بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
كان الكلام في تصوير الوحدة الشخصية, وفي بيان المبدأ التصوري لهذه النظرية وهي نظرية الوحدة الشخصية, قلنا يمكن أن نقرب هذه النظرية من خلال المثال الذي ذكره الغزالي وهو الإنسان, فأننا لو نظرنا إلى الإنسان بما هو انسان له وحدة حقيقية, وليست وحدة صناعية, بل وحدة حقيقية, ولكن هذه الوحدة التي نقول فيها عن زيد انه واحد مرادنا من الإنسان يعني مصاديق الإنسان وليس مفهوم الإنسان وليس ماهية الإنسان, بل مرادنا مصاديق الإنسان أفراد الإنسانية الإنسان بالحمل الشايع, يعني زيد وعمر وبكر, إلى آخره, عندما نضع يدينا على أي واحد منكم نقول انه واحد وهذه الوحدة وحدة حقيقية وليست وحدة صناعية كوحدة السيارة أو كوحدة الساعة أو هذه النظارة, هي وحدة حقيقية ولكن هذه الوحدة سنخ وحدة يمكن أن تنسجم مع الكثرة, فيها كثرة حقيقية فان النفس شيء والبدن شيء آخر, وعندما نأتي إلى البدن فان القلب شيء والأعضاء شيء والرأس شيء وأجزاء أخرى أشياء أخرى وهكذا عندما نأتي إلى النفس نجد أن النفس فيها قوى فان العاقل شيء, والمتخيلة والمتوهمة, والحاسة, والخيال, والقوى الباطنية والظاهرية, هذه كلها متعددة لكن كلها موجودة بوجود واحد.
ولكن عندما نقول كلها موجودة بوجود واحد ليس أن الواحد هو هذا الجمع العددي لهذه الأجزاء, بل هو شي إذا أراد أن يظهر في هذا يظهر بصورة العقل وإذا أراد أن يظهر في هذا يظهر بصورة الباصرة, ولكن هو الباصرة والباصرة هي؟
الجواب: هو شيء وراء الباصرة, الإنسان حقيقته شيء وراء هذه الاشياء ولكن عندما يريد أن يظهر لنا يقوم بعمل فكري من خلال هذا المظهر, وأقول هذا لأنه إنشاء بعد ذلك سيأتي الإشارة إليه.
إذن: النفس مع انها واحدة ولكن مشتملة على مراتب متعددة, مشتملة على امور متضادة فيما بينها, فإن الشهوية إذا أرادت أن تكون حرة فيما تفعل توثر على العاقلة, والعاقلة إذا أرادت أن تكون كما كاملة لا بد أن تقيد الشهوية.
إذن: مع انه واحد ولكن هذه القوى يوجد بينها تضاد, يوجد بينها تنافي, فلذا بعضها يريد أن يرشد أن يُهذب البعض, بعضها يريد أن يقف أمام البعض, من هنا نحن في علم الأخلاق مع أن النفس في وحدتها في الفلسفة, في الفلسفة ماذا نقول؟
مع أن النفس في وحدتها كل القوى, ولكن مع ذلك نأتي إلى علم الأخلاق نقول العاقلة لابد أن تكون رئيس القوى حتى الشهوية والغضبية لا تفعل كذا,
إذن: مع أن النفس كل هذه القوى ولكن هذه القوى عندما تظهر وتريد أن تقوم بأفعالها يوجد بينها تضاد وتنافي, إذا اقترب هذا المثل إلى أذهانكم, هؤلاء يعتقدون أن كل عالم الوجود هو وجود واحد حقيقية, وهذا الذي نعبر عنه بعالم العقل, عالم المثال, عالم الشهادة, عالم الإنسان الكامل, عالم الصقع الربوبي, هذه كلها مراتب هذا الوجود الواحد, وليست حقيقية هذا الوجود الواحد, يعني وراء هذه المراتب هناك حقيقية وشيء تارة تظهر بهذا المظهر فنسميه باسم وأخرى تظهر بآخر ونسميه باسم