بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
قال الشارح: فلا واسطة بينه وبين العدم كما لا واسطة بين الموجود والمعدوم مطلقا والماهية الاعتبارية واسطة بين وجودها الخاص وعدمها والمطلقة الاعتبارية لا تحقق لها في نفس الامر, والكلام فيما له تحقق فيه.
من النتائج الاساسية التي رتبها على الصفات الثبوتية للوجود وخصوصا هذه الصفة الأخيرة التي أشار إليها في المقطع السابق وهي قوله: ولا يتحقق في العقل ولا في الخارج الا به, رتب هذه النتيجة إذن انه لا واسطة بين الوجود وبين العدم وهذا طبيعي لان المدعي للواسطة يفترض ظرفا يكون للشيء نحو من الثبوت, هذا على فرض صحة هذه الدعوى وهذا الانتساب, أن هناك ظرف يتحقق فيه شيء ولكنه هذا المتحقق لا هو وجود ولا هو عدم, هذا الذي نسب له مقال بنظرية الحال أو الاحوال التي هي واسطة بين الوجود وبين العدم, قالوا: أن هذه ثابتة, أي الاحوال, لا موجودة ولا معدومة.
يقول: بما بيناه ولا يتحقق شيء في العقل ولا في الخارج الا به لان الوجود لو لم يكن لم يكن شيء, إذن لا واسطة بين الوجود وبين العدم, إذا كان هناك وجود فهناك تحقق وثبوت إلى غير ذلك, إذا لم يكن , لم يكن هناك وجود فلا يوجد أي نوع من أنواع التحقق والثبوت, فلا توجد عندنا واسطة بين الوجود وبين العدم, ولا واسطة بين الموجود وبين المعدوم, وواضح الفرق بين الوجود والعدم والموجود و المعدوم.
ولكنه هنا توجد عدة نقوض, التفتوا جيدا, النقض الاول الذي يذكر في المقام يقال كيف تقولون بأنه لا واسطة بين الوجود والعدم وانتم ممن تقولون أن الاعيان الثابتة لا موجودة لا معدومة, وهذا سيأتي بحثه التفصيلي وتقدم مفصلا في تمهيد القواعد هناك وقفنا عند مرادهم من أن الاعيان الثابتة لا موجود لا معدومة ما هو المراد؟
اشرنا في جملة واحدة هناك أن هؤلاء لهم اصطلاحهم الخاص في لا موجودة لا معدومة, ليس المراد من لا موجودة لا معدومة يعيني تحقق واسطة بين الوجود وبين العدم, هذا من قبيل إذا يتذكر الاخوة في أول تمهيد القواعد اشرنا إلى هذه النكتة قلنا أن هؤلاء يعبرون عن العالم انه كون و لايعبرون عنه انه وجود, هل هذا معناه أن هؤلاء يرون أن هناك شيء كون لا وجود ولا عدم ؟
ليس الامر هكذا هذا اصطلاح لا بد معرفة ما هو مرادهم من هذا الاصطلاح, اجعلوا هذه الجملة هنا من محكمات كلمات العرفاء انه لا توجد عندهم واسطة بين الوجود وبين العدم, فإذا قالوا الاعيان الثابتة لا موجودة لا معدومة فلهم اصطلاح خاص, ليس المراد إثبات الواسطة بين الوجود والعدم, وكم له نظير هؤلاء عندما يأتون إلى العالم يقولون انه كون وانتم تعلمون عند الحكماء والفلاسفة الكون يرادف الوجود عند الحكماء ولكن لا يرادف الوجود عند العرفاء, إذن لهم اصطلاحهم لا بد أن نعرف ما هو مرادهم من هذا الاصطلاح, هذا النقض الاول.
النقض الثاني: وهو انه انتم تقولون ماهية الانسان من حيث هي لا موجودة لا معدومة, إذن عندنا شيء وهي الماهية وقعت واسطة بين الوجود وبين العدم, والدليل على انها لا موجودة لا معدومة انها إذا وجدت علتها صارت موجودة إذا لم توجد علتها صارت معدومة وهذا خير شاهد على انها في نفسها خلو من الوجود والعدم, والا لو كانت موجودة في ذاتها لما اتصفت في العدم ولو كانت معدومة في ذاتها لما اتصفت في الوجود, إذن كونها تتصف بالوجود تارة وبالعدم أخرى خير شاهد على انها هي شيء خلو من الوجود والعدم, إذا شيء خلو من الوجود و العدم إذن هي واسطة بين الوجود وبين العدم, هذا النقض الثاني.
