بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
قلنا في البحث السابق بأنه المحور الأصلي في مباحث العرفان النظري انها وفقت إلى حد كبير في تصوير الوحدة الشخصية للوجود وان الوجود واحد, ولكن الكلام كل الكلام هل انها حالفها التوفيق أيضاً في تصوير الكثرة أم لم يحالفها ذالك, من هنا انتم تجدون أن هؤلاء المرة بعد الأخرى يحاولون أن يثبتون أنهم قائلون بالكثرة, لان التهمة الموجهة إلى العرفان النظري أنهم آمنوا بالوحدة أنكروا الكثرة ولم يستطيعوا أن يثبتوا الكثرة فنسب إليهم أنهم يؤمنون بعدمية هذه الكثرات وأنها لا وجود لها في واقع الامر طبعا هؤلاء أن صح التعبير بعض المتطرفين منهم في الوحدة الشخصية التزموا بهذا اللازم قالوا نعم نحن لا نلتزم بوجود أي كثرة في المقام, ولكن المعتدلين من القائلين بالوحدة الشخصية أصروا في الدفاع عن نظرية العرفاء بان هؤلاء لا ينكرون الكثرة وإنما يؤمنون بها ولكن بحيث لا تنافي تلك الوحدة التي ثبتت للوجود, لذا انتم تجدون بان صدر المتألهين & في الجزء الثاني ص326 من هذه الطبعة الموجودة في يد الاخوة صدر المتألهين بعد أن ينقل عبارات الغزالي في هذا المجال لأنه واقعا الغزالي من إبطال من الوحدة الشخصية ولكن بنحو وحدة الشهود لا بنحو وحدة الوجود.
يقول: وإنما أوردنا كلام هذا البحر القمقام, تعبير عن الغزالي الموسوم عند الأنام بالإمام وحجة الإسلام ليكون تليينا لقلوب السالكين مسلك أهل الايمان, لماذا نقلنا هذا؟ ليكون تليينا وليكون دفعا لما يتوهمه بعض منهم, إذن هذه التهمة والتوهم موجود الذي ينسب إلى العرفاء أنهم لا يقبلون بوجود الكثرة, ودفعا لما يتوهمه بعض منهم أن هذا التوحيد الخاص مخالف للعقل والشرع, أما العقل فلظهور الكثرة في الممكنات.
إذن: الوحدة الشخصية التي يقولها العارف مخالفة للعقل للوجدان لهذه الكثرة المترائية لنا والتي لا يمكن الشك فيها, وأما الشرع فلان مدرا التكليف والوعد والوعيد على تعدد مراتب الموجودات وتخالف النشئات واثبات الافعال للعباد ومعنى التوحيد أن لا موجود الا الله سبحانه, لان هؤلاء يعتقدون بان التوحيد ليس وحدة واجب الوجود وإنما التوحيد هو وحدة الوجود لا وحدة واجب الوجود.
إذن: هذه المسألة كما قلنا تبقى مسألة تحتاج إلى دقة عالية انه مع الايمان بتلك الوحدة التي يقولها العارف كيف نستطيع نتصور أن الكثرة في المقام, وكما ذكرت في تمهيد القواعد في هذه الطبعة التي هي للسيد جلال الدين الآشتياني هناك في صفحة 191 بعض هؤلاء الصوفية أو العرفاء الذين لم يستطيعوا أن يصوروا الكثرة كما ينبغي التزموا بعدمية هذه الكثرة, وبإزاء هؤلاء طائفة من الصوفية قد ذهبت إلى أنها ليست أي الكثرة ليست واقعة في الوجود ولا موجودة في نفس الامر والموجود في نفس الامر ذات واحدة, بسيطة, واجبة لذاتها, قائمة بنفسها, لا تعدد لها, ولا تكثر فيها, وهي حقيقة الوجود, هذا الوجود الواحد الذي لا شريك له, والكثرة المترائية في الوجودات أو في الحقيقية صرف التوهم ومحض التخيل, وبتعبيرهم كثانية ما يراه الأحول.
