بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
هذه النقطة محورية في هذه الأدلة التي تقام لإثبات أن الوجود واجب, وهي: أن الحكيم ينطلق من انطلاق والعارف ينطلق من انطلاقة أخرى.
أما الحكيم فينطلق مما يراه من الكثرة في هذا العالم باعتبار أن الكثرة عنده أمر وجداني لا مجال للشك والمناقشة فيه, كما إن أصل الواقعية أمر بديهي عنده كثرة هذه الواقعية أيضاً لا ريب فيها, من هنا يطرح هذا التساؤل من؟ الحكيم.
من هنا يطرح الحكيم هذا التساؤل: وهو أن هذه الكثرات كلها ممكنة او كلها واجبة؟ طبعا لا يوجد احتمال الامتناع باعتبار انها كلها واقعة موجودة, فيصل الى نتيجة انه لا يمكن أن تكون جميعاً ممكنة ولا يمكن أن تكون جميعا واجبة فينتهي الى هذا البيان وهو أن الموجود أما واجب وأما ممكن ثم يبحث أن الواجب واحد, واضحة هذه النقطة, هذه الانطلاقة.
أما العارف من اين ينطلق؟ ينطلق من شهوده وهو يرى بحسب مشاهداته أن الوجود واحد أم متعدد؟ يرى أن الوجود واحد, فيأتي الى هذا الوجود الواحد فيقول هل هو ممكن او واجب؟
لو كان ممكنا للزم تقدم الشيء على نفسه, للزم حاجته الى غيره للزم زيادة الوجود, وهكذا هذه الأدلة التي عرضنا لها, فلذا تجدون بأنه بعد أن انطلق أن هذا الوجود واحد صار بصدد انه واجب فلهذا قال الوجود واجب والواجب واحد فالوجود واحد, هذه طبعا هنا تأخرت الوحدة عن الوجوب بسبب انه بصدد الاستدلال والا هو بصدد المشاهدة وفي عالم المشاهدة والمعاينة رأى الوجود او الوحدة؟
رأى الوحدة انه واحد, من هنا يضع يده على هذا الوجود الواحد فيقول هذا الوجود الواحد إن كان واجبا ثبت المطلوب, وان كان ممكنا لزم تقدم الشيء على نفسه, لأنه يحتاج الى علة توجده والعلة لابد أن تكون موجودة قبله فيلزم تقدم الشيء على نفسه بالوجود واضح. وكذلك في المقام الدليل الذي اشرنا إليه بالأمس ماذا قال؟
قال: هذا الوجود لو وضعنا يدنا على أي شيء غير الوجود لوجدنا انه محتاج في تحققه الى الوجود الا الوجود فانه لكي يتحقق يحتاج الى غيره او لا يحتاج؟ لا يحتاج الى غيره بأي دليل لا يحتاج الى غيره؟ باعتبار انه لا غير له حتى يكون هو الموجد له, يوجد غير او لا يوجد غير؟ طيب من اين يقول أن الوجود لا غير له؟
لأنه منطلق من انه الوجود من حيث هو هو ما هو؟ واحد, طيب يقول لا غير له, اذن فالوجود فهو غني في وجوده عن غيره هذه صغرى القياس, وكبرى القياس وكل ما هو غني في وجوده عن غيره فهو واجب, اذن الوجود واجب.
وإذا سألت العارف ماذا عندما تقول وجود وجود ما هو مقصودك؟ يقول المقصود الوجود من حيث هو هو, هذا الذي اذا يتذكر الاخوة في أول هذا الفصل عبر عنه عندما دخلنا الى الابحاث
قال: اعلم أن الوجود من حيث هو هو, غير الوجود الخارجي والذهني وكل منهما نوع من أنواعه.. الى آخره, هذا هو الاستدلال.
اذن فتحصل الى هنا أن العارف ينطلق من هذه النقطة وهي: أن الوجود غني في وجوده عن غيره وكل ما هو غني في وجوده عن غيره فهو واجب اذن فالوجود واجب بذاته, هذا هو البيان.
المفروض إن العارف يتكلم بلسان أهل العرفان او يتكلم بلسان أهل النظر؟ تنبيهات للمستبصرين بلسان أهل النظر, فلهذا لابد أن يحفظ اصطلاحنا او يتكلم باصطلاحه؟ من الواضح انه لابد أن يتكلم باصطلاحنا لا باصطلاحه هو يعني باصطلاح الحكيم لا باصطلاح العارف, كما وعدنا في أول التنبيهات قال: تنبيهات للمستبصرين بلسان أهل النظر.