الجواب: يقول حفظت شيئا وغابت عنك أشياء, نحن نقول انه لا واسطة, التفتوا جيدا, لا واسطة بين الوجود, أي وجود, الواحد الشخصي, هذا الواحد الذي لا يوجد في قباله شيء, هذا الوجود لا واسطة بينه وبين عدم هذا الوجود, في النتيجة هذا الوجود الواحد الشخصي له عدم أو ليس له عدم؟ نعم عدمه الذي هو نقيضه, لأنه نقيض كل شيء رفعه, ليس كل رفع نقيض لكل وجود بل نقيض كل شيء رفع ذلك الوجود, و هاهنا نحن عندما تقول الماهية من حيث لا موجودة لا معدومة مراد لا موجودة بوجودها الخاص ولا معدومة بعدمها الخاص ووجودها وعدمها الخاص شيء والوجود والعدم شيء آخر, احدهما غير الآخر, التفتوا إلى هذه من النكات الظريفة التي عادة يقع فيها الاشتباه, انت عندما تضع يدك على زيد من الناس, زيد من الناس, لا موجودة لا معدومة يعني ليست موجودة بوجودها الخاص وليست معدومة وان كانت موجودة بالوجود العام, بالوجود العام هي موجودة لأنها أما لها في الاعيان الثابتة, تحقق أما في العقل تحقق, في مرتبة من المراتب لها تحقق, نعم بالنسبة إلى وجودها الخاص ليست موجودة وليست معدومة, ونحن ندعي الآن مدعانا ليس بين الوجود والعدم واسطة لا بين الوجود الخاص لهذه الماهية.
سؤال: هل الماهية الخاصة لها وجود خاص بها؟
انتم قائلون بالوحدة الشخصية فكيف يكون لها وجود خاص, الجواب: هذه أيضاً من التعابير المسامحية والشائعة في كلمات العرفاء مرادهم من وجودها الخاص انها شان من شؤون ذلك الوجود الواحد الشخصي, وليس وجود آخر في قبال ذلك ولو بنحو المعنى الحرفي, لا يأتي احد يعترض على العرفاء يقول هولا من جهة يقولون أن الوجود واحد شخصي ومن جهة هنا يعبرون انها واسطة بين وجودها الخاص, إذن للماهيات وجودها الخاص ولذلك الوجود وجود آخر فيتعدد الوجود, بل مرادهم من الوجود الخاص يعني شان ذلك الوجود, طور من أطوار ذلك الوجود, مرتبة من مراتب ذلك الوجود, لا يذهب ذهنك من مرتبة بالمعنى التشكيكي الذي يقوله صدر المتألهين, لا ذاك حديث آخر, المرتبة هنا إذا استطعنا أن نميز بين الوحدة التشكيكية والوحدة الشخصية فان المرتبة التي يقولها صدر المتألهين شيء والمرتبة تقوله الوحدة الشخصية شيء آخر, نعم إذا ما استطعنا أن نصور على على مستوى المبدأ التصوري والتصديقي ذا ك حديث خر ذاك مرجعه إلى مرجع الوحدة التشكيكية إلى الوحدة الشخصية, هذا هو النقض الثاني.
