بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله الطيبين الطاهرين
قال: وهذا المعنى لا ينافي كونه عين ماهية أفراده باعتبار كليته الطبيعية كما أن الحيوان طبيعته فقط جزء الأفراد غير محمول عليها, وباعتبار إطلاقه أي لا بشرط بشرط شيء جنس محمول عليها.
بالأمس انتهينا الى هذه النقطة وهي انه أساساً ما يعتقده العارف أن هناك في متن الاعيان وجود واحد في قبال وهو غير مشكك هذا الوجود الواحد في قبال الحكمة المتعالية التي تعتقد انه في متن الاعيان أيضاً حقيقة الوجود واحدة ولكنها مشككة وفي قبال الحكمة المشائية التي تعتقد أن حقيقة الوجود بحسب متن الاعيان واحدة او متعددة؟ متعددة.
اذن توجد عندنا اتجاهات ونظريات ومدارس ثلاث في تصوير حقيقة الواقع الخارجي, هذا الواقع الخارجي على مباني المشائين فهو حقائق متباينة متعددة الآن أما تباين التام او التغاير ذاك بحث آخر, على مبنى الحكمة المتعالية حقيقة واحدة ولكنها مشككة لها مراتب متعددة, على مبنى العرفاء والوحدة الشخصية حقيقة واحدة لا متعددة ولا تشكيك فيها, لا متعددة في قبال المشائين, لا تشكيك فيها في قبال الحكمة المتعالية.
نعم هذه الحقيقة الواحدة لها مظاهر وهذه المظاهر تختلف بعضها مظاهر في عالم العقل كالأمور العامة وبعضها مظاهر في عالم العين.
الآن سؤال: وهو أن مفهوم الوجود في الذهن هذا المفهوم يحكي لنا عن هذه الحقيقة بما لها من الخصوصيات او لا يحكي؟
الجواب: لا يحكي قلنا, لماذا؟ لان هذه الحقيقة غير محدودة شدة ومدة وعدة, وهذا المفهوم كذلك او ليس كذلك؟ ومن هنا المفهوم العامي في الذهن يحكي عن هذه الحقيقة او هو مظهر من مظاهر هذه الحقيقة؟ يكون مظهرا من مظاهر هذه الحقيقة لا انه يحكي تمام هذه الحقيقة, هذه نقطة.
نقطة أخرى: وهي أن هذه الحقيقة هي عين وجود هذه الشؤون لا انه شيء غيرها ولا أن هذه الشؤون شيء وراء هذه الحقيقة هل البينونة بين هذه الشؤون وبين الحقيقة بينونة عزلة؟ أبدا, فهو عينها فهو عين هذه الأفراد, اذن الى هنا اتضح بان هذه الحقيقة لها احكام متعددة من حيث هي هي مشككة او غير مشككة؟ غير مشككة من حيث مظاهرها مشككة, تبين أن لها حكم واحد او حكمان؟
حكمان من حيث هي هي ليست مشككة, ومن حيث مظاهرها فهي مشككة طيب كيف يمكن أن تكون حقيقة واحدة ولها احكام متعددة؟ واضحة النقطة.
هنا يريد أن ينظر الى هذه القضية يقول: ما المحذور في ذلك أن تكون حقيقة واحدة بلحاظات وباعتبارات نفس أمرية لا اعتبارات أنياب الاغوال لا باعتبارات عقلائية وضعية باعتبارات متعددة تكون لها احكام متعددة, فان الجنس كالحيوان فانه جنس, بلحاظ يحمل على النوع وبلحاظ آخر لا يحمل عليه, اذا اخذ لا بشرط يحمل اذا اخذ بشرط لا لا يحمل, وهذا قرأناه في بداية الحكمة في نهاية الحكمة يتذكر الاخوة هناك قرانا هذه الحقيقة انه اذا أخذنا الحيوان بما هو جزء في الإنسان يحمل عليه الجزء الآخر او لا يحمل؟
لا يحمل عليه بشرط لا, أما اذا أخذناه بما هو لا بشرط فيحمل عليه النوع ويحمل عليه الجزء الآخر, وهذا ما قرأناه في اللا بشرط وبشرط لا, نقرأ هذه العبارة.