الحكيم بمجرد سمع من العارف انه الوجود من حيث هو هو, ذهنه ذهب الى الكلي الطبيعي لأنه نحن كذلك نقول الماهية من حيث هي هي, وهكذا قال: الجواب: قولكم الوجود من حيث هو هو هذا كلي طبيعي طيب ما هو الكلي الطبيعي؟ قرأتم في علم المنطق بداية, ونهاية, أسفار, الكلي الطبيعي يعني نفس هذه الماهية الإنسان هذا كلي طبيعي الطبيعة الآن إنما تسمى كلي لوجوه ذكرناها في محلها, الطبيعة الإنسان هذا الإنسان الذي هو الطبيعة يسمى عندهم بالكلي الطبيعي, وكونه كليا هذا الكلي المنطقي والمجموع هو الكلي العقلي, ما الفرق بين الكلي الطبيعي والمنطقي والعقلي؟ اذا نظر الى الموضوع وهو الطبيعة فهو الكلي الطبيعي, اذا نظر الى المحمول بما هو المحمول وهو الكلي يعني ما لا يمتنع فرض صدقه على كثيرين فهو الكلي المنطقي وإذا نظر الى مجموع الموضوع والمحمول فهو الكلي العقلي, هو بمجرد أن سمع الوجود من حيث هو هو, قال: هذا هو الكلي الطبيعي فرتب قياسا من الشكل الاول, المستشكل الآن نريد أن ندخل في البحث الجديد لهذا اليوم.
رتب قياسا ماذا قال؟ قال: الوجود من حيث هو هو, الذي جنابك قلت غني عن غيره, الوجود من حيث هو هو كلي طبيعي صغرى القياس, كبرى القياس: وكل كلي طبيعي في تحققه خارجا يحتاج الى أفراده الإنسان لكي يتحقق خارجا نحن يوجد عندنا شيء اسمه انسان؟ لا, الإنسان نجده من خلال زيد وعمر وبكر ومحمد وعلي وحسن وحسين, وحقيقة الإنسان موجود, يعني أنا عندما يوجد في هذه الغرفة عشرة انسان او عشرين عشرة أفراد يعني عندنا عشرة انسان او انسان واحد؟ عشرة انسان يعني عندما نقول الإنسان موجود في الخارج هذا ليس وصفا بحال متعلق الموصوف هذا وصف بحال نفس الموصوف الإنسان موجود في الخارج ولكن موجود بوجود فرده, وكل كلي طبيعي في تحققه ووجوده محتاج الى أفراده, هذا كبرى القياس, اذن فالوجود من حيث هو هو غني أم محتاج؟
اذن كيف تقولون الوجود من حيث هو غني عن غيره, فإذن كبرى القياس تامة او غير تامة عندكم؟ غير تامة عندكم, واضح الاشكال, اذن فان قلت: انه كذا قلت, نقرأ الاشكال.
فان قلت: هذه فإن قلت اشكال على كبرى القياس الذي بينه القيصري, القيصري قال: الوجود من حيث هو غني وكل, عفوا اشكال على صغرى القياس لا كبرى القياس, فان قلت: الوجود من حيث هو هو, هذا من حيث هو هو من اين جاء بها المستشكل؟ يقول: انت تتكلم بها من أول الفصل الى هنا, تتكلم عن الوجود من حيث هو هو, والوجود من حيث هو هو ما هو؟ كلي طبيعي يوجد في الذهن بنحو الكلية وعدم الإباء عن الصدق على كثيرين ويوجد في الخارج بنحو الجزئية, الإنسان كلي او جزئي؟
الجواب: من حيث هو هو, لا كلي ولا جزئي لماذا؟ لان الإنسان انسان لا كلي ولا جزئي, لا لا موجود ولا لا موجود, لا كلي ولا جزئي لا واحد ولا كثير, اذا وجد في الذهن يكون كليا ينطبق على كثيرين اذا وجد في الخارج يكون جزئيا, واضح, يقول: الوجود هكذا, من حيث هو هو واحد أم كثير؟ يقول لا واحد ولا كثير, اذا وجد في الذهن فهو واحد, اذا وجد في الخارج فهو كثير.