فإذن: هذه امور وهمية امور تخيلية لا واقع لها ويتذكر الاخوة جيدا أنا ميزنا بين الامر الوهمي والامر الاعتباري, قلنا بان هناك طائفة أخرى ترى بان الكثرة اعتبارية ولكن الاعتبارية شيء والوهمية والتخيلية شيء آخر.
فتكون الوحدة حقيقية والكثرة اعتبارية محضة, أشكلنا على هذه قلنا أن هذه العبارة ليست صحيحة هؤلاء لا يعتقدون انها اعتبارية, بل يعتقدون انها وهمية يعني لا يعتقدون لها حقيقية ولكن حقيقية اعتبارية نفس أمرية ولكن يعتقدون من قبيل {كسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء} .
ولعلهم يسندون ذلك إلى مكاشافتهم ويلزمهم نفي الشرائع, والملل, وإنزال الكتب, وإرسال الرسل, ويكذبهم الحس والعقل, وهذا أما من غلبة الوحدة عليهم, هذا من باب حسن الظن, وأما من مداخلة الشيطان, هذا من باب سوء الظن.
إذن: واقعا إلى هنا كما قلت لكم عند الحكيم توجد مشكلة وعند العارف توجد مشكلة, عند العارف توجد مشكلة تصوير الكثرة, وعند الحكيم توجد إشكالية تصوير الوحدة, وإشكاليتان منذ التفت الإنسان إلى هذه الإشكالية وجدت معه إلى يومنا هذا وستستمر مع وجود ومع وجود الفكر والعقل عند الإنسان, لذا انتم تجدون تطرفات من هنا وهناك موجودة حتى ادعى بعضهم أن الكثرة أمر اعتباري, كما ادعى بعضهم أن الوحدة أمر اعتباري, الكثرة واقعية حقيقية, وأما الوحدة أمر اعتباري هذا في هذا الطرف, وفي ذلك الطرف قالوا أن الوحدة أمر حقيقي والكثرة أمر اعتباري.
الاخوة الذين حضروا التمهيد عندنا في الدورة السابقة أو الدورة التي قبل هذا البحث أو الذين حضروا الاسفار عندنا هذه الابحاث نحن بشكل أو آخر عرضنا لها هناك, ولكن من باب أن نجمع هذه الابحاث في موضع واحد, الآن أنا أريد أن اجمع البحث, والا لا أريد أن اقول أن هذه الابحاث لم تذكر في محلها في محلها ذكرت.
من هنا لا بأس أن نقف ولو قليلا عند مسألة الوحدة والكثرة, هذا البحث إنشاء الله تعالى في الموضع المناسب من هذا الكتاب سيأتي البحث عنه, فيما يتعلق في هذه المسألة, في الواقع ركن العرفان النظري يقوم على أساس أن الوجود واحد لا شريك له, حقيقية العرفان هذه, يعني انت إذا أردت أن تعرف المفصل في أن هذا الإنسان يفكر تفكيراً عرفانياً أو يفكر تفكيرا في دائرة فلسفية الضابط هو هذه المسالة, يتذكر الاخوة في محله عندما كنا نريد نميز بين الأشاعرة وبين المعتزلة نقول إذا كان يقول كذا, ن الاحكام الشرعية تابعة للمصالح والمفاسد فهذا الفكر فكر اعتزالي, أما إذا قلنا بالعكس فهذا الفكر فكر اشعري.
