نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (22)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: وفي الصغرى تحوله من عالم الشهادة الى عالم الغيب ومن صورة الى صورة أخرى في عالم واحد.

    كان الكلام بصدد بيان ما هو الإيجاد وما هو الاعدام, قلنا أن الإيجاد هو الإظهار من مكامن الغيب والمراد من الغيب هو عالم العلم أي الصعق الربوبي, أما ما هو الاعدام فالإعدام هو الرجوع الى موطنه الأصلي (إنا لله وإنا إليه راجعون).

    ولكنه هذا الاعدام له درجات وله مراتب:

    المرتبة الاولى: ما أشار إليها, وإعدامه لها في القيامة الكبرى وهي ظهوره بوحدته (لمن الملك اليوم لله الواحد القهار), (ويعلمون أن الله هو الحق المبين) ولكنه قبل الوصول الى القيامة الكبرى هناك قيامة أخرى وهي القيامة الصغرى ما هو المراد من القيامة الصغرى التي يشير إليها, قال: وفي الصغرى تحوله من عالم الشهادة الى عالم الغيب.

    عادة عندما يطلق في الكلمات القيامة الصغرى يعني الانتقال من هذا العالم الى عالم البرزخ والقيامة الكبرى الانتقال الى عالم القيامة والحشر الاكبر, هذا اصطلاح, وفسر القيامة الكبرى أيضاً قال هو اليوم الموعود كما اشرنا إليه في العبارة السابقة يعني في صفحة 152 قال: ومنها ما هو موعود منتظر للكل ويسمى بالقيامة الكبرى, في قبال هذا القيامة الكبرى يكون هو الانتقال الى عالم البرزخ, بناء على هذا التفسير قد يرد هذا التساؤل وهو انه لماذا يقول تحول الشيء من عالم الشهادة الى عالم الغيب او من صورة الى صورة أخرى لماذا يشير الى هذين الأمرين الى أو؟

    بعض المفسرين لهذه العبارة فسرها بهذا النحو قال: باعتبار انه يوجد هناك خلاف بين الأعلام في أن البرزخ الصعودي هل هو من أجزاء عالمنا هذا او من أجزاء الحشر الاكبر أي منهما؟

    بعبارة أخرى: إن عالم البرزخ الصعودي هل هو جزء من عالم الشهادة او انه جزء من عالم الآخرة وعالم الغيب أي منهما؟ فإذا قلنا أن البرزخ الصعودي الذي هو من مات فقد قامت قيامته وهي القيامة الصغرى يعني في عالم البرزخ, من مات فقد قامت قيامته اذا قلنا أن البرزخ جزء من هذا العالم اذن هو انتقال من صورة الى صورة أخرى, أما اذا قلنا أن البرزخ والقيامة الصغرى من عالم الغيب اذن في القيامة الصغرى انتقال من الشهادة الى الغيب.

    اذن هذا البيان الذي قال وفي الصغرى تحوله من عالم الشهادة الى عالم الغيب او من صورة الى صورة أخرى في عالم واحد, هذا إشارة الى الاختلاف الموجود في ما يتعلق بالبرزخ وان البرزخ الصعودي لا النزولي, وان البرزخ الصعودي هل هو جزء من هذا العالم ولكن بصورة أخرى او انه جزء من عالم الغيب, طبعا لكل من الفريقين أدلته, يقولون الدليل على انه من هذا العالم أن أعمال الإنسان لا تنقطع, اذا مات ابن آدم انقطع الا من ثلاث الا من خمس الا من سبع ونحو ذلك.

    بعبارة أخرى: عالم التكامل موجود وهذه فرصة أخرى للإنسان وهذا جد مهم, الله (سبحانه وتعالى) أعطي فرصة للإنسان أن يعيش سبعين سنة او يعيش ثلاثة مليون سنة مثلا؟ يقول لا أعطاه الله (سبحانه وتعالى) فرصة أن يعيش مئات آلاف من السنين ملايين من السنين ولا اقل من خلال أعماله من خلال (من سنة حسنة فله أجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة) عجيب من علم بها الى يوم القيامة اذن تبين أن عالم البرزخ اين مربوط؟ ليس بعالم القيامة عالم الدنيا.

