نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (27)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: لانا نقول العدم ليس بشيء حتى يعرض الماهية او الوجود وقولنا الماهية تقبل العدم معناه انها قابلة لزوال الوجود عنها, وهذا المعنى لا يمكن في الوجود والا لزم الانقلاب او لزم انقلاب الوجود الى العدم.

    هذا التنبيه اذا أردنا أن نتكلم عنه بتسلسل يبين المدخل والإشكال والمخرج لهذا التنبيه يمكن أن يقرر بهذه الطريقة, وهو انه في المرحلة الاولى تقرير الدليل وقد قررناه في البحث السابق وهو أن كل ممكن قابل للعدم ولا شيء من الوجود بقابل للعدم, اذن الوجود المطلق ليس بممكن, وقلنا أن هذا نتيجة اذن الوجود المطلق واجب, وهذا تقدم.

    المرحلة الثانية: قلنا انه نقض على الكبرى وهي قوله ولا شيء من الوجود المطلق بقابل للعدم, قيل أن الوجود الممكن قابل للعدم, وانتم تعلمون أن السالبة الكلية يمكن أن تنتقض بالموجبة الجزئية, هذه المرحلة الثانية.

    المرحلة الثالثة: في الجواب عن هذا النقض, أجيب عن هذا النقض بجوابين اذا يتذكر الاخوة: الجواب الاول: جواب عرفاني وأوضحناه مفصلا, الجواب الثاني جواب فلسفي وهو الذي أشار إليه في قوله أيضاً القابل لابد أن يبقى مع المقبول والوجود لا يبقى مع العدم اذن الوجود لا يجتمع مع العدم,و هذا بيناه في ما سبق, هذا الجواب الثاني.

    في المرحلة الثالثة اشكال على او في المرحلة الرابعة اشكال على هذا الجواب على الفلسفي لا اشكال على الجواب العرفاني, يعني في المرحلة الثانية بعد أن نقض على الدليل أجيب في المرحلة الثالثة عن النقض بجوابين عرفاني وفلسفي في المرحلة الرابعة أشكل على ماذا؟ وهو طبيعي لأنه البحث بحث فلسفي وليس بحثا عرفانياً, أشكل على الجواب الفلسفي عن النقض, ماذا قيل؟ تقريبا انتهى بنا البحث الى هنا, ماذا قيل؟

    قال: انتم قلتم بان الوجود لا يجتمع مع العدم, ما هو مرادكم من أن الوجود لا يقبل العدم, ولا يجتمع مع العدم؟ أن كان مرادكم من ذلك أن العدم يعرض الوجود كما أن البياض يعرض الجسم, اذا كان هذا مرادكم من أن الوجود لا يجتمع ولا يبقى مع العدم, أن كان هذا مرادكم فمسلم والحق معكم لأنه لو عرض العدم على الوجود مع حفظ كونه وجودا لزم اجتماع النقيضين لأنه اذا عرض العدم على الوجود مع كون الوجود باق على حاله يلزم اجتماع النقيضين لذا قال: أن أردتم أن العدم لا يعرض على الوجود فمسلم الحق معكم الوجود لا يجتمع مع العدم والعدم لا يجتمع مع الوجود, الوجود لا يقبل العدم والعدم لا يعرض على الوجود, مسلم, ولكن نحن مرادنا من الاجتماع ليس عروض العدم على الوجود وإنما مرادنا في النتيجة هذا الوجود لما كان غير متناهي أزلاً وأبداً, له أمد او ليس له أمد؟ له أمد اذا لم يكن, اذا كان موجود أزلي وابدي, طيب ليس له أمد ينتهي عنده, أما اذا لم يكن كذلك فينتهي او لا ينتهي؟ نعم ينتهي فبانتهائه يكون وجوده او يكون عدمه؟ اذن اجتمع الوجود مع العدم.

    مرادنا من اجتماع العدم مع الوجود ليس عروض العدم على الوجود وإنما مرادنا من الاجتماع هذا المعنى وهو انتهاء الوجود, فما المحذور في ذلك, لذا اقرأ العبارة.

    لا يقال: إن أردتم أن العدم لا يعرض على الوجود فمسلم ولكن لما لا يجوز يعني هذا أن يزول هذا بيان مراد اجتماع الوجود مع العدم, ولكن لما لا يجوز أن يزول الوجود في نفسه ويرتفع, وعند ارتفاعه نقول عدم, لا انه يعرض شيء على شيء ينتهي الوجود, طيب اذا انتهى الوجود يأتي عدم ذلك الوجود, واضح الاشكال.