آخر, كما أن النفس عندما اقول نفس هذه الحقيقية التي نفخت فيها من روحي ثم انشأناه خلقا آخر, هذه الحقيقية إذا أرادت أن تقوم بعمل فكري هذا العمل الفكري نسميه العقل, إذا أرادت أن تقوم بعمل شهوي, هذه النفس هذا الذي يقوم بالشهوة نسميه قوة شهوية, ولكن ليس أن النفس مجموع العاقلة والشهوية والغضبية, بل هي حقيقية وراء هذه الامور التي تظهر تارة هنا وتارة هنا, وهذا معنى ما اقول انه ليست هذه القوى ليست حقيقية النفس هو الجمع الرياضي لهذه القوى, ليس نفس زيد حقيقية زيد إذا جمعنا العقل فهو مجموع هذه الامور, لا أبداً, هو حقيقية هذه الحقيقية هي وراء هذه القوى وآراء هذه المراتب, وأتذكر في بحث علم النفس الفلسفي بشكل مفصل في الكاسيت والكتاب أنا وقفت عنده, وهو النفس في وحدتها كل القوى وليس أن النفس مجموع القوى, فرق كبير بين أن النفس مجموع القوى وبين أن النفس التي هي حقيقية واحدة هي وراء هذه القوى فتظهر تارة هنا, وهنا, وهنا, هذا العالم كله سمه عالم, سمه وجود, سمه ما شئت, هذا الواحد الشخصي تارة يظهر بهذا الظهور نسميه احديه وأخرى يظهر بهذا الظهور نسميه واحديه وأخرى يظهر بهذا الظهور نسميه العقل, نسميه المثال, يعني أن هذا العالم مجموع هذه الامور؟
لا هناك حقيقية هذه الحقيقية تارة تظهر بهذا الشكل, وبهذا الشكل, وبهذا الشكل, لذا عبارة المتن التفتوا جيدا, تعالوا إلى عبارة المتن ص22.
قال: اعلم أن الوجود من حيث هو هو غير الوجود الخارجي وغير الوجود الذهني إذ كل منهما نوع من أنواعه, هذا النوع ليس نوع منطقي, إذ كل منهما مرتبة من مراتبه, إذ كل منهما ظهور من ظهوراته, إذا كل منهما شان من شؤونه, لا ادري واضح هذا هل استطعت أن اقرب المطلب إلى ذهن الاخوة.
سؤال: انظروا كيف المسائل, أريد أن ارتب بعض النتائج, انت جنابك عند تريد أن تقول فكرت, وأوجدت شيئا في ذهنك على مستوى العاقلة أو المتخيلة أو الخيال أو الحس أو إلى غير ذلك, يعني لم يكن موجوداً عندك وأوجدته من العدم أو كان باطنا في مرتبة ثم جعلته ظاهرا في مرتبة أخرى أي منهما؟
إذا كان معدوما فكيف يمكن أن توجد الصورة المعدومة في ذهنك, فاقد الشيء لا يعطيه.
إذن: ما معنى أوجدته في ذهني ؟ كان باطنا فأظهرته. إذن ما معنى الخلق عند العرفاء؟
لا يوجد عندهم إيجاد بعد العدم هذا المعنى عند الفلاسفة, لا يوجد شيء معدوم حتى يوجد, وإنما شيء موجود في باطن هذه الحقيقية فتظهر تارة في هذا الظهور وأخرى لا تظهر, ما معنى لا تظهر يعني عدمت أو رجعت إلى البطون؟
رجعت إلى البطون وهذا معناه أن الخلق والإيجاد عندهم يرجع إلى الإظهار وانه عندما نقول بأنه عدم يعني صار باطنا,
إذن: الإيجاد هو الإظهار, والإعدام هو البطون, في أمثلة أهل البيت ^ يقول عندما يأتي الخلق يمثله بالشمس, يقول انظر إلى الشمس عندما تبدأ بالارتفاع تشع نورا, يعني كان معدوما فاوجد أو كان موجودا في هذه الحقيقية الآن بدأ يظهر للإدراك,بدأ يظهر, وعند الغروب هذا النور لا يعدم بل يرجع إلى أصله.