هنا إذا أردنا أن نميز أن هذا الفكر, الآن نتكلم في المنهج الفكري في المنهج العقلاني في المنهج الاستدلالي, إذا أردنا أن نعرف هذا الفكر انه فكر فلسفي فما الذي يميزه عن الفكر العرفاني والاستدلال العرفاني هذا المنهج منهج عرفاني أو أن هذا المنهج منهج فلسفي حكمي ما هو الضابط؟
الضابط جملة واحدة: وهو أن المدعي أو هذا المفكر يرى أن الوجود واحد لا شريك له أو يرى أن واجب الوجود واحد لا شريك له أي منهما؟
فإذا كان يعتقد أن الوجود واحد لا شريك له هذا الفكر يتحرك في دائرة عرفانية, أما إذا كان يعتقد أن الوجود متعدد وان الموجود متعدد ولكنه بين هذه الوجودات والموجودات يوجد عندنا واحد منها هو الواجب هو الغني والا الوجودات متعددة, فالفكر فكر فلسفي.
سؤال الآن الملا صدرا أين تضعه؟
(كلام لاحد الحظور) بلى لأنه نحن نريد أن نسأل بأنه هذا النظام العام كله, مرة انت تدعي انه أساساً لا يوجد أي شيء وما نتصور انه موجود {كسراب بقيعة} فلا تؤمن لا بواقعية ولا بوجود فالأمر إليك, ومرة تعتقد توجد واقعية وهذه الواقعية لها آثار, آثارها متخالفة متضادة, غير منسجمة, بتعبير ما قراناه في العبارة في ص191 من تمهيد القواعد يقول: كما يشاهدها الحس ويشهد به العقل فان النار في الحس غير الماء, والارض غير السماء, والنار تسخن, والماء يبرد, والسخونة غير البرودة بالذات والحقيقة, واختلاف الآثار بالذات والحقيقة يدل على اختلاف المؤثرات في الذات والحقيقية فتكون كثرتها حقيقية واقعية. مرة تقبل هذه الواقعة, نحن نتكلم مع ليس مع هكذا انسان, مرة يقول هذه كلها كثانية ما يراه الأحول, {كسراب بقيعة يحسب الضمان ماء} هذا ليس عندي حديث معه, أنا عندي حديث مع الذي يرى أن هناك كثرة وان هذه الكثرة حقيقية ولكن كيف أصورها؟
يأتي العارف يقول هذه الكثرة هي كثرة اعتبارية ولكن اعتبارية نفس أمرية لها منشأ انتزاع, والوجود واحد, حقيقية واحدة, التفت إلى عبارة الغزالي في الإحياء, عبارة الغزالي في الإحياء عندما يأتي إلى هذا المطلب هكذا يقرره. انظر إلى المثال الذي يضربه للوجود الواحد المتكثر وليس للوجودات المتعددة, الوجود الواحد حقيقية المتكثر اعتبارا انظر المثال الذي يضربه ما هو؟
يقول: نعم ذكر ما يكسر سورة استبعادك ممكن, لأنه كيف يمكن أن يكون وجود واحد ومع عين وحدته متكثر, وهو أن الشيء قد يكون كثيرا بنوع مشاهدة واعتبار, وقد يكون بنوع آخر من المشاهدة والاعتبار واحد. انت الآن جنابك عندما تنظر إلي أو أنا انظر إليك ماذا أنا أرى أمامي أرى كثيرا أو واحد؟ هذا الشخص الذي أمامي, ماذا أنظره واحد أو كثير؟
انظر إليه انه واحد استطيع أن اقسم انه شخص واحد, ولكن هذا لا ينافي كثرته, لأنه انت تستطيع بالتحليل أن تقول جسمه شيء وروحه شيء آخر, وعندما تأتي إلى بدنه تقول أعضائه شيء وقواه شيء والى غير ذلك, ولكن هذه كلها موجودة بوجود واحد حقيقي, وليس بوجود واحد اصطناعي ليس بسيارة هذه تستطيع أن تفصل أجزائها بعضها عن بعض هذا وجود صناعي, وليس وجوده كوجود الماء الذي تفصل الهيدروجين عن الأوكسجين يصير وجودين يصير وجودين لا يمكن كله لا يمكن, أنت بمجرد أن تقتطع شي من هذا الوجود لا يبقى, هذا المثال الذي يقرب به الغزالي لذا
يقول: كما أن الإنسان كثير إذا نظر إلى روحه وجسده وسائر أعضائه وهو باعتبار آخر ومشاهدة أخرى واحد إذ نقول انه انسان واحد, فهو بالإضافة إلى الإنسانية واحد, وكم من شخص يشاهد انسان آخر ولا يخطر بباله كثرة أجزائه وأعضائه وتفصيل روحه وجسده والفرق بينهما وهو إلى آخره.