فقط الآن أنبه الاخوة لكي هم يمشون إنشاء الله الى الآخر أنبه عليه, العرفاء عندما يقولون الوجود من حيث هو هو, مقصودهم هذا المفهوم؟ مفهوم الوجود او مقصودهم الوجود الذي يشمل الخارجي والذهني معا أي منهما؟
نعم, في أول الفصل ماذا قرأنا قال: الوجود من حيث هو هو لا خارجي ولا ذهني بل الخارجية والذهنية نوعان منه, يعني هو شامل للخارجي او لا؟
ولكنه الحكيم بمجرد انه سمع من حيث هو هو ذهب ذهنه الى الطبيعة, الآن تنظرون أن العارف يستطيع أن يتكلم بلسان أهل النظر او لا يستطيع أن يتكلم بلسان أهل النظر؟ العارف وعدنا أن يتكلم بلسان أهل النظر, أهل النظر بمجرد انه سمع أن الإنسان من حيث هو هو يعني طبيعة الإنسان عندما سمع منه الوجود من حيث هو هو يعني طبيعة الوجود مع أن العارف مقصوده طبيعة الوجود او موجود هذا الوجود الواحد السعي الكلي الشامل للخارج والذهني ولكل شيء أي منهما؟
من هنا اذا تتذكرون فقط استبق الابحاث, إنشاء الله بحثه سيأتي بعد ذلك.
من هنا قال: بأنه نحن نتكلم بلسان أهل النظر ولكن لا يزيده الا خفاءً, لماذا؟ لأنه الحكيم عندما يقول من حيث هو هو عنده اصطلاح وتبين أن العارف يقول من حيث هو هو عنده اصطلاحه الخاص, اذن يستطيع أن يتكلم بلغة أهل النظر او لا يستطيع؟ لان أهل النظر تعبيرهم من حيث هو هو له اصطلاحه الخاص به, لذا تجده مباشرة أشكل قال: الوجود من حيث هو هو كلي طبيعي وكل طبيعي في تحققه خارجا اذن تبين أن هذا الكلي الطبيعي اين كان؟ في الذهن, لتحققه خارجا محتاج الى الأفراد اذن الوجود من حيث هو هو محتاج أم غني؟ وانتم قلتم الوجود غني في وجوده عن غيره, اذن غني او لا؟ ليس بغني بل محتاج.
فان قلت: الوجود من حيث هو هو كلي طبيعي وكل طبيعي لا يوجد الا في ضمن فرد من أفراده فلا يكون الوجود, طبعا والنتيجة اذن الوجود محتاج لكي يوجد الى فرد من أفراده اذن فلا يكون الوجود من حيث هو واجبا, لماذا؟ لاحتاج الوجود في تحققه خارجا الى ما هو فرد من ذلك الوجود, واضح التفت الى الجواب.
الجواب: في ما يتعلق بالجواب القيصري يجيب بجوابين:
الجواب الاول: يقول سلمنا أن الكلي الطبيعي لكي يتحقق خارجا محتاج الى فرده, في الجواب الاول يسلم هذه الكبرى, في الجواب الثاني: يقول لا نسلم أن الكلي الطبيعي لكي يوجد في الخارج محتاج الى فرده, بل الفرد محتاج الى الكلي الطبيعي, طيب في الجواب الاول على القواعد يتكلم لأنه قلنا سلم أن الكلي على مباني الحكماء واقعا الكلي محتاج الى الفرد أم الفرد محتاج الى الكلي؟ الكلي محتاج لكي يوجد خارجا الإنسان, الآن الحيوان أوضح منه, مفهوم الحيوان هذا الجنس لكي يوجد خارجا لابد أن يوجد معه فصل والا اذا لم تكن معه فصول يوجد حيوان او لا؟ اذن الجنس محتاج الى هذه المنوعات.
