بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
قال: ولها وحدة لا تقابل الكثرة, هي أصل الوحدة المقابلة لها, وصلنا إلى هذه المقام, ولكنه من باب أن الابحاث تترابط بعضها مع بعض, بهذه الفاصلة الشهر التي وقعت بين هذا البحث والبحث اللاحق أنا مضطر ارجع إلى البحث قبلا بأسطر حتى يتضح البحث, هذا المقطع الذي قراناه في صفحة 32, ولها وحدة أي حقيقة الوجود لها وحدة, هذا مرتبط بالسطر الرابع من الصفحة 31, لأنه في صفحة 31 هذه عبارته, قال: وهو, أي الوجود, حقيقية واحدة لا تكثر فيها, التفتوا جيدا, قال أن الوجود, كان بصدد احكام هذا الوجود, قال هذا الوجود حقيقة واحدة لا تكثر فيها, من هنا يأتي هذا التساؤل وهو أن هذا الوجود الواحد الذي لا تكثر فيه, هل يوجد فيه كثرة أولاً توجد فيه كثرة أصلا فإذا لم تكن هناك كثرة بحث, إذا كانت هناك كثرة فهذه الكثرة تقابل هذه الوحدة أو لاتقابل هذه الوحدة.
إذن: السؤال المطروح أن الوجود ذكرنا مجموعة من احكامه قال ليس له ابتداء قال هو بك شيء عليم إلى أن قال: أن هذا الوجود حقيقة واحدة السؤال الذي يطرح وهو انه توجد كثرة أو لا توجد كثرة؟ مباشرة هو بين وبينا هذه الحقيقة فيما سبق.
قال: وكثرة ظهوراتها وصورها لا تقدح في وحدة ذاتها, إذن هذه الوحدة فيها كثرة او لا توجد فيها كثرة؟ نعم توجد فيها كثرة, من هنا طرح هذا السؤال: وهو أن هذه الكثرة تقابل الوحدة أو لاتقابل الوحدة؟ لذا مباشرة قال بعد ذلك: ولها وحدة لا تقابل الكثرة, ولهذا الوجود الواحد, وحدة تقابل الكثرة.
إذن: كيف واقعا نوفق بين هذين الأمرين: أن هذا الوجود له لا تقابله كثرة, ومن جهة أخرى له كثرة. في الواقع انه, طبعا على هذا البحث ترتب انه عندما كان واحدا لا مقابل له, إذن تميزه يكون بنفس ذاته, لماذا؟ لأنه لا ثاني له حتى يتميز عنه, لذا قلنا انه من باب السالبة بانتفاء الموضوع, وقلنا بان المراد من التميز هنا هو التشخص, هذه الابحاث تقدم الكلام عنها, لذا عبارة بعد ذلك جاءت قال: وتعينها, هذه الحقيقة الواحدة, وتعينها وامتيازها بذاتها, قلنا أن المراد من التعين هنا والامتياز التشخص, لماذا؟
لأنه بلحاظ هذه الوحدة لا مقابل لها حتى تتميز عن هذا المقابل.
قال: لا بتعين زائد عليها إذ ليس في الوجود ما يغاير هذا الوجود ليشترك مع هذا الوجود في شيء ويتميز عنه بشيء, وذلك لا ينافي ظهور تلك الحقيقة في مراتبها المتعينة.
قلنا: هذا التعين بمعنى التميز لا التعين بمعنى التشخص, ولذا قلنا أن التعيّن الا ول شيء والتعين الثاني شيء آخر.
سؤال: هذا لم نطرحه في البحث السابق نريد أن نطرحه, سؤال: عندما نأتي إلى هذه المراتب أو عبر عنها هذه الشؤون وفرضنا أن هذه المظاهر وهذه الشؤون واحدة أو كثيرة, قلنا بأنها كثيرة أما مظاهر علمية, وأما مظاهر عينية, أما مرتبطة بالفيض الأقدس, وأما مرتبطة بالفيض المقدس.
