بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
قال: فكونه عين الاشياء بظهوره في ملابس اسمائه وصفاته في عالمي العلم والعين وكونه غيرها باختفائه في ذاته واستعلائه بصفاته عما يوجب النقص والشيّن وتنزهه عن الحصر والتعيين وتقدسه عن سمات الحدوث والتكوين.
في البحث السابق بينا هذه الحقيقة وهو أن هؤلاء عندما يقولون ظلمة العدم ليس مرادهم من العدم اللاشيئية وإنما مرادهم من العدم يعني ما هو في عالم العلم لا في عالم العين, ولعله في بعض الروايات أيضاً إشارة الى هذه الحقيقة أنا اكتفي ببعض الروايات الواردة في ذيل قوله تعالى من سورة الدهر, هذه الروايات انقلها من البرهان في تفسير القرآن المجلد الثامن ص174 او 175 في ذيل قوله تعالى {هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا}.
الرواية الاولى عن حمران قال سالت أبا جعفر الباقر × عن قوله الله عز وجل (هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا) فقال كان شيئا ولم يكن مذكورا, وهذا هو قريب الى المعنى الذي اشرنا إليه وهو أن الشيئية ثابتة ولكن مع ذلك انه ليس بمذكور.
الرواية الثانية عن زرارة قال سألت أبا جعفر عن قوله قال شيئا ولم يكن مذكورا, أيضاً الرواية الثالثة لعلها أوضح الرواية عن الإمام الباقر ×قال: كان مذكورا في العلم ولم يكن مذكورا في الخلق, الرواية جد واضحة, هذا النص الأخير تبين بأنه هذا الإنسان له نحوان من الوجود وجود في العلم الربوبي ووجود في الخلق في الظاهر العينية, اذن {لم يكن شيئا مذكورا} يعني كان شيئا في العلم ولم يكن مذكورا لان هذا الذكر مربوط بعالم الخلق, هذه نقطة.
النقطة الثانية التي بودي انه اليوم نقف عندها بمقدار قليل وهي مسألة داخل في الاشياء لا بممازجة وخارج عنها لا بمزايلة, وبتعبير الماتن كونه عين الاشياء وكونه غير الاشياء.
نرجع مرة أخرى الى النفس من باب من عرف نفسه فقد عرف ربه, نرجع الى معرفة النفس مرة أخرى تعالوا الى النفس جنابك تقول عيني وتقول يدي وتقول رجلي وتقول إذني وتقول عقلي وتقول حسي وحواسي فكلها تنسبها إليك, وذاك الذي تنسبه عليك تعبر عنه بأنا, هذه الأنا صادقة حتى لو لم يكن عندك عين, حتى لو لم يكن عندك عقل حتى لو لم يكن عند رجل حتى لو لم يكن عندك يد, كل هذه اقطع النظر عنها تبقى تقول أنا او لا تقول؟ اذن يظهر أن هذه الأنا ثابتة وهي شيء وراء هذه الامور بهذه القرينتين:
القرينة الاولى: التي تنسب هذه الاشياء جميعا إليها تقول عقلي, (دست من) بالفارسية أوضح تكون, (عقل من, جشم من) اذن يظهر انه يوجد من وراء هذه العين والعقل والبصر واليد والرجل والقلب و.. الى غير ذلك, هذه من بالفارسية التي بالعربية نعبر عنها بأنا هذه هي الذات. هذه الذات هي العقل؟
الجواب: كلا لأنها أن كان هي العقل فلا تكون عين مع انها هي العقل وهي العين, هذه الأنا هي العين هي اليد هي الرجل؟ كلا كلا كلها تقول كلا, لماذا تقول كلا كلا كلا؟ لأن كل هذه الامور أولا: انها متعينة, وذيك أنا غير متعينة نعم قد يكون فيها تعين من جهة أخرى ولكن من جهة هذه القوى الظاهرة والباطنة ليس لها تعين.