النقض الثالث: >كلام لاحد الحضور< هذا أليس ارتفاع النقيضين, بعد هذا ليس نقض قلنا بأنه بالنسبة إلى وجود, لا مولانا هذا في النهاية اشرنا إليه بأنه هذا رفع للنقيضين أو ليس رفع للنقيضين, هذا شرحناه في أول النهاية أن الماهية حيث هي هي ليست الا هي هو رفع المقيد أو الرفع المقيد, يعني أنا الآن اشرح نهاية الحكمة أو فصوص الحكم, انظروا لا تسالوا هذه اسئلة هذه بين أمرين أما انت لم تفتهم نهاية إذن لما انت هنا جالس , وأما أفتهمت النهاية وتريد أن تمتحني, إذا لم تتأكد من أستاذك لماذا تأتي إلى درسه, هذا جواب سيدنا الاستاذ سيد رضا الصدر & كنا نحضر عنده في مسجد الإمام الحسن × في الاسفار وقال لا موجودة ولا معدومة فقال احد الطلبة أن هذا رفع للنقيضين, قال له أما انت لم تفتهم منظومة فلماذا تأتي إلى الاسفار, وأما تفتهم هناك وتريد أن تمتحني ولم تكن متأكد مني فلماذا تأتي إلى الدرس, سبحان الله هذه النهاية أمامي حتى اقول لك أقاي جعفري, مرارا قلت أي شيء يأتي إلى ذهنكم لا تسالون, الفصل الأول ص72 , بل عدم الوجود المأخوذ في حد الذات وهو المرتبة قيدا للوجود لا للعدم, أي رفع المقيد دون الرفع المقيد,
إذن: قلنا انه رفع للنقيضين هناك أو ليس رفع للنقيضين؟ فما هما نقيضان هذا في شرح النهاية مرار كررتها , قلت فما هو نقيضان لم يرتفعا وما ارتفعا ليس بنقيضين.
قال: الآن النقض الثالث: والمطلقة الاعتبارية, فان قلت بأنه نحن عندنا أيضاً نحوا من أنحاء الماهية أيضاً لا موجودة ولا معدومة ماهي؟ قال الماهية اللا بشرط المقسمي, يتذكر الاخوة هذا الذي مرارا ذكرناه بين قوسين, الطالب الذي لم يكمل الفلسفة لا يسمع هذه الدروس ولا يحضر هذه الدروس, العرفان قائم على البحث الفلسفي الاخوة الذين لم يتقنوا البحث الفلسفي كونوا على ثقة أن هذه الابحاث تضرهم أكثر مما تنفعهم, أنتم تشاهدون أي مسالة نتكلم بها أولا نرجعها إلى أصولها الفلسفية, لان العرفان هو فلسفة ولكن فلسفة الوحدة الشخصية, يعني بدل الوحدة التشكيكية أو الكثرة التباينية يقول وحدة شخصية ولكن بلسان الفلسفة لا بلسان الكشف ما شاهدت, ماذا علاقتي بما شاهدت طوبى لك وحسن ومآب, هذا الذي ذكرته في الكتاب هل فيه برهان أو ليس فيه برهان, إذن أنا أتكلم معك بالبرهان.
سؤال: إذا يتذكر الاخوة في بداية الحكمة قلنا أن الماهية تنقسم إلى ثلاثة اقسام الماهية بشرط شيء, الماهية بشرط لا, الماهية لا بشرط, التي عبرنا عنها مخلوطة مجردة, مطلقة, هنا وقع بحث بين الأعلام بأنه هذه المطلقه هي المقسم أو هي القسم, والبحث الأصولي بأيديكم انه أي منهما الكلي الطبيعي الماهية اللا بشرط التي هي المعروفة باللا بشرط القسمي هي المقسم؟ فهي قسمي نقول عنها, أو عندنا مقسم وراء هذه الاقسام الثلاثة التي عبرنا عنها الماهية اللا بشرط المقسمي, التي تكون مقسما لهذه الاقسام الثلاثة وهي المطلقة والمخلوطة والمجردة ومن الواضح أن الماهية اللا بشرط المقسمي موجودة أو لا موجود؟
من الواضح بأنها مع هذا القسم تكون هذا مع هذا القيد تكون هذا ومع هذا القيد تكون هذا.
يقول: ولا يرد علينا والمطلقة الاعتبارية أيضاً نقض علينا لماذا؟
لأنه نحن نتكلم في الماهيات التي لها نفس أمرية وتلك لها نفس أمرية أو انها مقسم لهذه الاقسام التي لها نفس أمرية؟ والواقع أن هذه العبارة لم أجد لها توضيحا في أكثر كلمات الأعلام لا هنا يوجد لها حاشية ولا في أي مكان, فقط هنا شيخنا الاستاذ شيخ حسن زادة يقول راجع في ذلك ص246 في كتابنا الموسوم بهزار ويك نكتة فراجعناه لم نجد له علاقة بالمطلب, وهذا أما خطأ وأما اشتباه, الآن نرجع إلى العبارة.