    الجواب: القيصري هكذا يجيب يقول: بأي نحو فسرتم اجتماع الوجود مع العدم, سواء كان بالمعنى الممتنع له, وهو عروض العدم على الوجود, او بالمعنى الذي في أذهانكم الممكن منه في النتيجة العدم ليس بشيء حتى يعرض ماذا شيئا آخر, هو العدم أساساً العروض فرع أن يكون هناك عارض ومعروض أن يوجد معروض وهناك عارض يعرضه, والعدم شيء او ليس بشيء؟ ليس بشيء اذن يمكن أن يعرض او لا يعرض؟

    اذن سواء فسرتم التفسير الممتنع او التفسير الذي في اعتقادكم صحيح, الجواب أن العدم ليس بشيء حتى يعرض غيره.

    طيب من هذا البيان الذي ذكره القيصري يتولد اشكال ما هو الاشكال؟ تعالوا معي الى ص41 قال: فالقابل ثلاثة اسطر من الأخير, فالقابل له أي للعدم هو الماهية لا وجود الماهية, انت اذا قلت أن العدم ليس بشيء فلا يعرض شيئا آخر الآن ذلك الشيء الآخر كان وجودا او كان ماهية, ولكن انت سلمت قبل ذلك أن العدم يعرض الماهية, من هنا صار بصدد الجواب عن هذا السؤال المقدر, ما معنى قولنا أن الماهية يعرضها العدم وان العدم يعرض الماهية؟ واضح,

    فلذا قال: فانا نقول في الجواب, لأنّا نقول أن العدم ليس بشيء حتى يعرض الماهية او يعرض الوجود لا يعرض أي شيء لأنه ليس بشيء, وقولنا, هذا وقولنا جواب عن ذلك السؤال المقدر, انت قلت قبل ثلاثة اسطر سطرين بان العدم يعرض ماهية الممكن ولا يعرض وجود الممكن, يقول لا, مرادنا من عروض العدم على الماهية ليس عروض شيء على شيء مرادنا من عروض العدم على الماهية يعني عدم عروض الوجود, اذا لم يعرض الوجود فهو أمر عدمي لم يعرض الوجود لا انه عرض أمر وهو العدم على الماهية, هذا من قبيل ما ذكرناه في بحث عدم العلة علة لعدم المعلول, يتذكر الاخوة في البداية والنهاية قلنا لا انه يوجد عدم هو عدم العلة ويوجد عدم وهو عدم المعلول وتوجد رابطة بين عدم العلة وعدم المعلول هذه الرابطة في قبال الرابطة بين وجود العلة ووجود المعلول عندما نأتي الى وجود العلة ووجود المعلول ماذا يوجد؟

    يوجد عندنا شيء هو العلة يفيض شيء آخر هو وجود المعلول في عدم العلة علة لعدم المعلول يعني أن عدم العلة تفيض شيئا هو عدم المعلول؟ لا ليس الامر كذلك, اذن ما معنى قولهم أن عدم العلة علة لعدم المعلول؟ يعني نريد أن نقول علة الوجود لم تتحقق.

    كذلك في المقام قولنا الماهية تقبل العدم معنى هذا القول أن الماهية قابلة لزوال الوجود عنها وليس قابلة لعروض العدم عليها, وفرق بين أمرين بين عروض العدم عليها الذي يستلزم أن يكون العدم شيئا وبين قولنا انها يمكن أن يزول الوجود عنها زوال الوجود انت تجعل زوال الوجود أمراً هذا الامر العدمي تجعله أمراً ثبوتياً تقول اذن عرض العدم على الماهية.

    وقولنا الماهية تقبل العدم معنى هذا القول أن الماهية قابلة لزوال الوجود عنها, وبهذا يتميز الوجود عن الماهية, فان الماهية تقبل أن يزول الوجود عنها, الوجود أيضاً يقبل أن يزول الوجود عنه؟

    وبهذا تتميز الماهية عن الوجود فان الماهية تقبل العدم يعني أن الماهية تقبل أن يزال الوجود عنها والوجود لا يقبل العدم يعني الوجود لا يقبل أن يزول عنه الوجود.

    اذن قولكم وان الوجود قابل للعدم, الجواب: أن الوجود يقبل العدم او لا يقبل العدم؟ ولكن الماهية تقبل العدم, ما معنى أن الماهية تقبل العدم, يعني تقبل أن يزول الوجود عنها, ما معنى أن الوجود لا يقبل العدم؟ يعني أن الوجود لا يقبل أن يزول الوجود عنه.