هذه القوى حادثة ولكن ذيك الـ أنا ليست حادثة بأي دليل؟ بدليل أن هذا الإنسان الذي عمره خمس سنوات كان يوجد عنده قوة العاقلة او لا يوجد؟ قوة العاقلة إدراك الكليات موجودة كانت او غير موجودة؟ غير موجودة, بالقوة كانت, لأنه انت قرأت في بداية الحكمة ونهاية الحكمة قلت عقل بالقوة, عقل بالملكة, عقل.. هذه معناها انه أمر حادث أم أمر من الاول موجودة؟ حادثة أم تلك الأنا كانت موجودة او لا؟ وهذا خير شاهد إن تلك الأنا شيء وراء هذه القوى, فهي متعينة فهي حادثة, فهي متغيرة من صورة الى صورة, الآن انظر الى صورتك قبل عشرة سنوات وانظر الى صورتك بعد عشرة سنوات صورتك متغيرة وليست واحدة.
اذن السؤال الاول وان كان هو قدم العينية أنا أريد أن أقدم الغيرية السؤال الاول: إن الذات التي تعبر عنها أنا ويعبر عنها بالفارسية كل شيء تنسبها الى (من) هذه غير القوى او عين القوى؟ غيرها, لذا عبر عنها قال: وكونها غيرها بأختفائه في ذاته, ذيك الذات واقعا ما هي حقيقتها؟
لا نعرف حقيقتها, واستعلائه بصفاته هذه الصفات الموجودة لتلك الذات عما يوجب النقص والشيّن وتنزهه عن الحصر والتعيين وتقدسه عن سمات الحدوث والتكوين, انت اذا نظرت الى هذه القوى تجدها جسمانية, تجدها حادثة, تجدها متغيرة, تجدها متعينية, تجدها فيها نقص, تجدها واجدة لشيء وفاقدة لشيء آخر, الى ما شاء الله, اذن تلك الذات التي تعبر عنها بأنا هي هذه القوى او غيرها؟
غيرها, واضح الغيرية الآن, طيب سؤال عينها ماذا؟ التفت, يعني عندما نقول أن الإنسان يعني تلك الأنا تلك الذات تقوم بالتعقل يعني التعقل شيء وراء ذاتها او هي تقوم بهذا الفعل؟ يعني قوة العاقلة, او الواهمة, او المتخيلة, او الباصرة, او السامعة, او الذائقة, هذه أشياء في قبال النفس في قبال الذات أم هي أفعال النفس أي منهما؟ هي نفسها هي التي قامت بهذا العمل.
فلذا تجدون انتم وجدانا تقولون أبصرت, يعني من المبصر؟ هذه الأنا مبصرة ولكن مبصرة في هذا الشأن من الشؤون, لذا نحن جئنا وسمينا هذه الامور التي تقوم بها النفس سميناها قوى, ولكنه هذا تعبير القوى يشعر بالإثنينية الأقرب أن نسميها شؤون النفس ما معنى شؤون النفس؟
يعني الأعمال التي تقوم بها هذه النفس, وحيث أن الأعمال التي تقوم بها النفس لها عرض عريض يبدأ من إدراك الكليات الى إدراك المحسوسات, هذه كلها تقوم بها النفس, طيب نريد أن نسميها حتى نعرف أن هذه أي عمل من أعمال النفس بهذا المقدار سميناها عاقلة, بهذا المقدار سميناها باصرة, بهذا المقدار سميناها سامعة, لماذا؟ لأنه نحن نجد أن النفس تقوم بهذا العمل ولكن ما تقوم به لا ترى به.
فإذن ذيك الذات وراء هذه القوى او هي نفس هذه القوى, ولكن معنى نفسها يعني الذات صارت عقل؟ لا لا, موجودة هنا أيضا, وفرق بين أن نقول النفس هي العقل وبين أن نقول النفس موجودة حيث ما وجود العقل, واضحة أم لا.
يعني انت عندما تضع يدك على هذا الشأن الذي سميناه عقلا, سميناه قوة عاقلة, النفس أيضاً هنا موجودة او غير موجودة؟ هنا أيضاً موجودة ولكن ليست هذا الشأن, هنا أيضاً موجودة, ما ادري واضحة هذه النقطة.
الآن تعالوا الى قوله تعالى {وهو معكم أينما كنتم} يعني أنا عندما أضع يدي هنا, هنا الله موجود او لا؟ ولكن هذا صار الله؟ لا لا أبداً, الله الله والكتاب كتاب, كما انه أنا أنا والعاقلة عاقلة ولكن هذه الأنا سنخ وجود في أي مرتبة في أي شأن في أي مظهر سمي ما شئت واصطلح على ما شئت, أينما تضع فهو هناك, الآن تعالوا معنا الى هذا الحديث, الذي هو حديث عامي ولكن المضمون تام.