هذه قضية تتضح بشكل واضح على مبنى الوحدة الشخصية, وتتضح عندنا مسألة أخرى على مستوى الوحدة الشخصية وهي التي كثير منا يفكر بها ولكن لا يبوح بها على لسانه كيف يمكن تصوير أن كل عالم الامكان بشراشره بجزئياته بتفاصيله مشهود له شهودا علما شهودياً حضوريا, هو خارج عن وجوده أو ليس خارج عن وجود؟
ليس خارجا عن وجوده, فإذا لم يكن خارج يعلم به علما حصوليا أو علما شهودياً؟, متى يكون حصوليا؟
إذا كان وجود آخر أمامه هو يعلم بصورته, أما إذا كان هو وجود واحد وكل هذه مراتب هذا الوجود شؤون هذه الوجود, وأنت وأنا نقبل بهذه, في علم النفس نثبت أن النفس واقفة على كل شؤونها علما بسيطا يعني يمكن أن يقع شيء في محوطة النفس والنفس لا تعلم بها؟
الجواب: كلا محال لان أي عمل من هذه الأعمال إرادي فيحتاج إلى علم, نعم في بعض الأحيان يوجد عندك علم بالعلم وفي بعض الأحيان لايوجد عند علم بالعلم, وليس لا يوجد عندك علم, ما من شيء في دائرة النفس يقع الا بعلم من النفس, وتعلم به شهوديا لا علما حصوليا, لا علم بالصورة, وإنما علم بواقعه ووجوده, هذه المسألة تكون واضحة, وهو أن علم الحق سبحانه وتعالى تلك الذات اللا متناهية بكل شؤونها علم شهودي علم حضوري .
إذا اتضحت هذه المقدمات يأتي هذا السؤال وهو انه الحقيقية بما لها من هذه المراتب بما لها من هذا الظهور والبطون ماذا نسميها ما هو الاسم المناسب لها؟
هؤلاء يقولون لم نجد أفضل من اسم الحق, هذا اللفظ لفظ الحق, أما ماذا يقع في قباله؟ الباطل. يوجد ظلال ويوجد باطل {ويعلمون بأن الله هو الحق} نعم فقط في تلك النشأة يحصل لنا العلم بالعلم والا العلم حاصل, {فطرت الله التي فطر الناس عليها} ذلك العالم حاصل, ولا يمكن أن ينفك منه أي موجود, نعم ذاك العلم نعلم به أو لا نعلم؟ هذا الذي يكون مورد التكليف والإيمان, هناك سيحصل لنا علم بالعلم وذاك الحق سيظهر, {ويعلمون بان الله هو الحق المبين} يقولون أفضل تعبير له هذا الحق, في قباله يقع باطل, يقع ظل, لأنه هذا الحق له ظلال لكن هذه الظلال وجودية أو عدمية؟
إذا صارت وجودية لا يكون معنى لكلامنا, هل يوجد في قبال الوحدة الشخصية وجود؟
حتى الإنسان يتعلم انه إذا سألوه لا يجيب بسرعة, والا اطمأنوا هذه أجوبتكم تلزمكم دنيا وآخرة, انت تتكلم بكلام ولا تستطيع أن تقول اخطأت وتبقى تصر على انه حق, دنيا وآخرة تخسر, تعلموا في هذه الاسئلة جزافا لا اسألها اطمأنوا واحدة منها اعرف أن الطلبة إلى اين واصلين, إذا غير مطمأن إذا ليس على القواعد عندما تجيب, تجيب خطا بكل شدة غير قابل, كما ترون طريقتي بالبحث( كلام لاحد الحظور: ما سواه العالم عرفه بن عربي, أن العالم هو ما سوى الله وما سواه هو أمر وجودي, تمهيد القواعد اخرج العبارة حتى أرى ما قبلها وبعدها.