كذلك في المقام, الآن في الجواب الاول فرضنا او يفرض تمامية الكبرى وهي انه كل كلي طبيعي لكي يوجد في الخارج محتاج الى فرد منه, يقول: هذه قولكم كل كلي طبيعي محتاج الى فرد لكي يوجد محتاج الى أفراده, مرادكم من الكلي الطبيعي ما هو؟ اذا كان مرادكم من الكلي الطبيعي يعني الماهيات الامكانية فالكبرى تامة يعني الإنسان طبيعة الإنسان مفهوم الإنسان لكي يوجد في الخارج لابد أن يوجد من خلال زيد عمر بكر, فالكبرى مسلمة, ولكن لا ينتج المقصود أن الوجود محتاج الى فرده لماذا؟ لان الماهية شيء والوجود شيء آخر, فان الماهية متساوية النسبة الى الوجود والعدم, والوجود متساوي النسبة بين الوجود والعدم؟ لا, اذن اذا قلتم في الكبرى كل كلي طبيعي محتاج مرادكم من الكلي الطبيعي يعني الماهيات الامكانية فالكبرى تامة ولكن ينتج المقصود الوجود محتاج او لا ينتج؟ لا ينتج لماذا؟
لأنه ينتج هذه النتيجة, التفتوا جيدا اذا فسرنا الكلي الطبيعي بالماهيات الامكانية, نقول الوجود من حيث هو هو كلي طبيعي قبلنا هذه الصغرى, الكبرى وكل كلي طبيعي فسرنا الكلي الطبيعي هنا الماهيات الامكانية اذن الوجود محتاج او الماهيات الامكانية محتاجة؟ الا أن تقول أن الوجود مثل الماهيات الامكانية والمفروض أن الماهيات الامكانية شيء والوجود شيء آخر, بأي دليل؟ بدليل ما تقدم أن الوجود موجود بنفس ذاته أما الماهية موجودة بوجود زائد على ذاته, اذن فرق بين الماهية وبين الوجود.
بعبارة أخرى: أن الحد الأوسط تكرر او لم يتكرر؟ لم يتكرر لماذا؟ لأنه نحن نريد ف الحد الأوسط كل كلي طبيعي يشمل حتى الوجود انت قلت كلي طبيعي ومرادك من الكلي الطبيعي في الوجود أما عندما جئت الى الكبرى وقلت كل كلي طبيعي قصدت الماهيات الامكانية اذن تكرر الحد الأوسط او لم يتكرر؟ لم يتكرر, فلم ينتج, واضح الاشكال.
وان قصدت الاعم يعني ماذا؟ يعني حتى يتكرر الحد الأوسط, يعني الوجود من حيث هو هو كلي طبيعي وكل كلي طبيعي اعم من أن يكون ماهية امكانية او وجودا, فهو محتاج؟ يقول: منعنا الكبرى الكبرى غير تامة.
اذن في الاشكال الاول قال: الكبرى تامة ولكن الحد الأوسط لم يتكرر فلم ينتج, أما في الاشكال الثاني يقول الكبرى تامة او ممنوعة؟ لماذا ممنوعة؟
يقول باعتبار انه هذا لازمه انك جعلت الوجود مثل الماهية وجعلت الماهية مثل الوجود والمفروض أن الوجود له مثل او ليس له مثل؟ ليس كمثله شيء, وهذا تقدم بحثه, وبينكم وبين الله نحن ليس كمثله شيء كان بالمفهوم او بالمصاديق؟ ونحن نتكلم هنا بالمفاهيم او بالمصاديق؟ تلاحظون بأنه هذا الاصطلاح ماذا يفعل بنا أم لا؟
الحكيم يتكلم على اصطلاحات أهل النظر, هو من يقول الوجود من حيث هو هو وانه ليس كمثله شيء وانه لا مثل له ولا ضد له لا ند له لا غير له مراده أي وجود؟ الوجود في نظره هو يعني ذلك الوجود الكلي ولكن أي كلي؟ الكلي المنطقي او السعي؟ انظروا هذه الكلية ماذا فعلت هنا, في الفلسفة نحن لا يوجد عندنا كلي سعي, يكون في علمكم, نعم في الحكمة المتعالية قد يوجد كلي سعي أما في الحكمة المشائية عندما يقولون كلي أما كلي مفهومي وأما كلي مصداقي أصلاً يوجد هكذا تعبير في الفلسفة المشائية؟ أبداً لا يوجد.
