلاح ومع الأسف الشديد هذه أيضاً ليست عندنا, شيخنا الاستاذ الشيخ جوادي الله يحفظه, يقول: هذه اجعلها ميزانا انت بعد عشر سنين من الدرس انت أكثر تواضعا أو أليس أكثر تواضعا, فإذا زادك هذا العلم تكبرا على الآخرين فهو ظلمة وليس نور, ولكنه انت تتصوره نور.
قال: شارطاً على انزل كلامهم الا على قواعده ولا أتعرض في معاقده الا بأذيال عقائده بل أبين, هذه ليس لها علاقة أن تكون في أول السطر لأنها تتمة الكلام, بل أبين بحيث يتضح للناظر معنى الكتاب.
القيصري يقول أنا سأبين كلمات محيي الدين بشكل كأنه هو محيي الدين يقول, يعني لا اقول بينته بمثل بما لا مزيد عليه ومثل هذه الكلمات, أبين الكتاب بحيث انت تتصور بأنه الكاتب يتكلم ولا انسبه لنفسي.
بل أبين بحيث يتضح للناظر معنى الكتاب ويعلم ما هو الباطل من الصواب فيحق الحق ويبطل الباطل من غير إشارة مني وخطاب, لا أبالغ في إشاراتي, مع اعترافي بالعجز والتقصير وإقراري بأنه هو العليم الخبير.
ولما كان هذا العلم, جيد إذا كان الامر كذلك ادخل إلى البحث مباشرة, يقول لا وجدت أن الدخول في الكتاب مباشرة يحتاج إلى مجموعة من المقدمات والقواعد, هذه هي السبب في مقدمة القيصري.
ولما كان العلم بهذه الأسرار, هذه قاعدة بحثها يأتي مفصلا فقط من باب الكلام, هذه عندما يقولون أسرار مرادهم انها تلك المعارف التي لا تنال الا بالكشف وليس مرادهم أن تخفيها, بيان أن المعارف على اقسام قسم ينال بالفهم والاستدلال والمنطق وغير ذلك, وقسم لا ينال الا بالكشف الا السلوك الا بالولاية هذه تسمى مرتبطة بعالم الغيب فتكون من الأسرار, وتلك المعارف مرتبطة بعالم الفهم فتكون من الشهادة, على أي الاحوال.
قال: ولما كان العلم بهذه الأسرار موقوف على معرفة قواعد وأصول اتفقت عليها هذه الطائفة, العرفاء, منهج, طريق, قدمت لبيانها فصولا وبينت فيها أصولاً تبتني قاعدة التوحيد عليها.
إذن: هؤلاء الأصل الأصيل عندهم هي مسألة التوحيد والوحدة الشخصية للوجود وتنتسب هذه الطريقة, طريقة هذه الطائفة, أي إلى قاعدة التوحيد, بحيث يعلم منها, أي هذه الاصول التي أنقحها بحيث يعلم منها أكثر قواعد هذا العلم, واقعا من أتقن هذا الكتاب أو مقدمة القيصري أتقن بحث العرفان النظري بشكل دقيق, يعني علم الاصول صار بيديه وهذا ليس معناه لا يحتاج إلى علم الفقه, ولكن علم الاصول يفتح آفاق دقيقة وصحيحة ومنهج لعلم الفقه. بحيث يعلم منها أكثر قواعد هذا العلم لمن وفقه الله تعالى وانعم عليه بالفهم وجعلتها, أي هذه القواعد والفصول, وجعلتها اثني عشر فصلا, الأول: في الوجود وانه الحق, في الوحدة الشخصية للوجود, هذا الفصل الأول من أهم فصول ومن أهم هذه القواعد والأصول هو هذا الفصل الاول لأنها في الوحدة الشخصية للوجود وهي قاعدة التوحيد, الفصل الثاني: في أسمائه وصفاته تعالى وهذا فيما يرتبط بالتعين الأول وبالتعين الثاني وعالم الأسماء والصفات وعالم الاعيان الثابتة وغيرها, في سمائه وصفاته, يعني بعد نحن في الصقع الربوبي, والثالث: في الاعيان الثابتة التي هي لوازم الأسماء والصفات والتنبيه على بعض مظاهر الأسماء في الخارج, انظروا إلى كيفية تداخل الابحاث يعني الفصل الأول في اللا بشرط المقسمي الذي هو مرتبط بالوحدة الشخصية, أما في الفصل الثاني نحن نأتي إلى العالم الربوبي والصقع الربوبي أيضاً له مراتب, في الاعيان الثابتة نحن بعدنا في الصقع الربوبي ولكنه بعض الإشارات إلى الخارج, ومرارا ذكرنا مرادنا من الخارج هنا ليس الخارج في مقابل الذهن وإنما الخارج عن العلم الإلهي, يعيني العين وهذا بحثه سيأتي.