السؤال: أن هذه الكثرة متمايزة فيما بينها أو غير متمايزة؟
الجواب: نعم متمايزة هذا أولا, ثانيا: أن هذه الحقيقة فرضنا أن لها كثرة متمايزة عن هذه الكثرة أو غير متمايزة عن هذه الكثرة؟
الجواب: نعم متمايزة.
أعيد السؤال, والسؤال هذا: وهو انه هذه المظاهر كثيرة إذن متمايزة أو غير متمايزة؟
الجواب: نعم متمايزة
السؤال الثاني: أن هذه الوحدة لها كثرة مظاهر أو ليس لها كثرة؟
لها كثرة, هذه الوحدة متمايزة عن هذه الكثرة أو غير متمايزة؟
نعم متمايزة, ما الفرق بين هذين التمايزين؟
في النتيجة نحن قبلنا قال: لا ينافي ظهورها في مراتبها المتعينة, إذن توجد كثرة مظاهر, بل هو أصل جميع التعينات الصفاتية والاسمائية والمظاهر العلمية والعينية.
إذن: هذه المظاهر كثيرة والمفروض انها متمايزة بعضها عن بعض فان عالم العقل غير عالم المثال وهما غير الطبيعة هذا في المظاهر العينية, عالم الواحدية, عالم ما يتعلق بالأسماء والأعيان الثابتة, ما يتعلق بالأحدية هذه المظاهر العلمية متمايزة أو غير متمايزة؟ جزما متمايزة لأنه عندما صارت كثيرة إذن يوجد بينها تمايز, هذه نقطة.
النقطة الثانية: وهو انه فرض أن تلك الحقيقية لها كثرة ظهورات أيضاً, وهي مظاهرها وشؤونها ومراتبها, هذه الوحدة متمايزة عن هذه الكثرة أو غير متمايزة؟
نعم متمايزة, ما الفرق بين المتمايزين؟
الجواب: في كلمة واحدة, أن هذه الوحدة تتمايز عن كثرة مظاهرها بتمايز إحاطي, أما هذه الكثرات تتمايز فيما بينها بتمايز تقابلي, واضح هذه النقطة.
إذن: لا تخلطون بين هذه الأمرين, فان هذا الواحد متمايز عن كثرة شؤونه ولكنه بتمايز إحاطي, أما هذه الكثرات متمايزة بعضها عن بعض ولكن بتمايز تقابلي, وهذا ما وقفنا عنده مفصلا, الاخوة إذا يتذكرون مفصلا وقفنا عنده في تمهيد القواعد هذه الطبعة التي موجودة للآشتياني في تمهيد القواعد في صفحة 238, هناك ميزنا جيدا بين التمايز الإحاطي وبين التمايز التقابلي.
الآن السؤال هل أن الواحد متمايز عن هذه الشؤون المتكثرة أو غير متمايز؟
الجواب: نعم متمايز عنها بتمايز إحاطي يعني أن الواحد واجد لهذه الكثرات ولكن هذه الكثرات ليس كل واحدة منها واجد لما عند الواحد.
أما عندما نأتي إلى هذه الكثرات يعني عالم العقل متمايز عن عالم المثال بأي تمايز؟ أو عندما نأتي في مرتبة عالم العقل, الآن التمايز بين عالم العقل والمثال قد يكون تمايز إحاطي أيضاً , لا في عرض واحد في مرتبة واحدة التمايز يكون تمايزا تقابليا.
لذا تجدون شيخنا الاستاذ الشيخ حسن زاده هنا يقول: حيث قال: في آخر صفحة 31 , في الحاشية رقم أربعة, قال: يعني أن تعين تلك الحقيقة وامتيازها عما سواها إنما يكون بالتعين الإحاطي وتميز المحيط عن المحاط لا بالتقابلي منهما, وقد أفاد تحقيقه وتحريره صائد الدين في تمهيد القواعد في الفصل السابع عشر صفحه 54 الطبعة الاولى, طبعا في هذه الطبعة التي هي للآشتياني في الصفحة 238 , حيث قال: التعين إنما يتصور على الوجهين, أما على سبيل التقابل له أو على سبيل الإحاطة.