قال: فلا واسطة بين الوجود والعدم, هذا تفريعا على ماذا؟ بعد أن ثبت انه لا يتحقق في العقل ولا في الخارج الا بالوجود لان الوجود لو لم يكن لم يكن شيء, إذن فلا واسطة بين الوجود و العدم كما لا واسطة بين الموجود والمعدوم مطلقا, أبداً لا توجد واسطة.
طبعا هنا يوجد بحث الذي أشار إليه شيخنا الشيخ حسن زاده حفظه الله في تعليقته على المسألة الثالثة عشرة من الفصل الأول من المقصد الأول من كشف المراد الذي عنده تعليقات, ويوجد عند بحث مفصل هناك, الاخوة الذين يرجعون واقعا جيد هناك, لأنه شيخنا الاستاذ هناك عنده بحث في صفحتين أو ثلاث في انه يرجع كلمات المعتزلة إلى كلمات العرفاء يقول المعتزلة أيضاً ليس من القائلين بالأحوال التي هي واسطة بين الوجود والعدم, وإنما هذا مرادهم ما ذكره العرفاء في الاعيان الثابتة من انها لا موجودة ولا معدومة, الاخوة يراجعون البحث هناك, الآن النقض الأول.
والماهية الحقيقية, ما هو المراد من الماهية الحقيقية؟ هي التي لها تارة تحقق بوجود خارجي وأخرى لا توجد بوجود خارجي, تارة تكون موجودة وأخرى لا تكون موجودة تكون معدومة, إذا وجدت علتها موجودة إذا لم توجد علتها فهي معدومة, والماهية الحقيقية واسطة بين وجودها الخاص وعدمها, لذا إذا تذكرون في الفصل الأول في المرحلة الخامسة من نهاية الحكمة قلنا يوجد جوابان: وهو انه لا محذور من ارتفاع المحذورين عن المرتبة وقلنا هذا الجواب المتوسط, والجواب الثاني: ما ارتفعا ليسا بنقيضين وما هو نقيضان لم يرتفعا, إذن هنا يجاوب على الجواب المتوسط, يقول ارتفعا ولكن لا محذور في هذا, لان المحذور هو الارتفاع عن تمام مراتب الواقع لا مرتبة من مراتب الواقع وان كان موجودا بلحاظ مرتبة أخرى من مراتب الواقع.
والماهية الحقيقية واسطة بين وجودها الخاص وعدمها, فان قلت المطلقة الاعتبارية ما هو المراد منها؟ المراد من المطلقة الاعتبارية يعني ذلك المقسم اللا بشرط المقسمي, ووجدت بأنه فقط من الأعلام الذي أشاروا إلى هذه النكتة هو السيد الآشتياني في شرحه لمقدمة القيصري وليس هذه التعليقات على الفصوص, في شرحه على مقدمة القيصري وأيضا ليس في المتن وإنما في التعليقات في 129 الحاشية رقم 3, الاخوة الذين يريدون المصدر هناك السيد جلال الدين الآشتياني يقول: مراده من المطلقة الاعتبارية يعني الماهية التي هي المقسم لهذه الاقسام الثلاثة يعني الماهية اللا بشرط المقسمي, والماهية اللا بشرط المقسمي نحن في واقع الامر, انت جنابك عندما تقول الكلمة أما اسم وأما حرف, وأما فعل, هذه الكلمة المقسم فقط والا في الواقع في نفس الامر يوجد أما الحرف, أما الاسم, أما الفعل, فذلك ليس له تحقق في نفس الامر وإنما هو أمر انتزاعي انت تنتزعه.
قال: والمطلقة الاعتبارية لا تحقق لها في نفس الامر, التفت, والكلام فيما له تحقق فلا يرد علينا نقض بالمطلقة الاعتبارية نقطة انتهى.