قال قلت: إن أردتم بالكبرى في قولكم وكل كلي لا يوجد الا في ضمن فرد من أفراده إن أردتم بالكبرى الطبائع الممكنة يعني الماهيات الممكنة فمسلم الكبرى تامة, ولكن لا ينتج المقصود لماذا؟
لان الحد الأوسط لم يتكرر, لان الممكنات من شأنها أن توجد وتعدم, وطبيعة الوجود لا تقبل ذلك ماذا؟ لما مر أن الوجود يناقض العدم, وان أردتم بالكبرى ما هو اعم من الطبائع الممكنة يعني بنحو يشمل الوجود فالكبرى ممنوعة لماذا؟ يقول: لأنه هذا لازمه أن مثل الوجود شيء وهو الماهية وليتأمل في قوله (ليس كمثله شيء).
هذا تمام الكلام في الجواب الاول, ما هو الجواب الاول؟ وهو انه سلمنا أن الكلي الطبيعي محتاج الى أفراده.
الجواب الثاني: في الجواب الثاني يقول: أساساً لا نسلم أن الكلي الطبيعي محتاج الى فرده بل الفرد محتاج الى الكلي الطبيعي بأي بيان؟
يقول: باعتبار أن الفرد يعرض على الكلي الطبيعي فالعارض متوقف على المعروض, أم المعروض متوقف على العارض؟ العارض او الفرد متوقف على المعروض أم المعروض وهو الكلي الطبيعي متوقف على العارض؟
اذا صار عندنا عارض ومعروض عندنا جدار وبياض الجدار متوقف على البياض أم البياض متوقف على الجدار؟ طيب يقول: الأفراد كذلك هي التي تعرض الكلي الطبيعي فإذن هي عارضة على الكلي الطبيعي والعارض متوقف على معروضه فلو توقف المعروض على عارضه لزم الدور, طيب سؤال: هذا ماذا الذي هو الذي العارض متوقف على المعروض هذا المعروض الذهني أم الخارجي؟ اذا يتذكر الاخوة في أول النهاية نحن قلنا الإنسان موجود قلنا أن هذا بناءً على التحليل الذهني الذي يرى أن الماهية أكثر أنساً بالذهن من الوجود أما في الواقع الخارجي ماذا يوجد؟
الوجود يعرض الماهية او الماهية تعرض الوجود؟ قلنا أن الوجود هو المعروض وان الماهية هي العارض, هنا بنفس البيان يقول يقول: الكلي الطبيعي معروض والفرد عارض ومن الواضح أن الفرد عارض على الكلي الطبيعي وكل ما هو عارض على شيء فهو متأخر عنه, اذن فهو متأخر عنه فلو تقدم عليه فيلزم تقدم الشيء على نفسه.
(كلام أحد الحضور) اذن الآن الكلي الطبيعي محتاج الى فرده او الفرد محتاج الى الكلي الطبيعي؟ فلو احتاج الكلي الى الفرد لزم الدور, طيب الآن سؤال هذا الذي هو الفرد عارض والكلي الطبيعي معروض هذا أي من الكلي الكلي المفهومي او الكلي الطبيعي الخارجي؟ الخارجي, اذن يتكلم بلسان أهل النظر او لا يتكلم بلسان أهل النظر, (كلام أحد الحضور) وأنت من أول الامر قلت له بلسان أهل النظر هو عندما سمع منك الوجود من حيث هو هو.
فلذا جملة من المحشين قالوا بأنه اذا كان يريد أن يتكلم بلسان أهل النظر فالإشكال وارد اذا كان يتكلم بلسان العرفان فالإشكال غير وارد, لأنه نحن من أول الامر لابد أن نسألك يا قيصري انت عندما تقول الوجود من حيث هو هو, قل لي ما هو مقصودك من الوجود من حيث هو هو, يعني مفهوم الوجود او مصداق الوجود, اذا كان مقصودك مفهوم الوجود والكلي المفهومي فالإشكال وارد لان الكلي الطبيعي لكي يتحقق في الخارج محتاج الى فرده, وان كان مصداق الوجود فالإشكال غير وارد لماذا؟ لأنه أساسا مصداق الوجود هو الكلي السعي لا الكلي المفهومي والكلي السعي محتاج الى غيره او الغير محتاج إليه؟ الوجود المطلق وهو الوجود الواجبي محتاج الى غيره او الغير محتاج إليه؟ طيب الغير محتاج إليه.