إذن السؤال المطروح, هذا الجزء الثاني من الاسفار ص324 هذه النسخة التي هي لدار إحياء التراث, أو بعبارة أخرى: الفصل السابع و العشرين من فصول العلة والمعلول من الجزء الثاني من الاسفار.
إذن: المحور الأساسي يا إخوان هذه القضية, وهو أن إذا اعتقد الإنسان أن الوجود والموجود واحد حقيقية فهذا المنهج والفكر فكر عرفاني, وإذا اعتقد أن الوجود والموجود متكثر حقيقية, فهذا الفكر فكر فلسفي. الآن تعالوا معنا إلى الفلسفة في الحكمة المتعالية ماذا قرانا من الاحكام السلبية للوجود في الحكمة المتعالية, لا ثاني له, من لا ثاني له؟ الوجود لا ثاني, لا ند له لا ضد له, لا مثل له, بالنتيجة هو واحد أو اثنين, فإذن تفكير مله صدرا تفكير عرفاني أو تفكير فلسفي؟ هذه أخذوها بشكل جيد, فليكون الضابط بيديك وادخل في فلسفة الحكمة المتعالية لترى واقعا هذا أين تصنفه؟ تصنفه على وحدة الوجود, يعني الوحدة التشكيكية تصنف على وحدة الوجود أو تصنف على كثرة الوجود أي منهما؟
المهم نحن أعطينا الضابط لكم, أن الذي يقول أن الوجود واحد لا شريك له ففكره فكر عرفاني, وان الذي يقول أن الوجود متعدد, نعم واحد منه واجب والباقي قائم به, واحد منه غني مقوم والباقي فقير متقوم به ولكنه متعدد, هذا الفكر فكر فلسفي.
السؤال المطروح هنا: كيف نتصور بعد أن قلنا الوجود واحد كيف نصور الكثرة إذن؟ وفي الحكمة بعد أن قبلنا أن الوجود متعدد كيف نصور الوحدة؟
فيما يتعلق بالمسألة الثانية وهي بعد أن قبلنا أن الوجود متكثر ما هي النسبة بين هذه الموجودات وبين مبدأ هذه الموجودات في أول الامر توجد احتمالات ثلاثة:
الاحتمال الأول: وهو أن تكون نسبتها إليه نسبة الوجود النفسي إلى وجود نفسي آخر, هذا وجود نفسي وهذا موجود نفسي آخر, انعدام هذا يوثر على هذا أو لا يؤثر, انعدام هذا أو لا يوثر؟
لا يؤثر لأنه وجودان نفسيان احدهما غير الآخر, طبعا يوجد قول بهذا ولكنه مخفف وهم القائلين بالحاجة إلى المبدأ في الحدوث دون البقاء هؤلاء يعتقدون أن الممكنات بعد أن أوجدت, فهي نسبتها إلى المبدأ إلى القيوم نسبة الوجود النفسي إلى الوجود النفسي الآخر, لذا لو فرض انعدام المبدأ يضر العالم شيئا أو لا يضر؟
أنا لم أرى النسبة لمن ولكنه موجودة في الكتب الكلامية والفلسفية, أما هل يوجد احد يقول بهذا, لابد أنه الإنسان يحقق في هذه المسألة, وهذا هو الوجود النفسي نسبته إلى وجود نفسي آخر يحتاج إليه حدوثا لا بقاء.
