بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
قال: وليس بعرض لأنه عبارة عن ما هو موجود في موضوع أو ماهية لو جدت لكانت في موضوع, في هذا الفصل الأول من الفصول التي عرض لها الشارح القيصري, يريد أن يثبت خصائص هذا الوجود الواحد الشخصي, وبيان صفات هذا الوجود الواحد الشخصي, سواء كانت الصفات التي تسلب عن هذا الوجود أو التي تثبت لهذا الوجود, فيما يتعلق في القسم الأول وهي الصفات التي تسلب عن هذا الوجود, قلنا بان هذه الصفات التي تسلب عن الوجود في حقيقتها هي على قسمين: القسم الأول الصفات التي ترجع إلى الوجود ولكنها غير موجودة في حقيقية هذا الوجود, القسم الثاني: هي الصفات التي لا ترجع إلى الوجود مسلوبة عن هذا الوجود ولكن في واقعها لا ترجع أيضاً إلى الوجود, ومن هنا ذكرنا بالأمس انه لكي نقترب من هذا المطلب لا بد أن نميز بين نحوين من الكثرة التي سلبت عن هذا الوجود الواحد الشخصي, كثرة وجودية مسلوبة عن هذا الوجود وإنما تسمى وجودية باعتبار انها يمكن إرجاعها إلى الوجود ولكن هذا الوجود لا توجد فيه هذه الكثرة هذا الوجود الواحد الشخصي, وكثرة ماهوية التي أيضاً تسلب عنه ولكنه في واقعها لا ترجع إلى هذا الوجود فلو سألنا هذا الوجود الواحد الشخصي هل انت الوجود الخارجي الجواب لا, هل انت الوجود الذهني؟ الجواب لا, هل انت واحد ؟ الجواب لا, هل انت كثير؟ الجواب لا, ولكن التفتوا جيدا كما اشرنا بالأمس قلنا أن هذا الوجود الواحد الشخصي ليس هو الخارج ولكن ليس معناه لا يوجد فيه مرتبة من مراتبه ينتزع منه الوجود الخارجي, ونوع من أنواعه يسمى الوجود الخارجي, ونوع من أنواعه يسمى بالوجود العيني, ونوع الوجود العلمي, ونوع الوجود الذهني وهكذا, أما هو ليس لا هذا ولا هذا ولا هذا, هذا الذي قراناه في الآية المباركة و هو الذي في السماء اله ولكن السماء هو الإله؟
الجواب: كلا السماء ليس هو الإله ولا الإله هو السماء ولكن يوجد أينما وجد السماء {أينما تولوا فثم وجه الله } ولكن ليس معناه أن ذلك الشيء هو الله, إذن: لا يكون خلط بين أنه عندما ننفي هذه الكثرات عن حقيقية الوجود الواحد الشخصية وبين أن تكون هذه الكثرات موجودة لهذا الوجود الواحد الشخصي بعنوان انه شوون هذا الواحد مراتب هذا الواحد, تطورات هذا الواحد, لأنه واحد ولكن ليس هذا الواحد العددي حتى لا يقبل الشمول لغيره بل هو واحد غير عددي, وهكذا عندما نأتي إلى الجوهرية والعرضية, فانه هذا الوجود الواحد الشخصي ليس بجوهر وليس بعرض, بالأمس بينا ووصلنا عند هذا المطلب, وهو انه لماذا ليس بجوهر ولماذا ليس بعرض, أما انه إذا عرفنا, التفتوا جيد إلى هذه النكتة, إذا عرفنا الجوهر والعرض بتعريف اخذ فيهما الماهية فمن الواضح أن الوجود غير الماهية, إذا عرفنا الجوهر بأنه ماهية إذا وجدت في الخارج وجدت لا في موضوع, وعرفنا العرض بأنه ماهية إذا وجدت في الخارج وجدت لا في موضوع, فمن الواضح أن الوجود الواحد الشخصي لا هو جوهر ولا هو عرض لماذا؟
لان الجوهرية والعرضية ماهيتان والوجود ليس هو الماهية, نعم بعض مراتبه قد تكون له ماهية وليس تكون ماهية, أما إذا لم نعرف الجوهر والعرض بماهية كما أشار إليه قال: عبارة عما هو موجود في موضوع وعما هو موجود لا في موضوع, يعني عرفنا الجوهر موجود لا في موضوع وعرفنا العرض موجود في موضوع, فهنا الاشكال السابق لا يرد, لأنه لم نأخذ في تعريف الجوهرية والعرضية الماهية حتى نقول أن الوجود ليس هو الماهية.