إذن: السؤال: شيخنا الاستاذ الشيخ حسن زاده بين احد القسمين القسم الثاني لم يبينه, متى يكون إحاطيا ومتى يكون تقابليا؟
الجواب: إذا نظرنا إلى الشؤون بعضها إلى بعض فالتمايز تقابليا, أما إذا نظرنا إلى تلك الحقيقة الواحدة مع شؤونها فالتمايز يكون تمايزا إحاطيا, واضح صار المطلب, الآن تعالوا إلى العبارة الجديدة.
هذا الوجود الواحد قال: أن له وحدة, هذه الحقيقة, قال: وهو حقيقة وحدة, هذه أي وحدة؟
يقول لا بد أن تلتفتوا أن الوحدة على قسمين وهذا ما قرأتموه في الفلسفة, تارة تكون وحدة لا تقابلها كثرة, وأخرى تكون وحدة تقابلها كثرة, كذلك في المقام, هناك كنا في تشكيل الوجود نقول هكذا كنا نقول أن الوجود يساوق الوحدة وان الوحدة تساوق الوجود, وهل يوجد في مقابل الوجود شيء أو لايوجد ؟
لايوجد إذن لا معنى لان يكون هذه الوحدة المساوقة للوجود, أن يكون في مقابلها شيء لأنه لا مقابل لها, كذلك بناء على الوحدة الشخصية للوجود, هذه الوحدة ليس لها مقابل, ولكن هذا لاينافي انه لها وحدة أخرى لها مقابل ولكن هذه الوحدة غير مرتبطة بكلها وإنما مرتبطة ببعض مراتبها, كما هناك في الوحدة التشكيكية إذا نظرنا للوجود بكامله لايوجد في مقابله شيء إذن وحدة لا تقابلها كثرة, ولكن هذا لا ينافي بعض مراتبها لها وحدة تقابلها كثرة, كذلك في المقام بناء على الوحدة الشخصية للوجود عندنا وحدة لهذه الحقيقة لا يقابلها شيء, ولكن إذا جئنا إلى داخلها المفروض أن هذا الواحد له شؤون وهذه الشؤون متكثرة أو غير متكثرة, هنا يمكننا أن نصور الوحدة والكثرة في داخل هذه الشؤون, لذا التفتوا إلى عبارته.
قال: ولها, أي لتلك الحقيقية الواحدة, ولها وحدة لا تقابل الكثرة, هذا من قبيل ما قرأتموه في نهاية الحكمة بان الوجود يساوق الخارجية ومع ذلك تقولون أن الوجود أما خارجي وأما ذهني, بأي بيان قلنا؟ قلنا: الخارجية تلك هي التي كل الوجود التي لا يقابلها شيء, ولكن عندما نأتي إلى داخل هذا الوجود الواحد المشكك أيضاً يقسم إلى خارجي والى ذهني, هذه الخارجية والذهنية هذه بحسب مراتب تلك الحقيقة الواحدة المشككة.
ولها وحدة لا تقابل الكثرة, وهذه هي التي يعبر عنها قرانها في نهاية الحكمة الوحدة الحقة الحقيقية هذه وحدة لا تقابلها كثرة, ولها وحدة لا تقابلها الكثرة, لماذا؟
باعتبار من باب السالبة بانتفاء الموضوع, لايوجد في قبالها شي حتى نقول كثرة فتقابلها.
هي, هذه الوحدة الموجودة التي لا تقابلها كثرة, هي أصل الوحدة المقابلة للكثرة, إذن يوجد عندنا وحدتان: وحدة لا تقابلها كثرة, ووحدة تقابلها كثرة, وهذه الوحدة التي تقابلها كثرة هذه نسبتها إلى الوحدة التي لا تقابلها كثرة نسبة الشأن إلى ذي الشأن, وبعبارة فلسفية: نسبة الرقيقة إلى الحقيقة,
لذا قال: هي أصل الوحدة المقابلة للكثرة, الآن تعالوا إلى تلك الوحدة التي لا تقابلها كثرة, وهي, أي الوحدة التي لا تقابل الكثرة, وهي عين ذاتها الأحدية, تلك عينها لا انها شيء زائد على ذاتها, هذا بحثه تقدم في نهاية الحكمة الاخوة الذين يرجعون إلى هذا البحث في مباحث والوحدة والكثرة هناك في اقسام الواحد.