    قال: وقولنا الماهية تقبل العدم, معنى هذا القول أن الماهية قابلة لزوال الوجود عنها وهذا المعنى يعني زوال الوجود عن الماهية وهو زوال الوجود, وهذا المعنى لا يمكن في الوجود, هذا المعنى الذي يوجد في الماهية يوجد في الوجود او لا يوجد؟ لا يوجد, وبهذا تتميز الماهية عن الوجود, الماهية تقبل العدم والوجود لا يقبل العدم, والا لزم انقلاب الوجود الى العدم. التفتوا جيدا, نحن يوجد عندنا ثلاثة فروض:

    الفرض الاول: مع وجود الوجود يعرضه العدم, يمكن او لا يمكن؟ لا يمكن لأنه اجتماع للنقيضين.

    الفرض الثاني: مع أن الوجود موجود نقول لا ينقلب الوجود في موضع الوجود يجلس العدم, هذا ممكن او غير ممكن؟ الجواب: محال لماذا؟

    لأنه نحن عندما فرضنا هذه المرتبة مرتبة وجود الشيء, يستحيل أن تكون مرتبة عدم الشيء لا بالاجتماع مع الوجود ولا بتبديل الوجود الى العدم لأنه انقلاب.

    الفرض الثالث: هو أن ينتهي وجود الشيء, حتى المثال الاخوة الذين حضروا الفلسفة الاسفار واضح عندهم هذا المعنى اشرنا إليه مفصلا, وهو انه ضع انت يدك على يوم السبت يوم السبت يمكن أن يجتمع وجود يوم السبت يمكن أن يجتمع مع عدمه او لا يمكن؟ لا يمكن لأنه اجتماع للنقيضين يعني لا يمكن أن يصدق وجود السبت موجود ووجود السبت معدوم هذا جمع للنقيضين, يمكن أن يكون وجود يوم السبت منقلبا الى عدم يوم السبت في نفس يوم السبت يمكن او لا يمكن؟ لا يمكن, محال لماذا؟

    لأنه اذا كنا في يوم السبت لابد إحدى القضيتين صادقة أما يوم السبت موجود صادق او يوم السبت معدوم صادق, وإذا كنا نحن في يوم السبت يمكن أن يصدق معدوم او لا يمكن؟ اذن موجود, وهذا معناه انه يستحيل أن يكون الوجود معدوما, التفتوا, يستحيل أن يكون الوجود معدوما يعني العدم اين؟ في مرتبته لا بالجمع معه ولا بالانقلاب.

    الفرض الثالث: وهو أن نأتي الى يوم الأحد ماذا يصدق؟ وجود السبت موجود او وجود السبت معدوم؟ وجود السبت معدوم, ولكن هذا معدوم معدوم ليوم السبت او معدوم يوم الأحد هذا؟ هذا معدوم يوم الأحد وليس معدوم يوم السبت, وهو عدم يوم السبت او ليس بعدم يوم السبت؟ (كلام أحد الحضور) عدم يوم السبت, نحن في أي يوم نحن؟

    يوم الأحد, فعندما تقول السبت هنا في هذا اليوم معدوم؟ (كلام أحد الحضور) نعم قل لي ما هي العبارة (كلام أحد الحضور) لا اقول اليوم نحن نقول نحن اليوم في يوم الأحد نقول يوم السبت معدوم, معدوم هذا معدوم متعلقه اين يوم السبت او الأحد؟ اذا كان يوم السبت فيوم السبت في محله كان موجودا ولم يكن معدوما, اذا كان يوم الأحد فيوم الأحد لم يكن مرتبة يوم السبت حتى يكون معدوما, لأنكم تعلمون أن النقيضين لابد أن يكونا في مرتبة واحدة وفي يوم الأحد عدم يوم السبت هو عدم يوم السبت او ليس عدمه؟ ليس عدمه.

    وهذا معناه أن الاشياء أما في كل شيء في موضعه أما يصدق موجود او يصدق معدوم, اذا صدق موجود فيستحيل أن يصدق معدوم وإذا صدق معدوم فيستحيل أن يصدق موجود, وهذه قاعدة عامة, الآن تقول لي أنا اليوم السبت مولانا يوم الجمعة معدوم اقول لا هذا العدم ليس عدم يوم الجمعة لان عدم يوم الجمعة ما كان في رتبة يوم السبت ويوم السبت هو مرتبة وجود يوم الجمعة او ليس مرتبته؟ فليس عدمه.

    نعم أنا وأنت باعتبار لم يوجد عندنا إحاطة بالزمان فنتصور وجد شيء وعدم شيء آخر, والا كل شيء إحاط بالزمان الموجود في موقعه موجود والمعدوم معدوم لا انه يوجد شيء ويعدم شيء آخر.