يقول: وهذا المعنى لا ينافي كون الوجود عين ماهية أفراده, أي وجود هذا ليس مفهوم الوجود لأنه لا معنى لان يكون مفهوم الوجود عين الأفراد لا معنى لذلك, وهذا المعنى لا ينافي كون الوجود يعني حقيقة الوجود يعني مصداق الوجود, لا انه مفهوم الوجود, لا ينافي كون الوجود عين ماهية أفراده, المراد من الماهية ليست الماهية بالمعنى الأخص وإنما الماهية بالمعنى الاعم, الآن كيف يكون عينها؟
يقول: باعتبار كليته الطبيعية هذه أي كلية هذه؟ الكلي المنطقي؟ الجواب: كلا هذا الكلي السعي النفس موجودة في مقام العقل او لا؟ نعم, موجودة في مقام الخيال او لا؟
نعم, موجودة في مقام الحس او لا؟ نعم, هذه النفس موجودة ولكنه هذه كل واحد لها شأن هي هي وهي غيره. الآن كيف يمكن أن تختلف احكام الوجود انتم من جهة قلتم انها غير مشككة من جهة قلتم انها مشككة من حيث هي هي غير مقولة بالتشكيك من حيث المظاهر مقولة بالتشكيك يمكن أن تكون حقيقة واحدة شخصية لها احكام متعددة؟
يقول: نعم ما المحذور في ذلك, فباعتبار تكون من حيث هي هي لا مشككة ولكن من حيث مظاهرها تكون مشككة, كما أن الحيوان, في بعض التصحيحات موجودة كلمة باعتبار, لأنه بلحاظ وباعتبار, لأنه انظروا قال وباعتبار بعد أربع او خمس كلمات اذن معناه هناك قبلها لابد أن ماذا كان؟
باعتبار طبيعته وباعتبار إطلاقه, هذا العطف يكشف عن انه توجد هناك كلمة محذوفة, ولم أجد هذا التصحيح من احد, يعني من هذه الكتب الموجودة, كما أن الحيوان طبيعته أي باعتبار طبيعته فقط, جزء الأفراد فان الحيوان غير الناطق والناطق غير الحيوان, الحيوان هو الناطق؟ الجواب: كلا, الناطق هو الحيوان؟ الجواب: كلا ولكن بلحاظ بشرط لا.
قال: غير محمول عليها يعني الحيوان باعتبار طبيعته الذي هو جزء الأفراد محمول على الأفراد او غير محمول على الأفراد؟
غير محمول عليها, أما وباعتبار إطلاقه الحيوان, أي لا بشرط شيء فهو جنس محمول على الأفراد, أما وباعتبار الحيوان, وباعتبار عروضه على فصول الأنواع فان الحيوان يعرض على الفصول على الناطق على الناهق الى آخره, وباعتبار عروض الحيوان على فصول الأنواع تلك الأنواع التي تحتها, المراد من تحتها يعني الحيوان ولكن لعله إنما أنث باعتبار الطبيعة باعتبار قال الحيوان طبيعته والا مراد الأنواع التي تحت الحيوان الذي هو الجنس.
يقول: بهذا الاعتبار عرض عام بالنسبة الى هذه الفصول وقد ذكرنا هذا المعنى أن الفصل عندما يعرض على الجنس خاص وان الجنس عندما يعرض عرض عام, عرض عام عليها, وهكذا الامر في كل ما يقع على أفراده بالتشكيك فانه بلحاظ شيء له حكم وباعتبار آخر له حكم آخر. والتفاوت في أفراد الوجود, شيخنا انت قبلت أن الوجود له أفراد او ليس له أفراد؟
يقول: نعم هذا من باب المشي مع كلمات القوم والا نحن لا نقبل أن الوجود له أفراد, أن الوجود له مظاهر له شؤون, والتفاوت في أفراد الوجود ليس في نفس الوجود بل اين؟ بل في ظهور خواص الوجود, الآن يضرب مثال جيد وقيم واقعا.