هنا يرد إشكال آخر وهو أنه هذا موجود والوجود غير الموجود, التفتوا إلى نكات الفرق بينهما, لأنه عادة عندما يقول موجود بالخصوص عند بعض الحكماء عندما يقولون موجود, يعني شيء ثبت له الوجود, فالجوهر شيء ثبت له الوجود, والعرض شيء ثبت له الوجود, والوجود شيء ثبت له الوجود أو الوجود شي ثابت بنفس ذاته لا بوجود زائد على ذاته؟
إذن: الوجود حتى لو عرفنا الجوهرية والعرضية بالموجود في موضوع أو بلا موضوع فان الوجود لا بجوهر ولا بعرض, لان الموجود هو الذي ثبت له الوجود والوجود ليس موجودا يعني شيئا ثبت له الوجود, بل الوجود شيء موجود بنفس ذاته, واضح صار المطلب, إذن على كلا تعريفي الجوهر والعرض, فالوجود الواحد الشخصي لا هو جوهر بالتعريف الأول إذا أخذت الماهية, ولا هو جوهر بالتعريف الثاني إذا لم تؤخذ الماهية, لا هو عرض بالتعريف الأول ولا هو عرض بالتعريف الثاني, واضح صار المطلب.
قال: هذه العبارة بالأمس قراناها, وليس بجوهر وليس بعرض, ما هو العرض؟ يقول أيضاً على ماذكرناه في الجوهر أيضاً العرض له تعريفان, التعريف الأول وليس بعرض لان العرض عبارة عن ما هو موجود في موضوع والوجود موجود أو الوجود ليس بموجود؟
الجواب: الوجود موجود إذا كان بنفس ذاته, وإذا لم يكن مقصود بنفس ذاته فهو ليس بموجود, وشيخ الاشراق عندما يقول أن الوجود ليس بموجود مقصوده الأول أو الثاني؟
هنا لابد أن نرجع إلى شيخ الاشراق, لا نقول بمجرد أنه قال أن الوجود أمر اعتباري وليس بموجود في متن الاعيان نقول هذا قائل بأصالة ماذا؟ ننظر إليه إذا كان يريد أن يقول أن الوجود ليس بموجود كما أن الجسم ليس بأبيض الحق معه فالوجود ليس بموجود بهذا البعض, ونحن القائلون بأصالة الوجود هكذا نقول الوجود موجود بوجود زائد على ذاته هكذا لا نقول, وإذا كان يريد أن ينفي أن الوجود ليس بموجود حتى بنفس ذاته, عند ذلك نقول هذا لم يقل بأصالة الوجود وإنما قال بأصالة الماهية, ولا اقل هذه الدعوة أنا ادعيها, ولا اقل أن عبارات شيخ الاشراق في هذا الامر متشابه, يعني بعضها تشير إلى هذا وبعضها تشير إلى ذاك, لا اقل أن المسألة لعله لم تكن محررة في ذهنه, واضح صار هذا المعنى.
قال: وليس بعرض, الوجود ليس بعرض, لان العرض عبارة عن ما هو موجود في موضوع, طبعا يوجد إشكال مختص بالعرض, وهو انه, هذا الاشكال المختص يأتي, والإشكال المشترك بينته إذا كان ماهية فالوجود ليس ماهية, إذا لم تؤخذ الماهية في الجوهر والعرض واخذ موجود يعني بوجود زائد فالوجود ليس موجودا بوجود زائد, هذا البيان ينفي كون الوجود الواحد الشخصي ليس بجوهر ولا بعرض لا بالتعريف الأول ولا بالتعريف الثاني, وهذان أمران مشتركان.