إذن: خارج هؤلاء غير الخارج عند الحكماء او عند المتكلمين أولئك عندما يقولون خارجي أما مرادهم يساوق كل شيء وأما مرادهم ما يقابل الوجود الذهني, هؤلاء عندما يقولون خارج, يعني الخارج عن عالم العلم والوصول إلى عالم العين, والرابع: في الجوهر والعرض وما يتبعهما على هذه الطريقة, طريقة العرفاء فان الجوهر والعرض له اصطلاحه الخاص عندهم, والخامس: في بيان العوالم الكلية والحضرات الخمس الإلهية التي ذكرناها مرارا, قلنا وهي: عالم الشهادة, عالم المثال, عالم العقل, عالم الكون الجامع, عالم الصقع الربوبي بماله من الأحدية والواحدية في بيان العوالم الكلية والحضرات والخمس الإلهية, والسادس: فيما يتعلق بالعالم المثالي عالم المثال المنفصل, والسابع في مراتب الكشف, من الواضح بأنه هذا مراتب الكشف هذه من أهم الابحاث المرتبطة بمنهج العارف للوصول إلى هذه الحقائق, والسابع: في مراتب الكشف وأنواع هذه المراتب, وليس أنواع الكشف, وأنواع هذه المراتب إجمالا, والثامن: في أن العالم الكبير هو صورة الحقيقية الإنسانية بحسب مراتب هذه الحقيقة الإنسانية, والتاسع: في بيان خلافة الحقيقة المحمدية, بيان المقام, والعاشر في بيان الروح الأعظم ومراتب الروح الأعظم وأسماءه, أسماء الروح الأعظم في العالم الإنساني, والحادي عشر: في قوس الصعود بعد أن كان كثير من تلك الابحاث في قوس النزول, في عود الروح ومظاهر الروح العلوية والسفلية إليه تعالى, والثاني عشر: في النبوة والرسالة والولاية, وشحتها بغرائب قد من الله علي بها, ولم أرى بكتب الطائفة شيئا منها, ولطائف استنبطتها من قواعدهم وسميت الكتاب, أي كتاب شرح فصوص الحكم, وسميت الكتاب بمطلع فصوص الكلم في معاني فصوص الحكم, وجلعته, بالأمس قلت أن الالفاظ التي قالها في محيي الدين الآن يقولها في حاكم بزمانه, فإذا كان انسان غير جيد ويصفه بهذا فالويل له وإذا كان انسان جيد ويصفه بهذا نستمع إليه, وجلعته مشرفا بألقاب المولى المعظم, طبعا كانت هذه سيرة وسنة موجودة وليست مختصة بأتباع الخلفاء بل هي موجودة عند غير أتباع الخلفاء, بعض كتب الشيخ الصدوق انظروا إليها وأيضاً انظروا إلى صاحب البحار وأيضا كاشف الغطاء, هؤلاء كانوا عندما يكتبون كتابا, وعموما في بعض الأزمنة لا اقل انه السلاطين والحكماء والأمراء والملوك كانوا محترمين للعلم محترمين لأهل العلم, هذه الطريقة الفرعونية التي عشناها في العراق لم تكن موجودة, هذه حالة خاصة والا الآن اذهب إلى الدول الاسلامية تجد أن أهل العلم أهل الثقافة لهم نوع من الاحترام, بل في بعض الأزمنة كان الحكام يتبارون بمقدار ما في مملكتهم من العلماء والكتاب, وهؤلاء تقديرا >من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق< عندما كانوا يكتبون الكتب يقدمونها ويهدونها إليهم.