بحث آخر: من الابحاث الأخرى التي تبين لك صلة القربى بين الوحدة التشكيكية وبين الوحدة الشخصية وهي أن الوجود الواحد الشخصي على مذاق العارف له ضد أو ليس ضد؟ الجواب: في الفلسفية قرانا أن الجواهر لا تتضاد بينها لأنه في التضاد اخذ أن يتوارد على موضوع واحد, ومن هنا يقع التضاد بين الجواهر أو لا يقع؟
لا يقع لان الجواهر ليس لها موضوع واحد, هنا عندما يقول أن الوجود لا ضد له يعني من قبيل الجواهر التي لا تتضاد فيما بينها؟
الجواب: كلا, هناك من باب السالبة بانتفاء المحمول يعني موجودة ولكن ليس لها موضوع واحد, أما هنا عندما لا تتضاد من باب انه يوجد وجود ثاني في قبالها أولاً يوجد؟
لان المتضادين هما وجودان ونحن بناء على الوحدة الشخصية لا يوجد عندنا وجودان حتى نسال انه لهما موضوع واحد أو ليس لهما موضوع واحد, حتى نقول إذا لم يكن لهما موضوع واحد فلا يتضادان ولكن هما وجودان, لا, هنا من باب أن الضد يحتاج أن يكون في قباله وجود آخر حتى نسال يضاده أو لا يضاده, ومع فرض وجود الثاني أي لا ثاني له في الوجود, إذن الوجود واحد فلا معنى لفرض مضاد وهذا ما سيعلله بعد ذلك, وكذلك أن الوجود له مثل أو ليس؟ لا معنى لان يكون له مثل لأنه المثلية فرع تعدد الوجود بغض النظر عن الإشكالات الأخرى, متى نقول هذا مثل هذا؟
إذا كان عندك هذا وجود وهذا وجود وتقايس بينهما تقول هذا ليس مثل هذا ولكن هذا, أما إذا لم يكن عندك وجود ثاني فهل له مثل أو ليس له مثل؟
إذن عندما نقول أن الوجود لا ثاني له لا ضد له من باب السالبة المحمول أو من باب السالبة بانتفاء الموضوع؟إذن ما معنى قول ليس كمثله؟
على التصور الكلامي وعلى التصور المشائي وبنحو من الأنحاء على التصور الصدرائي يوجد هناك وجود ثاني ولكن مثل وجوده أو ليس كمثل وجوده؟ ليس كمثل وجوده, يوجد وجود ثان أما على تصور التبايني, أما على تصور الحكمة المتعالية يوجد وجود ثاني, كما اقول هذا ليس مثل هذا, ولكن هذا غير هذا, فإذا جنابك انت برهنت أن الوجود لا غير له, فهل يأتي السؤال عن الضد أو لا يأتي؟
الجواب: إذا سال عن الضد فلا ضد له من باب السالبة بانتفاء الموضوع لا ثاني له حتى يكون ضدا له أو ليس ضدا له, له مثل أو ليس له مثل؟ لا ثاني له حتى يكون له مثل, له ند أو ليس له ند؟ لا ثاني له حتى يكون له ند.
لذا انتم تجدون أن الشارح & عنده جملة قيمة يقول: ولا ضد له ولا مثل, لماذا لا ضد و لا مثل عنده بيانات والبيان الدقيق يأتي بالأخير, يقول: باعتبار أنهما يعني الضد والمثل, يعني أن يكون للوجود ضد أو مثل لأنهما موجودان, التفت جيدا, والوجود وجود أو موجود؟ هذه قبل صفحتين ذكرناها, قلنا أن الوجود ليس موجودا لان معنى الموجودية شيء ثبت له الوجود, ماهية عرض لها الوجود, والوجود موجود أو ليس بموجود؟
ليس بموجود, واطمأنوا أن شيخ الاشراق عندما قال الوجود ليس بموجود مراده هذا المعنى وليس نفي أصالة الوجود, لأنه عادة عرفا لغة اصطلاحا عندما نقول موجود فمعناه ماهية حقيقية عرض لها الوجود فهل الوجود حقيقية عرض لها الوجود؟
الجواب: كلا, فالوجود ليس بموجود معناه: ليس موجود بوجود زائد على حقيقته بل موجود بنفس ذاته.