    ولكن نحن في أبحاث غير هذا البحث إنشاء الله سيأتي, ميزنا بين عمل الإنسان في الدنيا وعمل الإنسان في البرزخ قلنا في الدنيا يستطيع أن يعمل حدوثاً وبقاءً واستمرارا, أما في البرزخ حدوثا له القدرة او لا؟

    لا, باب الحدوث مغلق, فقد باب البقاء باب الاستمرار مفتوح أمامه, وهذه نقطة مهمة الإنسان لابد أن يسعى بمقدار ما يمكن في هذه النشأة أن يسن سنة حسنة, لأنه وهو جالس في البرزخ الله (سبحانه وتعالى) يعني (حساب مفتوح يرجع الى البنك يرى بأنه رأس ماله يزداد) من اين؟

    لا يعلم هو لا يعرفهم ولا يعرفون فقط يدعون له, وهذا ما نحن نعتقده بالنسبة الى الأولياء بالنسبة الى الأنبياء بالنسبة الى الائمة, وارفع درجته, رفع الدرجة الله (سبحانه وتعالى) ولهذا أعطي كذا وكذا … الى آخره, اذن الباب مفتوح, هذا شاهد.

    وشاهد آخر يقول: يوم القيامة يقولون للإنسان (كم لبثتم عدد سنين) يعني يجعلون كل ما قبل الحشر الاكبر كان في الارض, (كم لبثتم في الارض عدد سنين) مع انه لا فقط لبث في الدنيا بل لبث في الدنيا وفي البرزخ, على أي الاحوال الشواهد كثيرة, ثم في الطرف الآخر شواهد, الآن لا أريد أن ادخل فيها.

    هذا هو التفسير الاول, الذي اختاره جملة من الأعلام.

    الا أن هذا التفسير الذي ذكر وان كان في محله صحيحا ولكن بما سيأتي من عبارة القيصري في هذه المقدمة لا مراده شيء آخر, وليس مراده هذا, مراده كما هو يبين يقول: بان القيامة الصغرى لها مصاديق المصداق الاول هو الانتقال الى عالم البرزخ وهو ما بينه بقوله: تحوله من عالم الشهادة الى عالم الغيب, هذا المصداق الاول.

    المصداق الثاني: هو تجدد الأمثال في هذه النشأة في عالم واحد, يعني في كل آنٍ آن هو غيره في الآن السابق وهو غيره في الآن اللاحق, الآن اذا أردت أن نتكلم بلغة فلسفية هذا اذا قلنا أن الحركة الجوهرية هي تجدد الأمثال على سبيل المثال والا بعد ذلك سيتضح انه هي او غير هي؟ الحركة الجوهرية, تحوله من صورة الى صورة كان صورة نباتية صار صورة حيوانية فصار صورة إنسانية فصار صورة ملكية فصار صورة سبعية فصار… هذه كلها تعدد الصور ولكن في عالم الشهادة قبل أن ينتقل الى عالم الغيب.

    وهذا ما بينه في صفحة 151 من الكتاب قال: منها من هذه الساعات الخمس, قال: منها ما هو في كل آن وساعة إذ عند كل آن يظهر من الغيب الى الشهادة ويدخل منها الى الغيب من المعاني والتجليات والكائنات والفاسدات مما لا يحيط به الا الله لذلك سميت باسمها قال تعالى (بل هم في لبس من خلق جديد) اذن مراده هنا يتكلم عن القيامة الصغرى لأنه بعد ذلك يقول ويسمى بالقيامة الصغرى, في السطر الثاني من صفحة 152 هذه كلها يعني تجدد الأمثال الانتقال من صورة الى صورة وهي الحركة الجوهرية, او تجدد الأمثال وغيرها من أهم الفروق بين الحركة الجوهرية وتجدد الأمثال الحركة الجوهرية في نشأة المادة, أما تجدد الأمثال اعم من نشأة المادة, هو يقول.

    ثم يقول: ومنها الموت الطبيعي كما قال: من مات فقد قامت قيامته, هذا الدخول في عالم البرزخ, يقول وبإزائه الموت الإرادي يعني بإزاء الموت الطبيعي, اذن يذكر مصداقا ثالثا للقيامة الصغرى, اذن القيامة الصغرى كم لها من مصاديق؟

    المصداق الاول: تجدد الأمثال او الحركة الجوهرية.