اذن كان ينبغي على, طبعا المستشكل من حقه نحن لا نستطيع أن نعتب على المستشكل لماذا؟ لان المستشكل يقول لنا قلت لك أريد أن أتكلم بلسان أهل النظر انت وسط الطريق مولانا بدلت الموجه تارة تتكلم بلسان أهل النظر وتارة تتكلم بلسان أهل الذوق والعرفان, هذا ليس بصحيح, الآن أفَهمت لماذا في ص19 يقول: إذ الدليل لا يزيد فيه الا خفاءً والبرهان لا يوجب عليه الا جفاءً, لماذا يا اخواني لماذا هكذا يصير؟
باعتبار أن هذا العارف يتكلم ضمن معاني امور وصل إليها أما أن يجعل لها يصطنع لها ألفاظ من عنده أما اذا جاء الى اصطلاحات الفلسفة الفلسفة كل اصطلاح لها معناها الخاص عند الفيلسوف فلا تستطيع انت أن تستعير أدواته, انت عندما تقول من حيث هو هو ذهنه الى اين يذهب؟ يذهب الى الكلي الطبيعي, الا أن تقول له أنا اقول الكلي الطبيعي ومقصودي الكلي السعي هذا معناه انك من أول الامر لابد أن (كلام أحد الحضور) لا لا تضع ألفاظ لنفسك أدوات انت من أول تضع أدوات يعني تنشأ أدوات وتدخل, (كلام أحد الحضور) احسنتم الآن الكلام ذاك وهو أن الحكمة المتعالية استطاعت أم لم تستطع ذاك بحث آخر واقعا لابد أن نعرف أن الفلسفة والحكمة المتعالية استطاعت او لم تستطع؟
يعني استطاعت أن تحفظ لنا الكثرة يعني تتكلم بالفلسفة وتحقق هذه المباني او في آخر المطاف كانت هي تتصور انها تتكلم بالفلسفة في آخر المطاف التفت انها كانت تتكلم بالعرفان ولا تعلم, أي منهما؟
هذا إنشاء الله تعالى نحن نريد إتمام الجزء الاول إنشاء الله عندما ندخل الجزء الثاني وأواخر الجزء الثاني سيتضح أن هذا في أول الامر فقط كان يقول أتكلم الفلسفة ولكن في واقع الامر هو يتكلم عرفان, هذا بحثه هذا بحث آخر.
الآن افتحوا لي قوس أريد أن اقول جملتين: (طيب القران الكريم عندما يتكلم, القران يتكلم معنا او لا؟ في كل شيء يتكلم في العقائد في الدنيا في الآخرة في البرزخ في الحشر في الغيب في الملائكة في كل العوالم تكلم, اذا نريد أن نفتهم الكرسي, نفتهم العرش, نفتهم القلم, نفتهم وجاء ربك, نفتهم ويبقى وجه ربك, نفتهم والملك صفاً صفاً, نفتهم غضب الرب, رحمة الرب, و.. عشرات يدين أيدي وجه كل هذا نفتهمه, ضمن أي لغة لابد أن نفتهمها؟ نذهب نسأل المشائين لنرى ماذا يقولون في معنى الوجه انه ماذا؟ نسال العرفاء نقول لهم انتم ماذا تقولون؟
نسأل ابن منظور الأفريقي نقول له انت ماذا تقول؟ الى اين لابد أن نذهب لكي نسأل أن القرآن الكريم عندما يتكلم ماذا يريد وما هو مقصوده؟ (كلام أحد الحضور) الآن جناب الأخ يقول نذهب الى أهل البيت, طيب نذهب الى أهل البيت وتكلموا معنا كيف نفهم كلامهم مولانا؟ (كلام أحد الحضور) كيف نفتهم أهل البيت يتكلمون عرش وكرسي وسماوات وارض وخزائن وعلوم وغيب وملكوت وكل شيء يتكلمون, طيب أنا أريد أن أفهم أنا الآن في كلمات أهل البيت توجد خزائن هذه معنى خزائن اين ابحث عن معناها؟
الجواب: تذهب الى اللغة العربية الصحيحة ضمن القرائن تفهم مفهومها, معناها, مفهومها يعني معناها, المعنى والمفهوم شيء واحد ولكن بلحاظين باعتبارين, اذا قيل للشيء هذا المعنى في الذهن في قبال اللفظ يسمى معنى في قبال الخارج يسمى مفهوم, المعنى من اين تفهمه؟
من هناك, أما المصاديق من اين؟ كذلك أأتي والعرف ببابك, أم المصاديق له طريق آخر للفهم؟ الجواب: المعركة كلها ليست في المفاهيم اطمأنوا اللغة العربية واضح معنى الكرسي والعرش والقلم, و.. ولكن الكلام أن مصداق القلم الا هذا الشيء الذي اكتب به او له مصاديق أخرى؟ الروايات والآيات تقول لنا لا تحصر المصداق في النشأة المادية فان القلم في عالمكم له مصداق وفي عالم المثال له مصداق وفي عالم العقل له مصداق و.. الى غير ذلك, لذا معرفة الاصطلاح معرفة المفهوم تشخيص المصداق هذه جد ضرورية لمعرفة الدين.