يقول: لان العرض عبارة عما هو موجود في موضوع هذا التعريف الأول, أما التعريف الثاني: أو ماهية لو وجدت لكانت في موضوع والوجود ليس موجودا, عجيب, فهنا تبين أن القيصري قائل بأصالة الماهية, يقول بأصالة الماهية أو بأصالة الوجود؟
تعال معي إلى ص 24 اقلب الصفحة السطر الثاني, وليس أمراً اعتباريا كما يقول الظالمون, {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون} هنا لا يوجد مشكلة هذا لا ظلم لا أخلاقي, ولا ظلم فقهي, هذا ظلم العرفاني, انه انت إذا قلت أن الوجود أمر اعتباري ستكون أصالة ماهوية فإذا صارت أصالة ماهوية توحيدك ينسجم مع الأصالة الماهوية, هذا للواجب؟ نعم ظلم, وأي ظلم أكثر ظلماً من التوحيد.
قال: وليس أمراً اعتباريا كما يقول الظالمون لتحققه, أي الوجود, إذن لماذا هنا يقول والوجود ليس موجودا, هنا انظروا العبارات إذا لم تفهم على حقيقتها, انت هذه العبارة عندما تراها عند شيخ الاشراق تقول هل هناك أوضح من هذه العبارة دلالة على اعتبارية الوجود, ليس كذلك هؤلاء مقصودهم أن الوجود ليس موجودا يعني ليس موجودا بوجود زائد على ذاته, يعني حمل الوجود على الوجود ليس من قبيل حمل البياض على الجسم, الذي هو محمول بالضميمة والوجود ليس موجودا, يفسره بمعنى أن للوجود وجودا زائدا, هذا الاشكال المختص, فضلا عن أن يكون موجودا في موضوع, هذا الاشكال لا يرد في الجوهر وإنما يرد في العرض لأنه العرض عرف عبارة عن ما هو موجود, هذا الاشكال المشترك, في موضوع, هذا معناه يلزم أن يكون إذا قبلنا أن الوجود عرض والعرض موجود في موضوع ثبوت شيء لشيء فرع لثبوت المثبت له لابد أن يكون الموضوع موجودا فيلزم أن يكون الوجود متقدما على نفسه بالوجود, لابد أن يكون الموضوع موجودا والمفروض أن الوجود هو العرض متأخر, فإذن يلزم أن يكون الوجود متقدما ويلزم أن يكون الوجود متأخرا, أي تقدم وتأخر هذا ذاتي أو زماني؟ الجواب انه ذاتي جزما لا إشكال, وإذا قلنا أن العرض محمول بالضميمة ليس فقط يكون ذاتي وإنما يكون تقدم زماني أيضاً لأنه في رتبة سابقة موجود ذاك.
قال: بل موجودتيه بعينه وذاته, الوجود موجود بعين ذاته, لا بأمر آخر يغايره عقلا أو خارجا, هذه لا عقلا وخارجا لماذا؟
يقول: بعض يتصور أن العلاقة بين الوجود والماهية في الخارج علاقة المحمول بالضميمة فاحدهما يغاير الآخر, إذا قلنا أن علاقة الإنسان مع الشجر علاقة الجسم مع البياض فهنا عندما نقول الوجود موجود مثل هذه العلاقة؟ الجواب كلا هذه مغايرة خارجية بينهما موجودة, وبين الوجود والموجود لا توجد مغايرة خارجية, لقائل أن يقول بين الوجود والماهية أيضاً لا توجد مغايرة خارجية لان الوجود عين الماهية, أن الوجود غير الماهية تصورا واتحدا هوية, إذن في الواقع الخارجي واحد فليكن الامر كذلك, يقول: لا ذهنا أيضاً يتغايران, ليس وضع الوجود موجود من قبيل الإنسان موجود, في قولنا الإنسان موجود وان كان هناك وحدة خارجية اتحاد هوية في الخارج ولكن بحسب العقل توجد إثنينية, في قولك الوجود موجود توجد إثنينية عقلية أو لا توجد؟
الجواب: لا إثنينية ذهنية فضلا عن الإثنينية الخارجية, لا ادري واضحة هذه العبارة.