قال: وجعلته مشرفا بألقاب المولى المعظم الصدر الأعظم صاحب ديوان الأمم دستور الممالك, دستور يعني وزير, دستور الممالك في العالم مربي ضعفاء العرب والعجم سلطان الوزراء وأكمل من في عصره من الورى, حاوي الشيم الملكية مظهر الصفات الرحمانية مجمع الأخلاق الربانية اللطيف بعباد الله, المتخلق بأخلاق الله الذي لم يتشرف مسند الوزارة بمثله في الصدارة, ولم يمكن إحاطة صفاته بسان العبارة والإشارة. انتم عندما تجدون هذا لا تستغربون عندما يصل إلى محيي الدين ويقول عنه لم يسمح بمثله الدهور والأعصار, لأنه مدح الحاكم بهذا المدح فلابد عندما يصل إلى محيي الدين أن يقول فيه أكثر من هذا, شعر: كملت محاسنه فلو أهدى ألسنى للبدر عند تمامه لم يختفي
هناك في نسخة أخرى أبدى لكن التأكيد على هذه اللفظة,يقول هذا الممدوح عنده من النور قدر انه لو أعطاه للبدر عند تمامه لا يحتاج إلى نور الشمس فلو انقطع عنه نور الشمس لا ينخسف, كملت محاسنه فلو أهدى ألسنى, لو قدم هدية من نوره للبدر عند تمامه, لأنه تعلمون أن الخسوف لا يحصل الا أن يكون البدر تاما.
للبدر عند تمامه لم يخسف وعلى تفنن واصفيه بحسنه
يفنى الزمان وفيه ما لم يوصف
أردت مدحا فما من فضيلة تأملت الا جل عنها وقلة
كل ما اقول هو دون مقام الممدوح( كلام لاحد الحظور) والامر إليكم, ولهذا في الأمس قلت أنه مدح محيي الدين مدحا كذا, وقلت لا تستغربون لأنه هذا الرجل سيمدح حاكم زمانه بأوصاف فما باله عندما يصل إلى محيي الدين, لذا لا ينبغي هذا المدح والثناء والفضيلة التي تكون بثلاثة اسطر أو أربعة اسطر وسبعة اسطر.
وهذا هو الصاحب غياث الملة والحق والدين أمير محمد بن الصدر السعيد الشهيد المغفور المرحوم رشيد الدنيا والدين, أنار الله ضريح السلف وضاعف جلال الخلف, واعز, هنا في الوسط كانت جملة معترضة والا رجع إليه, واعز أنصار دولته وأعوان رفعته, لا زال الحفيظ لجنابه حفيظا والرقيب المجيب له رقيبا لكونه متحليا بهذه الأسرار العلية, وحاملا للأنوار السنية سالكا طريق الحق متوجها إلى مقعد الصدق مدبرا بظاهره نظام العالم مشاهدا بباطنه كمال بني ادم.
لعله كان على هذا الشكل, نحن لا نعلم من هو, لعله كان من الحكام العرفاء, افترضوا على سبيل المثال من لم يعرف السيد الخميني & بالنتيجة هو حاكم ورئيس, من لا يعرف أبعاده, العرفانية أبعاده, أبعاده الأخلاقية, أبعاده العلمية, أبعاده الفقهية, يأتي شخص ويمدح السيد الإمام بهذا الشكل لعل الرجل كان كان هكذا لماذا نظلم أحدا.
فاستحق هذا الكتاب أن يخلد بخلود ذكر الممدوح, وقد ثبت العكس أن هذا الكتاب خالدا وذاك الممدوح ذهب بطي الزمان وانتهى, ويحمد هذا الكتاب بمحامد خلق ذلك الممدوح وخلقه, ولكنه هذا كله يستحق البقاء إن قرن بعنايته الجسيمة التامة, إذا كان لطف وعناية بهذا الكتاب والا إذا ما ليس عنده عناية لا يخلد هذا الكتاب, أن قرن بعنايته الجسيمة التامة وألطافه العميمة العامة, ونظر أصحابه المخاديم الكرام وقدوة فضلاء الأنام أعزهم الله وحرسهم إلى يوم القيام, ليس فقط نظر هؤلاء.
إذن: هذا الكتاب يخلد بهذه العوامل الثلاثة: العامل الأول هذا الممدوح, العامل الثاني نظر أصحابه المخاديم, العامل الثالث وكل ناظر إليه فيه بعين الإنصاف, يقيناً إذا لم ينظروا إليه بعين الإنصاف لا يعتنون بهذا الكتاب, وكل ناظر إليه فيه بعين الإنصاف تاركا طريق الجور والإعتساف إذا لا يستفيد بهذا النوع من العلم الا من تنور باطنه. هنا يوجد بحث لابد أن نقف عنده, ما هي شرائط فهم هذه المعارف؟ يقول شرطان أساسيان, الشرط الأول مرتبط بالبعد النظري, الشرط الثاني مرتبط بالبعد العملي, وهذه واقعا مقدمة مفيدة, هذا الشرطان أيضاً ذكرهما صدر المتألهين في أول بحث الاسفار في صفحة() حيث يقول أن هذا العلم وهذا المعنى مرموز إليه وكل ذلك في سياق الإحسان ولا معنى للحكيم الا الموصوف بالحكمة المذكورة, إلى أن يقول فقد انجلى وجه شرفها ومجدها فيجب إذن انتهاج معالم غورها ونجدها فلنأتي على إهداء تحف منها وإهداء طرف فيها ولنقبل على تمهيد أصولها وقوانينها, ثم لابد أن يكون كله هذا من طريق التقوى والفضل والحكمة وغير ذلك.