يقول: تعالوا معنا الى الإنسانية معنا من المعاني لها أفراد او ليس لها أفراد؟ لها أفراد متعددة, الإنسانية لها أفراد متعددة زيد وعمر وبكر وخالد الى ما شاء الله من الأفراد, هذه الأفراد حمل الإنسانية عليها بالتشكيك أم بالتواطي؟ حمل الإنسانية على الأفراد بالتشكيك يعني زيد إنسانيته اشد, أم انسان؟ انسان, وعمر إنسانيته اضعف أم انسان؟ انسان لماذا؟ لان الإنسانية ماهية من الماهيات, تحتمل التشكيك او لا تحمل؟
لا تحتمل ولكن هل ينافي ذلك أن الإنسان له مجموعة من الخواص هذه الخواص تشتد وتضعف في الأفراد او لا ينافي ذلك؟
لا ينافي يعني مع كون أن الإنسانية تحمل على جميع الأفراد بالتواطي هذا ينافي أن الأفراد تختلف في خصائص الإنسانية شدة وضعفا او لا تتنافى؟
لا تتنافى, فليكن الوجود أيضاً كذلك, فان مفهوم الوجود يحمل على أفراده سمه أفراد, بالتواطي ولكن هذا لا ينافي أن خواص الوجود التي هي مظاهر الوجود تختلف شدة وضعفا.
قال: والتفاوت في أفراد الوجود ليس في نفس الوجود بل في ظهور خواص الوجود كما في ظهور خواص الإنسانية من العلية والمعلولية في العلة والمعلول ولكون الوجود قائما في نفسه في الجوهر غير قائم بنفسه في العرض, التفتوا الجوهر والعرض له اصطلاحه الخاص عند العرفاء كما سيأتي بحثه التفصيلي في ص95 من هذا الكتاب في الفصل الرابع من المقدمات في الجوهر والعرض على طريقة أهل الله, الجوهر والعرض لا يذهب ذهنك الى هذا التعريف الموجود عند الحكماء, واحدة من اصطلاحاتهم في الجوهر والعرض أنهم يعتبرون الصادر الاول هو الجوهر وان كل ما دونه عارض عليه وعرض بالنسبة إليه.
قال: غير قائم بنفسه في العرض وبشدة الظهور في قار الذات وضعف الظهور في غير قار الذات, هل يعقل أن الوجود بما انه مفهوم متواطي بالنسبة الى جميع هذه الأفراد مع ذلك تكون هذه الأفراد مشككة؟
يقول: معقول كما أن مفهوم الإنسان بالنسبة الى جميع أفراده واحد, ولكن هذا ليس معناه أن الأفراد في ظهور خواص الإنسانية أيضاً متواطية بل ظهور خواص ظهور الإنسانية الذي يبدأ من التراب وينتهي الى قاب قوسين او أدنى هذه الخواص واحدة او متعددة؟
هذه متعددة, كما أن التفاوت بين أفراد الإنسان ليس بنفس الإنسانية التي تحمل على هذه الأفراد جميع على نحو التواطي هذا انسان هذا انسان, يعني انت تضع يدك على ابي لهب وتضع يدك على خاتم الأنبياء والمرسلين فهو انسان, لا انه هذا اضعف إنسانية وذاك اشد إنسانية لأنه لا تشكيك في الماهية, اذا كان الامر كذلك, اذن بماذا تختلف هذه الأفراد؟ تختلف لا بالإنسانية بل في ظهور خواص الإنسانية لان هذا الظهور له خواص مصداقه له خواص هذه الخواص تبدأ من نقطة واحد وليس لها انتهاء هذا البعض له هذه الخواص وبعض له هذه الخواص فيحصل التشكيك لا في الإنسانية بل في ظهور خواص الإنسانية, التشكيك ليس في نفس الوجود بل في ظهور ماذا؟ بل في مظاهر الوجود بل في ظهور خواص الوجود.