قال: بل موجوديته بعينه وذاته لا بأمر آخر يغاير تلك الذات لا مغاير عقلي أو مغاير خارجي, الذي مع الأسف الشديد لا توجد حاشية من الشيخ حسن زاده في هذه المطالب أبداً.
وأيضاً لو كان عرضا, إذن صار عندنا إشكال مشترك بين نفي الجوهرية والعرضية عن الوجود, أن الوجود لا جوهر ولا عرض بإشكال مشترك, وعندنا إشكال مختص بان الوجود ليس بعرض, هذا الاشكال الأول اشرنا إليه, وهو انه في موضوع,هذا الاشكال هو وأيضاً لو كان عرضا, هذه أيضاً ليس محلها حتى تكون في أول السطر لأنه هذا تتمة البحث وليس شيء جديد, وأيضا لو كان عرضا لكان قائما بموضوع, يعني لو كان الوجود عرضا, وأيضاً لو كان الوجود عرضا لكان الوجود قائما بموضوع موجودا قبله بالذات, فيلزم تقدم الشيء على نفسه, فإذا فرضنا أن العرض مفارق فالتقدم بالإضافة إلى كونه تقدم ذاتي يلزم أن يكون تقدما زمانياً, نعم إذا كان العرض عرضا غير مفارق فالتقدم يكون تقدما ذاتيا.
إذن: قال فيلزم تقدم الشيء على نفسه إذا كان عرضا مفارقا تقدم الشيء على نفسه ذاتا وزمانا, إذا كان عرضا غير مفارق فالتقدم تقدم ذاتي لا زماني,(كلام لاحد الحضور) الجسم والبياض, الجسم تارة يكون ابيض وتارة لا يكون ابيض, (كلام لاحد الحضور) ليس البحث مجرد, نحن نسال إذا كان الوجود عرض هذا العرض بالنسبة إلى موضوعه على قسمين أما مفارق و أما غير مفارق إذا فرضنا أن الوجود عرض والعرض فرضناه البياض فالبياض يكون عرض مفارق وإذا كان عرض مفارق فيحتاج إلى موضوع, وموضوعه متقدم عليه ذاتا وزمانا.
قال: فيلزم تقدم الشيء على نفسه, هذه عبارة وأيضا وجودهما زائد عليهما, والوجود لا يمكن أن يكون زائدا على نفسه هذا تكرار لما سبق, أنا أتصور هذه العبارة زائدة, لأنه فيما سبق قال: والوجود ليس بموجود بل بمعنى انه له وجود زائد فضلا عن أن يكون موجود في موضوع أشار إلى هذا المعنى, الاشكال المشترك هو هذا كان, قلنا: بأنه إذا فسرنا, الا إذا كان يؤكده, ولكن إذا كان تأكيد لا يحتاج إلى أيضاً, فكأنه إشكال مستأنف جديد يريد أن يشكل بهما على أن الوجود ليس بجوهر ولا بعرض, ونحن قبل قليل كنا نشرح هذا المعنى في العبارة السابقة, فعلى هذا أما أن تكون العبارة الفائتة كلها زائدة, وأما هذه العبارة أيضا زائدة, ووجودهما زائد عليهما والوجود لا يمكن أن يكون زائدا على نفسه, لذا في عقيدتي أن هذه الجملة زائدة لا حاجة إليها.
إشكال آخر: هذا الاشكال أيضاً مشترك, يقول: بأنه ولأنه مأخوذ في تعريفهما, يقول: لو كان الوجود هو الجوهر ما كان ينبغي أن يؤخذ الوجود في العرض, ولو كان هو العرض ما كان ينبغي أن يؤخذ في الجوهر, والتالي باطل, انه انت عندما تعرف الجوهر تقول ماهية إذا وجدت ففي تعريف الجوهر ماذا أخذت؟
الوجود ماهية إذا وجدت وجدت لا في موضوع, العرض ماهو؟ ماهية إذا وجدت وجدت في موضوع, انت عندما تأتي إلى الجوهر والعرض تأخذ الوجود فلو كان الوجود احدهما دون الآخر للزم أن لا يؤخذ في الآخر والتالي باطل لأنه اخذ في الآخر.