الاحتمال الثاني: أن كل هذه الموجودات لها وجود نفسي الا أن نسبتها إلى الله سبحانه وتعالى إلى المبدأ هو نسبة العرض إلى موضوعه وانتم قرأتم في الحكمة, في الفلسفية, في الكلام في المنطق, في الاصول, أن العرض يمكن يبقى بلا موضوع أو لا يمكن أن يبقى؟ لا يمكن أن يبقى, والا لو بقى آنا ما العرض بلا موضوع لزم أن يكون في ذلك الآن ليس بعرض وإنما جوهر له وجود نفسي, لذا ذكروا في محله أن انتقال الأعراض غير ممكن.
النظرية الثانية: ترى أن هذه موجودات ووجودات متكثرة ولكن واحدة منها جوهر أو نسبتها إلى باقي الموجودات نسبة الجوهر إلى العرض وكل الموجودات الأخرى نسبتها إلى ذلك المبدأ نسبة العرض إلى الجوهر, يعني وجودها بالنسبة إلى المبدأ وجود رابطي بحسب الاصطلاح, وهذا هو الذي يدعيه صدر المتألهين في الاسفار في الجزء الأول بأنه مشهور الحكماء ذهبوا إلى هذه النظرية, وهو انه وجودات هذه الممكنات بالنسبة المبدأ سبحانه وتعالى وجودها وجود رابطي, لا وجود رابط ولا وجود نفسي, المصدر الاخوة الذين يعلمون المصدر في الجزء الأول من الاسفار ص 329 نص عبارته يقول: ما وقع في كلام بعض ائمة الحكمة الدينية وأكابر الفلسفة الإلهية, أن وجود الطبائع المادية في نفسها وبعينه وجودها لموادها وان الوجود المعلول, يعني يُوجد هناك وجود ولكنه معلول, وان الوجود المعلول بما هو ملعول مطلقاً هو وجوده لعلته وأن وجود السافل هو وجوده لدى العالي فقالوا: أن الممكنات طرا, مادياتها في عالم الشهادة مفارقاتها في عالم الغيب, موجودات لا لذواتها بل لغيرها الذي هو فوق الجميع ووراء الجملة وهو الواجب تعالى.
وهذا هو الذي قرأتموه أن وجود العرض لنفسه عين وجوده لغيره, إذن نسبة هذه الممكنات إلى الواجب سبحانه وتعالى هي نسبة الوجود الرابطي إلى الوجود الجوهري, يعني نسبة العرضي إلى الموضوع, هو ماذا يعتقد؟ هو يعتقد بأنه لا, وجودات, ضعوا ذهنكم معي, مع ذلك لا تعرف أين تصنف الملا صدرا, تصنفه في الوحدة الشخصية أو تصنفه في البحث الفلسفي يقول بان الوجود ليس واحدا بل الوجودات متعددة, الوجود ليس واحد بل الوجود متعدد ولكن هذه الوجودات المتعددة واحد منها معنى اسمي وبالباقي معنى حرفي, وقد قرأتم في محله الفارق بين الوجود الرابطي, والوجود الرابط, بين المعنى الاسمي والمعنى الحرفي, لذا هو يعتقد أن جميع الموجودات هي وجود بنحو المعنى الحرفي, لها وجود أو ليس لها وجود في النتيجة؟ يقول لها وجود ولكن وجود في غيره, كما أن المعنى الحرفي قائم بالطرفين هذه الإضافة المقولية, النسبة بالمعنى الحرفي وليس النسبة بالمعنى الاسمي, النسبة قائمة بطرفيها, بالحمل الشائع وجودها قائم بطرفيها, ليس لها نفسية, ولكنها بالنتيجة غير الطرفين شيء, وجود, ولكن وجود قائم في غيره, في النتيجة عندنا وجودين أو وجود واحد؟ تأمل في النتيجة أن ملا صدرا يريد أن يقول عندنا تعدد وجودي أو لايوجد عندنا تعدد وجودي, عباراته يظهر منه يقول بأنه بالتعدد الوجودي, تحليله الفلسفي يثبت الوحدة الوجودية لأنه عندك وجود واحد, هذا الوجود الواحد مشكك, إذن عندنا تعدد وجودي أو وحدة وجودية؟ وحدة وجودية, ما معنى مشكك؟