    المصداق الثاني: الموت الطبيعي والدخول الى عالم البرزخ الصعودي.

    المصداق الثالث: أيضاً دخول الى عالم البرزخ الصعودي ولكن بنحو إرادي لا بنحو طبيعي.

    ولعله هذه العبارة التي الآن نحن بصددها اقرب الى المطلب من التفسير الاول.

    قال: وفي الصغرى تحول الشيء من عالم الشهادة الى عالم الغيب هذا في الموت الطبيعي او الاختياري, للانتقال الى عالم البرزخ, او من صورة الى صورة هذا في عالم واحد.

    فالماهيات صور كمالاته, ما هي الماهية؟ لنفسر الماهية بنحو دقيق, وان كان بينته مفصلا في أبحاث الاسفار الجزء الاول, ولكن هنا بمقدار الذي يرتبط بالبحث لعل بعض طلبتنا لا يسمع افترضوا الفلسفة او الاسفار عندهم, الماهية عند الحكماء والمشائين حقيقة هو انعكاس حقيقة الشيء عند الذهن, أعيده:

    الماهية هذا شيء خارجي, وهو وجود هذا عندما يريد أن ينعكس عند الذهن هذا المنعكس من هذا الوجوه يسمى ماهية, وعلى هذا الأساس قاعدة عامة (الآن ما عندكم شغل بأنه حد الوجود وأمر عدمي) هذه دعوها في محلها نبحثها, الآن ما هو المصطلح عندهم.

    وعلى هذا الأساس فما لا ينعكس في الذهن له ماهية او ليس له ماهية؟ ليس له ماهية, الله موجود ينعكس من وجوده صورة في الذهن او لا ينعكس؟

    لا ينعكس فلا ماهية له, العدم له ماهية او ليس له ماهية؟ ليس له ماهية لأنه ليس بشيء حتى ينعكس منه, ومن هنا قالوا أن الواجب لا ماهية له لأنه فوق الماهية وان العدم لا ماهية له لأنه دون الماهية, ذاك باعتبار شدة وجوده لا ينعكس وهذا لبطلانه لا ينعكس ولكن كلاهما لا ينعكس لا ماهية لهما, أما الإنسان والسماء والارض و.. هذه وجودات تنعكس وتسمى ماهية.

    السؤال هنا, التفت أريد أن أصل الى قضية وهذه دائما أحفظوها واجعلوها قرينة في أذهانكم, اذن الموطن الأصلي للماهيات اين؟ الخارج أم الذهن؟ الذهن موطنها الأصلي في الذهن لأنه هذه الماهية اذا جاءت في الخارج هي ماهية أم وجود؟ وجود.

    اذن اذا وضعنا يدنا على أي ماهية من الماهيات فموطنها الأصلي وصعقها الأساسي هو الذهن, سؤال: وقبل أن تجيب فكر, سؤال: أن الماهية بما هي ماهية تشم رائحة الوجود او لا تشم رائحة الوجود؟ (كلام أحد الحضور) تشم او لا تشم؟ (كلام أحد الحضور) تشم قلنا بأنه عندما تصير بالخارج فهي وجود او ماهية؟ تصير وجود لا ماهية أنا قلت الماهية بما هي قلت فكر لماذا؟

    إن الماهية بما هي ماهية يعني هذا العنوان يحفظ لها, تشم رائحة الوجود او لا تشم؟ ما شمت رائحة الوجود ولن تشم رائحة الوجود لان صعقها موطنها أصلها في الذهن فإذا صارت في غير الذهن فهي ماهية او ليست ماهية؟ اتضحت هذه الحقيقة او لا.

    الجواب: ما الفرق بين الماهيات والأعيان الثابتة؟ مرارا ذكرنا أن الشيء اذا كان في الصعق الربوبي يسمى أعيان ثابتة, والأعيان الثابتة اذا صارت في خارج الصعق الربوبي تسمى ماهية, اذن ما الفرق بين الاعيان الثابتة والماهيات؟ اذا أردنا أن نتكلم بلغة الفلسفة أن الاعيان الثابتة هي الماهيات ولكن في العلم الإلهي والماهيات هي الاعيان الثابتة ولكن في الأذهان السافلة أنا وأنت عندما يكون في أذهاننا شجر وسماء وارض و.. الى غير ذلك, واضحة هذه الجملة, (كلام أحد الحضور) أعيدها, (كلام أحد الحضور).