هنا عندما يقول أنهما موجودان يقول الضدان أمران والوجود ليس موجود, المثلان أمران موجودان والوجود ليس بموجود, طبعا هذا إشكال ولكن إشكاله الدقيق بعد ذلك سيأتي.
يقول: لأنهما موجودان متخالفان في الضد أو متساويان في المثل, فخالف الوجود جميع الحقائق لان الحقائق هي وجود أو موجود؟ جميع الحقائق هي وموجود, ولكن الوجود موجود أو وجود؟ الوجود وجود وليس بموجود, فخالف جميع الحقائق, يعني كل الماهيات التي يعرضها الوجود, فخالف جميع الحقائق, لان الحقائق الأخرى لوجود أضدادها, تلك الحقائق, وتحقق أمثالها دون الوجود فانه لا ضد له و مثل له, لماذا؟
دعوا هذه الآية المباركة بعد ذلك سنأتي إلى, هذا برهان هذا القضية, والوجود من حيث هو واحد لا تقرؤوها من حيث هو واحد اقرأوها بهذا الشكل, والوجود من حيث هو لماذا؟ واحد, إذا صار الوجود واحدا يمكن أن فرض الثاني أمامه أو لا يمكن؟
فلا يمكن أن يتحقق في مقابلته وجود آخر حتى نسال انه ضده أو ليس بضده فهو من باب السالبة بانتفاء الموضوع, اتضح هذا المعنى, لا أريد أن ادخل في بحث الضد تعريفه ما هو المثل تعريفه ما هو, انتم قرأتم في محله ما هما المثلان الفلسفيان وليس المثل المنطقي, لأنه ميزنا في نهاية الحكمة بين المثل الفلسفي والمثل المنطقي, المثل الفلسفي ما هو؟
إذا يتذكر الاخوة في بحث الوحدة والكثرة من نهاية الحكمة هذه كانت عبارته: في الفصل الثاني في اقسام الواحد قال: والواحد غير الحقيقي إلى أن قال فالاتحاد في معنى النوع يسمى تماثلا, يعني فردان لنوع واحد, زيد وعمر نقول متماثلان, وتوجد وحدة ولكن وحدة غير حقيقية وإنما وحدة بالنوع, والوجود ليس فيه تماثل لأنه لا ماهية له, هذه الأجوبة المتوسطة.
الجواب الدقيق هذه الجملة الأخيرة التي أشار إليها: وهو أن الوجود واحد ومع فرض أن الوجود واحد لا ثاني له فلا معنى للسؤال انه يوجد له ضد أو لايوجد له ضد وإذا قلنا أن الوجود لا ضد له, يعني لا ثاني له من باب السالبة بانتفاء الموضوع, لا انه يوجد وجود ثاني ولكنه يفقد بعض شرائط التضاد, يعني موضوعه ما ليس بواحد. هل اتضحت القضية, الا يترقى.
عند ذلك يقول: {فصدق فيه ليس كمثله شي} هذا الضمير على من يعود في صدق فيه, هذا الوجود الواحد الشخصي, ما معنى ليس كمثله شيء, هذا تابع للتوحيد الذي تعتقده انت إذا تعتقد بالوحدة الشخصية للوجود, ليس كمثله شيء,هذه الكاف تكون زائدة ولا يوجد له مثل سالبة بانتفاء الموضوع, أما إذا آمنت بأنه توجد وجودات متعددة{ ليس كمثله شي} تقول يوجد وجود ولكنه واجب وغيره فقير, غني وغيره فقير, ولكن مع فرض تعدد الوجود.