تعالوا معناه الى الكتاب مرة أخرى قال: هذا الجواب الثاني, الجواب الاول سلم أن كل كلي طبيعي محتاج الى أفراده, هنا قال: بل لا نسلم الآن هذا الجواب, وترقى, بل لا نسلم أن الكلي الطبيعي في تحققه متوقف على وجود ما يعرض على الكلي الطبيعي بل لا فرق ممكن كان او واجبا سواء كان من الطبائع الممكنة او من غير الطبائع الممكنة ماهية كان او وجودا لا فرق, الكلي الطبيعي غير محتاج الى فرده, سواء كان ممكنا يعني ماهيات امكانية, طيب ماهيات امكانية يعني ماذا؟
يقول: يعني ماهيات امكانية أنا قلت كمالات الحق عينا وعلما, اذن تبين انه عندما يقول ماهيات مقصوده اصطلاحه ماذا؟ في الماهية لا اصطلاح أهل النظر في الماهية, اذا تتذكرون في ما سبق عرف الماهيات في واحدة من الصفحات الآن أنا لا أتذكر, في ما تقدم, قال الماهيات هي صور كمالات الحق علما وعينا, طيب هي الماهيات صور كمالات الحق؟ لا أبداً, هذا اصطلاح العارف, فلذا هنا أيضاً يقول ممكنا كان يعني ماهية ممكنة او واجبا كان وجودا, ممكنا كان او واجبا, إذ, الآن لماذا لا تقبل أن الكلي الطبيعي محتاج الى غيره الى فرده؟
إذ لو كان كذلك قياس استثنائي لو كان الكلي الطبيعي محتاج في تحققه الى فرد منه للزم الدور, والتالي باطل فالمقدم مثله, يعني أن الكلي الطبيعي غير محتاج, إذ لو كان كذلك لزم الدور سواء كان العارض منوعا كالفصول او مشخصا كالعوارض التي هي الخصوصيات الفردية, هذا صنف وهذا صنف من المصنفات, سواء كان العارض منوعا او مشخصا لان العارض وهو الفرد لان العارض لا يتحقق الا بمن؟ بمعروضه, فلو توقف معروضه وهو الكلي الطبيعي على العارض في تحققه لزم الدور.
طيب الآن لو شخص يسأل بأنه أي عارض هذا الذي يحتاج الى المعروض وأي معروض هو الذي يقوم العارض هذا أي معروض؟ هذا الكلي الطبيعي في الذهن أم الوجود الخارجي او التحقق الخارجي؟
اذن من هنا انتقل القيصري في الجواب الثاني الى أهل النظر او الى غير أهل النظر؟ في الجواب الثاني ذهب الى أهل المعرفة وهو أن المتحقق في متن الاعيان هو الوجود وان الأفراد التفت جيدا, هؤلاء عندما يقولون أفراد مرادهم من الأفراد يعني التعينات على ذوقهم على مبانيهم, لان هؤلاء يعتقدون لا الوجود مجعول, الوجود مجعول او لا؟ ماذا تقولون؟ (كلام أحد الحضور) على العرفاء أتكلم الوجود مجعول او لا؟ (كلام أحد الحضور) لماذا ليس بمجعول؟ (كلام أحد الحضور) طيب لا عندنا وجود وهو واجب فمجعول ليس له معنى سالبة بانتفاء الموضوع, هذا الذي اقول أن هذه الابحاث فرارة من الذهن الوجود عندهم مجعول او ليس بمجعول؟
الجواب: سالبة بانتفاء الموضوع هو وجود واحد وهو واجب فلا معنى لان يكون الوجود مجعولا, طيب الماهية مجعولة أم لا؟ ما جعل المشمش مشمشا وإنما اوجد المشمش, اذن لا الماهية مجعولة ولا الوجود مجعول اذن أي شيء مجعول؟