قال: كما أن التفاوت بين أفراد الإنسان ليس بنفس الإنسانية بل بحسب ظهور خواص الإنسانية في الأفراد فلو كان يعني هذا التفاوت الذي بين الأفراد, فلو كان مخرجا يعني فلو كان هذا التفاوت في ظهور الخواص مخرجا للوجود من أن يكون عين حقيقة الأفراد, لأنه اذا تتذكرون في ما سبق قال ولا ينافي كون الوجود عين حقيقة الأفراد, هناك قال هذه القاعدة في الوجود قالها, قال أن الوجود مع كونه عين حقيقة الأفراد ومع ذلك الأفراد متفاوت في ما بينها مختلفة شدة وضعفاً, هنا الآن يضرب هذا المثال.
يقول: لو كان التفاوت في ظهور الخواص مخرجا للوجود من أن يكون الوجود عين حقيقة الأفراد لو كان كذلك قياس استثنائي لو كان كذلك لكان مخرجا هذا التفاوت الظهوري بين أفراد الإنساني في خواص الإنسانية لكان مخرجاً للإنسانية من أن تكون عين حقيقة أفراد الإنسانية والتالي باطل فالمقدم مثله, يعني أن التفاوت في ظهور خواص الوجود لا يجعل الوجود لا يكون عينا لأفراده ولشؤونه, ما ادري عبارات واضحة إنشاء الله.
قال: لو كان التفاوت في ظهور خواص الوجود مخرجا للوجود من أن يكون الوجود عين حقيقة الأفراد لكان اختلاف الخواص الإنسانية لكان مخرجا للإنسانية من أن تكون الإنسانية عين حقيقة أفرادها.
يقول: وأنت اذا نظرت الى الإنسان تجد التفاوت بين أفراده بشكل لا يتناهى يعني عندما نبدأ من نقطة النقطة الأخرى وهي في التعالي والعروج متناهية او غير متناهية؟ ومع كل هذا تستطيع أن تضع يدك على كل فرد من الفرد مع هذا الاختلاف في ظهور خواص الإنسانية تقول الانسان عين هذا الفرد, هذا انسان حقيقة عينه حقيقة انسان, وهذا انسان وهذا انسان وهذا انسان, الآن نحن نتكلم قبل أن نفترض انه الإنسانية من النوع الأخير او من النوع المتوسط ذاك بحث آخر الآن على مباني الحكمة المتعالية اذا تتذكرون في مباحث المعاد وقفنا عنده مفصلا, أن الانسان هل هو نوع متوسط او انه نوع أخير ذاك بحث أخير لا ندخل فيه.
قال: والتفاوت الذي بين الأفراد الإنسانية لا يمكن مثله في أفراد شيء آخر من الموجودات, يعني يقول مع أن التفاوت لا يتناهى في خواص الإنسانية بين أفراد الانسان ولا يخرج أن يكون الانسان عين الأفراد فما بالك بغيره من الموجودات التي هي دون الانسان في تفاوت الأفراد في ظهور خواص تلك الحقيقة, من باب الاولى الأولوية القطعية اذا كان الإنسانية مع هذا التفاوت العظيم لا يخرج أن يكون الانسان عين الأفراد فما بالك بغير الإنسانية كالبقر والسماء والارض.. الى غير ذلك, والتفاوت الذي بين الأفراد الإنسانية لا يمكن مثله في أفراد شيء آخر من الموجودات ولذلك صار بعضها أعلى مرتبة واشرف مقاما من الأملاك, جمع ملك, باعتبار انه يستطيع أن يصل الى مقام يكون مسجوداً للملائكة {فسجد الملائكة كلهم أجمعون} أما وبعضها بعض هذه الأفراد والمراتب أسفل رتبة وأخس حالاً, مرارا ذكرنا هذه الأسفلية والأخسية كلها مرتبطة بعالم العقل النظري لا بعالم العقل العملي, يعني ليست مرتبطة بعلم الأخلاق مرتبطة بمراتب الوجود, وبعضها بعض هذه الأفراد أسفل رتبة وأخس حالا من الحيوان كما قال الله تعالى {أولئك كالأنعام بل هم أضل} وقال تعالى {ولقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم, ثم رددناه أسفل سافلين} اذن الانسان له درجة خواص الإنسانية واحدة او متعددة؟
لا في الأفراد تختلف من أعلى الدرجات الى أسفل السافلين, لذلك يقول الكافر{ياليتني كنت ترابا} طبعا هذا الكافر قاري فلسفة باعتبار انه هؤلاء يفهمون من هذه الآية المباركة انه يطلب من الله يوم القيامة أن يكون تراب لأنه فيه استعداد أن يكون كل شيء, التراب فيه استعداد أن يكون كل شيء, لماذا يطلب أن يكون تراب هناك؟ التراب ليس بكمال, التراب كمال؟ هو موجود الآن لماذا يطلب أن يكون ترابا؟
يقول: باعتبار انه الآن وصل الى مكان طريقه مفتوح أم مسدود؟ فيطلب أن يرجع الى طريق مفتوح أن يمشي في الكمالات, طيب هذا لابد انه قد قرأ فلسفة والا هكذا لا يستطيع أن يدخل, طيب على أي الاحوال, {يقول الكافر ياليتني كنت ترابا}.