يقول يعني من هذه المرتبة تنتزع ماهية, ولكنه في الواقع لا يوجد تعدد, هذه انت باعتبار ترى هذه المرتبة تنتزع منها ماهية, وهذا ماذا فرقه مع الإنسان الواحد من مرتبة تنتزع روح, من تنتزع بدن, من مرتبة تنتزع عين, من مرتبة تنتزع قوة واحدة, يوجد فرق أو لا يوجد فرق؟
تأملوا واقعا, في النتيجة انه يصر على أن الوحدة التشكيكية التي أقولها شيء وبعدها انتقلت, العبارة قرأنها في البحث الماضي, انتقلت من الوحدة التشكيكية إلى الوحدة الشخصية, واقعا هل يمكن أن نتصور خصوصا مع ما يذكره من الاحكام لا ثاني له لا ضد له لا ند له لا ثاني له لا مثل له إلى آخره وهذه كلها يقولها في الوجود وليس في واجب الوجوب, في احكام الوجود السلبية ماذا تقرأون؟
في شطر من احكام الوجود السلبية في البداية والنهاية إذا الاخوة يتذكرون هناك قال أن الوجود لا ثاني له لا ند له إلى غير ذلك هذا في نهاية الحكمة أيضاً أشار إليه.
قال: كل موجود بمثله, يتبين استحالة وجود مثلين له وبالجملة, أن يوجد موجود إلى آخره, هذه كلها يشير إلى الاحكام السلبية للوجود.
إذن: في النتيجة هل الوحدة التشكيكية تودي بنا إلى تعدد الوجود أو الوحدة التشكيكية تودي إلى وحدة الوجود؟ واقعا تحتاج إلى تأمل, بغض النظر أن الوحدة التشكيكية إلى اين تودي تعالوا معنا إلى أن هؤلاء هكذا, يعني المشائين بالنسبة إليهم صوروا الكثرة أو لم يصوروا؟ وصوروا الوحدة أم لم يصوروا الوحدة؟ بلى بالنسبة إليهم واضحة وهو انه توجد كثرة بنحو الوجود الرابطي وتوجد وحدة بنحو الوجود النفسي النفسي, انتهت القضية, على المبنى المشائي تصوير الوحدة قضية واضحة وان النسبة القائمة بين الوحدة والكثرة هي أي نسبة هي نسبة الوجود الرابطي بالنسبة الوجود النفسي, يعني نسبة العرض إلى الجوهر نسبة العرض إلى الموضوع. إنما الكلام كل الكلام عند العرفاء بغض النظر أن الوحدة التشكيكية تكون في هذه الخانة أو في تلك الخانة, ماذا يقول هؤلاء؟
الجواب: كما ذكرناه في تمهيد القواعد والآن نؤكده مرة أخرى, اخواني الاعزاء في جملة واحدة لست الآن عند المبدأ التصوري للقضية وإنما عند مدعى العرفاء.
الجواب: بناء على أصالة الو جود واعتبارية الماهية هل للماهية وجود في الخارج أو ليس لها وجود في الخارج بناء على أصالة الوجود؟ ليس لها وجود من اين أخذناها؟
أخذناها من الوجود الموجود في الخارج, فلهذا قالوا عندما نقول الإنسان موجود مقصودهم وجود الإنسان موجود والا الإنسان أما موجود بالتبع وأما موجود بالعرض والمجاز. ولكن هذه الإنسانية وهي الامر الاعتباري هل أمر اعتباري من قبيل أنياب الاغوال بيد المعتبر, أو من الاعتبارات التي لها منشأ في نفس الامر فتأخذ منه أي منهما؟ من الواضح انك لا تستطيع أن تنتزع من ماهية الإنسان من أي وجود في الخارج هذه الماهية إنما تنتزع من وجود خاص في الخارج السماء الارض الماء النار تنتزع من وجودات خاصة في الخارج.