الآن هذا الوجود الواحد لا ضد له الآن يترقى درجة, يقول ليس فقط لا ضد له بل به يتحقق الضدان, سلام الله عليك يا إمام التوحيد> بمضادته بين الاشياء عرف أن لا ضد له < بتضاده هذا التضاد بين الاشياء أوجده هو, يعني قبل إيجاده كان يوجد ضد أولا لايوجد ضد؟
لا يوجد ضد, فإذا لم يكن هناك ضد فلا معنى لان يكون له ضد , لان الضد متأخر عن إيجاده, فقبل الإيجاد وهو تعالى سبحانه وتعالى له ضد أو ليس له ضد؟ لا معنى, >أيّن الأين فلا أين له, كيف الكيف فلا كيف له< يعني لماذا ما الدليل مالمناسبة بين انه هو اوجد الأين فلا أين له؟
الجواب: يعني أن الأين متأخر عن إيجاده فقبل إيجاده لا يوجد أين فلا أين له, >بمضادته بين الاشياء عرف أن لا ضد له< ولكن هذا لا يثبت الوحدة الشخصية, لأنه به يتحقق الضدان هو لاضد له ولكنه توجد له مخلوقات وهي غير وجوده ولكن هي متضادة فيما بينها, لذا إذا يتذكر الاخوة فيما سبق قلنا أن هذا ينسجم حتى مع الصدور, يتذكر الاخوة في البحث السابق, قلنا بأنه الوحدة الشخصية وانه صدر منه أشياء متضادة شي آخر, لذا بعد ذلك هو الشارح أيضاً
قال: وبه يتحقق الضدان ويتقوم المثلان, هذا ينسجم حتى مع الكثرة التشكيكية, او الوحدة التشكيكية, بل الكثرة التباينية لذا مباشرة قال: بل هو الذي يظهر بصورة الضدين والمثلين, هذا الوجود الواحد مرتبة منه إذا قستها شان من شؤونه إذا قستها مع شان آخر من شؤونه تجدهما متضادان, ولكن كلا المتضادين أو جميع المتضادات بل جميع المتقابلات موجودة بهذا الوجود الواحد الشخصي, من قبيل النفس فان النفس في وحدتها كل القوى, وحدتها وحدة حقيقية وليس وحدة صناعية ولا وحدة اعتبارية وإنما وحدة حقيقية, أنا هذه الأنا, ولكن مع ذلك مرتبة منها تناقض مرتبة, شان من شؤونها يزاحم شان آخر من شؤونها ولا محذور في ذلك, لذا.
قال: وبه يتحقق الضدان ويتقوم المثلان, هذا ليس بالضرورة وحدة شخصية بل الواحد اوجد الضدين, متى ينسجم مع الوحدة الشخصية.
قال: بل هو , هذا الوجود الواحد, بل هو الذي يظهر بصورة الضدين وغيرهما, يعني المثلين, هذا مع الوحدة الشخصية لأنه ذاك واحد تارة يظهر بهذا الظهور وأخرى يظهر بهذا الظهور مع وحدته, وهذا معنى قولهم جمع بين الأضداد, ما معنى جمع بين الأضداد, يعني مع كونه واحدا فيه هذا الضد وفيه هذا الضد, فيه هذه الشدة وإلباس وفيه تلك الرحمة وهكذا كل المتقابلات كلها موجودة في هذا الوجود الواحد بل حتى المتناقضات, لأنه من اقسام التقابل ما هو؟
انتم ماذا قرأتم قلتم أن الكثرة أما ذاتية وأما غير ذاتية, وغير الذاتية هي التخالف, فلنأتي إلى الكثرة الذاتية, هي التي تسمى عندهم بالتقابل, والتقابل أما وأما وأما وأما, أربعة اقسام, إذا كانت الوحدة والكثرة من أي قسم منها أو قسم خامس, هذه الاقسام الأربعة من التقابل, تقابل والعدم شي حتى يقابل الوجود, متى يستطيع أن يقابل الوجود؟ لابد أن تفرض له نحو من الشيئية والا إذا لم تفرض له نحو من الشيئية يقابل أو لا يقابل, تتصور كثرة أو لاتتصور كثرة؟
إذن: ليس به فقط يظهر الضدان والمثلان بل تظهر جميع المتقابلات ومنها النقيضان, ضع ذهنك معي هذه نكتة غاية في الأهمية, أي نقيضان؟
الجواب: ليس نقيض الوجود يظهر به بل كل مرتبة ونقيض تلك المرتبة يظهر به, لأنه عندك الوجود الواحد الشخصي ذاك يجتمع مع نقيضه أو لا يجتمع؟
تتصورن أن العرفان سبحة فقط, هذا العرفان التي هذه لعله الكثير منها في الفلسفة لم تسمعها, إذا يوجد يوجد لها إشارات في الفلسفة والا تحقيقها هو عند العرفاء.