وهذا القدر في ما ذكره في التنبيهات وهذا القدر كاف لأهل الاستبصار في هذا الموضوع ومن نور الله عين بصيرته وفهم ما مر وأمعن النظر فيه لا يعجز عن دفع الشبهة الوهمية والمعارضات الباطلة والله المستعان وعليه التكلان.
قبل الدخول الى هذا البحث اللاحق وهو إشارة الى بعض المراتب الكلية واصطلاحات الطائفة توجد مسألتين ثلاث أنا بودي أن أشير إليها في ما يرتبط بالوحدة الشخصية للوجود.
مقدمة لابد أن نعلم أن هذه الشخصية او هذا الشخص لأنه نحن نقول وحدة شخصية, هذه الشخصية سنخ شخصية لا تتأبى عن قيام البرهان عليها, لأنه انتم ماذا قرأتم في علم المنطق القضايا الشخصية يمكن إقامة البرهان عليها او لا يمكن؟
لا يمكن لأنه جزئي والجزئي لا هو كاسب ولا هو مكتسب, قرأنا او لم نقرأ في, يعني هل يمكن إقامة البرهان على زيد قائم زيد نائم, زيد جالس, زيد يأكل او لا يمكن إقامة البرهان؟ لأنه من شرائط البرهان كلية ضرورية دوام عدم الانفكاك الى غير ذلك, وهذه موجودة في مثل هذه القراءة او غير موجودة؟
ومن هنا قالوا في المنطق انه لا يمكن إقامة البرهان على الامور الجزئية والأمور الشخصية, طيب اذا كان الامر كذلك انتم تقولون وحدة شخصية اذن يمكن إقامة البرهان او لا يمكن إقامة البرهان؟
بحسب القاعدة لا يمكن إقامة البرهان, مع انه في هذه التنبيهات كان القيصري بصدد إقامة البرهان, اذن ما هو المراد من الوحدة الشخصية؟ التفتوا جيدا هذه نقطة معرفية ومنطقية أيضاً. وهو انه هؤلاء ليست مشكلتهم مع الشخص, عندما يقولون أن الشخص لا يمكن إقامة البرهان عليه, ليست مشكلتهم لأنه شخص, بل لان الشخص تكتنفه عوارض زمان ومكان ومتغيرة وزائلة و.. ويمكن إقامة البرهان على الامور الزائلة المتغيرة او لا يمكن؟
لا يمكن, أما اذا كان عندنا شخص هذا الشخص ملأ الخافقين لا أول له لا آخر, لا زمان له ولا مكان له يمكن إقامة البرهان عليه او لا يمكن؟ نعم يمكن, مشكلتنا في أن القضايا الشخصية لا يقام البرهان عليه لا لأنها شخص لا لا, بل لأنها متغيرة زائلة ونحن في مقدمات البرهان ماذا نحتاج؟
نحتاج الكلية, والثبات, وعدم التغير, والدوام, والضرورة وهذه موجودة في الشخص المتغير او غير موجودة, يعني موجودة في زيد قائم او غير موجودة؟
غير موجودة, لأنه نحن نريد في مقدمات الاستدلال البرهاني أن تكون دائمية أن تكون ضرورية و.. غير ذلك وفي قولنا زيد قائم يوجد الدوام او لا يوجد؟ لا يوجد, توجد الكلية او لا توجد؟
لا توجد, توجد الضرورة او لا توجد؟ لا توجد, الآن اذا كان هناك شخص فوق التغير, وفوق الزمان والمكان و.. الى غير ذلك كما نحن نعتقد أن هذا الوجود الواحد الشخصي هو الحق (سبحانه وتعالى) والا لو كان الشخص لا يقام عليه البرهان طيب الله (سبحانه وتعالى) افترضوا لا على الوحدة الشخصية الآن نريد أن نتكلم على الحكمة المشائية الله (سبحانه وتعالى) شخص او ليس بشخص؟ يقينا الله وجودا شخصي طيب يمكن أن يقام البرهان عليه او لا يمكن؟ نحن في الكلام في الفلسفة نقيم البرهان لإثبات وجوده وهو وجود شخصي.