إذن: هي امور اعتبارية نفس أمرية, هذا يقوله القائل بأصالة الوجود وتعدد الوجودات فتنتزع منها الماهيات, ولكن هذه الماهيات لا وجود لهما امور اعتبارية ولكن ليس بنحو كثانية ما يراه الأحول, {كسراب بقيعة يحسبه} وإنما امور اعتبارية نفس أمرية.
السؤال المطروح هنا هذا: وهو انه بناء على الوحدة الشخصية للوجود نفس البيان الذي ذكرناه في الماهيات نقوله الوجودات الخاصة.
الجواب: كما انه بناء على أصالة الوجود وتعدد الوجودات كانت الماهيات امور اعتبارية نفس أمرية لها منشأ انتزاع بناء على الوحدة الشخصية للوجود تكون الوجودات الخاصة امور اعتبارية, ولكن اعتبارية نفس أمرية لها منشأ انتزاع ومنشأ انتزاعها ذلك الوجود الواحد,(كلام لاحد الحضور) آثارها في المقام الثاني آثارها بعد ذلك يأتي, ذلك الوجود الواحد كما في انسان الآن لا تتكلم عن آثار الإنسان الذي هو حيوان ناطق حساس متحرك بالإرادة, طبعا ذاك الوجود الواحد وحدته ليست وحدة عددية وإنما حقة حقيقية فإذا كانت وحدة حقة حقيقية, فإذا كانت وحدة حقة حقيقة تكون لا متناهية, أنا من مرتبة من مراتب هذا الوجود الواحد انتزع قوس النزول ومن مرتبة أخرى انتزع منه قوس الصعود ومن مرتبة أخرى الصقع الربوبي ومن مرتبة العالم الإمكاني, عالم العقول, عالم المثال, ولكن كل هذه امور اعتباري ليس لها ما بإزاء, لا ما بإزاء جوهري, ولا ما بإزاء عرضي, ولا ما بإزاء معنى حرفي. لا تقول سيدنا الجنة من اين انتزعها؟ انتزعها من مرتبة من مراتب هذا الوجود الواحد, النار كذلك, نفس المثال الذي ضربه الغزالي, افترض أن كل هذا العالم من قبيل ماذا؟ ولما اقول هذا كل العالم ليس مقصودي عالم الامكان كل الحقيقة في قبال العدم, هذا كالإنسان الواحد انت في مرتبة منه تنتزع باصرة, ولكن باصرة ليس شيء له ما بإزاء جوهري أو عرضي أو معنى حرفي, هو هذا الوجود الواحد انت إذا نظرت إلى هذه الجهة تقول بصر إذا نظرت إلى هذه الجهة تقول يد, والا في الواقع هذا وجود واحد شخصي ولكن هذه الوحدة ليس وحدة عددية, لا ادري هل أصبح المدعى واضح عند هؤلاء. هذا الوجود الواحد الشخصي أفضل الأفضل الأسماء له ما هو, يقولون لم نجد له أفضل ما يعبر عنه الا هذين الاسمين, الوجود, الحق, لذا انتم تقرأون في أول فصل, في الوجود وانه الحق, هذا الوجود وانه الحق هو وجود خارجي؟