قال الشيخ في الفتوحات: هو عين كل شيء في الظهور ما هو عين الاشياء في واتها, هو عين كل شيء, لأنه النفس في وحدتها كل القوى, ولكن النفس هذه القوة لا تبقى هذه باصرة والنفس نفس, ولكن النفس في الباصرة أيضاً لها حضور ليس انها شيء والباصرة شيء آخر, وهي أيضاً هنا حاضرة وليس هي الباصرة, في الباصرة أيضاً لها حضور.
قال: هو عين كل شيء في الظهور ما هو عين الاشياء في ذواتها سبحانه, أنا اقول الله ذوات الاشياء سبحانه, نعم ينسبون إلي وأنا لا اقول {وإذا مروا باللغو مروا كراما} ماذا اقول لهؤلاء الذين ينسبون لي أنا اقول الله عين الاشياء ماذا اقول لهم, التفت إلى العبارة هو عين كل شيء, مباشرة ما هو هو عين كل شيء في الظهور, ما هو عين الاشياء في ذاوتها سبحانه بل هو هو والأشياء أشياء, هذا يقول ما سواه وجود, هو عين الشيء كيف يكون ما سواه وجود, أما إذا كان قائل لا بد أن نطلع على ما قبلها وما بعدها نعرف المراد منها.
إذن: عندما نأتي إلى تلك الحقيقة, السؤال الاول تلك الحقيقية التي وراء هذه المظاهر ووراء هذه الشؤون ووراء هذه التطورات, ماذا نعبر عنها ؟
هنا تعابير قد يعبر عنها الهوية الغيبية, قد يعبر عنها بما هو هو, عبر عنها ولكن لا اسم لها, ما معنى لا اسم لها؟
(كلام لاحد الحضور) احسنتم في تمهيد القواعد ليس معنى ذلك انه لا توجد ألفاظ تدل عليها, لا اسم عرفاني لها, هذا كلام العرفاء لا اسم لها ليس معناه لا اسم لفظي لها ولكن مع الأسف الشديد بعض من درس هذه الكتب يتصور انه لا اسم لها يعني لا لفظ يدل عليها, توجد ألفاظ تدل عليها ولكن ليست هي الاسم, يعني الذات مع تعين من التعينات لان تلك المرتبة لا تعين لها, أما بخلافه عندما نصل إلى الأحدية فأنها الذات مع تعين, الواحدية الذات مع تعين, العقل الذات مع تعين وهكذا كل الأسماء, عندما نأتي إلى العلم القدرة الحياة هذه كلها الذات مع تعين أما تلك الذات من حيث هي لا اسم لها ما معنى لا اسم لها؟
يعني لا تعين لها, ارجع وأقول >من عرف نفسه فقد عرف ربه< ارجع وأقول هذه النفس انظر إليها, النفس مع تعين العقل تكون عاقلة ارفع تعين العقل ما هي؟ مع تعين الشهوة تكون شهوية مع تعين الغضب تكون غضبية ما هي هي؟ لا يوجد عندنا اسم, تريد أن تعبر عنها ولكن في ذلك التعبير عندما تعبر ليس بتعين بل بلا تعين, واضح هذه النقطة؟
طبعا ذلك الذي لا تعين له يقولون أفضل التعابير عنه (بهو) أفضل التعابير عنه التي هي فوق الاسم الأعظم وليس الاسم الأعظم, الاسم الأعظم الله, هو ليس الاسم الأعظم, لذا تجدون في القرآن, أهل المعرفة هكذا يقولون وليس بالضرورة نحن نقول, ولكن نريد أن نقرر مطالبهم, قل هو الله, الله ما هو تعين من التعينات أما قبل التعين يوجد مرتبة اللا تعين مرتبة اللا تعين ماذا نعبر عنه بالاسم (هو) ولكن هذا الاسم اللفظي ليس الاسم العرفاني لأنه هنا ليس ضمير وإنما اسم, ولكن ليس عرفاني الذات مع تعين, هذا مراده الاسم اللفظي.