إذن: الوجود لا هو جوهر لأنه لو كان جوهر لما اخذ في العرض, والوجود ليس عرض لأنه لو كان عرضا لما اخذ في الجوهر, والتالي باطل لأنه نجده يؤخذ في العرض وفي الجوهر, وهذا خير شاهد على أن الوجود لا هو جوهر ولا هو عرض.
ولان الوجود مأخوذ في تعريفهما لكون الوجود اعم منهما إذن فالوجود الواحد الشخصي هو غيرهما.
انظروا هنا تجد الفارق بين البحث الفلسفي والبحث العرفاني, البحث الفلسفي أولا يدخل يثبت أن الوجود أصيل, وان الماهية اعتبارية, أن الوجود أصيل وليس اعتباريا, ثم ينفي عنه الاحكام السلبية, ولكنه القيصري ما فعل ذلك, يعني ما اثبت أصالة الوجود وبعد ذلك يأتي ليسلب عن هذا الوجود بعض الاحكام لماذا؟
الجواب: أن العارف يعتبر أن هذه المسألة مسألة بديهيه أن الوجود أصيل مسألة لا تحتاج إلى دليل, نعم تحتاج إلى أن يبين أوصافها السلبية, ومن أوصافها السلبية انها ليس اعتباريا فلذا جعل عدم الاعتبارية من الأوصاف السلبية للوجود, أن الوجود ليس اعتباريا, من قال انه أصيل, يقول: هذا بديهي مفروغ عنه لا يحتاج إلى دليل(كلام لاحد الحضور) أعوذ بالله أي عارف يقول الماهية أصيلة أبداً, فقط إذا يوجد خلاف يوجد خلاف بين شيخ الاشراق وبعض الكذا, أنهم قالوا أن الوجود اعتباري وهذا قلنا كلماته متشابهه, ونفس الشيخ حسن زاده الذي هو من المصرين على أن شيخ الاشراق أول من قال بان الماهية هو في جملة من المواضع يصرح بأنه بالتحقيق أن شيخ الاشراق غير قائل بأصالة الماهية.
تعالوا إلى حاشية رقم 3 أو ل من تفوه باعتبارية الشيخ الاشراقي وتفصيل ذلك مذكور في النكتة 628 من كتابنا الموسوم بهزار ويك نكتة, مجلدين هذا, وحدسي أن القول باعتباريته إنما كان من هذه الجهة, وهي أن التعبير عما هو متحقق في العين عسير جدا, عندما قال بان الوجود غير متحقق ليس مراده نفي أصالة الوجود ولكن لا يوجد عندنا تعبير, ووجدوا كلمتي الوجود والحق أحق في ذلك التعبير من الكلمات الأخرى كما حررناه في تعاليقنا, والشيخ المذكور يقول: أن الواقع ارفع واشمخ من هذه الاعتبارات والعبارات يعني لا يمكن عن ذاك الواقع بلفظ الوجود, الفرق كثير بين انه لا يمكن التعبير عنه أن لفظ الوجود هذا اللفظ الاعتباري لا يعبر وبين أن الوجود ماذا؟ أن في متن الاعيان هو الماهيات لا الحقائق الوجودية, كثير الفرق بين هاتين.
لاكما تداول كلامه في كتب الفن من اعتبارية الوجود قبال أصالته, حيث يقولون الوجود أصل والماهية واعتقادنا في برهان الصديقين إلى غير ذلك, أيضاً فقط بين الحكماء يوجد هذا الكلام, وهذا الكلام أيضاً يقول أن شيخ الاشراق ليس مقصوده هذا, أو بالنحو الذي أنا بينته, يعني عندما يقول أن الوجود غير موجود يعني الوجود ليس موجود بوجود زائدا على ذاته. وليس أمراً اعتباريا كما يقول الظالمون لتحققه, هذا الوجود الواحد الشخصي, لتحققه في ذاته مع عدم المعتبرين إياه فضلا عن اعتباراتهم, يقول هذا الواحد الشخصي متحقق حتى مع عدم المعتبر فضلا عن وجود انه يعتبر أو لا يعتبر, هذه الحقيقية التي هي متحققة حتى مع عدم المعتبر كيف يمكن أن يفترض بأنها إنما هي مفهوم اعتباري لأنه إذا قلنا مفهوم اعتباري وليس لها مصداق بالذات نحتاج إلى أولاً إلى وجود المعتبر, وثانيا إلى اعتباره حتى يكون هذا المفهوم مفهوما اعتباريا, الآن نحن في بعض الأحيان باعتبار الاخوة الذين يحضرون في بحث العرفان النظري كثير من الاخوة لا يحضرون بحث الاسفار فلذا أنا في بعض الأحيان اضطر إلى أن أبين بعض الابحاث الفلسفية هنا.