قال: والواحد الحقيقي أما ذات هي عين الوحدة, وأما ذات متصفة بالوحدة, والأول يعني ذات هي عين الوحدة, هي المسماة وحدة حقة حقيقية, هذا تقدم في الفصل الثاني من اقسام الواحد والكثير من نهاية الحكمة.
قال:وهي, أي هذه الوحدة, عين ذاتها الأحدية, ضعوا ذهنكم معي, والوحدة الاسمائية المقابلة للكثرة, التفت جيدا, من هنا يتضح هذه الوحدة التي تقابلها الكثرة تبدأ من مقام الأحدية أو مقام الواحدية؟
قال: والوحدة الاسمائية, هذه إشارة إلى أن الوحدة ما قبل مقام الواحدية لا تقابلها كثرة, إذن عندما نصل إلى مقام الواحدية عالم الأسماء والصفات عندنا وحدة تقابلها كثر.
قال: والوحدة الاسمائية المقابلة للكثرة.
سؤال: هذه الوحدة الاسمائية المقابلة للكثرة ما هي نسبتها إلى الوحدة التي لا تقابلها كثرة؟
قال: أيضاً عينها من وجه, إذن عندنا وحدة, ضعوا ذهنكم إلى دقة العبارة, عندنا وحدة هي عين الذات هي الوحدة التي لا تقابلها كثرة, وعندنا وحدة أيضاً هي عين الذات ولكن عينها من وجه, وهي الوحدة التي تقابلها الكثرة.
إذن: ما الفرق بين هاتين الوحدتين؟ الوحدة التي لا تقابلها كثرة والوحدة التي تقابلها كثرة؟
الجواب: أن الوحدة التي لا تقابلها الكثرة هي عين الذات من كل الوجوه, أما بخلاف الوحدة التي تقابلها الكثرة فهي عينها من وجه فلذا,
قال: عينها أيضاً, لماذا عبر عينها أيضاً, باعتبار أن الوحدة التي لاتقابلها أيضاً عين الذات, هذه الوحدة التي تقابلها أيضاً عين الذات ولكنه أيضاً من وجه, يعني من حيث الظهور لا من حيث الذات, بخلاف الوحدة التي لا تقابله كثرة فهي عينها من حيث الذات لا من حيث الظهور, لذا عبر عنها هكذا
قال: عينها من حيث الظهور وغيرها من حيث الذات, لأنه قال أيضاً عينها من وجه وهذا معناه انه غيرها من وجه, عينها من حيث الظهور وغيرها من حيث الذات.
والوحدة الاسمائية المقابلة للكثرة التي هي ظل تلك الوحدة الأصلية, التي هذا ضمير الوحدة الاسمائية وليس للكثرة, والوحدة الاسمائية, هذه مقابل الكثرة لا يوجد عندكم عمل فيها, والوحدة الاسمائية, الوحدة الاسمائية ما هي؟
قال: هي التي ظل تلك الوحدة الأصلية الذاتية, أي وحدة, الوحدة التي لا تقابلها كثرة, أيضاً عينها من وجه, كما سنبين إنشاء الله تعالى.