إذن: الحكمة وخصوصا هذا النوع من الحكمة, يعني الحكمة التي تريد أن تبين الحكمة الشخصية تحتاج إلى شرطين: أولا القوة النظرية وتشحيذها, وثانيا: القوة العملية, واقعا فليكن هذا الكتاب لي ولكم مبدأ أن الإنسان يبدأ بحركة سلوكية عملية, ولو في اليوم عشرة دقائق خمسة دقائق, بعض الصلوات بطن الليل قراءة بعض الآيات القرآنية يبدأ بعمل سلوكي واطمأنوا ستجدون آثار ذلك في فهم هذا الكتاب أو في فهم مثل هذه المعارف.
قال: إذ لا يستفيد بهذا النوع من العلم الا بشرطين, الشرط الأول, الا من تنور باطنه بالفهم, هذا كله في البعد الأول, وجانب طريق الجدل ونظر بنظر من أنصف وعدل وانعزل عن شبهات الوهم الموقع في الخطأ والزلل, هذا البعد النظري, واطمأنوا أكثر المغالطة أن لم اقل كل المغالطات منشأها الوهم, أما البعد العملي, وطهر الباطن عن دنس الأغيار, هنا فليبدأ بان يطهر باطنه عن غير الله سبحانه وتعالى, وطهر الباطن عن دنس الأغيار, وتوجه إلى الله الواحد القهار وبحثه إنشاء الله سيأتي أن الواحد القهار هو الأحدية بحسب اصطلاحهم, وامن وهذا هو التواضع الحقيقي, وامن بان فوق كل ذي علم عليم, والا الإنسان إذا لم يتواضع للعلم لا يستطيع أن يتعلم العلم, إذا علم انه وصل ما وصل يوجد فوقه عالم عند ذلك يتعلم, أما قال انتهينا العلم عندنا فقط كل الذي يحتاج العلم لابد أن يأتي إلينا فهنا لا يتعلم, وامن أن فوق كل ذي علم عليم, عند ذلك لابد أن يلتفت إلى تلك الحقيقة, وعلم قصور العقل عن إدراك أسرار العزيز الحكيم, يتذكر الاخوة في آخر بحث تمهيد القواعد هناك قلنا بان العقل في كثير من الأحيان عندما يطلق يراد منه القوة الفكرية وان كان عند العرفاء عندما يقولون العقل يشمل القوة القدسية أيضاً, ولكن نحن عموما عندما نقول عقل مرادنا من العقل ما له علاقة بالمفهوم, ما له علاقة بالتصور والتصديق, ماله علاقة بالقضايا والمفاهيم ليس له علاقة بشيء آخر, ينبغي على الإنسان إذا أراد أن يدخل هذه المعارف, أن يقبل من أول الامر أن كل شيء لا يمكن أن ينال بالقوة الفكرية, في النتيجة القوة الفكرية لها أفق لها سطح تقف عنده ولا تستطيع أن تتجاوز عن ذلك, وهذا ليس مختص بالقوة الفكرية كل قوة من قوى الإنسان كذلك, القوى الحسية هل تستطيع أن تدرك غير المحسوسات, القوى الوهمية هل تستطيع أن تدرك غير الجزئيات, هل تستطيع أن تدرك الصور أبداً, تستطيع أن تدرك المعاني الجزئية وليس الصور الجزئية, الخيال هل يستطيع أن يدرك المعاني الكلية أبداً, لأنه هو مصمم وهذا سقفه وهذا سمائه والعقل أيضاً مصمم انه في عالم المفاهيم والتصور والتصديقات يمكن أن يكون ميزانا, لا تتوقع منه أكثر من ذلك, ونحن نعلم بان الطرق ليس فقط مختص بالطريق الفكري, العقل هنا يعني الفكري, ومن هنا إنشاء الله تعالى في الفصل الموسوي سنقف عند هذه القضية, يقولون أن إشكال موسى على هذا العبد الصالح أن هذا منشأه لأنه كلما فعله ذلك العبد الصالح أراد أن يفهمه من خلال هذه الموازين الموجودة عند كنبي, يمكن أن توزن كانت تلك بالموازيـن التـي عنـده بحسـب الحكـم الظـاهر لا توزن؟ لا توزن لأنه تلك تحتاج إلى ميزان آخر, فان ميزان الباطن شيء وميزان الظاهر شيء آخر, ميزان الولاية وميزان النبوة والرسالة شيء آخر, ميزان المحسوسات شيء وميزان المعقولات شي آخر, وهذه نقطة مركزية في بحث المعرفة وفي منهاج المعرفة لا بد أن تلتفتوا إليها يا إخوان, إذا أردت أن تأتي بميزان لغير الموزون به تخطأ أو لا تخطأ؟