الجواب: كلا الخارج مرتبة من مراتبه, وكذلك الذهنية مرتبة من مراتبه, وكذلك والوجوب مرتبة من مراتبه, وكذلك العقل هو مرتبة من مراتبه, (كلام لاحد الحضور) أنا اقول أن هذه تنظر إلى القياس فتصير واجب وممكن, من قبيل نفسك قائمة بقواك أو قواك قائمة بنفسك(كلام لاحد الحضور) فلهذا تقول ذاك علة وهذا معلول, ولكن النفس في وحدتها كل القوى, مع أن النفس في وحدتها كل القوى ولكن مع ذلك اقول لولا النفس لما تحقق الباصرة, أما لولا الباصرة لما تحققت النفس غير صحيح, واضحة الفكرة إلى هنا. عند ذلك تفتهم جيدا مسالة الضد, هؤلاء يركزون على مسألة أن الممكنات كلها امور ظلية لا وجود لها, ولكن عندما نقول عدم,لا يتبادر إلى ذهنك انه نحن نقول بعدمية هذه الوجودات المقدسة, لم نفهم انت تقول بوحدة الوجود أو بكثرة الوجود ؟ انظروا إلى المسامحة في العبارات, يقول كيف لاحد أن يقول بعدمية هذه الوجودات, هو وجود واحد أو وجدات؟
الجواب: يقول من باب المسامحة, انت عندما تنظر إليها بنظرة الكثرة تكون وجودات, والا في الواقع ليست وجودات وإنما وجود واحد شخصي, الآن هذا الوجود الواحد الشخصي الذي هو أنا وأنت ما هو؟ لا أريد أن اعبر جزء منه لأنه من نصبح جزء يكون هو الكل وليس النسبة نسبة الجزء والكل, تضيق العبارة, فلا بد ماذا تعبر, هذا الوجود الواحد الشخصي أنا وأنت وهذه الغرفة والمكان هذا كله ما هو؟ ضمن هذه المجموعة التي هي الوحدة الشخصية,(كلام لاحد الحضور) لا عندما تقول رقيقة ينفصل أو لا ينفصل؟ إذا انفصل صار تعدد وجود, لا بد الرقيقة موجودة في ضمن هذا الواحد الشخصي, نعم أنا وأنت ماذا نفعل؟ هذا الواحد الشخصي باعتبار انه نحن لا نستطيع أن ندركه نأتي إلى كل ما أدركناه منه اسم خاص, نسمي منه هذا الذي أدركناه هنا عالم الشهادة, هذا الذي أدركناه من هنا عالم الغيب وهذا الذي أدركناه من هنا هو جنة ونار, ولكنه هو الذكر والذاكر والمذكور, فهو الحمد والحامد والمحمود, لا اعرف استعطت أن أوصل المطلب, فقط على مستوى المبدأ التصور, فقط أريد أن أصور القضية أن هؤلاء ما هو مدعاهم وان الحملة التي هي عليهم ما هو منشأها وان التهم التي توجه إليهم ما هو منشأها؟ هؤلاء يعتقدون وجود واحد هذا الوجود الواحد كما انه >من عرف نفسه فقد عرف ربه< عجيب ماذا يعني من عرف نفسه فقد عرف ربه؟ هل توجد إثنينية حتى يكون هذا؟
يقول: بهذا المقدار انت تأمل تعرف انك عندك نفس حقيقة وورائها قوى وهذه القوى شيء وراء ماذا؟ ماذا يعني وراء؟ يعني يوجد تعدد وجودي؟
الجواب: كلا لا يوجد تعدد وجودي وجود واحد, النفس في وحدتها كل القوى, ولكن مع ذلك انت تقول متخيلة حاسة باصرة متصرفة عاقلة مفكرة والى آخره.
إذن: على هذا الأساس أن هي الا أسماء سميتموها انتم وأساتذة الفلسفة هذا كلام العارف إلينا, أن هي الا أسماء سميتموها انتم وأساتذتكم من الفلاسفة والمتكلين والأصوليين والفقهاء والا ما انزل الله بها من سلطان.
إذن: على هذا الأساس الماهيات امور اعتبارية أو الماهيات امور اعتبار في اعتبار؟
الوجودات امور اعتبارية والماهيات امور اعتبارية منتزعة من أمر اعتباري
والحمد لله رب العالمين.