الحديث كما ينقله في الحاشية صفحة 36 رقم 13 يقول: قال رسول الله والذي نفس محمد بيده ’ لو أنكم دليتم رجلا بحبل الى الارض السفلى لهبط على الله, يعني الله هناك, يعني الله تلك الارض السفلى؟ لا لا, الله ليس تلك الارض السفلى, ولكن هناك أيضاً موجود, الآن لماذا نذهب الى الأحاديث العامية, وهو الذي في السماء اله, طيب اذا صار في السماء اله يعني فقط هناك هو الله, لا هو الذي في الارض اله, يعني تذهب الى السماء اله هناك موجود, تأتي الى الارض ماذا.
بعبارة أوضح: صريح القرآن الكريم {وإذا سألك عبادي عني فاني قريب} طيب اذا صار قريب منك فماذا أتى به الي أنا بعيد وأنت اين؟
يقول: لا لا لا يوجد فرق انت انت.. أحدكما في شرق الارض والآخر في غرب الارض أحدكما في السماوات العلى والآخر في الأرضين السفلى {وإذا سألك عبادي عني فاني قريب}, لا لا فقط إني قريب (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) (ونحن اقرب إليكم منه ولكن لا تبصرون) من يقول انه قريب, قد يأتي الى ذهنك جنابك بأنه انت اقرب, يقول لا لا, حتى لو انت تلتصق بذاك الإنسان فانا اقرب مما التصقت إليه, فلهذا {فإني قريب} مرتبة, (ونحن اقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون), {أقرب إليه من حبل الوريد} لا فقط اقرب إليه من حبل الوريد, اقرب إليك من نفسك الى نفسك, يحول بين المرء وقلبه.
عند ذلك تعال نفهم الأحاديث الواردة عنهم (عليهم أفضل الصلاة والسلام) أنا اقرأ فقط رواية عن الإمام أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) وهي روايات قيمة في هذا الباب, قال: داخل في الاشياء لكن لا كشيء داخل في شيء حتى تحصل الممازجة وخارج من الاشياء لا كشيء خارج من شيء, لأنه اذا صار شيء خارج من شيء صارت إثنينية مع انه توجد إثنينية او لا توجد؟
لذا قال: وتوحيده تمييزه عن خلقه لا تتصورون أن الخالق يصير عين المخلوق والمخلوق يصير عين الخالق, ولكن هذا التمييز ليس تمييز عزلي حتى يصر التمايز تمايز تقابلي, وإنما التمييز تمييز إحاطي التي عبرت عنه الرواية, والبينونة بينونة صفة احدهما محيط والآخر محاط لا بينونة عزلة لأنه اذا صارت البينونة عزلة يكون التمايز تمايز تقابلي والمفروض انه بينه وبين خلقه التمايز تمايز إحاطي {والله بكل شيء محيط} الآن هذه لعله لكي تفهمون عندما نقول مراراً أن كلمات هؤلاء القوم مأخوذة جذورها موجودة في الروايات انظروا هذه الكلمة للإمام أمير المؤمنين × قال: والبائن لا بتراخي مسافة, حتى تحصل بينونة العزلة, بان من الاشياء بالقهر لها والقدرة عليها, أحاط بها, بالقهر لها, وانتم تعلمون بأنه النفس بانت من الاشياء بانت ماذا؟ بأنها قاهرة وقادرة ومحيطة بكل قواها وبكل أعضائها وبكل حواسها, بان من الاشياء بالقهر لها والقدرة عليها وبانت الاشياء منه بالخضوع له والرجوع إليه.
اذن عند ذلك يتضح معنى فكونه عين الاشياء ولكن هذا ليس معناه أنا وأنت نصير الله, أبداً, وكونه غير الاشياء وهذا ليس معناه هو الاول وأنا الثاني, لا أبداً, الغيرية لا توجد, فكونه عين الاشياء هذا ليس معناه أن النفس تكون عقلاً, أن النفس تكون حسا, أن النفس تكون بصرا, لا لا تبقى النفس نفسا والبصر بصرا.
فإذا صحت مثل هذه الروايات وردت مثل هذه النصوص, الآن مقدار صحة سندها أنا لا اعلم, فإذا صحت مثل هذه الروايات وهي بعض الروايات والآن مصادرها الآن لا اعلم أي مصدر, فليبحثوا الاخوة عن مصدرها أن لها او ليس لها.