هذه النكات أحفظوها حتى حينما تدخلون إلى مطالب هؤلاء العلماء هذه هي مفاتيح العلم, اسمحوا لي, في صفحة في هذه شرح فصوص الحكم شيخنا الاستاذ شيخ حسن زادة, ثم اعلم, السطر الرابع من الحاشية, ثم اعلم انه ليس بين الحروف البسيطة التي يشار بها إلى غيب الذات حرف أحق من حرف الهاء للإشارة إليه.
هذا الذي جاء اين سبحان الذي أسرى بعبده, عبدُه, فلذا تجدون عبدُه مقدم على رسوله, واشهد أن محمداً ’ عبدُه ورسوله, لذا قالوا العبد المطلق في القرآن لم يأتي الا للخاتم ’, كما أن أحق الحروف المركبة في ذلك, يعني للإشارة إلى تلك الحقيقية ماذا؟ الوجود والحق, والحق أولى من الوجود.
لذا بعض أهل المعرفة يقول في قوله تعالى {إنا أنزلناه في ليلة القدر} الآن يتبين ماذا نزل في ليلة القدر, ليس أنا أنزلنا القرآن في ليلة القدر, {إنا أنزلناه في ليلة القدر} فالنازل في ليلة القدر على قلب الخاتم من اين نازل من التعينات أو من اللا تعين؟ من اللا تعين يوجد نزول في ليلة القدر, هذه ادخلها في الإستحسانات في الذوقيات لا ادري هذه بيانات هؤلاء القوم, {إنا أنزلناه في ليلة القدر} (كلام لاحد الحضور) بلى, بعد ماذا يقول يريد أن يتكلم, احسنتم في بعض الأحيان يستشكلون لو كان رسول الله يريد أن يجعل علي بعده إمام وخليفة كان هكذا قال, مولانا قال ولي قال خليفة, يجيب لا, كان لابد أن يقول أنا الذي أقوله بعد ألف سنة لا بد أن يقوله في القرآن, هذا ليس منطقي, لأنه يريد أن ينزل في لغته المعاصرة, انت تقول لا, الآن {إنا أنزلناه} القرآن يقول انه نزل شيء لكن ماذا أنزلت إليك؟
مرة انزل إليك من مرتبة القوة الحسية, ومرة انزل إليك مرتبة القوة الشهوية وأخرى من الغضبية, وثالثة من الخيال, ورابعة من الحس, وسادسة من المتخيلة, وسابعة وتاسعة, إذا أردت أن تنزل مطلب وتربطه بمقام العقل, فلا بد أن تشير إلى عبارة أن هذا نازل من أي مرتبة, من هذه المرتبة لا من هذه المرتبة, أو هذه المرتبة, أو هذه المرتبة,(كلام لاحد الحضور: يقول تسمية للشيء باسم منشأه لا ليس بتسمية منشأه, نريد أن نقول عندنا شي هو اللا تعين, ويوجد أشياء تنزل على قلب الخاتم من هذه المرتبة, يوجد حقائق تنزل على قلب الخاتم من مرتبة التعينات, أما تعينات في الصقع الربوبي, أو في المظاهر الخلقية, لايوجد مشكلة, يعني من العقل ينزل عليه, لا يوجد مشكلة, ولكن يوجد حقائق تنزل عليه من مرتبة اللا تعين, الآن نريد أن نعبر عن هذه ماذا نعبر؟ لايوجد تعبير آخر أفضل من هذا التعبير.