    الاعيان الثابتة توجد في ذهنك ماهية, في ذهني توجد ماهية الشجر ماهية السماء ماهية الارض ماهية.. هذه الاعيان الثابتة التي هل علم الحق (سبحانه وتعالى) لوازم الأسماء والصفات كما قرانا في تمهيد القواعد, هذه الاعيان الثابتة اذا جاءت الى أذهاننا تسمى ماهيات هذه الماهيات التي في أذهاننا اذا صارت في الصعق الربوبي تسمى الاعيان الثابتة.

    طيب سؤال: اتضح وزان الماهية بالنسبة الى الوجود, أن الماهيات تشم رائحة الوجود او لا تشم رائحة الوجود؟ قلنا لا تشم رائحة الوجود لأنها بمجرد أن تكون موجودة فهي ماهية او ليست ماهية؟ ليست ماهية, الجواب: هذه الجملة اكتبوها ودققوا عليها.

    وزان الاعيان الثابتة في الصعق الربوبي وزان الماهيات في أذهاننا, الآن هذا السؤال الذي يتكرر في كلماتهم وملا صدرا لعله مئات المرات ذكرها في الاسفار, أن الاعيان الثابتة شمت رائحة الوجود او لم تشم رائحة الوجود؟ ما شمت ولن تشم, ما ادري استطعت أن أصل هذا المطلب الى الأذهان, او لا, اطمأن هذا المطلب كونوا على ثقة بضرس قاطع اقول لك لا اقل أنا لم أرى الآن احد غيري يعرفه او لا؟

    ما ادري, هذه كتب العرفاء وراجعوها, هذا التحليل الذي بينته بالفرق أولا بين الاعيان وبين الماهيات وبين وزانهما ومعنى ما شمت رائحة الوجود ولن تشم رائحة الوجود بهذا البيان لم أجده في كلمات احد من الأعلام.

    اذن اتضح لنا معنى الماهية ما هو, ما هو الماهية؟ اخرج ذهنك من عبارات ملا صدرا, حد الوجود وأمور عدمية أبداً لا امور عدمية ولأحد الوجود, نعم حد الوجود بالمعنى المنطقي لا بالمعنى اللغوي, حد الوجود المنطقي ما هو؟ حيوان ناطق, والحيوان الناطق ليس أمر عدمي أمر وجودي, نعم الحد بالمعنى اللغوي أمر عدمي.

    وهذا معنى ما اشرنا إليه في الابحاث الفلسفية أن الماهية نحو وجود الشيء, وبعبارة أدق: ظهور الوجود عند الذهن, انعكاس الوجود عند الذهن, اذن تبين موطنه الأصلي, يكون من قبيل الكلية الكلية المنطقية اين موطنها الأصلي؟ الذهن تشم رائحة الوجود الخارجي او لا تشم؟ محال لأنه اذا خرجت الى الخارج فتكون كلية أم جزئية؟

    تكون جزئية, الماهيات حكمها حكم هذا الحكم, وهي انه نحو وجودها موطنها هو الذهن.

    بعبارة أخرى: وهذا معنى أن الاعيان الثابتة موطنها اين؟ الصعق الربوبي, ما شمت رائحة الوجود ولن تشم رائحة الوجود.

    نقرأ العبارة, (كلام أحد الحضور) نعم (كلام أحد الحضور) جيد أنا كذلك اقول أن هذا الخارج الذي يقابل الذهن, أنا من خلاله أريد أن اقرب الحقيقة الى الذهن, نعم نريد أن نقول بأنه صعقها هذه المرتبة لذا لها نحو من الثبوت لذا الاعيان الثابتة نقول وان كانت معدومة ولكن معدومة بلحاظ وجودها الخارجي لا انها معدومة يعني لا شيء حتى نقول أن الثابت واسطة بين الوجود وبين العدم, لا لا, عندما نقول معدومة المراد من المعدومة يعني ماذا؟ يعني معدومة بلحاظ هذا النحو من الوجود الخارجي, واضح, نعم (كلام أحد الحضور) اقول هي لا, اقول هي ماهية بما هي ما شمت, اقول بما هي ماهية, من قبيل الكلي.