ما معنى أن الوجود أمر اعتباري؟ ما الفرق بين المفهوم الماهوي والمفهوم الفلسفي؟
الجواب: في كلمة واحدة: وهو أن الشيء إذا انعكس وحصل في الذهن من غير واسطة فهو مفهوم حقيقي مفهوم ماهوي أما إذا حصل الشيء في الذهن وكان المفهوم في الذهن ولكنه من غير انتزاع أو اخذ مباشر من الواقع الخارجي فهو مفهوم ثانوي, وهذا المفهوم الثانوي أن كان له مصداق ي الخارج فيكون مفهوما فلسفيا وان لم يكون له مصداق في الخارج فيكون مفهوما منطقيا.
سؤال: انت قلت بأنه المعقول الاولي أيضاً مأخوذ من الخارج؟
الجواب: لا, ميزنا في نهاية الحكمة بين أن يكون للمفهوم فرد, وبين أن يكون للمفهوم مصداق, قلنا الذي يوجد للمعقولات الأولية في الخارج هو الفرد, والذي يوجد للمعقولات الثانية الفلسفية هو المصداق واحدهما غير الآخر, هذا الاعتبار الذي يقوله الأعلام هنا هذا الاعتبار الفلسفي لا الاعتبار العرفي لا الاعتبار العقلائي, والاعتبار الفلسفي له منشأ انتزاع له نفس أمرية, لا تستطيع أن تنتزع كما تشاء وتريد, أما بخلاف الاعتبارات العقلائية اليوم تضع لهذه الورقة اعتبار وغدا لا تضع لها اعتبار, إذن: عندما يقولون مفهوم الوجود اعتباري نعم مفهوم الوجود اعتباري ويبقى اعتباريا ويستحيل أن لا يكون اعتباريا, نعم هذا المفهوم له مصداق في الخارج أو ليس له مصداق في الخارج؟ نحن لا نقول هل له فرد في الخارج أو ليس له فرد في الخارج؟ ما الفرق بين الفرد والمصداق؟
الفرق بينهما في نهاية الحكمة وأيضا في الاسفار, قلنا أن الفردية يعني يوجد هناك ماهية واحدة في الخارج وفي الذهن كانسان فان الإنسان في الخارج والذهن في الحمل الاولي واحد, شيء واحد ولكن لبس تارة وجود خارج وأخرى لبس وجود ذهني, أما في المصداق لايوجد هذا الامر الواحد الذي يلبس خارجا وجودا خارجي وفي الذهن وجودا ذهني, في المفهوم والمصداق لا الخارج يوجد في الذهن ولا في الذهن يوجد في الخارج, أما في المعقول الأولي و الفرد الذي في الذهن يوجد في الخارج بوجود خارجي, والذي في الخارج يوجد في الذهن بوجود ذهني, وبهذا يتضح الفرق بين المعقولات الأولية و المعقولات الثانوية.