إذن: اتضح لنا أن هذه الوحدة الشخصية التي يقولونها ما هي, وهذه الالفاظ في الوجود وانه هو الحق, هذا الوجود هو الحق.
اعلم أن الوجود من حيث هو هو غير الوجود الخارجي والذهني ولا هو كلي, ولا هو جزئي, ولا هو خاص, ولا هو واحد,إلى آخره, لان كل هذه الامور, واحد, وكلي وجزئي, وعام, وخاص, وخارجي, وذهني هذا هو هذه الحقيقية أو مراتب هذه الحقيقية؟
هذه مراتب هذه الحقيقية, الآن انظروا هذا البحث اين والبحث أن الموجود من حيث هو موجود ينقسم إلى الخارجي والذهني, أصلاً الفاصلة كثيرا كبيرة, في البحث الفلسفي ماذا قرأت؟
هذا كله بحث في التعينات, لذا إذا يتذكر الاخوة نحن في تمهيد القواعد عندما يأتي صدر المتأليهن يقول: بسيط الحقيقة كل الاشياء وليس بشيء منها, هذه مرتبط بمرتبة اللا تعين أو مرتبط بالتعين؟ وأي تعين؟
تعين الواحدية وقبله تعين الأحدية, هذا سطح الفلسفة حتى فلسفة صدر المتألهين, إلى هذا حدهم هذا سقفها, أما العارف سقفه كبير, أما انت إذا صار توحيدك هذا سقفه فبمجرد إذا تكلمت عن شخص قريب من هذا السقف تتهم بالغلو, أما إذا انت توحيدك سقفه كثيرا أعلى من هذا, وتكلمت عن الإنسان الكامل بما هو سقف الواحدية, اين تعيش انت؟
فالتعينات ماذا علاقتها, لذا أنا قلت في كتاب التوحيد قلت هذه الحقيقية أولئك الذين عندما نثبت هذه المراتب لأهل البيت ^ يقولون هذا من الغلو هؤلاء عندهم مشكلة في التوحيد وليس في الإمامة, يعني التوحيد عندهم قامته, قامة التوحيد قليلة, قصيرة, فبمجرد أن تعطي بعض الامور لغير الله في نظره صار الله فيقول غلو, شرك .
إذن: نحن لا بد أولاً أن نأتي ونبين قامة التوحيد نصعد بها, صدر المتألهين & عندما يأتي ويقول: نسبة الموجودات إلى الله سبحانه وتعالى هي نسبة الرابط إلى كذا, يقول: ولا يسع لأولئك الأكابر, يعني الفلاسفة, ولم يتيسر لهم الا هذا القدر من التوحيد, الذي هذه الوجودات رابطية, يعني نسبتها نسبة العرض إلى الموضوع, إلى الجوهر, وهو كون وجود الممكن رابطياً لا رابطا, هذا توحيده هذا, هذا الذي يثبت الموجودات بهذا الشكل توحيد يكون بهذا الشكل.
الآن أريد أن اقرأ بعض النصوص في هذا المجال,ننظر إلى هذا الذي فهمناه في من كلمات العرفاء في تقريب الوحدة الشخصية واقعا هو هذا الذي يقوله أو يقولون شيء آخر, لأنه نحن الآن ندعي أننا قررننا الوحدة الشخصية على مستوى المبدأ التصوري بهذا التقريب الذي اشرنا إليه واقعا هو هذا مدعاهم أو أن لهم مدعى آخر, قبل أن اقرأ هذه العبارة.
إذن: على هذا الأساس موضوع علم العرفان ما هو؟
الجواب: الموجود من حيث هو موجود, من حيث هذا المفهوم فلاسفة ومتكلمين ومحدثين وإخباريين كلهم يقولون هذه الجملة, ولكن فلنفهم ماذا يريدون أن يقصدون من موجود من حيث هو موجود؟
الجواب: موضوع هذا العلم عند هؤلاء هذا سيصبح, تعالوا معنا إلى صفحة21من كتاب شرح فصوص الحكم.