اذن نحن عندما نقول في المنطق أن القضايا الشخصية لا يمكن إقامة البرهان عليها لا لكونها شخص بل لان الشخص اذا كان متغيرا زائلا غير ثابت له زمان له مكان اذن لا يمكن إقامة البرهان عليه لأنه متغير, وفي المقام الوحدة الشخصية هذه الحقيقة التي هي عين الحق هذه الوحدة الشخصية للوجود هذا الوجود الواحد الشخصي سنخ وجود غير متغير, له زمان له مكان له.. ؟ لا ليس كذلك اذن يمكن إقامة البرهان عليه, هذا أولاً, هذه قضية.
القضية الثانية: هو انه لم يقم عندنا برهان عقلي على استحالة الوحدة الشخصية, اذا قام عندنا برهان عقلي على الاستحالة, اذن له مصداق او ليس له مصداق؟
ليس له مصداق كما في شريك الباري, في شريك الباري عندما نقيم البرهان على أن الواجب لا ثاني له, اذن نثبت بالبرهان انه شريك الباري ممكن أم ممتنع؟ شريك الباري ممتنع, انتهينا. فهنا هذه القضية مطروحة وهو انه هل يوجد برهان عقلي على امتناع أن متن الاعيان واحد شخصي او لا يوجد مثل هذا البرهان؟
الجواب: العقل يقول الى الآن أنا لم أجد مثل هذا البرهان, طيب اذا لم يكن ممتنعا يعني فهو موجود؟ او لازم اعم؟ (كلام أحد الحضور) لازم اعم, احسنتم, فمن هنا فالعقل بعد أن لم يقم عنده برهان على الامتناع للوحدة الشخصية يحكم بان الوحدة الشخصية وان متن الاعيان واحد شخصا يقول هذا ممكن بأي امكان؟ (كلام أحد الحضور) الامكان العام احسنتم, والإمكان العام اعم من أن يكون له مصداق, فإذا ثبت أن له مصداق فيكون واجبا, وهذا يتنافى مع حكم العقل بالإمكان العام او لا يتنافى؟
لا يتنافى وإذا لم يكن له مصداق يقول لم يتحقق مصداقه لا انه يمتنع أن يتحقق, أريد أن أسلسل البحث لكي تعرفون بأنه الى اين أريد أن أصل.
اذن الى هنا وهذا غير كل ما قرع سمعك فذره في بقعه الامكان حتى يذدك عنه قائم البرهان, ذاك غير هذه القاعدة قاعدة الاحتمال العقلي الذي قاله الشيخ غير هذا المطلب الذي نحن نقوله, هناك لا يوجد حكم في قاعدة الشيخ هنا يوجد حكم وهو أن هذا الشيء ممكن يعني أن يكون متن الاعيان وجود واحد شخصي هذا ممتنع؟ كلا, هذا واجب؟ ماذا تقول؟ ممكن أن يكون واجبا, وإذا لم يكن له مصداق يبقى على إمكانه ولكنه ليس له مصداق.