لذا قال: وعلم قصور العقل عن إدراك أسرار العزيز الحكيم, قلنا المراد من الأسرار يعني الغيب يعني عالم الملكوت, عالم الملكوت طريقه لا يمر من خلال المفهوم وإنما يمر من خلال السلوك والمشاهدة, فان أهل الله إنما وجدوا هذه المعاني بالكشف واليقين لا بالظن والتخمين, تعريض (كلام لاحد الحضور) احسنتم هذا اليقين الذي تريد البحث عنه طريقه من أين يمر؟ يمر من خلال الكشف من خلال السلوك, أما هذا الذي انت تتصوره يقين هو ليس بيقين, هو ظن هو تخمين بدليل اقل شبهه كله ينهار اقل وسوسه ينهي كل شي عندك, طبعا ليست موجبة كلية هذه والا عندنا كثير من القضايا داخلة في علم اليقين, لذا لا بد أن نقول مراده بالكشف واليقين, يعني ما يرتبط بعين اليقين وما يرتبط بحق اليقين.
هنا أقف قليلا, علم اليقين الميزان واضح فيه, يعني بعبارة أخرى: علم اليقين يحتاج إلى ميزان, ميزانه القوة العقلية, لان علم اليقين مرتبط بعالم المفاهيم, تصورات, تصديقات, قضايا, والميزان له هو القوة الفكرية, السؤال الأساسي إنشاء يأتي ولكن إجمالا أشير, أن عين اليقين وحق اليقين أيضاً يحتاجان إلى ميزان أو لا يحتاجان؟
الجواب: أن حق اليقين لا يحتاج, لأنه هو الميزان, نحن الموازين القسط, هو الصراط المستقيم, لذا هو عين الواقع , هو متن الواقع, وإذا صار متن الواقع فإذا صار متن الواقع فاحتمال الخطأ والسهو موجود أو غير موجود؟ متى يأتي احتمال الخطأ والاشتباه والسهو؟ عندما انت والواقع شيئان, فتساءل مطابق أو غير مطابق عند ذلك تحتاج إلى ميزان وهذا واضح في علم اليقين, فانه في علم اليقين نحتاج إلى ميزان حتى نرى أن ما علمناه في علم اليقين مطابق للواقع أو غير مطابق للواقع, في حق اليقين ماذا؟ أيضاً نحتاج إلى ذلك لماذا؟ لأنه أقصى ما يثبته عين اليقين هو أنك ذاك الذي علمه أصحاب علم اليقين انت تراه ولكن لا تراه بالباصرة وإنما تراه بالبصيرة ولكن تبقى انت شيء والواقع شيء آخر, التفتوا إلى هذه النكات.
إذن: لا يتبادر إلى ذهن احد كل من انكشف له الواقع لا يمكن أن يخطا, يمكن أن يخطا حتى في حال الكشف يمكن أن يخطا, وليس بعد أن يأتي إلى حال العلم الحصولي قد يصيب وقد يخطا قد يعبر قد يترجم خطا, لأنه كما المحسوسات الظاهرية تخطا المحسوسات الباطنية أيضاً ماذا, البصيرة, لأنه هو والواقع شيء أو شيئان؟ شيئان فإذا صار قد يصيب وقد يخطا. ومن هنا فالذين هم من أصحاب علم اليقين يحتاجون إلى ميزان, والذين هم من أصحاب عين اليقين أيضاً يحتاجون إلى ميزان, نعم الذي صار ووصل إلى مقام حق اليقين, يعني صار متن الواقع حقيقة الواقع هو الواقع هذا ليس فقط لا يحتاج إلى ميزان بل هو الميزان, وما ذكر فيه, هذا يأتي.
والحمد لله رب العالمين.