قال: لنا حالات مع الله نحن هو وهو نحن وهو هو ونحن نحن, طبعا الالفاظ, ألفاظ العرفاء وليس ألفاظ رواية, لأنه هكذا رواية لا يوجد عندنا, ولكنه لعله روايات, مضمون من هذا القبيل موجود, او هذا الحديث لي مع الله وقت لا يسعني, الآن هذا مرتبط بعالم الفناء الآن لا ادخل فيه.
اذن هذه الجملة التي قالها, فكونه عين الاشياء كيف عين الاشياء؟ بظهوره في ملابس اسمائه وصفاته, لأنه عندما نضع يدنا على هذه المظاهر ذاك موجود في هذه المظاهر او لا؟ نعم اعم من أن تكون مظاهر علمية او أن تكون مظاهر عينية, في عالمي العلم والعين أما وكونه غير الاشياء ولكنه اذا قلنا انه داخل في الاشياء ولكن لا يتبادر الى ذهنك بممازجة, ولكن هذا لا ينافي انه خارج عن الاشياء ولكنه ليس بمزايلة, وكونه غيرها باختفائه في ذاته انه الذات تبقى مختفية تبقى مجهولة, باختفائه في ذاته واستعلائه, بالقهر لها والقدرة عليها, واستعلائه بصفاته عما يوجب النقص والشين, انت عندما تنظر الى هذه المظاهر والى هذه الحواس تجدها متعينية تجدها فيها نقص, تجدها فيها عين, تجد فيها فقدان, تجد فيها حدوث, تجد فيها جسمانية.. ونحو ذلك, فهو غيرها, عما يوجب النقص والشين وتنزهه عن الحصر والتعيين وتقدسه عن سمات الحدوث والتكوين.
هذا المطلب انتهينا منه, نرجع الى البحث الذي بالأمس شرحناه بشكل مفصل, وهو انه ما معنى الإيجاد والإعدام في المدرسة العرفانية.
قلنا الإيجاد: هو إظهار ما كان غيباً إظهار ما كان باطناً, إظهار ما كان كامناً, لا إيجاد ما كان معدوماً, ليس معنى الا يجاد يعني إيجاد ما كان معدوما, إظهار ما كان غيبا, وهذه مسألة تكون نسبية لأنه اذا نظرت أن الغيب هو الأحدية فعالم الواحدية يكون إظهاراً له, اذا نظرت عالم الواحدية هو الغيب فعالم الاعيان الخارجية يكون إيجاداً ونحو ذلك, فالمسالة تكون نسبية ماذا تنسب الى ماذا, هذا اذا كان هو الإيجاد.
ما هو الاعدام؟ إرجاع الظاهر الى ما كان إليه, (إنا لله) هذا الإظهار هذا الإيجاد, الاعدام ما هو (وإنا إليه راجعون).
لذا جملة من المحققين من العرفاء من الحكماء حتى من المتكلمين, عندما جاؤوا الى تعريف الموت, قالوا الموت ليس هذه التعاريف انقطاع وانعدام, و.. غير ذلك لا أبداً, الموت رجوع الاشياء الى الله (سبحانه وتعالى), هذا الذي يرتبط بقوس الصعود, الإيجاد ما هو؟ قوس النزول وهو إظهار الاشياء التي كانت كامنة.
لذا وجدت رواية الآن هذه الرواية أيضاً الاخوة يبحثون عن مصدرها, من الروايات القيمة في هذا المجال التي ينقلها الميرزا مهدي الآشتياني عن رسول الله ’ في مقدمة تعليقته على شرح المنظومة, يقول: أن الله خلق الخلق في ظلمة ثم رش عليها من نوره, هذا الذي قلنا ظلمة العدم الذي هو مرتبط بعالم الغيب هذا الذي عبرنا عنه بالحركة الحبية هذا الذي عبرنا عنه كنت كنزا مخفيا فأحببت أن اعرف, واضح هذا المطلب.
قال: وإيجاده للأشياء اختفائه فيها, هذه الواو زائدة, وإيجاده للأشياء هنا المراد من الاشياء المظاهر اعم أن تكون مظاهر علمية او عينية يعني اعم أن تكون بالفيض الأقدس او أن تكون بالفيض المقدس, وإيجاده للأشياء اختفائه فيها, يعني المظهر يكون ظاهر والذات التي أوجدته تكون باطن.