يقول شيخنا الاستاذ: قال الشارح, الحاشية رقم 2, الشارح القيصري في شرحه للتائية الفارضية, موضوع هذا العلم هو ذات الأحدية ونعوتها الأزلية وصفاتها السرمدية, بعبارة أخرى : يعني ذاك الذي لا تعين له ؟
الجواب: كلا, مرارا ذكرنا في تمهيد القواعد قلنا الذات, يعني مرتبة اللا تعين, وهذا من باب ضيق العبارة, عندما نقول مرتبة اللا تعين كأنه يوجد تنافي في هذه الجملة, لان عندما تقول لا تعين يعني لا توجد مرتبة, وعندما مرتبة اللا تعين يوجد تنافي, مرتبة ولا تعين لا يصح, الجواب: نريد أن نشير إليها لا يوجد عندنا تعبير آخر, ماذا اعبر عنها؟ عبر عنها بال(هُو) عبر عنها بعبده, لا يوجد عندنا ألفاظ أخرى تلك غنية عن العالمين لا ارتباط لها بشيء وإنما تلك الذات مع تعين من التعينات, هذا التعين أما تعين الأحدية أما تعين الواحدية وأما التعينات الأخرى.
قال: ومسائل هذا العلم موضوعه اتضح وهو ونعوته الأزلية وصفاته التي مرجعها إلى التعينات, ومسائل هذا العلم كيفية صدور الكثرة عنها, عن تلك الذات الأزلية مع تعيناتها, كيفية صدور الكثرة عنها ورجوع الكثرة إليها, ما معنى ظهور ورجوع؟
يعني ظهور وبطون لا إيجاد وإعدام, لأنه هذا ليس له معنى في العرفان( كلام لاحد الحضور) هو هذا مقصودهم الذي أقوله, مقصودهم أن صدر ليس اوجد, وإنما صدر ظهر, يعني بتعبير القرآن الكريم وبتعبير روايات أهل البيت ^ يعني تجلى يعني ظهر, ولذا انتم تجدون مسألة التجلي يوجد تركيز عليها في روايات أهل البيت, تجلى لخلقه في عباده, وليس بمعنى اوجد بعد أن كان معدوما التي دخلت إلينا من الكلام وأوجدت لنا مشكلة إلى يومنا هذا, وهو أن العدم ليس بشيء حتى يوجد, ثم الموجود لا يعدم,أيضاً صارت عندنا مشاكل, وهو في نفخ الصور ماذا نفعل هناك؟ يوجد إعدام أو لا يوجد إعدام, والموجود كيف يعدم, على كل حال.
قال: وبيان مظاهر الأسماء الإلهية والنعوت الربانية وبيان كيفية رجوع أهل الله تعالى وكيفية سلوكهم ومجاهداتهم ورياضاتهم وبيان نتيجة كل من الأعمال, والأفعال, والأذكار في دار الدنيا والآخرة على وجه ثابت في نفس الامر, ومبادئه معرفة حده وفائدته إلى آخره.
إذن: موضوع هذا العلم ومسائل هذا العلم بناء على تقدم اتضح لنا, نقرأ بعض العبارات حتى نبين أن هذا المبنى التصوري صحيح أو غير صحيح, تعالوا معنا إلى صفحة 17 من كتاب شرح فصوص الحكم.
قال: العارف الرباني الفيض المقدس في عين اليقين, انظروا إلى تعبيره, قد دريت, العباراة قليل فيها تداخل لكن المقصود واضح, قد دريت أن موجودات العالم لا حقائق لها, هذا الذي نعبر عنها بالموجودات سوى الله لا حقائق لها متأصلة سوى كونها مضافة إلى موجدها, هذه مضافة إلى موجدها قد يتبادر إلى الذهن ذاك المعنى الذي يقول به صدر المتألهين وهو الوجود الرابط, ولكن هو يقول أعلى من هذا, هذا الذي قلت مرارا انه يكون في العباراة خلط بين الوجود الرابط الذي يقول به صدر المتأليهن, وبين التشأن والتطور الذي يقول به العارف, الا أن نرجع الوجود الرابط إلى التشأن والتطور عند ذلك لا يوجد اتجاهان.