من هنا إذا جاء هذا السؤال فجوابه قد اتضح , التفتوا جيدا, انتم قلتم عندنا وحدة, ضعوا ذهنكم جيدا للسؤال اجبنا عنه ولكن السؤال أريد أن اطرحه إليكم, كيف يعقل أن تكو ن الوحدة التي تقابلها الكثرة هي عين تلك الوحدة, ولكن تلك الوحدة لا يقابلها كثرة؟
أعيد السؤال: انتم قلتم أن هذه الوحدة الاسمائية التي تقابلها الكثرة هي أيضاً عين تلك الوحدة, إذا صار عين تلك الوحدة الأصلية لماذا لا تقابلها كثرة وهذه تقابلها كثرة؟
الجواب: اتضح وهو انه هذه عينها من وجه لا انها عينها من جميع الوجوه, لذا عبرنا عنها انها عينها من حيث الظهور وليست عينها من حيث ماذا؟
وبعبارة أخرى: أن هذه الوحدة التي تقابلها الكثرة رقيقة تلك الوحدة التي لا تقابلها الكثرة, ومن الواضح إذا صارت رقيقة فلها أحكامها الخاصة بها, نعم الوحدة الحقيقة, يعني حقيقة الوحدة تلك لا تقابلها الوحدة ولكن رقيقة تلك الوحدة أيضاً لا تقابلها الكثرة؟
يمكن آن تقابلها كثرة, فلا منافاة بين أن تكون هذه الوحدة التي تقابلها الكثرة رقيقة تلك الوحدة ومع ذلك تلك الوحدة لا تقابلها الكثرة, واضح صار المطلب بشكل جيد.
طبعا هذا البحث له أصل كيف يمكن أن يكون وجود واحد مع انه له وحدة حقيقة ولكن تقابله كثرة, كيف يمكن الجمع بين الوحدة الاسمائية والكثرة المقابلة لها, مع انها جميعا موجودة بوجود واحد؟
بعد هذا أصله الموضوعي الاخوة يرجعون إلى محل آخر, وهو أن التقابل بين الوحدة والكثرة أي نوع من أنواع التقابل, يتذكر الاخوة هذا البحث هناك كان عندنا بحث مفصل في خاتمة مباحث الوحدة والكثرة, الواحد والكثير, قال: اختلفوا في التمانع بين والواحد والكثير, إذا قلنا بأنهما من المتغايرين ذاتاً يعني أما من النقيضين, أما من المتضادين, أما من المتضايفين, أما أما, فيجتمعان أو لا يجتمعان؟
لا يجتمعان في وجود واحد حقيقة, ولكن السيد الطباطبائي & هناك اختار قال: من اقسام التقابل أو لا يوجد بينهما تقابل؟ هذه عبارته: قال: فالوحدة والكثرة من شؤون تشكيك الوجود, يعني يمكن أن يكون وجود واحد و كثير, على أن واحدا من اقسام التقابل الأربعة بما لها من الخواص لا يقبل الانطباق على الواحد والكثير, فليس بين الواحد والكثير شيء من التقابلات الأربعة فلا تقابل بينهما أصلاً, يعني هذه الاقسام الأربعة من التقابل الذي لا يجتمعان معا, لأنه مرجعه إلى الغيرية الذاتية, واضح صار.
إذن: يمكن أن يكون وجود واحد شخصي فيه وحدة وفيه كثرة وهذا الواحد والكثرة يجتمعان في هذا الوجود الواحد الشخصي, هذا بحث هنا عنده والأخوة يرجعوا إليه إنشاء الله تعالى وأنا مفصلا شرحته, وكذلك عنده بحث مفصل الاخوة الذين يريدون يرجعون المجلد الثاني من الاسفار في صفحه, 122, أيضاً هناك عنده بحث, و126, التي هي الحاشية الأصلية تقريبا أكثر من ثلاث أربعاع الصفحة عنده بحث مفصل, فيه تلويح, إلى أن حصر اقسام التقابل في الأربعة ليس بعقلي دائر بين النفي والإثبات, والذي ينبغي أن يقال في المقام أننا لا نشك في أن الواحد موجود وان الكثير وأنهما متنافيان في الجملة, فالوجود من حيث هو موجود, فالموجود منقسم إلى الواحد والكثير, وهو انقسام أولي يلحق الوجود بما هو وجود, في صفحة 126, حاشية مفصلة الاخوة يرجعون إليها حتى لا نأخذ وقت الاخوة, الآن نطبق العبارة.