الجواب: هؤلاء عندما يقولون مجعول مرادهم تعينه مرتبته شأنه, تعال معي الى ص39 في الحاشية رقم3 لشيخنا الاستاذ شيخ حسن زاده يقول: فالتحقيق الأتم أن الماهية كما انها ليست مجعولة بمعنى أن الجاعل لم يجعل الماهية ماهية لأنه الذاتي غير قابل للجعل كذلك الوجود ليس مجعولاً بمعنى أن الجاعل لم يجعل الوجود وجودا, الجواب لا أدق عبارة أن الجاعل لم يجعل الوجود لأنه لا وجود غير هذا الوجود حتى يجعله, بل الوجود وجود أزلاً وأبداً وموجود أزلاً وأبداً, هذا يتكلم عن ماذا؟
يعني أنا وأنت موجود أزلاً وأبداً؟ لا لا, هذا الوجود الواحد الشخصي موجود أولاً وآخراً وظاهرا وباطنا وأزلا وأبداً, اذن ما معنى انه يجعل يقول: والماهية ماهية أزلاً وأبداً وغير موجودة ولا معدومة وإنما تأثير الفاعل في خصوصيته وتعينه لا غير, فالمجعول ما هو؟ هو التعين, لا أصل الشيء لا وجودا باعتبار سالبة بانتفاء الموضوع, ولا ماهية لان الماهية ذاتي والذاتي لا يجعل.
سؤال: اذن في النتيجة, اذن هذا الكلي الطبيعي على مذاقك أيها العارف, محتاج او لا؟ لم نفتهم قل لي؟
يقول: نعم لابد أن تميزوا بين أصل تحققه وبين ظهوره, في ظهوره لا يظهر الا من خلال التعينات ولكن التعينات في أصل وجودها لمن محتاجة؟ اذن يلزم الدور او لا يلزم الدور؟ لا يلزم الدور, اذن الكلي الطبيعي ومراده من الكلي الطبيعي ما هو؟ يعني الكلي السعي ذاك الوجود من حيث هو هو, ذاك في تعيناته لا يظهر الا من خلال هذه التعينات ولكن في أصل وجوده محتاج او غير محتاج؟ في أصل وجوده غير محتاج, وهذه التعينات في أصل تعيناتها محتاجة الى ذلك الكلي الطبيعي وبعبارة أخرى هذا المعنى الذي يتذكر الاخوة في تمهيد القواعد بيناه, قال: لسان حال المظاهر وجودي منك وظهورك بي.
لولاك لم أك ولولاي لم تك, او لم تظهر؟ (كلام أحد الحضور) نعم أحفظها, لولاك لم أك, لأنه أنا تعين غير التعين لا يوجد لي شيء, لولاك لم أكُ ولولاي لم تظهر, اللهم إني اسألك بحق محمد وال محمد عليك, هذا الحق يتضح مكانه اين؟ طبعا كل شخص هكذا ولم تكن مربوطة بشيء ولكن باعتبار أن هذه اظهر المصاديق, لذا التفت الى العبارة, اذا يوجد عندنا وقت.
قال: والحق أن كل كلي طبيعي في ظهوره مشخصا في عالم الشهادة يحتاج الى تعينات مشخصة, الكلي الطبيعي في ظهوره يحتاج الى هذه التعينات لا في تحققه في نفسه, الكلي الطبيعي في أصل وجوده محتاج الى التعينات او غير محتاج الى التعينات؟
التفت الى العبارة: كل كلي طبيعي في ظهوره يحتاج لا في تحققه في نفسه, هذه العبارة السطر الأخير, في ظهوره يحتاج الى التعين في صال تحققه محتاج؟ لا, أما التعين في أصل تعينه محتاج فلا دور. هذه العبارة إنشاء الله أكثر تأتي, (كلام أحد الحضور) بلي هو الذي قلناه قلنا انه انت بدأت بلسان أهل النظر وانتهيت بلسان أهل النظر او بلسان أهل المعرفة؟
والحمد لله رب العالمين.