    طيب الكلي الطبيعي موجود في الخارج ولكن بوجود فرده لا هو موجود هو غير موجود, وان كانت بعض النظريات تقول انه موجود, نفترض تلك النظرية التي تقول لا هذا وصف بحال متعلق الموصوف, الماهية من هذا القبيل عندما نقول موجود يعني بحال متعلق الموصوف لا بحال نفس الموصوف, لأنه الماهية حقيقتها انعكاس الشيء في الذهن لا معنى لان تكون في الخارج, والا لو كان لها خارجية طيب لماذا أن الواجب لا ماهية له؟ (كلام أحد الحضور) نعم لا, اذن فوق الانعكاس, احسنتم اذن حقيقة الماهية ماذا؟ هذا الانعكاس واضح, اذن حقيقة الماهية ما ينعكس في الذهن, فإذا خرج عن حالة الانعكاس فماهية او ليس بماهية؟ ليس ماهية, ما شمت رائحة الوجود, تعالوا معنا.

    قال: فالماهيات المراد من الماهيات الاعيان الثابتة, فالماهيات صور كمالاته, طبعا في الصعق الربوبي تسمى أعيان ثابتة, في الواقع الخارجي يعني في عالم الخلق تسمى ماهيات, بالنحو الذي بيناه, فالماهيات صور كمالاته ومظاهر أسمائه وصفاته هذه الماهيات ظهرت أولاً في العلم فنصطلح عليها بالأعيان الثابتة, ظهرت أولاً في العلم يعني في الفيض الأقدس, ثم هذه الماهيات ظهرت في العين يعني في الفيض المقدس, الآن ما هو منشأ ظهورها؟ الحركة الحبية, هذا مظهر منشأها في عالم العين, هذا منشأ إيجادها إظهارها في عالم العين.

    قال: بحسب حبه, كنت كنزا مخفيا فأحببت أن اعرف, بحسب حبه, لذا نحن في الابحاث السابقة ميزنا بين الحركة التكاملية وهي الخروج من القوة الى الفعل وبين الحركة الحبية التي قلنا هي لإظهار كمالاته ومظاهر أسمائه وصفاته.

    قال: بحسب حبه إظهار آياته ورفع أعلامه وراياته, اصطلاح معرفة الاصطلاح مهم, هؤلاء عندما يقولون راية مرادهم مظهر الحقائق الكلية وعندما يقولون علم مرادهم مظهر الحقائق الجزئية, فلذا في يوم كربلاء أبو الفضل × كان صاحب الراية كان, وهذا في كل جيش كان موجود في كل جيش لابد الراية ولكن قد يكون بيد هذا الجزء هذا الجزء بعض الأعلام ولكن هذه الأعلام غير الراية الأصلية التي هي راية لكل الجيش, هذا من باب التقريب الى الذهن, والا لا علاقة له بالبحث, هؤلاء عندما يقولون رايات مرادهم من الراية مظاهر الحقائق الكلية والأعلام مظاهر الحقائق الجزئية.

    قال: بحسب حبه إظهار آياته ورفع أعلامه وراياته, عند ذلك هذا الوجود الواحد الشخصي ماذا حصل له؟ تكثر, فتكثر بحسب الصور, أي صور؟ هذه الصور صور الكمالات التي كانت منشأ للأعيان الثابتة ومنشأ للحقائق الخارجية, ولكن هذا التكثر ينافي وحدته الحقيقة او لا ينافي؟ لا ينافي الوحدة الشخصية للوجود, وهو على وحدته الحقيقية وكمالاته السرمدية. انتهى البحث.

    اذا يتذكر الاخوة نحن في أبحاث سابقة في صفحة 30 ارجعوا, قال: (وهو بكل شيء عليم) لإحاطته بالأشياء بذاته, الله (سبحانه وتعالى) ماذا؟ محيط بكل شيء عليم بكل شيء, ولكنه هذا العلم بكل شيء لم يبين لنا ماهيته بأي نحو هو عليم بكل شيء بأي نحو؟

    هذا لم يبين, وهنا يريد أن يبين وهو يدرك حقائق الاشياء, هذا بيان او تكملة لذلك البحث الذي تكلم فيه عن العلم.