    وأيضاً: هذا بيان آخر لبيان انه أساساً حكم الماهية وحكم الممكن يختلف عن حكم الوجود التفتوا جيدا.

    يقول: وأيضاً امكان عدمه مقتضى ذاته حينئذ, اذا صار الشيء ممكنا مقتضى ذاته, هذا الذات أي ذات؟ ليس ذاتي باب الكليات ذات باب البرهان, يعني بحسب التحليل عندما نقول ممكن لازمه الذاتي الذي لا ينفك عنه يحمل عليه موجود يحمل عليه معدوم يعني مقتضى ذاته امكان الوجود او ضرورة الوجود؟ امكان الوجود.

    قال: وأيضاً امكان عدمه, طبعا وإمكان وجوده كلاهما موجود, امكان عدمه مقتضى ذاته حينئذ, الممكن أما والوجود يقتضي بذاته أيضاً عدمه او يقتضي بذاته نفسه؟ أي منهما؟ يقتضي بذاته نفسه لأنه ثبوت شيء لنفسه ضروري ونفيه عنه نفسه ممتنع, والوجود يقتضي بذاته نفسه ضرورة كما مر, وذات الشيء الواحد لا يمكن أن يقتضي نفسه وان يقتضي امكان عدم نفسه.

    لان المستشكل ماذا قال؟ قال: والوجود قابل للعدم, يعني فيه امكان العدم, والمفروض أن الوجود لا يقبل نقيضه اذن الوجود يقبل العدم او لا يقبل؟ لا يقبل العدم.

    في النقض هذا جواب على النقض يقول: انت قلت أن وجود الممكن الوجود قبال للعدم؟

    الجواب: أن وجود الممكن يقتضي نفسه فلو قبل العدم لقبل امكان عدمه ويستحيل في شيء واحد أن يقتضي الوجود وان يقتضي امكان العدم, واضح صار هذا البيان الأخير.

    قال: وأيضا امكان عدمه مقتضى ذاته حينئذ, انت عندما قلت أن وجود الممكن قابل للعدم يعني ماذا؟ يعني يمكن هذا الوجود يمكن أن يعدم يعني امكان العدم موجود له, امكان عدمه مقتضى عدمه حينئذ والوجود ماذا يقتضي امكان عدمه او امكان نفسه؟ والوجود يقتضي بذاته نفسه, لا انه يقتضي بذاته امكان عدمه ضرورة لأنه ثبوت شيء لنفسه ضروري وسلبه عن نفسه ممتنع كما مر, وذات الشيء الواحد وجود الممكن وجود الممكن لا يعقل لا يمكن أن يقتضي نفسه يقتضي الوجود وان يقتضي امكان عدم نفسه.

    اذن (كلام أحد الحضور) يا هو؟ (كلام أحد الحضور) لا ذاك اجبنا عنه بجواب آخر, وهو انه أساساً بذلك المعنى العدم ليس بشيء حتى , هذا برهان لرد هذا النقض وهو انه انتم قلتم أن وجود الممكن قابل للعدم, قال اذا صار قابلا للعدم يعني يوجد فيه امكان عدم نفسه, والوجود يمكن فيه عدم نفسه او لا يمكن؟ لا يمكن.

    وذات الشيء الواحد لا يمكن أن يقتضي نفسه وان كان عدم نفسه اذن فلا يمكن زوال الوجود اذن فلا يقبل وجود الممكن العدم.

    تعالوا الى المرحلة الأخيرة, حتى تعرفون بأنه هذه الابحاث كيف هي متداخلة.

    يقول القيصري: أساساً هو من قال لكم بأنه نحن عندنا عدم إيجاد, حتى تقول الوجود يقبل العدم او لا يقبل العدم؟ نحن إيجاد وإعدام لا يوجد عندنا نحن ظهور وبطون عندنا, طيب هذا بلسان أهل النظر؟ أبداً, وهذه بنفس الطريقة السابقة وانتم وجدتم في آخر الدليل السابق قال ماذا؟ قال: فلا يلزم احتياج حقيقة الوجود الى غيرها وفي الحقيقة ليس في الوجود غيره, ترون انه في كل دليل أولاً يقرر بلسان أهل النظر وبعد ذلك ذوقه العرفاني يأخذه ويقرر المطلب بنحو آخر.

    فلذا يقول: أولاً هذا الكلام كله مبني على أن نقبل انه يوجد إيجاد وإعدام ونحن يوجد عندنا إيجاد وإعدام او لا يوجد؟ فإذا لم يكن يوجد عندنا إيجاد وإعدام اذن لا معنى لقولكم ووجود الممكن يقبل العدم, لا يوجد إعدام حتى يقبل او لا يقبل, هذه سالبة بانتفاء الموضوع, هذا أولاً.