يتذكر الاخوة كان عندنا بحث مفصل في تمهيد القواعد هناك قلنا بأنه تارة تكون الوحدة ظاهرة والكثرة باطنة كامنة وأخرى يكون العكس تكون الكثرة ظاهرة والوحدة كامنة, كما في نشأتنا, كما انت الآن الكثرة بالنسبة لك وجدانية وعلمية وثابتة تبحث عن وحدتها أما لو صعدنا الى عالم الأسماء الى عالم الصعق الربوبي هناك أيضاً الكثرة موجودة أم الوحدة؟ هناك الوحدة ظاهرة والكثرة باطنة, الإيجاد هو أن المظاهر تظهر وان تلك الكثرة تختفي أما الاعدام ما هو؟ ظهور المظاهر أم غيب المظاهر؟ غيب المظاهر, {لمن الملك اليوم لله الواحد القهار} يعني الآن الملك ليس لله الواحد القهار؟ لا لا, الملك الآن كذلك لله الواحد القهار {ويعلمون أن الله هو الحق المبين} ماذا الله هناك يكون حق مبين وهنا لم يكن حق مبين؟ هنا أيضا هو الحق المبين ولكن هذا الحق المبين ظاهر أم باطن؟ غيب أم شهادة؟ غيب, فلذا نبحث عنه فلذا كلفنا بالبحث عنه, أما هناك لا نكلف عن الحق المبين لماذا؟ لان الله (سبحانه وتعالى) هناك ظهر بهذا الحق المبين.
طبعا الناس على قسمين: عموم الناس أنا وأمثالي بالجبر والقهر لابد أن يأخذوهم وهو الموت الطبيعي لابد أن يأخذوهم حتى يرون والا كلما يقولون لهم انتم اذهبوا يذهب احد أم لا؟ لا, أما الأوحدي من الناس هؤلاء ماذا يفعلون؟ هو يذهب, والله دعاه {أفلم ينظروا الى ملكوت السماوات والارض} دعاهم بلسان أنبيائه قال الداعي مظاهره بأنبيائه الى عين جمعه ومرتبة هويته, وبتعبير الروايات موتوا قبل أن تموتوا يعني الموت الاختياري في قبال الموت الطبيعي.
لذا من مات قامت قيامته أي موت؟ اذا مات موتا طبيعيا قامت قيامته ولا يوجد عنده أي طريق للرجوع, أما اذا مات موتا اختياريا, هذا قامت قيامته عرف ما يراد منه وما عليه هذا باختياره يستطيع أن يرجع, يعني بعبارة أخرى (ربي ارجعون) يعني ماذا يأتي الجواب؟
للكل يقولون كلا, لا هذه للبعض يقال كلا, هؤلاء الذين ماتوا بالموت القهري بالموت (بالقوة أخذوهم) يقول لهم تعال وتستطيع أن ترجع يقول لم تأتي (حصتك التموينية خلصت كبن خلص) أما أولئك لا ذاهبين في كل ليلة جمعة نذهب الى عرش ربنا فنصلي هناك عند قوائم العرش ركعتين, كل ليلة جمعة هناك, كلما أرادوا أن يكونوا هناك فهم هناك, لذا تجدون أن أهل المعرفة جاؤوا الى الموت قالوا الموت أما موت اختياري وأما موت طبيعي والموت الطبيعي ما هو احكامه والموت الاختياري ما هي احكامه.
قال: وإيجاده للأشياء اختفائه, الواو زائدة, اختفائه فيها أي في الاشياء ولكنه اذا هو صار غيبا فالأشياء تكون ظاهرة مع إظهاره إياها, ذاك المختفي يكون هو الغيب وهذه المظاهر تكون هي الشهادة, يكون هو الباطن وهذه تكون هي الظاهر, على هذا الأساس اذن في عالم الكثرة الاسم بالتعريف الاسم الحاكم الظاهر أم الباطن؟ أي اسم يحكم؟ اسم الظاهر, لماذا؟ لأنه بهذا الاسم الآن المظاهر ظاهرة والذات باطنة أما في قوله {لمن الملك اليوم لله الواحد القهار} يعني ما بين النفختين النفخة الاولى والنفخة الثانية ما بين النفختين ما هو الظاهر؟ او أي اسم هو الحاكم؟ الحاكم اسم الباطن, وفي الحشر الاكبر أيضاً كذلك, الآن إنشاء الله تعالى بحثه سيأتي الآن لا ادخل فيه, هذا الإيجاد.