    قال: وهو يدرك حقائق الاشياء, طيب كيف يدركها؟ حقائق الاشياء بعبارة أخرى يدرك حقائق الاشياء تفصيلا, لا انه يدرك الاشياء بنحو الاجمال, يدرك الاشياء بنحو تفصيلي كيف يدركها؟ هذه المسالة التي هي محل المعركة ومعركة الآراء بين الفلسفة والعرفاء والمتكلمين والمحدثين وغير ذلك.

    يقول: علمه بذاته علم بجميع الاشياء, ولكن أي أشياء؟ يقول الاشياء التي ليس فيها تعين والا الاشياء مع التعين هي عينه او غيره؟

    اذن تبين أن للأشياء نحوين: نحو بلا تعين فهي عينه, ونحو مع التعين فهي غيره, طيب فسر لي بسيط الحقيقة كل الاشياء؟ ما هو بسيط الحقيقة؟

    قال: بسيط الحقيقة كل الاشياء وليس بشيء منها, الاخوة يتذكر في نهاية الحكمة هذا الإيجاب لأي شيء كان والسلب لأي شيء, قلنا الإيجاب لوجودها بلا حدودها والسلب لحدودها لماهياتها لتعيناتها لفقداناتها.

    لذا جملة من الأعلام يقولون أن هذه العبارة من العبارات الواضحة التي تثبت قاعدة بسيط الحقيقة كل الاشياء, لذا التفت الى العبارة.

    قال: وهو يدرك حقائق الاشياء بما يدرك حقيقة ذاته, يعني إدراكه لذاته إدراك لحقائق الاشياء لا انه يلزم منه إدراك حقائق الاشياء, لا انه يدرك العقل الاول وعلمه بالعقل الاول تفصيلي وما ارتسم في العقل الاول علم إجمالي, هذه كانت أقوال قرأتموها في نهاية الحكمة, ثالوس الملطي أشار الى هذه, قال: يعلم العقل الاول تفصيلا وحيث أن كل الاشياء مرتسمة في العقل الاول فحيث انه يعلم العقل الاول فهو يعلم جميع الاشياء, هذا نظر.

    نظر آخر كان يقول لا: إن علم بذاته يلزم منه علمه بما عداه, يلزم, وانتم تعلمون أن اللازم غير الملزوم, هنا يقول لا إدراكه حقائق الاشياء بادراك ذاته.

    بعبارة أخرى: علمه بذاته وعلمه بالأشياء علمان او علم واحد؟ علم واحد, باقي النظريات لم تستطع, بسيط الحقيقة استطاعت وهذه عبارته.

    قال: وهو يدرك حقائق الاشياء بما يدرك حقيقة ذاته لا بأمر آخر, لا انه يدرك حقائق الاشياء بأمر آخر, كالعقل الاول وغير العقل الاول, لان تلك الحقائق أيضا هي او أيضا عين ذاته حقيقة, نرجع ونقول البحث ليس في اللا بشرط المقسمي, البحث أبداً البحث دائما اجعلوه في ذهنكم من الأحدية وما دون, أحدية وواحدية وأسماء وصفات ولوازم الأسماء والصفات التي هذه مرتبطة بالصعق الربوبي ثم نأتي الى عالم المظاهر الخلقية اذا أرادنا أن نصور من باب عرف نفسه عرف ربه, انت عندما تتكلم عن العقل والخيال والقوى الباطنية و.. هذه كلها مرتبطة بالصعق الداخلي النفس, أما عندما تتكلم عن حركة اليد والأصابع والنظر والشم هذه مرتبطة بالأفعال والفعل شيء والصفات شيء, ما الفرق بين القيام وبين العلم؟ انت تتصف بأنك عالم وتتصف بأنك قائم, ما الفرق بينهما؟

    الجواب: ذاك وصف وهذا فعل, في ما يتعلق بالصعق الربوبي مرتبط بالأسماء والصفات أما في ما يتعلق بالمظاهر الخلقية مرتبط بعالم الافعال, واضح إنشاء الله.