سوى كونها مضافة إلى موجدها ومتعلقة بها وما يجري مجرى ذلك, وليس لها هوية مستقلة سوى هوية موجدها وقيومها, إذن يوجد عندنا وجود واحد وليس متعدد, قيوم حقيقية واحدة.
ودريت في موضع آخر أن أفعاله سبحانه وآثاره سبحانه هي بعينها الأسماء الحسنى وكلماتها التي لا تنفد, انظروا هذه العبارة عبارة عرفانية, ولكن العباراة السابقة فيها رائحة الوجود الرابط الذي هو وجود ولكن ضعيف في قبال الوجود الاسمي, التي لا تنفد من حيث ظهوراتها على وجه تفصيلي, يظهر بحسبها صفاتها وكمالاتها بصور متعددة متمايزة بعضها من بعض, الآن أوضح العبارات هذه العبارة الأخيرة.
ودريت أن الاسم هو ذات المتجلي بصفة من الصفات وبتعين من التعينات فأفعاله سبحانه بعينها هي ذاته المتعينة بتعينات مختلفة, فلا يوجد هناك فعل في قبال الفاعل حتى نقول هذا وجود في قبال ذاك الوجود, نعم هذا وجود عرضي رابطي وذاك وجود جوهري ليس كذلك, التفت إلى العبارة.
فأفعاله سبحانه بعينها هي ذاته بتعينات مختلفة, ولكن هذه التعينات من أين؟ من حيث ظهوره التفصلي, فالوجود المطلق, هذا الاطلاق ليس بقيد الاطلاق وإنما هو الاطلاق العنواني وليس الاطلاق القيدي كما سيأتي, فالوجود المطلق يتجلى بتعين متناه ويظهر ظهورا تفصيليا يصدر منه بحسب هذا الظهور الآثار فيصير خلقا من الخلائق.
إذن: تبين أن معنى الخلق عندهم, هو ظهور تلك الذات من خلال تعين من التعينات فيصير خلقا من الخلائق وأسمائه تعالى للعالم عبارة عن هذا التجلي والظهور.
هذه عبارة والعبارة الثانية التي قرأنها للاخوة وهي عبارة الشيخ في الفتوحات في أول الامر قال: هو عين كل شيء في الظهور, ما هو عين الاشياء في ذواتها, بل هو هو والأشياء أشياء, عبارة ثالثة موجودة في المقام وهي عبارة صدر المتألهين في شرح الهداية الأثيرية هذه الطبعة الحديثة التي هي طبعت بيروت ص245-246 التي ينقلها هنا شيخنا الاستاذ الشيخ حسن زادة من شرحه على الهداية الأثيرية الطبعة الحجرية ص209, والذي عندهم هذه الطبعة البيروتيةص245-246, ماذا يقول هناك التفت إلى عبارته.
يقول: قال صدر المتألهين في شرحه الهداية ص22 الحاشية رقم 4, قال: الثاني وهم الصوفية من أهل الوحدة قائلون بان ليس في الوجود الا الموجود الحقيقي, والعالم ليس الا شؤونه وظهوراته و تعيناته, ثم بعد ذلك ينقد أولئك الذين قالوا أن الواجب شيء وان الخلق شيء آخر, يقول العالم الشؤون.
بعبارة أخرى: النفس الإنسانية عالمها قواها التي هي شؤون تلك النفس وقوى تلك النفس وتطورات تلك النفس, تتمة الكلام تأتي.
والحمد لله رب العالين.