قال: ولتلك الحقيقة وحدة لا تقابلها الكثرة هي أصل الوحدة المقابلة للكثرة, وهي هذه الوحدة التي لا تقابل الكثرة, هي عين ذاتها الأحدية والوحدة الاسمائية, من هنا يتضح بان الوحدة التي تقابله الكثرة تبدأ من عالم الأسماء والصفات لا قبل ذلك يعني ما قبل عالم الواحدية يعني الأحدية وما قبل ذلك بعد وحدة تقابلها كثرة أو لا تقابلها كثرة؟
لا تقابلها كثرة, والوحدة الاسمائية المقابلة للكثرة, هذه الوحدة الاسمائية التي هي ظل تلك الوحدة الأصلية الذاتية أيضاً عينها, أي عين ذاتها الأحدية, أيضاً عينها ولكن من وجه, قلنا من حيث الظهور وغيرها من حيث الذات, كما سنبين إنشاء الله تعالى.
من أسمائها أو من حقائقها أو أوصافها أن هذا الوجود نور محض, لأنه اشرنا إلى مجموعة من مواصفاتها, من مواصفتها ليس له ابتداء, قال حقيقة واحدة, قال خير محض, إلى غير ذلك, الآن من صفات هذا الوجود الواحد الشخصي هو نور محض. لماذا يقال عن هذا الوجود الواحد الشخصي انه نور محض يقول للأدلة التالية, أولا: إذ به يُدرك الاشياء كلها, ما هو النور؟ النور هو الظاهر بذاته المظهر لغيره, هو هذا تعريف النور الحسي, هذه الحقيقة هذا الوجود سنخ حقيقة به تدرك الاشياء كلها, عجيب قد يقال مباشرة: انتم تقولون حقيقة واحد, واحد شخصي ثم تقولون تدرك الاشياء, الاشياء واحد أو كثير؟
الجواب: قلنا مرارا أن هذه الوحدة لا تنافي كثرة شؤونها, قلنا صحيح واحد ولكن هذا الواحد له شأون, له مظاهر, فانت إذا أردت أن تدرك أي شان من شؤونها لابد أن تدرك بواسطة هذا الوجود, >لايدرك مخلوق مخلوقا الا بالله< من كلمات الإمام الصادق في توحيد الصدوق, وهذا أيضاً أتصور إذا يتذكر الاخوة في مباحث الحكمة المتعالية قلنا أن برهانه واضح باعتبار أن كل مخلوق إنما هو معنى حرفي ولا يمكن الوقوف على المعنى الحرف الا من خلال المعنى الاسمي الذي يقوم ذلك المعنى الحرفي, وهذا واضح قرآناً واضح وأيضاً موجود في كلمات الأعلام, قبل أن أطبق العبارة تعالوا معي إلى الميزان المجلد 15 صفحة 122, طبعا هذا بحث النور تفصيله سيأتي في نفس هذا الجزء الأول في الفصل اليوسفي صفحة 667, قال: فص حكمة نورية في كلمة يوسفية, حقيقية النور وأحكام النور, بعد سنة سنتين نصل له لا ادري ولكن تفصيل سيأتي هناك, قال: لما كان عالم الأرواح المسمى بالعالم المثالي عالما نورانيا, وكان كشف يوسف × مثاليا وكان على الوجه, أضاف الحكمة النورية الكاشفة عن الحقائق إلى كلمته, لذلك كان عالما بعلم التعبير إلى آخره, ولكن من باب إجماله, من باب البحث الإجمالي في المجلد 15, من تفسير الميزان في ذيل قوله تعالى وهي الآية 35 من سورة النور{ الله نور السموات والارض } في ذيل هذه الآية المباركة صفحة 122 الجزء 15, هكذا يقول: النور معروف, أنا اقرأ العبارة فيها مطالب جيدة, وتفتح لنا عبارات هذه الأسطر الاثنين الثلاث التي نريدها, النور معروف, وهو الذي يظهر به الأجسام