    ثانيا: انه حتى لو قبلنا الإيجاد والإعدام فالإيجاد والإعدام للمظاهر لا لنفس حقيقة الوجود, وهذا تقدم, قال: أساساً انتم تقولون يوجد ويعدم مرادكم حقيقة الوجود, أساساً لا يمكن العدم عليه, مرادكم مظاهره طيب نقبل منكم زوالها انعدامها ولكن انعدام مظاهر الوجود لا يستلزم انعدام نفس الوجود فلا يكون نقضا على الكبرى التي أسسناها, وهو انه ليس بشيء من الوجود المطلق بقابل للعدم, هذا الامر الثاني: وهو أن هذين الوصفين وهو الإيجاد والإعدام او الظهور والبطون سمها ما شئت فهو لنفس الشيء او لمظاهره؟ هذا لمظاهره.

    ثالثا: وهو الذي يقطع النزاع من دابره, يقول: انتم كل مشكلتكم تصورتم انه يوجد عندكم مفهوم عام موجود وفيه أفراد وعند ذلك تبحثون أن هذا الفرد وجد وذاك عدم, مولانا الوجود واحد أما موجود او معدوم ويستحيل أن يكون معدوما فهو بالضرورة موجود, هو وجود واحد, هذا كلامكم إنما ينسجم أن يكون للوجود أفراد متعددة وهل للوجود أفراد متعددة؟ لا يصرح يقول: فان الوجود حقيقة واحدة لا تكثر فيها, يعني مولانا هذا الذي نراه السماء, الارض, والنبي, ودنيا, وآخرة, يعني كثانية ما يراه الأحول؟

    يقول: لا أبداً, هذه امور اعتبارية ولكن ليس اعتبار كأنياب الأغوال لا منشأ انتزاع لها وإنما هي امور واقعية نفس أمرية لها منشأ انتزاع هي المعبر عنها بشؤون الوجود بمظاهر الوجود, بتجليات الوجود, طيب ما معنى إعدام إيجاد؟ يقول: قلنا مرارا معنى انها إيجاد وأعدام يعني كانت باطنة فظهرت او كانت ظاهرة فبطنت, أما ظهرت عن الأصل وأما رجعت الى الأصل, (كلام أحد الحضور) بلي (كلام أحد الحضور) كل المظاهر ممكنة نعم هذا الامكان يقول: ليس للوجود بما هو وجود بل هو لمظاهر الوجود, لا فقط الامكان يقبلوه التعدد يقبلوه الامكان يقبلوه التشكيك يقبلوه لذا مرارا ذكرنا في تمهيد القواعد بان هؤلاء ينكرون التشكيك في حقيقة الوجود ويؤمنون بالتشكيك الخاصي في شؤون الوجود ومظاهر الوجود, واضح.

    قال: وفي الحقيقة الممكن أيضاً لا ينعدم, الى هنا ماذا كان يقبل؟ كان يقبل وجود الممكن لا ينعدم, الآن يقول الممكن أساساً لا ينعدم لا يوجد عندنا شيء ينعدم كل ما في الامر أن الشيء كان باطنا مستجناً فظهر, من قبيل انه جنابك انت الآن في مخيلتك في عاقلتك في داخل محوطة وجودك الآن توجد في ذهنك صورة انسان له خمسة رؤوس؟

    لا ليست موجودة ولكن توجد في ذهنك وتصور في خيالك انسان له خمس رؤوس وعشرة أرجل وعشرين رجل وله جناحان و… تستطيع أن تفعل ما تشاء, طيب هذه الصورة التي أوجدتها كانت موجودة او غير موجودة؟ بدليل انها كانت معدودة وبعد ذلك ستنعدم اذن لم تكن موجودة فوجدت سؤال انت واجد لها قبل الوجود او لا؟ (كلام أحد الحضور) أي هما؟ لست بواجب طيب فاقد الشيء كيف يعطي؟ (كلام أحد الحضور) احسنتم في مكان موجودة, ولكن اذا كانت ليست بشيء وأنت غير واجد لها فاقد الشيء يمكن أن يكون معطيا لشيء؟ إذن يمكن أن يكون واجدا, تقول لي بأي نحو واحد؟ اقول يكون واجدا بالنحو المنسجم مع مرتبتك العليا لا اقول انك واجد له بحدودها, وهذا هو بسيط الحقيقة كل الاشياء, بسيط الحقيقة كل الاشياء يعني أن هذا الموجد واجد لكل شيء ولكن واجد لكل شيء بحدودها بماهياتها بتعيناتها بما يجعلها هذه غير هذه؟ الجواب: كلا, بعد التعين بعد الترشح بعد الإفاضة بعد التجلي ماذا تصير؟ تصير هذه وهذه وهذه… ولكن هذه الهاذيات متى تتعدد؟ قبل التجلي او بعد التجلي؟ بعد التجلي بعد الإفاضة بعد الشأن لا قبل الشأن ولكنه يمكن أن يكون له شأن ويمكن أن لا يكون له شأن يمكن أن يكون له تجلي وإفاضة ويمكن أن لا يكون له ذلك, واضح هذا المعنى.