المعقولات الأولية هي التي تحت الخارجة بلا واسطة ونسبتها إلى الخارج نسبة الكلي إلى الفرد, أما المعقولات الثانية هي التي تحت الخارج ولكن هل تحت الخارجة بواسطة أو بلا واسطة؟
جنابك ضع مرآة أمامك, مرة ترى الزرع أمامك فتستكشف من وجود الزرع وجود الماء, لأنه لو لم يكن ماء لم يكون زرع, فإذن وجود الزرع يدلك على وجود الماء بلا واسطة, الآن في المرآة ترى وجود الزرع هل يدلك على وجود الماء أو لا يدلك على وجود الماء؟
نعم يدل بالواسطة, هذه الصورة من الزرع تدل على ووجود الزرع في الخارج ووجود الزرع في الخارج يدل على وجود الماء في الخارج, ولكن لان العملية سريعة جدا تتصور أن الصورة دلت على وجود الماء مع أن الصورة لم تدل على وجود الماء, في المفاهيم الفلسفية, حتى لا يكون بحثنا العرفاني مطابقا كاملا للبحث الفلسفي نضيف إليه إضافة, في المفاهيم الفلسفية عندما تحكي المصداق الخارجي دائما تحكيه مع الواسطة وبلا واسطة مستحيل أن تحكيه, والواسطة لها ماذا؟ المعقولات الأولية, طبعا هذه الواسطة قد تكون واحدة, وقد تكون أكثر ليس مهم, المهم أن المفهوم الفلسفي يحكي, وهذا نسميه مفهوم ماذا؟ إذن فتحصل أن المفهوم مفهوم حقيقي ومفهوم اعتباري, ماهو المفهوم الاعتبار؟
المفهوم الاعتباري يعني الذي له مصداقا في الخارج ولكن بالواسطة. الآن هنا عندما يقولون أن الوجود ليس أمراً اعتباريا, يعني أن مفهوم الوجود ليس أمر اعتباري؟ لا, مفهوم الوجود اعتباري, يريد أن يقول ليس فقط مفهوم الوجود هذا الامر الاعتباري بل هذا الامر الاعتباري له محكي في الخارج. وليس أمراً اعتباريا, ليس معناه أن مفهوم الوجود ليس أمراً اعتباريا, ليس حقيقية أمر اعتباري, حقيقية الوجود أمر واقعي, ومفهوم الوجود حاكٍ عنه, نريد أن نقول ليس الامر منحصر في مفهوم الوجود الذي لا مصداق له بالذات بل له مصداق بالذات.
قال: وليس أمراً اعتباريا كما يقول الظالمون لتحققه, لتحقق الوجود في ذاته, مع عدم , هذا دليله, مع عدم المعتبرين إياه فضلا عن اعتباراتهم, إذا كان هذا الشيء متحققا مع عدم المعتبر فكيف يكون أمراً اعتباريا.
سؤال: من قال انه متحقق؟
قلت: لا, يدعي بأنه هذا مفروغ عنه, لذا قلنا بأنه يبدأ من أن تحقق الوجود في متن الاعيان أمر مفروغ عنه أصلاً لا يوجد بحث هناك, (كلام لاحد الحضور) قلت أنا أريد أن أخرجه من المصادر إذا تذكرون بين نحوي الكونية فيه هذا كان في كلام السبزواري, هذا الذي شيخنا يا شيخ عبد الله, اقول هذه الابحاث الذي إذا فلسفة نحن تلك المطالب ليس معنا هنا, البداية, والنهاية, والفلسفة لابد أن تكون حاضرة بنحو القرينة المتصلة بالبحث العرفاني, إذا تذكرون الحكيم السبزواري أقام برهانا على أصالة الوجود من خلال والفرق بين نحوي الكون يفي, هناك ماذا كان إشكال الحكيم السبزواري؟
قيل له هذا مصادرة على المطلوب, وهناك اجبنا على المصادرة على المطلوب الجواب نفس المصادرة هناك ترد هنا, والجواب هناك موجود هنا أيضاً. يريد أنه يقول يوجد شيء في متن الاعيان وانت ليس من أهل السفسطة وإنما واقعي, وهذه الواقعية لا يمكن أن تكون مفهوم الوجود ولا يمكن أن تكون الماهية, لان الماهية من حيث هي ليست الا هي لابد أن يكون شيء يفاض وهذا الذي يفاض هو الوجود.