الكثيفة لأبصارنا فالأشياء ظاهرة به, وهو ظاهر مكشوف لنا بنفس ذاته, وهذه واضحة خصوصية النور, إذن تجدون النور يؤخذ هو الوسط في أصول الإدراك ولكن باعتبار هنا قضايا حسية فهو مرتبط بالإدراك البصري, فهو الظاهر بذاته المظهر لغيره من المحسوسات للبصر, هذا أول ما وضع عليه لفظ النور, أما ثم عمم لكل ما ينكشف بالنور شي من المحسوسات, أما على نحو الاستعارة أو الحقيقة الثانية, فعد كل من الحواس نورا أو ذا نور به محسوساته كالسمع والشم الذوق إلى آخره, هذا إلى هنا نحن نعيش في عالم ماذا, كنا في عالم المحسوسات مبصرات, ثم عممناها لكل المحسوسات ثم عمم لغير المحسوس فعد العقل نورا يظهر به المدركات العقلية, يعني لولا أن الإنسان يملك العقل يستطيع أن يدرك المدركات العقلية أو لا يستطيع؟
وهذا معناه أن العقل نور, ما معنى نور؟ يعني ظاهر بذاته ومظهر لغيره, الغير ما هو؟ المدركات العقلية, كل ذلك بتحليل معنى النور المبصر إلى الظاهر بذاته المظهر لغيره, الآن تعالوا إلى عالم العلة والمعلول وإذ كان وجود الشيء, وجود هذا الشيء,وجود أي شيء, وإذ كان وجود الشيء هو الذي يظهر به نفسه لغيره من الاشياء, كان مصداقا تاما للنور, هذه الوجود هذا عندما يوجد هذا الشيء بهذا الوجود يظهر لغيره, أما إذا لم يوجد كان معدوما يظهر لغيره أو لا يظهر لغيره, متى هذا الشيء يظهر لغيره؟
إذا صار موجودا إذا لم يكن موجودا لا يظهر لغيره.
قال: ثم لما كانت الاشياء الممكنة الوجود إنما هي موجودة بإيجاد الله تعالى كان هو المصداق الأتم للنور, من؟ الله, لماذا؟ لأنه هو الظاهر بذاته هذا الموجود هو الظاهر بذاته الموجود لغيره, هذا الإيجاد صار سببا للظهور للغير , إذن يكون المظهر لغيره, وبهذه المناسبة صح أن نسمي هذه الحقيقة بأنها نور, ما هي المناسبة بين أن نسمي هذا الوجود نورا؟ لماذا نسميه نورا؟
الجواب: لأنه, هذا البحث الذي تقدم في الاسفار لا أريد أن ادخل فيه هنا, الجواب: لأنه نحن نقوم بتحليل معنى النور نجد انه ينطبق على إيجاد الله لهذه الموجودات فالله يكون نورا {الله نور السموات والارض} فالله وجود ونور يتصف به الاشياء وهو وجودها ونورها المستعار, المأخوذ, منه تعالى, وأما هو وجود ونور قائم بذاته يوجد ويستنير به الاشياء, فهو سبحانه نور يظهر به السموات والارض, إذن ما معنى الله نور السموات والارض؟
وجد,نَوَر منور,هذا الذي يقوله منور السموات والارض ما معنى منور, يعني موجد.
قال: وهذا هو المراد بقوله الله نور السموات, حيث أضيف النور إلى السموات والارض, وعلى هذا ينبغي أن يحمل قول من قال أن المعنى الله منور السموات والارض, ومن ذلك يستفاد, التفتوا جيد, ومن ذلك يستفاد انه تعالى غير مجهول لشيء من الاشياء, بيانه الفلسفي تقدم وهو أن الوجودات كلها معاني حرفيه, ومن الواضح انه لا يمكن إدراك المعنى الحرفي الا من خلال ما يتقوم به المعنى الحرفي وهو المعنى الاسمي وهو قيوم السموات والارض.