سؤال: اذن الى هنا وصلنا الى أي مرحلة؟ أن هذا المصداق الذي يوجد في ذهننا والذي نعبر عنه انه الوجود وانه الحق وهو الذي عبرنا عنه بالوجود الواحد الشخصي او الوجود المطلق الوجود من حيث هو عبرنا عنه بتعبيرات متعددة, سؤال: له مصداق في الواقع الخارجي او ليس له مصداق؟
من هنا كل الذي يوجد عندنا إن أصل الواقعية بديهية, خلافا للسفسطائي الذي يقول انه وهم في وهم وسراب في سراب, الجواب: لا ليس سراب في سراب وإنما هناك واقعية ولكنه هذا الامر البديهي يثبت لنا الواقعية في الجملة أما أن هذه الواقعية ما هي؟ وجود او ماهية؟ هذا كذلك بديهي أم نظري؟
هذا نظري, اذا كان وجود واحد او متعدد؟ هذا بديهي او نظري؟ نظري, ومن هنا اذا يتذكر الاخوة في أول بداية الحكمة وفي أول نهاية الحكمة, قلنا أن الموجودية غير الوجود, قبل الدخول في البحث الفلسفي الموجودية يعني الواقعية وهذه أمر بديهي أصل مسلم عند الجميع في قبال السفسطائي الذي ينكر أي واقعية ولكن دخلنا الى البحث الفلسفي فبحثنا أن هذه الموجودية هذه الواقعية هل هي الوجود او هي الماهية, القائل بأصالة الماهية برهن على أن هذه الواقعية ما هي؟
هي الماهيات, وهذا لا يحتاج عنده مؤونة في إثبات الكثرة لأنه هو الماهيات مثار كثرة (كلمة غير واضحة) هذا لا يحتاج أن يقيم برهانا على الكثرة لأنه عندما اثبت أن الواقعية ماهية الماهيات بطبيعتها وحدة او كثرة؟ كثرة.
أما في قبال هذا الاتجاه الذي آمن بان هذه الواقعية ما هي؟ وجود هنا يأتي معترك الآراء المشائي يقول هذا الوجود واحد أم متعدد؟
متعدد, الحكمة المتعالية تقول هذا الوجود واحد مشكك له مراتب مختلفة, العارف يقول هذا الوجود واحد شخصي, تواطي وصف المفهوم شيخنا نعم, واضح هذا المعنى.
اذن لكي نقول واحد نحتاج الى برهان, لكي نقول متعدد نحتاج الى برهان, المشائي مسألة الكثرة بالنسبة إليه سهلة يقول والعرف ببابك وجدانك ماذا يقول واحد أم كثرة؟ كثرة, بأي دليل يقول بدليل تعدد الآثار, الحكمة المتعالية قالت لا يمكن أن نثبت انه اذا تعددت الآثار يعني تتعدد الوجودات لا, يمكن أن يكون وجودا واحدا ولكن هذا الوجود الواحد له مراتب وهذه الآثار المتعددة باعتبار تعدد المراتب, العارف يقول لا أي ملازمة لا توجد, من يقول بان الوجود واحد مشكك لا الوجود واحد شخصي نعم هذا الوجود الواحد الشخصي له مظاهر, الذي بالأمس ذكرنا قلنا واقعا التمييز بين وجود واحد مشكك له مراتب وبين وجود واحد شخصي له شؤون يحتاج الى مؤونة كثيرة في المبدأ التصوري, الآن بغض النظر قبل أن نصل الى المبدأ التصديقي قبل أن نصل, واضح البحث بأي اتجاه يسير.
اذن اذا أردنا أن نقول واحد شخصي نحتاج الى, لا يقال لي أصل الواقعية ثابتة, اذا كان ثابتا فيمتنع عليه العدم, وكل ما امتنع عليه العدم فهو واجب, وهذه طريقة استدلال العارف قال: طيب تسلم أصل الواقعية موجودة هذا مسلم, ويمتنع عليه العدم لماذا؟
قال: لأنه اذا عرض عليه العدم مع حفظ الوجود اجتماع النقيضين, مع انقلاب الوجود مع ذهاب الوجود يلزم الانقلاب في الذات وكل ما امتنع عليه العدم فهو واجب لذاته, اذن الوجود واجب لذاته, هذا الاستدلال تام او غير تام.