انظروا نحن قلنا عندنا وجود واحد شخصي هذا الوجود الواحد الشخصي له نقيض أو ليس له نقيض؟ نعم له نقيض, نقيضه ما هو؟ هو رفع هذا الوجود, ورفع هذا الوجود يعني العدم المطلق.
فإذن: الوجود الواحد الشخصي الذي عبر عنه بالوجود المطلق أو عبر بالوجود اللا بشرط المقسمي, هذا ما هو نقيضه العدم المقيد أو العدم المطلق؟ هذا العدم المطلق, هذا الوجود يجتمع مع هذا العدم أو لايجتمع الجواب كلا لا يجتمع أما أن يكون هذا الوجود متحقق وان لم يتحقق هذا فالذي هو متحقق ولو تسامحا هو العدم المطلق, هذا ليس معناه نريد أن نقول انه كما يظهر الضدان في هذا الوجود يظهر النقيضان يعني نقيضه هو, يعني الوجود المطلق, وإنما مرادنا أن هذا الوجود الواحد الشخصي له شؤون أو ليست له شؤون ؟
كل شان من شؤونه له ثبوت, تحقق, شان, وله نقيض, هذا النقيض الخاص لهذا الشأن هذان يظهران للوجود, لا اعرف استطعت أن أوصل هذه الحقيقية أو لا.
طبعا هذا في أول مقدمة بهذا الشكل, باعتبار انه واقعا المقدمة فيها مراتب جدا عالية لذا عبارته.
يقول: ويلزم منه الجمع بين النقيضين, أي نقيضين؟ ليس نقيضه هو والا يستحيل بأنه يلزم منه الجمع مع نقيضه, الوجود الواحد الشخصي لا يمكن أن يجتمع مع نقيضه, وإنما الضدان ظهرا بالوجود, فلنضرب مثال: البياض والسواد ضدان أو ليس ضدين؟ ضدان وهذا الوجود الواحد شان من شؤونه ابيض وشأن من شؤونه اسود, إذن بهذا الوجود الواحد الشخصي ظهر ضدان ولكن الضدان في واقعهما يرجع إلى النقيضين, انت عندما تقول هنا اسود يعني الأبيض موجود أو ليس بموجود؟ ليس بموجود, فإذا قلت البياض موجود ماذا يلزم؟
اجتماع النقيضين, انت عندما تقول الأسود مع فرض وجود السواد الأبيض موجود أو ليس بموجود؟ فإذا قلت اجتمع الضدان, يعني اجتمع الأسود وليس اسود, اجتمع ابيض وليس ابيض, لذا عبارته: ويلزم منه الجمع, يعني يلزم من اجتماع الضدين يلزم اجتماع النقيضين ولكن أي نقيضان؟ ليس نقيض الوجود المطلق ولكن نقيض هذا الضد, نقيض هذا الشـأن الخاص, ويلزم منه الجمع بين النقيضين إذ كل منهما كل من الضدين أو المثلين, إذ كل منهما يستلزم سلب الآخر. إذا فرضت وجود السواد وقلت أن السواد موجود, يعني البياض موجود أو ليس بموجود؟ انت تقول أن الضدان لا يجتمعان, فإذا قلت السواد موجود يعني البياض ليس بموجود, فإذا قلت اجتماع الضدين يعني البياض أيضاً موجود فيلزم اجتماع البياض وعدم البياض, يقول هذا أيضاً أين يظهر ؟ يظهر اجتماع النقيضين بهذا الوجود الواحد, حتى لا أطيل الكلام, هذا مرجعه إلى ما تقدم منه.
قال: وهو اعم الاشياء باعتبار عمومه وانبساطه على الماهيات حتى يعرض مفهوم العدم المطلق والعدم الم,
فإذن: العدم وان كان النقيضين لا يجتمعان ولا يرتفعان ولكن مفهومها يجتمع أو لا يجتمع؟ يجتمعان في هذا الوجود الواحد الشخصي.
والحمد لله رب العالمين.