قال: إذ ظهور كل شيء لنفسه أو لغيره إنما هو عن إظهار الله تعالى, فهو الظاهر بذاته له قبل أن يظهر لنفسه, ومن هنا يتضح لماذا أن الله تعالى يقول{يحول بين المرء وقلبه} يعني جنابك قبل أن تدرك نفسك لا بد أن تدرك الله, >لا يدرك مخلوقُ مخلوقا< هذا يشمل نفسي أو لا يشمل نفسي؟
نعم يشمل, يعني ليس فقط لا يدرك مخلوق مخلوقا غيره لا, لا يدرك مخلوق نفسه الا بتوسطه سبحانه, {لا يدرك مخلوق مخلوقا الا بالله} تتمة البحث إنشاء الله الاخوة يراجعوه, الآن أنا أطبق العبارة.
قال: وهو نور محض, لماذا هذا الوجود الواحد الشخصي يصطلح عليه بالنور؟ لهذه الأسباب لهذه للأدلة.
قال: به يدرك الاشياء كلها, كل الاشياء يدرك بهذا النور, الآن يوجد نسختين نسخة تقول لأنه ظاهر بذاته وهو مظهر لغيره, ونسخة تقول: ولأنه ظاهر, وكلاهما صحيح,لا توجد مشكلة, إذ به يدرك الاشياء كلها, ودليل آخر, ما هو الدليل الثاني: لماذا يسمى هذا الوجود نورا؟
ولأنه ظاهر بذاته ومظهر لغيره, فبهذه المناسبة سمي هذا الوجود الواحد الشخصي نور, ومنور سماوات, هذه لأنه ومعطوف على لأنه, ولأنه منور سماوات الغيوب والأرواح, ومنور ارض الأجسام والأشباح, الآن التفتوا جيدا كيف يعلل, قال: لأنها, أي سماوات الغيوب والأرواح وارض الأجسام والأشباح, لأنها به توجد وتحقق, ارجع التنور والنور إلى ماذا؟ إلى الإيجاد, إلى التحقق, عجيب انتم تقولون وجود واحد شخصي كيف تقولون اوجد؟
الجواب: وهو انه هذه المراتب والشؤون تحتاج إلى ماذا؟ كما انه انت جنابك الآن جالس هنا, كل الصور الذهنية الموجودة في ذهنك أو التي تستطيع أن تتصورها الآن موجودة أو انها بإرادتك توجد؟
بإرادتك توجد, إذا لم تريد لم توجد, مع انها خارجة عن دائرة وجودك أو داخل دائرة وجودك؟ داخل دائرة وجودك, ليس من قبيل الافعال الخارجية, الشيء الغيرية , لا أبداً, داخل هذه الدائرة, هذا المحيط, هذه الإحاطة يوُجد ولا يوُجد, ولكن قلنا فيما سبق أن الإيجاد والإعدام مرجعه إلى الإظهار أو إلى الظهور والبطون.
قال: ومنور سماوات الغيوب والأرواح, الآن في كلماتهم عندما يقولون عندما يقولون سماوات وارض في عالم الواحدية السماء والارض بمعنى في عالم الطبيعة السماء والارض بمعنى, على سبيل المثال في عالم الواحدية عندما يقولون سماء مرادهم الأسماء عندما يقولون ارض مرادهم الاعيان الثابتة, في عالم العقول عندما يقولون مثلا , في عالم المفارقات عندما يقولون سماء مرادهم عالم العقول, عندما يقولون ارض مرادهم عالم النفوس, في عالمنا واضح عندما نقول سماء واضح وعندما نقول ارض واضح.
إذن: عندما يقول: ومنور سماوات الغيوب والأرواح ليس مراده السماء الطبيعية لا, سماء كل شي بحسبه وارض كل شي بحسبه, ومنور سماوات الغيوب والأرواح, ومنور ارض الأجسام والأشباح لأنها جميعا السموات والارض به توجد وتتحقق, بعد قال: لأنه ظاهر ولأنه منور, ولأنه منبع جميع الأنوار الروحانية, المعنوية, والجسمانية, الحسية, الآن من مواصفات هذا الوجود الواحد ماذا, وحقيقته غير معلومة, يأتي.
والحمد لله رب العالمين.