التفت, نحن أصل الواقعية ثبتناها ولكن هذه الواقعية هي الماهية او الوجود الواحد المشكك او الوجود الواحد الشخصي, فهذه تثبت بأصل ثبوت الواقعية او لا تثبت؟ لا تثبت كل واحدة تحتاج الى دليل, الآن انظروا العارف ماذا فعل؟ هكذا دخل على البحث وهذا أهم دليل للعرفاء لإثبات الوحدة الشخصية.
قالوا: أصل الواقعية ثابتة, الوجود من حيث هو وجود يقبل العدم او لا يقبل العدم؟ الجواب: قالوا يستحيل أن يقبل العدم لأنه من حفظ الوجود لو قبل العدم اجتماع النقيضين مع ذهاب الوجود وتبدله الى العدم يلزم انقلاب في الذات, هذه صغرى القياس, وكبرى القياس ما هو؟ وكل ما يمتنع عليه العدم لذاته فهو واجب اذن الوجود واجب, قالوا اذن الوجود من حيث هو هو واجب وهذه هي الوحدة الشخصية.
هذا البرهان اذا تتذكرون في آخر التنبيهات في آخر التنبيه ذكرناه تعالوا معنا الى ص41 بهذا البيان التفتوا جيدا, تنبيه آخر قال: كل ممكن قابل للعدم ولا شيء من الوجود المطلق بقابل له, المراد من الوجود المطلق يعني الوجود من حيث هو وجود, وبهذا يقول أثبتنا لكم أن الوجود ماذا؟ أن واجب الوجود واحد او الوجود واحد؟ لأنه نقول الوجود واجب والواجب واحد فالوجود واحد.
طيب اين المغالطة في هذا؟ (كلام أحد الحضور) وهو انه انت قلت الوجود المطلق من حيث هو وجود مطلق لا يقبل العدم لذاته, الحق معكم, الوجود المطلق من حيث هو وجود مطلق لا يقبل العدم, ولكن الكلام أن هذا المفهوم له مصداق في الواقع الخارجي او ليس له مصداق؟ العارف يقول له مصداق, الحكيم يقبل أن له مصداق او لا يقبل؟ لا اقل المشائي؟ يقول: والله في الواقع الخارجي أنا لا يوجد عندي الوجود من حيث هو وجود الوجود المطلق أنا لا يوجد عندي, أنا يوجد عندي هذا الوجود هذا الوجود, انت الذي تقول الوجود المطلق لا يقبل العدم لذاته هذا له مصداق او ليس له مصداق, نفس تصور المفهوم لا ثبت أن يكون له مصداقا في الواقع الخارجي فانه الوجود المطلق وجود مطلق بالحمل الاولي ولكن بالحمل الشائع قد يكون موجودا او معدوما؟
قد يكون موجودا وقد يكون معدوما, كما انك في العدم تقول كذلك, تقول العدم من حيث هو عدم عدم بالحمل الاولي لكن هذا بالحمل الشائع أيضا العدم عدم او وجود؟
طيب فليكن الامر بالنسبة الى الوجود المطلق كذلك, الوجود المطلق وجود مطلق بالحمل الاولي ولكن الوجود المطلق معدوم بالحمل الشائع, الوجود المطلق شيء وانه موجود في متن الاعيان شيء آخر وهذه هي مغالطة العارف, أنا معك اقول اذا كان الوجود المطلق له مصداق في الخارج يمتنع عليه العدم, الكبرى سهلة, وكل ما يمتنع العدم لذاته فهو واجب, إنما الكلام كل الكلام أن هذا المفهوم وهو الوجود المطلق له مصداق او ليس له مصداق؟ انت تقول له مصداق بأي برهان؟
يقول: كوشفت, اقول {طوبى لك وحسن مآب} نحن نتكلم اين؟ في البحث الفلسفي في الاستدلال, الحكيم المشائي يقبل الوجود المطلق له مصداق او لا يقبل؟ يقول لا في الواقع الخارجي يوجد هذا الوجود هذا الوجود هذا الوجود.
تتمة الكلام تأتي.
والحمد لله رب العالمين.