    قال: وفي الحقيقة الممكن أيضاً لا ينعدم, بل يختفي, اخواني الاعزاء جملة من هذه الحواشي في نظر القاصر ليست بصحيحة ولكنه أما الآن تأدبا او أما لكي لا يأخذ الوقت أنا لا اقول أن هنا قال شيء وهنا قال شيء وهذا ليس بصحيح, فلهذا لا يتبادر الى ذهنكم أن هذه الحواشي كلها المذكورة هنا صحيحة لا اقل حسب فهمي القاصر يا اخواني الاعزاء, لأنه شيخنا الاستاذ شيخ حسن زاده بهذه الحواشي التي أنا قرأتها يعني باعتبار انه سهل أن نضعها برأس المقرر ونضعها برأس الذين حرروا نقول هذه والا كثير منها إشتباهات واضحة فيها ولا يمكن قبولها.

    قال: وفي الحقيقة الممكن أيضاً لا ينعدم بل يختفي ويدخل في الباطن الذي ظهر منه, التفت, لا يذهب ذهنك الى الباطن تتصوره صندوق ومخزن هذه كانت موجودات الآن يأتون بتعيناتها ويضعونها في مكان آخر, ليس المراد من الباطن هذا المعنى, ليس المراد من قوله {وان من شيء الا عندنا خزائنه} أن هذا الشيء الموجود في الخزائن موجود بقدره المعلوم أبداً, {وان من شيء الا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر معلوم} هذا القدر المعلوم متى يتحقق له؟ بالتنزل لا هو موجود في الخزائن, طيب هذا التنزل على درجات يتنزل من العقل الى الوهم من الوهم الى الخيال من الخيال الى الحس المشترك وهكذا, وفي كل تنزل على نحو التجلي لا على نحو التجافي, وفي كل تنزل يأخذ تعينا خاصا ويأخذ حكما خاصا بذلك التعين, اذا لم يكن واضح أوضحه.

    اذن هذا الوجود الواحد الشخصي الذي لا تعدد على مستوى الوجود هذا ليس معناه نفي شؤونها, ليس معناه نفي مظاهره, فإذن الآخرة ماذا تصير؟ شأن من شؤون هذا الوجود, الدنيا ماذا؟ شأن من شؤونه, عالم الحس كذلك شأن من شؤونه, كما انه جنابك العقل شأن من شؤون النفس, الوهم شأن من شؤون النفس, الخيال شان من شؤون النفس, الحس شان من شؤون النفس هذه كلها شؤون, ولكن هذا ينافي الإنسان واحد او لا ينافي؟ لا ينافي, هذا الوجود الواحد الشخصي ولكن اذا قلنا واحد شخصي لا يذهب ذهنك الى انه نريد أن ننفي كل شيء لا لا نريد أن ننفي, اذن نحن ننفي الأنبياء او لا ننفي؟ ننفي الشرائع او لا ننفي الشرائع؟ لا أبداً, لا ننفي الملك ولا ننفي الشيطان, الملك شأن من شؤونه فيسمى الهادي, والشيطان شأن من شؤونه فيسمى المضل, يهدي ويضل, الجنة شأن من شؤونه والنار شأن من شؤونه, كما انه جنابك الآن توجد عندك رحمة وتوجد عندك غضب كلاهما شأن من شؤونك, اذن {يا أيها الإنسان انك كادح الى ربك} ماذا تفعل؟ للقاء (فملاقيه) ولكن الكلام اين تلاقيه؟ تلاقيه في شأن فيه الرأفة والرحمة يعني جنات تجري من تحتها ورضوان من الله اكبر, وتلاقيه في شأن فيه الانتقام والغضب والعقوبة {أحاطت بهم سرادقها} والا الجميع يلاقي من؟ هذا الوجود الواحد الشخصي ولكن كل واحد يلاقيه في شأن من شؤونه.