وأما إعدامه للأشياء اتضح معنى الإيجاد, وإعدامه للأشياء الآن في القيامة الكبرى في القيامة الصغرى في القيامة الوسطى بحث تفصيلي سيأتي لان هؤلاء يعتقدون كما أن الحضرات خمس حضرت الغيب الصعق الربوبي حضرت الكون الكامل او كون الإنسان الكامل, حضرت عالم العقل, وحضرت عالم المثال, وحضرت عالم المادة وعالم الشهادة, هذه الحضرات الخمس, في قبال الحضرات الخمس توجد عندهم قيامات خمس أيضاً, هذا بحثه التفصيلي الاخوة إنشاء الله تعالى ينتظرون معنا يأتون معي الى صفحة 152 من الجزء الاول.
تعالوا معي الى صفحة 152 او صفحة 151 من الجزء الاول السطر الخامس قال: ولكل من هذه المظاهر الى أن قال: وكذلك للساعة أنواع خمسة بعدد الحضرات الخمس, الآن الحضرات الخمس ما هي؟ أشرت إليها, في قبالها توجد عندهم قيامات خمس, وساعات خمس التي يبدأ يقول: منها في كل آن, الذي بحثه يأتي الآن لا ادخل فيها.
منها ما هو في كل آن, ومنها ما هو موعود منتظر ومنها متوسط الذي بحثه إنشاء الله اذا صارت مناسبة أشير إليه.
قال: وإعدامه لها في القيامة الكبرى يعني الحشر الاكبر لأنه هو تعال معي اعرف الحشر الاكبر, قال: ومنها ما هو في صفحة 152 ضعوه تحت أيديكم حتى لأنه نريد أن نرجع إليه, ومنها ما هو موعود منتظر للكل كقوله تعالى (وان الساعة آتية لا ريب فيها, أن الساعة آتية أكاد أخفيها) يقول: الآن هناك ماذا يحصل, وغير ذلك من الآيات وذلك بطلوع شمس ذات الأحدية, انظر لماذا يستعمل الشمس هنا؟ ثم جعلنا الشمس عليه دليلا, طيب هو يجعل هذا العالم ظل ذلك الشمس طيب تارة يظهر لنا الظل او ظل الظل وتارة يظهر لنا الشمس.
قال: وذلك بطلوع شمس ذات الأحدية من مغرب المظاهر الخلقية لأنه ذاك غروب ذاك ظلمة ذاك ظل, من مغرب المظاهر الخلقية وانكشاف الحقيقة الكلية الآن أبين الفرق بين الحقيقة الكلية والحقيقة الجزئية, وانكشاف الحقيقة الكلية وظهور الوحدة التامة لا ووجودها والا الوحدة التامة كانت موجودة, ولكن كانت باطن, وظهور الوحدة التامة وإنقهار الكثرة, كما في قوله {لمن الملك اليوم لله الواحد القهار} وأمثال ذلك.
طيب هذا بالضرورة لابد أن يأخذوننا او يستطيع شخص هو يذهب؟ الجواب: له طريقان للوقوف على هذه الصورة على هذا الواقع, أما بالموت الطبيعي الذي بالنتيجة لابد أن نذهب, {انك ميت وأنهم ميتون} {كل نفس ذائقة الموت} هذا قضاء الهي لا يرد ولا يبدل, ولكن بعض الناس ماذا فعلوا؟ هم ذهبوا قال: وبإزائه كان ذلك الطبيعي الآن الاختياري وبإزائه ما يحصل للعارفين الموحدين من الفناء في الله والبقاء به قبل وقوع حكم ذلك التجلي على جميع الخلائق, ذلك التجلي تجلي الوحدة التامة والإنقهار قبل أن يتحقق ذاك هذا يراه, طيب هذه القيامة ماذا نسميها؟
وتسمى بالقيامة الكبرى, اذن القيامة الكبرى كم مصداق لها؟ مصداق واحد لها او مصداقين؟ مصداقين, المصداق الاول: وهو لعموم الناس, المصداق الثاني وهو لخصوص الناس الذي نحن ندعوا به ولكن لم نشتغل له, انتم رأيتم بعض الناس عندما تأتي حملة قصف هوائية ويصير قصد بأنه يضربون تلك المنطقة يوجد طريقين للتخلص من الضربة: أما انه انت تبدأ تركض وتذهب الى الملجأ حتى اذا جاءت الضربة انت تتأثر او لا؟ لا تتأثر, وشخص يذهب اين؟ يقف أمام الضربة ويلزم السبحة ويقول أنا ذاهب الى الملجأ, أنا ذاهب الى الملجأ.., طيب تأتي الضربة تضربه أم لا؟ تضربه, ذاهب للملجأ ذاهب للملجأ.. طيب ما تحل المشكلة.