    قال: لان تلك الحقائق أيضاً عين ذاته حقيقة وان كانت تلك الحقائق غير ذاته تعينا, بسيط الحقيقة تمام الاشياء وليس بشيء منها, قلنا تمام الاشياء يعني كلها واجد له على نحو البساطة كما أن العدد من باب ذكر المثال, كما أن العدد مائة واجد لكل كمالات الأعداد التي دونه, واجد كمال العدد تسعة وتسعين او لا؟ واجد, ثمانية وتسعين وسبعة وتسعين و.. الى رقم اثنين, كل الكمالات موجودة ولكن تسعة وتسعين موجودة في المائة او لا؟ الجواب: بحدها غير موجودة, بكمالها موجودة, اذا افترضنا العدد مائة بسيط وليس مركب من أجزاء اذا فرضناه بسيط كمال التسعة والتسعين أيضاً موجود هنا, أما حد التسعة والتسعين الذي به يكون فاقدا للمائة؟ غير موجود, وهذا هو المراد من تعينها.

    وان كانت غيرها تعينا, طبعا طيب هو يدرك الاشياء يدرك حقائق الاشياء بما يدرك حقيقة ذاته, هل يوجد احد مخلوق يدركه كما يدرك ذاته؟ قال: ولا يدركه غيره, يعني ولا يدركه مطلقا, يعني لا يحيطون به علما, التفت جيدا ليس معنى لا يدركه يعني جهل مطبق ليس هكذا يعني بوجه نعرفه ندركه ولكنه لا ندركه كما يدرك هو ذاته.

    ولا يدركه غيره كما قال (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار) هذه قرينة (ولا يحيطون به علما) طيب اذا لم نحط به علما يعني اذا لم نعرفه على ما ينبغي نستطيع أن نقوم بحقه او لا نستطيع؟ (كلام أحد الحضور) نعم, نستطيع أن نشكره كما ينبغي له الشكر؟ نستطيع أن نحمده كما ينبغي له الحمد؟

    نستطيع أن نعبده كما ينبغي له العبودية؟ لا, ما عرفناك حق معرفتك, فيترتب عليه ما عبدناك حق عبادتك ما شكرناك حق شكرك ما حمدناك حق حمدك, انت كما أثنيت على نفسك, والا نحن لا نستطيع أن نثني عليك لا نستطيع أن نشكرك لا نستطيع أن نحمدك وإذا أردنا أن نحمدك لابد أن نحمدك كما حمدت به نفسك.

    قال: (وما قدر الله حق قدره) وعند ذلك القران الكريم واقعا في سورة آل عمران واقعا يقول (ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد) يقول اذا كان الامر كذلك انتم لا تعرفوني حق معرفتي لا تستطيعون الإحاطة بكنهي, لا تستطيعون.. اذن ينبغي لكم أن لا تطلبوا ما لا تستطيعون, أن لا تطلبوا ما هو خارج عن حيطة قدرتكم وعلمكم و… الى ما شاء الله, لا تطلبوا هذه, وأنا من رأفتي بكم قلت (ويحذركم الله نفسه) لأنه اعرف تطلبون أمراً يمكن نيله او لا يمكن؟ لا يمكن.

    سلام عليك: ينحدر عني السيل ولا يرقى إلي الطير, اذا كان في ذهنكم يوما ما تصيرون مثل أمير المؤمنين تعرفون أمير المؤمنين تقفون.. لا أبداً أبداً, انت نعم اصعد درجة اثنين ثلاثة في سفح الجبل في سفح الوادي عندما يأتي السيل تستفيد منه شيئا.

    ينحدر عني السيل, والتعبير عجيب, لا انه ينحدر عني مطر او ماء او نهر, اذا جئت أنا وتكلمت تكلمت كلامي ماذا يفعل؟ سيل, والسيل ماذا يفعل؟ الا أن يأتي سباحاً أصلي الذي السيل يغرقه او لا يغرقه؟

    فلهذا انتم تجدون بأنه همام عندما طلب كم مرة الإمام × اعتذر منه لم يبين لأنه كان يعلم انه هذا الطلب صف لي صف لي.. قال له قال ليس بكافي قال هكذا قال … قال اذن خذ انظر علي ابن ابي طالب من هو؟ فشهق شهقة فكان فيها نفسه, انتهى لماذا؟ لأنه ذاك يعرف علي × أنا وأنت اذا ألف مرة لو نقرأ خطبة همام مولانا لا يأخذنا السيل ولا .. أبدا, لماذا؟ لأنه نحن عندنا المفهوم وذاك أدرك بوجدانه ما يقول علي ×.