    ما أتصور يوجد بيان أفضل من هذا البيان لتقريب الوحدة الشخصية بغض النظر أن الدليل يعين او لا يعين, أنا فقط الآن أنا شخصا معتقد انه مشكلة الوحدة الشخصية ليست مشكلتها في الأدلة أبداً, وإنما مشكلتها في تصويرها, وهو كيف أننا نحن نقبل الوجود واحد لا ثاني له ومع ذلك نقبل جنة ونار وملائكة وشياطين وشريعة وعذاب وراحة وقوس نزول وقوس صعود وعالم الشهادة وعالم العقل وعالم المثال وعالم الملكوت و.. الى آخره, طيب هذه كيف نصورها؟ الجواب: كاملا يمكن تصوير هذا الواحد الشخصي بهذا النحو.

    قال: وفي الحقيقة أن الممكن لا ينعدم بل يختفي ويدخل في الباطن الذي ظهر منه والمحجوب يزعم انه منعدم, المحجوب من هو؟ أهل النظر, لأنه هذا الإنسان المحجوب, بصيرته عمياء, ينظر ببصره بعقله وعقله لا يمكن أن يصور وان كان ملا صدرا اخذ بلجام هذه الفلسفة حتى يجرها الى العرفان , فسوى بسيط الحقيقة كل الاشياء, قال: لا يوجد شيء يوجد من لا شيء أبداً, كل شيء وجد من شيء من الخزائن ولكن هذا الشيء في كل خزينة من هذه الخزائن له وجوده الخاص به, الى أن نصل الى الصعق الربوبي فهو موجود بوجوده (سبحانه وتعالى) أما كيف موجود هذا هو علم الكيفوفة الذي يوجد بحث فلسفي انه غير ممكن الإكتناه وبحث روائي انه نهي عن علم الكيفوفة, هذا مرتبط بالكيفية والكيفية لا يمكن الوقوف عليها.

    قال: والمحجوب يزعم انه ينعدم, الآن يقول هذا الانعدام منشأه ما هو؟ توهم الانعدام هذا التوهم هذا الزعم من اين جاء؟ يقول: وتوهم انعدام وجود الممكن أيضاً إنما ينشأ من فرض الأفراد للوجود, انت تقول إن الإنسان له أفراد زيد وعمر وبكر وخالد, انت تنظر الآن أمامك زيد الآن ولد وعمر الآن مات, هذا وجد وهذا عدم, هذا متى يتصور؟ أن يكون للإنسان عدة أفراد أما اذا فرضنا أن الإنسان ليس له الا فرد واحد هل تستطيع أن تقول وجد وانعدم؟ لا يعقل, هذا الإيجاد والأعدام او الإيجاد والانعدام في فرض تعدد الأفراد.

    قال: وتوهم انعدام وجود الممكن أيضاً إنما ينشأ في فرض الأفراد للوجود يعني لحقيقة الوجود كالأفراد الخارجية التي للإنسان مثلا, وليس كذلك, الوجود ليس له أفراد, ليس له مصاديق ليس له تعدد, اذن ما هو الوجود؟

    فإن الوجود حقيقة واحدة لا تكثر فيها, يعني وما زاد يعني كل ما نراه من هذه الكثرة كثانية ما يراه الاحوال, يعني كسراب بقيعة يحسبه الضمآن ما يقول لا أبداً ليس كذلك, وأفرادها أفراد الوجود, الآن لا تمشون على الاصطلاح نحن لم نتكلم في الاصطلاح اذا تتذكرون في النهاية ميزنا بين الفرد وبين المصداق, قلنا الفرد للمفهوم الماهوي والمصداق للمفهوم الفلسفي ذاك ليس بملحوظ هنا, لا يذهب ذهنك الى هناك, لا تقول بأنه كيف يقول أفراد, أبداً هذا ليس ملحوظ أبداً, ذاك البحث واقعاً بحث جديد وابتكاري ذاك وتميز آخر ليس بملحوظ في كلمات هؤلاء, فلذا يعبر عن الأفراد حقيقة الوجود, ومقصوده يعني أفراد يعني على حد فردية زيد للإنسان بعد ذلك يقول لا ليس كذلك, فان الوجود بالنسبة الى أفراده عرض عام, عجيب لماذا عرض عام لا ذاتي؟ اذن القضية لا يذهب ذهنك أفراد في قبال المصاديق لا أن أكون هذا المفهوم أن يكون الوجود الذي نحكي عنه بمفهوم الوجود عندما نتكلم عن المفهوم يعني نتكلم عن المصداق, هذا المفهوم الذي يحكي عن مصداق هذا المصداق واحد حقيقة او متكثر حقيقة؟ الجواب: واحد حقيقة, طيب كيف نوجه الكثرة ما هي الكثرة؟

    قال: وأفرادها أفراد هذه الحقيقة باعتبار إضافة هذه الحقيقة الى الماهيات, هذه الإضافة هي التي ننتزع منها شأن من الشؤون, طيب أي إضافة هذه؟

    الجواب: هذه هي الإضافة الإشراقية وليست الإضافة المقولية ومرارا ذكرنا في الإضافة المقولية يوجد شيئان لا نسبة بينهما الآن ما هي النسبة بين هذا الدفتر وهذا الكتاب؟ لا نسبة, طيب الآن ماذا؟ هذا فوق وهذا تحت.