نحن في الاعم الاغلب أيهما عاملين بها الاولى أم الثانية؟ لازمين السبحة ماذا نقول؟ كلمة لا اله الا الله حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي, بينك وبين الله واحد يذهب الى الحصن الإلهي يمكن أن يناله شيطان وسوسة او لا يمكن؟ ولكن نحن نذهب الى الحصن أم نلزم السبحة ونقول أنا ذاهب للحصن أنا ذاهب للحصن أنا… أيهما؟ (كلام أحد الحضور) نعم.
فلهذا جنابك الشعبانية او غير الشعبانية لان هذا الدعاء عام, تارة على لسان ولقلقة لا انه لا يعطوك به الثواب لا الله كريم ويعطيك الثواب, تارة فقط لسان تقول الهي هب لي كمال الانقطاع إليك, وأنر أبصار قلوبنا بضياء نظهرها إليك, حتى ماذا يحصل؟
حتى تخرق إبصار القلوب حجب النور فتصل الى معدن العظمة, طيب نحن وصلنا الى معدن العظمة أم لا؟ نعم على مستوى اللفظ واللسان والاستدلال البحث الآن نجلس نبحث ندرس نقول بلي نقول هذه, ولكن من منا اخذ يمشي حتى كشف حجب النور, فتصل الى معدن العظمة, هذه المرتبة أن يعرف العظيم لأنه نحن الى الآن لم نصل الى العظيم فقط نعرف مفهوم العظيم, وتصير أرواحنا معلقة بعز قدسك, الآن اللطيف انه جاء اسم العزة والعزة عجيب هذه كلمة العزة فيها الغلبة فيها القهارية.
لذا هذه (لمن الملك اليوم لله الواحد القهار) يعني يظهر باسم العزيز, يوجد بيت فارسي, أنا عادة لم أحفظ الشعر لا عربي ولا فارسي ولكن بعض الأبيات مولانا محتواها جد عالي, اقرأه لكم وعموم الاخوة يعرفون الفارسية.
(جه سلطان عزت علم بركشيد) إذ الله (سبحانه وتعالى) رفع علم العزة يعني أراد أن يظهر بمظهر العزيز ما هي النتيجة؟ (جهان سر به جيب عدم در كشيد) عند ذلك العالم اين يذهب؟ يصير في روح العدم, يعني ماذا؟ يعني يصير في عالم الغيب في عالم البطون في مكن الغيب.
(جه سلطان عزت علم بر كشيد جهان سر به جيب عدم در كشيد)
هذا اسم العزة فلهذا انتم تقرأون الآن ماذا؟ تعالوا معي الى النص تعالوا الى المتن مرة أخرى.
قال: وإعدامه لها في القيامة الكبرى ظهوره بوحدته القهارة وقهره, لان هذه الوحدة اذا لا يوجد فيها قهر التي هي العزة, وقهره إياها هذه الاشياء, بإزالة باعدامها يعني لا شيء؟ لا لا, هذه تعيناتها تذهب اذا ذهبت تعيناتها رجعت الى ما كانت عليه بسيط الحقيقة كل الاشياء.
يقول: بإزالة تعيناتها وسماتها علاماتها, وجعلها متلاشية, متلاشية اسم فاعل من لا شيء, كما قال تعالى (لمن الملك اليوم لله الواحد القهار) وقال تعالى {كل شيء هالك الا وجه} يظهر معنى الهلاك؟ ما هو معنى الهلاك؟ الهلاك يعني الانعدام, ما معنى الانعدام؟ يعني الاختفاء.
طيب هذا إعدامه في القيامة الكبرى في القيامة الصغرى ماذا يحدث؟ يأتي.
والحمد لله رب العالمين.