قال: وليس أمرا اعتباريا, ارجع وأقول إذا يتذكر الاخوة في مسألة أصالة الوجود يوجد اتجاهين: اتجاه يرى أن أصالة الوجود وان الوجود أصيل أمر بديهي, واتجاه آخر يرى انه أمر نظري , إذا قلنا بديهي نحن لا نحتاج الا الى منبهات, إذا قلنا نظري نحتاج إلى أدلة وبراهين, هؤلاء من القائلين أن تحقق الوجود في متن الاعيان أمر بديهي, فلهذا صاروا بصدد الإثبات او ونفي الاعتبارية عنه, يعني جعلوا انه ليس باعتباري من صفاته السلبية وليس من صفاته الثبوتية. وليس أمراً اعتباريا كما يقول الظالمون لتحقق الوجود في ذاته مع عدم المعتبرين إياه فضلا عن اعتباراتهم, سواء كانوا, أولئك المعتبرين, سواء كانت هذه الاعتبارات لا بد نقول, سواء كانت, إذا صارت كانوا يصير المعتبرين, إذا صارت كانت تصير الاعتبارات, سواء كانت تلك الاعتبارات صادرة من العقول, أو تلك الاعتبارات صادرة من غير العقـول, يعنـي مـن القـوة العقليـة أو القـوة الوهميـة والخياليـة, كما قال ×> كان الله ولم يكن معه شيء< هذه كان الله ولم يكن معه شيء, إنشاء الله بحثه سيأتي, ولكن بنحو الاجمال اقول هذه >كان الله ولم يكن معه شيء< باعتبار إذا يتذكر الاخوة في نهاية الحكمة نحن قلنا أن أي قسم من اقسام التقدم والتأخر الستة أو السبعة أو الثمانية أو الأقل أو الأكثر هذا التقدم يحتاج إلى ملاك, يعني يحتاج إلى شيء ثالث يقاس إليهما حتى نقول بالنسبة إليهما أما هذان معا, وأما احدهما متقدم والآخر متأخر.
إذن: المعية والتقدم والتأخر فرع وجود أمر ثالث وملاك وراء المعيّن, وراء المع, ووراء المتقدم والمتأخر, ووراءه سبحانه وتعالى يوج شيء لا يوجد شيء؟
إذن: ليس فقط لا معه, لا معية ولا تقدم ولا تأخر لأنه كله من السالبة بانتفاء الموضوع, كان الله ولم يكن معه شيء, التفتوا جيدا, هذه المعية أو عدم المعية متى تتصور؟ إذا كأنه هناك شيء ثالث وراء هذين الاثنين المع, مع , يقاس إليه إلى ذلك الشيء الثالث فأما مع وأما متقدم ومتأخر, أما إذا لم يكن شيء وراءه, وراءه الحق سبحانه وتعالى فهل يمكن فرض مع أو تقدم أو تأخر أو لا يمكن؟ لا يمكن, إذن: لا نحتاج إلى أن نضيف إليها والآن كما كان , نحتاج أو لا نحتاج؟ هذه الإضافة إذا أضيفت من باب توضيح الواضحات لأنه أساساً ليس لم يكن في ذلك الزمان في ذاك الظرف لم يكن معه ثالث الآن يوجد معه ثالث حتى نقول والآن كما كان, نحن عندما نفينا المعية هذا نفي المعية لماذا؟ باعتبار انه لا يوجد شيء وراءه حتى يقاس إليه, الآن يوجد شيء وراءه؟ أيضاً لا يوجد, والآن كما كان, على أي الاحوال. كان الله ولم يكن معه شيء, وكون الحقيقية بشرط الشرك, من هنا يبدأ استدلال القائلين بأصالة الماهية ما هو, هو يريد أن يرد هذا الاستدلال, وكون الحقيقية, حقيقية الوجود, بشرط الشركة أمراً عقليا اعتباريا لا يوجب أن يكون لا بشرط شيء كذلك, فليس الوجود صفة عقلية وجودية كالوجوب والإمكان للواجب والممكن, هذه تحتاج إلى توضيح حتى تعرفون انه البحث الفلسفي مع دقة هؤلاء الأعلام ولكنه كيف تطور البحث الفلسفي بعد هذه الكتب وبعد العرفاء, وانه في كلما ت المتأخرين البحث الفلسفي أين وصل وفي كلمات هؤلاء مستوى البحث الفلسفي في أي مستوى كان.
والحمد لله رب العالمين.