    اذن في الإضافة المقولية الإضافة فرع وجود الطرفين هذه في الإضافة المقولية, أما في الإضافة الإشراقية نحن يوجد عندنا طرفان او طرف واحد؟ عندنا مضاف ومضاف إليه, لا انه عندنا طرفان هذا يضاف وهذا يضاف لا لا, مضاف وهو الذي وجد بالالتفات إليه, ومضاف إليه وهو المعنى الاسمي له أن صح التعبير, كما انه الآن هذه الصورة التي الآن توجدها في ذهنك توجد بالنسبة إليها إضافة بالنسبة إليك او ليست لها إضافة؟ نعم إضافة قائمة بمن؟ قائمة بي, ولكن ما معنى قائمة بي؟ يعني ما دمت ملتفت إليها فهي موجودة, بمجرد انقطاع الالتفات عنها فهي معدومة.

    ولكنه في الإضافة المقولية ليس كذلك, وهنا عندما يقول بأنه إضافة حقيقة الوجود الى الماهيات يعني هذه الشؤون التي توجد من خلال هذا التجلي ومن خلال هذه الإفاضة.

    وأفرادها باعتبار إضافتها, إضافة الحقيقة الى الماهيات والإضافة أمر اعتباري, ليس اعتبار أنياب الأغوال, إنما الاعتبار الذي يقول أن الماهية أمر اعتباري ما معنى أن الماهية أمر اعتباري؟ يعني من قبيل أنياب الأغوال؟ لا لا, أبداً من قبيل انها ليس لها ما بإزاء وإنما لها منشأ انتزاع.

    يقول: والإضافة أمر اعتباري فليس لحقيقة الوجود أفراد موجودة لتعدم وتزول بل الزائل بل الإيجاد والإعدام ما هو؟ بل الزائل إضافة تلك الحقيقة الى هذه الماهيات, ومن هنا جاءت هذه المقولة المعروفة في كلمات العرفاء أن التوحيد إسقاط الإضافة, لأنه أساساً اذا أردت أن تعرف التوحيد الحقيقي التوحيد الحقيقي لا يتحقق الا بإسقاط هذه الإضافات, هذه الإضافة الإشراقية وليست الإضافة المقولية.

    بل الزائل إضافة الحقيقة الى هذه الأفراد ولا يلزم من زوال الإضافة انعدام الوجود وزوال الوجود, زوال الإضافة الإشراقية يلزم انعدام المضاف إليه؟ أبداً, اذا انت أعدمت هذه الإضافة الى هذا الشأن يعني انت عدمت؟ لا أبداً, ولا يلزم من زوال الإضافة انعدام الوجود يعني المضاف إليه وزواله, ليلزم انقلاب حقيقة الوجود بحقيقة العدم.

    والزوال بمعنى العدم هو المحال إذ زوال الوجود بالأصالة هو عدم ذلك الوجود هو العدم ضرورة وبطلانه ظاهر فان الوجود يزول او لا يزول؟ لا يزول أما موجود وأما غير موجود, وبطلانه ظاهر.

    الآن التفتوا من هنا اذهبوا وفكروا جيدا اذا كان الوجود واحدا لا تعدد فيه فيوجد مجال للبحث في التباين او لا يوجد مجال للبحث؟ بحث التباين للمشائين يوجد له مجال او لا مجال له؟ لماذا؟ لأنه ذلك قائم على أساس الكثرة فيقول هذه الكثرة هل هي مشككة او متباينة, يوجد مجال للتشكيك او لا يوجد مجال للتشكيك؟ هو يقول في أصل الوجود, حقيقة الوجود واحدة مشككة يوجد له مجال او لا مجال له؟ لا مجال له, ومن هنا في هذا التفريع وهو أصل البحث سينفي التشكيك في الحكمة المتعالية يقول لأنها قائمة على الكثرة ولا كثرة عندنا حتى يكون فيها تشكيك.

     والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2017/04/22
    • مرات التنزيل : 1774

  • جديد المرئيات