    أنا وأنت عندنا اصطلاحات نحفظها, انتم واجدين بعض الأطفال عندنا في إيران في العراق وفي الدول الاسلامية حافظ كل القرآن, أصلاً يقرأ آيات العذاب وتراه بأنه يلعب كرة بها, صح أم لا؟ طبعا نحن هكذا لا تتصور, يعني واقعا نحن عندما نقرأ آيات العذاب الآن, بعض المؤمنين, إنشاء الله تبكيه اذا تبكيه فهذا واقعا ماذا؟ اثر رشح من هذا القران, من هذا النور الإلهي وصل إليه.

    قال: (وما قدروا الله حق قدره ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد) الآن لماذا قال: نبه عباده تعطفا منه ورحمة, لأنه في آية أخرى لا تخلطون بين هذه الآية والآية في سورة آل عمران, لأنه في آية أخرى قال: (ويحذركم الله نفسه والى الله المصير) ذيك غير آية ذيك الآية 28 من آل عمران وهذه الآية 30 من آل عمران, توجد آيتين في القران (ويحذركم الله نفسه والى الله المصير)و (ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد).

    قال: نبه عباده تعطفا منه ورحمة لان لا يضيعوا أعمارهم في ما لا يمكن حصوله, وإذا علمت أن الوجود هو الحق, عود على بدأ, كيف بدأنا الاخوة تعالوا معي الى صفحة 22 ماذا قال؟ في الوجود وانه ماذا هو الحق, الآن بعد هذا البحث الذي الآن صار 22 درس نحن فيه قال: وإذا علمت أن الوجود هو الحق, طبعا هو سيأتي إنشاء الله تعالى في هذا الكتاب تعالوا معنا الجزء الاول ص491 هذه عبارته سيفسر ما هو معنى الحق هناك, في وسط الصفحة يقول: والحق أيضاً اسم فاعل في صيغة المصدر كالعدل ومعناه الثابت لنفسه والمثبت لغيره, بحثه في ص491 سيأتي.

    وإذا علمت أن الوجود هو الحق علمت سر قوله, أن الوجود, حصر هذا, يعني لا موجود الا هو ليس في الدار غيره ديار, اذن يمكن أن يخلوا منه مكان او لا يمكن؟

    قال: (وهو معكم أينما كنتم) باعتبار الأظهر للإنسان هو المكان والا هو ليس فقط في الأمكنة, في الأمكنة والأزمنة و.. وأي شيء في ما له مكان وفي ما لا مكان له, الآن لماذا قال هذا؟ الآن باعتبار انه يريد أن يثبت المعية واللطيف أعطى الاستقلالية له ولم يعطها لنا, لم يقل ونحن معه أينما كان, لا أبدا, لأنه اذا كان يقول ونحن معه يعني, نحن شيء ما, لا لم يقل هكذا قال (وهو معكم) يعني هو الأصل وانتم الذي يحاط بكم, (وهو معكم أينما كنتم) ثم قال (نحن اقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون) وقال (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) وقال: (هو الذي في السماء اله وفي الارض اله) وقال (الله نور السماوات والارض) هذه (الله نور السماوات والارض) بحثه المفصل سيأتي في الفصل الثاني ص 997 هذه عبارته في الفصل السليماني: فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية هو يفسر النور بالرحمة العامة (ورحمتي وسعت كل شيء) هناك بنحو واضح يقول: فالرحمة العامة هو الوجود العام لجميع الاشياء وهو النور المذكور في قوله تعالى (الله نور السماوات والارض) الذي به يظهر كل شيء من ظلمة عدمه, يعني من ظلمة الغيب, وليس العدم يعني اللاشيئية.

    قال: (الله نور السماوات والارض والله بكل شيء محيط) وكنت سمعه وبصره يعني ونبه بقوله علمت سر, وعلمت سر, وعلمت سر كنت سمعه وبصره الذي يرتبط بقرب النوافل, وقد ميزنا بشكل مفصل بين قرب النوافل والفرائض في تمهيد القواعد وأيضاً موجود في كتابنا من الخلق الى الحق.

    وعلمت أيضاً سر قوله لو دليتم بحبط لهبط على الله وأمثال ذلك من الأسرار المنبة للتوحيد بلسان الإشارة, تتمة الكلام تأتي.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2017/04/15
    • مرات التنزيل : 2021

  • جديد المرئيات